مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : أحتاج رأي مختص في هذا التحليل لبيتين من شعر أبوذؤيب الهذلي? أريد القول بصراحة !!!!    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 aziz 
30 - يوليو - 2005
القصيدة لأبو ذؤيب الهذلي التي رثى فيها نفسه لفقده خمسة من أبنائه مطلعها أمن المنون وريبه تـتـوجـع والدهر ليس بمعتب من يجزع القصيدة عموماً معبرة ومؤثرة جدا والمعاني فيها صادقه وقوية لبراعة الوصف وبلاغة الحكمة والإحساس فيها صادق, ممزوج بحنان الأبوة ولوعة الأسى والفراق . ولقد حرصت بأن أدافعَ عنهم فإذا المنية أقبلت لا تُدفع ولقد: أراد الشاعر أن يؤكد على انه قد عقد النية مسبقا في أمره على الدفاع عنهم. حرصت: في هذه الحروف الأربعة يتجسد شعور الأب على أبنائه وهو الحرص في جلب محبوبٍ أو دفع مكروهٍ,كأن يحرص على أن يحفظهم القرآن أو أن يحرص على ألا يصاحبوا الأشرار. فهذا شعور متجسد في الأب وهو نبع التصرفات ومبدأ أي سلوك من الأب والأم. بأن:حرف الباء الخفيف أتى بدلاً من على الطويلة النطق وألحقت بأن مما جعلها توحي بسرعة الحركة وردة الفعل. أدافع : فهو الفعل المتفجر المتجدد والمتكرر في حدوثه إنه على وزن أفاعل فما ظنكم أن صاحبه فاعل بمن أراد الشر بأبنائه كأنه يقول :يا أعدائي إني لن أدافع عنهم مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا بعدد أبنائي إني سأدافع عنهم حتى يهلك الأعجل منا:. عنهم: عن فلذات كبده, إن لم يدافع عنهم أبيهم فمن ذا الذي سيستقتل في الدفاع عنهم غيره. فإذا: إنه الفاء الذي يفيد الجمع والترتيب ولكن للأسف بدون فاصل زمني. المنية: إنه الموت الذي كل نفسٍ على وجه الأرض ستذوقه. أقبلت: كأن الشاعر كان يرى الموت قادم من بعيد وهو ماكان حيث أن أبناؤه الخمسة قضوا في سنة واحدة وكان سبب موتهم الطاعون ,فعلا أن المنية مقبلة لمن أصابه الطاعون فكيف تكون وأنت ترى شخصاً قد ضرب عليه الموت حصاراً فلا خروج لك منه ولكنه ينتظر الوقت لكي يهجم هجومه الأخير. إذا المسألة مسألة وقت فقط . فعلا إنه كان يرى المنية قادمة بخيلها ورجلها. أما لا تدفع: فهي الكاوية الحارقة هي الحسرة والرحمة والحيرة والعطف والأسى والشفقة والحنان مع الخوف ,هي الشعور بأنه ميت قد فاضت روحه ولكنه لم يزل يتنفس أو أنه الشعور بأنه مازال يتنفس إلا أنه في عداد الموتى.إنها كمن يرى أبنه يذبح أمامه والإبن ينظر إليه بنظرة فيها إستغاثة ولكنه لا يستطيع فيموت ثم الإبن الذي بعده ثم الذي بعده فالذي بعده خمس مرات يقتل بها خمس من أبناءه. هو القاتل نفسه والسلاح نفسه وبالطريقة ذاتها وفي العام ذاته. ومع ذلك أنت لاتقدر على فعل شيء.إنه الموت الذي لا يدفعه حتى ملك الموت نفسه. فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع فالعين:إنها بوابة الروح ولكنها من غير بواب , العين هي أول وأسرع وأصدق الحواس التي عبرة عن ألمها وحزنها ,إنها العين التي سُبقت بفاء ,فسبقت حتى لسان الشاعر في وصف ماحل به من بلوى . أما عن مدى حزنها فما يترجمه إلا النهر الجاري الذي لم ولن ينضب . فأقل أوصافها أنها تدمع. بعدهم: بعد فرقاهم. كأن: هنا يريد تشبيه حالها.بعد فرقة ابناءه . وكان من حقه أن يشبهها أولا فهي التي رأت أبناءه يموتون أمامها. حداقها سملت بشوك: أعتقد لو سألت الشاعر ماكنت تتمنى وأنت تشاهد أبنائك وهم يموتون أمامك, فسيقول تمنيت أن تسمل عيني بشوكٍ على أن أراهم يموتون أمامي وأنا عاجزعن نجدتهم لاأستطيع دفع مايحصل عليهم كأني مكتف اليدين . ولو قالها لن ألومه أبدا.أما عن إختياره للشوك, فالشوك لا يأتي إلا بالألم .فهو مايحسه من ألم حتى كأن العين تشاركه الألم. فهي عور تدمع: يشبه الشاعر المخضرم حال عينه بعد فراقهم كأنها جرحت بشوكة فهي من ألم تبكي وتدمع, حتى وإن لم يكن بها ألم فلن يستطيع أن يوقف إنهمار الدموع لأن العين حساسه مرهفه فلو مر بها هواء فيه ذرات من الغبار المتطاير لسال الدمع وإنهمر , هذا لو لم يمر بها إلا ذرة غبار فما بالك بشوك قد سملها وجرحها فكيف يكون حال جريان الدمع.أعتقد أن الأمل في وقوفه وإنقطاعه بعيد.فوق هذا كله لم يكن ماجرى لها من الألم والبكى يكفي بل رغم أنها تتألم وتدمع إلا أنها أصيبت بالعور فهي لم تعد ترى , فإن لم تكن العين تبكي من هول منظر الشوك وهو قادم لها , وإن لم تكن تبكي من الألم , فعلى الأقل تبكي لفقدها رؤية النور . وهو هنا يعبر عن نفسه وعن شدة الضغوط التي يعاني منها.فلأي مصاب يبكيه, أمِن فقد الأول أم لفقد الثاني أم للثالث أم للرابع أم للخامس أم لما رأى من قهر الموت, وعجزه عن رده . لا شك أن مصابه جلل.وهذا هو صدق الشعور بعينه متجسداً في هذا البيت.


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أبيات أبي ذؤيب الهذلي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي الأستاذ عزيز أهنئك على هذه المحاولة في فهم الشعر ، وجهدك ينبىء عن موهبة في طريقها إلى الاكتمال ، ولا أكتمك أني افدت شيئا بل أشياء من طريقتك التحليلية لغويا ُثم انطلاقتك في مجال النفس الإنسانية حال الألم وترقبه ، كل هذا شيء جميل وأجمل منه أن يكون الكلام الذي تنشئه مترابطاخاليا من التكرار ، ولا بأس أن تكون المحاولة تلو المحاولة تحمل مزيدا من الالتزام بمنهج أسسته لنفسك ويتجدد بقلمك أنت حتى يكون ذات يوم علامة عليك وعلى أسلوبك في الكتابة . وإياك أن تتضجر من كلام النقاد فليس يوجد أدب جيد إذا خلت الساحة الأدبية من النقد الهادف ، فعود نفسك تتبع النقد حيثما كان لتتلافى الأخطاء ولا تتكرر في إنشائك الجديد . ولا تلتفت لشيء كتبته أمس لتعيد نشره اليوم لأن كلامك كل يوم في ثوب جديد فاحرص على بهائه ، ولي تعليق أخير ذلك أنك تساهلت في الالتزام بقواعد العربية وقواعد الإملاء فحاول مراجعة كتاباتك قبل إذاعتها لتجد مكانك بين الأدباء وإليك مثالا واحدا فقد وقعت في خطإ شائع لم يبرأ منه إلا المتخصصون في الدلالة النحوية ، فقول الناس : رغم كذا .... إلا أنه كذا....... المقام هنا مقام الجمع بين شيئين وليس مقام استثناء وإخراج ، والصواب إن نقول : ورغم كذا فإن كذا ، وأسأل الله لك التوفيق لتمتعنا قريبا بشرح أبيات أخرى و يكون قد استوى أسلوبك على ساقه فتكون كاتبا عظيما في أمة البيان .
*منصور مهران
31 - يوليو - 2005

 
   أضف تعليقك