ومـا  مـن أمة حكمت iiوأفتت		ولـيـس على مهندها iiشطوبُ
فإن  رُضيت فبالأخلاق iiتُرضَى		وبـالأخـلاق  تفتخر iiالشعوبُ
وليس  الصقر يجرحُ في iiسماء		يـعـيـق فراخه فيها iiالوثوبُ
كـمـثل الذئب يفتك في iiقطيع		يـمـين شمال، متعتُهُ iiالنشوبُ
فـقـل  للذئب عينُك لا iiسواها		حـديثك  عنك في الدنيا iiينوبُ
إذا وقـف الـرجال أمام iiصقرٍ		فـكـل  حديثها النظر iiالخلوبُ
ومـا حـكم الخليقة في iiشموخٍ		بـعـالمها، ولا الوجه iiالقطوبُ
تـولـيـنـا مـحـبتها iiقرونا		تُـقـطّـعُ في محبتنا iiالجيوبُ
وآخـرنـا  مـقـيم في iiمناها		وآخـر مـن يـسفّهنا الهروبُ
ومن حسب امتطاء الخيل زعما		فـأول مـا يـؤدّبـه iiالركوبُ

وأجمل ما قلت في رسالة الحياة. من قصيدة (ابنتي حنان):

أين مجدي إن لم أسلمك أحلى		مـا تسلمتُ من أكف iiجدودي
أبـكـفي أسقيك ما ذقت iiمرّاً		وبـكـفي  أرميك في iiأخدودِ
الـحـياة الحياة: أجمل iiشيء		في  الحياة الحياة تحت iiالبنود
اركـبي مركب الأميرة شعرا		من خيولٍ بيض وشقر iiوسود
ودعـيها  مأمورة في iiخطاها		فـهي  تدري طريقها iiللخلود
حـسـبي  الله فيك باقة iiورد		فـي يـديه أمانةً من خدودي

تـبـاركت أي رب والحمد لك		فـمـا  لـي مـدار بهذا الفلك
وقـفـت عـلى قمة iiالأربعين		ويـؤسـفـني اليوم أن iiأسألك
ألـيـس مـن العار أن iiأنتهي		وألـقـي  إلـى ولدي iiمشعلك
أأتـركـه  لأكـف iiالـذئـاب		وديـعـا وأحـرمـه iiمـنهلك
وكـيـف  أعـرّفـه iiبـؤسَهم		وهـم  يـلـبـسون له مسبلك
تـعـالـى  الغبارُ فقالوا iiهوى		ولـسـتُ الـنبي ولستُ الملك
فـهـل  أتـشظى بهذا الوجود		ويـهـلـك نـجميَ فيمن هلك
تـعـالـى الـغبارُ، أجلْ: iiإنه		دمـي  وشـبـابي الذي iiمثّلك
وما راعني في صغيري الزمان		إذا هـو فـي غـيـبتي iiأمّلك
ولـكـنـه الذعر: أن لا iiيرى		حِـيـالَ مـداخـلـها iiمدخلك
بُـنَـيَّـ:  أبـوك  امرؤ طيبٌ		حـريـصٌ على نبل ما iiخوّلك
سـتـقـرأ في صفحات iiالحياة		لـمـاذا بـكـى كـلـما قبّلك

إذا  شاهدتُ في فرح iiشبابا		تـراءى لي شبابي iiكالسديم
أفكّر  فيه كيف خرجت منه		كأني قد خرجت من الجحيم

لما رجعت إلى دمشق تقطعت

كبدي على شم التراب iiالغالي

ووقـفـتُ  مـجنونا أقبّل iiوجهها

في صدر من خرجوا إلى استقبالي

 وإنما قلت هذين البيتن في قصيدة زهاء ثمانين بيتا، عارضت فيها قصيدة لي في التشوق إلى دمشق، وفيها من الالتفات إلى هذين البيتين:

يا  تاركيَّ بلا دمشق iiأعندكم		عـلم  بتاريخ التراب الغالي
لو ترسلون إلى بعض ترابها		قـطّعتُ  في تقبيله iiأوصالي

قال البعير لبعض النوق ينصحها		هـل تعرفون بماذا تُعرفُ النوقُ
بـأنـهـا  لم يزِرْ أوزارها iiأحدٌ		ولم يَجُبْ قبلها الصحراء iiمخلوق

وحملُ  السيف للإرشاد iiعيبٌ		كحمل السيف في وجه الرشادِ
ولا  يُـمحَى بحدّ السيف iiدينٌ		ولا  يـهـدي بـه لله iiهادي

من قصيدة (بنبوك بابا) وهي ملحمة طويلة نشرت مقتطفات منها في ملف البنت التي تبلبلت في مجلس الأدب. مع قصة القصيدة كاملة. وقد حفرت هذين البيتين على إحدى نوافذ كنيسة الضاحية في بيروت، أيام عملي في تدقيق المصاحف في مطبعة المستقبل عام 1995م.

ذهبت حقيقة كل دين منزلٍ		وتـبـدلـتها أهلها iiأحزابا
وإذا  تـأملت الحياة iiرأيتها		بين  الديانات الثلاث iiعذابا