فِرْيَة على أبي حنيفة. من فيض كلام د. يحي. ( من قبل 4 أعضاء ) قيّم
يزعم بعضهم أنّ أبا حنيفة بلغت روايته للحديث إلى سبعة عشر حديثاً ! وهذه فرية. هذا المرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس ، المتوفَّى عام 1205 قد ذكر لنا في كتابه: (عقود الجواهر المنيفة في أدلة أبي حنيفة) خَمس مئة وخمسةً وخمسين حديثاً في الأحكام يرويها أبو حنيفة بسنده.... قال في صفحة 32 بعد حديث: اقتدوا باللذَينِ من بعدي أبي بكر وعمر. هكذا أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة من طريق يحيى بن نصر، قال: دخلتُ على أبي حنيفة في بيت مملوءٍ كتباً، فقلت: ما هذه ؟ قال: هذه أحاديث كلها، وما حدثتُ به إلا اليسير الذي يُنتفع به. قلت: حدِّثني ببعضها، فأملى عليّ وساق الحديث. وهذا يفيد بأنّ أبا حنيفة كان لا يقِل عن الإمامين: مالك والشافعي ويماثلهم في معرفة أحاديث الأحكام وغيرها. وقد عدّه الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ ج1/158) في جملة الحفاظ..... في كتاب الآثار للإمام أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة، وهو مطبوع في مصر عام 1355، وقد عُنيتْ بنشره لَجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن. وهو رواية يوسف عن أبيه يعقوب عن الإمام أبي حنيفة، وفيه 1066 حديثاً. والكتاب طبع على نقص قليل في آخره كما ذكر ذلك ناشروه في آخر الكتاب. ولو وُجد باقيه لزادت أحاديثه على هذا العدد قطعاً. وفي مسند أبي حنيفة المطبوع في مصر عام 1327 ، ذكر في آخره أنه من رواية الحصكفي، وهو مرتب على الأبواب، وعدد أحاديثه 523 حديثاً..... هذا، وقد رد هذه الفرية العظيمة مؤلفو تاريخ التشريع الإسلامي، من مثل: عبد اللطيف محمد السبكي، ومحمد علي السايس، ومحمد يوسف البربري. وهؤلاء مدرسون علماء في الجامع الأزهر، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة. |