مجلس : علم الاجتماع

 موضوع النقاش : استكشاف السر المقصود من كتب الشيخ السبكي محمود    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 زهير 
23 - أغسطس - 2010

استكشاف السر المقصود من كتب الشيخ السبكي محمود

الشيخ محمود خطاب السبكي من كبار شيوخ الإسلام في العصر الحديث، له أتباع ومريدون ومساجد ومنتديات في مختلف انحاء مصر، ولد بقرية سبك الأحد، محافظة المنوفية عام 1858م ووفاته عام 1933م والكتاب في التحذير من أفكاره، وكان مؤلف الكتاب قد تتلمذ له مدة، وهو الشيخ مصطفى أبو سيف الحمّامي، من كبار تلامذة شيخ الإسلام مصطفى صبري، وقد قدم له بعض كتبه، وكان خطيبا مفوها شاعرا رقيقا، له ترجمة في (معجم البابطين للشعراء) وفي الأعلام للزركلي، ووفاته عام 1368هـ 1949م  وقد خمل ذكره بسبب كلامه المستهجن في شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (غوث العباد ببيان الرشاد) 

  وقد طبع كتابه 
(استكشاف السر المقصود من كتب الشيخ السبكي محمود) طبع بمطبعة الواعظ بالقاهرة غرة سنة 1336هـ وقد استوقفني في الكتاب فصل في غاية الأهمية يتعلق بالأحاديث التي تحذر من احترام صاحب البدعة أو السلام عليه وثواب من ينتهر صاحب البدعة والجريمة التي يرتكبها من يلاقيه بالبشر  قال: (ص30) رأيت سيدي يذكر في ذم البدع والتنفير منها ومن اهلها أحاديث كثيرة، بعضها لا تساعده الأحاديث الصحيحة ولا أصول الإسلام فراجعت بعض ذلك البعض في كتب الموضوعات فرأيته موضوعا مكذوبا على رسول الله (ًص) من تلك الأحاديث ما يصدر به كتبه سيدي وهو حديث: (من أعرض عن صاحب بدعة بغضا له في الله ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله تعالى في الجنة مائة درجة ومن سلم على صاحب بدعة أو استقبله بالبشر أو استقبله بما يسره فقد استخف بما انزل على محمد (ص):
من هذا الحديث المكذوب نشأ التقاطع بين أتباع الأستاذ وبين الأمة، فإن كل واحد من أولئك المريدين البسطاء يحب أن يكون في أرقى درجات الكمال في الإسلام، وحيث رأوا رسول الله (ص) وعد من يعرض عن صاحب البدعة بغضا له في الله أن يملأ الله قلبه أمنا وإيمانا. وبشر من انتهر صاحب البدعة بالأمان يوم الفزع الأكبر. ووعد من أهان صاحب البدعة بمائة درجة في الجنة يرتفعها على سواه، ورمى بالاستخفاف بدينه من سلم على صاحب البدعة أو استقبله بالبشر أو بما يسره. فمن ذا الذي لا يعرض عن جميع الناس ويبغضهم حتى يمتلئ قلبه أمنا وامانا وأي امرئ يصبر على انتهار المبتدعين إذا كان الأمان يوم الفزع الأكبر جزاءه، ومن يتأخر عن إهانة المبتدعين بكل ما في وسعه إذا كان يعتقد أنه بذلك يرتفع مائة درجة في الجنة، ومن ذا الذي يستطيع أن يحرك لسانه بالسلام على مبتدع أو يقابله بالبشر أو بما يسره وهو يعلم أنه إن فعل ذلك فقد استخف بالإسلام، ومن استخف بالإسلام كفر. فهو واجب عليه ألا يسلم ولا يبش في وجه الناس لئلا يقع في ورطة الكفر الذي يحبط عمله ويخلده في جهنم. يا سيدي الأستاذ الأمة ثلاثة وسبعون فرقة، كل فرقة منها تعتقد أن من سواها مبتدع، فإذا عملت بذلك الحديث المكذوب كل هذه الفرق قل لي بربك كيف تكون حال الأمة الإسلامية، إنها والله إذا طاوعته يا سيدي لتصبحن وقد ودعت الصفاء والعز والتقوى إلى غير تلاق. نعم تصبح كل طائفة تتربص لسواها لتثب عليها الوثبة التي تتقرب بها إلى الله تعالى فيكون الكل في النار.
سيدي: قل لي أليس مطلوبا منا أن نناظر المبتدعين ونبين لهم شؤم بدعتهم وخطاهم في عملهم واعتقادهم قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا أعرضنا عن أصحاب البدع وأبغضناهم وانتهرناهم وأهناهم ولم نسلم عليهم ولم نلقهم إلا بكل عبوسة: كيف نستطيع الاجتماع بهم والجلوس معهم ومناظرتهم حتى نزحزحهم عما هم عليه.
سيدي: إذا نحن فعلنا بهم كل ما تطلبه منا بذلك الحديث أليس يحصل بذلك تفرق في الكلمة وتباعد في الأجسام وحزازات وتحاقد في القلوب وعزمات من الفريقين على الإيذاء والنكاية، وإذا وصلت الأمة إلى هذه الحالة السيئة قل لي بربك أيصلون أيصومون أيحجون أيزكون، ايتفرغون لأي نوع من انواع العبادة (لا لا) بل ربما يكفرون بالله العظيم، وكثيرا كفر الغضب اهله.
لتعلم يا سيدي أن اتحاد الكلمة أصل جميع الخيرات كما أن انقسام الناس وتقاطعهم أصل كل الشرور، ومن تسبب في انشقاق العصا وتفرق الكلمة فقد تسبب في أكبر معصية يعصى بها الله تعالى بعد الكفر: فهل يا سيدي تريد أن تلصق كل هذه الشرور برسول الله (ص) وتوقع كل هذا الفساد باسمه ...إلخ


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
النزاع في معنى البدعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي لأستاذنا الغالي، وشكرا له على جميع ما يطرحه من مواضيع نستفيد منها فوائد جليلة،
وهذا ما لدي بإيجاز:
لو ان الذين يخشون من البدع اعتبروا الابتداع في الدين نفسه هو المردود، وأنه ضلالة هي وصاحبها في النار، لاقتصر الناس على القول بحرمة الابتداع في الدين، وما عدا ذلك يمكن عده من السنة الحسنة أو السنة السيئة . أما إن ظلوا يعتبرون كل ما استجد من الأفعال والأقوال مما لم يرد في عصر المسلمين الأوائل، ومما لا يمس أصول الدين ويمكن ان يمس بعض فروعه، بدعاً محرمة، فسوف يظل النزاع يطول وينتهي إلى الاختلاف المذموم . وهذا ما حصل ويحصل حتى الآن كما هو معلوم، وأضراره لا تخفى على كل ذي بصيرة.
أما الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التي تحث على فعل الخير بنظر بعض أهل الخير والصلاح ، أو تحث على نبذ الشر، فإنها ما لبثت محببة لديهم في الاستشهاد من يوم ما قام الخيرون الصالحون بالكذب على النبي(ص)؛ زاعمين بأنهم لا يكذبون عليه؛ وإنما يكذبون لأجله كما روي عن الكرامية.
بقي القول:
يظل إيراد الشيخ محمود السبكي حديثا ضعيفا أو موضوعا؛ نصرة لقمع البدع محل تساؤل. فالشيخ لا يمكن أن يفوته ضعف الحديث أو كذبه مثلما لم يفت  تلميذه الحمامي ، فماذا كان قصده إذن؟ هل قصد تحريض العامة على قمع من يرى أنهم أصحاب البدع والأهواء في زمنه بأي سبيل كان التحريض على القمع، ولذا جاء بالحديث المذكور، والذي يبدأ بالترغيب وينتهي بالتهديد والترهيب؟ أم كان يسعى لتكثير عدد أتباعه من انصار السنة المحمدية؟
لقد كان يكفي الشيخ ذكر ما ورد في الأحاديث الصحاح في باب البدع ، لكن تلك الأحاديث لا تتضمن من ترغيب العامة وترهيبهم ما تضمنه الحديث الذي ذكره.
وكذلك، هل من الجائز أن الشيخ كان متهما عند بعض الناس بالابتداع أيضا، فكان ما كان منه من تشديد النكير على المبتدعين ليرد التهمة عن نفسه، باعتباره طرق التصوف ليست ابتداعا؟ أقول هذا بعد أن طالعت شيئا من سيرة الشيخ ، رحمه الله وغفر له وإيانا،على الشبكة.
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
25 - أغسطس - 2010
نورتم مجالسنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر لكم أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان على مروركم الكريم وتعليقاتكم الثمينة والغالية هنا وهناك، وأتمنى أن يحظى هذا الملف بعنايتكم وملاحظاتكم فالقصد منه التركيز على أحاديث البدعة وذم صاحبها، وأنا شخصيا أستبعد أن يكون النبي (ص) قد تلفظ بأي منها أكرر شكري وامتناني أستاذي وكل عام وأنتم بخير 
*زهير
26 - أغسطس - 2010
الاتباع والابتداع    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.
 تحية طيبة أستاذيَّ الكريمين في هذا الملف ولكل سراة الوراق وزواره وبعد:
 لقد مَنَّ الله على هذه الأمة بأن أكمل لها دينها ــ أصولا وفروعا ــ فمن ابتدع شيئا ليس في
 الدين فكأنما رأى نقصا يكمله أو فراغا يسده.
 قال تعالى محذرا من اتباع الهوى: ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )
 وقال سبحانه: ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
   وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله) : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
منه فهو رد ” ، وفي رواية ” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” متفق عليه.

         وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: عن النبي، أنه قال: ” من رغب عن سنتي فليس مني ” . أخرجه البخاري.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله:( ” أنا فرطكم على الحوض ولَيَحْتَلِجن 
رجال دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ” . متفق عليه
 والله سبحانه حين خلق عباده كان أعلم بما يصلحهم وبما يصلح لهم ولم يكلف أحدا فوق طاقته فشرعه جل جلاله لا يزاد فيه ولا ينقص منه.
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (جماع الدين أمران: أن لا يُعبد إلا الله، وأن يُعبد الله بما شرع(.
*تركي
26 - أغسطس - 2010
أصول الدين وفروعه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي لأستاذينا الكريمين: الأستاذ تركي، والأستاذ زهير، ولجميع القراء الكرام،
لدي تعليق وجيز على قولكم أستاذنا تركي:
(( لقد مَنَّ الله على هذه الأمة بأن أكمل لها دينها ــ أصولا وفروعا ــ فمن ابتدع شيئا ليس في الدين فكأنما رأى نقصا يكمله أو فراغا يسده.))
قولي في مشاركتي السابقة: " ويمكن أن يمس بعض فروعه،" أود توضيحه. فما عنيته بالفروع هي الفروع التي يمكن الاجتهاد فيها، أما الأصول فلا اجتهاد فيها من جهة التصديق والإيمان بها ، مع أن الاجتهاد في فهمها وارد. وإذا كانت أصول الدين عند المسلمين هي ما ثبت بالدليل القطعي، وكانت الفروع دلالتها ظنية مثل الكثير من مسائل الفقه التي اختلف فيها العلماء، فلا مجال لوصم المجتهد في مثل هذه الحال بالابتداع المذموم .
أما الحديث المتفق عليه، وهذه واحدة مما ذكرته من صيغه المتعددة: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ، فهو حديث يصدق على أصول الدين وعقيدته الثابتة ؛ كالتوحيد، ونبذ الشرك، وتحريم الفواحش، وتحريم الربا...الخ . ومما يدل على ذلك أن النبي صلوات الله عليه أطلق على الدين اسم الأمر في قوله: " والله ياعم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه" أو كما قال. من هنا، فإن الابتداع في أصول الدين مصيره إلى النار هو وأصحابه.
وعلى ما سبق، فإن تفسير العلماء لقول سيدنا عمر بن الخطاب في قيام رمضان " نعمت البدعة هذه " بأن ما قصده من معنى البدعة هنا هو معناها اللغوي ، لهو تفسير معقول يبتعد عن معنى الابتداع في الدين كل البعد، ولا ينضوي تحت: " وكل بدعة ضلالة" .
 
*ياسين الشيخ سليمان
1 - سبتمبر - 2010

 
   أضف تعليقك