مجلس : جلال الدين الرومي

 موضوع النقاش : الهدهد العجيب والطائر الفريد مولانا جلال الدين الرومي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عمر  
21 - يونيو - 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
 
أحمد الله تعالى وأشكره بعدد ألسنة جميع المخلوقات وأثني عليه بجميع الثناءات.
وأصلي وأسلم على سيدنا محمد بجميع الصلوات والتسليمات وعلى آله وصحبه ومن صفاه.
 
 
من وَحْي قلم : عمر الأشهب
 
الهدهد العجيب والطائر الفريد
مولانا جلال الدين الرومي.
 
أيها القارئ العزيز ـ قلت العزيز لأن القليل من يقرأ بتمعن, وتدبر, ويقف مع معاني الكلمات, ومرامي العبارات, وكنه الإشارات, ولطائف الإلهامات, وغامض التصريفات ـ لا تنتظر مني أن أحدثك حديثاً أكاديمياً, حديث العجائز, ولكني سأحدثك حديث القلب إلى القلب, والروح إلى الروح, والعقل إلى العقل, بحيث لن تشعر بملل أو كلل, وسنغوص سوياً مع هذا الرجل العظيم, في أعماق أعماق البحار, فيستخرج لنا الكنوز والأسرار, فنتعلم منه المعرفة الإلهية, والفطرة النبوية, والحكمة الإنسانية.
وقبل ذلك لابد أن نحيط القارئ العزيز ؟ بنبذة بسيطة عن هذا المفكر الحكيم, والرباني العليم, مولانا جلال الدين الرومي قدس الله سره العزيز .
كان مولانا جلال الدين الرومي قدس الله سره العزيز, واسع النظر, ثاقب الفكر, طالب حكمة, صاحب هِمَّة, تلميذ حضرة, قائد أمة, مرشد إنسانية.
 وكان في غاية التواضع من غير مذلة, دائم الفكرة, كثير التأمل, طويل السكتة, وكان شديد التمسك بالحضرة النبوية, معظماً لها.
 
وكان رجلاً سَنِيَّاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى, جامعاً لنور الصحبة .
وكان شديد التعظيم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويخص بذلك التعظيم, سيدنا أبا بكر الصدّيق, وسيدنا عمر الفاروق, وسيدنا عثمان ذا النورين, وسيدنا عليا أبا السبطين, رضي الله عنهم أجمعين.
وكان يجل أئمة التصوف أيما إجلال, ويخص منهم الإمام أبا يزيد البسطامي, والإمام الجنيد رضي الله عنهما.
وكان مولانا جلال الدين الرومي قدس الله سره العزيز, ذا مهابة, وسكينة ووقار, من رآه من الخلق أحبه وأجله وعظمه.
وكان حريصاً على خلق الله عز وجل, كثير الدعاء لهم, وتاب وأسلم على يديه خلقٌ كثير وإلى يومنا هذا.
 
ورغم كل ما أحيط بالرجل من تشويش المشوشين وتدليس المدلسين .... المتعالمين, فمولانا جلال الدين الرومي سيبقى سماءً كما السماء زرقاء صافية, لا تطالها الأيدي النجسة ولا يكدر صفائها جهل الجهلاء و ولا مكر الماكرين السفهاء ولا كيد الكائدين البؤساء,ولا تبدلها الأيام , ولا تؤثر فيها الأنواء.
وستبقى حضرته طاهرة لا يدخلها إلاَّ المتوضئون, أصحاب القلوب الربانية.
 
 
 
حلف الزمان ليأتين بمثله = حنثت يمينك يا زمان فكفر
 
المخلص: عمر الأشهب
                                                           يتبع
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مقتطفات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يحكي الشيخ الجليل جلال الدين الرومي[1] في هذه الأبيات شوق الروح الانسانية إلى خالقها، تحت غطاء رمز الناي الذي يئن حنينا إلى منبته،حيث يقول :
أنصــــت للناي كيف يقصّ حـكايته
إنه يشـــكو آلام الفـــراق، إذ يقول:
إنني منذ قطعت من منبــــــت الغاب
والناس رجالاً ونساء يبكون لبكائي
إنني أنشـــــد صــــدراً مزّقه الفراق
حتى أشـــــرح له ألم الاشـــــــتياق
فكلّ إنســــــان أقام بعيداً عن أصله
يظـــلّ يبحــــث عن زمان وصــــله

وتعريب ما قاله بالفارسية:
كنت ميتا فأصبحت حيا، كنت باكيا فأصبحت ضاحكا
 لقد جاءت دولة الحب، و أنا أصــبحت دولة راسخة
 
بينما عبر عن نفس اللحظة بطريقة أخرى في إحدى رباعياته:
 وفجأة اشرق في صدري نجم لامع
واختفت في ضوء ذلك النجم
كل شموس السماء
لقد أنشد الشيخ الجليل جلال الدين الرومي كلاما جميلا في الحب الإلاهي، في ديوانه (شمس مغربي)يقول:

ولقد شهدت جماله في ذاتي  لما صفت وتصقلت مرآتي
وتزينت بجـــماله وجــلاله   وكماله ووصـــاله خــلواتي 
أنواره قد أوقدت مصباحي   فتلألأت من ضوئه مشكاتي


-نشرفي صحيفة التجديد  المغربية العدد1439 - 4  يوليوز 2006 [1]
*ابو هشام
22 - يونيو - 2009

 
   أضف تعليقك