مجلس : العلوم عند العرب

 موضوع النقاش : عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ     قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 الدكتور مروان 
10 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
 
                                    "مجد التاجر في كيسه ، ومجد العالم في كراريسه" الزمخشري
 
كان أكبر عشاق الكتب المولعين بها ولعا شديدا في القرن الثالث الهجري الجاحظ وكثيرا ما يذكر بذلك ن والفتح بن خاقان ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي .
 
فأما الجاحظ فإنه لم يقع بين يديه كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان ، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر ن وقد حكى بعض المؤرخين أنه مات في حب الكتب ، فقد روي أنه مات بوقوع مجلد عليه ، وكان من عادته أن يضعها كالحائط محيطة به ، وكان عليلا فسقطت عليه فقتلته .
 
وأما الفتح بن خاقان فكان من كبار رجال دار الخلافة ، فإنه كان يحضر لمجالسة المتوكل ، فإذا أراد القيام لحاجة أخرج كتابا من كمه أو خفه وقرأه في مجلس المتوكل إلى عوده إليه .
 
وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه إلا رأيته ينظر في كتاب أو يقلب كتبا أو ينفضها . (1)
 
وفي سنة 275هـ  توفي السجستاني المحدث ، وكان له كم واسع وكم ضيق ، فقيل له في ذلك فقال الواسع للكتب والآخر لا أحتاج إليه . (2)
 
وقد عمل علي بن المنجم وكان ممن يجالس الخلفاء حوالي منتصف القرن الثالث الهجري خزانة كتب عظيمة في ضيعته ، وسماها خزانة الحكمة ، وكان يقصدها الناس من كل بلدة فيقيمون فيها ويتعلمون منها صنوف العلم ، والكتب مبذولة لهم والصيانة مشتملة عليهم ، والنفقة في ذلك من مال علي بن يحيى ، فقدم أبو معشر المنجم من خرسان يريد الحج ، وهو إذ ذاك لا يحسن كبير شيء من النجوم ، فوصفت له الخزانة ، فمضى ورآها وهاله أمرها ، فأقام بها وأضرب عن الحج ، وتعلم فيها علم النجوم ، وأغرق فيه حتى ألحد وكان ذلك آخر عهده بالحج والدين والإسلام أيضا . (3)
 
وفي سنة 282هـ توفي أحد علماء أصفهان وكبار أصحاب الضياع فيها ، ويقال إنه أنفق في شراء كتبه ثلثمائة ألف درهم . (4)
 
وفي سنة 312هـ توفي حمد بن نصر الحاجب وخلف كتبا بأكثر من ألفي دينار. (5)
 
وفي سنة 357هـ صودر حبشي بن معز الدولة لأنه أراد عصيان أخيه أمير بغداد ، فكان من جملة ما أخذ منه خمسة عشر ألف مجلد سوى الأجزاء مما ليس بمجلد . (6)
 
 ...................................................... 

(1) الفهرست للنديم 208 ، ومعجم الأدباء 16/75 ، وأمالي المرتضى 1/194             (4) تاريخ أصفهان لأبي نعيم 100
(2) تهذيب ابن عساكر 6/248 وتاريخ بغداد 9/58                                               (5)عريب
(3) معجم الأدباء 15/157                                                                            (6) مسكويه 6/314 ، وابن الأثير
 
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
 
 

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ ( 2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ


(2)


"كتــب العــالم ؛ خلاياه التي يعيش بها"


وفي سنة 355هـ نهب قوم من الغزاة دار الوزير أبي الفضل ابن العميد بالري ، فلما انصرف إلى داره ليلا لم يجد فيها ما يجلس عليه ، ولا كوزا واحدا يشرب فيه ، وكان ابن مسكويه المؤرخ في ذلك الحين خازنا لكتب ابن العميد وهو يقص علينا القصة ، فيقول :
فأنفذ إليه أبو حمزة العلوي فرشا وآلة ، واشتغل قلب الوزير ابن العميد بدفاتره ، ولم يكن شيء أعز عليه منها ، وكانت كثيرة فيها كل علم وكل نوع من أنواع الحكم الآداب ، يحمل على مائة وقر ، فلما رآني سألني عنها فقلت :
هي بحالها لم تمسسها يد ، فسري عنه وقال : أشهد أنك ميمون النقيبة ، أما سائر الخزائن فيوجد منها عوض ، وهذه الخزانة هي التي لا عوض منها ، ورأيته قد أسفر وجهه وقال : باكر بها غدا إلى الموضع الفلاني ففعلت ، وسلمت بأجمعها من بين جميع ماله . (1)


وقد استدعى السلطان نوح بن منصور الساماني الصاحب بن عباد المتوفي 384هـ ليوليه وزارته فكان مما اعتذر به أنه لا يستطيع حمل أمواله ، وأن عنده من الكتب وكتب العلم خاصة ما يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر ، وكان فهرس كتبه يقع في عشرة مجلدات . (2)

وكان القاضي أبو المترف المتوفي 402هـ قاضي الجماعة بقرطبة ، وقد جمع من الكتب في أنواع العلم مالم يجمعه أحد من أهل عصره الأندلس ، وكان له ستة وراقين ينسخون له دائما ، وكان متى علم بكتاب حسن عند أحد من الناس طلبه ليشتريه منه وبالغ في ثمنه ، وكان لا يعير كتابا من أصوله البتة ، وإذا سأله أحد ذلك وألحف عليه أعطاه للناسخ فنسخه وقابله ودفعه إلى المستعير ، ويحكى أن أهل قرطبة اجتمعوا لبيع كتبه عاما كاملا في مسجده ، واجتمع من ثمنها أربعون ألف دينار . (3)

ولما أراد البرقاني العالم البغدادي المتوفي 425هـ أن ينتقل احتاج إلى ستين من الأعدال ، وإلى صندوقين ليحمل فيها كتبه عند انتقاله . (4)

وقد دخل أبو يوسف القزويني المعتزلي المتوفي 488هـ بغداد ومعه عشرة جمال عليها كتب . (5)

ويحكى عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي الفقيه الشافعي المتوفي 323هـ أنه أسس دارا للعلم في بلده ، وجعل فيها خزانة كتب من جميع العلوم وقفا على كل طالب علم ، لا يمنع أحد من دخولها ، وإذا جاءها غريب يطلب الأدب ، وكان معسرا أعطاه ورقا وورقا ، وكان ابن حمدان يجلس فيها ويجتمع إليه الناس فيملي عليهم من شعره وشعر غيره ، ثم يملي حكايات مستطابة وطرفا من الفقه وما يتعلق به . (6)

وقد عمل القاضي ابن حبان المتوفي 354هـ في مدينة نيسابور دار للعلم وخزانة كتب ومساكن للغرباء الذين يطلبون العلم وأجرى لهم الأرزاق ، ولم تكن الكتب تعار خارج الخزانة . (7)

وقد أنشأ أبو علي بن سوار الكاتب أحد رجال حاشية عضد الدولة المتوفي في 372هـ دار كتب في مدينة رام هرفر على شاطيء بحر فارس ، كما بنى دار أخرى بالبصرة وجعل فيها إجراء على من قصدها ولزم القراءة والنسخ فيهما ، وكان في الأولى منهما أبدا شيخ يدرس علم الكلام على مذهب المعتزلة . (8)

....................................

(1) مسكويه 6/286
(2) معجم الأدباء 6/259
(3) الصلة لابن بشكوال 1/304
(4) الأعلام 1/212 ، واللباب 1/113 ، وتاريخ بغداد 4/373
(5) المنتظم 9/89 و 90
(6) معجم الأدباء 7/193
(7) الأعلام 6/78 ، ومعجم البلدان 1/418
(8) المقدسي 413 ، والفهرست

يتبع ـ بمشيئة الله ـ


*الدكتور مروان
11 - أبريل - 2009
للأهميــــــــــــة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

( في الأصل هذه مقتطفات من كتاب كبير يقع في نحو سبعمائة صفحة (وما زال مخطوطا) ، وقد آثرت نشر هذه المقتطفات ؛ لما لها من أهمية في تراثنا الإسلامي ، وهو علالة ريثما يتم طبع الكتاب كاملا ، بمشيئة الله تعالى ) .
*الدكتور مروان
11 - أبريل - 2009
وفقك الله يا شيخنا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وفقك الله شيخنا الفاضل
د.مروان العطية
وأثابك بركة في علمك وعملك
 
*عمر خلوف
12 - أبريل - 2009
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ (3)     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ
(3 )


وفي سنة 383هـ أسس أبو نصر سابور بن أردشير وزير بن بويه دار للعلم في الكرخ غربي بغداد ، ونقل إليها كتبا كثيرة إشتراها وجمعها ، وكان بها مائة نسخة من القرآن بأيدي أحسن النساخ ، هذا إلى عشرة آلاف وأربعمائة مجلد أخرى معظمها بخط أصحابها أو من الكتب التي كان يملكها رجال مشهورون ، ورد النظر في أمرها ومراعاتها والإحتياط عليها إلى رجلين من العلويين يعاونهما أحد القضاة . (1)

وكذلك اتخذ الشريف الرضي المتوفي في 406هـ نقيب العلويين والشاعر المشهور دارا سماها دار العلم ، وفتحها لطلبة العلم ، وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه .

وكان للصولي الأديب والشاعر والناقد المتوفي 335هـ مكتبة كبيرة وكان له بيت عظيم مملوء كتبا وكان يقول كل هذه الكتب سماعي . (2)

وكان لمحمد بن نصر المروزي خزانة كتب عظيمة وفي إحدى رحلاته غرقت سفينته في البحر فذهب منه ألفا جزء . (3)

ويحكى عن الإمام الغزالي حجة الإسلام المتوفي في 505هـ قوله : قُطعت علينا الطريق وأخذ العيارون ما معي ومضوا ، فتبعتهم فالتفت إلي مقدمهم وقال : إرجع ويحك وإلا هلكت ، فقلت له : أسألك بالذي ترجوا السلامة منه أن ترد عليَّ تعليقتي فقط ، فما هي بشيء تنتفعون به ،فقال لي : وما هي تعليقتك؟ ، فقلت : كتب في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها ، فضحك وقال : كيف تدعي أنك عرفت علمها؟ وقد أخذناها منك فتجردت منها وبقيت بلا علم ! ثم أمر بعض أصحابه فسلم لي المخلاة . (4)

وقد أفادت هذه الحادثة الغزالي وأعطته درسا عظيما وجعلته يحفظ كل ما يعلقه بحيث لو قطع عليه الطريق ثانية لا يتجرد من علمه .

وفي خبر طريف عن ابن الدهان النحوي البغدادي المتوفي سنة 569هـ وقد كان سيبويه عصره فترك بغداد وأقام في الموصل وكانت كتبه قد تخلفت ببغداد فاستولى الغرق تلك السنة على البلد ‘ فسير من يحضرها إليه إن كانت سالمة ، فوجدها قد غرقت! ، وكان خلف داره مدبغة فغرقت أيضا ، وفاض منها الماء إلى داره فتلفت الكتب بهاذا السبب زيادة على إتلاف الغرق ، وكان قد أفنى في تحصيلها عمره ، فلما حملت إليه تلك الصورة أشاروا عليه أن يطيبها بالبخور ، ويصلح منها ما يمكن ،فبخرها باللاّ ذَن (5) ، ولازم ذلك إلى أن بخرها بأكثر من ثلاثين رطلا لاذنا ، فطلع ذلك إلى رأسه وعينه ، فأحدث له العمى وكف بصره!

ونلاحظ تضحية العلماء في سبيل اقتناء الكتب وشرائها وبذل الغالي والرخيص في سبيلها فإن سند بن علي سرق دابة أبيه ـ في حادثة طريفة ـ وباعها بسرجها ولجامها واشترى بثمنها كتاب الالمجسطي رغم صغر سنه . (6)

الكتب عند النساء هي الضرائر المضادة ، فأول ما تمسهن الضائقة يتجه تفكيرهن إلى بيعها وإخراجها من البيت ، والكتب عند العلماء هي الإخوان والأعوان ، فإذا مستهم الضائقة صبروا على الجوع والعري والفقر ولم يصبروا على فراق الكتب وإخراجها! (7)

قال هشام بن عروة بن الزبير : أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له ، فكان يقول بعد ذلك :
لأن تكون عندي أحب إليّ أن يكون لي مثل أهلي ومالي . (8)

.....................................

1) المنتظم 7/172 ، وقد أحرقت هذه الدار عام 450هـ ابن الأثير
(2) المنتظم 6/359
(3) تاريخ بغداد 3/317
(4) طبقات الشافعية للسبكي 3/103
(5) وفيات الأعيان 2/382
(6) المكافأة للبغدادي الكاتب 119
(7) ابن شهاب الزهري وفيات 4/178 ، وانظر أخبار الواقدي في كتاب الفهرست ص111
(8) ابن سعد 5/133


يتبع ـ بمشيئة الله ـ


*الدكتور مروان
12 - أبريل - 2009
الشاعر الأمير    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي الحبيب الغالي وشاعرنا المبدع الفحل الدكتور عمر
هلا وغلا وألف مرحبا
كل الود والمحبة لسعادتكم
مع أطيب تمنياتي وشكري
ودمت بودٍّ
*الدكتور مروان
12 - أبريل - 2009
مرحبا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي الفاضل المفضال الحبيب أبو نور الدين
سعدت بمرورك .. شكرا لك
وجزاكم الله خيرا
 
 
 
*الدكتور مروان
12 - أبريل - 2009
فوبيا الكتب ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذنا العزيز الدكتور مروان حفظه الله ،
هذا ملف أثير إلى نفسي ، وكنت عزمت على افتتاح مشابه له ، غير أنّ قلّة المادة العلمية بين يدي حالت دون ذلك ...
وكنت قد قرأت كتابا لسفير الاتحاد الأوربي السابق في الجزائر (لوشيو غيراتو) بعنوان " غرقى الذاكرة " يتناول في إحدى مقالاته ما يسمى بالمصابين بالحب المفرط للكتاب (فوبيا الكتب) ، ليت شعري لو توفر بين يدي لكنت سردت بعص أعاجيب عشاق الكتاب في التاريخ الغربي ...
وفقكم الله ...
زين الدين

*زين الدين
13 - أبريل - 2009
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ (4)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ
(4)


إن الكتب من حياة العالم تحل منه محل الروح من الجسد ، وسنرى من ذلك العجب العجاب ! والأخبار فيها كثيرة.

فقد كان أبو أيوب سليمان بن داود الشّاذكوني من الحفّاظ الكبار المتوفي 234هـ وقد روي بعد موته في النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ ، قال : غفر لي ، فقيل بماذا؟ ، قال : كنت في طريق أصبهان فأخذني المطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء ! فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر، فغفر الله لي في آخرتي . (1)

ويحكى عن ابن الخاضبة أبي محمد بن أحمد البغدادي الإمام القدوة مفيد بغداد المتوفي 489هـ بأنه لما كانت سنة الغرق وقعت داره على قماشه وكتبه ـ وكان فقيرا معدوما ـ ينسخ الكتب لينفق على والدته وزوجته وبناته ، ولنتركه يقص علينا القصة : (أعرف أني كتبت صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات! فلما كانت ليلة من الليالي رأيت ـ في النوم ـ كأن القيامة قامت ومناد ينادي : أين ابن الخاضبة ؟ ، فأحضرت فقيل لي : ادخل الجنة ، فلما دخلت لباب وصرت من الداخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى وقلت : استرحت والله من النسخ! (2)

وكان أبو جعفر أحمد بن عبدالرحمن القصري فقيها من أهل القيروان والمتوفي 321هـ له عناية بالعلم ورواية الحديث وجمع الكتب ونسخها وتصحيحها وكان يقول : لي أربعون سنة ما جف لي قلم ـ يعني من كثرة ما ينسخ بالليل والنهار ـ وكان ربما باع بعض ثيابه واشترى بثمنها كتبا أو رقوقا لنسخ كتاب . (3)

وقد بلغت مؤلفات الإمام الحافظ عمر بن علي بن أحمد الوادي آشي الشهيد بابن الملقن المتوفي 804هـ نحو ثلاثمائة مصنف ، وكان عنده من الكتب مالا يدخل تحت الحصر ، ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره ، ففقد أكثرها وتغير حاله بعدها فحجبه ولده إلى أن مات ، وكان قبل احتراق كتبه مستقيم الذهن ، فقد أصيب بالإختلاط وذلك قبل موته بسبب إحتراق كتبه . (4)

وقد جمع إبراهيم الحربي العالم الزاهد والفقيه المحدث المتوفي 285هـ كتبا كثيرة وقال لابنته التي خافت الفقر : هناك اثناعشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي إذا مت فوجهي كل يوم بجزء تبيعينه بدرهم ، فمن كان عنده اثناعشر ألف درهم فليس هو بفقير!

وقال له رجل : كيف قويت على جمع هذه الكتب؟ ، فغضب إبراهيم الحربي وقال : قويت عليها بلحمي ودمي . (5)

ورغم ذلك عاش فقيرا يقتات شيئا يسيرا لكنه كان لا يدخر وسعا في سبيل اقتناء الكتب ونسخها بخطه وجمعها في بيته وقد تعلق بكتبه لشغفه بها وحبه لها فقد جمعها بلحمه ودمه .

.................................


(1) فتح المغيث للسخاوي 157
(2) تذكرة الحفاظ للذهبي 4/1226
(3) الأعلام 1/206
(4) الضوء اللامع للسخاوي 6/ 105
(5) تاريخ بغداد 6/31


يتبع ـ بمشيئة الله ـ

*الدكتور مروان
15 - أبريل - 2009
شكرا لكما    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الفاضلان الكريمان
عمر أبو رياض
وزين الدين
شكرا لكما
وهلا وغلا وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة
*الدكتور مروان
15 - أبريل - 2009
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ (5)     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

(5)



الكتاب يحفظ العلم

ابن المبارك : لولا الكتاب ما حفظنا .
الشافعي : اعلموا رحمكم الله أن هذا العلم يندّ ، كما تندّ الإبل ، فاجعلوا الكتب له حماة والأقلام عليه رعاة .
أبو المليح الرقي : يعيبون علينا أن نكتب العلم وندونه وقد قال تعالى "علمها عند ربي في كتاب" .
الخليل بن أحمد : ما سمعت شيئا إلا كتبته ، ولا كتبت شيئا إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا إلا انتفعت به .
قال المبرد : نظر أعرابي إلى رجل وهو لا يسمع شيئا إلا كتبه ، فقال : ما تترك نقارة إلا إنتقرتها ، ولا نماصة إلا انتمصتها وإنك لملقفة الكلمة الشرود .
أحمد بن حنبل : حدثنا قوم من حفظهم وقوم من كتبهم ، فكان الذين حدثونا من كتبهم أتقن .

&&&&&&&

فضل الكتب وما قيل فيها :

عن النبي صلى الله عليه وسلم : "وكن تحته كنز لهما" قال : (صحف علم خبأها لهما أبوهما) الكهف 83
وعن ابن عباس : "وكان تحته كنز لهما" قال : (ماكان ذهبا ولا فضة ، صحفا علما أو علم صحف)
وقد اختلف أهل التأويل في ذلك الكنز فقال بعضهم : (كان صحفا فيها علم مدفونة) الطبري 16/5
قال الحسن بن صالح : (وأي كنز أفضل من العلم)

قال بعض الحكماء :

لن يصان العلم بمثل بذله ، ولن تكافأ النعمة فيه بمثل نشره ، وقراءة الكتب أبلغ في إرشاد المسترشد من ملاقاة واضعيها ، وإذ كان مع التلاقي يقوي التصنع ويكثر التظالم وتفرط النصرة وتشتد الحمية ، وعند المواجهة يملك حب الغلبة وشهوة المباهاة والرياسة ، مع الإستحياء من الرجوع والأنفة والخضوع ، وعن جميع ذلك يحدث التضاغن ويظهر التباين ، وإذا كانت القلوب على هذه الصفة إمتنعت من المعرفة وعميت عن الدلالة ، وليس في الكتب علة تمنع من درك البغية وإصابة الحجة ، لأن المتوحد بقراءتها والمتفرد بعلم معانيها لا يباهي نفسه ولا يغالب عقله .

وقال أيضا :

والكتاب قد يفضل صاحبه ويرجع على واضعه بأمور منها: أن الكتاب يقرأبكل مكان ويظهر ما فيه على كل لسان ، وموجود في كل زمان مع تفاوت الأعصار وبعد ما بين الأمصار ، وذلك أمر مستحيل في واضع الكتاب والمنازع بالمسألة والجواب ، وقد يذهب العالم وتبقى كتبه ، ويفنى العقل ويبقى أثره .

قال ذو الرّمّة لعيسى بن عمر :

اكتب شعي فالكتاب أعجب إليّ من الحفظ ، إن الأعرابي ينسى الكلمة قد سهرت في طلبها ليلة فيضع في موضعها كلمة في وزنها ، ثم ينشده الناس والكتاب لا ينسى ولا يبدل كلاما بكلام .

ومع ما في الكتب من المنافع العميمة والمفاخر العظيمة ، فهي أكرم مال ، وأنفس جمال ، والكتاب آمن جليس ، وأسر أنيس ، وأسلم نديم ، وأفصح كليم .


يتبع ـ بمشيئة الله ـ



*الدكتور مروان
22 - أبريل - 2009

 
   أضف تعليقك
 1  2