مجلس : اللغة العربية

 موضوع النقاش : مكرِّر أم مكرور ؟    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صالح محمد 
25 - يوليو - 2010
السلام على الجميع
 
لوحظ مؤخرا  استخدام هاذين اللفظين بشكل ملتبس حتى غلب على كثير من الصحف استعمال لفظ " مكرور" للدلالة على تتابع الشيء وتكراره ، إلا أن هذا لا يزال محل نقاش في أيهما أصح ، وصار بيت كعب بن الزهير الذي قال فيه :
وما أرانا نقول إلا مُعارًا .... ومُعارًا من قولنا <مكرورًا>
منطلقا للنقاش في اللفظين ، صرت أنا في حيرة لمعرفة أيهما أصح في اللغة .
على أمل أن يشاركنا فطاحل اللغة مشكورين
 
وسلامي  


*عرض كافة التعليقات
شرح الخطبة:
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
جواب + فائدة عن ( المثاني).    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
يُصاغ اسم المفعول من الفعل المبني للمجهول، نحو : شُدّ الحبلُ ، فهو مشدود . و لكن هل نقول : كُرّ الموضوع ، فهو مكرور ؟
وسأترك الأخ السائل ، والسادة القراء إنعام النظر في ما يأتي ؛ لأن المثال أفصح من المقال :
 
* كرر (لسان العرب)
الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.
والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّا وكُروراً وتَكْراراً: عطف.
وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك الفرس.

وكَرَّرَ
الشيء وكَرْكَره: أَعاده مرة بعد أُخرى.
والكَرّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّات.
ويقال: كَرَّرْتُ عليه الحديث وكَرْكَرْتُه إِذا ردّدته عليه.
وكَركَرْتُه عن كذا كَرْكَرةً إِذا رَدَدْته.
والكَرُّ: الرجوع على الشيء، ومنه التَّكْرارُ. ابن بُزُرجٍ: التَّكِرَّةُ بمعنى التَّكْرارِ وكذلك التَّسِرَّة والتَّضِرَّة والتَّدِرَّة. الجوهري: كَرَّرْتُ الشيء تَكْرِيراً وتَكْراراً؛ قال أَبو سعيد الضرير: قلت لابي عمرو: ما بين تِفْعالٍ وتَفْعال فقال: تِفْعالٌ اسم، وتَفْعالٌ، بالفتح، مصدر.
وتَكَرْكَرَ الرجلُ في أَمره أَي تردّد.

والمُكَرر
من الحروف: الراء، وذلك لأَنك إِذا وقفت عليه رأَيت طرف اللسان يتغير بما فيه من التكرير، ولذلك احْتُسِبَ في الإِمالة بحرفين
 
·       كرر (الصّحّاح في اللغة)

والكَرَّةُ: المَرَّةُ، والجمع الكَرَّاتُ، والكَرَّتانِ: القَرَّتانِ، وهما الغداةُ والعَشِيِّ، لغةٌ حكاها يعقوب
(مقاييس اللغة)
وفي الحديث: "إذا عَلَّهُ ففيه القَود"، أي إذا كرَّر عليه الضَّربَ.
 
 
ثني (لسان العرب)
 
" وقوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ المثاني من القرآن: ما ثُنِّيَ مرة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل لها مَثَانٍ لأَنها يُثْنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل ركعة؛ قال أَبو الهيثم: سميت آيات الحمد مثاني، واحدتها مَثْناة، وهي سبع آيات؛ وقال ثعلب: لأَنها تثنى مع كل سورة؛ قال الشاعر: الحمد لله الذي عافاني، وكلَّ خيرٍ صالحٍ أَعطاني، رَبِّ مَثاني الآيِ والقرآن وورد في الحديث في ذكر الفاتحة: هي السبع المثاني، وقيل: المثاني سُوَر أَوَّلها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المِئِين؛ قال ابن بري: كأَن المِئِين جعلت مبادِيَ والتي تليها مَثاني، وقيل: هي القرآن كله؛ ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت: مَنْ للقَوافي بعدَ حَسَّانَ وابْنِه؟ ومَنْ للمثاني بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ؟ قال: ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، من المثاني مما أُثْني به على الله تبارك وتقدَّس لأَن فيها حمد الله وتوحيدَه وذكر مُلْكه يومَ الدين، المعنى؛ ولقد آتَيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله عز وجل وآتيناك القرآن العظيم؛ وقال الفراء في قوله عز وجل: اللهُ نَزَّلَ أَحسَن الحديث كتاباً مُتشابهاً مَثانيَ؛ أَي مكرراً أَي كُرِّرَ فيه الثوابُ والعقابُ؛ وقال أَبو عبيد: المَثاني من كتاب الله ثلاثة أَشياء، سَمَّى اللهُ عز وجل القرآن كله مثانيَ في قوله عز وجل: الله نزل أَحسن الحديث كتاباً متشابهاً مَثاني؛ وسَمَّى فاتحةَ الكتاب مثاني في قوله عز وجل: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"؛ قال: وسمي القرآن مَثاني ؛لأَن الأَنْباء والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فيه، ويسمى جميع القرآن مَثانيَ أَيضاً؛ لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. قال الأَزهري: قرأْت بخط شَمِرٍ قال روى محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبد الله أَن المثاني ستٌّ وعِشرون سورةً وهي: سورة الحج، والقَصص، والنمل، والنور، والأَنفال، ومريم، والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحِجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإِبراهيم، وص، ومحمد، ولقمان، والغُرَف، والمؤمن، والزُّخرف، والسجدة، والأَحقاف، والجاثِيَة، والدخان، فهذه هي المثاني عند أَصحاب عبد الله، وهكذا وجدتها في النسخ التي نقلت منها خمساً وعشرين، والظاهر أَن السادسة والعشرين هي سورة الفاتحة، فإِما أَن أَسقطها النساخ، وإِمّا أَن يكون غَنيَ عن ذكرها بما قدَّمه من ذلك ،وإِما أَن يكون غير ذلك؛ وقال أَبو الهيثم: المَثاني من سور القرآن كل سورة دون الطُّوَلِ ودون المِئِين وفوق المُفَصَّلِ؛ رُوِيَ ذلك عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس، قال: والمفصل يلي المثاني، والمثاني ما دُونَ المِئِين، وإِنما قيل لِمَا ولِيَ المِئِينَ من السُّوَر مثانٍ لأَن المئين كأَنها مَبادٍ وهذه مثانٍ، وأَما قول عبد الله بن عمرو: من أَشراط الساعة أَن توضَعَ الأَخْيار وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَن يُقْرَأَ فيهم بالمَثناةِ على رؤوس الناسِ ليس أَحَدٌ يُغَيّرُها، قيل: وما المَثْناة؟ قال: ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله كأَنه جعل ما اسْتُكتب من كتاب الله مَبْدَأً وهذا مَثْنىً؛ قال أَبو عبيدة: سأَلتُ رجلاً من أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد عرَفها وقرأَها عن المَثْناة فقال إِن الأَحْبار والرُّهْبان من بني إِسرائيل من بعد موسى وضعوا كتاباً فيما بينهم على ما أَرادوا من غير كتاب الله فهو المَثْناة؛ قال أَبو عبيد: وإِنما كره عبد الله الأَخْذَ عن أَهل الكتاب، وقد كانت عنده كتب وقعت إِليه يوم اليَرْمُوكِ منهم، فأَظنه قال هذا لمعرفته بما فيها، ولم يُرِدِ النَّهْيَ عن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسُنَّتِه وكيف يَنْهَى عن ذلك وهو من أَكثر الصحابة حديثاً عنه؟ وفي الصحاح في تفسير المَثْناةِ قال: هي التي تُسَمَّى بالفارسية دُوبَيْني، وهو الغِناءُ؛ قال: وأَبو عبيدة يذهب في تأْويله إِلى غير هذا.
والمَثاني من أَوْتارِ العُود: الذي بعد الأَوّل، واحدها مَثْنىً. اللحياني: التَّثْنِيَةُ أَن يَفُوزَ قِدْحُ رجل منهم فيَنجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إِليهم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ، والأَول أَقْيَسُ
(* قوله «والأول أقيس إلخ» أي من معاني المثناة في الحديث)..."..
 
 
 
 
*د يحيى
27 - يوليو - 2010
التتمة    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
" بيت كعب بن الزهير الذي قال فيه :
وما أرانا نقول إلا مُعارًا .... ومُعارًا من قولنا <مكرورًا"
 
اقرأ شعر المتنبي :
فِراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ     وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ
وَمَا مَنزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ     إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً     منَ الضّيمِ مَرْمِيّاً بها كلّ مَخْرِمِ
رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ     عَلَيّ وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ
وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ     بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ
فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ     عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ
 
       عدوك مذموم بكل لسان ** ولو كان من أعدائك القمران
       ولله سِرٌّ في علاك وإنما ** كلام العدى ضربٌ من الهذيانِ
 
أنت ترى أن الصواب : مذموم ، من الفعل المبني للمجهول: ذُمّ.
 وقولهم : (مكرور ، ومُذَمَّم،....) من ضرائر الشعر..... ذلك بأن الشاعر مدلل، يجوز له مالا يجوز لغيره.
 
 
*د يحيى
27 - يوليو - 2010
هل اللفظان صحيحان؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 وعيلكم السلام ورحمة الله، وتحياتي للأستاذ صالح محمد، ولشيخي العزيز،أبي بشار،
" على أمل أن يشاركنا فطاحل اللغة مشكورين "
مما جاء في معجم الغني:
فِطَحْلٌ - ج: فَطَاحِلُ. 1."أَخَذَهُ الْفِطَحْلُ" : السَّيْلُ الْعَظِيمُ. 2."مِنْ فَطَاحِلِ الْعُلَمَاءِ" : مِنْ عُظَمَائِهِمْ، مَنْ كَانَ نَاراً عَلَى عَلَمٍ، أَيْ مَشْهُوراً.أ.هـ
وعليه، فإن صفة الفِطحل تطال، دون شك، سيبويه، والكسائي، وابن جني، ومن لف لفهم من العلماء المشاهير في القديم وفي الحديث؛ ومع ذلك، فإني أجيب بما طالعته في معجم الغني، وبما طالعته من الأشعار في الموسوعة:
 جاء في معجم الغني أيضا:
مُكَرَّرٌ، ةٌ - [ك ر ر]. (مفع. من كَرَّرَ). 1."رَقْمٌ مُكَرَّرٌ": مَكْرورٌ، مُعَادٌ. "فِكْرَةٌ مُكَرَّرَةٌ". 2."نَفْطٌ مُكَرَّرٌ" : مُصَفّىً.
مُكَرِّرٌ، ةٌ - ج: ـون، ـات. [ك ر ر]. (فا. من كَرَّرَ). 1. "مُكَرِّرٌ سُؤَالَهُ" : مُعِيدُهُ مَرَّةً ثَانِيَةً أَوْ أَكْثَرَ. 2. "تِلْمِيذٌ مُكَرِّرٌ" : كَرَّرَ السَّنَةَ الدِّرَاسِيَّةَ.أ.هـ
أبيات شعرية تراثية وردت فيها كلمة:" مكرور":
البيت المار ذكره، في الموضوع، وكرره شيخي يحيى في تعليقه ، لكعب بن زهير(ت26هـ)، ورد ذكره في " العقد الفريد ":
ما نرانا نقول إلا مُعارا= أو مُعادا من قولنا مكرورا
وفي اختيار الموسوعة الشعرية:
ما نرانا نقول إلا رجيعا = ومعادا من قولنا مكرورا
وفيها أيضا:
الطرماح (ت125):
قَليلَ التَواني بَينَ شَرخَي مُرَكَّنٍ         وَأَغبَرَ مَكرورِ المَآسِرِ مُجنَحِ
ابن الرومي( ت283):
يقودك مكرور التجاريب نحوه = وهل تجتوي شهداً تجاريبُ طاعم
البحتري (ت284):
إذا كرّت الآمال فيه تلاحقت = مواهب مكرور الأيادي مُعادها
مهيار الديلمي (ت428):
على كلّ يوم طارفِ الحسن طارفٌ         لها غيرُ مكرورٍ ولا برجيعِ
ولقد بحثت عن كلمة " مكرر" في أشعار الموسوعة من مختلف العصور، فوجدتها وقد بدأ استعمالها في العصر العباسي؛ في الأشعار، وفي كتب الأدب ، وفي كتب التراث الدينية ، ولم أجد كلمة" مكرور" إلا في أبيات الشعر المذكورة آنفا، فما تفسير ذلك؟
أرجو من شيخي، الذي ذهب إلى الضرورة الشعرية في تعليله، أن يبدي رأيه في ما ذكره معجم الغني.
*ياسين الشيخ سليمان
29 - يوليو - 2010
أهلاً بكم ومرحباً    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
كلمة (مكرور) ليست فصيحة إذا كانت بمعنى (مكرر) ، أما مكرور فلها معان ، وأمامكم النص الذي تصدر جوابي من قبل وأعيده لكم:
* كرر (لسان العرب)
الكَرُّ: الرجوع. يقال: كَرَّه وكَرَّ بنفسه، يتعدّى ولا يتعدّى.
والكَرُّ: مصدر كَرَّ عليه يَكُرُّ كرًّاً وكُروراً وتَكْراراً: عطف.
وكَرَّ عنه: رجع، وكَرّ على العدوّ يَكُرُّ؛ ورجل كَرَّار ومِكَرّ، وكذلك الفرس.....".
 
أما إذا استعملت مكرور بمعنى مكرر ، فأقل ما يقال عنها خطأ صرفي ، أو ضرورة لجأ إليها الشاعر....كما رأينا كلمة ( مذمم...)
أما معجم الغني ، فمن صانعه ؟
 
تنبيه : من العجب أنك ترى المختص يقول: يبنى اسم المفعول من الفعل المبني للمجهول ، ثم يضبط الفعل ( كرَرَ) مبنياً للمعلوم ، وهذا خطأ ، كما ذكر الإخوان في موقع ملتقى الحديث.
*د يحيى
29 - يوليو - 2010
تحياتي لشيخي العزيز،    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الظاهر يا شيخي، أنك لم تطالع "مُذمّم" في المعاجم لترى ما ذكرته عنها، فحكمت على هذه الكلمة بأنها إما فيها خطأ صرفي، أو بأنها ضرورة شعرية؛ اعتمادا على ظنك بأن صياغة اسم المفعول تتم فقط من الفعل المبني للمجهول. 
في لسان العرب: ورجل مُذمّم أي مذموم جدا( وكذلك في الصحاح) . وهذا مكان مُذمّم . محرم له ذمة وحرمة.
  :
مُذَمَّمٌ، ةٌ - [ذ م م]. (مفع. مِنْ ذَمَّمَ). 1."وَلَدٌ مُذَمَّمٌ" : مَذْمُومٌ، مُصَابٌ، مَلُومٌ. 2."مَكَانٌ مُذَمَّمٌ" : ذُو حُرْمَةٍ.
 مَذْمُومٌ، ةٌ - ج: ـون، ـات. [ذ م م]. (مفع. مِنْ ذَمَّ). "رَجُلٌ مَذْمُومٌ" : مَعيبٌ عَلَيْهِ، وَمَلُومٌ.
وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (قرآن).
في ديوان الأدب للفارابي(خال الجوهري صاحب الصحاح):
ورجلٌ مُذَمَّمٌ، أي: مَذْمومٌ جدّاً. وزَمَّمَ الجِمالَ، أي: زمَّها، شُدِّدَ
للكَثْرةِ.
 اشتقاق اسم المفعول:
الذي أعرفه أن اسم المفعول يمكن أن يشتق من المبني للمجهول ومن غير المبني للمجهول. وانقل لحضرتك  من واحد من المنتديات ما يلي:
يقول الأستاذ عباس حسن في المجلد الثالث من النحو الوافي :
" يصاغ - يقصد اسم المفعول - قياسا على وزن " مفعول " من مصدر الماضي الثلاثي المتصرف؛ مثل : " محفوظ" و " مصروع"من " صَرَعَ " و " منسوب " من " نَسَبَ " و" معلوم " من " عَلِمَ" و " مجهول" من " جَهِلَ" و " معروف " من " عَرَف". ومثل " محمود " من "حَمِدَ".
ويصاغ قياسا من مصدر الماضي غير الثلاثي بالإتيان بمضارعه وقلب أوله ميما مضمومة مع فتح ما قبل الآخر.
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
30 - يوليو - 2010
يا أستاذ ياسين المحترم ! إلا النحو    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
1- قلتم : "الذي أعرفه أن اسم المفعول يمكن أن يشتق من المبني للمجهول ومن غير المبني للمجهول...".
* في المعجمات: يذكرون الفعل المبني للمعلوم ؛ نحو: كَتَبَ ، كاتب، مكتوب، ولكنْ سيبقى اسم المفعول مشتقاً من الفعل المبني للمجهول إلى يوم القيامة . لماذا يا أستاذ ياسين ؟ لأنّ عمله كعمل الفعل المبني للمجهول؛ إذ يرفع نائب الفاعل ، قال الله ، عز وجل: " ذلك يومٌ مجموعٌ له الناسُ" (هود/103) ، ف( مجموع) :صفة مرفوعة ل(يوم)وهو اسم مفعول من الفعل المبني للمجهول: جُمِعَ ...و (الناسُ) نائب فاعل لاسم المفعول ( مجموع). وأهل النحو يقولون : إنّ اسم المفعول عمِل هنا ؛ لاعتماده على موصوف ، وهو ( يوم).
شاهدٌ آخَرُ للنابغة الذبياني:
ألم أُقسِمْ عليكَ لَتُخبِرَنّي ** أمحمولٌ على النعش الهُمامُ ؟
ما إعراب ( الهُمام) ؟ الجواب : نائب فاعل لاسم المفعول ( محمول) الذي لا يُصاغ إلا من الفعل المبني للمجهول...وقد عمِل هنا ؛ لاعتماده على الاستفهام.
وهكذا ، فإنّ من ظن أن اسم المفعول يصاغ من الفعل المبني للمعلوم ، فقد أخطأ ! لماذا؟ لأن المعلوم يطلب فاعلاً.
2- في قول عنترة:
لما رأيت القوم أقبل جمعهم** يتذامرون كررتُ غيرَ مذمم
إذن ، عنترة كر في ميادين الحرب والطعان غير مذموم جداً. هل هذا هو المعنى؟
يبدو أنك لم تطالع ما حرره الشيخ أحمد شاكر عن الكلمة! وسأحاول البحث عن قوله بفصه ونصه إن شاء الله رب العالمين.
أمّا اعتمادك على ( غني) في معجمه ، فأنا لا آخذ به تاركاً البحر...
وأما نص عباس حسن أريدك أن تعيد قراءته مرة أخرى.
 
*د يحيى
31 - يوليو - 2010
يحيى الفقير يقول مسؤولاً عن كلمته:    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم
 
"وأما نص عباس حسن أريدك أن تعيد قراءته مرة أخرى".
هذه عبارتي الأخيرة ، فأنا لم أربط الجواب بالفاء ؛ لأنّ هذا الأسلوب قد ورد في بعض أحاديث المصطفى ، صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ذكرها النحْوي العلامة ابن مالك ، رحمة الله عليه.
وكان قصدي من إعادة القراءة؛ لتصويب الأفعال المبنية للمعلوم إلى المبنية للمجهول . وأشكّ أن تقع من الأستاذ عباس حسن ، ولعلها من الطابع ، والله تعالى أعلم.
*د يحيى
31 - يوليو - 2010
أمّا بعد ، ما بال أقوام....    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏أخبرنا ‏مالك ‏عن ‏هشام بن عروة عن ‏أبيه ‏عن ‏ ‏عائشة ‏‏رضي الله عنها ‏قالت: 
‏جاءتني ‏ ‏بَريرة ‏ ‏فقالت كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقلت إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت ‏ ‏بريرة ‏ ‏إلى أهلها فقالت لهم فأبوا ذلك عليها فجاءت من عندهم ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جالس فقالت إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم فسمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرت ‏ ‏عائشة ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما ‏ ‏الولاء لمن أعتق ففعلت ‏ ‏عائشة ‏ ‏ثم
قام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الناس فحمِد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مِئة شرط قضاء الله أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ". 
حرَص الإسلام كل الحرص على حرية الإنسان، وحارب الاسترقاق، وحث على تحرير الرقاب وعتقها، وأوجبه في مواطنَ كثيرة، ومنع طرق الاسترقاق إلا طريقاً واحداً، وهو طريق الجهاد، على حين فتح أبواب العتق، وعددها، ونوعها، وجعل لها أحكاماً، ومن أسباب العتق التي شرعها الإسلام المكاتبة.
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقال المصنف رحمه الله تعالى: [ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني بَريرة ، فقالت: (إني كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني، فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم ويكون ولاؤك لي فعلت، فذهبت بَريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقالت: إني قد عرضتُ ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق، ففعلت عائشة رضي الله عنها، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، ما بال رجال يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله تعالى؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مِئة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق) متفق عليه، واللفظ للبخاري ، وعند مسلم قال: (اشتريها وأعتقيها واشترطي لهم الولاء) ]. هذا الحديث يعد من أمَّات الأحاديث: صيغةً، وأحكاماً، وتشريعاً، وكما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها: كان في بريرة ثلاث سنن، وبريرة كانت مزوجة برجل اسمه مغيث وكان يحبها، وكان مملوكاً، وهي مملوكة فعتقت بعد أن اشترتها عائشة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانت مملوكة تحت مملوك: متعادلان، والآن أصبحت حرة، وهو مملوك، فهنا اختل التوازن واختل التعادل، والكفء يجب أن يكون مكافئاً لزميله، والعبد لا يكافئ الحرة، لكن نظراً للعقد المتقدم، قال لها: (أنت لك خيار، إن شئت بقيت على عقدك مع المملوك، وإن شئت فسخت نكاحك بالحرية). فاختارت نفسها، فكان مغيث يتبعها في الطرقات ويبكي، يدريها أن ترد نفسها إليه، فبلغ ذلك الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: (يا بريرة ! انظري لحال مغيث -فعلمتنا الأدب- فقالت: يا رسول الله! أشافعٌ أنت أم آمِر؟) انظر الأدب: تشفع لـمغيث عندي، وتكون شفيعاً، والشفيع قد تقبل شفاعته وقد ترد، أو آمر لي بالعودة إليه، والأمر يقتضي الوجوب، (أشافع أنت أم آمر؟ -ماذا قال لها؟- قال: لا، أنا شافع)، فقالت: (لا حاجة لي فيه) وقولها هذا يساوي: أرد شفاعتك، لكن بأدب. ......
 
 
هذا الحديث النبوي الشريف، من الأحاديث العظيمة، وقد اشتمل على العديد من الأحكام، وخاصة: الشروط في البيع، وما يتعلق بالمكاتبة، وبيع المكاتب، وحكم الولاء، والاشتراط فيما لا يوافق كتاب الله إلى آخره، وقد ذكر ابن حجر رحمه الله -مؤلف كتاب فتح الباري-: أن بعض العلماء عني بهذا الحديث وذكر ما يستنبط منه، فذكر عن ابن خزيمة أنه ذكر فيه مئة مسألة، و ابن خزيمة : ذكر عن غيره أنه قال: اشتمل على أربع مئة مسألة فقهية، وهل بعضها يتداخل مع بعض أو لا يتداخل؟ الذي يهمنا شدة عناية العلماء بهذا الحديث. والواقع أنه جدير بذلك، ونمضي مع هذا السياق كلمة كلمة، فهنا يقول المؤلف رحمه الله: عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (جاءتني بَريرة) مجيء بريرة من بيت أهلها إلى بيت عائشة فيه كلام؛ فـبريرة أمة وجارية وكانت تخرج لخدمةعائشة قبل مكاتبتها لأهلها، فهي تعرف عائشة من قبل، وهي التي قالت -حينما خاض الناس في حديث الإفك وسأل النبي صلى الله عليه وسلم علياً فقال: سل الجارية تخبرْك- قالت: والله! إنها لجارية، ولا أعيب عليها إلا أنها تعجن العجين وتنام عليه، حتى تأكله الدواجن، يعني صغيرة لا تدري عن شيء، فلما كاتبت أهلها قامت تسعى.
( من موقع رسول الله ، صلوات ربي وسلامه عليه).
*د يحيى
31 - يوليو - 2010
الوداع    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
*د يحيى
31 - يوليو - 2010
وداع من بعده لقاء قريب إن شاء الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
عنوان تعليق شيخي يحيى المحترم: " إلا النحو" ذكرني بـ " إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" التي حفلت بها الشبكة العنكبوتية إبان اعتديَ على شخصية الرسول الأكرم بالرسوم المسيئة، فقلت لنفسي: الرسول يبلغ رسالة من الله إلى الناس، وعلم النحو والصرف والاشتقاق وغيرها من العلوم الإنسانية رسالة من الناس إلى الناس، وتابعت قائلا: شتان* بين إلا وإلا . هذا، وإني أشكر شيخي على فضله، فتعليقاته جعلتني أسرح بناظري وبعقلي على الشبكة؛ أطالع ما تذكره في الاشتقاق اللغوي العربي ، وقد استفدت منها كثيرا، وراجعت معلومات كانت لدي منسية أو شبه منسية.
إن علم النحو نظرية وضعها علماء اللغة؛ معتمدين فيها على الاستقراء والقياس. وما دامت نظرية، فهي محل للأخذ والرد، وعرضة للاتفاق في بعضها والاختلاف في بعضها الآخر بين النحاة، وعرضة لأن تساير هذا العصر وكل عصر، مثلما سايرت عصورا خلت. وهذا أمر طبيعي جدا. فاللغة كائن حي كما قالوا، والخلافات النحوية أمرها مشهور، ومدارس النحو صيتها ذائع ، وكل مدرسة خالفت الأخرى في بعض أمور هذا العلم كما هو معروف لدينا جميعا، بل إن من أصحاب المدرسة الواحدة نفسها من خالف بعضهم بعضا. المهم أن الخلاف في أية نظرية أمر جائز وواقعي، وربما يثري العلومَ الخلافُ فيها . أما اشتقاق اسم المفعول من المصدر، أو من الفعل الماضي المستند إلى المفرد الغائب، أو من الفعل المبني للمجهول كما قال شيخي، فالهدف من الاشتقاق ونتائجه هو ما يهمنا أكثر دون شك.
ولقد بحثت عن " مكرور" بمعنى المُعاد مرة بعد اخرى، في مجالس الوراق، فوجدتها وقد ذكرت مرات ومرات، في التعليقات وفي المشاركات المنقولة، ولم لا؟ ألم يذكرها كعب بن زهير في شعره؟ وذكرها كذلك الطرماح، والبحتري ( والبحتري ممن التزموا عمود الشعر تماما) ذكرها ثلاث مرات، وذكرها مهيار الديلمي ، هذا، غير ما لم تصل إليه معلوماتي المتواضعة. ولا يمكن لأحد أن يدعي أن هذه اللفظة التي وردت عند كعب بن زهير بن أبي سلمى يمكن الحكم ببطلانها؛ قياسا على طرق الاشتقاق التي اختلف فيها ، والتي وضعها علماء اللغة بعد كعب بمئات السنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في"شتان" هذه خلاف بين الأصمعي وأبي زيد النحوي. فقد قيل لأبي زيد النحوي: إن الأصمعي قال: لا يقال: شتان ما بينهما، إنما يقال: شتان ما هما، وأنشد قول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها
فقال: كذب الأصمعي، يقال: شتان ما هما، وشتان ما بينهما، وأنشدني لربيعة الرقي، واحتج به:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى         يزيد سليم والأغر ابن حاتم
وفي استشهاد مثل أبي زيد على دفع مثل قول الأصمعي بشعر ربيعة الرقي، كفاية له في تفضيله.
وذكره عبد الله بن المعتز فقال: كان ربيعة أشعر غزلاً من أبي نواس، لأن في غزل أبي نواس
برداً كثيراً، وغزل هذا سليم سهل عذب.(الأغاني) .
أقول أنا ياسين: فلننظر في الخلاف الذي ذكرناه ففيه تصديق لما قلنا آنفا. ولننظر أيضا قوله: "كذب الأصمعي" بدل أن يقول أخطأ . والظاهر أن المقصود بـ" كذب" هنا، أنه قال ما يخالف الحقيقة؛ مع أن الكذب لا يعني إلا تعمد إخفاء الحقيقة. ففرق كبير بين الخطأ والكذب . والكذب بمعنى الخطأ ورد في كتب التراث كثيرا.
 ولقد كان الأصمعي وأبو زيد النحوي متعاصرين، فهل كان بينهما كراهية وعداء حتى يتهم النحوي الأصمعي بالكذب المتعمد فعلا؟ الله أعلم.
*ياسين الشيخ سليمان
4 - أغسطس - 2010

 
   أضف تعليقك