مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : أضاحي وقرابين    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 صادق السعدي 
17 - نوفمبر - 2010
         لكل أمة من الأمم قرابين وأضاحي تتصل عادة بطقوس دينية واحتفالية تقيمها في مناسبات خاصة لها علاقة بجانب معيّن من جوانب الحياة الإجتماعية والدينية كالزواج والولادة والموت، أو طلب الخصب ونزول المطر، أو استرضاء الآلهة وتجنب سخطها. ولهذه الطقوس أشكال متنوعة تتناسب مع طبيعة الحياة والظرف الإجتماعي وطبيعة البيئة السائدة وشكل التطور الحاصل في هذا الطقس أو ذاك تاريخيا ودينيّا.
 
    كان المصريون القدامى مثلا، يقدمون في مواسم القحط وانخفاظ نسبة مياه النيل أو قلة نزول المطر، فتاة جميلة هدية لإله النيل. وكانت هذه عادة سنوية ليس فقط عند قدماء المصريين ، بل هي موجودة لدى أغلب الأمم والشعوب في ممارساتها لطقوس الأضاحي وتقديم القرابين. ولايزال الكثير- ولعلي واحد من هؤلاء- يعتقد أن سقوط شيء على الأرض وتعرضه للكسر أو التلف، أو جرح اليد بسكين أثناء تقشير فاكهة أوتقطيع اللحم مثلا، هو شكل من أشكال الدفع لضرر أكبر أو مصيبة كانت سوف تحل بصاحبها وقد دفع ثمنها بهذا القدر اليسير تلطّفا من الله ورحمة بعباده. وهي غالبا ما تكون مقرونة بعبارة: دفع الله ما كان أعظم، أو: ذهب الشر، راح الشر.
 
   وهذه الأضاحي غالبا ما ترتبط بطقوس دينية في مواسم الحصاد والخصب. وهي تظهر رغبة  الآلهة – كما تذكر الأساطير القديمة - في التناسل والحاجة لوجود الشريك الذي يرفع عنها الشعور بالوحدة. وفكرة أفلوطين- الذي ولد في مصر ودرس في الإسكندرية- في فلسفة الفيض تقوم على أساس هذا التصور. فإنّ أفلوطين يرى أن الواحد استشعر الحاجة للخروج من وحدته وعزلته، ففاض عنه وجود آخر وهو العقل الأول الفعّال... ولكن بالعودة الى الأساطير والقصص في الديانات المختلفة يمكننا  أن نستنتج أنّ رغبة هذه الآلهة بالتكاثريرجع في جوهره كما هو في تصوّر العقل البدائي الى شعور هذه الآلهة المزعومة بالخطر وحاجتها الى جنود وأعوان في نزاعاتها وحروبها المستمرة مع بعضها البعض. وكثيرا ما تتخذ هذه الآلهة شكل المظاهر الطبيعية بل لا تتورع في كثير من الأحيان في التحّول الى أشكان من الطبيعة الحيوانية وقد تكون هذه الحيوانات- التي مسخت الآلهة نفسها على صورتها خوفا وهربا من آلهة أخرى أشد بأسا منها- من أكثر الحيوانات ضعفا وقبحا في مظهرها الخارجي وكذلك في صوتها أحيانا.
 
    وبالعودة الى فكرة الأضاحي نجد في قصة النبي يونس عليه السلام شيئا من هذا المعنى إذا ما علمنا طبيعة الحياة الدينية والإجتماعية والأفكار الفلسفية المختلفة القائمة على فكرة الأضحية والقربان للآلهة التي كانت سائدة في ذلك العصر، لاسيّما في المنطقة الجغرافية التي كان يعيش فيها النبي يونس كما عيّنها لنا االمؤرخون والرواة. عندما عصف البحر بالسفينة وتلاطمت أمواجه، كان لابد وقتها من تدارك الأمر وتقديم قربان مناسب يدفع عن الباقين مصير الهلاك الذي بات يهدد الجميع. واقترع من في السفينة أن يختاروا شخصا يلقون به في  البحر الهائج لتسكين غضبه، فكانت القرعة تقع في كل مرة على يونس عليه السلام، ثم يقترعون أخرى رغبة منهم كما يقول الرواة أن لا يكون يونس هو الضحية. لكن القدر يأبى إلا إختياره. فصار في لجة البحر المتلاطم، فالتقمه الحوت.....
 
    وأشهر الأساطيرالإغريقة في هذا المجال هي قصة برومثيوس مع كبير الآلهة الأغريقية زفس. كانت الأضاحي التي تقدم الى الآلهة في الأعياد والمهرجانات الكبرى تطرح في النار في حشد من الفقراء. فيتضرع برومثيوس الى الآله زفس أن يكون للفقراء نصيب من هذه الأضاحي. لكنه تخطّى هذا المطلب عندما خدع  زفس. فقد ذبح بقرتين وأحرق قلبيهما ثم جعل اللحم في صرّة والعظم في صرّة أخرى، وقدم الصرتين الى زفس. ولما كانت الصرّة التي تحتوي على عظام البقرتين كبيرة الحجم، وقع كبير آلهة الإغريق في فخ برومثيوس واختار العظام، فكان اللحم من نصيب الإنسان.
 
    فقرر الإله زفس حرمان برومثيوس من فرحة الإنتصار هذه، فحجب النار عن البشر. لكن برومثيوس تقدم خطوة أخرى في تحديه عندما قام بسرقة النار. مما جعل كبير الآلهة ينزل به أقسى وأشدّ عقوبة يمكن أن تحكم بها الآلهة على المتمردين والعصاة، فقد ربطه الى جبل وسلّط عليه نسرا كبيرا يأكل من قلبه في دورة من العذاب المستمرّ. وبرومثيوس يترقّى في صموده الإسطورى أمام هذا العذاب المروّع، فينال أخيرا عطف زفس الممزوج بالإعجاب والإكبار لهذا الصمود الجبّار، فيحرره من قيده وينهي عذابه.
 
    وكان أبو القاسم الشابي قد استلهم من الدلالة الرمزية لهذه الإسطورة الخالدة واحدة من قصائده الشهيرة التي من أبياتها قوله: 
 
سأعيــش رغــم الــداء والأدواء           كالنسر فــوق القمــة الشمّــــاء
أرنو الى الشمس المضيئة هازئا          بالسحـب والأمطــار والأنــواء
لا أرمـق الظلّ الكئـيب ولا أرى           ما في قــرار الهــوة الســـوداء
وأسـير في دنيـا المشاعر حالمـا           غــردا وتلك سعــادة الشعـــراء
وأقــول للقــدر الذي لا ينثـنــــي           عــن حرب آمالي بكـــل بــلاء
لا يُطفيء اللهب المؤجج في دمي         موج الأسى وعواصف الأرزاء
النــور في قلبي وبين جوانحـــي           فعلام أخشى السير في الظلمـاء
إنّي أنا النــاي الذي لا تنتهــــــي           أنغامــــه مادام في الأحيــــــاء
إنّ المعــاول لا تهـــدّ مناكبــــــي          والنـار لا تأتــــي على أعضائي
فارموا الى النار الحشائش والعبوا         يا معشر الأطفال تحت سمائـي
 
 
   أما في تاريخنا الإسلامي فقد ذكر المؤرخون أنّ خالد بن عبد الله القسري والي الكوفة في العهد الأموي، صلّى صلاة العيد ثم صعد المنبر فخطب الناس وأنهى خطبته بقوله: انصرفوا وضحّوا بضحاياكم تقبل الله منّا ومنكم، فإنّي أريد اليوم أن أضحّي بالجعد بن درهم فإنّه يقول: وما كلّم الله موسى تكليما، ولا اتخذ الله إبراهيم خليلا، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا. ثم نزل وحزّ رأسه بالسكين في أصل المنبر!
 
 
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
توضيحات    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
*د يحيى
17 - نوفمبر - 2010
وهذا توضيح آخر    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
 
 
كل عام والمسلمون جميعا بخير إن شاء الله.
 
أشكرك أستاذي الجليل الدكتور يحيى على هذا التوضيح سواء كان موجها لي بالخصوص، أو أنه لعموم الفائدة لجميع الإخوة رواد الوراق وقرّائه الكرام.
 
لستُ بحاجة الى القسم بالأيمان الغليظة وإقامة الشهود على ذلك لا لأن قسمي مجروح لأسباب لا تخفى عليك ولا على كثير من الإخوة السراة وغيرهم، بل لأني لا أجد المسألة تستحق كل ذلك على الأقل من وجهة نظري.
 
ولكن من الواجب مادمتُ أكتب بطريقة قد يراها البعض فيها تعمد الإلتواء واستعمال الرمز وربما الغمز واللمز هنا وهناك بقصد ونيّة مبيّتة، أن أذكر مرة أخرى وقد قلتُ ذلك من قبل، لا يليق بمن يتصدّى للكتابة بكل أشكالها وفنونها أن يكون تابعا وإمّعة وبوقا لطائفة أو حزب أو داعية. أعرف أن من لا يفعل ذلك سوف يخسر ماديا ومعنويا ويتعرّض للضرر والأذى وغير ذلك مما لا يسع المقام ذكره.
 
هذه ضريبة يجب دفعها مقابل الحفاظ على شرفك وضميرك وقناعتك الخاصة ولو خاصمك الخلق أجمعين. هذا لا يعني أن من حقنا أن نقول مانشاء حتى ولوكان فيه إساءة الى الآخرين وجرح مشاعرهم والتجاوز على مقدساتهم والسخرية من معتقداتهم. هناك مسافة علينا جميعا أن نكون محتفظين بها هي الفيصل بين المباح والمحرم الممنوع. قد لا يكون ماهو ممنوع ومحرم في عقيدتي هو عندك كذلك. قد لا أحب ما تحب أو من تحب. ولكن عليّ احترام مشاعرك ومعتقداتك ورموزك.
 
من هنا قد تنفتح إشكالية لا يجوز العبور عليها من غير توضيح دفعا للإلتباس الذي بدأتُ مداخلتي أصلا لدفعه لا خوفا من تهمة أوارتباك من نقمة ناقم لا ينسجم معي في بعض المنطلقات التي يراها من زاوية وأراها من زاوية أخرى، كيف نتعلم أن نكون أحرارا دون أن نكون أغرّة، نسعى الى قول الحق بحكمة وتعقّل ولو كان غير مطابق لنفس الأمر. ومن يدّعي مطابقة ما عرفه بتعليم الآخرين، وما ورثه من أبويه ومن محيطه الإجتماعي ومن مدرسيه بتوجّهاتهم المختلفة ومن الكتب التي قرأها بناءا على توصية هذا الأستاذ أو ذلك الشيخ، من زعم مطابقة ذلك كله لنفس الأمر وجوهر الحق فهو مخطيء. بدليل أننا متعبدون بالدليل الظاهر لنا، وكما هو معلوم ليس كل ظاهر مطابق لحقيقته وحكمه الخارجي.
 
 أقول أمرا قد يبدو فيه شيء من التبجح، ولكن لا بدّ من ذلك. من حسن الحظ أم من سوءالحظ أني عشتُ وتعاملتُ مع أشخاص من أمم مختلفة، وأديان ومذاهب متعددة، وقبل هذا نشأتُ في أسرة بسيطة وأقارب فيهم الشيعي والسني والقومي العروبي والعلماني المنفتح على الجميع. لم أجد أحدا من أهلي يشتم آخر في خصومة فضلا عمن هم أعلى شرفا ومرتبة.
 
والشيء بالشيء يذكروهو من المضحكات المبكيات أنني من زمن بعيد كنتُ أردد قول نزار:
 
ماتت خيول بني أميّة كلّها      لم يبق إلا الصرف والإعراب
 
فقال أحدهم لي: كيف تقول هذا يا أموي!
 
وفي زمن قريب من ذلك الزمن كنتُ أجلس في أحد المقاهى عند زيارتي لأحد أقاربي وكنتُ أقرأ كتابا عن أم المؤمنين أظنه لعباس محمود العقاد. جلس الى جانبي أحد الشيوخ ونظر الى الكتاب ثم التفت اليّ وقال بارك الله فيك يابني، من أين أنت قلتُ من....
انكمش وانسحب من المكان قليلا وأخذ كما نقول باللهجة العراقية الدراجة: يحوص. ثم افرغ ما بجعبته وهو السؤال التقليدي المكررر:
لماذا يابني تشتمون أم المؤمنين عائشة!
قلتُ له: هل سمعتني أذكرها بسوء فضلا عن الشتم
قال: أنا لا أخصك أنت ولكن...
قلتُ: لم أسمع أحدا من أسرتي ولا من جيراني ولا من تربطني بهم صلة قرابة أو صداقة يقترفون ذلك.
قال هذا غير صحيح! ( لم يكن وقتها هذه الإجهزة الجامعة لوحدة المسلمين! فضائيات، انترنت.. ليريني بعيني العوراء! الجرم المشهود)
قلتُ: يا شيخ لا أنفي ذلك برمته، وإذا وقع فهو نادر لا يلتف إليه. ومع ذلك نحن بحاجة الى مزيد من الصبر والتعقل والأبتعاد عن التشنّج والدعوة بالحسنى
تبسّم الشيخ، وقال: مادام الأمر كذلك، جايك عليّ! أي سأدفع ثمن الشاي الذي شربتَه. من باب الملاطفة والمزاح. ثم طلب مني أن أصحبه الى منزله. وأهداني بعض الكتب القيّمة. وصرتُ أزوره في منزله كلّما سافرت.
 لعل الأسلوب أو الطريقة التي اتبعتها في كتابة هذا الموضوع لا يخلو مما يثير الريبة والشك فيما هو أكثر من تصوّر العداء للدولة الأموية، والأمر بصدق يخلو من كل ذلك.
 
يظهر أنّ البعض قد أثارته علامة التعجب واللون الأحمر، ولم يقشعر بدنه من الفعل نفسه والطريقة التي انتهكت حرمة اليوم والمكان واحترام مشاعر الحضور.
 
قد يقول هؤلاء: هذا الرجل مبتدع ضال زنديق. قد يكون كذلك، لكن المشكلة أن المتكلم أحمق، والحاكم جزّار. فالجعد بن درهم كان من نفاة الصفات عن الذات خوفا من الوقوع في القول بالشركة في القدم كما كان يظن أو يدعي. فهولا يريد نفي كلام الله أونفي الخلة، بل أراد القول بحدوث الكلام لا قدمه وكذلك الأمر فيما يتعلّق بالخلة. فالرجل أخطأ في التعبير، بل لا شكّ أنّه أساء الأدب. ولكن هكذا يؤدب الحاكم أو الوالي الرعيّة.
 
ولا أظن المجال يتسع للوقوف على كثير مما أحلتني إليه يا أستاذي الفاضل، وفيه الكثير الكثير. ولكن من باب التوضيح على التوضيح والعهدة على الكاتب الدكتور علي سامي النشّار بعد أن يتحدث عن الزنادقة والثنوية يقول:
 
ثم ظهر غنوصي عنيف، اعتنق الزندقة، اي الإيمان بالإثنين على صورة عنيفة. وهذا الغنوصي هو أبو سفيان بن حرب . لم ينتبه الباحثون الى سبب عداوته الكبرى وضنه المرير على الإسلام، سواء في جاهليّته أو بعد أن أرغم على اعتناق الإسلام غداة فتح مكة. أما السبب في ذلك فهو أنه كان في الجاهلية زنديقا. ونحن نراه يشهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الإزلام معه يستقسم بها. وكان كهفا للمنافقين، وكان يتشفّى في المسلمين إذ كشفوا بعض الكشف يوم اليرموك فلم يؤمن حتى بعروبته. الى أن يقول: حقا إنها- أي الدولة الأموية- قامت بفتوحات ممتازة، ولكن لم تكن غاية هذه الفتوحات في نظر الخلفاء نشر الإسلام، وإنما كانت غايتها توسيع رقعة مملكتهم وإغداق النعم والخيرات على قصورهم في دمشق. نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام. دار المعارف. الجزء الأول ص198
 
ولا يعنيني أن يكون أبو سفيان مؤمنا كما يرى البعض، أو منافقا كما يرى آخرون.ولستُ ممن يرى الناس ملائكة أو شياطين. من يوافقني في عقيدتي ومذهبي فهوملاك والمخالف شيطان. ولكن فقط أردت الإشارة الى أن هذه الطريقة لا توصل الى ثمرة نافعة في البحث الجاد. ولم يكن غرضي هو الإساءة الى بني أمية بدافع مذهبي كما يتبادر الى بعض الأذهان.
 
نتصارح ونختلف على قاعدة المحبة والإحترام إن شاء الله.
 
وفي كل الأحوال أنا أقبل جبينك يا أستاذ يحيى في هذا العيد المبارك.
 
واستغفر الله لي ولك.
 
 
*صادق السعدي
18 - نوفمبر - 2010
وأنا أخوك أقبّل عيونك ، وأهنئك بالعيد.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
أخي الفاضل  الأستاذ صادق: صاحب الذوق الصافي والأدب الرفيع......يشهد الله بأني أردت من توضيحي عموم الفائدة لجميع الإخوة رواد الوراق وقرّائه الكرام، وتقبلوا  تحياتي واحترامي.....
*د يحيى
18 - نوفمبر - 2010
من هو المثقف ؟؟    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
قال أحدهم في تعريفه :
 
إنه الذي يأتي إلى الناس ويستعير منهم الأسئلة، ثم يجيب عن أسئلتهم وحيداً»... فالمثقف هو الذي يقترب من الناس ويبتعد عنهم، تُؤنسه أسئلتهم ويأنس إلى إجاباته المفردة. لكنه، في الحالين، لا يعطيهم أجنحة ولا يصدر من فراغ.  قال بعض العارفين: «لو كانت الغالبية أرواحاً من ذهب، لبحث المثقف عن منفى من تراب»...

المثقف «ثوري» بالضرورة ضد سلطة الإجماع

*

سلطة العنف في مواجهة المثقف

 
وعيد مبارك سعيد  
          
 
*abdelhafid
19 - نوفمبر - 2010
ضحك بعد بكاء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
قصة نحرالجعد بن درهم؛ تضحية به بعد صلاة العيد، وتقربا من والي الكوفة إلى الله تعالى، والتي ذكرها الأستاذ صادق السعدي، قصة مفجعة مؤلمة مبكية لا شك في ذلك، ونرجو أن لا تكون صحيحة. وحتى نخفف من أثرها المؤلم في نفوسنا ، نذكر شبيها لها؛ لكن على وجه فقهي خيالي مضحك، مما قرأناه وما زلنا نحتفظ ببعضه في الذاكرة البعيدة:
طرح بعض متأخري الفقهاء سؤالا قالوا:
لو ان رجلا وقع على نعجة، فحملت منه ثم ولدت غلاما ذكرا.. وكبر الغلام وتعلم الدين، وأم بأهل قريته صلاة عيد الأضحى، فهل يجوز لهم التضحية به بعد صلاة العيد؟
 أجابوا:
يجوز لهم ذلك؛ قياسا على لحم أمه!
نقول: أما لحم أبيه( الإنسان) فلم يدخلوه في حساباتهم على الرغم من أن النسبة للأب هي السائدة . وهم لو نسبوه إلى أبيه لما جوزا التضحية والتقرب إلى الله به؛ ولكنهم ربما فضلوا أن لا يضيع ثواب التضحية هباء؛ فنسبوه إلى أمه وحدها.
 
*ياسين الشيخ سليمان
21 - نوفمبر - 2010
مقطع مضحك ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية طيبة أساتذي .
 
*abdelhafid
22 - نوفمبر - 2010

 
   أضف تعليقك