مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : تحية لأصحاب القلوب المرهفة من الشعراء و محبي الشعر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 abdalla 
5 - أبريل - 2011
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
 
سوف أقدم لكم قصيدة من كتابة والدي د. جمال الخطيب إسمها "في النفس أغنية" أرجوا أن تنال إعجابكم
في النّـفـس أغـنـيـةٌ

في النفس أغنيةٌ .... أحاول ان أغنيها
فلا حرفٌ يطاوعني ....لأنهيها
و لا الأفكار تسعفني
و لا الألحان تكفيها
فحجم الظلم عذّبني و أذهلني
لأنّـي عاشقٌ وطني
أحاول ......... كبح عاصيها
فتكـبــو بعض أحصنتي
و أفقد لحن أغنيتي
يصير الدمع في الشفتين أملاحاً
و في الأفكار آلاماً و تشويها
فيــــا قدسي ... و أنت اليوم ملهمتي
و أنت الجرح في صدري و في رئتي
و أنت حروف أغنيتي و ملحمتي
بنبض القلب أعزفها
و للشـــهــداء و الجرحى سأهديــها
***********
في النفس أغنيةٌ ..تحــوم بكل آفاقي
و إن قاربت أحرفها لأنظمها
و أعجنها بترياقي
تغوص ببحر آلامي
و أتبعها ...فيكبر فيَّ إحساسٌ باخفاقي
أثور و ألعن الأمواج إن زادت
و أركبها و أقهرها  و إن هاجت
و ألهث خلف أشواقي
فتوصلني إلى أعمـــاق أعمـــــــاقي
و أشعر أنها ابتعدت بما يكفي
ليحجبها و يخفيها ..
و إن غابت عن الأنظار من حولي
فهل غابت معـــانيـــها ؟؟!!
**********
في النفس أغنيةٌ لهذا الوضع .. مأزوماً من القهرِ
لفرسانٍ بلا خيلٍ تحاصرني
و تأكل يانع الزهرِ
و أقوالٍ بلا معنى ...سوى الترويج للافساد و العهرِ
لأبطالٍ مدجّــنةٍ .. تحاول بيع ماضيها
بأوسمةٍ مشوّهةٍ ...يكادُ القيءُ يَطمسها
و يفقدها ملامحها و يزريها
تهاجمُ طهر من ضحّوا لموطنهم
لتسلبهم مآثرهم .. و تتحفنا بأفكارٍ تزيد الوضع تشويها
********
في النفس أغنيةٌ تعيش بكل تكويني
تدغدغني ، تأرِّقــنــي ، و تسري في شرايـــني
إذا المصلوب دندنها ...ستنبت تحته الأخشاب أزهارا
و إن عُصرَت قوافيها ... ستحفر فوق تاج الشوك أشعارا
و إن عُزفت لثاكلةٍ ... يصير الدمع في الأحزان ايماناً و اصرارا
و يهتف بعدها الأطفالُ و الشبّـانُ في كل الميادينِ ..ليسقط كلّ طاغيةٍ
و تشرق شمس من ضحّوا بآلافِ القرابينِ
بهذا النور أكتب بعض أغنيتي .. و لن تعصى قوافيها
و أنظمها مطرزةً بكل الشوق ... و الآهات تسكنني
لأختمها و أثريها
******
في النفس أغنيةٌ ...أكادُ ...أكادُ أختمها فانشغلُ
بخيل الروم تصهل في مساجدنا
مع الآذان تذهلنا فانفعلوا
و أكتمُ بعض أنفاسي ... فينموا القهرُ غيلاناً تهدّدني
و تشعلُ فيَّ إحساسي ... بأن سيوفنا صدأت
و كلُّ رماحنا انكسرت
سوى رمحٍ سيطلقه لرمز العزّ معتوهٌ كجسّاسِ
تفرّ حروف أغنيتي ...فأنذهلُ
و ألمح في مخيّلتي ... رجالاً كلهم فشلوا
على آهاتنا كبروا ... و باعوا القدس و الأقصى و ما خجلوا
فلا انتصروا و لا نصروا
و زادوا الوضع تعقيداً و تسفيها
فمن صحّـت نواياهُ ... سيترك صوتنا يعلو
و يعطي القوس باريها
******
في النفس أغنيةٌ  .. و موّالٌ و آهاتُ
و عهرُ الشيخ شتّتـها ... من  الآلامِ يقتاتُ
يعذِّبنا و ينطلقُ ... يعـــــومُ كأنه علقُ
يشمُّ دمائنا نهِماً ... و فوق الجرح يلتصق ُ
ولا يرعى حدود الله فينا
يوالِ الروم إن هجموا و لو فسقوا
و لا يأسى لجرحانا ... لمرضانا  و لو ذُبحوا و لو سُحقوا
فكيف الحرف يسعفني و يأتلقُ ؟!
وكلب الشيخِ مسعورٌ به نزقُ
يطاردنا ... فتعلو مع الآلام أنّاتٌ و صرخاتُ
و يرقص شيخنا طرباً لخيل الروم إن طرقوا
و لا يدري بأنّــا سوف نوقفهم ..
و إن عبروا على أجسادنا فاتوا
و يهذي الشيخُ مبتسماً على أنّـاتِ جرحانا
على أنقاضِ ما هدموا ... على أشلاءِ من ماتوا
" حذار ... حذار يـــا قـــومي  و لا تصغوا لمن زلّت بهم قدمُ
جيوش الروم أعرفها ...ستطحن من يعاديها  ... و لن تنجوا مقاومةٌ
ستُـسـحق مع مثيريهــا  "
******
في النفس أغنيةٌ أحاول أن أرد بها على شيخٍ بلا عِمّـه
تسلّل من مكامنه و أمَّ الناسَ في العتمه
" كفـــــــــاكَ الذلُّ مفخرةً ........ فبعد اليوم لن تنجح
و أقصانا تهدّده علوج الروم إذ تَنصح
ألم تشعر بما أثموا و ما حفروا من الأنفاقِ ...و أنت ككلبهم تنبح
و صرت العيب في شعبٍ ... يعيش مدارج الهمّــه
يرابطُ في حمى الأقصى
و أنت تطارد الشرفاء أو تَـفضح
توالي من نهاك الله عنهم ... بئس من واليت بالأفعال و الذمّــه
نحن يكفينا ( أعِدّوا ....) ثم (حرّض ...) كي نعيش بوافر النعمه
و روعةُ الإيمانِ إذ تسمو ..تذيب مصادر الغُمّـه
متى تدري بأن الله ناصرُنا؟!
كما قالت (ألم نشرح لك صدرك ...)
و آياتٌ معانيها تزيد القلب إشراقاً و تحصيناً و تنبيها
فكم فئةٍ .... بإذن الله قد هزمت أعاديها  "
******
في النفس أغنيةٌ تدندن تارةً و تغوصُ في الأعماق تاره
حين يغضب شعب تونس .. بعدما جَرَع المزيد من المهانةِ و المراره
حين يطرد قاهريه بذلةٍ .. و يزيل آثار التفنن في أساليب القذاره
كيف لا ؟! و الشعب عاش مكبلاً
و اللص عاث بأرضِـه متنعماً و مدلّلا
و عصابةُ الأشرارِ تعبث بالشعوب فلا مجال لمبدعٍ أو مخلصٍ لبلاده
إلاّ إذا ... لبس الوجوه المستعاره
عندها غضب الشباب على الوجوه و لابسيها
" قد هرمنا ... قد هرمنا ، فارحلوا و دعوا البلاد لحارسيها
و انتفضنا فافهموا إن الثمار لغارسيها "
*****
في النفس أغنيةٌ سيحمل لحنها بعض الإثاره
من ضفاف النيل من شعبٍ أبيٍّ
من بلادٍ لا تدوم بها الحقاره
مصرُ يــــــا أرضَ الكنانة كبّـري
قد غاب صوتك في سنينِ تَعَثّـــري
و تذكري ...
كم عشت أنزف خلف ذاك المعبــــــرِ
مصـــــــرٌ تعيش مخاضها تتألمُ
و سيسمعً الأحرار صرخة مولدٍ
يتفائل المظلوم من أصدائها يترنمُ
ما زلت أدرك سرَّ هاتيك الحراره
كافور لم ينه التوهّــج ... شاهــــــــــدوا
فحرائق الغاباتِ أولها شــــــــراره
أرض مصرٍ فرّحـــيــــــنـــــي
دمّـــري الأوغاد في تلك المغاره
مازلت أرنو للعلا
فلعلني أجد المناسب من حروف الطًّهر في سفر الطهاره
ربما في النصر ينسجم الكلام مع الشعور
اذا تمرّد فيكِ حـــرٌّ .. أو تَعملَق عن جداره
عندها ستثور في النفس الأغاني  ... حين يبدع عازفيها
فوق أوتار الأماني كلما وجدت شبيها
من شعوبٍ سامها الإفساد إذلالاً ليبطشَ في ذراريها
******
في النفس أغنيةٌ ستلهم أهلنا بعض التعازي
حيث يحكم أرضهم ذاك الزعيمُ
بلا رقيب كي يحاسب أو يجازي
حين صادر كلَّ شيءٍ
و اعتلى عرش التسلّطِ و المخازي
ثم ثار بوجهه الأحرار و انفجروا
لهذا الحد يا معتوه يكفي
صرت تهذي كلما شعروا بحجم الظلم و الإسفاف و انتصروا
اتلجمهم بمرتزقٍ و منتفعٍ
ألا ضلّت بك الأوهام و العبر
و كل الشعب يرفض حكمك النازي
فقم واسمع هديل الشعب في أرجاء بنغازي
هتافاتٌ ..إذا أسكتّ قائلها
تَـتابع بعدها الأحرارُ أبطالا
أســودٌ لست تفهمهم ولو كابرت أجيالا
بأرواحٍ مطهّرةٍ ... ستحرسها و تحميها
لتغمرنا بفرحتها و أشدو لحن أغنيتي
و للأحرارِ إن رقصوا أغنّيها
*****
في النفس أغنيةٌ تهيبُ بكلِّ من عرف الكرامه
حيث هبَّ الشعبُ يطلبُ حقّهُ
فتساقط الشهداءُ في أرضِ المنامه
قد أتى درعُ الجزيرةِ فابشروا
و تذكّروا ...
درعَ الجزيرةِ كيف صالَ بيوم غزّه... و اليهودُ تُزمجرُ
لا تحسبوا درع  الجزيرةِ صار ثقباً في ضميرِ النفطِ حين يشرشرُ
بعض الثقوبِ لها علامه
حلّفوهُ بذمّــةِ البرميلِ
هل سمع الضجيج بغزوِ بيروتَ الصمودَ فأُلجِمَ
أم كان ينقصَهُ الشهامه
أم صبّ في الأذنين نفطاً ريثما يُنهي العدوُّ دمارَهُ
و يحرّك العملاءَ أو بعض الدمى
أم آثر الإغفاءَ دهراً و ارتمى
جنباً كأكياسِ القمامه
فاحذري أرضَ المنامةِ ريحها
بل فاحذري أن تفتحيها
ثابري نحو المعالي رغم جرحَك و اصعَديها
******
في النفس أغنيةٌ ترفرف فوق صنعاء الأبيّه
حيث هبّ الشعب في وجه الحكومة
حين ساد البلطجيّه
ناشرين الموت بين الناس في الأرض العصيّه
يا نـــداء الحقّ جلجل " ليس للطاغوت طاعه "
و انهي أيام الظلام بوقفةٍ تحتاج منك لصبر ساعه
يا دماء الثائرين تقاطري
لن يترك الذئب الضحيّه
و اسكبي لون الحَمارِ .. على عيونٍ دَأبُها نشر الأذيّه
ربّـما تعمى العيونُ كما القلوبُ و ننتهي منهم سويّه
يا رياح الفخر هُبّـــي ..فوق أرضي عطّــريها
عُــصبةُ الأشرارِ توشك أن تذلَّ لرافضيها
تابعيها و اسحقيها
يا حـــروفــــــي باشري و املئي الآفاق إعزازاً و تيـــها
سوف تطربنا الأغاني إن فهمنا ما يليها


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
شاعر الأغنية الفلسطينية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أرحب بباكورة مشاركات صديقنا الأستاذ عبد الله الخطيب في مجالس الوراق، وأتمنى أن لا يقف في إتحافنا بروائع والده والذي اختصر لي تعريفه بأنه (شاعر الأغنية الفلسطينية) وأنه عاش في الظل يكتب آلام شعبه وأغانيه ويرسم مستقبله وماضيه، وهذا يعني أننا امام نهر دافق من الشعر الحر الأصيل، خفق به قلب شبّ على لحن المقاومة، وجللت رعوده في سماء بينها وبين الأرض حكاية شعب من نار ودخان، ودماء وأشلاء، وبكاء وعويل،  وقصف بأحدث ما توصلت إليه أسلحة الدمار، وهدم لبيوت الناس بأشرس وسائل الهدم وأنكاها صورة في نفوس أهليها، وحرق لبساتينهم وأشجارهم وتجريف لأراضيهم وحقولهم، وإهلاك للحرث والنسل، وزرع أبشع صور الرعب والإرهاب في عيون أطفالهم، وكل هذا غير الطرد والتشريد، والنفي والأسر، والتهديد والوعيد، وهتك الحرمات والعدوان على المقدسات، وما ليس له أول ولا آخر من جرائم إسرائل وطغيانها جيلا بعد جيل ويوما بعد يوم وساعة من بعد ساعة.
أكرر شكري وترحيبي بمشاركة زميلنا الأستاذ عبد الله الخطيب وأردد  مع والده (شاعر الغنية الفلسطينية) هذا المقطع المختار من قصيدته:
في النفس أغنيةٌ ..تحــوم بكل آفاقي
و إن قاربت أحرفها لأنظمها
و أعجنها بترياقي
تغوص ببحر آلامي
و أتبعها ...فيكبر فيَّ إحساسٌ باخفاقي
أثور و ألعن الأمواج إن زادت
و أركبها و أقهرها  و إن هاجت
و ألهث خلف أشواقي
فتوصلني إلى أعمـــاق أعمـــــــاقي
و أشعر أنها ابتعدت بما يكفي
ليحجبها و يخفيها ..
و إن غابت عن الأنظار من حولي
فهل غابت معـــانيـــها ؟؟!!
 
*زهير
5 - أبريل - 2011

 
   أضف تعليقك