بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أحبتي : الإحسان هو أعلى المقامات للسالك إلى الله,مصداقاً لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم {"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"}عند الإمام البخاري ومسلم . الإحسان هو الخلاص الفردي المتمثل بالإقبال على الله عبادةً وعبودية, افتقاراً واعتذاراً, تذللاً وانكساراً, يقول سبحانه وتعالى{"أنا مع المنكسرة قلوبهم من أجلي"}. احرص أخي الكريم أن يكون قلبك لله, لأنه محل نظر الله. لهذا أضع بين أيديكم أحبتي الكرام جزء يسير من فقرة المنزلة العظمى من كتاب الإحسان الجزء الأول الصفحة 347 للكاتب الجليل : الأستاذ عبد السلام ياسين, نفعنا الله به في الدنيا صحبةً وجهاداً, وفي الآخرة معاداً . يقول الأستاذ عبد السلام ياسين:{"في هذا الفصل أُحدِّثُ طالب الحق العزيز عن الركن "الذاتي" والشرط الأول للسلوك، ألا وهو صدقه هو وطلبه ونيته. من أراد من الله حرث الدنيا آتاه منها، ومن أراد من الله حرث الآخرة زاد له في حرثه. ومن لا يدعو الله يغضب عليه الله، ومن لا يسأل الله لا يعطيه الله. وإرادة وجه الله خالصا فوق ما يطلبه عادةً المسلمون"}. قلت : اسمع أخي وأختي وأنا معكم كيف سمَّع مسامع قلوبنا ,وهذا رجائنا في الله. الإشارة من هذا الكلام وقوفي على صدقي وطلبي ونيتي, وماهي غايتي وقصدي,أهي دنيا زائلة أم هي آخرة مخلوقة, أم الله الخالق, والله خير وأبقى. يقول الأستاذ عبد السلام ياسين{" إرادة وجه الله، والصدق في طلبه، والسير إليه مطلب تستوفيه من يد القدر على يد اللقاء المقدَّر، فِطَرُ من خصهم الله بسابقة ولايته. وقد تكون نقطةُ البداية وقرعة اليقظة كتاباً يسألك مصنفه: هبْ أن الله جلت عظمته توَّج جهود العاملين للإسلام، وأنت منهم، بالتمكين في الأرض للجماعة التي نصرتَها، فما حظك أنت من عطائه. وما مرتبتك بين أوليائه؟ أعطاك ما سألت حين سعيت بالجهد الدائب الصابر لإقامة دولة الإسلام في الأرض، فأين أنت في معارج الإيمان والإحسان؟ كيف نسيت مصيرك أثناء الاشتغال بمصير المسلمين؟ إنما الأعمال بالنيات يا صاح، وإنما لكل امرئ ما نوى. فهل كانت هجرتك إلى الله ورسوله حقا أم كانت هجرتك إلى دنيا عاجلة وقفت في محطة ما من محطاتها؟ حتى دولة الإسلام إن نصرتها في غفلة عن الله دنيا في حقك، نصرت المسلمين لم تنصر الله. وإن الله ليؤيد هذا الدّين بالرجل الفاجر كما روى الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا. اللهم استخلصنا لنفسك"}. قلت: فاز الأولون من الأنصار والمهاجرين بمجالسة المصحوب الأعظم, سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة,فشربت قلوبهم من قلبه ومن فيضه ومعينه الفياض, نوراً رفعهم به الله, حتى أصبحوا رجال وأي رجال حتى حقّ فيهم قوله تعالى {" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"}. هذه هي الصحبة وهذا هو المصحوب , نِعْمَ المصحوب ونِعْمَ الصاحب,فهل في الأمر بقية, هذا ما يطرقه عليك الكتاب نعم, العلماء ورثة الأنبياء والصحبة مفتاح,إبكي على مولاك واسأله أن يقيض لك من يدلك عليه. الصحبةُ تخلصك وترفعك عن حضوض النفس , وعن حب الرئاسة والظهور ,وعن حركة الجسد بلا روح . التربية التربية التربية. الصحبة هي الجامعة المانعة الرائعة لخير الدنيا والآخرة, يقول سيدنا معاذ رضي الله عنه وأرضاه{"ابدأ بنصيبك من الآخرة ليمر بنصيبك من الدنيا ,وينظمه لك انتظاماً"} تمعن في كتاب الإحسان رويداً رويداً بقلبك وصفاء سريرتك تجد بغيتك. اللهم آمين ماهي المنزلة العظمى أحبتي اسمع معي :يقول الأستاذ عبد السلام ياسين{" فاتك تصحيح النية والصدق في الطلب والصواب في التوجه. وتلك هي المنزلة العظمى. لا يغنيك تألّق مصير الجماعة، ولا تمكين دين الله في الأرض، ولا فلاح من أفلح، ولا اختلاف من اختلف إن لم تتحقق لك أنت مع الله جل شأنه رابطة العبودية والمحبة والقربة لتكون من الذين إن تقربوا إليه شبرا تقرب إليهم باعا، وإن تقربوا إليه بالفرض والنفل صادقين صابرين منتظرين داعين راجين خائفين قربهم وكان سمعهم وبصرهم ويدهم ورجلهم. ويحك! إن لم تصحح القصد وتصدُقْ في الطلب قيل لك يوم يكلَّل هامُ الأمة بتاج الخلافة في الأرض: قم، فقد استوفيت حقك، ونلت ما كتب لك، وأُعْطيتَ سُؤْلك، لم تطلب الله يوما. ومن فاته الله فاته كل شيء. ويحك! طلبت منه النصر والجنة، ما طلبت قربه والنظر إلى وجهه! وما طلبت مقعد الصدق عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ضاع عمرك! يا أخي! إن أردت أن يكون الله معك فالزم الصدق لأن الله مع الصادقين، كما جاء في القرآن الكريم. إن أردت أن ينصرك فانصره، إن أردت أن يذكرك فاذكره، إن أردت أن يستجيب لك فادعُه. هذه المعاملة معه سبحانه لا تثبت مع رياح الهوى العاصفة بالنفوس الخاوية، لذلك نصحك سبحانه حيث قال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.(سورة التوبة، الآية: 119)"}. أختم لكم احبتي بأبيات للأستاذ الحبيب عبد السلام ياسين: حَفظتُ العَهد ما خُنت الأمانه فَحِفظ العهدِ أصلٌ للدِّيانهْ نذرتُ دَمي دفاعا عن حِماهَا ورَفضاً للخُنوع والاستكانَهْ فها أنا ذا بِمُعْتَرَك المَنايا عَلِيَّ القدْر مُرتفعَ المَكانهْ اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما صليت على آل سيدنا ابراهيم إنك حميد مجيد. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما كتبنا وقرأنا وأن يصحح لنا قصدنا وعلى الله قصد السبيل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |