انتخاب قلائد النحور في صدر ديوان الشذور ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
انتخاب قلائد النحور في صدر ديوان الشذور: مجهول المؤلف، انتخبه من كتاب (قلائد النحور في شرح صدر أبيات الشذور) وهو شرح وضعه علي بن أيدمر الجلدكي (ت 743هـ) على كتاب (ديوان شذور الذهب) تأليف علي بن موسى بن أرفع راسه الأنصاري الجياني (ت 593هـ).
قلت أنا زهير: أما علي ابن موسى فهو (ابن النقرات) الكيميائي الأندلسي الشهير، وليس في ترجمته المشهورة أنه من أسرة (ابن أرفع رأسه) الطليطلية، والتي منها الوشاح المشهور الذي كان شاعر المأمون ابن ذي النون صاحب طليطلة. وفي (ترتيب المدارك) للقاضي عياض تراجم مشاهير هذه الأسرة. وقد ترجم الصفدي في الوافي (ترجمة مميزة) لابن النقرات، نعته فيها بحكيم الشعراء وشاعر الحكماء، وعده من طبقة المتنبي. قال: (علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمد بن خلف، أبو الحسن بن النَّقَرات، الأنصاري السالمي الأندلسي الجَيَّاني، نزيل فاس. ولي خطابة فاس، وهو صاحب كتاب (شذور الذهب في صناعة الكيمياء). توفِّي سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة. لم ينظم أحدٌ في الكيمياء مثل نظمه، بلاغَةَ معانٍ وفصاحَةَ ألفاظ وعذوبة تراكيب، حتَّى قيل فيه: إن لم يعلِّمك صنعة الذهب فقد علَّمك صنعة الأدب. وقيل: هو شاعر الحكماء وحكيم الشعراء. وقصيدته الطائيَّة أبرزها في ثلاثة مظاهر: مظهر غزل، ومظهر قصة موسى، والمظهر الذي هو في الأصل صناعة الكيمياء؛ وهذا دليل القدرة والتمكُّن، وأوَّلها:
بز
يـتونة الدُّهنِ المباركةِ iiالوسطى |
|
غنينا فلم نبدل بها الأثلَ والخَمْطا |
انظر بقية القصيدة، في (الوافي) وهي (43) بيتا، من نفائس الشعر العربي.
قال الصفدي (وعدد أبيات الشذور ألف وأربع مائة وتسعون بيتاً، جميعها من هذه المادَّة، وهذا فنٌّ لا يقدر عليه غيره، ولا أعرف لأحدٍ مثل هذا؛ نعم، المتنبي وبعض شعراء العرب الفحول، لهم قدرةٌ على إبراز صورة الحرب في صورة الغزل، فتجد حماساتهم تشبه الأغزال).
وأما ابن أيدمر الجلدكي فهو صاحب كتاب (المصباح) في علم الكيمياء، وهو مطبوع قديما في بومباي بالهند سنة (1302هـ) وانظر في (كشف الظنون) على الوراق التعريف بكتاب علي بن موسى، وفيه ذكر لشرح الجلدكي وسماه (غاية السرور) وغير ذلك من الشروح. منها شرح للجوبري صاحب (كشف الأسرار وهتك الأستار). |