مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : سؤال موجه إلى الشاعرة مروة حول البحر المنسرح    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
14 - سبتمبر - 2005

شاعرتنا مروة: تحية طيبة وبعد: أتمنى أن تراجعي الملف الخاص بالبحر المنسرح، = الذي سأنشره في التعليق على هذه البطاقة= وأرجو أن تعلقي على هذا الملف بما هو في ذاكرتك عن هذا البحر، وهل سبق لك أن كتبت على عروضه، ثم هل أنت تجدين متعة في قراءته تعادل متعتك بالبحر البسيط، ولا أخفيك أني مازلت متشوفا لمعرفة إيقاعه منذ أكثر من عشرين سنة، ولم يتسن لي حتى اليوم معرفة ذلك، مع أنه كان من أبحر العشاق، يستخدمونه في مطارحاتهم ومراسلاتهم، وعثرت على عدة موشحات، تدل على قدم له راسخة في عالم الغناء، حتى إن البسطي يقول:

ومنشد الشعر يغرينا بنغمته إذا شدا بسريع أو iiبمنسرح

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
قصة البحر المنسرح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

وسوف ألخص هنا قصة البحر المنسرح لأصدقاء الوراق، متمنيا عليهم أيضا أن يدلوا بدلوهم في تقديم هذا البحر للناشئة بالإيقاع الذي يناسب مكانته:

سمي البحر المنسرح فيما يقال، لانسراح عدَّة بحور منه كما سيأتي .

وتفعيلته المستعملة :

مستفعلن مفعولاتُ مُفْتَعلن مستفعلن مفعولاتُ مُفْتَعلن

والأرجح أنه مجتث أضيفت إليه ( مفتعلن ) في آخر كل شطر منه

ومن ذلك قول الشاب الظريف

فضحت جيد الغزال وفـقـتـه iiبالدلال

فضحت جيد الغزال بالجَيَدِ وفـقـتَـهُ بالدلال iiوالغيد

قال في العيون الفاخرة الغامزة على خبايا الرامزة ص 71 ( ولا يأتي المنسرح

إلا مطوياً ) والطي حذف الساكن الرابع من "مستفعلن " فتصبح (مُفْتَعلن).

وانظر ( إحياء العروض ) للتنوخي (ص192 و199)

وقد نبه لذلك أبو العلاء وشبهه بالختان، فقال في ختان غلمان عزيز الدولة : ( وتحدثت العامة أن السلطان أطال الله بقاءه أمر بتطهير الغلمان لأن مثلهم مثل أوزان من الشعر لا يحسن استعمالها حتى يحذف منهاشيءٌ ، مثل الأول من المنسرح كقول القائل :

أصبحت لا أحمل السلاح ولا أمـلك  رأس البعير إن iiنفرا

فهذا قد حذف من آخره شيء ، لو ترك على أصله لم يحسن

والذي حذف منه رابعُ السباعي الأخير (أي الفاء من مستفعلن)

إلا أن الشيخ جلال حنفي في كتابه ( العروض وتهذيبه ) أورد أمثلة جاء فيها المنسرح غير مطويٍّ وأشار إلى ندرة ذلك وأحصى أنواع المنسرح وأوصلها إلى أحد عشر قسماً، وفق اختلاف الأعاريض والضروب، منها المنسرح الخامس ،ومن أحواله: ( مفاعلن مفعلات فع لن )

قال 471 (وهو ما أطلق عليه العروضيون لقب مخلع البسيط كما أطلقوا عليه لقب المكبول والوجيز وقال الحفناوي في حواشيه : وقد أولع به المولدون كثيراً لعذوبته وسلاسته . قال :ولكنا نراه من المنسرح وإن صلته بالمنسرح ظاهرة الوضوح

إلى أن قال : ونريد بالمخلع هذا النمط من الوزن لا غير أما النمط الآخر فقد أبقيناه على تسميته وانتسابه وهو ما مثل له العروضيون بالبيت التالي

مـا هيج للشوق من iiأطلال أضحت قفاراً كوحي الواحي

 قال الدكتور صبري إبراهيم السيد في كتابه ( أصول النغم ) ص 233

:ونغمته ( تم تم ت تم / تم تم تم ت / تم تم ت تم )

وعروضه ( تم ت ت تم ) أو ( تم تم تم )

قال : ومن صوره ( مستفعلن مفعولاتُ ) ومثاله

يا بنت خير الجيران بدلت  فرحي iiأحزان
والبيت: ( صبراً بني عبد الدار )

والبيت:

إن التي أهواها شاركتها iiدنياها

قال : ومنه قول أحمد شوقي

إيزيس ذات الحجاب مـالـكـة iiالعالمين
شعبك  لاقى iiالعذاب مـن عبث iiالظالمين

أقول: وهو الأصل لطائفة من البحور والمجازيء تفرعت عنه واشتقت منه بالاقتضاب والاجتثاث والاجتزاء فلا يميزه عن أحذ الكامل في كثير من وجوهه إلا حركة واحدة تضاف إلى سبب تفعيلة الأحذ الثانية ومثال ذلك أن تضيف ألفاً إلى النون في كلمة = قاسيون = في الأغنية الدمشقية: ( من قاسيون تطلُّ يا وطني )

فإذا خبلت مفعولات = أي حذف منها الحرف الثاني والرابع = كما سيأتي أصبح المنسرح والأحذ بحراً واحداً

ومن أشبه المنسرح بالأحذ قول الطالوي وهو من المنسرح

مولاي يا قاضي القضاة ومن بـالعلم  والحلم طاب iiمحتده
فإذا لم يحرك الياء في " القاضي " كان صدره من الأحذ

وقول علي الغراب الصفاقسي

يا ويح أهل صفاقس عزلوا إمـامـهم  ورموه iiبالخبثِ
وقـدمـوا لـصلاتهم حدثاً فهل الصلاة تجوز iiبالحدثِ
كذا ورد البيتان في الأصل ، والصواب في الشطر الأخير أنه

( وهل تجوز الصلاة بالحدث ) وأن البيتين من المنسرح

وهو لا يختلف عن مخلع البسيط إلا بزيادة الوتد المجموع = أي حركتان يليهما ساكن =  في آخره

مما جعل الكثير من العروضيين يذهبون إلى تسمية مخلع البسيط بمجزوء المنسرح

ويمكن ملاحظة هذا التداخل بينهما في البيت التالي

كـأنما ورد وجنتيه iiعلى قضيب بانٍ من فوقه قمرٌ

كـأنـما  ورد iiوجنتيه قضيب بانٍ من فوقه قَ

قال جلال ص 449  والمظنون لدينا أن المنسرح منبثق من الكامل وإذ كان ذلك كذلك أطلق عليه لقب الكامل المنسرح ثم انفرد بلقبه الذي صار اسماً له فقيل المنسرح . فإن قوة العلاقة بين المنسرح والكامل ظاهرة كل الظهور.

فمن الكامل ما يمكن عده من المنسرح دون زيادة أو نقصان ، ومن ذلك:

ما يستبين سرور صاحبها حـتى يعود سروره حزنا
وسبب ذلك خبل " مفعولات " والخبل حذف الثاني والرابع منها لتصبح " فعلات "

وقال في صدد حديثه عن سبب تسمية الخفيف ص 245

( والذي يميل إليه الحس أن الخفيف من بعض مشتقات المنسرح فلعله قيل فيه المنسرح الخفيف كما قيل المنسرح البسيط ثمَّ استقرت تسميته على الصفة التي وصف بها )

وقال في تعريفه بالبحر البسيط : ( وأصل هذا البحر هو المنسرح فإنه حين خفت

عنه بعض أثقاله النثرية سهل النظم فيه واستجاب للإيقاع المنطلق فقيل " المنسرح

البسيط " ثمَّ أطلقت هذه الصفة على وزن مستقل بنفسه وهيئته المتميزة بثماني

تفاعيل خلافاً للأصل " أي المنسرح " الذي هو سداسي التفاعيل

ولا تزال هناك بقايا علاقات ووشائج بين البحرين منها أن ما سمي بمخلع البسيط أقوى صلة بالمنسرح منه بالبسيط ، كما أن المجتث يخرج من المنسرح ومن البسيط على حد سواء ).

ويضاف إلى ذلك خروج المقتضب من صلب المنسرح فإنما سمي مقتضباً لأنه اقتضب منه

ومع ذلك فقد عزف المتأخرون عن المنسرح  فلا تكاد ترى لهم فيه إلا ما يعد على الأصابع وربما كان سبب ذلك ضياع لحنه وإعراض أصحاب الغناء عنه واختلاف المدارس العروضية في تحديد أسبابه وأوتاده كما سيأتي معنا

فمن أصل 1298 شاعراً لم نعثر في الموسوعة على المنسرح إلا عند 307 شعراء ، منهم 118 شاعراً ليس للواحد منهم سوى قصيدة واحدة من المنسرح ، يأتي في مقدمتهم ابن الرومي وله 119 قصيدة ثم ابن نباتة وله 84 قصيدة ثم أبو نواس وله 75 قصيدة هي أجمل ما وصلنا من المنسرح. = تتمة البحث في البطاقة التالية=

 

*زهير
14 - سبتمبر - 2005
تتمة البطاقة السابقة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

ومن أبرز الأمثلة على ضياع لحنه قول علي الدرويش في ديوانه (الإشعار بحميد الأشعار، صفحة 256) في مطلع القصيدة:

لا  تـحـسبيه أسيرك الناحلْ أو في الهوى عما ينبغي ذاهل

فقد علق الشيخ أحمد الزرقاني على البيت بقوله: الصواب: (أو فيك عما ينبغي ذاهل) لئلا ينكسر البيت. واستدرك عليه جامع الديوان مصطفى سلامة النجاري بقوله: ليس بلازم، بل لا تمد الهوى مشبعا فتحتها بل الفتحة مقطوعة مقصورة، وإنما أخذنا كسره من فيه.

ولا أجد أبلغ من هذا المثال لتوضيح حالة البحر المنسرح المتدهورة، فقد أخطأ كلا المعلقين، أما الزرقاني فقد حسب أن القصيدة من أحذ الكامل وبنى على ذلك أن البيت مكسور وأن صوابه ما قاله، وذلك لأنه لم يشبع حركة الهاء في قول الشاعر: لا تحسبيه. وأما النجاري فقد ذهب إلى أن البيت مكسور وأنه أخذه كذا من فم الشاعر.

وسبب ذلك كله أن الدرويش في قصيدته هذه قد عمد إلى واحد من أندر أوزان المنسرح، وهو الذي سماه الشيخ جلال حنفي المنسرح الثاني، وتبنى قافيته على مُفْتَعْ لُنْ.

وبالرغم من كل ما أسلفنا فإن تاريخ المنسرح القديم يشهد له بالرقة والرشاقة، حيث جعله الشعراء مدخلهم إلى محاورة الحبيب عندما يكون الحديث حديث مفاكهة وظرف حتى قال عبد الكريم البسطي

ومنشد الشعر يغرينا بنغمته إذا شدا بسريع أو iiبمنسرح
ومن أمثلة ذلك منسرح ابن المعز الفاطمي من قصيدة في زهاء ثمانين بيتاً وفيها قوله :

قالت  وقد راعها البكاء iiدماً مـا  باله قلت عاشق iiخبلُ
قـالـت ومـن شفّه iiوتيَّمه قلت  التي عن غرامه iiتسلُ
قالت أمن نظرة يكون هوىً هـذا مـحب هواه iiمرتجلُ

ومن ذلك منسرح الشيباني الموصلي:

لم أنس إذ قال وهو معانقي ظبيٌ  على فمي واضعٌ iiفاهُ
عشقتَ غيري واسترحت قلت أنا لا والــذي لا إلــه إلا iiهـو
ومنسرح الوأواء الدمشقي:

سألت من شفني هواه ومن هـاجرني مذ هويته iiالنومُ

أأفـطر الناس قال iiمبتسماً زيد عليهم في صومهم iiيومُ
إن لم أكن مفطراً على قُبلٍ منك  فدهري بأصله iiصومُ
ومنسرح ابن نباتة:

وهبت  قلبي له فقال iiعسى نومك أيضاً فقلت من عيني
وقد اعتمده ابن الوردي في كثير من مفاكهاته فمن ذلك قوله

رامت وصالي فقلت لي شغلٌ عـن كـل خود تريد iiتلقاني
قـالـت  كأن الخدود iiكاسدة قـلـت  كـثيراً لقلة iiالقاني

 

وقوله :

خصرك يا من حوى ببهجته محاسناً  ما اجتمعن في iiعبد

أضعف من حجة الروافض في دعـواهـمُ أن مـنهمُ iiالمهدي
ومن نوادر المنسرحات منسرحات الصنوبري وهو من المكثرين فيه، فمن ذلك قصيدة له على غرار ( ددن دبي ددن دبي ) أولها

مـا  لي وللحمل iiللسكاكين ذكري إذا ما ذكرت يغنيني
ومن نوادر المنسرحات موشح ابن عربي:

( حقائق القرب رؤية الملكِ )

 

ومنها ما نسبه في محاضرة الأبرار 2 /62 إلى شيخه ابن سعد:

وأغـيد كالقضيب iiمعطفه يحكي لنا في الكلام تخنيثا
سـألـتـه  والسؤال iiيخجله ما اسمك يا بدر قال لي عيثى
ومنها ما نسبه الصفدي في الوافي  6/177 لغلام النوري

شكوت للحب منتهى iiحرقي وما ألاقيه من ضنى جسدي
قال تداوى بريقتي iiسحراً فقلت يا بردها على كبدي
ومنها في "  الظرف والظرفاء " 350

فديت من لم يزل على طرب يـديـر بـيني وبينه iiالكاسا
ألـثمني ثغره وقال iiألا دونك ما قد منعته الناسا

وممن أكثر من المنسرح من المتقدمين ابن قيس الرقيات وأبو نواس والخالديان وابن الرومي، وسعيد بن حميد، وأجمل منسرحاته: (من لمحب أحب في صغره).

ولبعض المتأخرين إسهامات في المنسرح كالرافعي ومطران وأحمد رامي وعلي محمود طه والرصافي وطانيوس عبده وأشهرها منسرح الرصافي ومطلعه

حـيـاكم  الله أيها العرب استمعوا لي فقصتي عجب

وأرقها منسرحات طانيوس عبده، فمن ذلك المنسرح الذي يقول فيه:

إلى التي هزت السرير به فهزت الشعر فانتشى iiفنما

إلـى التي أنبتته iiزنبقةً فاح شذاها فعطر النسما

*زهير
14 - سبتمبر - 2005
مذهب حازم في تقطيع المنسرح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

خالف حازم القرطاجنّي " 608ـ684 هـ " مدرسة الخليل في تقطيع المنسرح، فهو عنده: (مستفعلاتن مستفعلن فاعلن)

وهو يجيز فيه حذف الساكن الرابع من مستفعلن الذي يقابل عند الخليليين ساكن الوتد المفروق " أي الألف في مفعولات " وهو غير جائز الحذف عندهم، في الوقت الذي يجيز فيه الخليليون خبن التفعيلة الثالثة  " وهي عندهم مستفعلن "

أي حذف ساكنها الثاني الذي يقابل ساكن الوتد المجموع في مستفعلن التفعيلة الثانية عند حازم وهو غير جائز الحذف عنده (الجانب العروضي ص42 )

ولم يقف حازم عند ذلك فأنكر منهوك المنسرح

ومنهوك المنسرح هو المجزوء بعينه إلا أن العروضيون اصطلحوا أن يسموه منهوكاً ومنهوكه ( مستفعلن مفعولن )

ومثاله :

مـعـذبي  كفاني في ربرب غزلان
ومنه موشح الصفدي :

رشـاقـة  iiالقد وعـطفه iiالمياد
مستفعلن  iiفعلن مستفعلن مفعول

وموشح ابن نباتة :

من  يعشق iiالبدور يصبر على السهر
انظر ( دراسة أوزان الموشحات العربية ص71ـ93 )

ففيه طائفة من موشحات منهوك المنسرح

قال أبو العلاء في " رسالة الغفران " ( والمنهوك على نوعين ، أحدهما

من الرجز والآخر من المنسرح فالذي من الرجز كقولهم

لـبيك إن الحمد iiلك والملك لا شريك لك
والذي من المنسرح جنسان

أحدهما : في آخره ساكنان كقولهم :

لـبيك  رب iiهمدان من شاحط ومن دان
والآخر : لا يجمع فيه ساكنان كقولهم :

لبيك عن iiبجيله الفخمة  iiالجليله
ونعمت  iiالقبيله جاءتك بالوسيله

وننبه هنا إلى أن في كتابه " الصاهل والشاحج " ما ينقض ما ذهب إليه هنا حيث قال في الأبيات:

لأنـكحن iiببَّه جارية في قبَّه

وهذا رجز عند العرب وإن كان الخليل يجعله من المنسرح

 

 

*زهير
14 - سبتمبر - 2005
أغنية لمحمد عبد الوهاب من المنسرح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
نبهني الأستاذ الكريم محمد الجهالين في رسالة تكرم علي بها مشكورا إلى أن المرحوم الموسيقار محمد عبد الوهاب قد غنى قطعة من قصيدة صفي الدين الحلي (قالت كحلت الجفون بالوسن) ويمكن الاستماع إلى هذه الأغنية على هذا الرابط:

http://www.awzan.com/sounds/Qalat.mp3
  

وقد افتتحها عبد الوهاب بالخطأ، فشدد الحاء من قوله (كحلت) في البيت الأول وكذلك ختمها بالخطأ فجعل يسعدني (في البيت الأخير) يساعدني

*زهير
25 - فبراير - 2006
ديوان (زهرة النار) وديوان (مقام المنسرح)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

بعث إلي الأستاذ الفاضل سليمان أبو ستة برسالة أحالني فيها إلى عدة روابط تتعلق بالبحر المنسرح، =وسوف أقوم بنشر رسالته في البطاقة اللاحقة= ومنها هذا الرابط http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/jun/7/cu7.htm وفيه بحث طريف عن شاعر معظم شعره من المنسرح، وهو الشاعر عبداللطيف عبدالحليم، في ديوانيه: (زهرة النار) و(مقام المنسرح)

فرأيت في الرابط الذي أحالني إليه ما يلي حول ديوان زهرة النار: 


صاحب هذا الديوان شاعر شديد الصلة بالتراث العربي والثقافة العربية الأصيلة، عرف كيف يتعامل معها شعراً يجمع بين روح الأصالة والمعاصرة، ينداح في فضائه الرمز الذي يضفي على بعض قصائده مسحة شفيفة من الغموض، ذات قيمة فنية بوصفها أداة من أدوات التوصيل غير المباشر، تدفع القارئ إلى الإسهام في إنتاج الدلالة الرمزية التي تكمن وراء بنية القصيدة على الرمز.
ينتمي شعر الشاعر، إلى مدرسة الديوان التي أسسها العقاد وصاحباه, ولذا كانت خواطر الشاعر، وتجاريه وأحوال نفسه، وعواطفه، حاضرة تفرض وجودها على نصوصه الشعرية، تنقل إلينا أحاسيسه ومشاعره كما يراها هو ويحسها، لا كما هي في الواقع، ومن ثم كان هناك اتكاء خاص على الجوانب التصويرية لهذه المشاعر الذاتية، مع الاهتمام بالموسيقى التي حظيت باهتمام خاص في هذه التجربة الشعرية للخروج من مألوف الأوزان التي يكررها الشعراء، ولذا كان بحر المنسرح، الذي عرف عنه الشعراء المعاصرون لتعقيداته، يستأثر بأكبر مساحة في الديوان، فكأن الشاعر أراد التفرد بموسيقاه نافراً من البحور التي أنهكها الشعراء ركوباً، والحق أن استخدام الشاعر لهذا البحر بالذات كسر حاجز النفرة منه، بعد أن استطاع أن ينقل إلينا خلال الممارسة العلمية مدى قدرة هذا الوزن على التكيف مع موضوعات مختلفة ينساب فيها القول إيقاعاً دون أن تنفر الأذن الموسيقية منه، حتى مع التدوير الذي أكثر منه الشاعر، مع أن التدوير في المنسرح بخاصة من اشق ما يكون، إذ يحتاج إلى شاعر يمتلك حساً موسيقياً عالياً ليضبط دلالات القول، مع التوزيع النغمي لإيقاعات البحر، حتى يستقيم الوزن والمعنى، وهذا قد لا يتهيأ لكل شاعر، مما يضفي على مجموعة هذا الشاعر قيمة إبداعية خاصة.
ولعل اهتمام الشاعر بالموسيقى كان وراء استخداملزوم ما لا يلزم في عدد من القصائد حيث يلعب هذا النمط من التقنية في عروض الأبيات دوراً موسيقياً يتناغم مع قافية القصيدة، لإحداث تنوع موسيقي تطرب له الأذن.
حاول الشاعر في هذه المجموعة، أن يسترفد التراث العربي, الزاخر بالنماذج العليا من الرجولة والبطولة، لمعالجة أوضاع عصره، فكان له وقفه عند أبي حيان التوحيدي، يشكو إليه أوضاع عصره، بصورة مباشرة من غير ان يستنطق الشخصية التراثية.
وبقية قصائده في هذا الجانب لا تختلف كثيراً عن هذه القصيدة في طريقة استرفاد الموروث التراثي، إذ تبقى الشخصية التاريخية على مسافة من تجربة الشاعر الشخصية, لكن علينا أن نتذكر أن هذه النماذج التي ينتقيها الشاعر من التراث لها تداعياتها السياسية المعاصرة.
واستخدم الشاعر في كثير من قصائده لغة تنطوي على ثراء دلالي وإيحائي مع سلاسة في التدفق والتداعي اللغوي, فاستحق عن جدارة جائزة أفضل ديوان وقيمتها 20,000$ عشرون ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.

*زهير
11 - مارس - 2006
رسالة الأستاذ سليمان أبو ستة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أخي الحبيب / زهير ظاظا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد

الرابط التالي حول الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم ( أبو همام ) صاحب
ديوان " زهرة النار " وفيه يستأثر بحر المنسرح بأكثر قصائده كما ذكر المحرر
الثقافي لجريدة الجزيرة :
http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/jun/7/cu7.htm
والرابط التالي وفيه ذكر لديوان " مقام المنسرح " وهو الذي أقامه بأكمله على
هذا البحر وحده :

http://www.albabtainpoeticprize.org/Encyclopedia/poet/0969.htm
وأما كتاب العروض للخليل فأنا أوافقك الرأي على أنه مفقود منذ زمن الأخفش الذي
لم ينقل عن هذا الكتاب حرفا واحدا ، ووجدناه في كتابه " العروض " يستشهد بأقوال
للخليل نقلها عنه بواسطة ولم ينقلها عنه مباشرة ، وهو أمر مستغرب من رجل عاش مع
الخليل في البصرة وتتلمذ بعد وفاته على يدي تلميذه سيبويه . لذلك فلا أظن أن
للخليل كتابا في العروض خطه بنفسه وقرأه عليه تلاميذه ونسخوه وإلا لكنا رأينا
كل عروضي بعده قد أشار إلى هذا الكتاب .
ومع ذلك ذكر الأصبهاني في الأغاني أن محمد بن عبد الوهاب لقي ابن مناذر في مسجد
البصرة ومعه دفتر فيه كتاب العروض بدوائره ، ولم يكن محمد بن عبد الوهاب يعرف
العروض ، فجعل يلحظ الكتاب ويقرأه فلا يفهمه . وتدلنا هذه القصة على أن تلاميذ
الخليل ربما اجتهدوا في تدوين أقوال الخليل التي سمعوها منه في دفاترهم ، وهذه
الدفاتر ربما لم ترق إلى مصاف الكتب المصنفة وصار ما يتناقل عنها يسلك مسلكا
قريبا من  الروايات الشفهية .
وأما أول عروضي زعم أنه رأى كتاب الخليل ونقل عنه فهو ابن عبد ربه ، وكان مما
نقل عنه شواهده التي أعدت تحقيقها وبينت في مقدمتي لها وهم ابن عبد ربه في
نسبته الكتاب للخليل ، وهو على هذا الرابط :    
http://www.arabic-prosody.150m.com/m2.htm
وأخيرا ، أتذكر أني قرأت في مجلة الفيصل قبل أكثر من عام أن نسخة من كتاب
العروض للخليل تحتفظ بها خزانة المخطوطات الأذرية في باكو ولم أتحقق من صحة
الخبر ولا من صحة الكتاب .
ولك أطيب تحياتي ،،،،،،،،،،،

أخوكم

سليمان أبو ستة

*زهير
11 - مارس - 2006
الرسالة الأولى التي وصلتني من الأستاذ سليمان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد تابعت بمزيد من الاهتمام مساهماتكم الشيقة في مجالس الوراق ، حيث تكشفت
لي عن باحث مدقق وأستاذ علامة له باع طويل في كثير من علوم العربية . ومما
جذب انتباهي بكثرة زيادة اهتمامكم بعلم العروض الذي شجعني على الاتصال بكم 
والتواصل معكم لأفيد من علمكم الثر . وأول ما أود معرفته منكم كنه كتاب إحياء
العروض للتنوخي ، وما اسم مؤلفه الكامل ، وكذلك من أين يمكنني الحصول على
نسخة منه لا سيما وأني لم أعثر عليه في أي من المكتبات التي شاركت في معرض
الكتاب الدولي الأخير بالرياض .
كما يشرفني أن تزور موقع العروض العربي ، وأن تطلعني على رأيك فيه ، وهو على
هذا الرابط :
                                    www.arabic-prosody.150m.com
 شاكرا لكم ، وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام : أخوكم سليمان أبو
ستة

                             
                                                              

*زهير
11 - مارس - 2006
جوابي على الرسالة الأولى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الأستاذ الموقر سليمان أبو ستة: سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات،
وصلتني رسالتكم الكريمة والتي غمرتموني فيها بكلماتكم الطيبة، أنا الآن مشغول
جدا، ولكن لا يليق أن أتأخر في جوابكم، وسوف أدخل إلى موقعكم بعد ساعات،. وأما
كتاب (إحياء العروض) فهو كتاب نادر، لا أعلم له طبعة غير نشرة عز الدين التنوخي
نفسه رحمه الله، التي صدرت عن المطبعة الهاشمية بدمشق عام (1947م) وليس عندنا
في المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي غير نسخة مصورة من هذه الطبعة، وعلى الصفحة
الأولى إهداء من مالك النسخة وربما من المؤلف نفسه إلى المرحوم  د. جميل صليبا
الفيلسوف المشهور، وتاريخ الإهداء 27/ جمادى الأولى 1366هـ الموافق عيد الجلاء
الأول 17/ نيسان/ 1947م وكتب التنوخي مقدمة النشرة بتاريخ 3/ 12 / 1946م


قال فيها: (وبعد فإن الباعث إلى تأليف هذا الكتاب طول ما عانيته من تدريس علمي
العروض والقافية في الشام والعراق، وفرط حرصي على تذليل هذا العلم الموسيقي
السهل بطبيعته والصعب بطريقته، فقد أطلت النظر في كتب سلفنا الصالح للحياة، وهي
مراجع الباحثين منا، واطلعت على جل ما ألفه المتأخرون، فألفيت وجوه الشبه قوية
بين الطريقتين، المتقدمة والمتأخرة، ما خلا تداريب الشعر التي تزيد في الكتب
الحديثة على القديمة، وبها وحدها لا تكون حديثة، وقد عرضت بعد كلمة التمهيد إلى
عيوب كتب العروض، فحاولت جهد الطاقة تجنبها، وبذلك رجوت أن لا يقابل الطالب
الريض فيه مجهولا، ولا غامضا مملولا، وإنما يرى فيه متعة لنفسه تشوقه إلى ساعات
أنسه بدرسه. ولولا عودتي لتدريس هذا العلم في كلية الآداب ودار المعلمين
العالية، ولولا حاجة طلابها إلى مؤلف في العروض يسهل لهم صعابها ويزيد في صحة
الطبع وإرهاف السمع، ولولا أن عمل المفتش الاختصاصي للغة العربية الذي أُسند
إلى إنما هو الانتقاد والإرشاد ، لما كنت لأتقدم برسالتي هذه إلى النشر، على
اختياري لطريقتها الصوتية الحديثة، واقتناعي أنها كفيلة بتسهيل عروض الخليل.
فإلى أحبتي من أبناء أمتي، وإلى كرام طلابي أهدي كتابي هذا.دمشق 10/ المحرم
1366هـ 3/ كانون الأول/ 1946م... كتبه أبو قيس عز الدين التنوخي
ويقع الكتاب في  222 صفحة من القطع العادي. وأول أبوابه: (تمهيد: أيسع الأديب
أن يجهل العروض ?) أودع فيه طائفة من طرائف العروضيين في العصر الحديث، وقدم
لها بذكر ما جرى لأبي علي القالي مع ابن رفاعة الإلبيري وأتبع هذا الباب بباب
تحت عنوان : (عيوب كتب العروض) ، فمما عده من العيوب =وهو من سقطاته=  ص12
قوله: (ومنها: بدء كتب العروض بالبحور التي يصعب تقطيعها كالطويل والمديد
والوافر، من ذوات الأجزاء المختلفة، في حين أنا نجد أصول التدريس والتأليف
الحديثة تقضي بالانتقال من السهل إلى الصعب، ومن المعلوم والمحسوس إلى المجهول
والمعقول، ولذا بدأنا ببحر المتدارك وبالمتقارب، من بعده الهزج يتلوه الرمل،
وهي ذوات الأجزاء المتشابهة من الأبحر، ثم قفينا بالأبحر المختلفة الأجزاء، لأن
تقطيعها أصعب والشعور بأوزانها أضعف) ومن فوائده أنه يفتتح التعريف بالبحر
بضوابط الشهاب الخفاجي، مع ذكر ضوابط اليازجي في صدد التعريف، ولكنه نبه (27)
إلى أن ضوابط صفي الدين الحلي أكثر شيوعا وأسهل حفظا، والمراد بالضوابط هنا
القائمة التي مثل بها الحلي لأوزان البحور كقوله: (طويل له بين البحور فضائل)
وتمتاز ضوابط الخفاجي بأن الضابط فيها بيتان، يكون الأول في تسمية البحر،
ومغازلة المحبوب، ويجعل صدر الثاني للوزن وعجزه لما وقع في القرآن الكريم منه،
كقوله في المتدارك:
دارك قـلبي بلمى iiثغرٍ في مبسمه نظمُ الجوهرْ
فـعلن فعلن فعلن iiفعلن إنـا أعـطيناك الكوثرْ

وقد اشتمل الكتاب على نوادر كثيرة، وأما عز الدين التنوخي فهو من أشهر رجالات المجمع العلمي العربي في دمشق، ويقال أن اسمه الحقيقي (علم الدين) ولكنه لما استشهد صديق عمره المجاهد
البطل عز الدين القسام جعل اسمه عز الدين، وبه اشتهر، ومن هنا لما ترجم له
الزركلي قال: (اسمه (عز الدين علم الدين)  وكانت وفاته يوم الجمعة (6/ ربيع
الأول/ 1386هـ) الموافق (24/ 6/ 1966) ومولده عام 1889م.

وإليك ترجمة الزركلي له في الأعلام قال:
التنوخي ( 1307 - 1386 ه = 1889 - 1966 م ) عز الدين بن أمين شيخ السروجية
الدمشقي ، المسمى عز الدين علم الدين التنوخي : عالم بالادب ، له نظم ، من
أعضاء المجمع العلمي العربي . مولده ووفاته في دمشق . تعلم بها وبمدرسة "
الفرير " في يافا ، ثم بالازهر ، حيث مكث خمس سنين . وعاد إلى دمشق فتصدر للوعظ
شابا . وأوفده بعض محبي العلم إلى فرنسة لدرس الزراعة ( 1910 ) وعاد ( في أوائل
1913 ) فعين بمركز زراعة بيروت . ونشبت الحرب العالمية الاولى فدخل الخدمة
المقصورة في الجيش العثماني بدمشق . ونقل إلى حلب وفر منها إلى الجوف حيث لقي
عبد الغني العريسي والبساط ورفاقهما عند الأمير نواف الشعلان . وتوجه إلى
البصرة ، وكانت في يد الانكليز ، فعمل في جريدتها الرسمية " الاوقات البصرية "
وقصد الحجاز فلحق بجيش الشريف فيصل ، ثم استقر بمصر إلى نهاية الحرب . وعاد إلى
دمشق فعين عضوا في " لجنة الترجمة والتأليف " وتحولت هذة إلى مجلس معارف ثم إلى
المجمع العلمي العربي ( 1919 ) فكان من الاعضاء المؤسسين له . ولما قضي على
الاستقلال في سورية ، سافر للعمل الحر بالزراعة ، في فلسطين ثم قصد بغداد (
1923 ) مدرسا في دار المعلمين وترجم فيها عن الفرنسية " مبادئ الفيزياء - ط "
مدرسي ، وعن الفرنسية " قلب الطفل - ط " جزآن . وعاد إلى دمشق ( في نهاية 31 )
فانتخب أمينا لسر المجمع العلمي وعين مديرا لمعارف السويداء ثم مفتشا للمعارف
بدمشق ومدرسا للعربية في الجامعة ومن الاعضاء المراسلين للمجمع العلمي العراقي
. وانتخب نائبا لرئيس المجمع بدمشق ( 1964 ) فانقطع للعمل فيه ، وحقق من نفائس
التراث مجموعة ، منها " المنتقى من أخبار الاصمعي - ط " و " تكملة إصلاح ما
تغلط به العامة - ط " و " بحر العوام في ما أصاب به العوام - ط " و " الابدال -
ط " و " المثنى - ط " و " الاتباع - ط " وتوفي بدمشق) انتهى ما قاله الزركلي
وأرجو أن أكون وفيت الغرض من سؤالكم الكريم ولا تنسونا من دعائكم
                                                    زهير أحمد ظاظا
 

*زهير
11 - مارس - 2006
على هامش الحديث عن إيقاع المنسرح والخفيف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أخي الحبيب / زهير ظاظا                     حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد

فقد سرني الاطلاع على بيان اكتشافكم لإيقاع بحر المديد في زاوية نوادر النصوص ، وقد جعلني هذا الاكتشاف أتفاءل بقرب تملككم لزمام إيقاع البحر المنسرح والظهور علينا بالنغمة التي تخصه على النحو الذي وثقتم به إيقاع البحر المديد .  وبالنظر إلى تمكنكم من صناعة الموسيقى ، فإن ثمة ضربا آخر أود لو اجتهدتم في البحث عن إيقاعه وتسجيله بالنوته الموسيقية ،  وهو ذلك الضرب من مجزوء البسيط الذي يبدو أنه هجر منذ زمن المرقش .

قال أبو علي مسكويه في المسألة رقم 124 من الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي :" إن المطبوع من المولدين يلزم الوزن الواحد ولا يخرج عنه ما طبعه يطيع ذلك . ولكن ربما سمعنا للشعراء الجاهليين المتقدمين أوزاناً لا تقبلها طباعنا ، ولا تحسن في ذوقنا ، وهي عندهم مقبولة موزونة ، يستمرون عليها كما يستمرون في غيرها . كقول المرقش :

          لابنة عَجلان بالطفّ رُسومْ                لم يتعفّيَن والعهد قديمْ

وهي قصيدة مختارة في المفضليات ولها أخوات لا أحب تطويل الجواب بإيرادها ـ كانت مقبولة الوزن في طباع أولئك القوم وهي نافرة عن طباعنا ، نظنّها مكسورة .

وكذلك قد يستعملون من الزحاف في الأوزان التي تستطيبها ما يكون عند المطبوعين منا مكسوراً ، وهي صحيحة . والسبب في جميع ذلك أن القوم كانوا يجبرون بنغمات يستعملونها مواضع من الشعر يستوي بها الوزن . ولأننا نحن لا نعرف تلك النغمات إذا أنشدنا الشعر على السلامة لم يحسن في طباعنا والدليل على ذلك أنا إذا عرفنا في بعض الشعر تلك النغمة حسن عندنا وطاب في ذوقنا كقول الشاعر :

          إن بالشعب  الذي دون سلع             لقتيلاً دمه ما يطلّ

فإن هذا الوزن إذا أنشد مفكك الأجزاء بالنغمة التي تخصه طاب في الذوق ، وإذا أنشد كما ينشد سائر الشعر لم يطب في كل ذوق " .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر ، فقد أردت في صباي أن أعالج نظم الشعر قبل أن امتلك أدوات النظم من معرفة بالوزن والعروض ، وكانت النتيجة نصا ليس له من الشعر إلا  شكل تقسيم البيت إلى شطرين مع القافية الموحدة ، وبالطبع فقد  كان ينقصه الوزن والإيقاع لما ذكرته من جهلي بالعروض ، غير أني احتلت على هذا النقص بأن عمدت إلى تشرب نغمة قصيدة لعلي محمود طه من لحن وغناء محمد عبد الوهاب ، وهي التي يقول في أولها :

أخي جاوز الظالمون المدى

ونظمت على لحنها أول قصيدة لي ، وهكذا تمكنت من إعادة اكتشاف البحر المتقارب .

ودمتم لأخيكم

سليمان أبو ستة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

*سليمان
16 - مارس - 2006
شكرا أستاذنا الفاضل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر لأستاذنا الأكرم سليمان أبو ستة صاحب الموقع المتميز في العروض: موقع (العروض العربي)  www.arabic-prosody.150m.com وقد زرته مرات، وأفدت منه، ورأيت في الأستاذ سليمان شيخا جليلا، لا أبالغ إذا قلت: إنني لم أقرأ في العروض وقضاياه كمباحثه وتحقيقاته، وقد تبادلنا الرسائل في هذا الشأن، ونشرت جانبا منها في هذا الملف. وكنا قد نشرنا سابقا كتابا له في العروض على موقعنا (الوراق) ثم حجبناه مؤقتا لأسباب تتعلق بتحديث الموقع، وسوف نعيد نشره إن شاء الله، شاكرين للأستاذ سليمان المفضال أياديه البيضاء وخدماته السنية، راجين أن يتكرم علينا دائما بمثل هذه التعليقات الغالية. والسلام
*زهير
16 - مارس - 2006

 
   أضف تعليقك
 1  2