تعليقات | الكاتب |
| خواطر في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم لقد كثر الكلام عن الإعجاز العلمي في القرآن و الحديث ، و ظهرت أصوات و كتابات ? و إن كانت قليلة ? تذهب إلى أن القرآن الكريم كتاب عقيدة و هداية و نور ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ، و أن الحديث هو هدي الرسول النبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم يبين للناس فيه ما أنزله الله في كتابه من شرائع و حكمة ، و يتمم مكارم الأخلاق . و لا ترى هذه الفئة ضرورة في إقحام كتاب الله في العلوم الحديثة ، و انتظارظهور اكتشافاتها ثم وصفها و تصنيفها في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أو الطب النبوي . و لقد تتبعت الكتابات الأولى التي ظهرت مثلا حول العدد تسعة عشر في القرآن الكريم ، التي كان يكتبها شخص من أمريكا انتهى به بحثه إلى الخوض في قيام الساعة و تحديد تاريخ قيامها ، و هذا غير مقبول عقلا و شرعا . و أطالع ما يكتب عن الإعجاز العددي في القرآن الكريم ، و أجد متعة في قراءته و انبهارا بقدرة الباحثين فيه عن استنتاجات ذكية ، تستحق النظر فيها و التأمل فيها ، و إن كانت كل هذه الإستنتاجات و الأبحات العددية تخص عددا واحدا من الأعداد السبعة ? و يقال الستة ? لآي القرآن الكريم ، هو العدد الكوفي ، و عدد آي القرآن فيه هو 6236 آية . و قد دفعني هذا الإتجاه إلى دراسة شخصية لعلم عدد آي القرآن الكريم بأعداده السبعة ، و هذا بالمناسبة علم أصيل ، كتب فيه جل القراء و أئمة المسلمين في القراءات و علوم القرآن ، و هو اليوم شبه منسي أو مجهول عند مثقفينا ، و الله أسأل أن ييسر لي نشر بضاعتي فيه ، ليطلع عليها من شاء من عباده . و أغتنم هذه الفرصة هنا لأتقدم بخالص الشكر و الإمتنان إلى مدير مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ، بالكويت ، على مساعدته لي و تبرعه علي بنسخة من كتاب { البيان في عد آي القرآن } لمؤلفه أبي عمرو الداني الأندلسي ، و تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد ، و الكتاب من منشورات المركز عام 1994، و هو أوثق مرجع لمن أراد معرفة هذا التخصص من علوم القرآن .و أتتبع الآن موضوع الإعجاز العلمي في القنوات الفضائية العربية ، لعلماء أجلاء أكن لهم كل تقدير و احترام ، و يشهد لهم علمهم و شهاداتهم برسوخ قدمهم في العلم ،و هم كثر و الحمد لله ، منهم من تخصص في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، و منهم من تخصص في الإعجاز العلمي في الطب النبوي . و خلاصة قولي في هذا الموضوع هو ما يلي : يومن كل مسلم بأن القرآن منزل من عند الله .كما يؤمن بأن الله هوخالق الكون و مدبره . و ما دام الأمر كذلك ، فإن القرآن أعظم من أن يحيط به إنسان ، بل هو كنز خالد لا تنقضي عجائبه ، و سيجد فيه كل جيل ضالته ، كيفما كانت علوم عصره ، و اهتمامات حياته ، و مبلغ علمه ، و تنوع اختصاصاته ....و إلى قيام الساعة . و الحقيقة التي لاغبار عليها هي أن في كل ذرة من ذرات هذا الكون ، و في كل سكنة من سكناته و في كل حركة من حركاته إعجازعلمي رباني ، علمه من علمه و جهله من جهله . | *لحسن بنلفقيه | 27 - أبريل - 2005 |
| من مراجع الإعجاز العلمي : ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
من المراجع الأولى التي وجدت فيها مواضع عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، و تكاد تكون مختصة في مثل هذه المواضيع ، مجلة { العلم } التي صارت فيما بعد تسمى بـ { العلم و الإيمان } .
كان المدير المسؤول عنها هو د. البشير التركي ، و تتكون هيئة تحريرها من الأساتذة : د. مصطفى رشيد التركي ، م. الهاشمي حمزة ، أ. حامد حسيون ، أ. أحمد الشرفي - دار العلم ? تونس ? و بعدها طرابلس بليبيا . و يتكون عنوانها من عبارات : { العلم } - ثم { العلم و الإيمان } - مجلة علمية شهرية ? { و يسئلونك عن الروح قلِ الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } . و مما جاء في العدد 12 ? 1393 هـ - 1973 م - ص 2 ، بمناسبة مرور عام على صدور المجلة ما يلي : " إن ظهور مجلة { العلم } كان نتيجة واقع حضاري ، تداخلت فيه القيم و انحرفت فيه المفاهيم ، و تعقدت فيه النفوس إلى حد أن تنكر الكثير لماضي امتهم و تراثها ، و رفض حاضرها و يئس من مستقبلها ، فتراهم فوق أرض أجدادهم غرباء التفكير و التعبير ، لا يملكون من صفات الإنسان العربي إلا الإسم ، يجترون الإيديولوجيات ، و يعتبرون التقدم و الرقي في اعتناق المذاهب المستوردة و في التقليد الأعمى ، و هذا الواقع جندنا له كل إمكانياتنا البشرية و المادية لتغييره ............فكان رد الفعل مشجعا و التجاوب كاملا في الصحف و المجلات و الرسائل و المواضيع المتهاطلة علينا من المحيط إلى الخليج ...... و قد اعتبر الجميع بأن مجلة { العلم } هي المجلة العلمية الوحيدة من نوعها في الوطن العربي ، تعمل لتحقيق الثورة الحضارية للإنسان العربي ، و ليعلم الجميع بأن هذه المجلة تحرر و تطبع في مستودع سيارة لمنزلنا مساحته 20 متر مربع ، و يقوم بجمعها و تغليفها و توزيعها أبناؤنا الصغار و زوجاتنا ، و هذا سر لا يعرفه إلا القليل . و قد ركزنا في عامنا الأول على المفهوم الحضاري لشعبنا من الناحية الأخلاقية و العلمية ، فكانت الناحية الأخلاقية متمثلة في إبراز قيمنا الروحية و المذهبية المستمدة من كتاب الله الذي بينا إعجازه العلمي في القرن العشرين أيضا ، هذا الكتاب الذي أراد الكثير عزله عن المجتمع جهلا أو إلحادا و اتهموه بالرجعية و عدم مسايرة العصر مع أنهم في الرجعية غارقون و في عصر الظلام يعيشون و في التخلف العلمي و التقني يهيمون .
| *لحسن بنلفقيه | 28 - أبريل - 2005 |
| الحديد - الصلب و الإعجاز العلمي ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
ما ذكرني في مجلة العلم هوالموضوع المقدم في أول مشاركة في هذا المجلس الخاص بالإعجازالعلمي في القرآن الكريم ، فقد سبق لي أن قرأت على صفحات هذه المجلة موضوعا شيقا عن التقنية التي اتبعها ذو القرنين لبناء السد في وجه ياجوج و ماجوج بصهر الحديد و إفراغ القطر ? و هو النحاس - عليه . و قد تناول وقتها ? ما يقارب الثلاثين سنة ? مهندس مقتدر هذه التقنية بكثير من التفصيل ، و بين بشكل مقنع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم المتضمن في الآيات القرآنية :{ قالوا ياذا القرنين إن ياجوج و ماجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا(90)قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما (91) ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ءاتوني أفرغ عليه قِـطْرا (92) فما اسطاعوا أن يُظهِروه و ما استطاعوا له نقبا ( 93) } [ سورة الكهف ] ? صدق الله العظيم ? أخذت الآيات من مصحف برواية ورش عن نافع ، و مرقمة بالعد المدني . و القطر في الآية هو النحاس . و لقد بحثت في عشرات الأعداد المتواجدة في خزانتي من هذه المجلة ، و لم أعثر بعد على العدد المتضمن للمقال المشار إليه . و أثناء بحثي هذا ، وجدت مواضيع أخرى كثيرة في صميم الموضوع ، منها ما هو بقلم الدكتور مصطفى محمود المصري ، في بداية السبعينات ، و الكل يعلم أن هذا العالم المصري المسلم هو من أوائل المتكلمين عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في العصر الحديث . و هناك معهد علمي متخصص في الأبحاث الخاصة بالإعجاز العلمي في القرآن و الطب النبوي ? بمصر - يحمل اسمه ، و كثيرا ما يذكره المختصون في هذه العلوم و غيرها من المهتمين . كما تزخر صفحات المجلة بمواضيع جد مفيدة سأحاول مستقبلا تقديم ملخصات عنها ، تقديرا لجهد أصحابها و اعترافا بجميل مسعاهم ، و تذكيرا بهم و لهم . { و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون } .
| *لحسن بنلفقيه | 29 - أبريل - 2005 |
| الإعجاز العلمي للقرآن الكريم و بعض علماء الغرب في القرن العشرين : ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أ ُشـْهـِـدُ اللـهَ على ما أقول ، بأن ما سأقصه في هذ الواقعة أحداث واقعية ، عشتها ، لا زيادة فيها و لا نقصان ، عشتها كما سأرويها ، و الله على ما أقول شهيد . و القصة فيها عبر كثيرة يطول التطرق إلى كل عبرة منها . و إنما المقصود من ذكرها الإشارة إلى تقبل جهابذ ة العلم و الفكر لدى بعض علماء الغرب لقول الحق ، كيفما كان مصدره . و القصة باختصار : سافرت إلى بلجيكا في أواخر سنة 1980 لإجتياز امتحان نظري في تربية النحل أو النحالة Apiculture ، بعد عامين من الدراسة بالمراسلة ، و بعد نجاحي في تدريب تطبيقي استمر مدة سنة عند نحال بلجيكي مقيم بالمغرب. و بعد اجتياز الإمتحان بتفوق ، قرر مدير المدرسة البلجيكية الأستاذ Grand-Moulin ، تكريمي بصفتي أول طالب من خارج أوروبا يتابع الدروس و يتسلم ديبلوم المدرسة التابعة للفيدرالية الملكية لتربية النحل ببلجيكا ، و التي فتحت أبوابها منذ 1969م . و أسْنِدَت المهمة إلى الأستاذ المكلف بالعلاقات الخارجية للمدرسة . و قرر هذا الأخير أن يكون التكريم في المتحف البلجيكي للنحلة ، نعم : متحف للنحلة أو Musée de l?Abeille . كان الشهر شهر أكتوبر ، و المتحف مغلق في عطلته السنوية . أخذني الأستاد إلى مقر بلدية البلدة و سأل عن أمينة المتحف التي تحتفظ بالمفتاح ، فأ ُخـْبـِـرَ أنها تقضي عطلتها في مدينة تبعد أكثر من مائة كيلومتر . ابتسم الأستاذ ، و كنت أظن أنه سيعتذر لطول المسافة ، و كبر سنه ، و كنت سأتفهم الأمر و أقبله بكل عفوية . لكنه على عكس ما توقعت ، قال لي حرفيا :" إنها لفرصة ثمينة ستمكنني من أن أعرّفـَك بزملاءَ لك ، نجحوا مثلك في الشهادة ، و تتواجد مساكنهم في طريقنا لأخذ مفتاح المتحف " . و كان الأمر كذلك . كان هذا الأستاذ الكريم الشهم ، يقدمني و هو فخور بتقديمي ? و فخور بأن يقول لأبناء جنسه و ملته ، هذا مغربي عربي مسلم ، جاء من بلاد المغرب ، و نجح في نيل الشهادة مثلكم ـ و أشير بالمناسبة إلى أن عند إدارة موقع الوراق هذا نسخة من صورة شهادتي تلك ـ و عليها إمضاءات إثنى عشر أساتذة و دكاترة مختصين في تربية النحل . و بعد أخذ المفتاح و الرجوع ، ثم الدخول إلى المتحف ، فـتح الأستاذ قاعة للعرض السينمائي ، تفتح عادة لمجموعات رواز المتحف ، لعرض أفلام و وثاق عن تاريخ تربية النحل و محتويات المتحف التاريخية . و القاعة كبيرة و فخمة ، و تسع لما يقرب من مائة مقعد . جلست على مقعد منها ، و وقف الأستاذ عند رأسي و وضع أوراق بيضاء و قلما امامي و قال لي :" سأعرض لك أفلامَ و وثائقَ لا تعرضُ عادة إلا و القاعة ملأى بالزوار . فتابع العرض و اكتب استفساراتك ، و سأتولى الإجابة عنها بعد العرض . و بعد ان أجاب عن تساؤلاتي . بدأنا زيارة المتحف و الوقوف على محتوياته الواحدة تلو الأخرى ، و هو دليلي ـ و ما أدراك ما دليلي ـ . و المتحف عبارة عن قصر قديم من طابقين ، جُمِعَتْ فيه مقتنيات خاصة بالنحالة من جميع أوروبا و خارجها . و عند نهاية الزيارة ـ و هنا الشاهد و بيت القصيد ، و الغاية من السرد ـ وقف الأستاذ في الدرج الأول و قال لي : " و الآن ، و نحن نوشك أن ننهي هذه الجولة ، أود معرفة شعورك ، و أن أسمع منك كلمة بهذه المناسبة ". شعرت بهيبة الموقف ، و ثقل العبء الملقى علي من طرف عالم متمكن من علوم عصره و تخصصه ، كريم في خلقه و خلقه ، إنسان في طبعه و طبيعته ، حسبما رأيت منه و لمست في تعامله و معاملته . و هو الآن بكل يقين قد فارق هذه الدنيا ، و هذا بعض عمله يذكرني به ، إنه الأستاذ " جاك لومير Jacque LEMAIRE " من مدينة " لييج البلجيكية " . و أمام جسامة الموقف ، قدمت شكري و امتناني و تقديري لهذه الحفاوة و التكريم الذين أعجز عن وصفهما ، و بحثت عن ما يمكنني قوله في هذا الموقف الرهيب ، فقلت بكل عفوية :" إ نني أستاذي العزيز لمبهور بما رأيت و شاهدت منك أولا ، ثم هذه العناية الفائقة التي تولونها لهذه الحشرة الصغيرة في حجمها الكبيرة في قدرها ، و التي جعلها الله من أسباب تعارف خلقه على اختلاف لغاتهم و ثقافاتهم و دياناتهم ، فها نحن متفقين مجتمعين حول هذه الحشرة ، فهي و لا شك مذكورة في إنجيلكم . و ليس عندي لك من جديد عنها ، إلا ما جاء في حقها في الكتاب المقدس عند المسلمين و هوالقرآن ، و أنا على استعداد لأحاول ترجمة معاني اللآيات المنزلة في حقها أن كانت لكم رغبة في سماعها ". ابتسم بلطف ، وقال أسمعني . عدلت من وقفتي ، و جمعت يدي إلى صدري ، ثم بدات أقرأ جزءً من الآية بصوت مسموع و أترجم معانيه ، و الأستاذ يسمع باهتمام بالغ ، و يستوقفني لمزيد من الإستفسار ، ثم أقول الجزء الآخر و الآية تلو الأخرى . و لما أتممت مــدّ يــده و أمـسـك بـيـدي في يده و قال لي بالحرف :" أحسنت و أجدت ، و ليس عندي بعد ما قلته ما أضيف ". و بقي آخذا بيدي و نحن ننزل الدرج ، ثم ذهب بي إلى خزانة المتحف ، و بدأ يخرج الكتب و المجلات الخاصة بتربية النحل ، و يكتب في الصفحة الأولى لكل منها عبارة :" إلى السيد الحسن ، بمناسبة زيارته لبلجيكا و نجاحه في الشهادة ، ثم يختم بإمضائه . حتى إذا جمع رزمة من الكتب لا يكاد يحملها من ثقلها قدمها لي كهدية . و اغتنمت الفرصة و أخذت له صورا بباب المتحف و هو يدون ترحابه على صفحات هداياه و هدايا المتحف . و طلبت منه أن يأخذ لي صورا تذكارية بباب المتحف ، فتقبل الطلب بصدر رحب ، و ناولته آلة التصوير ، فإذا به يشير إلي بالوقوف في أماكن يظهر منها اسم المتحف و صورة النحلة و الخلية التاريخية التي تزين مدخله . ثم أوصلني إلى مكان إقامتي فودعني و ودعته ، و كلي إعجاب و تقدير و احترام لمثل هذه النمادج البشرية . التي تقدم الدروس في كل تصرفاتها ، داخل المدارس و خارجها " . أما الآيات القرآنية التي سمعها الأستاذ مني فهي قوله تعالى في سورة النحل { و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون () ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل َ ربِّـكِ ذ ُلـُـلاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون () } ـ صدق الله العظيم ـ . و الحق أن في هذه الآيات من الإعجاز العلمي ، على قدر علمي ، و ما توصل إليه العلم الحديث منذ سنين ، ما فيه خير مثال و حجة على أن في القرآن كنوز و كنوز من آيات العلم الرباني ، التي نصبح و نمسي و نحن عنها غافلون ، فـَهـِـمَ معناها الأستاذ و أدرك بعلمه أنها لا يمكن أن تصدر إلا عن عليم قدير ، و أن ما بها من علم ، يفوق بكثير علوم المسلمين في عصرهم هذا ، بل و حتى علوم الغرب رغم تقدمهم ، و يدرك بعلمه و تخصصه أن ما أعْرِضُ عنه من حقائق ربانية في شرحي لمعنى الآيات ، يـفوق و بكثير و من بعيد مستوى علمي رغم نجاحي في شهادتهم ، و لا أنكر فضل علمهم في فهم هذه الآيات و تدبرها . و سأتناولها ببعض من البيان و التفصيل في الحلقات المقبلة بهذا المجلس المبارك إن شاء الله .
| *لحسن بنلفقيه | 3 - مايو - 2005 |
| سلم الله يديك يا أستاذنا لحسن بنلفقيه ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم سلم الله يديك، يا أستاذنا لحسن بنلفقيه: سلم الله يديك وأقر عينيك، وأعلى جاهك، وأجزل ثوابك، ونولك ما تحب، وحال بينك وبين ما تكره، ومد في عمرك، وزاد في همتك، وكلأك بعنايته، وحاطك بأجنحة ملائكته، وأنزل عليك شآبيب الرضوان، وخلد ذكرك في العالمين، أستاذا كريما معطاء، ناصع الطوية، نبيل الأيادي، سيدا وجيها، في الدنيا والآخرة (إن شاء الله) شكرا لك، وشكرا لقلمك، وشكرا لأبويك على هذه المأثرة المباركة، التي رفعا لواءها في مغربنا الحبيب، الذي كان ولم يزل بأمثالكم منهل الطالبين وموئل السائلين. وانا يا سيدي، ولست وحدي، بل معظم أصدقاء الوراق يتشوفون إلى أن تبعث إلينا بنبذة عن حياتكم الغالية، ومع أنني لا أقنع بالنبذة والنجعة، وأعلم أني أثقل عليكم بذلك، ولكن مثلكم من أجاب، وهذا مطلب عزيز في نقديرنا. ولا أخفيكم أني بحثت جاهدا في مظان العثور على ترجمتكم فلم أفلح، وخشيت أن لا يكون قد سبق إلى ذلك من قام بواجب العلم والأدب، فإن كان ذلك واقعا فأرجو إرشادي إلى ذلك، وأنا سأقوم إن شاء الله بإتحاف أصدقاء الوراق بتحريره. والسلام عليكم ورحمة الله. زهير أحمد ظاظا (أبو ظبي: 3/ 5/ 2005). | *زهير | 3 - مايو - 2005 |
| رد المجبر على الرد: ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : إلى الأخ الكريم الأستاذ زهيرأحمد ظاظا ، أخي و سيدي : إن رسالتك هذه ، على رؤوس الأشهاد ، هي رسالة لم اكن أتوقع قط أن أتوصل بمثلها و لا حتى بعشر معشار ما جاء فيها ، و من عظم أثرها علي بعد قراءتها ، ما كان مني إلا أن قمت لأصلي ركعتي شكر لله الذي منّ علي بهذه الإلتفاتة الربانية التي أجراها على يد أخ نبيل ، اختاره و سخره من بين خيرة خلقه . ثم و أنا واقف بين يدي الله ، أقرأ الفاتحة التي أحفظها عن ظهر قلب و أردد آياتها منذ ما يزيد عن خمسين عاما ، حتى هذه الآيات ، و من فرط تأثري بمضمون رسالتك ، و جدتـُني بقلب خاشع و طرف دامع أقرأ: " إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عَـلـَيَّ " تنبهت للخطأ في القراءة ، و اعدت تلاوة الآية ، و سجدت للسهو . بعدها تذكرت الحديث النبوي الشريف ، عن فرحة الأعرابي الذي قال :" اللهم انت عبدي و أنا ربك " من أثر فرحته عند عثوره على ناقته في صحراء كاد أن يضيع فيها غير مُكـْـتــَرِثٍ به . فما أشبهني بذلكم الأعرابي . أَوَلا يكفيك هذا يازهير ? ، فبالله رفقا بي ، و لا تحملني ما لا طاقة لي به . سامحك الله و تقبل منك ، و جازاك عني خير الجزاء . و الله أسأل أن يجعلني أهلا لثنائك ، و عند حسن ظنك بي ، و يرزقني و إياك ، و كل من اطلع على هذا الكلام ، حسن الختام ، و السلام .
| *لحسن بنلفقيه | 4 - مايو - 2005 |
| عندما يسأل الملحد عن وجود الله ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وقع اختياري في شهر دجنبر 1972 ، كموظف إداري و تقني فلاحي ، لأشرف على تدريب في تربية النحل ، لفائدة فلاحين كهول و شباب ، موطنهم بالساحل الأطلسي الغني بالغابات و النباتات الرحيقية ، ما بين مدينتي الجديدة و الوالدية ، قصد تكوينهم لإنشاء تعاونيات لتربية الحل ، على أن يتم التدريب في المؤسسات النحلية المغربية ، و هي في ملكية نحال بلجيكي ، بقرية سيدي يحي الغرب، ناحية مدينة القنيطرة . أما التدريب فهو تحت إشراف و بتمويل من المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بدكالة ، و هو مكتب تابع لوزارة الفلاحة و الإصلاح الزراعي بالمغرب . و النحال البلجيكي هذا هو السيد Paul Haccour ، وهو من أوائل النحالين العصريين الذين دخلوا المغرب في السنوات الأولى من استعمارالبلد من طرف الفرنسيين ، و كان مشهورا و معروفا في جميع المناطق المغربية لتنقلاته التجارية لعرض خلاياه العصرية الفارغة و المسكونة بالنحل من جهة ، لبيعها للفلاحين بعد تعريفه لها و شرحه لمزاياها و كثرة إنتاجها ، ثم هو كثير التنقل في ربوع المغرب لأنه كان محاضرا بارزا ، كثير الكلام بيـِّن الحجة ، فاهـِمًا لتقاليد المغاربة و عاداتهم و لهجتهم ، يتكلم كثيرا عن مزايا العسل و اللبن الحامض ، و الغذاء الملكي Gelée royale ، و حبوب اللقاح Pollen ، و وسخ الكوار Propolis و الأعشاب الطبية في حفظ الصحة و الوقاية من الأمراض و في علاجها . يـُسْتـَـدْعى لإلقاء المحاضرات في المدارس و المعاهد الفلاحية و المؤسسات العمومية و الشركات الخاصة ، فيركز تدخلاته عن دور النحل في الحياة العامة ، و أثره كعامل اقتصادي في تلقيح المزروعات ، بتنقلاته خلال جمعه للرحيق و حبوب اللقاح من الزهور ، بل و يؤكد أكثر على نصح الفلاحين بكراء خلايا النحل و وضها على مقربة من مزروعاتهم و أشجارهم المزهرة لتتم عملية التلقيح هذه بنجاح فيتضاعف الإنتاج عدة مرات ، و تتحسن جودة المنتج . لذا فإني تعرفت عليه لأول مرة منذ سنة 1967 و أنا طالب بالمدرسة الفلاحية بالسويهلة ناحية مراكش . و هو فوق هذا و ذاك حائز على وسام ملكي عام 1935 ، و على ميدالية ذهبية من المنظمة الدولية لتربية النحل APIMONDIA .... تعمدت اطالة الكلام عن النحال و الأستاذ البلجيكي Paul Haccour و التعريف به لأنه الملحد المشار إليه في عنوان هذا المقال كما سيأتي على لسانه هو بنفسه .
استقبلنا السيد " هاكور " بضيعته ، و أسكننا في بيت صغير على بضعة أمتار من بيته الذي يسكنه هو و زوجته البلجيكية ? أو الفرنسية ? و خادمة مغربية . و يوجد بمحاداة البيت المرافق الخاصة بصنع البيوت الخشبية العصرية لتربية النحل ، و تعرف بالأجباح في المغرب ، و كذا البنايات المجهزة لإنجاز العمليات التقنية لإستغلال النحل و فرز العسل ، و مختبر خاص بتقنية تربية الملكات و إنتاج الغذاء الملكي . و لي مع هذا المختبر و صاحبه قصة طريفة ، تستحق الذكر ، و لا يسمح المقام بعرضها . أما مآت الخلايا المسكونة فكانت موزعة على شكل مناحل في كل منحل ما بين خمسون إلى مائة جبح ، في أنحاء مختلفة من غابات المنطقـة . و منذ الأيام الأولى من التدريب ، و خلال تواجدي معه داخل سيارته ، أثناء تنقلاتنا بين المناحل ، كان يكثر من اسئلته لي في مختلف الميادين ، كما كنت أكثر من أسئلتي له عن تربية النحل خاصة . و من أولى أسئلته لي كانت في استفساره عن مدى إيماني بتعاليم الدين الإسلامي ، و درجة تطبيق هذه التعاليم في الوسط العائلي ، فأجبته بكل تلقائية و صدق ، بأني ابن فقيه إمام ـ يؤم المصلين في المسجد ـ ، و كان رحمه الله [ـ توفى في 16 نونبر سنة 1964 ـ] يشتغل عدولا رسميا يحرر الوثائق الشرعية و العقود القانونية بين المسلمين ، خطيب جمعة ، مفت في الديار ، أستاذ في القراءات القرآنية ، عارف بالله ، لا يخشى في الحق لومة لائم ، حارس على تربية ذريته و نشأتها على سنة الله و رسوله . و لم أسأله وقتها عن مدى تمسكه هو بتعاليم دينه ، بل و لم أسأله حتى عن دينه ، أمسيحي هو أم يهودي ، و كان غالب ظني أنه مسيحي نصراني كما يقول المغاربة . و مرت الأيام و الشهور ، مع تغير أعضاء فريق التدريب من الفلاحين كل ثلاثة أشهر ، و بقائي في الضيعة لإستقبال الوافدين الجدد و السهر على تنظيم تدريبهم تحت إشراف عمال الضيعة المختصين و رئيسهم و بتعليمات الأستاذ صاحب الضيعة . و في بداية صيف 1973 ، وقعت حادثة سير للسيد " بول هاكور " ثم بعد رجوعه من المستشفى إلى بيته ، علمت بخبر عودته . فذهبت أطرق باب بيته ، و أطلب من زوجته السماح بزيارته لأطمئن على صحته . رحبت السيدة الكريمة ، و قادتني إلى غرفة نومه . و ما إن دخلت و سلمت ، و بدأت كالمعتاد في مثل هذه المواقف ، أشجع المريض و أتمنى له الصحة و العافية ، فقلت دون تفكير :" أسأل الله يا مسيو أكور ، أن يعجل بشفائك ، و أن ..." ...??? توقفت الكلمات في حلقي و لم استطع إتمام نطقها ، لأني رأيت أمامي السيد بول هاكور صاحب الجسم الضخم ، و القامة الفارهة ، و السن القريب من الثمانين ـ و عمري أنا آنذاك 23 سنة ـ رأيته يغطي وجهه بيديه و ينتحب كالطفل الصغير و هو يبكي . لم أكن أتوقع مارأيت . و أمام استغرابي سارع فقال لي : " انصت يا ابن الفقيه لـِـمَا سأقوله لك . إنني أعلم أنك مسلم مؤمــن بوجود الله مطمئن لإيمانك ، لذا فلا يمكن أن تشعر يوما بما أشعر به أنا الآن . إنني عشت كل حياتي ـ يقول بول هاكور حرفيا ـ و أنا لا أومن بوجود الله ، و لا أومن بوجود خالق . و الآن و قد رأيت الموت عيانا في هذه الحادثة ، وبعد أن تقدم بي العمر ، فإني أخشى ما أخشاه هو أن يكون هناك فعلا إله خالق لهذا الكون ، فأكون بلا شك من أصحاب النار " . و زاد في بكائه . بقيت هذه الكلمات ، بل هذا البوح العجيب ، يرن في أذني ، فأجبته بما تيسر لي آنذاك من القول ، لأخفف من روعه . و أخبرته أن ديننا الإسلامي يقول بأن باب التوبة إلى الله يبقى مفتوحا لعباده التائبين ........و بعدها شفي السيد هاكور من كسور في رقبته و وهنـه و استعاد نشاطه تدريجيا . و قد كنت طيلة فترة نقاهته أنا المكلف بنقله من بيته إلى المستشفى ، في سيارتي الشخصية و بطلب من امرأته لأنها تطمئن اكثر على رفيق دربها و هو في سيارتي و بمعيتي في تنقلاته و هو ضعيف و في حاجة إلى رعاية . فقد سبق أن تعطلت سيارتهم قبل الحادثة بشهور ، و طلبوا مني إيصالهم في سيارتي إلى زيارات عديدة لمعارفهم في مناسبات مختلفة ، قالت لي زوجة بول هاكور خلالها ، و على مسمع من زوجها ، ان سياقتي للسيارة تشعر بأمان ، عكس سياقة زوجها تماما. . و لما بدأ بول هاكور نشاطه و تنقلاته بين مناحله ، و محاضراته التي أصبح يصطحبني إليها لأكون بجانبه بإشارة من زوجته ، كمساعد و مرافق له ، قال لي بعد خروجنا من إحدى المحاضرات بنادي خاص ، كان موضوعها كعادته عن استعمال منتوجات النحل في حفظ الصحة و الوقاية و الحمية و علاج الأمراض ، قال لي :" إنني لا أكذب على الناس يا ابن الفقيه ، و الدليل أن سبب التِـئام الشقوق التي كانت في فقرات عنقي ، و رغم تقدم سني ، هو نتيجة مداومتي لأكل الغذاء الملكي و حبوب اللقاح و العسل ، و هذا ما أنصح به الجميع " . عندها تذكرته و هو يبكي فوق سريره ، فقلت في نفسي ، نسيَ الأستاذُ ضعفـَه ، و لو تذكره لأرجع فضل شفائه لخالقه . و لقد توفى السيد هاكور هذا سنة 1986 بباريس عند ابنته . و لي معه خلال السنة التي قضيتها في مؤسسته جارا و تلميذا و مرافقا و موظفا إداريا يزاول عمله ، ذكريات و ذكريات ، أتمنى أن تساعد الظروف في ذكرها لما فيها من فوائد و عبر ......أما عن قصتي هذه ، فإني كلما تذكرتها حمدت الله على نعمة الإسلام و الإيمان ، و فهمت أكثر مضمون آيات بينات من كتاب الله ، لا أمل من قراءتها ، و أجد معانيها تتجدد في كل قراءة لها و كأني أقرأها لأول مرة ، و هذا ما أشعر به فعلا ، و الله على ما أقول شهيد ، و إليكم بعض هذه الآيات ، و لاحظوا تأثيرها فيكم بعد قراءتها إثر قراءة هذه الواقعة مع استحضار خواطر المريض ـ الملحد و المشرك و الكافر ـ في الضر و النعمة .......... يقول جل من قائل في سورة يونس :{ و إذا مـَسَّ الإنسانَ الضّـُـرّ ُ دعانا لجنبهِ أوقاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضـُرَّهُ مَـرَّ كأن لم يـَدْعُـنـَا إلى ضـُـٍرّ مَـسّـهُ كذلك زُيــِّـنَ للمُـسـرفيـنَ ما كانوا يعمَـلون (12) } [1]. و يقول في سورة النحل:{ و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تَـجْـئــَـرون (53) ثم إذا كشف الضـرَّ عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون (54) ليَكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون (55) }. و يقول في سورة الروم :{ و إذا مَـسَّ الناسَ ضـُـرّ ٌ دَعـَـوْا ربـَّـهم مُـنِـيـبـيـنَ إليـه ثم إذا أذاقـَهم منـه رحـمـة ً إذا فريقٌ منهم بربهم يُـشـركون (33) ليكفروا بما ءاتيناهم فــتَـمَـتـَّـعوا فسـوف تعلمـون (56) } . و قال تعالى في سورة الزمر :{ و إذا مَـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعا ربـَّه مُـنيـبـاً إلـيـه ثم إذا خَـوّلــَـهُ نِـعمـَـة ً منه نـَسـِيَ ما كان يدعـو إليه من قبـل و جَـعَـل لـلـه أنـداداً لَـيُـضِل عن سبيلـه قل تَـمـَـتـع بـكفرك قليـلا إنـك من أصحـاب النـار (8) } ، و { فإذا مـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعانا ثم إذا خَـوَّلناهُ نـِعْـمـَـةً منّـا قال إنما أُوتـيتـُه على عِـلم بل هي فِـتنـة ولكن أكثـَرَهم لا يعلمـون (49) قد قالها الذيـن من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) } ..... و هناك آيات أخر لمن أراد البحث عنها ـ صدق الله العظيم ـ .
| *لحسن بنلفقيه | 6 - مايو - 2005 |
| في الإعجاز العلمى للقرآن ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الإعجاز العلمي هو فعلا موضوع شائك . و الشائك فيه فعلا هو تحديد المفهوم الإصطلاحي للإعجاز و للعلم ، و للحقيقة العلمية و النظريات . صحيح اننا كمسلمين مومنين لا يمكن أن نشك في صحة آيات كتاب الله ، كيفما كانت صلابة أو هشاشة النظريات البشرية أو ما تحسبه كحقائق علمية . و صحيح أيضا أن أعداء الله و الملحدين وقفوا عاجزين أمام مصداقية الآيات القرآنية عبر القرون و رغم تقدم الإكتشافات الإنسانية للقوانين الطبيعية . و قمة الإعجاز هو صحة ما جاء به النبي الأمي الذي كان لا يقرأ و لا يكتب ، و بشهادة المتربعين على قمة المعارف العلمية في كل عصر و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها . و الدليل هو عشرات علماء الغرب الذين أسلموا عبر العصور . و لا ننسى أن علم الإنسان محدود ـ { و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ـ فقد أخطأ مفسرون كبار أجلاء لقلة فهمهم و بدون قصد أو تعمد . و قد أخطأ علماء بارزون في تخصصهم ، لزيادة أو نقصان في تقديرهم ، أو سهو أو نسيان منهم أو عطب في آلاتهم و أجهزتهم أو خلل في معادلاتهم . و الخطأ و النسيان ملازمان للإنسان . ـ { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ـ . و الحقيقة الربانية لهذا الكون هي فيه و ملازمة له ، لا تتغير بصحة أو خطأ الحقائق العلمية أو النظريات الإنسانية . بل الذي يتغير هو فهم الإنسان لهذا الكون و رؤيته له تبعا لنظرياته و اكتشافاته : أفهمه صح ام خطأ ?
| *لحسن بنلفقيه | 26 - مايو - 2005 |
| بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [1] : ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لم يكن التشريح الداخلي للحشرات معروفا عند القدامى . فلم يكن معرفا ما بداخل بطون النحل من أعضاء على وجه الدقة العلمية . و لم تظهر أولى المعارف الإنسانية عن التشريح الداخلي للنحلة إلا بعد أن نشر الدكتور " جان سواميردام Jan Swammerdam " ، كتابَه المسمى " إنجيل الطبيعة " سنة 1667 ، و ضمنه أعماله الرائدة و الأولى في ميدان تشريح النحلة ، و ذلك بفضل الإكتشاف الحديث للمجهر في عصره . و مكنت دراساته و أبحاته هاته ، من اكتشاف المعدة المزدوجة المكونة من { الحوصلة } و { المعدة } . فما هي أهمية هذا الإكتشاف ، و ما علاقته بتفسير القرآن الكريم ، أو ما يسمى عند البعض بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم .
كلنا نعلم أن في القرآن سورة اسمها " سورة النحل " ، و أن بهذه السورة آيات خاصة بهذه الحشرة ، و هي :{ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } ـ صدق الله العظيم . . و اعتمادا على تخصصي في دراسة النحل و تربيته منذ أكثر من ثلاثين عاما ، أؤكد أن في هذه الآيات إعجازا علميا بكل المقاييس ، و الله اسأل أن يعينني على بيان و لو قليل من هذا الإعجاز الرباني . و لنتكلم هنا أولا على بطون النحل .
لقد اهتم مفسرو القرآن بهذه الآيات ضمن اهتمامهم بتفسير باقي الآيات القرآنية . و اعتمد تفسيرهم على مبلغ علمهم بمعارف عصرهم و تخصصهم. و بما أن تشريح النحل لم يكن معروفا عندهم ، فإن الفهم العام مثلا لقوله تعالى :" { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } " ، لم يكن بنفس الوضوح الذى أصبح عليه الآن بعد اكتشاف المعدة المزدوجة عند النحل ، و المكونة من حوصلة لخزن الرحيق و تحويله إلى عسل ، و معدة لهضم الغذاء كما سيأتي تفصيله . فإذا تناولنا الآن تفسير معنى بطون النحل اعتمادا على اكتشافات التشريح الداخلي لهذه الحشرة ، هل هو تجديد لفهم الآية بعلوم العصر ، أم هو إثبات ظهور حقيقة علمية متضمنة في الآية منذ نزولها، ساعدت العلوم العصرية أخيرا في فهمها على حقيقتها . هذا هو السؤال . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 30 - مايو - 2005 |
| بطون النحل و الإعجاز العلمي للقرآن الكريم [2] : ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
المعروف عند الجميع ـ و عند المفسرين لكتاب الله ـ أن في البطن يوجد مخزن ما تأكله الحشرة من الغداء . و مخزن الغذاء في البطن هو المعدة . و ما إن يصل الغذاء إلى المعدة حتى يتعرض لتأثير أنزيمات و مواد كيماوية و حركات ميكانيكية الهدف منها تحليل الغذاء إلى مواد أساسية و ضرورية لجسم الحشرة ، يتم امتصاصها و مرورها إلى الدم في المعى الرقيق . و من المعروف أيضا أن المسار الطبيعي للأطعمة و الأغذية أن تدخل من الفم ثم تتجه نحو المعدة عبر البلعوم أو المري و من المعدة إلى الأمعاء فالمخرج . و قد يوجد بين الفم و المعدة عند بعض المخلوقات كالطيور ، عضو يساعد في خزن الغذاء و تحضيره للهضم ، و يسمى هذ العضو بالحوصلة الموجودة في مدخل الصدر عند الطائر ، أو في منحره كما يقول البعض . و هذه الحوصلة ظاهرة للعيان ، لذا فإنها كانت معروفة عند الناس . و تسمى عندنا في المغرب بالقانصة ، و هي كلمة عربية مذكورة بلسان العرب لإبن منظور الذي قال :" والحَوْصَل والحَوْصَلة والحَوْصَلَّة والحَوْصَلاء، ممدود، من الطائر والظَّلِيم: بمنزلة المَعِدة من الإِنسان. والقانِصَة من الطير تُدْعَى الجِرِّيئة . وحَوْصَلُ الروضِ: قَرارُه وهو أَبطؤُها هَيْجاً، وبه سميت حَوْصَلة الطائر لأَنها قرار ما يأْكله .ابن الأَعرابي: زَاوِرَةُ القَطَاة ما تَحْمِل فيه الماءَ لفِراخها وهي حَوْصَلتها، قال: والغَراغِر الحَواَصِل ". و بما أنه لم يكن معرفا أن للنحلة حوصلة داخل بطنها، فظاهر المعنى من قوله تعالى :{ يخرج من بطونها ...} كان يفهم منه ضمنيا أن هذا الشراب يخرج من " معدة " النحلة ، لأنها ـ بمفهوم العصور الماضية ـ العضو الوحيد الذي يمكن أن يخزن ما تجمعه النحلة من رحيق من الأزهار و تحمله في بطونها إلى بيوتها لتخرجه قصد وضعه في الشهد على شكل عسل . و المعدة كما سبق ذكره ، لا تترك ما يلجها من سائل أو يابس على حاله ، بل تعمل على عركه و عجنه و تغيير مزاجه و شكله و مذاقه و قوامه نتيجة ما تسلط عليه من أنزيمات و مواد كيماوية . فلو كان مصدر خروج العسل من معدة النحل لكان على شكل غير الشكل المعروف للعسل و على مذاق غير مذاقه . و يأتي قوله تعالى : { شراب مختلف ألوانه } بإعجاز آخر بيّن . ذلكم أن فيه إشارة إلى عدم تغير الشراب في بطون النحل ، فيخرج منها كما دخل إليها ، دون أن يتغير لا طعمه و لا لونه و لا مركباته الطبية الخاصة بالنبات الذي أخِـذَ منه . فسبحان الله . و يستطيع النحال المتمرن معرفة المصدر النباتي لكثير من أنواع العسل بمجرد تذوقه لها . و من أشهر أنواع العسل المميزة عندنا بذوقها عسل الحوامض [ البرتقال و غيره ] و عسل الصعتر ، و عسل الأوكاليبتوس أو شجرة الكافور . كما يلاحظ الجميع اختلاف ألوان العسل من شبه شفاف إلى أسود مرورا بالعديد من درجات طيف الألوان من ذهبي و أحمر و بني ، بل و حتي القريب من الأخضر . مع احتفاظ كل لون بمذاق و لون مصدره النباتي . بل هناك الآن تقنيات خاصة تعتمد علىتغذية النحل اصطناعيا بمحاليل سكرية لعصير مختلف الخضر و الفواكه للعصول على منتوج عسلي بمذاق و لون و خواص الفواكه أو الخضر التي غذي النحل عليها . فصار من الممكن الآن إنتاج عسل الجزر ، أو عسل السلجم ، أو عسل التفاح ، إلى ما لا نهاية له من الأنواع و الأصناف ، مع احتفاظ كل عسل بمذاق و لون و خاصيات مصدره ، نعم ... و صدق الله العظيم : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } . و السر في بقاء الرحيق ـ أو المحلول السكري ـ على أصله حتى و هو داخل بطون النحل ، هو وجود عضو خاص بجمع الرحيق و خزنه بعيدا كل البعد عن معدة النحلة ، و في ظروف خاصة و مميزة يتم فيها حفظ الرحيق و تحضيره بالشكل المناسب ، ليخرج من هذا المعمل الخاص على شكل دواء طبيعي مختلف الطعم و اللون ، فيه شفاء للناس . و سنتكلم في الحلقة القادمة إن شاء الله بشيء من التفصيل على هذه الحوصلة العجيبة التي كان السلف الصالح يجهل وجودها داخل بطون النحل ، مع أنها موجودة فيها منذ أن وُجِـد النحل . [ يتبع ]
| *لحسن بنلفقيه | 30 - مايو - 2005 |
أضف تعليقك
|