رحم الله من توفى رحمة واسعة لا تحدها حد، هذه هي الدنيا أخي سليمان، لا تصفو لأحد أبداً، فما من شخص على البسيطة قد أخذ عهداً من الدنيا أن تأتيه كما يريد.. البكاء والألم، والضحك والأمل، مرة هذه، ومرة تلك، فلا تبتئس يا صديقي واصبر واحتسب ولا تجزع، فكيف إذن يكون الابتلاء إلا بهذه الأمور الصعبة المُرَّة؟.. نعم هي صعبة ومُرَّة لكن هوِّنها بصبرك واحتسابك وحسن جوابك لله تعالى؛ فالابتلاءات هي امتحانات منه سبحانه.. حتى الأنبياء قد فقدوا من يحبون، وتألموا وبكوا وذاقوا مرارة الفراق، ومن نحن من الأنبياء؟.. وهذا سيد البشرية محمد بن عبدالله مات جميع أولاده في حياته ما عدا فاطمة الزهراء.. وبكى عليه الصلاة والسلام، ونزلت دموعه الشريفة فراقاً لمن يحب، لكنه لم يقل إلا ما يرضي الله عزَّ وجل، هكذا علمنا وهكذا نحن نقول كما قال عند وفاة ابنه إبراهيم، إذ دمعت عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلاَّ ما يرضي ربنا، إنا بك يا إبراهيم لمحزونون".
هذه هي الدنيا وهذا هو حالنا فيها ،تدبر فتجعل في قلب الخليل غصة من مآسيها ،جرحها للقلب عميق ولكن الصبر.. الصبر بإذن الله شافيها ، أعمارنا إن طالت وإن قصرت ، فالروح لا بدّ أن ترجع لباريها ، أصبر واحتسب أخي لمصيبة أعدّ الله الجنة لصابريها ، قـال تعالى :- { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌقَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ} واكثر يا أخي من الدعاء لمن مات ، فالدعاء يبقى مع الأموات في مثاويها ، وكلنا يا أخي سليمان إلى زوال ، حالنا حال الناس السابقينا ، وحياتنا تبقى على الأرض ذكرى ، لمن أحسن وسار على هدى نبينا ، فخفف عنك أخي سليمان واحتسب من مات لله خالق الناس أجمعينا ..
إن لله ما أخذ وله ما أعطى .. وكل شيء عنده بأجل مُسمى ..
الرضا بالقضاء ، والاستسلام للبلاء ( من قبل 15 أعضاء ) قيّم
أخي في الله الأستاذ سليمان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....عظّم الله أجركم ، ورحم الله ميتكم ، في الحديث القدسي : " مَن رضي بقضائي ، واستسلم لبلائي ، حشرتُه يوم القيامة مع الصِّدّيقين ، واستحْيَيتُ أن أنصِبَ له الميزان " . هذا قدَر الله - سبحانه وتعالى - ونحن نؤمن بالقضاء والقدر والحمد لله رب العالمين .
صبرٌ جميل والله المستعان...بارك الله فيك يا أخي الكريم.
مَن هم الصابرون الذين شكرهم؟ الجواب:" ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوۤاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَٰجِعونَ" ؛ أي: تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم، وعلموا أنهم ملك لله، يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة. ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك، فقال:" أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ " أي: ثناء من الله عليهم. قال سعيد بن جبير: أي: أمنة من العذاب { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نِعم العِدلان ونعمت العلاوة { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ } فهذان العِدلان، { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } فهذه العلاوة، وهي ما توضع بين العِدلين، وهي زيادة في الحمل، فكذلك هؤلاء، أعطُوا ثوابهم، وزِيدوا أيضاً. وقد ورد في ثواب الاسترجاع: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَٰجِعونَ } قوله ، صلى الله عليه وسلم : " لا يصيب أحداً من المسلمين مصيبةٌ، فيسترجع عند مصيبته، ثم يقول: اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيراً منها، إلا فعل ذلك به " . تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ).
** اللهم أفرِغْ على أخينا سليمان صبراً ، وثبّته ، وأجُرْهُ....آمين ، والحمد لله رب العالمين.
" إنا لله وإنا إليه راجعون " ( من قبل 6 أعضاء ) قيّم
المواعظ التي كتبها الإخوة الأفاضل ؛ تصبيرا وتثبيتا لأخينا الفاضل سليمان ، أعجز عن الإتيان بأكثر وأصدق منها تأثيرا ، فجزاهم الله خيرا . وأقول لأخي سليمان : أشاركك الحزن على ما فقدت ، وأرجو الله مخلصا أن يعظم لك الأجر ، ويلهمك وذوي المرحومين جميعا جميل الصبر ، وأن يتقبلنا جميعا في مستقر رحمته . نحزن ونألم ولا نعترض على قضاء الله ، وهذه هي العاطفة الصادقة ، وهذا هو الإيمان الحق . ولا يخلو أحدنا من أن يكون فقد عزيزا عليه أو أكثر من عزيز ؛ فكلنا سواء .. وهذه هي الحياة وهذا مصيرها ، وما نصبو إليه جميعا هو رضى الله تبارك وتعالى . والحمد لله حمدا كثيرا أن جعل الآخرة هي الحيوان ، نلتقي هناك فيها على أحسن ما يكون اللقاء .
أعظم الله أجركميا أخي سليمان وأحسن عزاءكم وغفر لميتتكم
إني أعزيك لا أني على ثقة * * * من الحياةولكن سنة الدين
فما المعزي بباق بعد صاحبه * * * ولا المعزى ولو عاشا إلى حين إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليالعظيم
اللهم اغفر لها وارحمها ، وعافها واعفعنها ، وأكرم نزلها ، ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ، ونقها منالخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم لا تحرمنا أجرها ، ولا تفتنا بعدها،واغفر لنا ولها
احسن الله عزاءكم بفقيدتكم الغالية يا أستاذ سليمان، وجعل مثواها جنة الرضوان، وتغمدها بالرحمة والغفران، تأثرت جدا بقولكم: ((آخر ما ترويه آية أن أمها كانت تودعها بيديها وهي عالقة بين ما تبقى من حطام الحافلة)) يا له من منظر مهيب، وصورة خالدة ارتسمت في عيون آية ، وأرجو لو تتكرم علينا بنشر صورة آية في ركن الصور، لأنقلها إلى هذا الملف، عظم الله أجركم ورحم موتانا وموتاكم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أعظم الله أجركم أستاذ سليمان وأحسن عزاءكم، وغفر لفقيدتكم وأكرم نزلها، وألهمكم الصبر ورزقكم الشكر، فإن أنفسنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل وإن لله ما أخذ وله ما أعطى، ولكل أجل مسمى، فاصبروا تؤجروا فإن الجزع لا يرد شيئًا ولا يدفع قدرًا.﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾