مجلس : عالم الكتب

 موضوع النقاش : بحوث في كتاب (موضوعات الصغاني)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
16 - فبراير - 2011
تحية طيبة أصدقائي الكرام: قضيت هذه الأيام في البحث عن كتاب (موضوعات الصغاني) المنشور في الوراق، وأردت أن أعرف حقيقة هذا الكتاب، وهل هو خمس صفحات فقط، فطال بحثي وتشعبت شجونه.
ونضر الله وجه امرئ يساهم في بحوث هذا الملف.
فأما الصغاني فهو صاحب الكتب الشهيرة : (العباب الزاخر) و(مجمع البحرين) و(مشارق الأنوار) وله زهاء (30) كتابا غيرها، وهو من أحفاد عمر بن الخطاب (ر) ووفاته ليلة الجمعة 19 شعبان 650هـ 
وكتابه المنشور بعنوان (موضوعات الصغاني) مختلط في كثير من النسخ بكتابه (الدر الملتقط في تبيين الغلط) فقد وصلتنا نسخ من (الدر الملتقط) ومقدمتها هي مقدمة (الموضوعات) ووصلتنا نسخ اختلطت فيها فقرات من الكتابين.
وقد رجعت إلى كتاب (معجم تاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم) تأليف (علي رضا قره بلوط وأحمد طوران قره بلوط) وفيه (ج5/ ص864 – 868) مؤلفات الصغاني المخطوطة وأماكن وجودها في العالم فوجدت اسم الكتاب فيه (رسالة في الأخبار الموضوعة في شهاب الأخبار للقضاعي) طبعت في القاهرة سنة 1305 وفي بيروت دمشق 1401 – 1405 وقد عين أماكن أكثر من ثلاثين نسخة مخطوطة منه. وجاء تقدير أوراق هذه النسخ بين ورقتين حتى 11 ورقة)  وقد ذكر (الدر الملتقط) وعين أماكن وجود 9 نسخ منه، ثم قال: ونشر في بغداد سنة 1972.
وموضوع الكتابين واحد وهو بيان الأحاديث الموضوعة الواردة في كتاب (شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب من الأحاديث النبوية) للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون القضاعي الشافعي المتوفى سنة 454  وذيله (النجم من كلام سيد العرب والعجم) لأبي العباس أحمد بن معد الأقليشي المتوفى سنة (550)
وللصغاني أيضا كتاب ثالث يتعلق بكتاب (شهاب الأخبار) سماه (كشف الحجاب عن أحاديث الشهاب) في إصلاحه وترتيبه وتبويبه، وكتاب رابع سماه (ضوء الشهاب) وله في الحديث وعلومه كتب كثيرة أجلها (مشارق الأنوار)  
وللمرحوم عبد العزيز ابن الصديق الغماري (ت 1418هـ) كتاب في الرد على (موضوعات الصغاني) سماه (بلوغ الأماني من موضوعات الصغاني) وهو كتاب ضخم طبع مختصرا له سماه: (التهاني في التعقيب على موضوعات الصغاني) ولا يزال الأصل مخطوطا كما صرح بذلك الغماري في مقدمة كتابه (ص3)
 وبالرغم من أن كتاب (موضوعات الصغاني) المطبوع يقع في خمس صفحات فقط، =كما نرى في نشرة الوراق= فقد رأى فيها الغماري عثرات لا تغتفر اضطرته ليقول: (فمن غلو الصغاني وتهوره وبعده عن علم الحديث ذكر عبد الحميد ابن أبي العشرين مع الضعفاء والمتروكين اصحاب الموضوعات، وما رأيت هذا الصنيع لأحد قبله، وما أوقعه فيه إلا جهله بالرجال ومراتبهم) وليقول في مكان آخر: (فمن تهور الصغاني وجهله بالرجال وبعده عن علم الجرح والتعديل جعل شهر بن حوشب من الكذابين أصحاب الأحاديث الموضوعة، وهذا شيء تفرد به في حق شهر بن حوشب وما رأيت أحدا قاله قبله ولا بعده فلا يعتمد عليه في ذلك والله تعالى أعلم)
وقد طبع كتاب (موضوعات الصغاني) بهذا العنوان طبعات كثيرة منها نشرة الأستاذ نجم عبد الرحمن خلف (الطبعة الثانية 1405هـ 1985 م) دار المأمون للتراث.
واما (الدر الملتقط في تبين الغلط) فهو أربع ورقات. وقد طبع عام 1972 (مجلة كلية الإمام الأعظم ببغداد/ عدد 1) بتحقيق سامي مكي العاني وهذا التحقيق منشور في موقع كتابخانه على هذا الرابط:
وقد أورد الأستاذ العاني في مقدمة نشرة (الدر الملتقط) مقدمة الكتاب في نسخه التي اعتمدها ومنها نسخة (أ) وهي نفسها مقدمة (موضوعات الصغاني) ؟ قال:
وردت مقدمة الكتاب في أ هكذا: الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام الاكملان علی ‌سيدنا محمد وصحبه أجمعين قال الصدر الامام، والحبر الهمام العالم العامل والفاضل الكامل، أبو الفضائل الحسن بن محمد الصغاني الملتجیء الی ‌حرم الله ـ تعالی ـ أدخله ـ تعالی‌ ـ في جنانه، وخصّه بمزيد لطفه ورضوانه اما بعد: فقد قال رسول الله ـ صلی الله عليه وسلم: مَنْ ـ كذبَ علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وقال صلی‌ الله عليه وسلم: ليس الكذب عليّ كالكذب علی‌ غيري وفي بعض طرق الحديث: سيكذَب عليّ. وقال عليه الصلاة والسلام: منْ حدّث عني بحديث، وهو يری ‌أنه كذب فهو أحد الكذابين. وقد كثرت في زماننا الأحاديث الموضوعة، يرويها القصاص علی رؤوس المنابر والمجالس، ويذكرها الفقراء والفقهاء في الخوانق والمدارس، وتداولت في المحافل، واشتهرت في القبائل، لقلة معرفة الناس بعلم السنن، وانحرافهم عن السنن، ولم يبقَ من علماء الحديث الا قوم ببلدح عجفی. كأنْ لم يكنْ بين الحجونِ الی ‌الصفا أنيسٌ ولم يسمر بمكة سامر كيف لا والنبي يقول: لا يأتي زمان الا والذي بعد شر منه حتی ‌تلقوا ربكم قال بعض السلف: ما من يوم الا وتموت فيه سنة وتحی وتلد فيه بدعة وهذه أحاديث وضعت علی‌ ـ رسول الله ـ صلی‌ الله عليه وسلم ـ‌ وافتريت عليه، وأوردها كثير ممن ينسب الی‌ الحديث في مصنفاتهم، ولم ينبهوا عليها، فرواها الخلف عن السلف، وبسببه وقع الدين في التلف، ثقة بنقلهم، واعتماداً علی قولهم فضلوا قال رسول الله صلی الله عليه وسلم: ان الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتی‌ اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساء‌ جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا: فمنها الحديث...إلخ
وفي ب: قال الشيخ الحسن بن محمد الصغاني ـ رحمه الله ـ ذكر أحاديث موضوعة وضعت علی رسول الله ـ صلی ‌الله عليه وسلم ـ وافتريت عليه، وأوردها كثير ممن صنف شيئاً في الحديث في مصنفاتهم، ولم يتنبهوا عليها، فرواه الخلف عن السلف، ثقة بنقلهم فضوا وأضلوا، منها...
وبقي أن أشير إلى أن كتاب (قبس الأنوار) الذي يكثر العاني من الإحالة إليه هو (قبس الأنوار و تذليل الصعاب في ترتيب أحاديث الشهاب) تأليف محمد العربي بن محمد المهدي العزوزي المغربي ، نزيل بيروت الطبعة الأولى ، في المطبعة العلمية ، بـ حلب ، سنة : 1354 هـ ، الموافق : 1935 مـ  ويمكن تحميله من موقع أهل الحديث.


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
إلا قوم ببلدة عجفرا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أفتتح هذه البحوث بقول الصغاني:
(وقد كثرت في زماننا الأحاديث الموضوعة، يرويها القصاص على رؤوس المنابر والمجالس، ويذكرها الفقراء والفقهاء في الخوانق والمدارس وتُدُووِلت في المحافل، واشتهرت في القبائل، لقلة معرفة الناس بعلم السنن وانحرافهم عن السنن، ولم يبق من علماء الحديث إلا قوم "ببلدة عجفرا" ...)
لم ينبه الغماري إلى المراد بقول الصغاني (إلا قوم ببلدة عجفرا)، وسكت عن ذلك أيضا محقق (موضوعات الصغاني) واكتفى بقوله: (ما بين القوسين في "ح" والمطبوعة، وفي "ق" بلد في عجفرا وفي "ز" ببلد في عجفرا)
 وقد مر معنا في نشرة العاني للدر الملتقط أنها في نسخة (أ) (ولم يبقَ من علماء الحديث الا قوم ببلدح عجفی ) وهذا هو الصواب (ببلدح عجفى) وليس ببلدة عجفرا، وهو من أمثال العرب المشهورة في كتبهم: قال أبو هلال: (لكن على بلدح قومٌ عجفى): يقوله الرجل إذا رأى قوماً في نعمةٍ وسعةٍ، ومن يهتم بشأنه في فاقةٍ وعسر. والمثل لبيهس الفزارى، قاله لما رأى أعداءه يفرحون بما غنموا من مال أهله، فقال: لكن أهلى عجفى من الفقر والعيلة. وبلدح: مكان كانوا فيه.
وذكر الميداني قصة المثل كاملة في شرح المثل (ثكل أرأمها ولدا)
ونقل البغدادي في (خزانة الأدب) في شرح الشاهد (534) ما حكاه الميداني ثم قال:
وقوله: "لكن على بلدح قومٌ عجفى" يضرب في التحزن بالأقارب. و بلدح، كجعفر: جبلٌ في طريق جدة، على أربعة أميال من مكة.
وبذلك يكون مراد الصغاني: لم يبق من علماء الحديث إلا هزيل ومهزول وكأنهم أهل بلدح. وعجفى جمع عجيف وهو المهزول.
*زهير
16 - فبراير - 2011

 
   أضف تعليقك