مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : البنيان المرصوص: آية وبيان...وثلاثيات في التفسير.    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 سعيد 
27 - مايو - 2009
البنيان المرصوص: آية وبيان...وثلاثيات في التفسير.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته ومن تبعهم بإحسان.
  قال الله عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } [سورة الصف، الآية: 4].
1)    قال الماوردي في النكت والعيون:
   مصطفين صفوفاً كالصلاة، لأنهم إذا اصطفوا مثلاً صفين كان أثبت لهم وأمنع من عدوهم. قال سعيد بن جبير: هذا تعليم من الله للمؤمنين.
{ كأنهم بنيان مرصوص } فيه وجهان:
أحدهما: أن المرصوص الملتصق بعضه إلى بعض لا ترى فيه كوة ولا ثقباً لأن ذلك أحكم في البناء من تفرقه وكذلك الصفوف، قاله ابن جبير، قال الشاعر:
وأشجر مرصوص بطين وجندل ... له شرفات فوقهن نصائب
والثاني: أن المرصوص المبني بالرصاص، قاله الفراء، ومنه قول الراجز:
ما لقي البيض من الحرقوص ... يفتح باب المغلق المرصوص
 
2)    قال الإمام القرطبي في أحكام القرآن:
   أي يصفُّون صفاً: والمفعول مضمر؛ أي يصفُّون أنفسهم صفاً. {كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} قال الفرّاء: مرصوص بالرَّصاص. وقال المبرّد: هو من رصصت البناء إذا لا أمْتَ بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة. وقيل: هو من الرصيص وهو انضمام الأسنان بعضها إلى بعض. والتراصّ التلاصق؛ ومنه وتراصُّوا في الصف. ومعنى الآية: يحبّ مَن يثبت في الجهاد في سبيل الله ويلزم مكانه كثبوت البناء. وقال سعيد بن جبير: هذا تعليم من الله تعالى للمؤمنين كيف يكونون عند قتال عدوّهم.
  الثانية: وقد استدلّ بعض أهل التأويل بهذا على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس، لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة. المهدَوِيّ: وذلك غير مستقيم، لما جاء في فضل الفارس في الأجر والغنيمة. ولا يخرج الفرسان من معنى الآية؛ لأن معناه الثبات.
  الثالثة: لا يجوز الخروج عن الصف إلا لحاجة تعرض للإنسان، أو في رسالة يرسلها الإمام، أو في منفعة تظهر في المقام، كفرصة تنتهز ولا خلاف فيها. وفي الخروج عن الصف للمبارزة خلاف على قولين: أحدهما أنه لا بأس بذلك إرهاباً للعدوّ، وطلباً للشهادة وتحريضاً على القتال. وقال أصحابنا: لا يبرز أحد طالباً لذلك، لأن فيه رياءً وخروجاً إلى ما نهى الله عنه من لقاء العدوّ. وإنما تكون المبارزة إذا طلبها الكافر؛ كما كانت في حروب النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم بَدْر وفي غَزْوة خَيْبر، وعليه دَرَج السلف. وقد مضى القول مستوفى في هذا في «البقرة» عند قوله تعالى: { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة } [ البقرة: 195 ].
3)    وفي تفسير ابن أبي حاتم الرازي:
قَوْلُهُ تَعَالَى:  {بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}
  عَنْ قَتَادَةَ: " كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ": " أَلَمْ تَرَ إِلَى صَاحِبِ الْبُنْيَانِ، كَيْفَ لا يُحِبُّ أَنْ يَخْتَلِفَ بُنْيَانُهُ؟ فَكَذَلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يَخْتَلِفُ أَمْرُهُ، وَإِنَّ اللَّهَ صَفَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي قِتَالِهِمْ، وَصَفَّهُمْ فِي صَلاتِهِمْ، فَعَلَيْكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ عِصْمَةٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ "
  عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ:"قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: لَوْ نَعْلَمُ أَحَبَّ الْأَعْمَالُ إِلَى اللَّهِ لَعَمِلْنَاهَ، فَدَلَّهُمْ عَلَى أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا "، فَبَيَّنَ لَهُمْ، فَابْتُلُوا يَوْمَ أُحُدٍ بِذَلِكَ، فَوَلَّوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدْبِرِينَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ}
  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " {كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ }، قَالَ: مُثَبَّتٌ لا يَزُولُ، مُلْصَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ".


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
ثلاثية أخرى:    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
4)    قال الإمام الطبري في جامع البيان:
  يقول تعالى ذكره للقائلين: لو علمنا أحبّ الأعمال إلى الله لعملناه حتى نموت: (إِنَّ اللَّهَ) أيها القوم {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ} كأنهم، يعني في طريقه ودينه الذي دعا إليه (صَفًّا) يعني بذلك أنهم يقاتلون أعداء الله مصطفين.
  وقوله: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} يقول: يقاتلون في سبيل الله صفَّا مصطفَّا، كأنهم في اصطفافهم هنالك حيطان مبنية قد رصّ، فأحكم وأتقن، فلا يغادر منه شيئًا، وكان بعضهم يقول: بني بالرصاص.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
  حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحبّ أن يختلف بنيانه، كذلك تبارك وتعالى لا يختلف أمره، وإن الله وصف المؤمنين في قتالهم وصفهم في صلاتهم، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به.
  حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قال: والذين صدّقوا قولهم بأعمالهم هؤلاء؛ قال: وهؤلاء لم يصدّقوا قولهم بالأعمال لما خرج النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نكصوا عنه وتخلفوا. وكان بعض أهل العلم يقول: إنما قال الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} ليدل على أن القتال راجلا أحبّ إليه من القتال فارسًا، لأن الفرسان لا يصطفون، وإنما تصطفّ الرجالة.
* ذكر من قال ذلك :
  حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن أَبي بكر ابن أبي مريم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن أَبي بحرية، قال: كانوا يكرهون القتال على الخيل، ويستحبون القتال على الأرض، لقول الله {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قال: وكان أَبو بحرية يقول: إذا رأيتموني التفتّ في الصف، فجئوا في لحيي.
 
5)    وفي معالم التنزيل للإمام البغوي:
  أي يصفُّون أنفسهم عند القتال صفًا ولا يزولون عن أماكنهم {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} قد رُصَّ بعضه ببعض أي ألزق بعضه ببعض وأحكم فليس فيه فرجة ولا خلل. وقيل كالرصاص.
6)    وفي تفسير بحر العلوم للسمرقندي:
  يعني: يصفون بمنزلة الصف في الصلاة وملتزمة بعضهم في بعض، لا يتأخر أحدهم عن صاحبه بمنزلة البنيان الذي بني بالرصاص؛ ويقال: {كَأَنَّهُم بنيان مَّرْصُوصٌ} أي: متفقي الكلمة بعضهم على بعض على عدوهم، فلا يخالف بعضهم بعضاً. وروي في الخبر: أنه كان يوم مؤتة وكان عبد الله بن رواحة أحد الأمراء الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداهم: يا أهل المجلس الذين وعدتم ربكم قولكم، ثم مشى فقاتل حتى قتل.
*سعيد
27 - مايو - 2009
بارك الله فيك يا أخي سعيد. وها هي ذي تحيتي بمشاركتي المتواضعة.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ).
" قوله جل ذكره: { إٍنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ }( الصف61/4).
" المحبةُ توجِبُ الإثارَ. وتقديم مُرَادِ حبيبك عَلَى مُرَادِ نَفْسِك، وتقديم محبوب حبيبك على محبوبِ نَفْسِك. فإذا كان الحقُّ تعالى يحبُّ من العبدِ أن يُقاتِلَ على الوجه الذي ذكره فَمَنْ لم يُؤثِرْ محبوبَ الله على محبوب نَفْسِه - أي على سلامته - انسلخ من محبته لربِّه، ومَنْ خلا من محبةِ الله وَقَعَ في الشِّق الآخر، في خسرانه" .
 
* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ)
" ..بيَّن ما هو مَرْضِي عنده، بعد بيان ما هو ممقوت بقوله: { إِنَّ اللهَ يُحب الذين يُقاتِلون في سبيله } ، وهو المقصود بالذات من السورة؛ وقوله: { صفًّا } أي: صافِّين أنفسهم، أو مصفوفين، مصدر وقع موقع الحال، { كأنهم بُنيان مرصُوص }؛ لاصق بعضه ببعض، وقيل: أريد: استواء نيّاتهم في حرب عدوّهم، حتى يكونوا في اجتماع الكلمة كالبنيان الذي رُصَّ بعضه إلى بعض، وهو حالٌ أيضاً، أي: مشبّهين بالبنيان الملاصق . قال ابن عرفة: التشبيه في الثبات وعدم الفرار كثبوت البناء ولزومه. هـ." .
 
* تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ).
" إنّ الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّاً } لأن بذل النفس في سبيل الله لا يكون إلا عند خلوص النفس في محبة الله إذ المرء إنما يحب كل ما يحب من دون الله لنفسه، فأصل الشرك ومحبة الأنداد محبة النفس فإذا سمح بالنفس كان غير محب لنفسه وإذا لم يحب نفسه فبالضرورة لم يحب شيئاً من الدنيا وإذا كان بذله للنفس في الله وفي سبيله لا للنفس كما قال: " ترك الدنيا للدنيا " ، كانت محبة الله في قلبه راجحة على محبة كل شيء فكان من الذين قال فيهم:وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ }[البقرة، الآية:56]، وإذا كانوا كذلك يلزم محبة الله إياهم لقوله:يُحِبُّهُم ْوَيُحِبُّونَهُ }[المائدة،الآية:54].
وبالحقيقة لا تكون محبة الله إلا منه" .
*د يحيى
27 - مايو - 2009
القسم بمواطن الشرائع الأولى : مسجد نوح شرقي المسجد الأقصى ، والمسجد الأقصى.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم
 
·       تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
 
{ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } ( سورة التين 95/ 1).
فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: { وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وإبراهيم النخَعِيّ وعطاء بن أبي رباح وجابر بن زيد ومقاتل والكلبي: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصِرون منه الزيت؛ قال الله تعالى:
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ }[المؤمنون: 20]. وقال أبو ذرّ: " أَهدِي للنبيّ صلى الله عليه وسلم سَلُّ تِين؛ فقال: «كلوا» وأكل منه. ثم قال: «لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة، لقلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عَجَم، فكلوها فإنها تقطع البواسِير، وتنفع من النقْرِس» ". " وعن معاذ: أنه استاك بقضيب زيتون، وقال سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «نِعم السواك الزيتون! من الشجرة المباركة، يطيب الفم، ويذهب بالحَفَر، وهي سِواكي وسواك الأنبياء مِن قبلي» ". وروي عن ابن عباس أيضاً: التين: مسجِد نوح عليه السلام الذي بُني على الجوديّ، والزيتون: مسجد بيت المقدس. وقال الضحاك: التين: المسجد الحرام، والزيتون المسجد الأقصى. ابن زيد: التين: مسجد دمشق، والزيتون: مسجد بيت المقدس. قتادة: التين: الجبل الذي عليه دمشق: والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس. وقال محمد بن كعب: التين: مسجد أصحاب الكهف، والزيتون: مسجد إيلياء. وقال كعبُ الأحبارِ وقتادة أيضاً وعكرمة وابن زيد: التين: دمشق، والزيتون: بيت المقدس. وهذا اختيار الطبريّ. وقال الفراء: سمعت رجلاً من أهل الشام يقول: التين: جبال ما بين حُلْوان إلى هَمَذان، والزيتون: جبال الشام. وقيل: هما جبلان بالشام، يقال لهما طور زيتا وطور تِينا (بالسريانية) سميا بذلك لأنهما ينبِتانِهما. وكذا روى أبو مكِين عن عكرمة، قال: التين والزيتون: جبلان بالشام. وقال النابغة:
... أَتَيْنَ التيْنَ عَنْ عُرُضٍ
   
 
وهذا اسم موضع. ويجوز أن يكون ذلك على حذف مضاف؛ أي ومنابت التين والزيتون. ولكن لا دليل على ذلك من ظاهر التنزيل، ولا من قول من لا يجوز خلافه؛ قاله النحاس.
الثانية: أصح هذه الأقوال الأوّل؛ لأنه الحقيقة، ولا يُعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل. وإنما أقسم الله بالتين، لأنه كان سِتر آدم في الجنة؛ لقوله تعالى:
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ }
[الأعراف: 22] وكان ورق التين. وقيل: أقسم به ليبين وجه المِنة العظمى فيه؛ فإنه جميل المنظر، طيب المخبَر، نَشِر الرائحة، سهل الجَنْى، على قدر المضغة. وقد أحسن القائل فيه:
انظر إلى التين في الغصون ضُحًى
 
ممزق الجِلد مائل العُنُقِ
كأنه ربّ نِعمةٍ سُلِبت
 
فعاد بعد الجديد في الخَلَق
أصغر ما في النهود أكبره
 
لَكِنْ يُنَادَى عليه في الطرقِ
وقال آخر:
التين يعدِل عندي كل فاكهة
 
إذا انثنى مائلاً في غصنه الزاهي
مُخَمَّش الوجه قد سالت حلاوته
 
كأنه راكع مِن خشية اللَّهِ
 
 
*د يحيى
29 - مايو - 2009
أذواق وفهوم    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ)
 
قوله جلّ ذكره: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ }.

أقسم بالتين لما به من عظيم المِنَّةِ على الخَلْقِ حيث لم يجعل فيه النَّوى، وخَلَّصَه من شائب التنغيص، وجعله على مقدار اللُّقْمة لتكمل به اللذََّة. وجعل في " الزيتون " من المنافع مثل الاستصباح والتأدُّم والاصطباغ به.

{ وَطُورِ سِينينَ }.

الجبل الذي كَلَّمَ الله موسى عليه. ولموضعِ قَدَمِ الأحباب حُرْمةٌ.

{ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ }.
يعني: مكة، ولهذا البلد شرف كبير، فهي بلدُ الحبيب، وفيها البيت؛ ولبيتِ الحبيبِ وبَلَدِ الحبيبِ قَدْرٌ ومنزلة.
قوله جلّ ذكره: { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمِ }.
في اعتدال قامتِه، وحُسْنِ تركيب أعضائه. هذا يدل على أنَّ الحقَّ - سبحانه - ليس له صورة ولا هيئة؛ لأن كلَّ صفةٍ اشتراك فيها الخَلْقُ والحقُّ فالمبالغةُ للحقِّ.. كالعلم، فالأعلمُ اللَّهُ، والقدرة: فالأقدَرُ اللَّهُ فلو اشترك الخَلْقُ والخالقُ في التركيب والصورة لكانَ الأحسن في الصورة اللَّهُ... فلمَّا قال: { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }. عُلِمَ أَنَّ الحقَّ - سبحانه - مُنَزَّةٌ عن التقويم وعن الصورة.
قوله جلّ ذكره: { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }.
أي: إلى أراذل العمر وهو حال الخَرَفِ والهَرَم.ويقال: { أَسْفَلَ سَافِلِينَ }: إلى النار والهاوية في أقبح صورة؛ فيكون أوَّلُ الآيةِ عامّاً وآخرها خاصًّا بالكفَّار.. كما أنَّ التأويلَ الأولَ - الذي هو حال الهَرَم - خاصُّ في البعض؛ إذ ليس كلُّ الناسِ يبلغون حالَ الهَرَم
.
 
*د يحيى
29 - مايو - 2009
ثلاثيات متنوعة:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
    قال الإمام الرازي في مفاتيح الغيب:
  " بم يتصل الباء في قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} وعلام انتصب؟ قلنا فيه ثلاثة أقوال:
   الأول: قال الزجاج: انتصب على معنى أحسنوا بالوالدين إحساناً.
   والثاني: قيل على معنى وصيناهم بالوالدين إحساناً لأن اتصال الباء به أحسن على هذا الوجه ولو كان على الأول لكان. وإلى الوالدين كأنه قيل: وأحسنوا إلى الوالدين.
  الثالث: قيل: بل هو على الخبر المعطوف على المعنى الأول يعني أن تعبدوا وتحسنوا "
*سعيد
31 - مايو - 2009
ثلاثيات متنوعة...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقال الإمام الرازي في مفاتيح الغيب:
"اختلفوا في المراد بقوله تعالى : { وَمِنَ الذين أَشْرَكُواْ } على ثلاثة أقوال:
   قيل: المجوس: لأنهم كانوا يقولون لملكهم: عش ألف نيروز وألف مهرجان، وعن ابن عباس هو قول الأعاجم: زي هزارسال.
  وقيل: المراد مشركوا العرب.
  وقيل: كل مشرك لا يؤمن بالمعاد، لأنا بينا أن حرص هؤلاء على الدنيا ينبغي أن يكون أكثر وليس المراد من ذكر ألف سنة قول الأعاجم عش ألف سنة، بل المراد به التكثير وهو معروف في كلام العرب "
*سعيد
31 - مايو - 2009
ثلاثيات أخرى من تفسير الرازي:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقال الإمام الرازي في مفاتيح الغيب:
  " أما قوله تعالى: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ الله} فاعلم أنه ليس المراد محبة ذاتهم فلا بد من محذوف، والمراد يحبون عادتهم أو التقرب إليهم والانقياد لهم، أو جميع ذلك؛
   وقوله: {كَحُبّ الله} فيه ثلاثة أقوال:
  قيل فيه: كحبهم لله؛
  وقيل فيه: كالحب اللازم عليهم لله؛
  وقيل فيه: كحب المؤمنين لله؛
   وإنما اختلفوا هذا الاختلاف من حيث إنهم اختلفوا في أنهم هل كانوا يعرفون الله أم لا؟ فمن قال: كانوا يعرفون مع اتخاذهم الأنداد تأول على أن المراد كحبهم لله ومن قال: إنهم ما كانوا عارفين بربهم حمل الآية على أحد الوجهين الباقيين إما كالحب اللازم لهم أو كحب المؤمنين لله والقول الأول أقرب لأن قوله: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ الله} راجع إلى الناس الذين تقدم ذكرهم؛
  وظاهر قوله: {كَحُبّ الله} يقتضي حباً لله ثابتاً فيهم، فكأنه تعالى بين في الآية السالفة أن الإله واحد، ونبه على دلائله، ثم حكى قول من يشرك معه، وذلك يقتضي كونهم مقرين بالله تعالى "
*سعيد
31 - مايو - 2009
الآية23 من سورة الإسراء 17    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ)
قوله تعالى: { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ }: يجوز أَنْ تكونَ " أنْ " مفسِّرةً؛ لأنها بعد ما هو بمعنى القول، و " لا " ناهيةٌ. ويجوز أَنْ تكونَ الناصبةَ، و " لا " نافيةٌ، أي: بأنْ لا، ويجوزُ أن تكونَ المخففةَ، واسمُها ضميرُ الشأن، و " لا " ناهيةٌ أيضاً...،
وقرأ الجمهور " قَضَى " فعلاً ماضياً، فقيل: هي على موضوعِها الأصلي: قال ابنُ عطية: " ويكون الضمير في " تَعْبُدوا " للمؤمنين من الناسِ إلى يومِ القيامةِ " وقيل: هي بمعنى أَمَر. وقيل: بمعنى أَوْحَى، وقيل: بمعنى حَكَم، وقيل: بمعنى أَوْجَبَ أو ألزم.
وقرأ بعضُ وَلَد معاذِ بن جَبَل " وقضاء " / اسماً مصدراً مرفوعاً بالابتداء، و { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } خبرُه.
قوله: { وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ... قال الحوفي: الباءُ متعلقةٌ بـ " قضى " ، ويجوز أن تكونَ متعلقةً بفعلٍ محذوفٍ تقديرُه: واَوْصى بالوالدين إحساناً، وإحساناً مصدر، أي: يُحْسِنون بالوالدين إحساناً
وقال الواحديُّ: " الباءُ مِنْ صلة الإِحسانِ فَقُدِّمَتْ عليه كما تقول: بزيدٍ فانْزِلْ ". وقد مَنَعَ الزمخشريُّ هذا الوجهَ قال: " لأنَّ المصدرَ لا يتقدَّم عليه معمولُه ". قلت: والذي ينبغي أن يُقال: إن هذا المصدرَ إنْ عَنَى به أنه يَنْحَلُّ لحرفٍ مصدريٍّ وفِعْلٍ فالأمرُ على ما ذَكَرَ الزمخشريُّ، وإن كان بدلاً مِنَ اللفظ بالفعلِ فالأمرُ على ما قال الواحديُّ، فالجوازُ والمنعُ بهذين الاعتبارين.
وقال ابنُ عطية: " قوله وبالوالدَيْن إحساناً عطف على " أنْ " الأولى، أي: أَمَر اللهُ أَنْ لا تعبدوا إلا إياه، وأن تُحْسِنوا بالوالدَيْن إحساناً ". واختار الشيخُ أَنْ يكون " إحساناً " مصدراً واقعاً موقعَ الفعلِ، وأنَّ " أنْ " مفسرةٌ، و " لا " ناهيةٌ. قال: فيكون قد عَطَفَ ما هو بمعنى الأمرِ على نَهْيٍ كقولِه:
 
   ....
يقولون: لا تَهْلِكْ أَسَىً وتَجَمَّلِ
قلت: وأَحْسَنَ " و " أساء " يتعدِّيان بـ إلى وبالباء. قال تعالى:
وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ }[يوسف: 100] وقال كثِّير عَزِّة:
أسِيْئي بنا أو أَحْسِنِي لا مَلومةٌ
   
.......................
تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
 
قوله عز وجل: { وقضى ربُّك ألاّ تبعدوا إلاّ إياه } معناه وأمر ربك، قاله ابن عباس والحسن وقتادة. وكان ابن مسعود وأبيّ بن كعب يقرآن: { ووصى ربك } قاله الضحاك، وكانت في المصحف: { ووصى ربك } لكن ألصق الكاتب الواو فصارت { وقضى ربك }...


*د يحيى
1 - يونيو - 2009

 
   أضف تعليقك