البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات bouarfa abdelkader

 1 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
صدام، تدافع، صراع،......عملة ذات وجه واحد    كن أول من يقيّم

لست من الذين يحبذون الحديث عن بعض الكتب المتاهفة في حضيض الوهم . والتي لم تكن تجد هذا الرواج لو لم تقف المخابرات الأمريكية وإعلامها وراءها.
إن صموئيل وفرانسييس فوكو ياما لقطة شاذة في حركة التاريخ . فالأول كتابه عبارة عن تقارير المخابرات طعمها بإيديولوجية النخبة المتسلطة، والتي كان ولازال عرابها الأول الرئيس هاري ترومان الذي دشن أمركة العالم سنة 1947 بمقولته الشهيرة :{ ملأ الفراغ} وكان يقصد أن تأخذ أمريكا المناطق التي تخلت عنها كل من فرنسا وبريطانيا { الإستحمار الحديث } .
   ثم يأتي العراب الثاني ممثلا في شخصية هنري كيسنجر ليقدم كتابه [ الديبلوماسي ] راسما استراتيجية لإحتواء العالم عن طريق الكثير من التصورات مثل من يملك القمح يملك العالم أو من يملك النفط .... ولم يكن صموئيل إلا الذنب الأحير للحية أو ليفتان توماس هوبز ..
  إن الصدام clache ماهو في حقيقة الأمر إلا مفهوم التدافع القرآني الذي عبر عنه ابن خلدون بقانون التداول العصبي ، ثم الذي عبره عنه الفيلسوف فرديريك هيجل بصراع النقائض .. وهو لا يختلف عن مفهوم فريريك نيتشه المتمركز حول فكرة التصالب المتعالي .
  نحت كان نحتاج اليوم إلى فكرة تجمعنا روحيا لنواجة الأمركة ، لقد أستطاعت أوروبا أن تنتج مفهوما حركيا يواجه الهيمنة الأمريكية نلاحظه من خلال لفظة الأوربة .. ويمكننا نحن أن نختص بمفهوم جديد نسميه العوربة ، وإن كان شعورنا اكثر وعيا وتقدما نسميه بالأسلمة ، وغن إضطر الأمر نقيم حلفا من المد الكنفوشيسي ونقيمل حلفا كالذي دعا إليه المفكر الجزائري مالك بن نبي التحالف الأفرو -أسيوي أي الشرقنة كقضية مناقضة للعولمة .
   ولهذا الغرض قد لانتفق مع الدكتور حسن حنفي الذي حاول إعادة اكتشاف الغرب عن طريق مقدمات في علم الإستغراب من أجل وضع أرضية للتفاهم والحوار .. بل تراني في كثير من المقالت والكتب التي نشرتها أدعو إلى إحياء قانون التدافع .. إنه يختلف عن الصراع والصدام .. لكونه يعتمد على مبدأ العدل في المواجهة ......
   والتعليق لا يفي بالغرض الذي أريده ولكن لكل مقام مقال.                                              د. عبد القادر بوعرفة :   جامعة وهران 

29 - نوفمبر - 2006
صراع حضارات أم حوار ثقافات....??
الفلسفة والشعر : التضايف بين العقل والقلب    كن أول من يقيّم

ليست الفلسفة تلك الحكمة المتعالية عن كثير من البشر، والمخصوصة لخاصة الخاصة ، بل الفلسفة من حيث هي تأمل في كل ماهو موجود تصبح مرتبطة بكل كائن مُتعقل لوجوده ، إن التأمل  طريقة للتفكير وليس تعبيرا وتنسيقا للمعاني ، هو إدراك وفهم ، هو قبول صورة ما في الذهن قبول تفرد وتوحد كما يقول ابن باجة. ومنه تصبح الفلسفة هي الموضوع الذي يثير في النفس البشرية:
1- المعاناة 2- الدهشة 3- السؤال 4- الحيرة 5- الحرقة 5- الاستشراف 6- الحقيقة الضائعة. 
  غير أن الفيلسوف غالبا ما يصطدم باللغة كعائق ، لإن المدركات قد لا نستطيع أن نعبر عنها كما هي ، فنشعر أن اللغة تخون الإنسان ( محي الدين ابن عربي) ، وبالتالي نبحث عن المُخلص الذي يضيف لمدركاتنا العقلية فيضا جديدا من المدركات القلبية، عندئذ يتجاور المنطوق العقلي بالمنطوق القلبي ، أو بمعنى آخر يتضايف العقل مع القلب، ونقصد بلغة أفلاطون أن يحدث تناغم بين اللوغس والحدس ، بالرغم من أن أفلاطون يرفض ارتباط الفكر الفلسفي بالشعر، بل أقر ضرورة طرد الشعراء من مملكة الفكر.
  غير أن ابن سينا في عينيته المشهورة استطاع أن يُقوض الطرح الأفلاطوني، فلقد انسجم التأمل الماورائي مع الترانيم الشعرية ، وأصبحت قصيدته أكثر مقروئية من كتبه الضخمة ، ولنستمع لبن سينا وهو يحاور الروح : هبطت إليك من المحل الأرفع *** ورقاء ذات تعزز وتمنع .
  والفيلسوف ابن الفارض لم يجد غير الشعر لكي يعبر عن مراتب العقل الثلاث: العرفان، البرهان ، البيان . فالعرفان متعالي يتطلب منا البرهان ولتقديميهما نحتاج إلى البيان.
   لقد تحدث هيدجر عن الشعر والفلسفة ، وربطه  بالميتافيزقا  ارتباطا ضروريا وأنطولوجيا ، لأنه اعتقد أن الكلمة هي مسكن الإنسان ، وليس هناك أبدع بيت من الشعر. 
  ومن ناحية اخرى ليس الشعر نظما للقوافي وسبكا للأوزان ، بل الشعر شعور وفكر لذا فالشاعر الموصوف هو الفيلسوف ، أما إذا كان خلاف ذلك فهو مجرد ناظم وقارض . ولقد أحس إيليا أبو ماضي بتلك الفجوة الموجودة بين الشعراء والفلسفة فقال : لست من أن حسبت الشعر لفظا ووزنا *** خالف دربك دربي وانقضى ما كنا منا. وملك الشعراء أبو الطيب المتنبي رأى في ذاته الشاعر وليس القارض والناظم لأنه ضايف بين العقل والقلب : ذو العقل يشقي في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم. والفلسفة علاقتها مع الشعر كعلاقة الفكرة بالنغم ، أو اللحن بالوتر ، أو الصورة باللون / فالشعر هو الذي يعطي للفلسفة ذلك الرونق العجييب الذي يُحبب التأمل ويجذب إليه. 
   بالرغم من كون أفلاطون يرفض الشعر ويبغض الشعراء إلا أن خطابه مقارنة مع أرسطو طاليس أكثر شاعرية، لأن خطاب أرسطو توقف ضمن لغة الحدود المنطقية فكان جافا تقنينا بيد أن أفلاطون في محاوراته يحضر المجاز والتشبيه وكأنك تقرأ قصيدة نثرية .
    لا نريد أن نكثر الحديث في موضوع كثر الحديث عنه أصلا ، فلحد الساعة أشرفت على ثلاث رسائل ( دكتوراه) ستناقش في حدود 2009 . الأولى من إعداد الطالب الباحث : قوزى مصطفى حول ( الشعر والرمز في الخطاب الصوفي /ابن الفارض نموذجا) والثانية ،للباحثة مقدم مختارية :( الشعر الفلسفي عند الخيام) والثالثة للباحثة درغام نادية : ( البعد الجمالي للشعر الفلسفي عند جلال الدين الرومي).
    كما نوقشت رسالة ماجستار بجامعة وهران تحت عنوان ( الشعر والميتافيزيقا بين أفلاطون وهيدجر) للطالب كرد محمد علي.
       وختاما أقول أن الشعر وسيلة لغوية بيانية يُعبر به الفكر الفلسفي عن مدركاته تعبيرا يعطي للقول الفلسفي أكثر مصداقية وشاهدية ، لأن الحرف يحمل الدلالات وليس كالحرف الشعري قبةلا في النفس.
                            وإن من الشعر لحكمة.
                                               د. عبد القادر بوعرفة - جامعة وهران.        

16 - مارس - 2007
حوار الشعر والفلسفة...أو الحكمة الموزونة
الثورة الاجتهادية المعاصرة    كن أول من يقيّم

شكرا عزيزي على المتابعة ، أما الجنيات الخمس التى ذكرتها فكانت بمثابة القرائن التي تعيق العقل الإسلامي من الإنطلاق ، ففي كل حضارة يتحول الفلاسفة والعلماء الكبار إلى أوثان وأصنام بفعل التقديس والتعظيم . ولن يحدث التقدم إلا من خلال تحطيم تلك الأوثان . وليس الغرض من الإنقلاب عليهم قتلهم رمزيا وغمط حقهم ، بل من أجل التجاوز والخلق والإبداع . فابن خلدون تحول إلى صنم  في علم العمران البشري ، والشافعي في علم الأصول ، والبخاري في علم الحديث ، والفاراهيدي في علم العروض، وسبويه في علم النحو .. ومنذ تلك اللحظات التاريخية الكبرى لم يُسجل العقل الإسلامي إبداعات أخرى ... وعليه كانت مداخلتي في الملتقى الدولي حول الاجتهاد تحاول أن تُؤسس لثورة اجتهادية كبرى تُزحزح الأوثان والتقليد ... ومقدمة المداخلة قد تُبين بعض الملامح الثورة. 
  
بنية الثورة الاجتهادية
أمل التغيير وعوائق التفكير
* المولج                                                  د. عبد القادر بوعرفة/ وهران
ولجت إلى الموضوع وكلي ثورة وحسرة على الواقع المعاصر الذي لا يحمل من راهنية العصر إلا الاسم وتلك الكتل اللحمية المتحركة عبر أزقة الماضي والتي لازالت أفكارها تتجذر في غياهب عصر الانحطاط وحقبة المدونات وشرح الشروح. ولم أجد ما يفرج محنتي إلا التّعلق بحديث للرسول (ص) حين قال :{ إن الله يبعث على رأس كل مئة سنة من يُجدد لهذه الأمة أمر دينها.}[1]
         وبالرغم من كوني من دعاة الشك في الحديث وإعادة كتابته كتابة علمية، إلا أني استحسنت الحديث لما فيه من منفعة للأمة، ذلك أن التجديد سنة كونية قبل أن تكون دعوة دينية. ولقد كان المسلمون الأوائل لا يجدون مضرة في الاجتهاد باعتباره تجديد في الدين، فحديث معاذ بن جبل* وهو متجه لليمن ينم عن جوهر الدين الإسلامي الذي يُعطى للمكان والزمان بعدهما، ولا يُهمل مصالح الناس ولا يعطل قواهم الفكرية بل يجعلها من علامات الاستخلاف أو أمانة الوجود. ونلاحظ علي بن أبي طالب( ر) يجسد مفهوم التجديد والاجتهاد حين عرض عليه القوم منصب الخلافة لكن بشرط إتباع الكتاب والسنة وسيرة الشيخين، فيرفض قائلا : أما الكتاب والسنة فنعم أما سيرة الشيخين فلا ، فلقد اجتهدا وأنا سأجتهد مثلما اجتهدا.   
     ونفهم من موقف على بن أبي طالب أن الواقع هو الذي يفرض على المسلم إكراهاته وحاجياته، فإن كان الأمر يتوافق مع المجمل والعام فلا منصة من الاحتكام إلى النص الثابت ثبوتا قطعيا، أما إذا كان الواقع يحمل صفة التَّغير واللامألوف فالواجب الاحتكام للتجربة والعقل.
      لذلك كله كان للاجتهاد في الثقافة الإسلامية كظاهرة حضارية المركز المهم لما أبدعه وأنجزه من منظومات فقهية وأصولية، ومنظومات لغوية وكلامية ... التي أحرزت تقدما كبيرا في فهم العقيدة ومناظرة الآخر(الوافد)  .. 
     إن الاجتهاد ارتبط بالعقل الخلاّق الذي آمن به السلف قبل عصر إعلان " غلق باب الاجتهاد"،  والذي لا زال العقل الإسلامي يعاني منه الأمرين إلى يومنا،  ويعود غلق باب الاجتهاد إلى لحظة ترسيم المتوكل مذهب أهل السنة والجماعة كمذهب للسلطة والخلافة بدل من مذهب المعتزلة الذي رسّمه المأمون بقوة السلطة.
     يمكن القول أن الترسيم السياسي لم يكن هو العلة في توقف الاجتهاد المعرفي داخل بنية النص، بل أن العقل الإسلامي كان وصل إلى درجة الانغلاق على ذاته بعد أن انفتحت الساحة الإسلامية على الثقافات لسيطرة فقهاء الحرف والسيف، وأمراء الجواري والجيش،  ومن ناحية أخرى كان لظهور مدونات الحديث والمعروفة بالصحاح الدور السلبي في توقيف الاجتهاد.
       ولقد تناسى علماء الدين حقيقة كون الاجتهاد ليس الغرض منه الإصابة فقط، بل الخطأ في الاجتهاد فضيلة غير مكتملة، والفرق بين المجتهد المصيب والمخطئ لا يتعدى درجة الثواب، ولعل خطأ المجتهد يكون أكثر فاعلية من صواب المجتهد ، لأن الأول يحرك الاجتهاد لما يزرعه من اللايقين بينما الثاني يُقفل الموضوع بوثوقيته. ولذا فنحن نرى ضرورة فتح الاجتهاد بالتركيز على أن كل مجتهد صائب بالفعل ومخطئ بالشك. ولقد أكد
 الإمام الجويني : " كل مجتهد مصيب في اجتهاده واحدهم عاثر على الحق والباقون مخطئون فيه وكلهم على الصواب بالاجتهاد. قال القاضي: والذي توضح عندنا من فحوى كلام الشافعي رحمه الله القول بتصويب المجتهد ."


 
[1] -  أخرجه أبو داود بسند صحيح.
*  قال الرسول ( ص) : " (يا معاذ! كيف تقضي إذا عرض لك  القضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي بعض الروايات: فبقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب صلى الله عليه وسلم بصدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله.)

12 - مارس - 2008
في الإجتهاد !!!!!!!
رؤية النبي    كن أول من يقيّم

أشكر الأخ زهير على أسلوبه المرن في النقد ، وهو أسلوب ينفع مع العوام، ولذلك فإن الطرافة التي ذكرتها تبدو أكثر عقلانية من بعض الأحاديث الواردة في صحيح البخاري، وتأمل معي أعزك الله الحديث التالي: { كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا إنه آدر .قال فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه. قال فجمح موسى بأثره يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى فقالوا والله ما بموسى من بأس فقام الحجر بعد حتى نظر إليه قال فأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا قال أبو هريرة والله إنه بالحجر ندب ستة أو سبعة ضرب موسى عليه السلام بالحجر }

حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا إنه آدر قال فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال فجمح موسى بأثره يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى فقالوا والله ما بموسى من بأس فقام الحجر بعد حتى نظر إليه قال فأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا قال أبو هريرة والله إنه بالحجر ندب ستة أو سبعة ضرب موسى عليه السلام بالحجر .

كان موسى عليه السلام رجلا حييا قال فكان لا يرى متجردا قال فقال بنو إسرائيل إنه آدر قال فاغتسل عند مويه فوضع ثوبه على حجر فانطلق الحجر يسعى واتبعه بعصاه يضربه ثوبي حجر ثوبي حجر حتى وقف على ملإ من بني إسرائيل ونزلت { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها }

وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال أنبأنا أبو هريرة قال كان موسى عليه السلام رجلا حييا قال فكان لا يرى متجردا قال فقال بنو إسرائيل إنه آدر قال فاغتسل عند مويه فوضع ثوبه على حجر فانطلق الحجر يسعى واتبعه بعصاه يضربه ثوبي حجر ثوبي حجر حتى وقف على ملإ من بني إسرائيل ونزلت " يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها. "
   والعاقل يقول هل كان موسى في حاجة إلى كل هذا التعقيد ليبرهن الله على أنه سليم معافى من جسده .
          كما أن ضرب الحجر أكثر من ستين ضربة يُعد ضرب من الجنون. فما الفائدة من ضرب الجماد ؟؟ وهل يبكي الجماد ، وهل يفر الجماد ؟؟ لقد كان الله أيسر عليه أن يرسل ريحا خفيفا تلقى بثياب موسى أمام بني إسرائيل .. فيكون الحديث معقولا وعلميا...
  وسأتابع نقد الصحاح في كل اسبوع ، وسأحاول عرض حديث أو حديثين فقط .. ونرجو من السادة العلماء تجربة النقد وممارسته على ما يُعتبر مقدس ، فنحن اليوم نواجه بشرا ليس من السهل الضحك على عقولهم ...
   
 
 

13 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
أصنام العقل    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

الحمد لله كثيرا، والصلاة على النبي محمد المختار ، الذي أمر بالتمسك بالقرآن ، ونهى عن تدوين الأخبار على لسانه ، وبشرهم بسوء الدار، أما بعد :
 فأنا مسلم سني العقيدة مالكي المذهب ، ولست شيعيا كما أراد السيد مروان أن يستقرئ من حاسة الشم الضعيفة لديه. وأعلم أعزك الله ما يلي :
1- كنت أنتظر منك أن تأتي  برأيك   ومنتوج عقلك لا أن تذهب للمواقع وتسلخ ذاك الرد المنشور في عدة مواقع إسلامية ، وموضوعه غير الموضوع الذي أريده..
2- أن الكتب التي أشرت إليها سابقا ( أنظر أعلاه)  كلها تشير أن ما يطلق عليها الصحاح تحتوي على كثير من الأخطاء في المتون والأسانيد، وهم علماء تقاة ، ويكفيك مثالا أن الشيخ الألباني أعاب الكثير من المشهور، وقدم على ذلك مثالا حديث عبد الله بن عباس (ر) مع زوج الرسول (ص) السيدة المصون ميومنة.
3- أن الأحاديث التي جعلتها موضوعا للنقد هي أحاديث مشهورة، وهي قليلة .
4-  أن النقد لا يعنى الهدم والتشكيك ، بل النقد يعني العلم واليقين .
5- أن كثيرا من الأحاديث تناقض صريح القرآن الكريم .
6- أن الراوة الثلاث ( عائشة ( رضي الله عنها ) وعبد الله بن العباس ( رض الله عنهما ) وأبو هريرة ( رضي الله عنه) يشكلون 80 بالمئة من الحديث المروي في كل الصحاح . وهذا يخالف الواقعة التاريخية ( صغر السنة وقلة الصحبة للرسول خاصة أبو هريرة الدوسي ) . كما أن الوضاعين استغلوهم كأسماء مشهورة لوضع الأحاديث خاصة في المجال السياسي والمنفعي .
7- ان الذاكرة الخرافية التي اتسموا بها تتناقض مع حقيقة تاريخية ، والمتمثلة في عدم تدوين خطب جمعة الرسول ، والتي بلغ تعدادها التقريبي 847 خطبة ، إذ لم تُدون حسب المختصين إلا 8 خطب وأغلبها غير كاملة . مع العلم أن خطب الرسول من حيث المكان والزمان تُعد متواترة لحضور الناس ليوم الجمعة ( أغلب الصحابة والمسلمين ). والسؤال الدقيق : لمَ لم تُدون خطب الرسول ؟؟؟؟  مع العلم أنها سنة قولية .
8- لمَ منع الخلفاء الراشدون عليهم أفضل الذكر وأخلص الرضوان تدوين الحديث، ودأبوا على طرد المحدثين وحبسهم وتعنيفهم ، وخاصة الخليفة الفاروق.
9- أن أحاديث السنة بالرغم مما فيها من الخلل القليل هي أفضل من حيث التدوين والجرح والتعديل من مثيلاتها لدى إخواننا الشيعة . وليكن في علم السادة أني اطلعت على بعض ما كتب الطرفان ( السنة والشيعة) فوجدت متون أحاديث الشيعة واهية من حيث البناء اللغوي، أما السند فهو مردود لوجود أسماء لا تاريخ لها، كما أن الشيعة معيارهم عصمة الإمام ، وهذا المعيار من حيث النقد العلمي لا حجة له.
10- إذا استمر النقاش بروح علمية، فسنعرض بعض الأحاديث المروية في صحيح البخاري ونحاول أن نناقشها لأجل التعرف على بعض الأخطار التي تحملها ضمنيا كالتعريض بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام.    
           وأرجو من السادة الكرام التحلي بآداب الحوار، وأن الذي ليس له بضاعة فليصمت ، وأرجو من كل من يريد أن يحاور أن لا ينقل ما هو موجود في المواقع ، فتلك مصيبة والمصيبة أعظم أن تأتي من أستاذ جامعي كما يعرف نفسه.  
                                                                                          د. عبد القادر بوعرفة / أستاذ محاضر وكاتب.          

14 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
الاجتهاد : تجديد وتجدد    كن أول من يقيّم

شكرا أخي زين الدين ،
  يمكن أن يكون الحوار معك مفيدا ونافعا ، لكوني لمست في ردك الأخير نسمة ابستمية . وتلك النسمة هي التي حاولت في الملتقى الدولى أن أبرزها ، فالاجتهاد ليس مجرد استدراك لما كان وتصحيح ما ينبغي أن يكون . بل الاجتهاد هو فعل وجودي الغاية منه الخلق والإبداع . ونحن نعلم أن علماء الإسلام قسموا الشريعة إلى ثلاث دائر . دائرة القطعي ( ضيقة) دائرة الظني ( أشمل من الأولى بقليل ) ودائرة المباح ( أوسع مما نتصور) فالاجتهاد المقاصدى الذي نريده هو الذي يجتهد ضمن الدوائر ( الظنية والمباحة ) أما القطعي وهو قليل جدا لا اجتهاد معه وفيه إلا أن يكون الاجتهاد فيه اجتهاد زمن ( كما اجتهد عمر بن الخطاب عام الرماضة).
  إن مفهوم الثورة الاجتهادية لا يختلف من حيث المفهوم عن الثورة العلمية ، فإذا كان العلم لا يتطور ولا يتقدم  بطريقة مضطردة ثابتة لا تعترف  بما كان كنقطة يمكن الرجوع إليها في تصور الكلاسيكيين . فإن اليوم صار الاعتقاد أن حركة تطور العلم تأخذ خط سير مرصود من نقطة بداية المعرفة إلى نقطة نهايتها. والعلم أثناء تلك الحركة تعتريه جملة من التغيرات والتحولات لارتكازه على جملة  من البارديجمات، والتي تتخذ من الماضي والمستقبل طرفي القضية معا.
** ثورية مفهوم الاجتهاد والتجديد
         إن مفهوم التجديد يحمل عدة دلالات في اللغة العربية، فهو الجديد الذي يقابل التليد فيحمل معنى الخروج عن المألوف ، وبالتالي يحمل في السياق ذاته عدة معاني متنوعة، فقد يفيد الأمر الغريب إذ كان الجديد ليس له أصول في بيئته، وقد يفيد العجيب إذا كان من ذات البيئة لكنه حَمل إليهم جديدا غير معلوم، وغالبا ما يرتبط العجيب بما هو وجداني وعرفاني.
 وقد يحمل معنى الحداثة إذا كان الغرض منه وضع حد لسيطرة العتيق . فالحداثة التي أفرزتها الفلسفة الغربية المعاصرة في منتصف القرن المنصرم فُهمت لدى الفكر العربي المعاصر على أنها ضد الأصالة ، ومن هنا لم يتقبلها المجتمع العربي من منطلق كونها ضد هويته . لكن أعتقد أن الحداثة في العالم العربي لو قدمت على أنها ضد العتاقة لأدت دورها بامتياز داخل تراث يعاني من سيطرة العتاقة وعبق الشرق القديم. إن الحداثة هي محاولة تمثل العتيق تمثلا زمانيا من أجل وضع قطيعة معه، ووضع العتيق في مقام التاريخ لا في مقام السلوك والاعتقاد . إن المشهد اليومي للإنسان لا يسمح له اليوم بتمثل العتيق لعدم تعبيره عن هويته  حتى على المستوى التاريخي فما بالك بالمستوى الأنطولوجي. ومن جهة أخرى فالعتيق هو الجانب الميت من جسد التراث، ونحن في هذا المقام نريد أن نوجه مفهوم الحداثة كمحاولة للتجديد ضمن الفكر الإسلامي من أجل التحرر من العتاقة التي تسيطر على أنماط السلوك والتفكير.
 والجديد يعنى الراهن ، والراهن هو ماهية الإنسان ، لأني في الحقيقة ما شرعت في أن أكون ( إن أبنائكم خلقوا لزمن غير زمنكم فلا تلزموهم بما ألزمتم به أنفسكم) ، وهي دعوة من عمر بن الخطاب لإعطاء كل جيل حقه في الوجود، فلكل جيل تاريخ ووجود مستقل من حيث الراهن عن تاريخ ووجود الجيل السابق ( لا ننفي التواصل والالتزام بالمبادئ المشتركة لكل الأجيال)  . فالراهن يفرض على كل جيل أن يضع بصماته على التاريخ عن طريق تحديث ما اكتسبه بالوراثة الاجتماعية وما اكتسبه بالخبرة الوجودية .
والجديد هو الإصلاح ، الذي يحاول إعادة الأصيل إلى طبعه الأول ، وذاك من خلاله رفض العارض والشوائب والدخيل .. والإصلاح هو محاول اكتشاف الخلل وطبيعته من أجل إعادته إصلاحه ورده إلى صورته الأولى، يقول أبو يعرب المرزوقي: "الإصلاح فعل نقدي ملازم لفعل الوجود ذاته وليس هو مرحلة من مراحله. ذلك أن الفعل الإنساني لمجرد كونه إنسانيا لا يحصل حتى في أقصى درجات اللاوعي الفردي والجمعي إلا وفيه قدر معلوم من رؤية الفعل السابقة والمصاحبة واللاحقة لحدوث الفعل نفسه، أعني ما يميزه عن مجرد الحركة الطبيعية. وهذه الرؤية السابقة والمصاحبة واللاحقة هي التعديل الذاتي الدائم للفعل الإنساني خلال حصوله وليس فقط بعده."
والجديد هو ثورة على القديم والمألوف من أجل خلق جو ثقافي واجتماعي متحرر من سلبيات ما كان .. وعندئذ تصبح كل ثورة هي محاولة تغيير جذري لوضع تاريخي سابق اتسم بالركود والاستكانة للسلف أو القيم العتيقة. ومن حيث اللعبة اللغوية ، يصبح الاجتهاد مرادف للجهاد ترادف تطابق لوحدة الغاية ، والتي تكمن في التغيير والثورة على الاستكانة التاريخية والاستقالة الحضارية، فالجهاد الغاية منه تغير وضع سائد ينتج المفاسد ويلحق الأضرار.  والاجتهاد من حيث العمق هو محاولة الثورة على مكامن  الخلل ضمن المنظومة السلوكية والفكرية . ولهذا السبب لا نتفق مع أبي يعرب المرزوقي  حين عرف الاجتهاد على أنه إصلاح .... والفرق يكمن في مفهوم الإصلاح نفسه، الذي يعتمد على ما هو قائم ويحاول إصلاحه وبين التجديد الذي هو خلق وابتكار. ونلاحظ أن دعاة التجديد الجُدد تجاوزوا مفهوم الإصلاح لصالح مفهوم التطوير والتجديد، أي أن المحاولات الفكرية المعاصرة لا تبحث في كيفية تحقيق الإصلاح، باعتباره هدفا مباشرا لطموحها، بل نجدها تنصب على محاولة فهم الإسلام بهدف صياغة أو إعادة صياغة مشروعه الحضاري بلغة عالمية معاصرة وبمفاهيم علمية معاصرة تهدف للحداثة والمعاصرة وفق قيم الأصالة.
     والجديد يعنى الانقلاب من أجل إعادة ترتيب الأشياء والأفكار ضمن أنساق جديدة تعطي للإنسان حقه في ممارسة الاستخلاف.
     ومن خلال كل المفاهيم المطروحة يمكن القول أن الاجتهاد من حيث الجوهر هو كل تجديد يهدف لوضع الذات ضمن فضاءات الكينونة والشاهدية.
     كما أن المفهوم من الوجهة الأصولية يحمل بعض الدلالات المشار إليها أعلاه ، ومن ذالك أن الاجتهاد عندما يُقرن بالتجديد فهو يؤدي وظيفة بعض المصطلحات التقليدية  كإحياء الدين وإحياء العقل وإحياء النص ... لكنه يعود إلى نفي تلك المعاني لما يُربط الاجتهاد بمفهوم إتباع السنة، إتباع السلف... فالإتباع المطلق ضد التجديد  وبالتالي ضد الاجتهاد.( الإتباع المطلق فساد مطلق)
        وعليه نحن بحاجة إلى براديجم اجتهادي يشبه ابن تيمية في زمنه ، والعز بن عبد السلام ، ومحمد عبده، وإقبال ، وابن باديس ، والطاهر بن هاشور، وطارق رمضان ...
   أما الجنايات الخمس ليست بسب أصحابها بل الجنايات نحن من حولها تاريخيا إلى جناية، فابن خلدون على سبيل المثال كان ضد التقليد وضد مركزية العالم التاريخية ، لكنه تحول هو ذاته إلى ما كان يُحذر منه .. فالجناية فعل تاريخي وليس بفعل معرفي.

14 - مارس - 2008
في الإجتهاد !!!!!!!
ضرورة التجديد في علم الأصول    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تجديد الأصول :
      القطب الثاني من المفكرين ينادي بضرورة تجديد علوم الأصول والفقه ونظريات المقاصد، معتقدين أن المشكلة ليست في بنية العقل الإسلامي ، بل المشكلة تكمن في الموروث كحمولة ثقافية، لذا فالاجتهاد المأمول هو الثورة على الموروث المُقنن أي تحرير الدين من البراديغمات التاريخية . وتلك المحاولات نجد أشهر محاولة عند حسن حنفي في مشروع ( تجديد علم الأصول) إذ يرى أن:".. الإسلام عن طريق الاجتهاد هو أكبر دين حداثي، لأنه يعطي الفرع شرعية الأصل، ويعترف بالزمان والمكان وبالتطور، وإن إجماع كل عصر غير ملزم للعصر القادم.. لدينا الاجتهاد وهو اللفظ الذي أفضله، ولا أفصل لفظ الحداثة، فحداثتي من الداخل.".[1]
       ولم يكتف حسن حنفي بالتنظير بل حاول أن يكون مطبقا من خلال كتابه ( بناء الأصول ) والذي جعل أول قواعده معرفة الواقع.
    ونلاحظ أن أبو يعرب المرزوقي في مشروعه( تجديد أصول الفقه)، ومن خلال المناظرة مع د. سعيد رمضان البوطي الموسومة ب ( إشكالية تجديد أصول الفقه) يحاول أن يغير الأصول من حيث الموضوع لا من حيث الشكل ، واستبدال المقاصد بأخرى ، من خلال الارتكاز على نموذجين تاريخيين ابن تيمية وابن خلدون. وهو يحاول من خلال تلك المزاوجة أن يربط الاجتهاد بالعمران ( علم الاجتماع البشري) فالظاهرة الدينية لا بد أن تعود إلى أصول العمران المتغيرة. وبالتالي يكون الدين من حيث الأصول مؤسسا على ما تفرضه طبيعة العمران من التغير والتبدل.
  إن أبا يعرب يحاول أن يضع حدا لهيمنة قواعد الأصول التاريخية ، فهي ليست من المقدس ولا أصلا من أصول الدّين بالماهية بل هي اجتهاد بشري قابل للتبديل كلما استنفذ العمل المقدم دوره التاريخي. ومن أجل ذلك فعلى المجتهد في عصره أن يضع نصب عينيه مبدأين عامين للاجتهاد هما الصبر والحق :" الاجتهاد من حيث هو تواص بالحق ... والجهاد من حيث هو تواص بالصبر."[2]
    ولكي تكتمل العملية الاجتهادية وفق إبستيمية المزاوجة بين الديني والعمراني ، أي الشرعي والوضعي لا بد للمجتهد أن يدرك التوالي التاريخي كبرديغم محرك من خلال المزاوجة بين صور (المواربة) و(الصريحة) : " الأول مع الأخير ( حل معضلة التشريع بما يقتضيه الباطن : تأويل الحد الأدنى من النصوص بتفاضل بين المدرستين، بدءا بعلل الأحكام وختما بنسق مقاصد الشريعة، من هنا غلبة المنهج التأويلي) والثاني مع الثالث ( حل معضلة التشريع بما يقتضيه الظاهر: تحليل الحد الأقصى من النصوص بتفاضل بين المدرستين بدءا بأسباب وقوع الأحكام وختما بنسق السنن العقدية، من هنا غلبة المنهج التاريخي."[3]    


[1] - حنفي، حسن  وآخرون ، الخطاب الإسلامي المعاصر، محاورات فكرية، إعداد وحوار: وحيد تاجا، حلب: فصلت للدراسات والنشر، 2000م، ص62.
[2] - المرزوقي، أبو يعرب و سعيد رمضان البوطي، إشكالية تجديد أصول الفقه، دار الفكر، دمشق، ط 1، 2006، ص 31.
[3] - المصدر نفسه ،ص 40.

14 - مارس - 2008
نحو علم أصول فقه جديد
سحر الرسول    كن أول من يقيّم

** عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن – قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا – فقال : يا عائشة : أعلمت إن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب 0 قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً 0 قال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة – أي ما يغزل من الكتان - 0 قال وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة – أي حجر في أسفل البئر - في بئر ذروان ، قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين0 قال : فاستخرج 0 قال : فقلت : أفلا أي تنشرت ، فقال : أما والله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد منه شراً ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 50 ) – برقم 5766 ) 0).
** وجاء كذلك : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله 0 حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب – أي مسحور - ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر 0 قال : وأين هو ؟ قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه 0 فجاء فقال : يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين – أي كونها وحشة المنظر - ، قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته ؟ قال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا 0 فأمر بها فدفنت ) ( متفق عليه ) ، وقد روي مثل ذلك الحديث عن أم المؤمنين - رضي الله عنها - بأسانيد مختلفة 0
   ** الإعتراض
·    مقام النبوة مقام عصمة ، والعصمة تقتضي أن يكون المعصوم معصوما عن كل ما يقدح كماله العقلي والخلقي . والسحر انتقاص في لحظته من الكمال العقلي . أما الاحتجاج بأن العصمة تجيز الجرح وكسر السن والمرض فهو مغاطة ، ونسميها نحن في المنطق أغلوطة الحد الرابع ، فما ذكر يدخل في الحياة اليومية باعتبار النبي بشر وإنسان ( يمشي ، ياكل ، يتبول ن يتغوط ،  يحب ،  يكره ما يستوجب الكره ، يعاف بعض الأطعمة ،  يُجرح ، وقد يقتل كما حدث مع كثير من الأنبياء والرسل .. ) أما السحر فليس من الحياة اليومية وإنما هو أمر خارق لو أُصيب به النبي  تُرفع عنه النبوة لعدم إمكان التقاء وحي الرحمان بهلوسة الشيطان .
·    أننا بهذا  الحديث ( هو من الآحاد ) نقدم للطاعنين في القرآن الكريم أهم  دليل على أن القرآن منتوج السحر والشيطان . ( راجع ما يكتبه القساوسة وما يحتجون به على عظمة القرآن ، فهم يقولون أن القرآن في سحر وبيان قوي لأنه من السحر ومس الشيطان.)
·    لو أن النبي  سُحر بالفعل لكان حديث كل النّاس صحابة وغيرهم ، ولكان الخبر متواترا . فكيف ننقله فقط عن عائشة أم المؤمنين رض الله عنها. أو بمعنى آخر لما تُخبرنا عنه أزواجه، وقد كن يخبرن الناس بأصغر التفاصيل كالجنابة والجماع .....
·     أن الحديث المروي في الصحيحين يتعارض مع تفنيد قرآني قاطع : {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا *   انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا *  انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) .   وقوله تعالى : { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ}
·    ولنفرض أن الحديث صحيح ،  فهو من حيث النوع آحاد ، والآحاد لا يؤخذ بها في باب العقائد وعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد لا يؤخذ في نفيها عنه إلا باليقين ولا يجوز أن يؤخذ فيها بالظن والمظنون. وفي هذا الشأن قال قال الأستاذ محمد عبده : " ولا يخفى أن تأثير السحر في نفسه عليه السلام حتى يصل به الأمر إلى أن يظن أنه يفعل شيئاً وهو لا يفعله ليس من قبيل تأثير الأمراض في الأبدان ولا من قبيل عروض السهو والنسيان في بعض الأمور العادية بل هو ماس بالعقل آخذ بالروح وهو مما يصدق قول المشركين فيه : ( إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجلا مَسْحُورًا) 0 وليس المسحور عندهم إلا من خولط في عقله وخيل له أن شيئاً يقع وهو لا يقع فيخيل إليه أنه يوحى إليه ولا يوحى إليه 0
      وقد قال كثير من المقلدين الذين لا يعقلون ما هي النبوة وما يجب لها أن الخبر بتأثير السحر في النفس الشريفة قد صح فيلزم الاعتقاد به وعدم التصديق به من بدع المبتدعين لأنه ضرب من إنكار السحر وقد جاء القرآن بصحة السحر 0"
·    الاحتجاج بسحرة موسى  غير دالة على سحر الرسول ، فموسى عليه السلام لم يُسحر بالطريقة المقدمة في الحديث، بل القرآن نفسه يشير أن السحرة استعملوا الخداع البصري ، والخداع البصري ظاهرة سحرية معروفة لا تؤثر لا على العقل ولا على البدن.
·    أن عائشة رضي الله عنها أُستغل اسمها كثيرا من طرف الحاقدين على الدين والرسول ، فوضعوا على لسانها ما لم تقله أصلا. ونحن نعلم أن المنتفع من وضع  الحديث هم اليهود والساسة والتجار ... وفقهاء السلطة وأنصار المذاهب المتعصبة.
·     أن مدة السحر المزعوم استغرقت ستة أشهر كان فيها النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، ( أحمد 23211 ) وهذا أمر غريب ، وكيف ياتي الحديث من قبل عائشة فقط .
·     والأمر الأكثر غرابة ، لما لم يذكر الرواة على طول 23 سنة رجلا أو صحابي  سحر في عهد النبي  ؟؟؟؟؟  
·     أن كل علماء  السيرة والسنة يقولون  أن الشياطين صُفدت وقُيدت عند نزول أول آية ولم تتحرر إلا بعد وفاة الرسول ، وعليه أيها السادة كيف يسحر لبيد بن الأعصم الرسول والشيطان مصفد ، ونحن نعلم علم اليقين أن السحر الأكبر لا يمكن أن يكون إلا بحضور الشيطان الذي يبيع له الساحر نفسه؟؟؟؟؟؟  
ولا أريد أن أطيل في سرد الاعتراضات ، فلقد سبقني إلى ذلك كثير ممن هم أعلم مني بالدين أمثال شيخ الدعاة محمد الغزالي ، والذي رفض الحديث. واحتج بعدم أحجية الآحاد في العقائد وإمكانية قبولها في المعاملات فقط..

15 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
سحر الرسول 2    كن أول من يقيّم

        وحاولت أن استوضح الأمر من بعض مرجعيات أنصار السلفية ( مُقلدة العصر) وبما أني أكن كل الاحترام والتقدير لشيخ الألباني، فقرأت رأيه في المسألة فقال: " سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة ، وعندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحرا في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيم يحدث به الناس ، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها : إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جرح يوم أحد ، وكسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل ، ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.  والله أعلم. " انتهى قول الشيخ.
 
** التعليق على قول الشيخ :
    إن الشيخ كعادة أنصار السلفية ، عندما يصطدمون بقوة الحجة والبيان ، يحولون  المسألة إلى نوع من التبرير القاتل، الذي هو عبارة عن رد فعل وليس رد عقل ، فنتأمل بعد تفكيك خطابه إلى الوحدات المُشكلة لخطابه :
1-         القرآن لم يستقر  ولا الرسالة إلا بعد أن أتم الرسول عليه الصلاة والسلام { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..} المائدة / 3.  فكيف يحكم الشيخ أن زمن سحر النبي أن القرآن كان مستقرا ، مع العلم أن تاريخ السحر المفترض كان بعد صلح الحديبية وقد نزلت كثير من الآيات والسور بعد تلك الحادثة.
2-      كيف أمكن للبيد أن يتحصل على شعر الرسول ، والأحاديث النبوية الصحيحة تشير أن الرسول عليه الصلاة كان أكثر الناس حرصا على أموره الخاصة ( الأظافر ، البول، البراز، ..).
3-     لنفرض أن السحر المزعوم كان موجها لأهله كما يقول الشيخ فقط ، وهو ما يحصل في كل الأسر ، هذا يدل على أمور خطيرة تقدح في بيت الرسول كله : أولها أن لبيد  سحر الرسول بناء على طلب من أحد زوجات الرسول حتى تستمليه إليها كليا ( دافع الغيرة) ، فيتخيل له أن أتى غيرها وفي الحقيقة أنه لم يأتها. وثانيها أن لا أحد يمكنه الاحتفاظ بشعر الرسول إلا أهل بيته . وثالثها أن لبيد لو سحر الرسول فعلا فما الغاية أن يسحره فقط ( موضوع الأهل).
4-            وبالتالي يصبح العذر المقدم أقبح من الذنب المرتكب.  
5-        أن الشيخ معروف بمنهج الجرح والتعديل ، والحديث المروي فيه انقطاع عن حماد بن أسامة وقد مات حماد سنة ( 201 ) ه ، حيث كان عمر البخاري سبع سنين. ! .. وتجريح في شخصية هشام هشام بن عروة بن الزبير بن العوام  ، ولقد قال عنه العسقلاني في ( طبقات المدلسين ) 1/26 من أبي بكر الخطيب البغدادي فقال إن هذا يقتضي ( أنه حدث عن أبيه بما لم يسمعه منه ، وهذا هو التدليس . ) ـ كما ورد في ( تقريب التهذيب ) 1/573.   أما الحديث المروي   5321 ،  فإن سنده يرويه ابن سعد الزهري عن شيخه الواقدي : محمد بن عمر بن واقد : معروف بالكذب ، كان يقلب الأحاديث ، ليس بشيء ولا يكتب حديثه كما ورد في ( الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ) 3 / 87 .
هذا بعض ما يسمح به المقام والمقال. ونرجو من الأخ يحي عدم الاهتمام بالغرب  وعلاقته بالإسلام ، لأن المشكلة أصبحت في بيتنا ، فالشباب اليوم أصبح يتنصر ويتهود ويَتبوذُ ، وأغلبهم يحتجون بعدم عقلانية الإسلام في كثير من الأحاديث ، وأنت تعلم ما ذا فعل حديث ( عليكم ببول الإبل فإنه دواء من كل داء) وارجو منك أن تكون ممنهجا في كتابتك  ، وأن لا تخلط  بين الأمور، وعند نقل الشواهد التأكد من عدم الخطأ والغلط ، وخاصة الآيات الكريمة.
أما الأخ زهير ، ما قدمته هو ما يجب أن نبحث فيه بالفعل ، ولقد أعجبني المثال الذي قدمته ( حرم المدينة) إذ كيف اجتهدت المؤسسات في فهم الحديث بالرغم من الاختلاف ، وهذا هو المهم ، فنحن اليوم بحاجة إلى فهم واجتهاد فيما فُهم في عصر الانحطاط ، وأصبح مرجعية إلى اليوم .
{ إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد ، من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار }

15 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
تعقيب    كن أول من يقيّم

باسم الله الرحمان الرحيم : اللهم أحشرني مع أهل القرآن لأن القرآن هو الأصل ، وكلام الرحمان الذي ليس فيه ريب ولا شك .
  1- الحيدة في اللغة العربية ، صرف الموضوع إلى غيره. ويحدث ذلك عندما يتعذر على المُناظر فهم الموضوع ، أو قلة الدراية.
  2- أن الرد لم يكن في مضمون المتن ، بل ذهب إلى الحواشي والهوامش .
  3- أن كتابة إبراهيم بدل موسى كانت لا إرادية ، ولست بالغبي الذي لا يفرق بين إبراهيم وموسى عليهما السلام. والمقصود كان موسى لا إبراهيم. ومن جهة أخرى أنا أكتب الموضوع كتابة مباشرة فتنتج في كثير من الأحيان أخطاء مطبعية.
 4- أن قوة الحجة تدفع المنفعل ( المُشرك بالله شركا أصغرا: لقوله أنا يحيى المصري قول كبرياء ) السب والشتم والقدح .
5-    أن ما تفضل به الأخ زهير ( رأي الطاهر بن عاشور) في الموضوع هو حجة لي وليست علي.
6- أقول بكل تواضع ، أننا في المغرب العربي نتقن اللغة العربية أفضل منكم كتابة وحديثا. وردودكم  في الموضوع نفسه حبلى بالأخطاء من حيث البناء والإملاء.
7- أن أسلوب من يسمي نفسه ( يحيي المصري) لا علاقة له باللغة العربية على الإطلاق، وإن أراد المناظرة فأنا مستعد لذلك . وأنا أشك في سيرته الذاتية.
8- أنا لا أنكر السنة النبوية ، بل أنكر على الأجيال تقديس الرجال إلى حد العصمة . والشك في بعض الأحاديث الواردة في الصحاح (6) لا يُخرج من الإسلام ولا يُنقص من الإيمان.
9- لا يهمني إن حجبت اسمي أو أبقيته ( ...... السنابل تنحني تواضعا و ....... رؤوسهن شوامخ ).
10- سأواصل مشروعي ( المعقول واللامعقول في صحيح البخاري ) بالرغم من أنصار الإسلام الوراثي.
11- ليكن في علمكم  أن بعض الطوائف اليهودية تُجيز للأخر اعتناق اليهودية. ويا مصري إسأل أهل بلدك الذين تزوجوا 70000 إسرأئلية عن ذاك الخطب الذي راعك وأرعبك.
     وللموضوع بقية إن كان للحوار ندية . وأرجو من الله الكريم أن لا يكون جوابنا يوم القيامة جواب قوم إبراهيم . 
                                 

16 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
 1