مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : شرح بيت شعريّ    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 هدى 
24 - مايو - 2009
شرح بيت الفرزدق الآتي:
ولئن رغبتَ سوى أبيكَ لترجعن     عبدًا إليه كأنّ أنفك دمّلُ



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
دمل    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم
 
البحث في لسان العرب


البحث عن جذر دمل في لسان العرب

الدَّمَالُ: التمر العَفِن الأَسود الذي قد قَدُم، يقال: جاء بتمر دَمَال، والدَّمَالُ فساد الطلع قبل إِدْراكه حتى يَسْوَدّ. والدَّمَال: ما رَمَى به البحرُ من الصَّدَف والمناقِيف والنَّبَّاح. الليث: الدَّمال السِّرْقِينُ ونحوُه، وما رَمَى به البحرُ من خُشارة ما فيه من الخَلْق مَيِّتاً نحو الأَصداف والمَناقِيف والنَّبَّاح، فهو دَمَال؛ وأَنشد:
دَمالُ البُحورِ وحيِتانُها
وقول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلي:
خَيال لعَبْدَة قد هـاجَ لـي خَبالاً من الدَّاء، بعدَ انْدِمالِ
قال: الاندمالُ الذَّهابُ. انْدملَ القَوْمُ إذا ذهبوا. والدَّمال: ما تَوَطَّأَتْهُ الدابة من البعر والوَأْلةِ وهي البعر مع التراب؛ قال:
فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال ومُظْلِماً ليس على دَمال
وقد فسر هذا البيت في موضعه. والدَّمال، بالفتح: السِّرجين ونحوه.
ودَمَل الأَرضَ يَدْمُلُها دَمْلاً دَمْلاً ودَمَلاناً وأَدْمَلَها: أَصْلَحها بالدَّمال، وقيل: دَمَلها أَصْلَحها، وأَدْمَلَها: سَرْقَنَها.
والدَّمَّال: الذي يُدْمِل الأَرض يُسَرْقِنُها. وتَدَمَّلَتِ الأَرضُ: صَلَحت بالدَّمال؛ أَنشد يعقوب:
وقد جَعَلَتْ منازِلُ آل لَيْلى وأُخْرَى لم تُدَمَّلْ يَسْتَوِينا
وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص: أَنه كان يَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة؛ قال الأَحمر: يَدْمُل أَرْضَه أَي يُصْلِحُها ويُحْسِن معالجتها بها وهي السِّرْجِين؛ ومنه قيل للجرح: قد انْدَمل إذا تَماثَل وصَلَح. ودَمَل بين القوم يَدْمُل دَمْلاً: أَصْلح. وتَدامَلوا: تصالحوا؛ قال الكميت:
رَأَى إِرَةً منها تُحَشُّ لِفتْـنة وإِيقاد راجٍ أَن يكون دَمالَها
يقول: يرجو أَن يكون سبب هذه الحرب كما أَن الدَّمَالَ يكون سبباً لإِشعال النار.
والدُّمَّلُ: واحد دَماميل القُروح. والدُّمَلُ: الخُرَاجُ على التَّفاؤل بالصَّلاح، والجمع دَمامِيلُ نادر. ودَمِل جُرحُه وانْدَمَلَ بَرِيءَ والتَحم وتَماثَل؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
فكيفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قـلـتُ: أَشْـرَفَـتْ على البُرْءِ من دَهْماء، هِيضَ اندِمالُها?
ودَمَله الدَّواءُ يَدْمُله؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
وجُرْحُ السيفِ تَدْمُلُه فَـيَبْـرا ويَبْقَى الدَّهْرَ، ما جَرَح اللِّسانُ
والانْدِمال: التَّماثُل من المرض والجُرْحِ، وقد دَمَلَه الدَّواءُ فانْدَمَل. وفي حديث أَبي سَلمةَ: دَمِل جُرْحُه على بَغْيٍ ولا يَدْري به أَي انخَتَم على فساد ولا يعلم به. والدُّمَّل: مستعمل بالعربية يجمع دَمامِيل؛ وأَنشد:
وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ
وقيل لهذه القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلى البُرْء والانْدِمال ما هي.
وانْدَمَل المريض: تماثَل، واندمَل من وجَعه كذلك، ومن مرَضه إذا ارتفع من مرضِه ولم يَتِمِّ بُرْؤه. والدَّمْل: الرِّفْق. ودامَلَ الرجلَ: داراه ليُصْلح ما بينه وبينه؛ قال أَبو الأَسود:
شَنِئْتُ من الإِخْوان من لستُ زائِلاً * أُدامِلُه دَمْلَ السِّقاء الـمُـخَـرَّقِ
والمُدامَلةُ: كالمُداجاة؛ وأَنشد ابن بري لابن الطَّيْفان الدارِمي. والطَّيْفانُ أُمُّه:
ومَوْلىً كمَوْلى الزِّبْرِقان دَمَلْـتُـه * كما اندَمَلَتْ ساقٌ يُهاضُ بها الكَسْر
ويقال: ادْمُل القومَ أَي اطْوِهم على ما فيهم، ويقال للسِّرْجين الدَّمال لأَن الأَرض تُصْلَح به.
*د يحيى
25 - مايو - 2009
هاهوذا شرح البيت يا أستاذة هدى.    ( من قبل 28 أعضاء )    قيّم
 
الفرزدق يهجو جريراً...فبعد أن أخبرنا بأنّ جريراً يودّ أن ينتسب إلى قوم الفرزدق ( بني دارم)، بيّن له أنه عبدٌ ، والعبد يعمد إلى انتحال النسب ؛ لأنه ليس له أن يفخر بنسب أبيه.
ثم قال له :
ليس الكرام بناحِلِيكَ أباهُمُ * حتى تُرَدَّ إلى ( عَطيّةَ) تُعتَلُ
و( تُعتل) : تُزجَر رغم أنفك. إنه ينتحل آباء الآخَرين كالعبد يُرغِمونه على العودة إلى أصله الوضيع بأبيه : ( عطية). ثم قال له :
وزعمتَ أنكَ قد رضِيتَ بما بنى * فاصبِرْ فما لكَ عن أبيكَ مُحَوَّلُ
يقول : إنك فاخرتَ حيناً بأبيك وما ابتنى من المعالي ، فما عليك إلا أن تقيم على ذلك معتمداً الصبر ، فليس لك مندوحةٌ عن أبيك.
ثم يأتينا يا أخت هدى البيت :
             ولئن رغِبتَ سوى أبيكَ لَتَرجِعَنْ * عبداً إليه، كأنّ أنفَكَ دُمَّلُ
يُقسم ويشترط = ( لئن) : أقسم بالله إن مِلْتَ إلى الانتساب إلى غير أبيك ، إنك واللهِ= ( لَترجعنْ) إلى أبيك ، وانتسابك إلى أبيك أشفى وأرحم. ( انظري أخت هدى إلى معنى القُرح الدّمَّل ، مادة/ دمل).
 
( إيليا الحاوي : شرح ديوان الفرزدق ، ج2، ص 325) . الله معك ، ووفقكِ اللهُ يا أستاذة هدى.
*د يحيى
25 - مايو - 2009
فرية على أبي حنيفة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يزعم بعضهم أنّ أبا حنيفة بلغت روايته للحديث إلى سبعة عشر حديثاً ! وهذه فرية . هذا المرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس ،  المتوفَّى عام 1205 قد ذكر لنا في كتابه : ( عقود الجواهر المنيفة في أدلة أبي حنيفة) خَمس مئة وخمسةً وخمسين حديثاً في الأحكام يرويها أبو حنيفة بسنده....
 قال في صفحة 32 بعد حديث: اقتدوا باللذَينِ من بعدي أبي بكر وعمر . هكذا أخرجه أبو نعيم  في مسند أبي حنيفة من طريق يحيى بن نصر ، قال : دخلتُ على أبي حنيفة في بيت مملوءٍ كتباً ، فقلت : ما هذه ؟ قال : هذه أحاديث كلها ، وما حدثتُ به إلا اليسير الذي يُنتفع به. قلت : حدِّثني ببعضها ، فأملى عليّ وساق الحديث .
وهذا يفيد بأنّ أبا حنيفة كان لا يقِل عن الإمامين : مالك والشافعي ويماثلهم في معرفة أحاديث الأحكام وغيرها .
* * وقد عدّه الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ ج1/158) في جملة الحفاظ.....
·      في كتاب الآثار للإمام أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة ، وهو مطبوع في مصر عام 1355 ، وقد عُنيتْ بنشره لَجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن. وهو رواية يوسف عن أبيه يعقوب عن الإمام أبي حنيفة ، وفيه 1066 حديثاً . والكتاب طبع على نقص قليل في آخره كما ذكر ذلك ناشروه في آخر الكتاب. ولو وُجد باقيه لزادت أحاديثه على هذا العدد قطعاً .
·      وفي مسند أبي حنيفة المطبوع في مصر عام 1327 ، ذكر في آخره أنه من رواية الحصكفي ، وهو مرتب على الأبواب ، وعدد أحاديثه 523 حديثاً.....
·      هذا ، وقد رد هذه الفرية العظيمة مؤلفو تاريخ التشريع الإسلامي ، من مثل : عبد اللطيف محمد السبكي ، ومحمد علي السايس ، ومحمد يوسف البربري . وهؤلاء مدرسون علماء في الجامع الأزهر ، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة .
*د يحيى
27 - مايو - 2009
فِرْيَة على أبي حنيفة. من فيض كلام د. يحي.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم
 
 
  يزعم بعضهم أنّ أبا حنيفة بلغت روايته للحديث إلى سبعة عشر حديثاً !
 وهذه فرية. هذا المرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس ،  المتوفَّى عام 1205 قد ذكر لنا في كتابه: (عقود الجواهر المنيفة في أدلة أبي حنيفة) خَمس مئة وخمسةً وخمسين حديثاً في الأحكام يرويها أبو حنيفة بسنده....
 قال في صفحة 32 بعد حديث: اقتدوا باللذَينِ من بعدي أبي بكر وعمر. هكذا أخرجه أبو نعيم  في مسند أبي حنيفة من طريق يحيى بن نصر، قال: دخلتُ على أبي حنيفة في بيت مملوءٍ كتباً، فقلت: ما هذه ؟ قال: هذه أحاديث كلها، وما حدثتُ به إلا اليسير الذي يُنتفع به. قلت: حدِّثني ببعضها، فأملى عليّ وساق الحديث.
وهذا يفيد بأنّ أبا حنيفة كان لا يقِل عن الإمامين: مالك والشافعي ويماثلهم في معرفة أحاديث الأحكام وغيرها.
  وقد عدّه الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ ج1/158) في جملة الحفاظ.....
      في كتاب الآثار للإمام أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة، وهو مطبوع في مصر عام 1355، وقد عُنيتْ بنشره لَجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن. وهو رواية يوسف عن أبيه يعقوب عن الإمام أبي حنيفة، وفيه 1066 حديثاً. والكتاب طبع على نقص قليل في آخره كما ذكر ذلك ناشروه في آخر الكتاب. ولو وُجد باقيه لزادت أحاديثه على هذا العدد قطعاً.
       وفي مسند أبي حنيفة المطبوع في مصر عام 1327 ، ذكر في آخره أنه من رواية الحصكفي، وهو مرتب على الأبواب، وعدد أحاديثه 523 حديثاً.....
       هذا، وقد رد هذه الفرية العظيمة مؤلفو تاريخ التشريع الإسلامي، من مثل: عبد اللطيف محمد السبكي، ومحمد علي السايس، ومحمد يوسف البربري. وهؤلاء مدرسون علماء في الجامع الأزهر، رحمهم الله تعالى رحمة واسعة.
*سعيد
27 - مايو - 2009
سؤال يا دكتور يحي جزاك المولى كل خير...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
     ذكرت أستاذي في تعليقك ـ (وأنا أتأسف على تدخلي في تعديل الكتابة لأنها كانت غير واضحة) ـ أن  تقليل الرواية عن أبي حنيفة فرية عليه.
     والسؤال: هل كان أبو حنيفة محدثا؟
*سعيد
27 - مايو - 2009
سأقف عند ما سمعتُه بأذنيّ الاثنتين ؛ فأنا فقير .    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
* قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه أن قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما اندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيراً من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفى عام(183هـ/799مومحمد ابن الحسن الشيباني المتوفى في عام(189هـ/805موزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.
 
الجواب : قبل خمسة وأربعين عاماً طُُرح سؤالك يا أخي سعيد على علامة حلب الشهباء المرحوم -إن شاء الله تعالى- ( عبد الفتاح أبو غُدَّة) وكنت طالباً في الصف العاشر، وملازماً جلساته بعد صلاة الجمعة ...فقال : " كل فقيه محدّث ، وليس كلُّ محدث فقيهاً ". وقبل ثمانٍ وعشرين عاماً ، وأنا في الرياض، سمعتُ العالم الشيخ علي الطنطاوي، رحمة الله عليه ، في برنامج ( نور وهداية) الذي يذاع في السعودية بعد صلاة الجمعة ، نعم سمعته يجيب : شيخه حمّاد ، وابن تلميذ النعمان حماد....والفقيه محدّث ،إنه محدِّث محقق ، والفِرية زارته في الظلام ، وسكنت في عظام بعض الكتب ولاسيما مقدمة ابن خلدون- غفر الله له-".
وأقول : الله- تعالى -أعلم ، ثم مَن كانت بضاعته تؤهله ، فيصحح لي ماسمعته مع الدعاء له والامتنان. وتقبلوا احترامي.
 
 
 
*د يحيى
27 - مايو - 2009
لماذا هذا ؟ أختي ضياء خانم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أختي الغالية الست ضياء خانم . السلام عليكم . أرجو الله تعالى أن تكوني والأسرة الكريمة والأهل والأحباب والأصحاب بألف خير..... هل أنتم بخير ؟
 
أرجوك أن تتكرمي بحذف اللقطتين المكررتين اللتين تفضل الأخ سعيد بإيضاحها ، وكذلك توضيح لقطتي الأخيرة بعنوان : " سأقف عند ما سمعته...".
 لكِ سلام ودعاءٌ من أمي الحبيبة الغالية ، وزوجتي العزيزة أم بشار . ولا تقطعينا أو تقاطعينا .
*د يحيى
27 - مايو - 2009
سأقف عند ما سمعتُه بأذنيّ الاثنتين ؛ فأنا فقير (من فيوضات شيخنا د.يحيى المصري)    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
لا أدري ما المشكلة عند شيخنا
ولكن ها أنذا أعيد نسخ مداخلته القيمة
يقول د.يحيى:
لا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
* قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه أن قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما اندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيراً من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفى عام(183هـ/799مومحمد ابن الحسن الشيباني المتوفى في عام(189هـ/805موزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.
 
الجواب : قبل خمسة وأربعين عاماً طُُرح سؤالك يا أخي سعيد على علامة حلب الشهباء المرحوم -إن شاء الله تعالى- ( عبد الفتاح أبو غُدَّة) وكنت طالباً في الصف العاشر، وملازماً جلساته بعد صلاة الجمعة ...فقال : " كل فقيه محدّث ، وليس كلُّ محدث فقيهاً ". وقبل ثمانٍ وعشرين عاماً ، وأنا في الرياض، سمعتُ العالم الشيخ علي الطنطاوي، رحمة الله عليه ، في برنامج ( نور وهداية) الذي يذاع في السعودية بعد صلاة الجمعة ، نعم سمعته يجيب : شيخه حمّاد ، وابن تلميذ النعمان حماد....والفقيه محدّث ،إنه محدِّث محقق ، والفِرية زارته في الظلام ، وسكنت في عظام بعض الكتب ولاسيما مقدمة ابن خلدون- غفر الله له-".
وأقول : الله- تعالى -أعلم ، ثم مَن كانت بضاعته تؤهله ، فيصحح لي ماسمعته مع الدعاء له والامتنان. وتقبلوا احترامي.
*عمر خلوف
28 - مايو - 2009

 
   أضف تعليقك