بسم الله الرحمن الرحيم ( ليلةُ الانتخاباتِ البرلمانيةِ ) اَلْبَرْلَـمَانُ غَدًا يَمُـدُّ رِوَاقَهُ v ظِـلاًّ عَلَى الْوَادِي السَّعِيدِ ظَلِيلا قُل لِّلشَّبَابِ الْيَوْمَ بُورِكَ غَرْسُكُمْ v دَنَتِ الْقُطُوفُ وَذُلِّلَت تَّذْلِيلا - عندما قرأتُ هذهِ اليتيمةَ الشعريةَ لشوقي - رحمه الله ! - مكتوبةً بِثُلُثٍ آلِيٍّ وراءَ المستشار / عبد المعز إبراهيم ؛ وهو يدلي بتصريحٍ عن نتائج الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى ؛= غمرت الشاطئَ الجافَّ من نفسي موجةً من الفرحِ والتفاؤلِ نَقَشَتْ عليه لوحةً من السعادةِ ، قد لا أجِدُ الوقتَ لوَصْفِ ملامِحِها الآنَ . ¦¦¦ - (( مِصْرُ الحبيبةُ ... - في غَدٍ المرتَقَبِ النَّهارِ طاهِرًا باسِمًا ؛: سأذهب طائعًا مُختارًا لأقِفَ في طابُورٍ مُّخْلِصِ مُّحِبٍّ - لا أكترِثُ إن قَصُرَ أو طالَ لفراسِخَ ، أنا الذي طالَ مَا وَقَفْتُ في طوابيرَ مُهِينَةٍ وأرْتالٍ غَوْغَائِيَّةٍ لآخُذَ حِصَّةً من الخبزِ أمام طابُونٍ قديمٍ ، أو لأشْرَحَ مُعاملةً مِّن مُّوَظَّفٍ مُّدَخِّنٍ مُّتَّكِئٍ ، أو لأشتريَ كتابًا جامعِيًّا رديءَ الورقِ والطَّبْعِ بثَمَنٍ باهظٍ ؛= خوفًا من صباحٍ يَمُرُّ بلا فَطُورٍ ، أو إِذْعانًا لرتابةٍ حُكُومِيَّةٍ سخيفةٍ ، أو اتِّقاءً لشَرِّ أستاذٍ ذي ضميرٍ مُرْتَثٍّ أو مُجْتَثٍّ ، سأذهبُ طائعًا مختارًا لأبديَ رأيي في الانتخاباتِ البرلمانيةِ ؛ تَزْدَهِيني الكرامةُ ، وتستخِفُّنِي العِزَّةُ ، كأنِّي ذُو الجناحَيْنِ قَدْ نَبَتَا ورَاشا بَعْدَ حَصٍّ وقَصٍّ )) . - (( مِصْرُ الحبيبةُ ... - في غَدٍ الْمُتَرَبَّصِ الفجرِ صارخًا طاغِيًا ؛: سأضعُ صوتي في صُندُوقٍ أمينٍ نزيهٍ ، سأضَعُه وأذهبُ ، لا أخشى من التزويرِ أو التَّزْيِيف غائلةْ، ولا أقلقُ: لِمن تكونُ الفريضةُ العائلةْ ، لأنَّ الأنصباءَ سَتَحْظَى بها الأكفاءُ بِقِسْمَةٍ غيرٍ ضِيزَى )) . - (( مِصْرُ الحبيبةُ ... - أيتُها الأمُّ الرَّؤُومُ ! ؛ طالَ ما احْتَمَلْتِ من العُقُوقْ ، وهُضِمْتِ من الْحُقُوقْ ، واصطبَرْتِ على أذًى ، وشَرِبْتِ على قذًى ، واليومَ نَلْتَمِسُ مِرْهَمًا لجراحِك الثاعِبَةِ ، ومَرُوخًا لأوصالِك الْمُتَلَهِّبَةِ ومفاصِلُكِ الْمُرْتَهِكَةِ )) . - (( مِصْرُ الحبيبةُ ... - سَأُصَلِّي هذه الليلةَ كثيرًا ؛ لأنِّي هَجَعْتُ قبلَ ذلك كثيرًا ، وليستْ هذه ليلةَ الْهُجُوع ، فَسَأُصَلِّي بِخُشُوع ؛ لِيَمْنَحَكِ اللهُ أمانًا وإيمانًا ، وسلامًا وإسلامًا ، فمثلي ضعيفٌ ، والدعاءُ مِنجَنِيقِي ، فَلْيَجْعَلِ اللهُ العاقبةَ للتقوى ، والدائرةَ على الباغي )) . ¦¦¦ - بالقُرْبِ من دمنهورَ - التي ستجرى فيها الانتخابات البرلمانية غَدًا - يقام مَوْلِدٌ لأبي حصيرة اليهودي ، وما قِصَّةُ الرَّجُلِ ؟ ؛: لا أعلم ولا أهتمُّ ، إن كان قد عاش في مصر ومات بها فهو مِصْرِيٌّ ، وليس لإسرائيل دَفْقةٌ من دمه أو ذَرَّةٌ من رفاته . - من المصادفة البهيجة : أنِّي سَمِعْتُ هذهِ الليلةَ نبأَ رَفْعِ عَلَمِ (فلسطينَ) على مُنَظَّمَةِ اليونسكو ، وأنَّ هذهِ المنظمةَ والدُّوَلَ الْمُنضَوِيَةَ تحتها قدِ اعترفتْ بها عُضْوًا في الْمُنَظَّمة ، وهذهِ كُلُّها بُشْرَيَاتٌ سَارَّةٌ ؛ تَشِي بأنَّ في الحاشيةِ غيرِ القَصِيَّةِ من الأفقِ : ألقًا ووميضًا وابتسامًا . |