وقفـــة     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
الأستاذ أبو القاسم سعد الله ، من الأسماء القليلة التي ثارت ، ضمن ثلة من المثقفين الجزائريين ، ضد ما سمي " بإقصاء مصر من معرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة ، المزمع تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 27 أكتوبر إلى غاية 06 نوفمبر المقبل باذن الله. ولعل في هذه الوقفة إشارة إلى حاجة الأمة لمثقفيها وعلمائها لتبصير العامة بأواصر الوحدة التي لا يمكن لها أن تنفطر بداعي من كرة تتقاذفها الأرجل ، مثلما تتقاذف الأمم حاضرنا ومستقبلنا .... و إن كنت لا أريد أن أنكت جرحا ، بدأ يندمل منذ مدى قصيرة ، فليس من بد أن يبدي الواحد منا عجبه من خوض بعض الأوجه الثقافية المعروفة ، من هنا ومن هناك ، في خضم الفتنة التي قامت بين البلدين ، ممّن كنا نخالهم قادة رأي وحاملي قيم .... ولا يقتصر الأمر هنا على اتهام طرف على حساب آخر ، بل هو اختزال لمجتمع ولثقافة ولتاريخ ، في قوالب جاهزة خلناها ترقد ، مع أحكام المستشرقين القدامى والجدد ، في مزابل التاريخ ... غير أن سعيرها ما انفك يتقد تحت الرماد مع أبسط نفخة أو ريح .... ويبدو لي أن دور المثقفين والعلماء والمفكرين والكتاب في هذه اللحظات بالذات ، عظيم وضروري ، من باب فقه هذه النوازل والتعامل معها وترشيد العامة وإزالة سوء الفهم والأحكام المسبقة .... ولعل من أطرف ما أذكره ، حين قرأت رواية الخبز الحافي لكاتب المغري محمد شكري انتقاله بين المغرب والجزائر ، فيما يشبه انتقال الواحد منا من قرية إلى قرية مجاورة ، لا حدود تفرق ولا سلطة تردع ... ونتساءل اليوم ، كيف كان مثقفو السنوات الخوالي ، في ظل الاستدمار وقوى الرجعية (حتى أستعيد بعض المصطلحات المنسية) أكثر تقدما منا في وعيهم بتحديات الحاضر ، وفقههم للمرجعية التاريخية للأمة ولضرورات المستقبل .... مع التحية .... |