مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : عبد الله بن يحيى العلوي (ت1990م)    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
29 - مارس - 2009
قرأت اليوم كتابا طريفا أطلعني عليه صديقي الأستاذ بسام بارود، وعنوان الكتاب (تقرير سياسي منظوم فيه ما يضحك ويبكي) عن المؤتمر التمهيدي لرؤساء الدول والحكومات غير المنحازة المنعقد بالقاهرة من 5 – 12 يونيو 1961 وصف شعري وكاريكاتيري لوفود المؤتمر وشخصياتهم، كتبه شعرا الشاعر عبد الله بن يحيى العلوي، وكان أحد أعضاء الوفد اليمني في المؤتمر، وهم ثلاثة: العلوي والسيد حسن بن إبراهيم وزير الدولة اليمنية ونائب إمام اليمن وملكها، والسيد إبراهيم بن علي الوزير مندوب اليمن لدى منظمة الشعوب الأفريقية الآسيوية. وكان المؤتمر قد عقد برئاسة محمود فوزي وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة.
والكتاب مطبوع بعد عام (1966) وليس عليه تاريخ الطبع. وقد حشر فيه مطاعن على مذاهب أهل السنة وأعلامها، وروج في بعض فصوله لنكاح المتعة وساق أثناء ذلك حوارا له مع  عميد من عمداء جامعة القاهرة، ولم يسمه ، انظر كل ذلك (ص 101) وما بعدها.
 وقدم للكتاب عباس محمود العقاد ، وفي الكتاب إشارات إلى  أراجيز عدة، وصف في كل واحدة منها عمله في كل مؤتمر مثل فيه اليمن وهي مؤتمرات كثيرة. أهمها مؤتمر عدم الانحياز ومهرجان الشعر بدمشق ومؤتمر بندونج ومؤتمر كوناكري والمؤتمر الإسلامي في عمان. وتبدأ أرجوزة مؤتمر القاهرة موضوع الكتاب ص 9 بعد صفحات المقدمة:
وفيها قوله:
وقـرر الـوفـود حـق iiاليمن في عدن بل في الجنوب اليمني
وطـلـبوا  وحدة شطريها iiمعا ما  أحـسن الشمل إذا ما iiاجتمعا
وفي ختام الحفل قام من iiحضر وهـتفوا  جهرا ليحيَ iiالمؤتمر
ومن أرجوزته في وصف وقائع مؤتمر جامعة الدول العربية في الرباط عام 1959 يصف رئيس حكومة عموم فلسطين أحمد حلمي:
وثــم فـاه رجـل iiكـبّـارُ شـاربـه  كـأنـه iiمـنـقارُ
يدعوه كل الناس (أحمد حلمي) مـتـصـف  في قومه بالحلم
يعيش في مصر شبيه iiالمغترب قـد أكـل الدهر عليه وشرب
وهو  رئيس لفلسطين iiالسليبْ وكان قبل خادم القدس iiالحبيب
وقوله يصف المرحوم رشيد كرامة رئيس وفد لبنان:
وبـعـده  قام رشيدُ iiوارتجل خطابه من دون خوف ووجلْ
بـمـثله لبنان يزهو iiمعجبْ وهـو  رشيدٌ كاسمه وأعزب
وقوله يصف هزاع المجالي:
تـلاه  هزاع المجالي في iiالأثر عن دولة الأردن والقدس الأغر
خـفـيـف  روح يأكل الرقاقا وإن بـدا فـي جـسمه عملاقا
يـمـيل  في رفق إلى iiالمزاح وقـل  أن تراه غير صاحي ii!
وقوله يصف عبد الخالق حسونة رئس المؤتمر:
يـعـرفه الرفيع iiوالوضيع أصـم عـمـا ساءه iiسميعُ
يـكـثر  من إقامة iiالمحافلِ ويوصل الفروض بالنوافلِ
يـجوب في الآفاق كل iiعام لـلصالح العام وغير iiالعام
لـم  أره مـنفصل الأنفاس رغم التصابي حسنُ iiاللباس
وخلفه  الدكتور (سيد iiنوفل) يـسـير أنى سار كل iiمحفلْ
تـعجبني  عيناه حين ينظرُ تخالها  من ضيقها لا تبصرُ
يـطـبق عندما يرى iiجفنيه ويـحـمل  القمطْر في يديه
بـرأسـه صليعة او iiصلعهْ كـأنـهـا جزيرة أو iiرقعهْ
وقوله في عبد المجيد كعبار رئيس وفد ليبيا
وكل ما في شخصه جميل إلا  اسـمـه فـإنه iiثقيل
وفيها قوله ص 141 تحت عنوان سفيرة أندونوسيا الرشيقة، وهي السيدة سويتسي السفيرة المتجولة لوزارة خارجية أندونوسيا
وبـيـنـهـم  سفيرة رشيقة قـد  لـبـست ملابساً iiأنيقة
قـد  وضـعت بكتفها الرداءَ وابـتـسـمت لجارها iiحياءَ
بـأذنـها  قرط كقرط iiماريه وشعرها بعض زهور الفاغيه
وفـي الـعيون يقظة iiالربيع ومـلـحـة الـبيان iiوالبديع
يـفوح مـن أردافـها iiوالذيلِ طـيبٌ ولا طيبُ بنات iiالليلِ
أردافـهـا  ليست لها iiأرواحُ يـا  كـبـدي كـأنها iiألواحُ
يـا لـيتها مصرية iiالأعجاز يـا  لـيـتها وأنفها حجازي
سـيـقـانها يسترها الجلبابُ فـيا  ترى هل شكلها iiجذابُ
تـعـشقت في مهدها iiالمعاليا بـمـثـلـها تعتز iiاندونيسيا
تـرأست  إحدى اللجان iiمرّه فـبرهنت  عن فطنة iiوخبرَه
وفي الأرجوزة قوله يصفف القرار الخاص بفلسطين:
وأجـمع  الوفود طرّا iiقاطبه أن  فـلـسطين بلاد iiعاربه
وأقسموا لابد من طرد اليهود ومـحقهم  محقا كعاد iiوثمود
ومن طرائف أرجوزة هذه قوله في وصف إحدى مؤدبات المؤتمر:
وشربوا الكوكا على البيبسي معا والـشـاهيَ الأخضر iiوالمُنعنعا
واسـتـمعوا إلى الغنا iiالأندلسي وأكـلـوا  من الطعام الكسكسي


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
نبذة عن حياة الشاعر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قرأت في بعض فصول الكتاب ترجمة الشاعر عبد الله بن يحيى العلوي، وهي ترجمة ناقصة لأن الكتاب كما قلت صدر في حدود عام 1966م وقد امتد الحياة بالشاعر حتى عام 1990م حيث توفي في أندونيسيا وكان قد قصدها لبيع بعض املاكه هناك.
ولد العلوي من أبوين هاشميين في الملايو حيث تنتشر هناك أكبر جالية عربية وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره عاد إلى وطنه حضرموت، حيث أصدر مجلة (عكاظ) التي كانت تكتب باليد وتوزع على الأندية ثم سافر إلى الحجاز واليمن وتعرف على الإمام يحيى، حيث استضافه في قصره وكان يدعوه (الولد عبد الله) وكلمة الولد تعني المحبة وكانه أحد أفراد عائلة الإمام، وسافر مرة أخرى إلى الملايو فكان يرسل قصائد شعره إلى الإمام عن جمال الطبيعة في الملايو والحياة الحلوة التي يعيشها هناك كرئيس للرابطة العربية فيها، ثم ترك الملايو وجاء إلى القاهرة وحصل على الشهادة العالمية في ثلاثة شهور فقط، ثم عاد إلى الملايو للعمل وانتخب نائب رئيس لجمعية الدعوة الإسلامية وللرابطة الإسلامية الباكستانية وغيرها من الجمعيات، ولما قامت الحرب العالمية حكم عليه بالإعدام من قبل الإنجليز فهرب إلى أندونوسيا وعمل أربع سنوات خلال الحرب اليابانية وأثناء الحرب العالمية الثانية فقد مليوني دولار كانت هي كل ما يملك وبعدها عاد إلى القاهرة وأصبح المستشار الصحفي لحكومة اليمن بالقاهرة. واشترى بيتا في الزمالك جعله قطعة من سنغافورة بأرائكه وأثاثه. يجيد عدة لغات بطلاقة هي الأندنوسية والملايوية والإنجليزية والعربية، وهوايته القراءة، آخر كتاب قرأه هو كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، للمرة الخمسين
وكتبت جريدة (أخبار اليوم) في عددها (1124) تحت عنوان (عبد الله العلوي شاعر التقارير والعقاقير) تضمنت ترجمة موسعة له، وفيها (هذا الشاعر اليمني من 15 عاما والسنقافوري الملايوي قبل ذلك هو عبد الله بن يحيى العلوي المولود في سنقافورة عندما مات أبوه ترك له مائة الف جنيه، ولكنه استطاع بعد خمس سنوات أن يجعلها مليوني جنيه، أو 173 بيتا وفيلا، استولى عليها اليابانيون سنة 1942
وعندما انهزم اليابانيون استولى الإنجليز على كل ما في البنوك وألغوا كل الأوراق المالية وشطبوا كل ما يملك... وكان من عادته أن يسافر إلى اليمن كأي سائح أجنبي .. وكان يلقى حفاوة سخية من الإمام يحيى ومن سيف الإسلام البدر ،وكان من عادة سيف الإسلام أن يبعث له ببيتين من الشعر تلغرافيا في كل مدينة يحل فيها العلوي.. وفي أثناء الحرب الأخيرة قام اليابانيون بترحيله هو وأولاده إلى أندونيسيا على ظهر إحدى السفن الحربية ... وعندما جاء إلى مصر قبل قيام ثورتنا بعام واحد افتتح (أجزاخانة) في (شبرا) وأسماها (مخزن الأهرام) وخسر فيها ستة آلاف جنيه ... وأول اعماله الأدبية كتابه الذي عوانه (تقرير سياسي منظوم) وفي هذا التقرير يروي حوادث وأحداث وأنوف (؟) وصعلكات ومعاكسات السادة أعضاء الوفود العربية في الاجتماع ال 32 للجامعة العربية في الدار البيضاء سنة 1959 وهو يطلق عليه اسم (أول تقرير سياسي من نوعه)
وذهب الشاعر ممثلا لليمن في مؤتمر بندونج، وذهب يمثل اليمن في مؤتمر القارات الثلاث في مدينة هافانا بكوبا .... اما الشاعر نفسه فهو رجل متوسط القامة أحمر الوجه، كانه من ابناء جنوب اوروبا)
*زهير
29 - مارس - 2009
ديوان (أحبها)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
للشاعر المرحوم عبد الله العلوي عدة دواوين مطبوعة، منها ديوان (مجاج) ، وهو عبارة عن قطع صغيرة قالها في مناسبات شتى، وقد قدم له الشاعر أحمد رامي فمما قاله: (إن الشاعر عبد الله بن يحيى العلوي ناظم المجاج وصاحب هذه المرسلات ليس أديبا شاعرا فحسب بل هو عالم ديني جليل وسياسي مخضرم وزعيم وطني له تاريخه الحافل في التضحية والجهاد في سبيل وطنه وعروبته، فمنذ أكثر من خمسين عاما حصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف ...إلخ) والديوان مطبوع عام 1972م
ومن اعجب دواوينه ديوان (أحبها) وهو ديوان صغير يقع في (63) صفحة، جمع فيه ما قاله في زوجته خاصة، ومنها صور فاضحة اعتذر عنها بقوله: (وكل جريمتي إذا كانت لي جريمة هو انني صرحت وهم أخفوا وأنا أعلنت وهم أسروا)
واكتفي هنا بنموذجين من هذا التصريح، وهو قوله:
تـحـوس كـالـهرة حولي إذا نـاديـتها  في الليل قالت: تمنّ
وعـنـدما أمضي إلى iiمخدعي تـقـول  لي: ويحك أين iiالثمن
فـكنت أصليها ضروب iiالهوى وكـنـت  اغشاها على كل iiفن
أجـري  فتجري كل حين iiمعي غـزالـة  تـغزل سلوى iiومنّ
جـلـسـت  يوما بين محرابها مـسـتـقبل  القبلة قالت: iiتأنّ
مـا  تـبتغي مني ومن iiمعبدي فـقـلـت أدعو وأصلي iiالسنن
قالت  وهل أذنت في مسجدي ii؟ قـلـت: أجل أذنت قالت: iiإذن
فأقــمِ الآن عــلـى iiبـابـه واسجد وصل الخمس شكرا لمن
فـإنـني  ذبـت ورب الـهوى وكـدت مـن لـذة ما ذقت iiأن
وقوله:
هـل تـذكـرين iiحبيبتي لـمـا  اتـيتك حين iiغرّه
والـطـيب يعبق من iiفرا شك والقميص يفوح خُمره
هـل  تذكرين غداة iiصلـ ت مـقـبـّلا شفتيك مرّة
حـتـى  سكرت ولم iiأفق إلا عـلى عسل iiوتمرة
ثـم  انحـنيت على iiالترا ئـب ألثـم النهدين iiعشره
ولـهوت  في البستان iiأقـ طـف  ورده وأشم iiزهره
وأطـوف  سـبـعـا iiحوله ألـهـو  وأنشد كل عوره
ووضـعت  في رفق يدي ي تـبـركـا ولثمت ii...
وسـجـدت  في iiمحرابه شكرا  أصلي الخمس iiمرّة
*زهير
29 - مارس - 2009
مفاجاة طريفة معتبرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أسعد الله أوقات أستاذنا زهير
مفاجأة طريفة فيها عبرة لكل ذي لب ، وفيها ما يضحك ويبكي بالفعل ، ومناسبة لأيامنا الاجتماعية والسياسية هذه التي نحياها ، قدمها لنا أستاذنا مشكورا ، وقد تبين لي منها أن التاريخ يعيد نفسه في ابن العلوي ، هذا ، إن لم يكن التاريخ في غالب أحواله كما هو دائما .
وهذا الشاعر لم يكن ليخطر لي ما نظمه على بال في هذا العصر الحاضر . فهو أشبه بشعراء الهزل والمجون والخلاعة القدماء ، بل إنه ربما فاقهم في الجرأة على وصف ما كان يدور بينه وبين زوجه إن صدق فيه ولم يكن من نسج خياله . وليس عجيبا جدا انه كان عالما دينيا جليلا ثم يطلع على الناس بديوانه " أحبها " . فأبو نواس ( وغير أبي نواس) من قبل كان عالما جليلا* أيضا لدرجة أن ذكر اسمه بين رواة الحديث **. ولكن أمر الشاعر العلوي  ومن هم مثله يدعو إلى التساؤل عن السبب الذي حدا بهم إلى أن كانوا على تلك الحال  من انتهاك القيم الخلقية والأعراف السائدة . ولعل فساد الأخلاق السياسية والوطنية ، وتظاهر الفاسدين من ذوي المناصب الرفيعة بخلاف ما يبطنون هو ما يدعو  شاعرا وطنيا كالعلوي هذا إلى أن يهزأ بالتقاليد المليئة بالنفاق بأشكاله المتعددة  . فقصائد الشاعر التي وصف فيها العديد من الزعماء السياسيين العرب في زمنه تدل بوضوح على تبرمه ، بل وانفطار مرارته ، وعلى هزئه بالزيف والخداع الوطني ، وربما الخداع اللابس لبوس الدين أيضا . ثم تستحيل حال الشاعر إلى أن يجرؤ جهارا نهارا على ذكر ما ذكر في القصيدتين  ؛ قاصدا ، على ما أظن ، أمرين اثنين :
الأول : الدعوة إلى المصارحة  ونبذ الكذب والنفاق مع احتقار المدّعين بالفضيلة زورا وبهتانا ، وأنهم لا يجوز الخجل منهم واحترامهم  ، والثاني : إظهار ميله إلى التهتك والابتذال محتجا بالأمر الأول .  فتصريحه السافر هذا مدعاة إلى إشاعة الفحش في الأدب والتشجيع عليه ، مع أنه في غنى عن ذلك كله .. ثم يفترض الشاعر أن غيره من الأزواج يفعلون مثل ما يفعل ، ويقولون مثلما يقول ، وأن الفرق بينهم وبينه هو أنهم يخفون وهو يعلن . فليت الشاعر  اقتصر في شعره  النقدي على وصف المحافل والاجتماعات التي وصفها ، ووصف الأدواء المستعصية على العلاج  غير الجاد والذي يدعيه أطباء السياسة والوطنية الزائفة .
ويبدو شعر الشاعر العلوي سهل الألفاظ قريب التناول ، ويحفل بالصدق في معانيه . ومن أجمل ما وصف به الزعماء العرب الذين ذكرهم وصفه هزاع المجالي بأنه " وقلّ أن تراه غير صاحي! " . وقد ذكرني هذا الوصف بحكاية سمعتها مرة ، وغير بعيدة عما قاله العلوي :
في دعوة ملكية للخاصة على مائدة إفطار رمضاني ، وقبل أن يحين موعد أذان المغرب ، أخذ واحد من المدعوين يتناول طعامه بنهم شديد ؛ فرمقه المدعوون الحاضرون رمقة الدهشة والاستغراب والاستهجان ، فما كان منه إلا أن صاح قائلا : " عليّ الطلاق ما في واحد منكم صايم بما فيكم سيدنا " . وكان ذلك الرجل من الذين قلّ أن يروا غير صاحين . فالصحو عندهم في معاقرة بنت الكرم باستمرار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ومما ذكر من خصال أبي نواس المحمودة، ما حدثني به أحمد بن أبي عامر قال: حدثني سلمان شحطة. قال: كان أبو نواس عالماً فقيهاً، عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظ. ونظر ومعرفة بطرق الحديث، يعرف ناسخ القرآن ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وقد تأدب بالبصرة، وهي يومئذ أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً، وكان أحفظ لأشعار القدماء والمخضرمين. (طبقات الشعراء لابن المعتز، نشرة الوراق ، ص: 59)
**وروى ( يعني النواسي) الحديث عن: أزهر بن سعد، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وعبد الواحد بن زياد، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان. وعنه: محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي.وحدث عنه جماعة منهم: الشافعي، وأحمد بن حنبل، وغندر، ومشاهير العلماء.
ومن مشاهير حديثه ما رواه محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة).(البدابة والنهاية ، نشرة الوراق ، ص: 429 )
 
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
1 - أبريل - 2009
سبب خفيف خصرها ووراءه .... من ردفها سبب ثقيل ظاهر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ومن كتب في هذا الباب أيضا العلامة جلال الدين السيوطي. فله كتيب اسمه: رشف الزلال من السحر الحلال, وفيه عشرون مقامة كتبها عشرون عالما. وكل عالم عبر عما جرى بينه وبين حليلته في ليلته بلغة صناعته. وسأنقل لكم ما قاله العروضي, مع حذف ما قد يخدش الحياء:

قال صاحب العروض: 

دخلت الخيمة وأنا شديد الأيمة, فزحفت عليها, لأنظر إليها, فإذا ... أعلاه كقبة من الباب, سمين ثمين, حسن التضمين, على ما استودعته أمين, فيه لهب النيران كمين, وردف روي ووري, عظيم الحجم عنبري, وفوقه خصر دقيق, لا يوجد مثله في سوق الرقيق.

سبب خفيف خصرها ووراءه....من ردفها سبب ثقيل ظاهر
لم يجمع النوعان في تركيبها ... إلا لأن الحسن فيها وافر

فأبرزت لها ...., طويل بسيط وافر مديد, سالم من الخبن والطي والوقص, ومن الشكل والخزل والعقص, لا مخزوم ولا مخذوم, ولا مقطوف ولا مقصوم, ذو تأسيس وترفيل, وتسبيغ وتذييل. ف..... في دائرة المتقارب, وأتيب الضرب المتدارك المتراكب....وأنا أوالي إسنادها وسنادها, وأترنم في إنشادها:

.....

وإني رجل أديب أريب, أنظم في كل فن غريب, وإني لما خلوت بعرسي, رأيت نهاية بسطي وأنسي, فأنشدكم في ذلك نفسي:

يا سائلي عن الكلام المنتظم ... في وصف وصل بت فيه مغتنم
إسمع لآداب الوصال منصتا.... واحفظ جميع الأدوات يا فتى
رأيت خودا وجهها إذا بدا ... وشعرها إذا التوى تجعدا 
تقول ما أنقى بياض العاج .... وما أشد ظلمة الديباج
و... إذا تبدى واضحا ... تقول قد خلت الهلال رائحا
و.... يحكيان الوردا ... تقول عندي منوان زبدا 
دونك وصل ...يا من ... ولا تبالي خف وزنا أو رجح
رمانه خض فلا تخشى فرط..... إذا ألف الوصل من تدرج سقط
....
....
....
ولا تقصر في ارتكاب الوصل...فالزرع تلقاء الحيا المنهل
حددت هذي نعمة وطولا ... والحمد لل على ما أولى

انتهى ما وصف العروضي.

أقول:لقد جاء السيوطي في مقاماته بالشيء العجيب من التورية, وإن كان أفحش فيها كل الفحش. فلعل ذلك يشفع له. ولا أرى بأسا من أن يقرأ الشادي المتأدب هذا النوع من الأدب, شريطة أن لا يكون عزبا. وإن رأى الأساتذة الكرام تحرير المزيد من الألفاظ الخادشة, فليفعلوا مشكورين.

والسلام

*الحارث
5 - أبريل - 2009
أكلني نياً ، ودفنني حياً !!!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أكلني نياً ، ودفنني حياً !!!
ومتابعة لما تفضل به أخي الحبيب الشاعر اللبيب زهير ؛ حيث إنني كنت أخزن في حاسوبي هذه المقالة للأديب الكاتب الساخر
الأستاذ أنيس منصور ، وهي لصيقة بهذا المبحث الرائع الماتع الشائق ، وهي :
((وكان لي صديق يمني هو الشاعر عبد الله بن يحيى العلوي، وكان مندوباً لليمن في الجامعة العربية، ويقال أن الإمام أحمد اشترط أن الذي يمثل اليمن، يجب أن يكون شاعراً، وأن يبعث له بالتقارير شعراً، وهذا ما فعله وأضحكنا، فقد وصف في أحد التقارير كل ما يفعله الأعضاء في دورات المياه ـ كل ما يفعلون ويقولون شعراً؟!
ويبدو أن عادة كتابة الشعر خارج الجامعة قد تمكنت منه أيضاً، فكان يرسل لي كل يوم ـ نعم كل يوم ـ خطاباً يعدد فيه الأخطاء النحوية في مانشتات الصحف، كل الصحف المصرية، ويلعن اليوم الذي جاء فيه إلى مصر ليتعذب هو وسيبويه على السفود، وكان يقول لي إن شاعراً قديماً نظم قصيدة عن واحد اسمه «نفطويه» قال له فيها:
أحرقه الله بنصف اسمه وصبر الباقي صراخاً عليه !!!(1)
يقصد «نفط» و«ويه» !!!
وكنت أجدها مناسبة للضحك، لولا أنه كان يخاطبني كأنني المسؤول عن كل سقطات الصحف، والتي ما تزال تخطئ في العناوين نحوياً ولغوياً.
وضقت بالأستاذ العلوي، فقد فشلت في إقناعه بأنني لست المسؤول عن الصحافة المصرية، وكان يرى أنني شيطان أخرس ـ إذ كيف أسكت عن ذبح سيبويه يومياً من دون أن تهتز شعرة في مفرقي ـ كما يقول المتنبي.
ولم أجد إلا حلاً واحداً هو أن أستضيف الأستاذ العلوي في برنامج إذاعي كنت أقدمه اسمه: شيء من الفكر، ودخلت الأستديو ونعيت للأمة العربية وفاة الشاعر اليمني عبد الله بن يحيى العلوي الذي له قصيدة في البراغيث وقصيدة في المراحيض.. وقصيدة في التبول أثناء النوم وأثناء اليقظة، وكانت المذيعة تنظر إلينا من وراء الزجاج وتسأل: من هذا؟ ولماذا لا يتكلم، وانتهى البرنامج وسألتني: من هذا؟ قلت لها: المرحوم يحيى العلوي! وتسأل: كيف؟ فأقول: أنا قررت أن يموت ليريحني!
وتلقى الأستاذ العلوي برقيات التعازي.. ثم إذا بمفاجأة غريبة، فقد أصدر الأستاذ العلوي كتاباً جمع فيه كل المقالات والقصائد التي هاجم فيها الصحف وهاجمني، أما عنوانه الكتاب فهو: أنيس منصور.. آه منه وآه عليه.. أكلني نياً ودفنني حياً !!!)) .
.............................................
1 ــ البيت لابن دريدوهو يلي البيت التالي :
لو أنزل الكتاب على نفطويه = لكان ذاك الكتاب صراخا عليه
رد به ابن دريد على نفطويه الذي قال :
ابن دريد بقره وفيه عي وشره = ويدعي من حمقه وضع كتاب الجمهره
وهو كتاب العين إلا أنه قد غيره
 
 
 
*الدكتور مروان
6 - أبريل - 2009
الابتعاد عن الفحش في القول هو الأولى ، بل إنه الواجب    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
تحية طيبة ،
...وابن قيم الجوزية ، يرحمه الله ، في قصيدته ذات الأبيات الألوفية أبى إلا أن يرغب الناس بالعمل الصالح ترغيبا واي ترغيب ؛ فأعمق في وصف الحور العين وصفا حسيا وأغرق ، في أبيات يخال مُطالعها أنه يقرأ في ألف ليلة وليلة . ولست أدري ما الذي دعا ابن القيم او غيره من كبار العلماء السابقين إلى اللجوء إلى أساليب الترغيب بهذا الشكل الفاضح ! ألم يكفهم ما ذكره الله تعالى في كتابه من أبلغ أسلوب وأحكمه !
قال تعالى : " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون . هم وأزواجهم على الأرائك متكؤون . لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون . سلام قولا من رب رحيم" سورة يسن . واختلفوا في معنى الشغل على ما ذكر الطبري ؛ فمنهم من قال : الشغل افتضاض العذارى ، ومنهم من قال : الشغل انشغال أهل الجنة عما فيه أهل النار ، ومنهم من قال : في شغل : أي في نعمة.. ولعمري إن المعنى الأول لبعيد . أليس لأهل الجنة ما يفعلونه غير افتضاض العذارى!!
وقد اختار ابن القيم المعنى الأول ، فقال :
ولقد رأينا أن شغلهم الذي       قد جاء في يس دون بيان *
وقد سبقت البيت أبيات يصرح ابن القيم فيها ولا يلمح ؛ فيذكر أوصاف جسد المراة بوضوح ليست للناس به حاجة . فالوصف يحتاجه من لا يعلم شيئا من صفات الموصوف . ثم إن الجنة التي وعد الله المتقين قد قرّب وصفها وما فيها للمؤمنين تقريبا ، فقال عز وجل : " مثل الجنة التي وُعد المتقون..."سورة الرعد . فلا أحد من البشر يعرفها على حقيقتها من الجمال المعنوي والحسي إلا أن يدخلها ؛ فيتبين منزلته هو فيها . فوفقا لمنزلته ومكانته ، تكون ملذاته ومن أي نوع . وفي الحديث القدسي الشريف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . فاقرؤوا إن شئتم : " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين " . رواه البخاري ، ورواه مسلم . وبهذه المناسبة ، يستفاد من هذا الحديث أيضا اعتباره من الأدلة على أن جنة آدم (ع) كانت في الأرض ، ولم تكن هي الجنة التي وعد بها المتقون في الحياة الآخرة .
وكأن ابن القيم أحس بأنه تجاوز الحد في اتخاذه أسلوبا وصفيا غير لائق ؛ فقال :
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا       يا رب معذرة من الطغيان
إن ابن القيم حين قام بوصف الحور العين لم يزد في وصفه عن ذكر أوصاف فتاة حسناء غانية ذات قوام متناسق جميل ، ويمكن أن توجد وبكثرة في أي عصر وفي أي مصر ، وما زاده ابن القيم لا يعدو أن يكون من معنى ما ورد في القرءان لا غير . والقرءان يكفي من يطمع في ما تحويه الجنة من لذائذ الحس وزيادة .
وقال جل من قائل :
" إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا . لأصحاب اليمين " سورة الواقعة . من معاني " عُربا " التي طالعتها في التفسير ، المعنى الذي يصفهن بالمحبات أزواجهن حبا شديدا..( يعشقنهم عشقا ) ، وما أجمله وأصدقه من معنى!! هذا المعنى يفوق كثيرا الأوصاف الحسية في جماله ، فقضاء الوطر أمر مفروغ منه ومن كيفيته ، أما أن يُقضى الوطر من امرأة لا تربطها ببعلها المحبة ، ولا تجمعها معه المودة ، ولا يشد أواصر العلاقة بين الزوجين إخلاص العواطف الصادقة كل منهما للآخر ، فما قيمة اللذة الجسدية العابرة وحدها؟!! أليس الود بين الزوجين ، والمحبة بينهما ، والإخلاص المتبادل أحرى بالوصف من وصف الأجسام مهما كانت تلك الأجسام جميلة؟! وعن ابن عباس (رض) في تفسير الآية كما  في تفسير الطبري : "هن من بني آدم ، نسائكم في الدنيا ، ينشئهن الله أبكارا عذارى عربا ." . وما أطيب هذا التفسير وأجمله! وإلا ، هل تمكث نساء المؤمنين في الجنة دون أزواج؟!
وقال تعالى : "  هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين . فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ." سورة الأعراف . وننظر في " تغشاها " ، لنجدها أبعد ما يكون البعد عن التصريح بوصف العمل الجنسي ، مع جمال لا يوصف بما يتضمنه من عفة وطهارة ونقاء . ولنا في كتاب الله أحسن أسوة في كل أمر نأتيه أو نقوله . والشيء بالشيء يذكر . فقد طالعت تفسيرا لهذه الآية الكريمة يظن فيه أصحابه ان الزوجين هما آدم وحواء ، عليهما السلام ؛ فعجبت ممن قالوا بذلك التفسير أشد العجب . فبعد الذي جرى لآدم ومنه ، وبعد توبة ربه عليه واجتبائه إياه ، يخطر ببال بعض المفسرين ما يخطر!  فسبحان الله المنزه الجناب عن الخطأ . وقال آخرون من المفسرين الذين ذكرهم الطبري : " بل المعنيّ بذلك رجل وامرأة من أهل الكفر من بني آدم ... " ، وهذا التفسير هو الذي يعقل ويمكن الأخذ به .
 إن الباحث في آيات سورة يوسف (ع) لا بد ويتعلم منها ، إن شاء ، كيف تكون أساليب اللغة وكيف تكون مواضع استعمالها في قصة تضمنتها السورة كاملة كما هو معلوم ، وهي قصة كونها قرءانية ، فلا افتراء فيها ولا خيال سقيما بطبيعة الحال ، وتتحدث في موضوع من الصق المواضيع بالرجل والمرأة ، وبما يدور بينهما من عواطف ، وما يعترى امرأة العزيز من رغبة محرمة ، وما أحاط بالنبي الكريم يوسف من نزاهة وعصمة . على سيدنا محمد وعليه وعلى جميع الأنبياء أطيب تحية وأزكى سلام .
والسلام عليكم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قصيدة ابن القيم موجودة في الموسوعة الشعرية في إصدارها الثالث ، وهي قصيدة بلغت أبياتها أكثر من خمسة آلاف بيت وثمانماية بيت . وتعتبر وثيقة هامة للباحث في أقوال الفرق الإسلامية السابقة ومعتقادتها وفي ورد ابن القيم عليها . أما الأبيات التي عنيتها في موضوعي فتقع بعد الخمسة آلاف والمايتي بيت تقريبا من القصيدة .
*ياسين الشيخ سليمان
7 - أبريل - 2009

 
   أضف تعليقك