مجلس : التاريخ

 موضوع النقاش : كم كان التاريخ ظلما    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عبد الرحمن 
24 - أغسطس - 2010
لست شيعيا وانا اعلم ان كل من يتكلم عن ال البيت يتهم  بالتشيع حتى اصبح الكلام عن الدوحة الشريفة محط اتهام لا لشيء الا لان قوما اتخذوهم شعارا واصبح كل من يلفظ اسما من اسماء ال البيت يقذف ويهان ولكن موضوعي ليس الكلام عن هذه الطائفة او تلك انما الموضوع لماذا افل وخمد ذكر رجال ال البيت رضي الله عنهم في كتب الفقه والتفسير والحديث واشرق غيرهم ممن هوم دونهم في العلم والزهد اليس من المفترض ان  يكون الفقه والعلم عامة مشرقا باجتهادتهم وكلامهم ام ان الحصار السياسي الذي ظل لصيقا بهم قد انتقل ايضا الى  هذا العصر حتى  يومنا هذا  ما استطاع احد ان  يكتب كتابا مستقلا حول جهود ال البيت في الدعوة والعلم لا كتاب تاريخي ولا حتى فقهي والكل يخشى النقد من  ان  تلتصق به تهمة التشيع اين هو الانصاف وقول الحق.  ولله در الشافعي اذ يقول:
ان كان رفضا حب آل محمــد فليشهد  الثقــلان أني iiرافضي
 

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نبذ التعصب والمغالاة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحياتي أستاذ عبد الرحمن،
    حب آل بيت النبي (ص) يعمر قلب كل مسلم دون ريب، وكذلك حب أصحابه الذين هاجروا معه ، ونصروا دعوته ، ومنهم آل البيت بطبيعة الحال، والذين زكاهم الله تعالى في كتابه الكريم؛ إلا أن العداوة والبغضاء بين الشيعة والسنة ( وكلاهما ليسا على حق في تلك العداوة) هي ما جعلت كل فريق يهمل ذكر رجال الفريق الآخر من العلماء العاملين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. لقد كان الأحرى بالفريقين أن يضعا نصب أعينهما تحقيق وحدة المسلمين عامة، وأن يكون ذلك على قائمة أهدافهما المشتركة .
     ولم يقتصر أمر الخلاف على هذين الفريقين وحدهما، بل إن كل فريق منهما انقسم إلى فرق متنوعة ، وكل فرقة أخذت تنتقص من الفرق الأخرى. وهذا من أعجب الأمور.. فدين الإسلام شرعه الله ليكون دينا للإنسانية،ومع ذلك، فإن أصحابه يتنازعون دينهم في ما بينهم، وهم أقرب الناس من بعضهم بعضا.
    إن أخشى ما يخشاه المسلم الحق، والذي يمقت تعدد الفرق والطوائف، أن يكون قول الله تعالى  في سورة الأنعام:" إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء.." قولا ينطبق علينا نحن المسلمين ، سنة وشيعة وطوائف أخرى، كما انطبق على بعض أهل الكتاب في عهد النبي الأكرم .
هناك بصيص من أمل:
    من الفريقين هناك علماء مخلصون ممن يتطلعون إلى الوحدة العربية الإسلامية ، وهؤلاء نبذوا التعصب والمغالاة* ، وأحسوا بأنهم مسؤولون أمام الله إن هم قصروا في تحقيق الوحدة المطلوبة، فعسى الله أن يأخذ بأيديهم ويهديهم سواء السبيل. وكان من نتاج هذا الإخلاص في ما مضى أن قام الأزهر الشريف قبل ما يقرب من أربعين عاما بالاعتراف بالمذهب الفقهي الجعفري وتدريسه في الأزهر؛ نتيجة لجهود مشكورة بذلها علماء من الفريقين . ويبقى علينا نحن عامة الناس أن نخلص نوايانا لله وحده، وأن نزيد من اطلاعنا على أسباب تفرق المسلمين في القديم والحديث، وذلك لنستخلص العبرة، ونصحح ما انحرف لدينا من الفكرة على مر السنين، وأن نبتعد عن كل ما يثير الأضغان، وينشر الأحقاد، وأن ننظر إلى الخلاف بين بعضنا وبعضنا الآخر نظرة نقدية سليمة من التعصب وكيل الاتهامات، لعلنا نتقي الله في أنفسنا وفي أجيالنا القادمة.
ــــــــــــــــــــــ
*العالم الذي لا ينبذ التعصب، ولا يتقبل النقد البناء، ويحجر على غيره رأيه، ويلجأ إلى اتهام خصمه في نواياه بدل أن يقرع الحجة بحجة أقوى منها لا يمكن أن يعد عالما حقا، بل وإن ضرره أكثر من نفعه. وهذا النوع من العلماء هم من ساهموا ويساهمون في إذكاء نار الفتن والعداوات بين أبناء الأمة، وهم يظنون أنهم يخدمون الدين خدمة جليلة.
*ياسين الشيخ سليمان
27 - أغسطس - 2010
هل آل البيت الحاليون هم آل بيت رسول الله الحقيقيون؟    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
 
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
الحاليون يقولون بتحريف القرآن    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
صفحات من كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب وأقوال بعض علماء الشيعة فيه
                             
                             
                             
                             
                             
                             
     
  
  
  
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
كل مسلم مؤمن يتشرف برسول الله وآل بيته    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
أتشرف بآل بيت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنني لا أتشرف بالطعن على أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة ،رضي الله عنهم أجمعين، كما أنني لا أتشرف بالإصرار على نكاح المتعة ، وجعل الأئمة معصومين ، وأن أهل السنة نواصب مستحلو ( بفتح الحاء) الدم ، فضلاً عن الزيينبات !!!
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
اقرأ فتاوى الأحياء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 








بيان مكتب سماحة السيد السيستاني حول الإعتداء على مرقد الإمام الهادي عليه السلام

بيان مكتب سماحة السيد السيستاني حول الإعتداء على لبنان

متى زار السيد السيستاني مقام أمير المؤمنين عليه السلام آخر مرة

*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
المثال أفصح من المقال.... إلى هنا وأكتفي بهذا القدْر ... فهل هؤلاء ينسبون إلى بيت رسول الله ، ....؟    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وثائق خطيرة
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
نسِيت أن أقدم هديتي لأخي عبد الرحمن وأقول له : التاريخ لا يظلم ، بل نحن الذين يظلمون    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
http://www.11emam.com/vb/showthread.php?t=781
*د يحيى
29 - أغسطس - 2010
عندي سؤال وتعليق    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
هل بايع الإمام عليٌّ أبا بكر وعمر وعثمان اجتهاداً ؟ إذا كان نعم ، فهذا يعني أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام غيرُ معصوم ، مع أنني أشهد الله وملائكته والناس المؤمنين العاقلين غير المتعصبين أنّ الإمام علياً كرّم الله وجهه ،ورضي الله عنه، وعليه سلام الله بأنه معصوم مليون بالمليون؛ بدليل مبايعته أبا بكر وعمر وعثمان كانت وحياً له من رب العالمين.... ولا تنس أنّ علياً قد سمى ثلاثة من أبنائه باسم الخلفاء الراشدين : أبي بكر وعمر وعثمان ، ولا تنس أن عمر بن الخطاب كان يخاطب علياً بقوله : يا عماه ؛ بعد أن تزوج ابنته ( بنت علي): أم كلثوم. والسؤال نفسه مطروح على الأشهاد : هل بايع الحسن بن علي عليهما سلام الله معاوية ( كاتب الوحي) رضي الله عنه اجتهاداً أم عصمة ؟ الجواب عصمة ، فهو من أهل الكساء ! إذن ، الحسن بن فاطمة وعلي معصوم وأبواه معصومان : عليهم سلام الله ، والمعصوم أنى له أن يخطئ ، وإلا كذّبنا العصمة ، وأجبنا بالمبايعة بأنها كانت اجتهاداً.
 
اللهم جنبنا الكذب ، وكبّر عقولنا ، واهدنا في من هديت
*د يحيى
30 - أغسطس - 2010
مقال منقول ، وناقل الكفر ليس بكافر.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
                                                                                                                                                                                       صــراع فئــران " قـــم "
بينما تتصاعد وتيرة الحرب الكلامية بين مقتدى الصدر زعيم جيش المهدي وقيس الخزعلي زعيم جيش عصائب الحق بالعراق مما ينذر بحرب شوارع بين الفريقين تتداعى إلينا من ذاكرة التاريخ مشاهد ومواقف لابد من استرجاعها ...
 
من ذاكرة التاريخ ..


يعتبر عام 334 هجري من الأعوام المفصلية في مسيرة الأمة الإسلامية ، ذلك بأنه في ذلك العام تمكنت القوى الشيعية ممثلة في أمراء بني بويه من السيطرة على مقاليد الخلافة السنية العباسية في العراق لأول مرة ، وكان وصول الشيعة لكرسي السلطة والحكم نذيراً بانتشار الفوضى والخراب في العراق وما حوله ، إذ عمل أمراء البيت البويهي على تقاسم بلاد الإسلام فيما بينهم ، لينتهب كل واحد منهم خيرات الأقاليم التي وقعت تحت يديه ، وفتح المجال للجهر بالعقائد الشيعية الضالة ، وكتب سب الصحابة على جدران المساجد ، فاندلعت الحرب الطائفية العنيفة والدموية بين الأقلية الشيعية التي استقوت بسلطان بني بويه إخوانهم في الرفض والتشيع ، وبين الأغلبية السنية التي أبت أن تسمع وترى عقائد الشيعة الخرافية الضالة التي ينال منها الدين الإسلامي .
 
ومن الأمور اللافتة خلال تلك الفترة المشؤومة من حياة الأمة الإسلامية ، أن أمراء الشيعة لم يكتفوا فقط بقتال المسلمين السنة والجهر بالبدع والضلالات ، بل تقاتلوا فيما بينهم على الملك والسيطرة علي الأقاليم الغنية بثرواتها وخراجها ، حتى عم الخراب والدمار بلاد العراق وفارس وغرب خراسان من جراء ذلك الصراع الشيعي المقيت ، ففي سنة 364 هجرية استولى عضد الدولة البويهي على العراق وقبض على ابن عمه بختيار ، ثم أطلقه بعد توسط أبيه ركن الدولة ، ثم عاد فحاربه سنة 367 وأسره ثم قتله شر قتلة ، واستولى على حكم العراق ، ثم حارب عضد الدولة أخاه فخر الدولة سنة 369 وأخذ منه بلاد الري ، وفي سنة 376 تقاتل شرف الدولة مع أخيه صمصام الدولة واخذ منه بلاده وسمل عينيه ، ومع ذلك ظل صمصام الدولة في ملكه بعد موت أخيه ، وانقلب حرباً على باقي فروع البيت البويهي حتى أباد معظمهم ، ولكن بعد أن خربت بلاد العراق التي كانت جنة الأرض قبل أن يصلها الحكم الشيعي على يد البويهيين .
 
من هم العصائب ؟


العصائب هي حركة كما تفصح عن نفسها بأنها مقاومة للاحتلال الأجنبي للعراق الذي بدأ في إبريل عام 2003 ومؤسسها هو الشيخ قيس الخزعلي مع عدد من رجال وأتباع "الحوزة العلمية الناطقة" التي يقال إنها قد تصدت للمحتل وقد بدأت هذه الحركة بالعمل كمجاميع سرية عام 2004 ، والحركة تستمد منهجها ومبادئها من فكر المرجع الديني الشيعي محمد صادق الصدر الذي اغتيل في زمن الحكم السابق له عام 1999، وأعضاؤها هم النخبة من "جيش الإمام المهدي" الذي تأسس كتيار شعبي عقائدي رافض للاحتلال,وتصف العصائب نفسها بأنها من ((المقاومة الإسلامية الشيعية)) في العراق, وان لها أجنحة عسكرية, هي (( كتائب الإمام علي, وكتائب الإمام الكاظم , وكتائب الإمام الهادي , وكتائب الإمام العسكري))
 
الأساس في ظهور هذا التيار الشيعي الغالي في تشيعه كما يصفه أتباع مقتدى الصدر أنفسهم ، كان الخلاف بين مقتدي الصدر ، وقيس الخزعلي الذي كان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري ، فقد تباعدا منذ عام 2004 بعد معارك النجف وبغداد بين القوات الأميركية والعراقية من جهة، وجيش المهدي من جهة أخرى وبسبب وقف العمليات العسكرية من قبل مقتدى الصدر عام 2004، فانشق عنه قيس الخزعلي ، ليعلن بعد ذلك تأسيس عصائب أهل الحق مع عدد من قادة جيش المهدي من بينهم أكرم الكعبي وليث الخزعلي وحسن سالم ، وقد قرر الخزعلي أن يستغل حالة الخلاف الواسع بين مقتدى الصدر ونوري المالكي ، فدخل في حلف المالكي ، وأصبحت مليشيا الخزعلي عصا المالكي الغليظة التي يؤدب بها كل من يخالفه ، وقد سلطها في حرب شوارع عنيفة ضد الأحياء السنية ببغداد ، تحت ستار فرض الأمن والنظام ، كما استخدمها المالكي أيضاً في لعبة الموازنات مع الأمريكان والإنجليز ؛ من أجل تخفيف الضغوط الخارجية عليه ، والتي أخذت في التصاعد بداية من سنة 2007 ، بسبب الفساد الواسع النطاق الذي ضرب أجهزة حكومة المالكي ، وحمامات الدم التي لا تنقطع في شتى أنحاء العراق ، فقد كلف المالكي مليشيا العصائب بالقيام بعدة عمليات عسكرية ضد القوات الأميركية والبريطانية ونجحت العصائب في خطف وقتل أميركيين في عملية نوعية في كربلاء مطلع عام 2007 ، بدعم قوي من أجهزة المالكي الأمنية ، وهي العملية التي جعلت القوات الأميركية والبريطانية تسارع إلى إلقاء القبض على الخزعلي وعدد من قادة العصائب في البصرة من العام نفسه ، ليستغل المالكي هذه الفرصة أيما استغلال ، وبالتنسيق بين مخابراته وكوادر العصائب ، وفي سيارات رسمية تقوم مجموعة من العصائب بخطف الخبير البريطاني "بيتر مور" وأربعة من حراسه الإنجليز في 29 مايو من عام 2007 ولقد كشف بعد ذلك أن السبب وراء اختطاف هذا الخبير من داخل مبنى وزارة المالية، كان لإخفاء معلومات تتعلق بحالات فساد مالي في وزارة المالية تورط فيها مسؤولون عراقيون على ما يبدو، ذلك بأن الخبراء البريطانيين كانوا على وشْك إتمام برامج حاسوبية تشرف على التعاملات المالية وتكشف حجم التلاعب والسرقات والاختلاسات, وهذا ما تؤكده صحيفة الجارديان البريطانية، إذ إنها تعد العملية من التنظيم بدرجة "لا تستطيع سوى حكومة القيام بها"، بحسب الصحيفة.


وقد اعترف مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي بأن: (سبب اختطاف (مور)، له علاقة بوضع برنامج مالي يقوّض من حجم الفساد في وزارة المالية).
 
العلاقة بين هذه المليشيا وبين إيران علاقة قوية ومتينة شأنها في ذلك شأن سائر الجماعات الشيعية المسلحة في العالم الإسلامي، ولقد تولى حزب الله اللبناني تدريب كوادر العصائب على حرب الشوارع ، وإعداد الأمكنة ، ومهاجمة الأحياء المدنية ، والأهداف العسكرية على حد السواء ، وتدفق المال والسلاح الإيراني على الخزعلي ورفاقه ، وبمساعدة إيرانية تقنية قامت المليشيا الوليدة بإنشاء مواقع إلكترونية على شبكة المعلومات ، تولت مسألة الدعاية المكثفة للمليشيا ، وذلك بالزور والباطل ، بإدخال بعض التعديلات على عمليات المقاومة الإسلامية السنية بالعراق ، ثم نسبتها للمليشيا ، وتولت بعض الفضائيات العربية الإيرانية مثل المنار والكوثر وغيرهما الترويج لهذه العمليات المزورة ، والتأكيد على أن الاحتلال الأمريكي لا يخشى في العراق إلا من مليشيا العصائب ، و على الرغم من ذلك ظل اسم هذه المليشيا مجهولاً لكثير من العراقيين فضلاً عن غيرهم.
 
متى بدأ الصراع ولماذا ؟


ظل الخلاف بين مقتدى الصدر والخزعلي مكتوماً ، حبيس الصدور ، إيثاراً للمصلحة الشيعية العليا ، واستمراراً في منهجية التمكين لإيران في العراق إلى سنة 2009 ، حتى انفجر الخلاف بين الصدر والخزعلي بعد أن تفاوض الخزعلي من خلال وسطاء عراقيين حكوميين في سجنه على إطلاق سراح أكبر عدد من معتقلي جيش المهدي والعصائب مقابل الإفراج عن الرهائن البريطانيين ، فلم تعجب هذه المفاوضات الصدر وشعر أن الخزعلي يسحب البساط من تحت أقدامه ، فأفتى بحرمة خطف الأجانب والتفاوض مع الاحتلال وَفق بياناته، حتى لو كان لأجل إطلاق سراح معتقلين، فأفتى بفِسق كل من يفاوض في السجن ومن يخرج من السجن وفق تلك المفاوضات، ويقصد بذلك الخزعلي ورفاقه ، فخرج عن طوق الصدر من خرج من قادة سابقين وانضموا إلى الخزعلي الذي حصد شعبية كبيرة في مدينة الصدر شرقي بغداد المعقل الأكبر لمقتدى الصدر بسبب الاحتفالات الشعبية بإطلاق سراح المعتقلين فتحولت صور الخزعلي مكان صور الصدر الذي امتلأ قلبه غيظاً وحنقاً على الخزعلي .

 
وقد انتظر الصدر زيارة الخزعلي لإيران بعد إطلاق سراحه مطلع العام الحالي ليسلم الصدر القيادة ويعلن عودة العصائب لحضن جيش المهدي المجمد بأمر من الصدر، لكن الخزعلي كان نداً له منتشياً بالشعبية التي يحصدها في بغداد ومحافظات الجنوب. فما كان من الصدر إلا إصدار بيانات تتبرأ من العصائب بل حمّلهم الحرب الطائفية التي حدثت في العراق عام 2006 و2007. ونصح أتباعه بالابتعاد عن "الإثم الذي يتولد بمصاحبتهم ، ثم تلقى الصدر ضربة آخرى من الخزعلي أطارت صوابه ، إذ أعلن عبد الهادي الدراجي المتحدث الرسمي باسم التيار الصدري ، وأحد أهم وأخطر كوادره ، انشقاقه على الصدر وانضمامه للخزعلي ، فما كان من أتباع الصدر إلا تسيير تظاهرة كبيرة في مدينة الصدر في مارس من سنة 2010 تندد بالدراجي الذي وصفه أحد الهتافات بعميل الأميركيين.

 
لم يقف الصدر مكتوف الأيدي تجاه تنامي شعبية الخزعلي، إذ عمد إلى شق صف مليشيا العصائب ، ومول تيارًا معارضًا للخزعلي أطلق على نفسه " اليوم الموعود " الذي يرسل تهديدات متواصلة للخزعلي وقادة العصائب بالقتل والدمار إذا لم يتوبوا ويعودوا إلى التيار الصدري ، في حين يصف أتباع الصدر الخزعلي بالخارجي وأتباعه بالخوارج الذين لا تجوز صداقتهم حتى وفق آخر بيان من الصدر، ويرون أي خروج عن قيادة مقتدى الصدر الذي يرونه كوريث آل الصدر أشبه بالخروج عن الدين، وبالطبع هذا أمر يتماشى مع العقلية الدينية الشيعية التي تجنح لتقديس الأشخاص وتعظيمهم ، وهو أمر موروث منذ أيام أجدادهم الأوائل - الأكاسرة والفرس المجوس -.
 
صراع الفئران


وصل الخلاف بين الصدر والخزعلي مبلغاً يشير بقوة للوصول إلى المواجهة المسلحة ، والاحتكام لحرب الشوارع ، بعد تشبيه أتباع قيس الخزعلي بأتباع معاوية ابن أبي سفيان وَفق أحد بيانات الصدر مؤخراً. وهو تشبيه يبين مدى الهوة الكبيرة بين الصدر والخزعلي ، وأن الصدر قد حكم بتكفير الخزعلي ورفاقه ، ثم إن خشية الصدام تقترب، ما لم يتم تداركها، مع اقتراب الزيارة المليونية التي يقوم بها شيعة العراق مشياً على الأقدام نحو مدينة كربلاء ، بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الثاني عشر للشيعة المهدي المنتظر حسب معتقدات دين الشيعة الوضعي ، مما ينذر بصدامات وشيكة بين الفريقين ، في ظل محاولة كل فريق الاستئثار بالسيادة والسيطرة على بغداد ومحافظات الجنوب .
 
العجيب في هذا الصراع أن كلاً من الصدر والخزعلي مقيم بمدينة قم الإيرانية منذ فترة: الصدر منذ عدة سنوات ، والخزعلي منذ الإفراج عنه في أوائل السنة الحالية ، حيث تقوم إيران بتوجيه الرجلين الصغيرين في تحقيق أهدافها داخل العراق ، باستخدامهما كأداة ضغط على الساسة العراقيين ، لذلك لم يكن مستغرباً أن يلتقي نوري المالكي بالخزعلي خلال زيارته لإيران منذ عدة أسابيع ، وبعدها مباشرة يلتقي الصدر مع إياد علاوي ــ عدوه اللدود السابق ــ منذ أحداث النجف سنة 2004 ، وهي المقابلات التي وصفها المراقبون أنها من قبيل ملاعبة إيران لكل أطراف المشهد السياسي العراقي ، والإمساك بكل خيوط اللعبة الانتخابية في بلد لم يعرف الاستقرار والأمان منذ دخول الاحتلال إلى أراضيه .
 
فئران قم القابعين في جحور حوزتها العلمية بدعوى تلقي العلم ونيل الدرجات المتقدمة فيه ، قد انقلبوا في صراع محموم على زعامة الشارع الشيعي في العراق ، في ظل سذاجة وعدم أهلية عمار الحكيم رئيس الائتلاف الشيعي في العراق ، فالصدر يستعد للعودة للنجف من مقر إقامته في قم في إيران بحماية رسمية وموافقة أميركية ، فيما يبقى الخزعلي حذراً من العودة مواصلاً مفاوضاته من قم أيضاً عبر وساطات عراقية مع الجانبين البريطاني والأمريكي لضمان سلامته وأمنه كما هو الحال مع الصدر ، والمتوقع أن يحصل على هذه الضمانات ، و ذلك بضغوط متواصلة من المالكي الذي سيجعل من العصائب السوط الذي يضرِب به خصومه السياسيين ، بالاغتيال تارة وبالخطف تارة آخرى ، وذلك بغض النظر عن الطائفة والدين والتوجه السياسي ، ليبقى العراق في النهاية أسيراً للفوضى والصراع المقيت بين فئران إيران الذين استقوا في بلاد الخراب ، حتى صدقوا أنفسهم بأنهم زعامات ورجال .
*د يحيى
5 - سبتمبر - 2010

 
   أضف تعليقك
 1  2