مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : تذكار بنات    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
17 - يونيو - 2009
أتقدم بأحر التعازي والمواساة لصديقنا الغالي محمد عثمان، المشارك في الوراق باسم (تنباب تود) على مصابه الجلل بفقد والدته المرحومة (بنات فرح علي) وكان قد جاءه الخبر بأنها في حال شبه ميئوس منه، قد امتنعت عن الطعام والشراب قرابة ثلاثة أشهر، فكان أول ما طلب من أصدقائه أن يحضروا له من ماء زمزم ما يكفي لتغسيلها، وحمل ماء زمزم معه إلى السودان، وأدرك أمه وهي سليمة لولا آثار امتناعها عن الطعام والشراب، تبادل ضيوفها الحديث وتتدخل في إدارة شؤون البيت، ولم يمض على وصوله أربع وعشرون ساعة حتى حم الفراق ونفذ القضاء وأسلمت الروح إلى بارئها في الدقيقة 30 من الساعة الأولى من ليلة الأحد الواقع في 13/ جمادى الآخرة/  من عام 1430 هـ الموافق 7/ 6/ 2009م  ودفنت في بلدتها (قُرُنْتي) في مدينة (أرقو) شمال السودان. ثم لما عاد إلى أبوظبي واسيته بهذه القصيدة (تذكار بنات) رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.
مـسـافـرُك القلبُ المقرَّحُ واحدُ بـأقـسـى  هدايا دهره لك iiعائدُ
بـزمـزم، فـيما تغسلين iiبزمزم يـغـسّـلـه بالدمع ما هو iiواجد
تسنم  ظهر الريح والسحب iiدونها وأنـت الـثـريا والسها iiوالفراقد
و(أرقـو) بطول الأفق أنت iiوعمره بـحبك مغمور بحضنك قاعد
بناتُ رعى الله القوانت في الدجى فـمـا فعلت بعدُ العظام iiالسواجد
يـقـولون قد صامت ثلاثة iiأشهر ثـلاثـة  أعـيـاد عـليك iiقلائد
ومـا عرف الطب السبيل iiلفهمها ولـيس لحب الله في الطب فاصد
ولم  تشكو من سقم ولا من iiزمانة ثـمـانـون عاما بالزهور iiموائد
ومـاتت فكان الموت أجمل iiزائر تـراه ولـكـن لا نرى ما تشاهد
سـقى  الله قبرا في (قرُنتي) كأنما عـلى  كل (أرقو) منه كف iiوساعد
ولا  بـد مـن يـوم يزار iiمبجلا ضـريح (بنات) إذ تزار iiالمعاهد
ويـلقي عليها من رثائي iiووردها وأدمـعـه مـن آل عثمان iiماجد
وأول مـا تـلقي الزوائر iiأحرفي عـلـى  كل قبر لي عليه iiقصائد
 

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
رحمها الله رحمات تسع السموات والأرض .    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
أخي الفاضل الأستاذ محمد عثمان حفظك ربي ورعاك ...
سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات . " كل نفس ذائقة الموت " . عظّم الله أجركم ، ورحم الله والدتكم رحمة واسعة ، وأنا أجِلُّك وأوقّرك ؛ لِبِرّك بها ، فهنيئاً لك ولكل ابن يبَرّ بأبويه ، ولاسيما الأم......أدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا أن يتغمدها  برحمته ، وأن يدخلها جنته ، وبارك الله في إيمانك ، وجمعنا الله في الجنة على سرر متقابلين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله على كل حال . وجزى الله خيراً أستاذنا زهيراً أبا المروءة والخيرات .
*د يحيى
17 - يونيو - 2009
رحمها الله رحمة واسعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
إنا لله وإنا إليه راجعون

أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وغفر الله تعالى لوالدتكم

اللهم اغفر لها وارحمها ووسع مدخلها ونقها من ذنوبها ومن خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

اللهم ارحم موتانا وجميع أموات المسلمين ..

اللهم ارحمهم واغفر لهم ماتقدم وما تأخر من ذنبهم


رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيراً
*محمد
17 - يونيو - 2009
إن لله ما أخذ     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي في الله  محمد عثمان أتقدم إليكم بأحر التعازي وأصدق المواساة ، إن لله ما أخذ  ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمّى ، فتصبروا واحتسبوا ، وأدعو الله جل وعلا أن يتغمد الفقيدة بوافر رحمته وأن يسكنها من عنده فسيح جناته ، وأدعوا الله تعالى أن يلهمكم الصبر والسلوان ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذه هي الدنيا .. وأدعو الله العلي القدير أن يشملنا جميعا برحمة من عنده وجميع المسلمين .. آمين .
*ابو هشام
17 - يونيو - 2009
كل نفس ذائقة الموت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

 
رحم الله الفقيدة { بنات فرح علي } والدة أخينا في الله الأستاذ محمد عثمان .
رحمها الله رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته ...
اللهم ألهم أهلها الصبر و السلوان و ارزقهم رضاها و الصبر على فراقها ، و بدل اللهم آلام فراقها بمحبتهم و دعواتهم  لها بالرحمة و المغفرة ... آمين آمين يا رب العالمين .
كل نفس ذائقة الموت .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
لله ما أخذ و له ما أعطى.
إنا لله و إنا إليه راجعون .
---------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------
رسالة شكر
آسف جدا لاضطراري استخدم بريد الأستاذ لحسن بنلفقيه لكتابة رسالتي هذه بسبب عدم تمكني من دخول المجالس عن طريق بريدي بعد محاولات استمرت أكثر من ساعتين عدنا فيها بخفي حنين  

شكري وتقديري إلى الأستاذ الأديب الشاعر زهير ظاظا  - صاحب القريحة الخصبة، والملكة المدهشة بسيطرتها على ناصية اللغة والأدب وفنون الشعر- على هذه اللوحة الفنية الرائعة التي عبر بها عن مشاعر الإخاء الصادق في تعزيتي بوفاة والدتي، تغمدها الله برحمته الواسعة، وأتقدم بعميق الشكر والامتنان لكل من شارك في تقديم العزاء في هذه الرسائل الكريمة التي قرأتها ممتنا لأصحابها الأفاضل الأستاذ يحيى مصري، والأستاذ محمد كالو، والأستاذ أبو هشام والأستاذ لحسن بنلفقيه، حفظكم الله ورحم موتاكم وأحلهم مقاعد الصدق، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

والحمد والشكر لله تعالى الذي أكرمني بفضله فأدركت الوالدة، ونعمت بالحديث إليها والتزود من أنوار ساعاتها الأخيرة، كما أكرمني بالوقوف على تجهيزها وسترها، وكنت أتابع أحوالها خلال الثلاثة أشهر الماضية ، الفترة التي امتنعت فيها عن تناول الطعام رغم محاولات بناتها والأسرة والأهل،، وقد اختزلت المحاولات في التغذية الوريدية وبعض المشروبات والعصائر التي كانت تتناولها على مضض،، وكانت قبل الفترة المذكورة قد تعرضت لوعكة بسيطة، وحمى خفيفة ، شفيت منها، وأجريت لها بعد ذلك الفحوصات اللازمة، والحمد لله كانت نتائجها جيدة ومطمئنة، لكن إذا قضى الله أمراً فلا مفر منه، ولا يجدي حذر من قدر. وهي بامتناعها عن الأكل كانت تستعد لتلبية نداء الله، مؤمنة بقضائه وقدره وبأن كل نفس ذائقة الموت.

وجدتها تلهج بذكر الله كعادتها، ولم تني عن ذكر الله حتى فاضت روحها إلى بارئها وهي بين يديّ.

وعند التجهيز وجدناها تحتفظ بماء زمزم وعطر وقطن، وكنت قد حملت معي من أبوظبي كمية وافرة من ماء زمزم أضفناها إلى ما كانت تحتفظ به فكان وضوءها وغسلها وتجهيزها بماء زمزم، والحمد لله (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وقد أدت فريضة الحج معي، وأكرمنا الله فحججنا معا مرة ثانية، ومكثت معي في الغربة فترات طويلة، نعمت فيها بلمساتها الحانية، وبدعواتها الصادقة، ونعم بها أولادي وزوجتي، كما شاركتنا في رحلاتنا السياحية إلى سوريا، وصلالة في سلطنة عُمان، وسعدنا برفقتها وبحرارة مشاعرها وحنانها وعطفها.. وصغاري يذكرونها دائما، ويسمون الغرفة التي كانت تنام فيها أثناء زيارتنا بغرفة (حبوبة) أي جدتنا. رحمها الله كانت امراة صالحة مؤمنة لم أشهدها طيلة حياتي إلا وهي تذكر الله وتكثر من التسبيح والدعاء لنا، ليلا ونهارا، تواظب على صلاتها، وتستعد لها قبل حلول وقتها، ولم تفارق المسبحة أناملها إلا بعد وعكتها الأخيرة، وقد استبدلتها بلسانها الذاكر إلى أن توفاها الله.

في اعتقادي أن جيل أمهاتنا في عالمنا العربي والإسلامي لا يتكرر بسهولة، جيل تربى على القيم والأخلاق المثلى، جيل أخذ من الدين لبه وهو المعاملة، جيل لم ينل من التعليم الرسمي حرفا واحدا ولكن استطاع أن يربي أبناءه تربية صحيحة غنية صالحة تعجز عنها النظريات والفلسفات والتطبيقات التربوية الحديثة،، امهات قمن بجانب الأعباء التربوية الموفقة بأعباء منزلية وحياتية، كابدن فيها المشقة برحابة صدر ودون تذمر أو استياء.

كانت أيديهن محور أعمالهن، لا غسالات ولا برادات ولا افران ومكانس كهربائية، ولا مطاحن آلية أو خراطيش مياه ... لله در هذا الجيل، ورحم الله من انتقل منهم إلى جواره، وبارك فيمن لا يزال يعيش بيننا، ويا ليتنا نتعلم منهم، ونعلم أبناءنا، وننقل إليهم ما اكتسبناه منهم، ولو قدرا يسيرا.

رحم الله والدتي وأسكنها فسيح جنانه وتقبلها قبولا حسنا، وجزاها خير الجزاء على ما منحتنا من تضحية ومحبة وتربية وعطف، وأوزعني الدعاء لها ويسر لي التصدق على روحها الطاهرة وجعلني من أهل الوفاء والبر بالوالدين.

غفر الله لوالدينا ووالديكم ورحمهم برحمته الواسعة.

مكررا شكري وتقديري لأستاذنا الشاعر زهير ظاظا

محمد عثمان

*لحسن بنلفقيه
18 - يونيو - 2009
إنا لله وإنا إليه راجعون    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تغمد الله الفقيدة طيبة الذكر برحمته ، ووهبها واسع مغفرته ، إنه  تعالى سميع مجيب . وإنه لمما يهون مصاب الأستاذ محمد عثمان أن المرحومة والدته كانت ، كما أخبرنا ، تلهج بذكر الله دائما ، فهنيئا لها ما طبعها الله تعالى عليه من تدين صادق ، وقلب سليم . اللهم ألهم ذويها الصبر على فراقها ، واجعلهم قدوة لغيرهم في صبرهم ، وفي سعيهم لنيل رضى الله سبحانه ، والهمنا جميعنا أن نقتدي بصدق ذلك الجيل الذي منه المرحومة الفاضلة .
ولأستاذنا زهير حفظه الله ورعاه كل الشكر والتقدير ، جعلني الله ممن يتبعون خطاه في صدق المودة والاهتمام بحال الأصدقاء .
*ياسين الشيخ سليمان
18 - يونيو - 2009
يا رب ارحمها.. يا رب..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يا لعاطفتك يا أستاذ زهير، كل المحاولات التي حاولناها لنرى مشاركاتك في المجالس لم تفلح، وبمجرد سماعك لهذا النبأ فاضت مشاعرك، جزاك الله عنا ألف خير أيها الإنسان الفريد.
رحم الله والدتنا (بنات فرح علي) وأسكنها فسيح جنانه وغفر لها.. اللهم وسِّع لها في قبرها واجعله روضة من رياض الجنة.. اللهم احشرها مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. اللهم لا تجعل لها ذنباً إلا غفرته ولا حسنة إلا ضاعفتها بكرمك يا رب.. اللهم نقِّها من ذنوبها كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم خفّف مصاب صديقنا الأستاذ (محمد عثمان) واغفر له ولنا وللمسلمين كافة، اللهم آمين..
-------------------------------------------
-------------------------------------------
مرة أخرى اضطررت لاستخدام بريد الأخوة المشاركين، ونزلت هذه المرة ضيفا على الصديق الطيب الأستاذ أخمد عزو فأقول:
شكري وتقديري أيضا موصول للأخوة الأعزاء الأستاذ ياسين الشيخ سليمان والأستاذ أحمد عزو على حسن عزائهما لي وعلى دعواتهما الصادقة للمرحومة والدتي.
كما أشكر أخي وصديقي وزميلي الدكتور (فضل عبد الرحيم عبد الله) على تعزيته الصادقة وتعليقه على قصيدة شاعرنا الأستاذ زهير ظاظا عبر بريدي الألكتروني الخاص، وأرجو أن ينضم صديقنا فضل إلى ركب الوراق ويتحف الأصدقاء بما لديه من معرفة وثقافة وعلم، فهو رجل واسع الاطلاع ، ولديه ملكة الكتابة. وفي تعليقه طلب مني أن أذكر نصوص ومدلولات الدعوات التي يرددها أمهاتها دائما، خاصة عقب الصلوات، وهو يهدف بطلبه هذا إلى تعريف الإخوة في مجالس الوراق بما تحمل هذه الدعوات من سماحة خاطر وطيابة قلب وسمو نفس ومحبة الخير والسلام والأمان لعباد الله.
ولا بأس ان نعطي هنا لمحة سريعة عن منطقة النوبة في شمال السودان وهي منطقة أهلنا وأجدادنا، لها حضارة عريقة ولغة حية أصيلة، بحروفها الهجائيه الخاصة، ونحوها وصرفها، شانها شأن اللغات الأخرى الحية، يستخدمها أهلها شفاهة في حياتهم اليومية وفي مخاطباتهم وأحاديثهم ولم تستخدم في الكتابة إلا في الكتابات الرسمية وفي المعابد والأهرامات والآثار كما تظهر في الوثائق والمحفوظات الموروثة.
ومنطقة النوبة بشقيها المصري والسوداني كانت ديانتها المسيحية قبل دخول الإسلام إليها في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (ر) مع أوائل الفاتحين عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي سرح في بدايات القرن الهجري الأول.
ومنذ دخول العرب مع دخول الإسلام أخذت اللغة العربية في الانتشار في منطقة النوبة، وفي السودان عموما، وأمام زحف اللغة العربية وتحولها إلى اللغة الأولى، أضحت اللغة النوبية تنكمش رويدا لاويدا، ولم تحتفظ باصالتها إلا لدى جيل أمهاتنا، لعدم استخدامهن العربية في حياتهن اليومية سوى في أداء صلواتهن، وبما أنها لغة شفاهية وليست كتابية فهي معرضة للاندثار، وأبناء الجيل الحديث من النوبيين، جلهم ابتعد عن التحدث بالنوبية، فمنهم من يفهما ولا يتحدث بها، ومنهم من لا يفهم ولا يتحدث، ولهذا قفزت غريزة الخوف من اندثارها لدى المهتمين بأمرها من أفراد ومؤسسات، حيث نهضت الجهات المعنية بنشر كتب تعليمية عن حروفها الهجائية وكيفية كتابتها ونطقها وقواعدها وصرفها واشتقاقها. نزولا عند قوله تعالى (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) (الروم: 22) وليس أكثر من أن جعل الله تعالى تعارف الشعوب حكمة الخلق وواجبها الأول فقال: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) (الحجرات 13) فلابد من ان يكون في كل لغة قسط من لطفه وحكمته.
وما زالت الجهود في بدايتها ويحتاج الأمر إلى تكاتف وتضافر الجهات التعليمية والاجتماعية والوثائقية والإرشيفية لرسم الأطر ووضع الأسس لتأصيل كتابتها وإدخالها في المناهج التعليمية للحفاظ عليها من الاندثار. فهي سجل أجدادنا وديوانهم، وهيكل آبائنا وإيوانهم.
سأعود لاحقا إلى إضافة نصوص ومدلولات الدعوات، التي كانت أمهاتنا تلهج بها عقب الصلاة ، وكما أشرنا فقد كن ومازلن يؤدين صلواتهن بالعربية، اما رجاؤهن ودعواتهن فيوجهنها إلى الله تعالى بالنوبية، وكمثال على ذلك هذا الدعاء، ونصه: (أندي سلامة إرندي سلامة، صاحب تود سلامة، أدون تود سلامة) والمعنى بالعربية (رب سلم وآمن ولدي، وولد غيري، وولد صاحبي، وولد عدوي) ومضمون هذا الدعاء يعكس لنا قبم السماحة والمحبة التي تتحلى بها أمهاتنا.
أكرر لكم شكري وتقديري ولأخي الشاعر زهير ظاظا، ولأخي الدكتور فضل عبد الرحيم عبد الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*أحمد عزو
21 - يونيو - 2009
ترحيب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لقد شوقنا أخونا الأستاذ محمد عثمان (تنباب تود) إلى مطالعة ما كتبه صديقه ، د.فضل عبد الرحيم عبد الله ؛ معلقا على قصيدة أستاذنا زهير في المرحومة (فرح بنات علي) ؛ لذا نرجو مع الأستاذ محمد عثمان أن ينضم الدكتور فضل إلى ركب الوراق ؛ مرحبين بانضمامه إلينا . أما النبذة التي كتبها الأستاذ محمد عن النوبة والنوبيين واللغة النوبية ، فنأمل أن يزيد عليها في المرات القادمة ما يشفي الغليل كي نتعرف على إخوتنا النوبيين وبلادهم ولغتهم أكثر وأكثر .
 
ونرحب كذلك بانضمام الأستاذ محمد عثمان صالح ( ميمد اسمان أروضة) إلى موقع الوراق المبارك ؛ راجين له طيب الإقامة ، ومنتظرين من حضرته كل ما هو في غاية الجودة والفائدة . وكذلك نترحم على والدته مثلما ترحمنا على والدة الأستاذ محمد عثمان ( تنباب تود) ، فرحم الله يو ملكة ، و يو بنات ، وإلى جنات الخلد .
*ياسين الشيخ سليمان
28 - يونيو - 2009
نوبة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
اللغة النوبية
بقلم  الأستاذ:  فـؤاد  عكـود  
سادت اللغة النوبية وحلت محل اللغة النوبية إثر سقوط مملكة مروي في منتصف القرن الرابع الميلادي كما كانت الممالك النوبية تمتد من أسوان شمالاً إلى ما بعد القطينة جنوباً.
اُما الآن فإن موطن النوبيين قد انكمش ليمتد من أسوان إلى الدبّة جنوب دنقلا . اما ذلك الجزء الذي يقع جنوّبي الدبةّ حتى التقاء النيلين الأزرق والأبيض وهي المنطقة التى كانت جزءا من موطن النوبيين المسيحيين فيسكنه  الآن الشايقية والجعليين المسلمين – وكما يقول وليام آدمز " فإن موطن النوبيين اليوم لا يشكل سوى أقل من نصف الأرض النوبية التي عاش عليها القدماء ".
وقد أُطلق المصريون القدماء على البلاد الواقعة جنوبي مصر وعلى الجماعات البشرية  التي   استوطنت هذه  المنطقة ، أسماء عدة مثل ( خنت ، وتاستي – ونحسيو وكوش )، وكلّها أسماء تعني البلاد الجنوبية ، أمّا اليونانيون فقد أطلقوا عليها اسم اثيوبيا .
اما اُول اشارة  لاسم النوبة والنوباد فقد ظهر في كتاب الجغرافي اليوناني اراتوسينس (200 ق.م) ثم في كتابات سترايو وبلني . كما جاء ذكر النوبة في نقش عيزانا ملك اُكسوم الذي غزا مملكة مروي في عام 350 م ، ومن وصف عيزانا لحملته على جيرانه المرويين يتّضح أن الصورة قد تغيرت كثيرا فلم تعُد منطقة الحضارة المروية وقفا على الشعب المروي ( فيما بين القرنين الثاني قبل الميلاد والثاني بعد الميلاد ) ، وإنما ساد العنصر المتمثل في القبائل التي استغلت ضعف المملكة المروية ، وبدأت في التجمع تدريجيا في المناطق المروية بعد أن كانت قد رحلت من مواطنها في كردفان ، كما ردهم بعض الكتاب الى ليبيا اُو حتى شمال غرب افريقية .
وتقول بعض المصادرإن اللغة النوبية جلبتها معها هذه القبائل التي اختلطت بالسكان الأصليين في مملكة مروي ، ثم نزحت شمالا واختلطت بالسكان الذين سمّاهم {عيزانا }في نقشه بالنوبيين الحمُّر .
لقد كان شعب وملوك نبته يتحدثون ويكتبون باللغة المصرية ، ثم عندما برزت مملكة مروي الى الوجود حوالى القرن السادس قبل الميلاد بدأ الشعب في التحدّث والكتابة باللغة المروية ، ولكن يبدو أن سكان مملكة مروي في الفترة التي سبقت اضمحلالها كانوا يتحدثون لغتين ، اللغة الرسمية وهي المروية واللغة االشعبية وهي النوبية . ثم سيطرت اللغة النوبية وبدأت المروية في الاضمحلال والزوال.
وعندما دخل النوبيون في الدين المسيحي حوالي القرن السادس الميلادي واحتاجوا الى ترجمة الانجيل الى لغتهم الى جانب كتابة التعاليم الدينية ، قاموا بإستعارة الحروف القبطية التي كان الاقباط في مصر قد استعاروها بدورهم  من  الحروف اليونانية واضافوا اليها حروفا من اللغة الديموطيقية ، واصبحت اللغة النوبية لغة قراءة وكتابة بعد ان كانت لغة تخاطب فقط .
وقد أضاف النوبيون الى الحروف القبطية ثلاثة حروف لتوافق النطق النوبي ، وهذه الحروف وهي تشاي s  ونقاي V ونجاي j . و لا يفوتني ان اذكر ان اللغة النوبية مكونة من 17 حرفا ساكنا هى : b g d k l m n r
v s t f c h q V
اما الحروف المتحركة فهي خمسة:a e i o u
حرفان نصف متحركين : y– w
وانوّه الى ان اللغة النوبية وفروعها تنتشر الان في مناطق عدة أهمها المنطقة النيلية الممتدة من اسوان شمالا إلى الدّبة جنوبا ، وكذلك في منطقة جبل حرازة في شمال كردفان ثم منطقة جبل ميدوب في شمال دارفور .
وقد تأثرت اللغة النوبية بالعديد من اللغات مثل المروية والمصرية القديمة والقبطية واليونانية وأخيرا العربية .
*د يحيى
29 - يونيو - 2009
تعليم الغة النوبية    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
http://abdelradi.jeeran.com/archive/2007/4/197710.html
*د يحيى
29 - يونيو - 2009
من النافذة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه أول مشاركاتي في مجالس الوراق ببريدي الخاص والذي تمكنت أخيرا من استخدامه، فأنا أتكلم معكم من نافذتي التي أتيحت لي أخيرا، وليس من (الأساطيح) كما كنا في السابق.
أعود وأوجه شكري وتقديري إلى أخي وصديقي محمد عثمان صالح = أو محمد عثمان بنك، كما يحلو لأصدقائنا أن تدعوه، تفريقا بين اسمينا = على مداخلته وعلى تعازيه ومشاعره الطيبة تجاه المرحومة والدتي، وكما ذكر، أن المرحومتين، والدتي ووالدته (يو ملكة الزين) كانتا متشابهتين تشابها عجيبا في المظهر وفي المسلك على حد سواء، ويقيني أن هذا التشابه في المسلك والقيم والسماحة لا يتوقف عندهما فقط، وإنما يمتد إلى أفراد جيلهن من النساء النوبيات، واللائي بدورهن ورثنها من أمهاتهن وجداتهن، وهنا يقفز من ذاكرة الطفولة حدث جرى أمامي وأنا في السادسة من عمري ليعكس لنا نمط القيم التي كانت تسير حياتهن وتضبط تعاملهن: كانت جدتي لأمي لهما الرحمة والمغفرة، تجلس بجوار بنتها (والدتي) على سرير، يتجاذبن أطراف الحدديث، وأنا ألعب بجوارهما، لما دخل والدي رحمه الله ملقيا علينا السلام، وما هي غير أن سمعت صوت والدي حتى سارعت بالنزول من السرير والجلوس على الأرض وهي ترد التحية.
لم يكن في مقدوري وقتئذ تأويل ما أرى، ولم يمر الحدث مرور الكرام، وإنما قيد وسجل في الذاكرة حتى الآن، وفي سياق ما نذكره عن جيل أمهاتنا نجد أن تفسير ذلك الحدث وإدراك معناه سهل ويسير: لم تفعل جدتي ما فعلت إلا انطلاقا من التقدير العميق والاحترام الكبير الذي تكنه لزوج ابنتها، كيف لا وهو الرجل الذي اختار ابنتها من بين كل النساء، ليتزوجها ويسترها ويحصنها. بهذا الفهم العميق لقيم الزواج ومعانيه السامية كن ينظرن إلى أمر الزواج. أين نحن من هذا في زماننا هذا الذي تستعر فيه معارك الحموات وتعكر صفو الحياة الزوجية.
كذلك أشكر صديقنا الأستاذ ياسين الشيخ سليمان على اهتمامه وتشوفه لمعرفة الكثير عن بلاد النوبة وشعبها وحضارتها وأقول له إن صديقنا د. فضل وعدني بالانضمام إلى ركب الوراق وذكر لي أن خللا فنيا يحول دون دخوله المجالس، ولكنه مصر على معالجة هذا الخلل.
كذلك أوجه شكري إلى صديقنا د. يحيى المصري الذي أتحف الأصدقاء بمعلومات قيمة عن اللغة النوبية، نقلا عن الأستاذ فؤاد عكود، من خلال التصفح والبحث في الشبكة العنكبوتية عن كل ما يتعلق باللغة النوبية وحضارة النوبة وثقافة أهلها أجد كتابات ومقالات وترجمات قيمة ومفيدة يقدمها الأستاذ فؤاد عكود ما يدل أنه صاحب معرفة وعلم ودراية، ووعي وتخصص في الشأن النوبي، وخاصة في اللغة النوبية.
أثمّن هذا الوعي وهذا الجهد المقدر، ونرجو منه المزيد من العطاءلتعريف جمهور القراء والباحثين بالنوبة وأهلها وحضارتها ولغتها.
وفي الختام أعود إلى سلسة نصوص الدعوات النوبية ومعانيها، وأذكر المثال الثاني، والذي يردد أو يقال في استقبال عيد الفطر أو عيد الأضحى ونصه:
(خير كورنقو تاكنكدي* كري جديد ، تاني وتنايه* حول حولين، داير دايرين*
خير كد، أر ملر تاكنكدي* أرتن مسلم ملر* أنقو كنّي ملْتني تنقار * باس بلمنقو ، برس  بلمنقو*جنْ إنكري نلنكدي)
والمعنى بالعربية:
اعاد الله علينا العيد بالخير والبركة، وعلى المسلمين جميعا في الجنوب والشمال وفي المشرق والمغرب دون نقص في النفس والولد والمال، نعيش ونرى العيد العام القادم وما بعده). والسلام عليكم ورحمة الله
 
 
*محمد عثمان تنباب تود
1 - يوليو - 2009

 
   أضف تعليقك
 1  2