مجلس : أصوات من العالم

 موضوع النقاش : نحتاج للشيخ محمد عبده الامام رجل الاصلاح مره اخرى     قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 رودينا 
21 - فبراير - 2011
نعم نحتاج لمثل هذ ا الرجل العظيم  الان فى ظل هذه الظروف الراهنه نحتاج لتفكيره الاصلاحى , لا اريد ان اكون ناكرة للجميل  فبالطبع يوجد  اصلاحيون عباقره مثله ولكنه قدوة يعتز بها اي انسان يفكر فى الاصلاح , ان بلادنا تمر فى الوقت الراهن بظروف صعبه بالرغم من كونها بدات تحقق ما تمنته سنوات طالت بلا سنا ضوء فيها الا الان اشعلت الثورات فى ارجاء الوطن العربى  فانبتت هذا النور  نور نيران تملئ البلاد نيران وقودها دماء شهداء احياء عند خالقهم .
نحتاج للتكاتف ,لفكر موحد لرايه تعلو بها الامم تضمن تحقيق المراد  نحتاج  فكرا متشعبا يشمل كل جوانب البناء لنبنى وطنا تعلو رايته: راية  تكتب فيها  لا للفقر لا للجهل لا للبطاله لا للمحسوبيه لا للرشاوى لا للتغذيب  لا للسرقه  لا  للحقد لا للمرض  لا للنفوس الضعيفه .
 
ونعم للسلام  نعم للعلم نعم للفكر المشيد لا المدمر نعم للوطن يد واحد  نعم لقوة الشباب  نعم لحكمة الكبار نعم  للخبرة نعم لتقبل الرأى الاخر


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أحسنت !    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أحسنت أيتها الأخت الفاضلة ، كلامٌ وجيزٌ ، ومعانٍ كبيرةٌ ، أول ما ينبغي أن ينهض بواجب الإرشاد والإصلاح هم علماء الشريعة ، فهم القدوة والأسوة ، وإذا كنا نأمل لبلدنا العزيزة مصر مستقبلاً جميلاً مشرقًا فلا بد لنا من بنائه على أصول الدين ومبادئه الجميلة السمحة بلا غلوٍّ أو جفاءٍ .
*محمود العسكري
21 - فبراير - 2011
مواصفات ..لا أفراد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأخت الفاضلة
دعيني أبدأ بالقول بأنّه من الخير لنا اليوم أن نتوقّف عن تقديس الأفراد, وبدلاً من القول نحتاج إلى مثل الإمام محمد عبده, ربّما من الأولى بنا أن نضع مواصفات من نتمنّى أن يوجد بيننا من المصلحين, فلكل زمان ومكان حاجتهما التي تختلف تماماً أو نسبيّاً عن أزمنة وأماكن أخرى.
أمّا بخصوص الشيخ محمد عبده, فلنكن صريحين ولنسأل ماذا قدّم هذا الرجل للدين والأمّة, وماذا قدّمت مدرسته للفكر الإسلامي إلى اليوم؟
محمد عبده كان من أوائل معاول الهدم للمدرسة التقليدية والتي نتج عن انهيارها ما نراه اليوم من فوضى فكر يندى لها الجبين.
كان من أوائل من تجرّأ على النص, فتبعه أمثال المراغي وشلتوت, وخرج من بين أعطافه أمثال قاسم أمين وطه حسين, لأنّ الرجل لم يكن صاحب منهج, بل كان صاحب جرأة وعقدة غربيّة أمسكت بفكره فلم تخرج منه ومن أتباعه إلا آراء عبثية لا غير.
ما نريده اليوم هو فكر مستنير, يقوم على أساس من قواعدنا الثابتة, وعلى منهجية فكرية واضحة وقوية, تحترم ذاتها الثقافية وتنفتح على الآخر (بقوّة), فكر له صلة بلغتنا وديننا وما أرساه الأوائل من قواعد فهم النصوص, يأخذ بالاعتبار ما جد اليوم من تحدّيات, فيمشي على ساقين قويتين من التراث والمعاصرة.
*رياض سالم المسيبلي
14 - يوليو - 2011
فواصل الأيام .. ما اجتمع الدين بالدولة إلاّ والاستبداد ثالثهما     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عز الدين العلام
لم ينتج عن الجمع بين الدين والدولة غير الاستبداد. ولا يتعلّق الأمر هنا بحكم قيمة، ولا بموقف إيديولوجي. يكفي أن نستقرئ وقائع التاريخ الحضاري العالمي لنتأكّد أنّ اجتماع الدين بالدولة لم ينتج عنه غير الاستبداد السياسي.
تثبت هذه الوقائع، قديما وحديثا، أنّه ما اجتمع الدين بالدولة إلاّ وكان الاستبداد ثالثهما. يتّضح ذلك في حضارات الشرق القديم التي عمّرت آلاف السنين. ويتّضح ذلك في مختلف محطّات العصر الوسيط، بشقّيه الغربي- المسيحي و العربي -الإسلامي. كما تبدو حاضرة كلّ علامات الاستبداد السياسي في بعض الأنظمة التي تحكم اليوم باسم الإسلام، وتدّعي تطبيق تعاليمه.
لم يكن «فراعنة» مصر القديمة ليكتفوا بالحكم باسم دين أو إله ما، بل كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة تسير على وجه الأرض. و في مرحلة لاحقة، خفّف «أباطرة بابل» من هذا الادّعاء الفجّ بالآلوهية، قانعين بكونهم أبناء الآلهة. وبمجيء الإمبراطورية الفارسية، اكتفى ملوك فارس بقولهم إنّهم يحكمون بمشيئة الله وبعون منه. وهي الفكرة التي ستجد امتدادا لها عند خلفاء الدولة الإسلامية.
العامل المشترك بين مختلف أنظمة الشرق القديم، سواء تعلّق الأمر بفراعنة مصر أو أباطرة بابل أو ملوك فارس، هو الجمع بين السلطة السياسية والأمر الديني. ولا نتيجة لمثل هذا الجمع غير تبرير الاستبداد السياسي الشامل، إذ كيف يُعقل أن تُعصى أوامر من يقدّم نفسه إلها، وقد تجلّى. وكيف لا يُطاع من يتولّى أمر النّاس بصفته ابنا للإله. وكيف لا ينحني المحكومون أمام من يكون حكمه السياسي بإرادة من الله ومشيئة منه. العصيان في كلّ هذه الحالات لا يعني شيئا غير عصيان الله.
لقد أكدّ كثير من الباحثين المهتمين بشؤون النظام السياسي الإسلامي، مبدأ المماثلة بين الله الواحد الأحد والحاكم الذي لا شريك له. ولاحظوا كيف أنّ الحاكم «الإسلامي» كان ينتقل بسهولة من قوله تعالى:«لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا» إلى أنّ الحكم لا يستقيم أبدا بالشركاء.
وفي البدء قال عثمان بن عفّان، وهو يتحدّث عن الخلافة أنّها قميص ألبسه إيّاه الله. فكيف يكون إذن من حقّ العبد أن ينزع عن «ثالث» الخلفاء الراشدين قميصا شرّفه تبارك وتعالى بارتدائه. وكيف يكون من حقّ الرعية المؤمنة أن تنازع في حكم خلفاء تنتهي ألقابهم بذكر الله. فهذا «معتصم» بالله، وهذا «متوكّل» على الله وذاك «مهتدي» بالله وآخر «حاكم» بأمر الله...
لقد انتبه بعض مفكّري النهضة العربية، وعلى رأسهم الكواكبي وعلي عبد الرازق، إلى أنّ الاستبداد السياسي واستغلال الدين صنوان لا يفترقان. وقبْل هذين المفكّرين بكثير، أكّد رائدو نهضة أوروبا أنّ الدولة الحديثة تتأسّس على الانتماء الوطني، وليس على الاعتقاد الديني، مؤكّدين على الفارق النوعي بين دائرتي الدين والسياسة.
واليوم، ما تغيّر في الأمر شيئا، فما اجتمع الاثنان في دولة ما، إلاّ وساد الاستبداد والتخلّف. فباسم الدين هدّمت دولة «طالبان» آثارا إنسانية تعود لآلاف السنين. وباسم الإسلام تمّ أسْر النساء في لباس من حديد. وباسم ولاية الفقيه تتّخذ دولة إيران كلّ قراراتها في غيبة من مواطنيها. وباسم حدود الدين يُجلد الناس وتُقطع رؤوسهم. وباسم الأخلاق الإسلامية تُحرم النساء من ممارسة حقوق، أدناها سياقة سياراتهنّ...
وأخيرا قد يتساءل القارئ: وما القول في المغرب الذي أقرّ دستوره الجديد أنّ المغرب دولة إسلامية وأنّ ملك المغرب هو أمير المؤمنين؟ تساؤل وجيه يتطلّب الجواب عن تفاصيله بحثا مستقّلا. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى عنصرين يمكن تطوير البحث فيهما: يتمثّل الأوّل في كون الدولة المغربية بعيدة عن أن تكون دولة دينية. فقوانينها وضعية، ومؤسّساتها دنيوية. قانونها الدستوري لا يقدّم أي امتياز لحمَلة علوم الدين و أصوله، وقانونها الجنائي لا يسمح بجلد النّاس أو تقطيع أيديهم...ما الدّاعي إذن للتنصيص على «إسلامية» الدولة؟ الجواب يكمن في ضعف الدولة المغربية التي لم تكمل تأسيسها بعد لتتقدّم أمام مواطنيها كشأن عمومي في غير ذي حاجة لأية مساحيق أخلاقية أو دينية، و هو ضعف يترجم في جميع الأحوال أفق المغرب، مجتمعا و دولة.
*abdelhafid
18 - يوليو - 2011
شاعر الإمام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا لك أستاذة رودينا على هذه الأمنية الجميلة والتي أتمنى مثلك أن تتحقق وقد اضطرني موضوعك الثمين هذا أن أخرج من عزلتي لأشارك فيه بهذه الباقة من شعر حافظ إبراهيم.
وكان قد اشتهر أول أمره بلقب (شاعر الإمام) والمراد بالإمام هنا الأستاذ الإمام محمد عبده، الذي قدر الله أن تكون يقظة الأمة الإسلامية من سباتها على يديه ويد أستاذه محمد بن صفدر الذي لقبه محمد عبده ب(جمال الدين الأفغاني) فنسي الناس اسمه الحقيقي. كان لقب (شاعر الإمام) قد أطلق على حافظ إبراهيم في الوقت الذي اشتهر فيه أحمد شوقي ب(شاعر الأمير) والمقصود بالأمير هنا (عباس حلمي) الذي كان بينه وبين محمد عبده ما صنع الحداد بسبب موقف محمد عبده من ثورة أحمد عرابي، ولم يكن أحد من حاشية الخديوي عباس حلمي يجرؤ على الاتصال بمحمد عبده إلى أن وقعت المصالحة بين الأمير وتلاميذ محمد عبده بعد وفاة محمد عبده وذلك بمساعي أمير البيان شكيب أرسلان.
لا أريد أن أستفيض هنا في سرد تفاصيل بالرغم من أهميتها، متمنيا أن أجد الفرصة لجمع كل قصائد حافظ إبراهيم وسواه من الشعراء في مدح الأستاذ الأمام.
أما شوقي فلم يرث الأستاذ الإمام نزولا عند رغبة عباس حلمي، لكنه أتى على ذكره في قصيدته التي شارك فيها في ذكرى وفاة قاسم أمين بعد عشر سنوات من موته ، فختم قصيدته بقوله:
أَيـنَ  الإِمـامُ وَأَينَ iiإِسـ مـاعـيـلُ وَالمَلَأُ المُنير
لَـمّـا نَـزَلتُم في iiالثَرى تاهَت عَلى الشُهُبِ القُبور
عَـصـرُ العَباقِرَةِ iiالنُجو مِ بِـنورِهِ تَمشي العُصور
ولما كان الشيء بالشيء يذكر فسأفتتح هذه الباقة بخاتمة قصيدة حافظ إبراهيم في رثاء قاسم أمين أيضا إذ أتى فيها على ذكر الأستاذ الإمام فقال:
واهـاً عَلى دارٍ مَرَرتُ iiبِها قَـفراً  وَكانَت مُلتَقى iiالسُبُلِ
أَرخَـصـتُ فيها كُلَّ iiغالِيَةٍ وَذَكَـرتُ فـيها وَقفَةَ الطَلَلِ
سـاءَلـتُها  عَن قاسِمٍ iiفَأَبَت رَدَّ الجَوابِ فَرُحتُ في iiخَبَلِ
مُـتَـعَـثِّـراً يَنتابُني iiوَهَنٌ مُـتَـرَنِّحاً  كَالشارِبِ iiالثَمِلِ
مُـتَـذَكِّـراً  يَومَ الإِمامِ iiبِهِ يَـومَ اِنـتَوَيتُ بِذَلِكَ iiالبَطَلِ
يَومَ  اِحتَسَبتُ وَكُنتُ ذا iiأَمَلٍ تَـحـتَ التُرابِ بَقِيَّةَ iiالأَمَلِ
جـاوِر  أَحِبَّتَكَ الأُلى iiذَهَبوا بِـالـعَزمِ  وَالإِقدامِ iiوَالعَمَلِ
وَاِذكُـر لَهُم حاجَ البِلادِ iiإِلى تِلكَ النُهى في الحادِثِ الجَلَلِ
قُـل  لِـلإِمامِ إِذا اِلتَقَيتَ iiبِهِ فـي الـجَنَّتَينِ بِأَكرَمِ iiالنُزُلِ
إِنَّ  الـحَقيقَةَ أَصبَحَت iiهَدَفاً لِـلـراكِبينَ  مَراكِبَ iiالزَلَلِ
لِـلَّـهِ  آثـارٌ لَـكُم iiخَلَدَت صـاحَ الزَوالُ بِها فَلَم iiتَزُلِ
*زهير
19 - يوليو - 2011
قفا في عين شمس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهذه قصيدة استقبله بها عند عودته من رحلته إلى تونس والجزائر  وهي 30 بيتا:
بَـكِّـرا صـاحِـبَيَّ يَومَ iiالإِيابِ وَقِـفـا بـي بِعَينِ شَمسٍ قِفا بي
إِنَّـنـي وَالَّـذي يَرى ما iiبِنَفسي لَـمَـشـوقٌ  لِظِلِّ تِلكَ iiالرِحابِ
يـا  أَمـيناً عَلى الحَقيقَةِ iiوَالإِف تـاءِ وَالـشَرعِ وَالهُدى iiوَالكِتابِ
أَنـتَ  نِعمَ الإِمامُ في مَوطِنِ iiالرَأ يِ  وَنِـعـمَ الإِمامُ في iiالمِحرابِ
خَـشَعَ  البَحرُ إِذ رَكِبتَ iiجَواري هِ  خُـشوعَ القُلوبِ يَومَ iiالحِسابِ
وَبَـدا مـاؤُهُ كَـخاطِرِكَ iiالمَص قـولِ  أَو كَـالفِرِندِ أَو iiكَالسَرابِ
يَـتَـجَـلّـى كَأَنَّهُ صُحُفُ iiالأَب رارِ مَـنـشـورَةً بِـيَومِ iiالمَآبِ
عَـلِـمَـت مَن تُقِلُّ فَاِنبَعَثَت iiلِل قَـصـدِ مِـثـلَ اِنبِعاثِهِ iiلِلثَوابِ
فَـهِيَ  تَسري كَأَنَّها دَعوَةُ iiالمُض طَـرِّ  في مَسبَحِ الدُعاءِ iiالمُجابِ
وَضِـيـاءُ  الإِمامِ يوضِحُ iiلِلرُب بـانِ  سُـبلَ النَجاةِ فَوقَ iiالعُبابِ
بـاتَ  يُـغنيهِ عَن مُكافَحَةِ iiالبَح رِ وَرُقـبـى الـنُجومِ وَالأَقطابِ
وَسَـرى الـبَرقُ لِلجَزائِرِ iiبِالبُش رى بِـقُـربِ الـمُطَهَّرِ iiالأَوّابِ
فَـسَـعى  أَهلُها إِلى شاطِئِ iiالبَح رِ وُفـوداً بِـالـبِشرِ iiوَالتِرحابِ
أَدرَكـوا  قَـدرَ ضَـيفِهِم فَأَقاموا يَـرقُـبونَ  الإِمامَ فَوقَ iiالسَحابِ
لَيتَ مِصراً كَغَيرِها تَعرِفُ الفَض لَ  لِذي الفَضلِ مِن ذَوي iiالأَلبابِ
إِنَّـهـا لَو دَرَت مَكانَكَ في iiالمَج دِ وَمَـرماكَ في صُدورِ iiالصِعابِ
وَتَـفـانـيكَ في سَبيلِ أَبي حَف صٍ وَمَـسعاكَ عِندَ دَفعِ المُصابِ
لَأَظَـلَّـتـكَ بِـالقُلوبِ مِنَ iiالشَم سِ  وَوارَت عِداكَ تَحتَ iiالتُرابِ
أَنـتَ  عَلَّمتَنا الرُجوعَ إِلى iiالحَق قِ  وَرَدَّ الأُمـورِ iiلِـلأَسـبـابِ
ثُـمَّ أَشـرَقـتَ في المَنارِ iiعَلَينا بَـينَ نورِ الهُدى وَنورِ iiالصَوابِ
فَـقَـرَأنـا عَـلـى ضِيائِكَ iiفيهِ كَـلِـمـاتِ  الـمُهَيمِنِ iiالوَهّابِ
وَسَـكَـنّـا  إِلى الَّذي أَنزَلَ iiاللَ هُ وَكُـنّـا مِـن قَبلِهِ في iiاِرتِيابِ
أَيُّـهَـذا  الإِمـامُ أَكـثَرتَ iiحُسّا دي فَـبـاتَت نُفوسُهُم في اِلتِهابِ
أَبـصَـروا مَـوقِفي فَعَزَّ iiعَلَيهِم مِـنكَ قُربي وَمِن عُلاكَ iiاِنتِسابي
أَجـمَـعوا  أَمرَهُم عِشاءً iiوَباتوا يُـسـمِعونَ الوَرى طَنينَ الذُبابِ
وَنَـسـوا رَبَّـهُـم وَقالوا iiضَمِنّا بُـعـدَهُ عَن رِحابِ ذاكَ iiالجَنابِ
قُـل لِـجَـمـعِ المُنافِقينَ iiوَمِنهُم خُـصَّ  بِـالقَولِ عَبدَ أُمِّ iiالحَبابِ
عَـبـدَ  تِـلكَ الَّتي يُحَرِّمُها iiاللَ هُ  إِزاءَ الأَزلامِ iiوَالأَنــصـابِ
إِنَّ  نَـفـسَ الإِمـامِ فَوقَ iiمُناهُم مـا تَـمَـنَّوا وَإِنَّني غَيرُ iiصابي
شـابَ  فيهِم وَلاؤُهُم حينَ iiشابوا وَوَلائـي  فـي عُنفُوانِ iiالشَبابِ
*زهير
19 - يوليو - 2011
سلام على الإسلام بعد محمد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهذه أشهر قصائد حافظ إبراهيم في رثاء الأستاذ الإمام
سَـلامٌ  عَـلـى الإِسلامِ بَعدَ iiمُحَمَّدٍ سَـلامٌ  عَـلـى أَيّـامِهِ iiالنَضِراتِ
عَلى الدينِ وَالدُنيا عَلى العِلمِ وَالحِجا عَـلى البِرِّ وَالتَقوى عَلى iiالحَسَناتِ
لَـقَد كُنتُ أَخشى عادِيَ المَوتِ iiقَبلَهُ فَـأَصبَحتُ أَخشى أَن تَطولَ iiحَياتي
فَـوالَـهـفـي  وَالقَبرُ بَيني iiوَبَينَهُ عَـلـى نَـظرَةٍ مِن تِلكُمُ iiالنَظَراتِ
وَقَفتُ عَلَيهِ حاسِرَ الرَأسِ خاشِعاً كَـأَنّي  حِيالَ القَبرِ في iiعَرَفاتِ
لَـقَد  جَهِلوا قَدرَ الإِمامِ iiفَأَودَعوا تَـجـالـيدَهُ  في موحِشٍ iiبِفَلاةِ
وَلَو ضَرَحوا بِالمَسجِدَينِ iiلَأَنزَلوا بِخَيرِ  بِقاعِ الأَرضِ خَيرَ iiرُفاتِ
تَـبـارَكتَ  هَذا الدينُ دينُ iiمُحَمَّدٍ أَيُـتـرَكُ  فـي الدُنيا بِغَيرِ iiحُماةِ
تَبارَكتَ هَذا عالِمُ الشَرقِ قَد قَضى وَلانَـت  قَـنـاةُ الدينِ iiلِلغَمَزاتِ
زَرَعـتَ  لَنا زَرعاً فَأَخرَجَ شَطأَهُ وَبِـنـتُ وَلَـمّـا نَجتَنِ الثَمَراتِ
فَـواهـاً لَـهُ أَلّا يُـصيبَ iiمُوَفَّقاً يُـشـارِفُهُ  وَالأَرضُ غَيرُ iiمَواتِ
مَدَدنا  إِلى الأَعلامِ بَعدَكَ iiراحَنا فَـرُدَّت  إِلى أَعطافِنا iiصَفِراتِ
وَجالَت  بِنا تَبغي سِواكَ iiعُيونُنا فَـعُـدنَ وَآثَرنَ العَمى iiشَرِقاتِ
وَآذَوكَ  في ذاتِ الإِلَهِ iiوَأَنكَروا مَـكانَكَ حَتّى سَوَّدوا الصَفَحاتِ
رَأَيتَ  الأَذى في جانِبِ اللَهِ لَذَّةً وَرُحـتَ  وَلَـم تَهمُم لَهُ iiبِشَكاةِ
لَقَد كُنتَ فيهِم كَوكَباً في غَياهِبٍ وَمَـعـرِفَـةٍ في أَنفُسٍ iiنَكِراتِ
أَبَـنتَ  لَنا التَنزيلَ حُكماً iiوَحِكمَةً وَفَـرَّقـتَ  بَينَ النورِ iiوَالظُلُماتِ
وَوَفَّقتَ  بَينَ الدينِ وَالعِلمِ iiوَالحِجا فَـأَطلَعتَ  نوراً مِن ثَلاثِ iiجِهاتِ
وَقَـفـتَ لِـهانوتو وَرينانَ iiوَقفَةً أَمَـدَّكَ  فـيـها الروحُ بِالنَفَحاتِ
وَخِـفتَ  مَقامَ اللَهِ في كُلِّ iiمَوقِفٍ فَـخـافَكَ  أَهلُ الشَكِّ iiوَالنَزَغاتِ
وَكَـم  لَكَ في إِغفاءَةِ الفَجرِ يَقظَةٍ نَـفَـضـتَ  عَلَيها لَذَّةَ iiالهَجَعاتِ
وَوَلَّيتَ  شَطرَ البَيتِ وَجهَكَ iiخالِياً تُـنـاجي إِلَهُ البَيتِ في iiالخَلَواتِ
وَكَم لَيلَةٍ عانَدتَ في جَوفِها الكَرى وَنَـبَّـهتَ  فيها صادِقَ iiالعَزَماتِ
وَأَرصَدتَ لِلباغي عَلى دينِ iiأَحمَدٍ شَـبـاةَ يَـراعٍ سـاحِرِ iiالنَفَثاتِ
إِذا  مَسَّ خَدَّ الطِرسِ فاضَ iiجَبينُهُ بِـأَسـطـارِ  نورٍ باهِرِ اللَمَعاتِ
كَـأَنَّ  قَـرارَ الـكَـهرَباءِ iiبِشِقِّهِ يُـريـكَ سَـنـاهُ أَيسَرُ iiاللَمَساتِ
فَـيـا سَـنَةً مَرَّت بِأَعوادِ iiنَعشِهِ لَأَنـتِ عَـلَـيـنا أَشأَمُ iiالسَنَواتِ
حَـطَمتِ لَنا سَيفاً وَعَطَّلتِ iiمِنبَراً وَأَذوَيتِ  رَوضاً ناضِرَ iiالزَهَراتِ
وَأَطـفَأتِ  نِبراساً وَأَشعَلتِ iiأَنفُساً عَـلى  جَمَراتِ الحُزنِ مُنطَوِياتِ
رَأى  فـي لَـيـاليكِ المُنَجِّمُ ما iiرَأى فَـأَنـذَرَنـا  بِـالـوَيـلِ وَالعَثَراتِ
وَنَـبَّـأَهُ  عِـلـمُ الـنُـجومِ بِحادِثٍ تَـبـيـتُ لَـهُ الأَبراجُ iiمُضطَرِباتِ
رَمـى السَرَطانُ اللَيثَ وَاللَيثُ iiخادِرٌ وَرُبَّ ضَـعـيـفٍ نـافِـذِ الرَمَياتِ
فَـأَودى بِـهِ خَـتلاً فَمالَ إِلى iiالثَرى وَمـالَـت  لَـهُ الأَجـرامُ iiمُنحَرِفاتِ
وَشـاعَت تَعازي الشُهبِ بِاللَمحِ iiبَينَها عَـنِ  الـنَـيِّرِ الهاوي إِلى iiالفَلَواتِ
مَـشـى نَـعـشُهُ يَختالُ عُجباً iiبِرَبِّهِ وَيَـخـطِـرُ بَـينَ اللَمسِ iiوَالقُبُلاتِ
تَـكـادُ الـدُمـوعُ الـجارِياتُ iiتُقِلُّهُ وَتَـدفَـعُـهُ  الأَنـفـاسُ iiمُستَعِراتِ
بَكى الشَرقُ فَاِرتَجَّت لَهُ الأَرضُ رَجَّةً وَضـاقَـت عُـيونُ الكَونِ بِالعَبَراتِ
فَفي الهِندِ مَحزونٌ وَفي الصينِ iiجازِعٌ وَفـي  مِـصـرَ باكٍ دائِمُ iiالحَسَراتِ
وَفي  الشَأمِ مَفجوعٌ وَفي الفُرسِ نادِبٌ وَفـي  تـونُسٍ ما شِئتَ مِن iiزَفَراتِ
بَـكـى  عـالَمُ الإِسلامِ عالِمَ iiعَصرِهِ سِـراجَ الـدَيـاجـي هادِمَ iiالشُبُهاتِ
مَـلاذَ  عَـيـايِـلٍ ثِـمـالِ iiأَرامِلٍ غِـيـاثَ  ذَوي عُـدمٍ إِمـامَ iiهُـداةِ
فَـلا  تَـنـصِبوا لِلناسِ تِمثالَ iiعَبدِهِ وَإِن كـانَ ذِكـرى حِـكـمَةٍ iiوَثَباتِ
فَـإِنّـي لَأَخـشى أَن يَضِلّوا iiفَيُومئوا إِلـى  نـورِ هَـذا الوَجهِ iiبِالسَجَداتِ
فَـيـا  وَيـحَ لِلشورى إِذا جَدَّ iiجِدُّها وَطـاشَـت  بِـها الآراءُ iiمُشتَجِراتِ
وَيـا وَيـحَ لِـلـفُتيا إِذا قيلَ مَن iiلَها وَيـا وَيـحَ لِـلـخَيراتِ iiوَالصَدَقاتِ
بَـكَـيـنـا  عَـلى فَردٍ وَإِنَّ iiبُكاءَنا عَـلـى  أَنـفُـسٍ لِـلَّـهِ مُنقَطِعاتِ
تَـعَـهَّـدَهـا  فَضلُ الإِمامِ iiوَحاطَها بِـإِحـسـانِـهِ  وَالدَهرُ غَيرُ iiمُواتي
فَـيـا  مَنزِلاً في عَينِ شَمسٍ iiأَظَلَّني وَأَرغَـمَ حُـسّـادي وَغَـمَّ iiعُـداتي
دَعـائِـمُـهُ  التَقوى وَآساسُهُ iiالهُدى وَفـيـهِ  الأَيـادي مَـوضِعُ iiاللَبِناتِ
عَـلَـيـكَ سَـلامُ اللَهِ ما لَكَ موحِشاً عَـبـوسَ الـمَغاني مُقفِرَ العَرَصاتِ
لَـقَـد كُـنتَ مَقصودَ الجَوانِبِ iiآهِلاً تَـطـوفُ بِـكَ الآمـالُ iiمُـبتَهِلاتِ
مَـثـابَـةَ  أَرزاقٍ وَمَـهـبِطَ iiحِكمَةٍ وَمَـطـلَـعَ أَنـوارٍ وَكَـنزَ iiعِظاتِ
*زهير
19 - يوليو - 2011
فاردد لنا عهد الإمام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقال يخاطب سعد زغلول
مـا  لي أَرى بَحرَ iiالسِيا سَـةِ لا يَني جَزراً iiوَمَدّا
وَأَرى الصَحائِفَ iiأَيبَسَت مـا  بَـيـنَنا أَخذاً وَرَدّا
هَـذا يَـرى رَأيَ iiالعَمي دِ  وَذا يَـعُـدُّ عَلَيهِ iiعَدّا
وَأَرى  الـوِزارَةَ iiتَجتَني مِن  مُرِّ هَذا العَيشِ iiشُهدا
نـامَت  بِمِصرَ iiوَأَيقَظَت لِـحَـوادِثِ  الأَيّامِ iiسَعدا
فَـطَرَحتُها  وَسَأَلتُ iiعَن هُ فَـقيلَ لي لَم يَألُ iiجُهدا
يـا  سَـعدُ أَنتَ مَسيحُها فَـاِجعَل لِهَذا المَوتِ iiحَدّا
يـا  سَعدُ إِنَّ بِمِصرَ iiأَي تـامـاً  تُؤَمِّلُ فيكَ سَعدا
قَـد قـامَ بَـيـنَهُمُ iiوَبَي نَ العِلمِ ضيقُ الحالِ iiسَدّا
مـا  زِلتُ أَرجو أَن iiأَرا كَ أَبـاً وَأَن أَلـقاكَ iiجَدّا
حَـتّـى غَـدَوتَ أَباً iiلَهُ أَضحَت عِيالُ القُطرِ وُلدا
فَـاِردُد لَـنـا عَهدَ iiالإِما مِ وَكُن بِنا الرَجُلَ iiالمُفَدّى
أَنـا لا أَلـومُ iiالـمُستَشا رَ  إِذا تَـعَلَّلَ أَو iiتَصَدّى
فَـسَـبـيـلُهُ أَن iiيَستَبِد دَ  وَشَـأنُـنا أَن iiنَستَعِدّا
هِـيَ  سُـنَّةُ المُحتَلِّ في كُـلِّ العُصورِ وَما iiتَعَدّى
*زهير
19 - يوليو - 2011
لكم جزيل الشكر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لكم جزيل الشكر جميعا على ردودكم .............وشكر خاص للاستاذ زهير على هذه القصائد الرائعه
*رودينا
2 - نوفمبر - 2011
حسينيات الشيعة المغاربة في بلجيكا..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

المساء تخترق حسينيات الشيعة المغاربة في بلجيكا

تنقل حقائق مثيرة عن مواطنين ارتدوا عن المذهب السني
سليمان الريسوني
من قلب مساجد الشيعة المغاربة في بلجيكا، تكشف «المساء» في هذا التحقيق، حقائقَ مثيرة عن مهاجرين مغاربة اعتنقوا التشيّع ودرسوا في الحوزات
الدينية في إيران، وتحاور آخرين لا يرون أي تعارض بين الإسلام المغربي والتشيّع، كما تنقل آراء خطباء مغاربة سنيين يقولون إن التشيع أخطر على المغرب من الصهيونية..
الجمعة، 14 محرم 1433. أربعة أيام مضت على ذكرى عاشوراء، التي يُخلـّدها الشيعة بالبكاء والنحيب ولطم الخدود وجلد الذات.. حزنا على الحسين، ابن علي، الذي قـُتِل في كربلاء في العراق يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة. خطيب الجمعة في مسجد الغفران في منطقة أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسيل يقول: «إن خطر الشيعة والتشيع على الأمة الإسلامية وعلى أبناء الجالية المغربية أشدّ من خطر اليهود الصهاينة»!.. لا حديث في مقاهي شارع «ستالينغراد»، الذي يعج بمحلات المغاربة من مقاهٍ ومطاعم ومكتبات، إلا عن خطبة الجمعة هاته.
مسجد ليس كبقية المساجد
«المساء» اختارت أن تحضر صلاة الجمعة في قلب مسجد الرحمان، الشيعي في شارع «جورج مورو»، غير بعيد عن مقر القنصلية العامة للمملكة المغربية في بروكسيل. سأل مبعوث «المساء» شيخا ستينيا بلباس مغربي عن المسجد الشيعي للمغاربة، فأشار بأصبعه إلى نهاية الشارع، وهو يقول: «هادوك راهوم مْخارْبة ماشي مْغاربة».. في مدخل المسجد، لافتة كتب عليها «السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين». في قاعة الصلاة، مصلون يؤدون تحية المسجد، بعضهم يسجدون فوق حجر صغير وآخرون يضعون جباههم مباشرة فوق البساط الأخضر. «من غير الجائز في الدين أن يضع مسلم جبهته، أثناء السجود، فوق ما يُؤكل وما يُلبَس، والزرابي مصنوعة مما يُلبس»، يشرح مهاجر شيعيّ من تطوان، ويعلق فؤاد أحيدار، وهو برلماني بلجيكي من أصول مغربية، عن الحزب الاشتراكي الفلاماني، مازحا: «أن تسجد على حجر خاص بك خير من السجود فوق «موكيط» تفوح منه رائحة الأرجل»..
أسفل المنبر، جلس القرفصاء شيخ ثمانينيّ بجلباب أبيض، بدأ يُحدّث المُصلـّين في انتظار قدوم الخطيب، قال بدارجة مغربية: «إن اثنتين من نساء الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، قد تزوجتا بعد وفاته، رغم أن القرآن يقول: «وما كانَ لكم أن تُؤذوا رسولَ اللهِ ولا أن تَنكِحوا أَزواجَه مِن بعدِه أبداً إنّ ذلكم كان عندَ اللهِ عظيما»، أما الزوجة الثالثة فلن أتحدث عنها، وأنتم تعرفون ما الذي فعلتْه». كان يقصد زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر.
صعد الخطيب إلى المنبر فعاد الشيخ بين صفوف المُصلـّين. المنبر عبارة عن شرفة نصف دائرية تَحُفـّـُها لافتة سوداء كُتِب عليها بالأحمر: «يا حسين». على يسار المنبر، نقش بجبص مُذهّب: «إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس آل البيت ويُطهّركم تطهيرا». لم تخْـلُ خطبة الجمعة التي ألقاها الخطيب محمد بلخيضر، وهو فقيه مغربي من مدينة طنجة، من حثِّ المصلين على «فضح كل المنافقين الذين عاشوا قريبين من الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، ثم ما فتئوا أن انقلبوا على آل بيته وقتلوهم». كان الشيخ محمد بلخيضر ينفعل في بعض المقاطع فينطق بدارجة شمالية قحة: «راهوم كيْعطيو لـْولادنا القرقوبي وكيعلموهومْ بزّاف د الكذب والمغالطات». مَن هؤلاء الذين يخدرون أبناء المغاربة والمهاجرين بـ «القرقوبي»؟ لا يجيب الشيخ محمد ولكنه يستطرد قائلا إن مثل «هؤلاء الذين يُزوّرون التاريخ الإسلامي هم الذين تسببوا للعديد من المسلمين في ترديد مقولة ماركس: «الدين أفيون الشعوب». يصمت الشيخ محمد لبرهة، ويعود ليشعل المسجد حماسا وهو يردد: «صلـّوا على رسول الله وآله»، فيُردّد المُصَلـّون بصوت واحد وبنبرة شرقية: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد». ينتقل الشيخ محمد إلى مرحلة إقناع مستمعيه بأن «فضح المنافقين وقتلة آل البيت واجب شرعي على كل مسلم، ويؤكده القرآن من خلال الحديث عن زوجة نوح، التي عصت زوجها، وزوجة لوط وأبناء النبي يعقوب، الذين حاولوا قتل أخيهم يوسف». مَن هؤلاء القتلة  والمنافقين في تاريخ الإسلام الذين يستوجب فضحهم، تسأل «المساء» الشيخ محمد بن خيدر، بعد انتهاء الصلاة فيجيب: «هم الفئة الباغية التي تَحدّث عنها الرسول في حديثه إلى عمار بن ياسر حين قال: ستقتلك الفئة الباغية يا عمار». ومن هو زعيم هذه الفئة الباغية؟ يجيب خطيب مسجد الرحمان، بدم بارد: «هو معاوية بن أبي سفيان»!..
حكى الشيخ محمد بلخيضر خطيب مسجد الرحمان الشيعي، الذي صعد المنبر بجلبابه المغربي، لـ«المساء» قصة تشيعه، بقوله: «لقد جئت من المغرب إلى بلجيكا سنة 1983 سُـنّيا، ووجدت التشيع في تكويني وثقافتي المغربية، فأمي كانت تذهب بي إلى مولاي عبد السلام بن مشيش لحفظ القرآن، وعندما درستُ سيرة هذا الولي وجدتُه من آل البيت، كما كانت أمي تأخذني إلى ضريح الإمام إدريس، لـ«الزيارة». عندما جئت إلى بلجيكا، سنة 1983، كان والدي قد سبقني إلى هنا. كان والدي عضوا في رابطة علماء المغرب، بقيادة المرحوم الشيخ المكّي الناصري، كما كان صوفيا من أتباع الشيخ بنعجيبة. ولم يمض وقت طويل حتى أخذتُ أنوب عن والدي في الخطابة، فكنت متأثرا بعلماء بلدتي في طنجة من آل الصديق، وهم الحافظ سيدي أحمد والحافظ سيدي عبد الله والحافظ سيدي الحسن.. بدأت أتحدث عن آل البيت وفضائلهم فوجدت من يرميني بالتشيّع، وهذا كان دافعي إلى دراسة الشيعة وفكرهم، بخلفية أنه إذا كان هؤلاء الناس على حق فنحن أَولى بإظهار هذا الحق، وإذا كانوا على باطل فالمنبر يدعونا إلى إماطة اللثام عن الباطل، لكي لا نترك أبناء جاليتنا ينساقون وراءه. جعلني هذا البحث الذي قمت به أعطف على الشيعة، وسرى بين الناس أنني شيعي». يرفع الشيخ محمد بلخيضر من نبرة صوته ويستطرد في الحديث: «المغاربة يدرسون الفكر الإسلامي، فلماذا لا يدرسون فكر الشيعة، وهم أقرب إلى فكر الشيعة منهم إلى فكر ابن تيمية وأمثاله؟.. المغاربة، إذا جاءت مسألة الزيارة ومسألة الذكر الجماعي وحب آل البيت.. كل هذا يتفق مع المدارس الشيعية وهو موجود في المغرب. أنا أعتبر أن كل مسلم مغربي مُرحَّب به في مسجدي، سواء كان صوفيا أو مالكيا أو وهابيا، وأقول لشباب الجالية المغربية: أنا أعلـّمكم كيف تصلون إلى الحق ولا ألقـّنكم ما أعتقد به، لذلك لن تستطيع أن تأتيني بشخص يقول إنني شيَّعته أو جعلته سُنـّيا، لأنني أعمل بالمنطق الصيني: لا تُعطِني سمكة ولكنْ علـّمني كيف أصطادها». يود أن يقول شيئا ثم يعذل عنه، قبل أن يضيف: «نحن في بلد يحكمه الفكر الليبرالي، وإذا كنتم ترون في المغرب أن هناك تزايدا في أعاد المتشيعين هنا في بروكسيل ومنها يدخل التشيع إلى المغرب، كما يقال، فإننا لا نرى الأمر كذلك، لأننا وجدنا هنا الباب مفتوحا لخيارات عدة، وليس محددا في مذهب بعينه، كما هو الشأن في المغرب، لذلك اخترنا أن نكون سُنـّيين لكنْ متشيعين للنصوص الواردة في آل البيت». 
أما الشيخ محمد التجكاني، رئيس رابطة الأئمة في بلجيكا، وخطيب مسجد الخليل بحي مونلبيك في بروكسيل، والذي يعتبر من أقدم الخطباء المغاربة السنة في بلجيكا، فقال، في لقائه بـ«المساء»، إنه كان شاهدا على البدايات الأولى لتحول أفراد من الجالية المغربية في بلجيكا نحو التشيّـع وإنه لا يعتبر أن الأسباب الأولى لتشيّع المغاربة في بلجيكا هي محبة آل البيت، بل كانت دوافع سياسية. «بعد انتصار الثورة الإيرانية سنة 1979، التي رفعت شعار الثورة الإسلامية وليس الثورة الشيعية، تعاطف معها المغاربة على اعتبار أنها ثورة بديلة جاءت ضد قوى الاستكبار الغربية، بقيادة أمريكا التي أطلقت عليها إيران لقب «الشيطان الأكبر»، وضد الاتحاد السوفياتي، وأنها جاءت لإعلاء كلمة الإسلام وتحرير فلسطين. وقد كان ذلك تشيّعاً عاطفيا».. المرحلة الثانية من تشيع المغاربة في بلجيكا بدأت باستقطاب بعض مثقفي وفقهاء السنة بالمال».
عن هذا الأمر حكى لـ«المساء» خطيب بارز في بروكسيل، التمس عدم ذكر اسمه، كيف أن جهات شيعية عرضت عليه، في أواسط الثمانينيات، مبالغ مالية جد مغرية مقابل إعلان تشيّعه: «كانت لي مع شيعة بروكسيل سجالات طويلة، خاصة في بداية ظهور هذا التيار، إلى أن بدؤوا يرسلون إلي وفودا لأجْل «استقطابي» إلى التشيع. كنتُ، حينها، أتقاضى ما مقداره 7000 فرنك بلجيكي، مقابل خطابتي في أحد مساجد بروكسيل، فعرضوا عليّ مبلغ 100 ألف فرنك بلجيكي كراتب شهري، أي ما يعادل الآن 3000 أورو، وكان هذا المبلغ حينها كفيلا بشراء منزل في بلجيكا.. لكنني رفضت وكان رفضي مبدئيا، لأنني أعرف الدوافع التي تقوم عليها المذاهب الشيعية، وأخطرها أنها تستبيح دماء السّـُنّة، بل تعتبر قتل السنّي أحبَّ إلى الله من قتل الصهيوني.. وهذا مدون في كتاب «الكافي»، الذي هو بمثابة صحيحي البخاري ومسلم عندنا، نحن السنة.. وعندهم، أيضا، أن دماء أهل السنة أحطّ من دماء حيوان».. والخطير، يضيف هذا الفقيه، هو أن «الشيعة يستدرجون الناس بداية بمحبة آل البيت، ثم يتدرجون إلى القول إن آل البيت ظُـلِموا، ثم يخلصون إلى أن معاوية سلب المُلك من عليّ، ويَصِلون إلى أن يقولوا عن الصحابة إنهم مُرتدّون، باستثناء عدد قليل منهم. ثم ينتهون إلى أن القرآن مُزوَّر وإلى أن المصحف الفاطمي هو الذي لم يطله التزوير، وهذا المصحف، حسبهم،  لن يظهر إلا بظهور الإمام المهدي، الذي يعتقدون أنه وُلِـد واختفى في السرداب، وينتظرون ظهوره كل يوم جمعة»..
الشيخ عبد الله الدهدوه، وهو وجه شيعيّ بارز في بروكسيل، يتفق، على ربط ظهور التشيع في بلجيكا بانتصار الثورة الإيرانية، مع الشيخ التجكاني، السني، أكثر مما يتفق مع زميله في التشيّع، محمد بن خيدر، الذي يركز على أن انتشار التّـشيُّع وسط الجالية المغربية في بلجيكا مرده إلى محبة آل البيت. يقول الدهدوه: «نحن كبرنا هنا في بلجيكا، ولم تكن لنا ثقافة مالكية أو صوفية، كما هو عليه الأمر في المغرب.. صحيح أننا كنا سنة «بالوراثة»، إلا أنه مع انتصار الثورة الإيرانية في بداية الثمانينيات، لم يكن أكثر المغاربة الذين تشيّعوا يعرفون أي شيء عن ولاية الفقيه. لكنهم انحازوا إلى إيران، لأن الثورة أنشأت الجمهورية الإسلامية وليس الجمهورية الشيعية». ثم يضيف: «كان المغاربة الذين تشيعوا بداية من الثمانينيات بُسطاء في تفكيرهم، لم يكونوا يفقهون في المذهب المالكي، وكان تشيعهم ردَّ فعل على التهميش والإقصاء والظلم، كما هو الأمر بالنسبة إلى الشباب الذين يعتنقون المذاهب السلفية الآن في المغرب. القيٍّمون عن الشأن الديني في المغرب يقولون إن الشعب مع المذهب المالكي؟ إنهم يكذبون، فالعديد من المغاربة يتـّبعون هذا المذهب من دون معرفة ولا اختيار».
الشيخ محمد بلخيضر، خطيب مسجد الرحمان الشيعي، يقول إن انتصار الثورة الإيرانية لم يكن ليؤثر في الإسلام المغربي، لأن المغرب سابق على إيران في ما يتعلق بمحبة آل البيت، ويستشهد بلخيضر على ذلك بما قاله المرجع الشيعي الإيراني الشيخ النعماني: «عندما استدعى الملك الحسن الثاني الأستاذَ النعماني، وهو تلميذ للإمام الخميني، لإلقاء درس حسني كان عنوانه «إنما يريد الله ليُذهِب عنكم الرجس آل البيت ويُطهّركم تطهيرا»، قال الأستاذ العماني حينها للملك الحسن الثاني: «هذه بضاعتكم رُدّت إليكم»، يقصد الحسن الثاني والعلويين المتحدرين من آل البيت. ثم يضيف الشيخ بلخيضر: «بالمناسبة، أقول للذين يريدون الاصطياد في الماء العكر: نحن لدينا أمير لا يخشى من الشيعة، فقد استدعى تلميذا للخميني وأجلسه أمامه وأمام القوى السياسية للبلاد وقادة الجيش واستمع إلى تشيُّعه»..
التشيع الثاني
يحكي الشيخ عبد الله الدهدوه، الذي التقته «المساء» داخل «مسجد الرضا»، الشيعيى، الكائن في شارع الدكتور ديميسمان في قلب بروكسيل: «تشيّعتُ وعمري 23 سنة، وبعد أربع سنوات، ذهبت للدراسة في قم في إيران، وهناك اطـّلعتُ على الفكر الشيعي بعمق».
 «تصدير الشباب للدراسة في إيران» يعتبره الشيخ السني محمد التجكاني أخطرَ أشكال الاستقطاب، حين يقول: «السبب الأخطر هو استدعاء بعض الشباب للدراسة في مدارس الشيعة في إيران وسوريا ولبنان وتأمين النفقات والمِنح لهم في دراستهم، إضافة إلى السكن وزواج المتعة.. هذا الاستقطاب يؤرق المخلصين لهذه الأمة، خصوصا عندما يرَوْن أن هناك ميزانية خاصة للترويج للفكر الشيعي بين أبناء الجالية في أوربا، أمام شبه غياب لدعم المحور السنّي».
بين رؤية الفقيه السني ونظيره الشيعي، استقت «المساء» وجهة نظر سياسية. البرلماني فؤاد أحيدار عن الحزب الاشتراكي الفلاماني، الذي قارب مسألة انتشار التشيع في بلجيكا من منظور حقوق الإنسان، يقول: «في بلجيكا لا مانع في أن يمارس الناس مجموعة من الطقوس والممارسات التي تدخل في إطار معتقداتهم، ما دامت لا تؤدي إلى أعمال إرهابية. السؤال المطروح هو: هل المغرب بلد ديمقراطي يحترم طابع التعدد الثقافي والعقدي أم إننا سنقول إن الدين الأصح قطعا هو الإسلام والمذهب الأصح قطعا هو السنة.. هذا شيء خاطئ، بالفعل هناك تغليب للمذهب السني في المغرب، لكنْ هناك فئة من الناس لا يجدون أنفسهم في المذهب السني ويميلون إلى المذهب الشيعي، أنا شخصيا لا أرى أي سوء في هذا الأمر، فما هي إلا ممارسات دينية عقدية. في بلجيكا لا يمكن أن ننكر أن هناك العديد من المساجد، سواء السنية أو الشيعية. هنا يحظى الجميع بحرية اختيار العقيدة وممارستها علنا، فإضافة إلى الشيعة، يعيش الأحمديون، الذين يتمتعون بكافة حقوقهم رغم أنهم أقلية، وهؤلاء لم يكونوا يستطيعون الجهر بمذهبهم في المغرب. في بلجيكا، لا ضير في أن تمارس معتقداتك، بكل حرية، شريطة عدم المساس بحريات الآخرين أو التطرف أو الإرهاب». 
أنواع التشيع في بلجيكا
 
أول من استقبل «المساء» في «مسجد الرضا»، الشيعي، كان حسين. رجل في الستينات من العمر، ببنية جسدية ضخمة، يعلق فوق صدره سلسلة واسعة الحلقات يتدلى منها سيف طوله حوالي 15 سنتمترا، يرمز إلى سيف علي بن أبي طالب. تتوزع أصابعَ حسين ستة خواتم، قال: «كلها تحمل آيات قرآنية، إلا واحدة إذا دخلت بها على أي جبار يلين قلبه».. يتحدر حسين من مدينة تطوان، التي غادرها سنة 1972 نحو جبل طارق، ثم إلى برشلونة، قبل أن يصل، في 1978، إلى بروكسيل، التي بقي فيها إلى اليوم. استضاف حسين، الذي يشتغل في مطبخ مسجد الرضا، مبعوث «المساء» ومرافقيه الاثنين على طريقة المغاربة: حضَّر القهوة والحلويات وجلس يحكي قصة تشيعه: «في سنة 1994، تعرفتُ على مغربي شيعيّ أعطاني كتابا اسمه «طريق الهدى»، قرأته فاهتديتُ إلى مذهب آل البيت، وبعدها، درستُ كتبا أخرى، فترسخ المذهب في عقلي وقلبي»..
يؤكد حسين أنه «لا يكفي أن يكون الإنسان دارسا لكي يهتدي إلى المذهب الشيعي، بل يجب أن يميل قلب المؤمن إلى محبة آل البيت وحقيقة ما جرى لهم». ضرب حسين مثالا على هذا بأحد أقربائه في مدينة تطوان: «صهري حاصل على الإجازة في الشريعة من كلية تطوان، وكثيرا ما ناقشتُ معه المذهب الشيعي ومددْتُه بعدة كتب في الموضوع، لكنني وجدت أنه كان يضعها بين الرفوف من دون أن يقرأها، وعندما كنت أواجهه بحقائق عن صحة التشيّع، لم يكن يسعه إلا أن يؤيـّدني في قولي، لكنه لا يفعل أي شيء، لذلك لم أعد أعطيه أي كتاب». عندما تسأل «المساء» حسين عن ذكرى عاشوراء وكيف أحيوها هنا في «مسجد الرضا»، يعود إلى «بداية الفتنة»، التي حدثت بعد وفاة الرسول. وهنا يبدو واضحا على حسين أنه يتحدث بتحفظ أمام شخص عرف أنه صحافي، يقول حسين: «لقد تركوا الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، بدون غسل ولا كفن (يقصد الخليفتين أبا بكر وعمرا) وذهبا لمنازعة عليّ، عليه السلام، في الخلافة، التي هي من حقه.. ثم قتل بعضهم فاطمة، عليها السلام، وهي حامل». يُطرق طويلا ويضيف: «والنتيجة ماذا؟ يقال إن عمر قتل أبا بكر بوضع السم له.. وعمر قتله غلامه، الماجوسي. أما عائشة فقد ثبت في السنة أن الرسول قام يخطب ثم أشار إلى بيتها وقال: «ها هنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان».. دخل الشيخ عبد الله الدهدوه إلى المطبخ، فاستأذن حسين وغادر..
لم يرد الشيخ الدهدوه الخوض في الموقف من الصحابة، فهو يقول إن الشيعة من أصول مغربية لا تكون لهم حمولة نفسية تجاه الصحابة حتى يتناولوهم بالسب والقذف والتجريح، وهذا راجع إلى أسباب تاريخية، «لكن هذا لا يمنعنا من أن نقول، بإثبات طبعا، إن فلانا من الصحابة قد أخطأ في المسألة الفلانية، وهذا لا نقوله حصرا على أبي بكر وعمر وعثمان، بل إن العديد من صحابة الرسول قد أخطؤوا، ونحن لا نُخفي ذلك عندما يتطلب الأمر قوله. طبعا، نحن نقوله مع الدراسة الموضوعية العميقة».
تترك «المساء» الشيخ الدهدوه، الذي درس في إيران ويتعمَّم بعماماتها كواحد من آيات الله الشرقيين، وتعود لتسأل الشيخ محمد بلخيضر، الذي درس في المغرب ويتحدر من أسرة صوفية ويرتدي الجلباب المغربي. يقول بلخيضر: «أنا معروف في بلجيكا بأنني الفقيه الأول الذي أدخل ثقافة الحوار والنقاش، وحتى هؤلاء الذين تتحدث عنهم، أي الغلاة الذين يسُبّون الصحابة ونساء الرسول، لا يقوون على فعل ذلك أمامي، لأنهم بدؤوا معي قبل أن ينسحبوا ويصبحوا غلاة في الدين، لأنهم يعرفون أنني قوي الحجة». تسأله «المساء» حول ما إذا كان انسحاب هؤلاء الغلاة من حوله نتيجة لأنه لم يستطع إقناعهم، فيجيب: «لا. المسألة مسألة حظ، ويستشهد بالآية القرآنية: «وما يلقاها إلا الذين آمنوا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم»، وهؤلاء لم يكونوا محظوظين وأصبحوا شواذا فكريا، والإنسان عندما يشذ لا يمكنك أن ترده، لأنه تصبح فيه علة ويرى أن فهمه هو المعنى الحقيقي للتديّن، أما نحن فلا نقول بتفوقنا، بل نعتمد التفسير، الذي يخدم وحدة الأمة الإسلامية ووحدة المغاربة».
فما هو «التشيع» أو التفسير الذي يخدم الأمة الإسلامية ووحدة المغاربة، والذي اختاره محمد بلخيضر وأصدقاؤه في مسجد الرحمان؟ يجيب: «لا يمكن أن نأخذ التشيع كما هو مطروح في إيران أو لبنان أو العراق. نحن ننتقي من الفكر الشيعي ما يُلائم خصوصيتنا، كما ينتقي السياسيون من الفكر الليبرالي ما يخدم توجهاتهم. نحن لدينا الليبرالية في تراث الأمة، فالشيخ الكتاني المغربي، صاحب كتاب «الرسالة المستطرفة»، كان يتوضأ على مذهب مالك ويصلي على مذهب الشافعي».
يُقسّم الشيخ محمد بلخيضر التشيع الموجود في بلجيكا إلى نوعين، فـ«الناس الذين تشيّعوا لآل البيت صنفان: صنف تعصّبَ للطائفة والمذهب والرجال، وصنف تعصَّبَ للأحاديث والنصوص القرآنية التي نزلت في آل البيت، لذلك لا عيب في أن يكون المغربي شيعيا وسُنيا في نفس الوقت، أي مناصرا للنصوص التي اهتمّت بآل البيت. الإمام إدريس كان يقول للأمازيغ المغاربة: «اذهبوا أينما شئتم فإنكم لن تجدوا الحق إلا عندي»..
الفقيه السني، الشيخ محمد التجكاني، له تقسيم آخر لشيعة بلجيكا، فهو يُقسّمهم إلى ثلاثة أصناف: «صنف موظف، وهؤلاء قد يصِلون إلى درجة قذف الصحابة وسبّهم، وبالخصوص معاوية، رضي الله عنه، لكنهم لا يصِلون إلى القول بتحريف القرآن. أما الصنف الثاني فهم أولئك الذين تربَّوا في إيران على فكر «الروافض»، وهم شباب من الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين، وهؤلاء قد يصلون إلى سب أبي بكر وعمر وعائشة. والأمر الخطير هو أن الكثير من كل هؤلاء «الروافض» الغلاة يتّهمون السيدة عائشة بما اتهمها به المنافقون، ويقولون بإنه عندما سيأتي الإمام المهدي سيُخرجها من قبرها ويقيم عليها الحد»!..
الصنف الثالث من المغاربة الشيعة في بلجيكا هم المقلـّدون، وهؤلاء، يقول الشيخ التجكاني، «هم الأغلبية ويُنظـّمون لهم رحلات إلى إيران وغيرها ويُمتـّعونهم بالنساء، في إطار زواج المتعة، فتلتقي شهوتهم مع هذا التيار. لكنْ، إذا قلت لواحد من هذا النوع من الشيعة المغاربة تعال، زوجني ابنتك أو أخت فلن يرضى، فهو قد يستسيغ رغبة في قضاء شهوته، في إطار زواج المتعة، لكنه لن يرضى ذلك لأخته أو ابنته.. هؤلاء مثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، وهذا هو الأخطر في صنف المقلـّدين، فقد يكون الإنسان ملحدا، لكنْ لديه عقل وغير خاضع للتوجيه الخارجي، فيكون أهون لأنه يتصرف بعقله».
أرقام متضاربة
أمام عدم قيام الدولة البلجيكية بإعلان أي أرقام حول عدد المنتسبين إلى الأديان والمذاهب المتواجدة فوق أراضيها، يصبح الأمر صعبا على الباحثين في هذا المجال للوصول إلى إحصائيات دقيقة حول عدد الشيعة من أصل مغربي في بلجيكا، ومع ذلك يتحدث العديدون عن أن عدد الشيعة في بلجيكا هو 30 ألفا، يوجد أغلبهم في مدينة بروكسيل، ويشكل المتحدرون من أصول مغربية أغلبَهم. يسخر الشيخ عبد الله الدهدوه من هذا الرقم ويعتبره  مُبالـَغا فيه وغيرَ ذي أهمية علمية. مقابل اللبس الحاصل حول أعداد الشيعة المغاربة في بلجيكا، هناك آراء متناقضة في ما يتعلق بتمويل المساجد والحسينيات والمراكز الثقافية والتربوية والأنشطة الإشعاعية الشيعية التي يقوم بها الشيعة هنا. عندما حضرت «المساء» صلاة الجمعة في «مسجد الرحمان»، لاحظتْ أن إمامه، محمد بن خيدر، وبمجرد ما انتهى من الصلاة، دعا المصلين إلى المساهمة من أجل إصلاح المسجد، وسيصرّح بن خيدر، لاحقا، لـ»المساء» قائلا: «نحن لا نتلقى أي دعم من أي جهة أو دولة، بل نُنفق على المسجد من مالنا الخاص ومن مال المحسنين». الشيء نفسه أكده عبد الله الدهدوه، المسؤول عن «مسجد الرضا»، الشيعي، حين نفى أن يكون المسجد والمركز التابع له يتلقيان أموالا من إيران أو من جهة أخرى. لكن الشيخ محمد التجكاني، الفقيه السني، قال إن المساجد والمؤسسات الثقافية والتربوية الشيعية في كل أوربا تتلقى دعما من جهات تدعم التشيع، وهو دعم مادي ومعنوي لا يتوفر للمساجد والمؤسسات الدينية السنية. ويضيف الشيخ التجكاني قائلا: «مقابل الدعم الإيراني للمذاهب الشيعية، كان هنا في بلجيكا دعم للتيار الوهابي السعودي، لكنه لم يكن ممنهجا بل كان يدعم خطابا لا يمكن أن يستوعب الأمة، لأن الخطاب الذي يمكنه أن يقوم بهذا الدور هو الخطاب المعتدل، لكنه لا يملك نفس الدعم والسند». ما لذي يمنع المغرب، إذن، من رعاية الخطاب الاعتدالي لضمان «الأمن الروحي» لأبناء جاليته، الذين يتطلعون إلى دراسة علوم الدين؟ يجيب الشيخ التجكاني: «ذات مرة، في سنة 2004 أو 2005، حضرتُ أحد اجتماعات المجلس العلمي الأعلى والتمستُ، خلال هذه المناسبة، باسم خطباء أوربا، ضرورة فتح الجامعات المغربية للشباب المقيمين بأوربا، لتقوية محبة الوطن والوسطية والاعتدال».
 
 
عاشوراء بطعم البكاء
«لقد أحييْنا عاشوراء بالحزن والبكاء ودراسة فلسفة عاشوراء، كما نظّمنا محافل لتلقّي العزاء لمدة 10 أيام، بداية من فاتح محرم»، يؤكد الشيخ عبد الله الدهدوه. نفس الشيء يقوله الشيخ محمد بن خيدر، الذي يضيف أن «البكاء على الحسين سُـنّة مؤكدة، وإذا لم تحزن فأنت، إذن، ترفض الحديث». ويستدل خيدر على ذلك بالقول «لقد حزن الرسول، صلى الله عليه وعلى آله، كثيرا على سبطه عندما دخلت عليه مرضعة الحسين، عليه السلام، واسمها أم الفضل، فوجدته يبكي، فقالت: مم بكاؤك يا رسول الله؟ فقال: جبريل أتاني فأخبرني أن أمتي ستقتل ولدي.. لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة».
وحول المعتقد الشيعي الذي سمعت «المساء» العديد من شيعة بروكسيل المغاربة يرددونه، والذي يقول إن السماء أمطرت دما يوم مقتل الحسين، أجاب الشيخ بن خيدر قائلا: «نحن في المغرب نعتقد أن محمدا الخامس كان يُرى في القمر، فلماذا عندما يتعلق الأمر بالحسين يعتبر الأمر ممنوعا؟.. هذا منطق السلفية والنواصب (النواصب: الذين ناصبوا آل بيت الرسول العداء). ثم إنني لا أدخل هذا في الدين، لأن مسألة الكرامات تبقى شخصية». يصمت الشيخ لبرهة ويكتلم «المريد» عبد اللطيف من مدينة فاس، وهو رجل خمسيني حرص على أن يبقى صامتا طيلة مدة لقاء «المساء» بشيخه، وحتى عندما كان يُسأل، كان يجيب: «نحن لا نتقدم أمام شيخنا سيدي محمد».. في مسألة عاشوراء، تكلم عبد اللطيف وقال: «لقد كانت العادة عندنا في فاس هي توزيع الماء على المارّين، دلالة على موت الحسين عطشاً، وكنا نوقف الاحتفال في الأعراس حتى تنقضي عاشوراء». وتابع عبد اللطيف: «لقد غادرت المغرب في السبعينيات، ولا أعرف التحولات التي حدثت فيه، لكنني بدأت أسمع أن عاشوراء أصبحت مناسبة للفرح وشراء الحلويات واللعب.. ولستُ أدري سبب هذا التحول داخل مجتمع يُقدّس آل البيت؟» الجواب عند الشيخ عبد الله الدهدوه، الذي يقول: «هناك أيادٍ خفيّة اشتغلت، تحت جنح الظلام، على تحويل عاشوراء في المغرب إلى يوم فرح.. ولا أستبعد أن تكون هناك يد للحركة الوهابية، التي انتشرت بقوة في المغرب. لقد تحولت عادات المغاربة كليا مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، فبعدما كان المغاربة يُحرّمون الاحتفالات في عاشوراء ويَحْرِمون أنفسَهم من اللباس الفاخر، أصبحنا أمام احتفالات تعُمّ كل أرجاء البلاد».. وبانفعال زائد، يتعجب الشيخ محمد بن خيدر: «هل من المنطق أن يتخذ المرء يوم وفاة الرسول عيدا؟ الحديث يقول: «الحسين مني وأنا من الحسين»، ونحن نقول أيها المؤمنون التزموا بسنة نبيكم في حزنه على سبطه».

 
 نائبة رئيس «هيأة مسلمي بلجيكا» لـ« المساء »: كنت مسيحية ووجدت في التشيع نموذجا حياتيا
إيزابيل سمية: الإسلام في المغرب ذو أصل شيعي
- كيف اعتنقت الإسلام؟ ولماذا وقع اختيارك على المذهب الشيعي؟
< أنا أتحدر من أسرة مسيحية، ولا يخفى على أحد أن الأديان، عامة، تعرضت لمجموعة من التحريفات والتحولات، فمن خلال بحث روحي رافقني منذ طفولتي، وجدتُ في الإسلام، بشكل عام، وفي التشيع، بشكل خاص، نموذجا حياتيا، أخلاقيا، يحرر المرأة والإيمان، وهو نموذج للتوازن بين التقليد النبوي والحداثة، وقد مكّنني اطّلاعي ودراستي لمجموعة من المراجع المختلفة من أن أسلط الضوء على استمرارية الرسالة السماوية على يد آل بيت رسول الإسلام، النبيل.
-كيف تقيمين حضور المسلمين الشيعة في بلجيكا؟ وهل لديك إحصائيات تتعلق بعدد الشيعة المغاربة المقيمين في بلجيكا؟
< بلجيكا لا تسمح بتعداد رسمي للجماعات والأقليات، خصوصا بعد أهوال الماضي وكذلك تجنـّبا للتمييز، لذلك يتعذر عليّ إعطاء رقم مضبوط. ولكنْ، حسب الكتاب الأخير للبروفيسور فيليس داسيتو، الذي نُـشِر قبل أسابيع قليلة في بروكسيل، والذي يحمل عنوان «القزحية والهلال.. بروكسيل والإسلام في مواجهة الإدراج المشترك»، يذكر الكتاب أن وجود الشيعة في بروكسيل محدود نسبيا في العدد، لكنه متنوع جدا: لبنانيون وعراقيون، باكستانيون وإيرانيون، مغاربة وأتراك، أفغان، وبلجيكيون اعتنقوا الإسلام..
-يشهد المغرب تزايدا لنشاط الفكر الشيعي، ومرد هذا، حسب بعض الباحثين، إلى الحضور القوي للشيعة المغاربة في بلجيكا.. إلى أي حد تتفقين مع هذا الطرح؟
< هناك معلومة غير معروفة كثيرا في المغرب، نظرا إلى تغافل التاريخ عن ظهور الإسلام في المغرب، الذي كان الفضل فيه لهجرة إدريس الأول إلى المغرب، وبالتالي فالإسلام في المغرب ذو أصول شيعي، الشيء الذي يُمكـّننا من فهم وجود مجموعة من الممارسات التقليدية الشيعية في المغرب، وهي أمور اطـّلعتُ عليها  بنفسي منذ أكثر من 20 سنة خلال أسفاري إلى المغرب. على سبيل المثال، رغم أن البعض يحتفلون الآن بـ«بابا عاشورا»، هناك الكثير من الناس يوزعون على الأطفال الصغار قُـللا صغيرة من الطين، مملوءة بالماء، إحياء لذكرى مأساة عاشوراء. تسمية الملك الحالي للمغرب «أمير المؤمنين» هي التسمية التي أطلقت على الإمام علي، خليفة الرسول وصهره، وهي كذلك تعبير عن اعتراف رسمي بهذه الحقيقة. أنا أشعر بالتوتر حُيال هذه المسألة، لكنّ الأمر ما هو، ببساطة، إلا رجوع إلى الإسلام الأصلي، ولأصالة التاريخ المغربي الذي يستحق أن يعاد فيه النظر ويعاد اعتماده لتجنب أي تشويش.
-ما هو الدور الذي تقومين به من داخل «المجلس التنفيذي للمسلمين في بلجيكا» من أجل تقديم الدعم المالي والسوسيو -ثقافي للمذهب الشيعي في بلجيكا؟
< شخصيا، لقد شاركتُ دائما من أجل الدفع بالاعتراف للمسلمين عامة في بلجيكا بحقوقهم في الهوية، مع احترام تعدديتهم واحترام كل مكونات المجتمع الإسلامي في بلجيكا، بدون أي تمييز.
 
+تحقيق ج.المساء المغربية
*abdelhafid
24 - ديسمبر - 2011

 
   أضف تعليقك