براغيث محجوب     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية طيبة لأستاذنا زين الدين ، وللسراة والقراء الأكارم ، وشكرا له على المقال الطريف ، وتعليقا على ما ورد في المقال من القول بأن أهل الشام قاطبة ينطقون القاف همزة ، أقول إنه قول غير دقيق . فأهل المدن الشامية الذين يبدلون الهمزة بالقاف آباؤهم لم يفعلوا ذلك كلهم . فقد نطقوا بالقاف القرءانية ، ونطق بعضهم بالهمزة بدلا من القاف ، وما زال منهم من الصنف الأول من يعيش بيننا في هذه الأيام . أما إخواننا من العرب الدروز ، في سوريا وفلسطين ولبنان ، فقافهم العربية معروفة مشهورة . كما أن أهل القرى الفلسطينية ينطقون القاف كافا أحيانا ولا ينطقونها همزة أبدا، وهم أيضا ينطقون القاف غينا مثل السودانيين في كلمتين : عند قولهم مثلا : " أنا مش غادر..."، يعنون بغادر: قادر ، وعند قولهم مثلا " لا تزغزغ الولد " يريدون بها الزقزقة، وهي ان تضع أصابعك في خاصرة الصبي لإضحاكه . وعلى اية حال، فهناك من يقول بأن القاف ربما تنقلب إلى همزة او العكس ، ويوردون على ذلك شواهد لغوية أوردتها كتب اللغة . ولقد ذكرني هذا المقال الطريف بقصيدة طريفة أخرى لأمير الشعراء قالها في براغيث الدكتور محجوب صديقه ، وكنت قد طالعتها في عدد من أعداد مجلة الرسالة الزياتية ، تحت عنوان : مداعبة شوقية لم تنشر / براغيث محجوب . وها هي ، أنقلها لمن لم يطلع عليها : براغيثُ محجوبَ لم أنسها ولم أنس ما طعِمَت من دمي تشقُّ خراطيمُها جوربي وتنفذ في اللحم والأعظُم وكنتُ إذا الصيف راح احتجمـتُ فجاء الخريف ولم أُحجم ترحبُ بالضيف فوق الطريـق فباب العيادة فالسلم قد انتشرت جوقة "جوقة" كما رُشّت الأرض بالسمسم وترقص رقص المواسي الحدادِ على الجلد والعَلق الأسحم بواكير تطلع قبل الشتاء وترفع ألوية الموسم إذا ما ابن سينا رمى بلغما رأيت البراغيث في البلغم وتبصرها حول "بيبا" الرئيــس وفي شاربيه وحول الفم وبين حفائر أسنانه مع السوس في طلب المطعم |