ذكرٌ مرفوع في الأرض في العالمين ، ومرفوع عند أهل السماء، فالملائكة يذكرونه في الملأ الأعلى ( إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) {الأحزاب:56} . كما رفع ذكره بتوجيه الخطاب إليه بمثل { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ } {المائدة:67} }، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ } {الأنفال:64} يرفع ذكره عند كل عبادة، كل عبادة مرفوع فيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن كل عبادة لابد فيها من شرطين أساسيين هما: الإخلاص لله تعالى، والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام. [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31} - قال أبو بكر بن عياش : من جلس للناس، جلس الناس إليه . ولكن أهل السنة يموتون، ويحيا ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول ، فكان لهم نصيبٌ من قوله : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }. - قال ابن عباس رضي الله عنهما :قال الله : إذا ذُكرتُ ذُكرتَ معي فيقال لا إله إلا الله محمد رسول الله في شهادة الإسلام وفي الآذان وفي الخطب([1]) وفي الصلاة الإبراهيمية والتشهدات وغير ذلك. وقد روى يونس عن شيبان عن قتادة ورفعنا لك ذكرك قال رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ابتدأها اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله. وقال عبد بن حميد اخبرني عمرو بن عون عن هشيم عن جويبر عن الضحاك ورفعنا لك ذكرك قال : إذا ذُكِرتُ ذُكِرتَ معي ، ولا يجوز خطبة ولا نكاح إلا بذكرك. - وقال عبد الرازق عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ورفعنا لك ذكرك قال لا أُذكر إلا ذُكِرت معي : الآذان أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله([2]) . - عن قتادة : { ورفعنا لك ذكرك } فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ابدؤوا بالعبودية وثنوا بالرسالة ) ، قال معمر : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده : فهذا العبودية ورسوله أن يقول عبده ورسوله ([3]) _____________________________________________ [1] ) قال الشافعي وأحمد في المشهور من مذهبهما لا تصِح الخطبة إلا بالصلاة عليه. صلى الله عليه وسلم عدد خلق الله ورضا نفسه ومداد كلماته. [2] ) فضل الصلاة على النبي - الجهضي ، قال الإمام الألباني صحيح(83) [3] ) فضل الصلاة على النبي - الجهضي ، قال الإمام الألباني صحيح . المصدر : شبكة المنهاج الإسلامية . |