مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : ميلاد الجزيرة    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )

رأي الوراق :

 محمود العسكري 
4 - نوفمبر - 2011
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(( مِيلاَدُ الْجَزِيرَةِ ))
-   بَيْنَا أَنَا أَنظُرُ فِي دَفَاتِرَ قَدِيمَةٍ طَالَ فِي الْقِمَطْرِ ثَوَاؤُهَا ؛= إِذْ عَثَرْتُ على مقالاتٍ كتبْتُها في أُخْرَيَات المرحلة الثانوية أو لِوَاذِهَا ، منها مقالةٌ تُرْجِم لها بهذا العنوان : مِيلادُ الْجَزِيرَةِ ، فتذكَّرْتُ قصَّة هذه المقالة : أني اعتزمْتُ وَقْتَذَاكَ أن أُلَخِّصَ سِيَرَةَ الشَّيْخِ / مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الوَهَّابِ - رحمه الله ، وغفر الله له ! - ومَاجَرَيَاتِ الأَحْدَاثِ الَّتِي واكَبَت دَّعْوَتَهُ = في روايةٍ أدبيَّةٍ ، وجمعْتُ من المراجع التاريخية ما أسْعَفَني ، ورَسَمْتُ خِطَّةً ، وارتدتُّ منهجًا ، ونصَبْتُ أهدافًا ، ثم إني خرجْتُ من كُلِّ ذلك صِفْر اليدين ؛ إلا بهذه المقالة التي أردتُّها مقدِّمة بين يَدَيِ الرواية ، وتناهبَتْني بعدها الشَّواغِلُ الْمُشْتَجِرَة .
-   ولأني نوَّهْتُ في طليعة موضوع (( في سبيل النهضة - 2 )) بأمر العقيدة ، ولأني لا أجِدُ في الأوقات العزيزةِ فُسْحَةً لأسْتَطْرِدَ في تفاصيلِ الموضوعِ على طِبَاقِ الْمُشْتَهَى ،= فقد آنسْتُ أن نَّشْرَ هَذِه الكَلِمَةِ الْمُطَوَّلَةِ : عَزَاءٌ وَسُلْوَانٌ .
-       وَلَقَدْ وَجَدتُّ فاتحةً سَجْعِيَّةً مُتَحَرِّمَةً بِفِنَائِها ، فلم أشأْ أنْ أُفَرِّقَ بين وَدِيدٍ وَوَدِيدٍ .

 1 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الفاتحة السجعية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-   الحمدُ للهِ الَّذي اتَّخذ إبراهيم خليلاً ، وآوى محمَّدًا من محبَّته ظِلاًّ ظليلاً ، وسقى أولياءه من كؤوس مودته عَذْبًا سلسبيلاً ، وألبسهم من حرير أُنسِهِ ثوْبًا قشيبًا جميلاً ، وعقد على هاماتهم المرفوعة من جواهر لُطْفِه وقُرْبِه إكليلاً ، له - جَلَّ وَعَزَّ - تُنضَى ركائِبُ الحمدِ وتُرْهَقُ وَخْدًا وذَمِيلاً ، وتَخُبُّ نجائب الشُّكْر إلى جَنَاب قُدْسه بُكْرةً وأصيلاً .
-   وأفضلُ الصلاةِ والسلامِ على من فاق الأنبياءَ رِفْعةً وتفضيلاً ، واختصَّ بالمقامِ المحمودِ تشريفًا وتبجيلاً ، حُمَّل من رِسالةِ الإسلام عِبْئًا ثقيلاً ، وأُخِيضَ مَأْقِطًا زَلِيقًا بأفذاذ الرجال زَلِيلاً ، فَنَهَدَ إلى أهاضيب الضلال فذلَّلَها تَذْلِيلاً ، وإلى رؤوس الشرك فقَتَّلَهُم تقتيلاً ، ونَكَّلَ بهم تنكِيلاً ، وأوردهم بأْسُه من سوء العاقبة مرْعًى وَبِيلاً .
-   كان إلى مناهل الفضائل رائِدًا ودليلاً ، ثانِيًا عِنَانَ القُلُوبِ بوَعْظِه البديعِ الأُسْلُوبِ إلى توحيدِ عَلاَّمِ الغُيُوبِ مُسْتَمِيلاً ، مُشِيدًا من مَّكارِمَ الأخلاقِ بِمَكارمِ الأخلاق طَلَلاً دَاثِرًا وَرَسْمًا مُّحِيلاً .
-   صلَّى الله عليه وعلى تابعيه جِيلاً فَجِيلاً ، من بَذَلُوا لله الْفُلُوسَ والنُّفُوسْ فغَدَوْا بعدَ المهانةِ والبُوسْ أمْنَعَ جَنابًا وأعَزَّ قَبِيلاً ، صلى الله وسلم عليهم مَّا أَوْسَعَ النَّسِيمُ الأَغْصَانَ تَجْمِيشًا وَتَقْبِيلاً ، وما امْتَلأتْ آذانُ الرِّياضِ من البلابل ترْنِيمًا وتَرْتِيلاً ، إلى يومِ لَفْظِ الأرضِ وَدَائِعَهَا ، وعَرْضِ النُّفوسِ في سُوقِ الحسابِ بضائِعَها ، ولا يُظْلَمُون فَتِيلاً .
[ الأحد . 6 / 1 / 1427 هجرية ]
*محمود العسكري
4 - نوفمبر - 2011
قلوب متناثرة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
[ الاثنين والثلاثاء . 7-8 / 1 / 1427 هجرية ]
-   غَبَرَ على الناسِ زَمَنٌ ليسَ بالقليلِ في هذه الأرْضِ القَفْرِ اليَبَابِ وَهُمْ حَيْرَى في مَهَامِهِ الشِّرْكِ والضَّلالِ والْجَهْل ؛ مِثْلَما هُمْ حَيْرَى بين جبالها ووهادها وهضابها ووديانها ، لا يطمئِنُّ بِهِمْ مقامٌ إِلا وأَوْعَزَ لَهُمُ الْعَوَزُ : أن ينتجِعُوا غيرَه يكونُ أوْفَرَ أمواهًا وأخْصَبَ كَلأً .
-   بيوتٌ متناثرةٌ على أديم هذه الجزيرة ، وقُرًى مُتباعدةٌ تُرْهَقُ فيما بينها الإبل ، هِيَ مُتباعدةٌ مثلَ تباعُدِ قُلُوبِ قاطنيها ، فليس ثَمَّ بين بلدٍ وبلدٍ وشيجةٌ من التآلف والتوَادِّ ، اللهُمَّ أن تكون وشيجةٌ مُصْطَنَعَةٌ اضطرتهم إليها ضرورةٌ مَّا ، لكنَّها أشبهُ بسحابةِ الصَّيْفِ لا يَطُولُ في السماء ثواؤُها ؛ بَلْ دَأْبُهَا في السماء دَأْبُهُم في الأرْضِ : أن لا يطمَئِنُّ بِهِم مَّكانٌ ، فإذا هِيَ عَمَّا قليلٍ تَقَشَّعُ ، فتسقطُ الأقنعةُ ، ويَبْدُو ما في القلوب من نار الوغر والوحر أشدَّ ما يكونُ اضطرامًا واحْتِدَامًا ، نارٌ لا مُؤَرِّثَ لها ، هي لَمْ تَنطَفِئْ أصْلاً ، كانت تَّحْجُبُها غِلالَةٌ مَِّن الدُّخَانِ فَقَطْ .
*محمود العسكري
4 - نوفمبر - 2011
ثلاثة طواغيت    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
-   والناسُ في تِلْكَ الْحِقْبَة الْمُظْلِمةِ يُقَدِّسُون ثلاثةَ طواغِيتَ : الأوثانَ والعُلَمَاءَ والأُمَرَاءَ ، يُقَدِّسُونَ الأوثانَ فَيَتَقَرَّبُونَ لَهَا جَهْدَ ما وَسِعُوا مِن دُعَاءٍ وتَضَرُّعٍ وطوافٍ وذَبْحٍ ، يَسْكُبُونَ أمامَ يَدَيْهَا الدُّمُوعَ الْغِزَارَ الْحِرَارَ ، وتَزْفِرُ صُدُورُهم بأعلى الآهاتِ والأَنَّاتِ ، يُعَفِّرُونَ الْجِبَاهَ ، وَيُنَكِّسُونَ الرُّؤُوسَ ، وتَسْرِي فيهم نشْوَةٌ شَيْطَانِيَّةٌ ، فيَرْقُصُونَ كالمجانين، وتتمايَلُ الْهَامَاتُ على الأكتافِ يَمْنَةً ويَسْرَةً ، وتَتَلَطَّخُ الأَيْدِي بالدِّماءِ الْمَسْفُوحَةِ ، وتُشَعَّثُ الشُّعُورُ ، وَتَمَزَّقُ الأَسْمَالُ ، حَتَّى تصْرَعَهُمُ الشَّيَاطِينُ فَيَسْقُطُونَ كالقَتْلى ، تطُوف بأذهانِهِمُ الأحْلامَ الوَرْدِيَّةَ ، وتُنَاغِيهِمُ الْقُصُورُ الْعَاجِيَّةُ الَّتِي سَيَمْنَحُهُمْ إِيَّاهَا وَلِيُّ اللهِ الأَعْظَمُ ! .
-   ويُقَدِّسُونَ العُلماءَ الْجُهَلاءَ ، فقَوْلُهُمْ هُوَ الَّذِي لا يَحِيدُ عَن مِفْصَل الْحَقِّ ، ولا يأتِيهِ الباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِن خَلْفِهِ ، وناهِيكَ بِه مِن قَوْلٍ يُمْكِنُ أَن يُقْصَدَ بِه كُلُّ شَيْءٍ إلا وَجْهَ اللهِ ، فَهُمْ يَتَزَلَّفُونَ إِلى الأُمَراءِ مَا أَمْكَنَهُمْ إِلى الزُّلْفَى سَبِيلٌ ، وَكَيْفَ لا ! ؛: وَأمَامَ أَعْيُنِهِمْ يتلألأُ بَرِيقُ الْمَالِ ، وَبَرِيقُ الْمَالِ لا يُقَاوَمُ !! .
-   وَيُقَدِّسُونَ الأُمَرَاءَ ، وَهَلْ بَعْدُ قَدَاسَةٌ كقَدَاسَةِ مَن يُومِئُ بإِصْبَعٍ فَتُسْفَكُ دِماءٌ مُحَرَّمَةٌ ، وتُزْهَقُ أنفَسٌ مَّعْصُومَةٌ ، وتُسْلَبُ أمْوالٌ ، وتُنتَهَكُ أعْرَاضٌ ، لا لِشَيْءٍِ إلا لِيُرْضِيَ غُرُورَهُ وَكِبْرِياءَهُ .
-   أوثانٌ وعلماءُ وأمراءُ ، ثلاثةُ عناكِبَ سَقَطَ الناسُ في شِباكِها وأحابِيلِها ، وظلماتٌ ثلاثٌ كانت هذه القُطْعَانُ الهائِمةُ جنينًا في أحشائها ، وحانتْ ساعَةُ الْمِيلادِ .
*محمود العسكري
4 - نوفمبر - 2011
أفاعٍ وغيرانٌ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-   يُمْلِسُ الكَوْنُ في أحْشَاءِ الظُّلْمَةِ ما يُمْلِسُ ، وينسابُ في جُحُورِهَا انسِيَابَ الأفَاعِي إلى غِيرَانِهَا ، ويتلفَّعُ بثيابِ اللَّيْلِ ، حَتَّى إِذا ما ارْتَدَى أشدَّها سَوَادًا وأحْلَكَها ظُلْمَةً = نَضَاهَا جَمِيعًا ، وَرَحَضَ بنُورِ الشَّمْسِ أدْرَانَ اللَّيْلِ وقَتَمَهُ ، واسْتَرْوَحَ أنفاسَ الرِّياضِ غِبَّ قَطْرِ النَّدَى ، بعْدَما جَثَمَ عليْهِ اللَّيْلُ ، وَكَادَ يَخْنُقُ أنفاسَهُ .
-   أَفَهِمْتَ هَذَا الْمَثَلَ ؟ ، كَذَلِكَ الناسُ في تِلْكَ الْحِقْبَة الْمُظْلِمَةِ : كانَ الدُّخَانُ بَادِئَ الأمْرِ غِشَاوَةً على أبْصَارِهِم حَجَبَتْ عَنْهَا النُّورَ ، غَيْرَ أنَّهُ اسْتَفْحَلَ وَاسْتَشْرَى ، وأخَذَ يَحْشُو الأُنوفَ وَالرِّئةَ ، وَيَكْتُمُ الأنفَاسَ ، ويُجَاهِدُ أن يَسْتَلِبَ الرُّوحَ ، وهُنَا انتَبَهَتِ الرُّوحُ العَمْيَاءُ ، وتفتَّحَتِ الْعُيُونُ الَّتِي خَاطَهَا الْكَرَى طَوِيلاً ، وأفاقَتِ الْعُقُولُ مَذْعُورَةً تطْلُبُ خَلاصَها من وَبَأِ الْجَهْلِ ، بَيْدَ أَنَّ شِفَاهَ اللَّيْلِ السَّوْدَاءَ لا تَنفَرِجُ عن ثنايا الصُّبْحِ جُمْلَةً واحِدَةً ، وأوَّلُ الفَجْرِ خَيْطٌ مُعْتَرِضٌ في الأُفُقِ ، وإِنَّ النَّهارَ الضَّاحِيَ لَمَدِينٌ لِهَذَا الْخَيْطِ وذاكِرٌ لَهُ صَنِيعَةً غَيْرَ مَجْحُودَةٍ .
*محمود العسكري
4 - نوفمبر - 2011
حزب البعث    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
-   يَصْطَفِي اللهُ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ مِنَ النَّاسِ ناسًا مَثَلُهُمْ : كشرَارَةِ النَّارِ تشْتَعِلُ في الهشيمِ فلا تَلْبَثُ أن تكُونَ حَرِيقًا هائلاً يلْتَهِمُ كُلَّ شَيْءٍ ، أُولَئِكَ الْمُهَيَّؤُونَ مِنَ اللهِ لِتَوْجِيهِ دَفَّةِ الْمُجْتَمَعِ إِذا انْحَرَفَتْ ، وتقْوِيمِ الْقُلُوبِ إِذا اعْوَجَّتْ ، وإِصْلاحِ الأَخْلاقِ إِذا حَلَمَ أَدِيمُهَا ، وَإِنَارَةِ الْعُقُولِ إِذا طَمَتْ عليْهَا أمواجُ الظُّلْمَةِ الْخَانِقَةِ ، أُولَئِكَ لا حَظَّ لأنفُسِهِمْ في شَيْءٍ من حياتِهِمْ ، هُمُ الشَّمْعَةُ التي تُحْرِقُ نفْسَها لِتُضِيءَ للآخَرِينَ دَرْبَهُمْ ، على أن دَرْبَهُمْ فيما يَرُومُونه مِنَ الإِصْلاحِ والتَّهْذِيبِ مَفْرُوشٌ بالأشْواكِ ، مَلِيءٌ بالعَوَاثِيرِ ، مَحُوطٌ بِالكلاليبِ ، مُكْتَنَفٌ بالأَفْخَاخِ .
-   إِنَّ مُتَقَحِّمًا طريقًا كهذا عَلَيْهِ سِباعُ الشَّقاءِ والفناءِ فاغِرَةً أفْوَاهَهَا = لَجِدُّ صَبُورٍ صَبْرًا تزولُ الجبالُ ولا يزولُ ، وينفَدُ البَحْرُ ولا ينفَدُ ، صَبْرٌ يَمْنَعُهُ إذا عَتَتْ رِيَاحُ الضَّلالِ أن يَخْفِضَ لها رَأْسَهُ ، وَإِذَا مارَتِ الأرْضُ من جَبَرُوتِ الطَّوَاغِيتِ أن يَمُورَ قَلْبُهُ ، وإذا قُوبِلَ بالخيْرِ شَرًّا والنُّصْحِ كِيَادًا والْمَحَبَّةِ عِدَاءً أن يَهِيَ ، صَبْرٌ تَغْذُوهُ الثِّقَةُ باللهِ ، والأمَلُ في أكيدِ نصْرِهِ ، والرَّجاءُ في عَظِيمِ ثَوَابِهِ ، والعَزِيمَةُ الْمَاضِيَةُ التي لا تَخُورُ ، والْهِمَّةُ الْعَالِيَةُ التي لا تُفَلُّ شَبَاتُهَا ، صَبْرٌ يَقْتَرِنُ بالرأي الثاقب ، والنَّظْرَة البعيدة ، والتَّخْطِيط الْمَدْرُوسِ ، لَكَمْ هَذِهِ صِفَاتٌ عزيزةُ الْمَنَالْ ! ، لا يُعْطاهَا إلا أفْذَاذٌ مِّن الرِّجَالْ اصْطِفَاءً مِّنَ اللهِ تعالى .
*محمود العسكري
4 - نوفمبر - 2011
مسيح مخلص    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
خارَ اللهُ لهذهِ الجزيرةِ أن تخرُجَ منْ أحشاءِ الظُّلْمةِ إلى عالَمِ النورِ ، فاختارَ رَجُلاً كانَ المصباحَ المنيرَ ، وكانَ اليدَ التي امتدَّتْ لتنقِذَ الغارقينَ في بحارِ الشِّرْكِ والجهلِ ، والتي أوقفَتْ رَحَى الحربِ الدائرَةِ في كُلِّ بُقْعَةٍ على هذه الجزيرة ؛ فإذا هي جزيرةُ النورِ والتوحيدِ والْمَحَبَّةِ والتلاحُمِ ، لقدِ استنارتِ العقولُ ، وطارتْ عنها خفافيشُ الجهالةِ إلى غيرِ مآبٍ ، وطهُرَتِ القلوبُ ، ومازجها الْحُبُّ ، وسُلَّتْ منها السخائم ، فالجميعُ وإن شطَّتْ ديارُهم أهْلٌ ، لا يخشى أحدٌ من أحدٍ غائلةً ، ولا يتربَّصُ مَرْءٌ بِمَرْءٍ كيدًا ، لقد نَعِمَ الجميعُ بالحرية بعد أن رسفوا في أغلالِ العبوديَّةِ زَمَنًا ، فما ثَمَّ رأسٌ لغيرِ الله تُحْنَى ، أو دَمٌ لسواه يُرَاقُ .
*محمود العسكري
21 - نوفمبر - 2011
كبريت أحمر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لَمْ يَكُن مُّحَمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ رجلاً تَطَّبِيهِ الألقابُ الفارغةُ أوْ يأسِرُهُ بريقُ المالِ أو تَنْزِعُ نفْسُه إلى أن يتبوَّأَ منصِبًا يستطيلُ به على العبادِ ويُدِلُّ بهِ على الآخرينَ لوْ كانتْ هذهِ مقاصِدُهُ لَمَا ضَاقَ بهِ العيشُ ولَمَا لفِظَتْهُ أرْضٌ إلى أخرى وَلَمَا نبا به المقامُ فِي كنف أيِّ أميرٍ يَكِيلُ له من مَّكْذُوبِ الثَّناءِ ما يَجْعَلُه سَكْرَانَ مِنَ الغُرُورِ ثَمِلاً ، كان رَجُلاً ذا أمَلٍ يتجاوزُ حدودَ النَّفْسِ ومَلَذَّاتِهَا لِيَشْملَ كُلَّ نفْسٍ على هذهِ الجزيرةِ ، ذا عَمَلٍ أهمُّ صفاتِهِ : الإخلاصُ ، والإِخلاصُ صِفَةٌ أنتَ واجِدٌ كُلَّ صِفَةٍ دُونَهَا فِيمَا أنتَ رَائِيهِ مِنْ أعْمَالِ النَّاسِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي ، والأملُ والعَمَلُ ما اجتمعا في مَرْءٍ فكانت عاقِبتُهُ النَّدامَةَ ، إِنَّمَا هِيَ الفُلْجُ بِما أرادَ إِذَا أرَادَ اللهُ .
*محمود العسكري
21 - نوفمبر - 2011
الخيط الأبيض من الفجر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ أصدقُ مثالٍ للوطنيةِ الحقَّةِ ، ولبئس مُدَّعُو الوطنية ! ، المتشدقونَ أنَّهُمْ رائمو مصالحِ الوطنِ ومراشدِهِ ، وإنما هم رائمو كُلِّ شَيْءٍ عدا ذلك ، محمدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ رجُلٌ بذلَ نفسَه لوطنِه ، وضحَّى في سبيلِ وطنِهِ بكُلِّ راحتهِ وهنائهِ ، كان يداعِبُه الأملُ ، ويناغِيهِ مُذْ كانَ في غضارةِ الصِّبا ؛= أن يرى وطنه قويًّا عفِيًّا مِنْ أوصابِ الشِّرْكِ والْجَهْلِ ، تُرَفْرِفُ عليه راياتُ السَّلامِ والْمَحَبَّةِ ، وتجمعُ أقطارَهُ آصِرَةُ الإخاءِ في الدينِ ، وتُؤَالِفُ العقيدةُ السَّمْحَاءُ بين قلوبٍ شَدَّ ما اتَّقَدَ فيها من إِحَنٍ ، وانطوتْ عليه من ذُحُولٍ ، وما زالَ يكبر الفتى ويكبر الأملُ معهَ،ُ وينمو بنمائِهِ ، ويستحيلُ شُعَلاً نارِيَّةً تجري في عروقه ، فيدفعه إلى أن يعمل كُلَّ شَيْءٍ وأيَّ شَيْءٍ من أجل تحقيقِ هذا الأملِ الكبيرِ ، في هِمَّةٍ لا تعْرِفُ الكلالَ ، وعَزْمٍ يباري الأقدارَ ، وعملٍ دَؤُوبٍ يُسَابِقُ الزَّمَنَ ، وإِخْلاصٍ غيرِ مَشُوبٍ ، = فإذا بالأملِ يَتَحَقَّقُ على أرضِ الجزيرةِ ، وبالْحُلُمِ يصبح أمرًا عيانًا ، ونشأتْ هذه الدولةُ المباركةُ ، دولةٌ دعائِمُها : العلمُ والعدلُ والتآلِفُ ، وها نحنُ اليومَ نتفيَّأُ ظلالَها الوارِفَةَ ، ونَنْعَمُ بِمَا فيها من الإيمان والأمان والحرية والرفاه ، وإنما محمدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ هُوَ صاحِبُ الْبِذْرَةِ الأولى .
*محمود العسكري
21 - نوفمبر - 2011
قوة رحيمة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لَمْ يَكُن لدعوةِ الشيخِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ أن يتهَيَّأ لها هذا النجاحُ على أرضِ الجزيرةِ لَوْلا أن آزرَتْهَا بتوفيقِ اللهِ سواعدُ البررةِ من آل سعودٍ ؛ الذينَ شرحَ اللهُ صدورَهم لهذهِ الدعوةِ الميمونةِ ، فآمنوا بمبادئها ، ونَذَرُوا منذُ اليومِ الأولِ : أن يكونوا قادَتَها وذادَتَها ، فكانَتْ تلكَ الصورةُ الرائعةُ الفريدةُ لتلاحمِ العلماءِ الْمُخْلصينَ والأمراءِ المجاهدينَ في سبيلِ نُشْدَانِ الخيرِ والعَدْلِ والنهضةِ لهذا الوطنِ الغالي المعطاءِ .
 
إِنَّ تلكَ الدعوةَ التي قامَتْ على العِلْمِ الصوابِ والمبادئِ الْحَقَّةِ مُدَعَّمَةً ببراهينِ النقلِ والعقلِ والضميرِ الحيِّ والقلْبِ اليَقِظِ الرَّافِضَيْنِ للخطأِ والعَوَجِ الناشِدَيْنِ التصويبَ والإصلاحَ؛= لَمْ تَكُن لِتُصَادِفَ أبوابَ القلوبِ مُفَتَّحَةً لقَبُولِهَا من أولئكَ الطواغيتِ الذين هُمْ هَدَفُها بالتحطيمِ والإِسْقَاطِ ، وفي ذلكَ زوالُ عروشِهم وذهابُ جاهِهِمْ ، إِنَّ مصلحَتَهُمُ الأَكِيدَةَ - زَعَمُوا ! - هِيَ في بقاءِ المجتمعِ سادِرًا في غَيِّه ، قابِعًا في غيابةِ عماهُ ، مُخَدَّرًا مُغَيَّبًا عن الوَعْيِ والشُّعورِ ، وإِنَّ أيَّ وَخْزَةٍ لإيقاظِه ستكونُ قاصِمَةَ الظَّهْرِ لهم ، مِنْ أَجْلِ ذلكَ : هُم باذلونَ كُلَّ ما يستطيعونَ مِنْ أَجْلِ مُعَاجَلَةِ هذهِ الدعوةِ في مَهْدِها والقَضَاءِ عَلَيْهَا ، هُنا يَبْرُزُ دَوْرُ القُوَّةِ التي تُسَانِدُ الدَّعْوَةَ وتكتنِفُ مسيرَتَهَا ، القُوَّةِ التي تُرْغِمُ مَعَاطِسَ الطواغيتِ ، وتقودُ بأزِمَّةِ السيوفِ من لم يُقَدْ بالدَّعْوةِ ويُذْعِن لِّمَبادِئِهَا .
*محمود العسكري
22 - نوفمبر - 2011
إرهاصة فيض    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لَقَدْ شاءَ اللهُ أن يَنبَعِثَ النُّورُ مِنْ أرضِ الجزيرةِ مَرَّتَيْنِ ، أمَّا النُّورُ الأَوَّلُ فَقَدْ غَمَر الدُّنْيَا ، وأمَّا النُّورُ الثَّانِي فَقَدْ غَمَرَ أرْضَ هذهِ الجزيرةِ ، وَهُوَ في طريقِه إلى أن يَغْمُرَ الدُّنْيا كذلكَ بتوفيقٍ مِّنَ اللهِ وَعَوْنٍ .
 
فشَمِّرُوا عن سواعِدِ الْجِدِّ يا شَبَابَ (( السُّعُودِيَّةِ )) .
[ تمت ]
*محمود العسكري
22 - نوفمبر - 2011

 
   أضف تعليقك
 1