مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : على بركة الله نبدأ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 عمر  
17 - مارس - 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وعلى آله وإخوانه وحزبه.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
 
 لقد عشت رحلة سائح في بحور معرفة الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى, مع أولياء الله العالمين العاملين, الذين يفهمون عن الله تعالى قوله, وتنزهت في بساتينهم الوارفة الظلال, جنة الله في أرضه ,فولله إنها لأعظم جنة, وهل هناك أعظم وأجل من كلام الله تعالى,  الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, أعظم كتاب, وأجل خطاب, واقرب إلى أولي الألباب, كلام الله تعالى المقدس القرآن الكريم.
ورأيت جبالاً راسية على أرض حبل الله المتين القرآن العظيم, وعلمت بل عرفت يقيناً من أين كان علمائنا العظام يستمدون قوتهم وعلوهم وشموخهم الخالد بإذن الله تعالى,كتاب الله هو ملاذنا وحبلنا الواصل بيننا وبين ربنا.
 رزقنا الله حفظه وتعلمه وتعليمه وفهمه الفهم العميق الذي يجعلنا مثالاً يقتدى به وأسوة صالحة للبشرية جمعاء.
 
على بركة الله نبدأ:          الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
 
 
قال تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} آية 106 من سورة البقرة.
 
وقال عزمن قائل{ وإذا بدّلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون*قل نزّله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين} آية 101-102-من سورة النحل.
 
يقول الجبل الراسخ على أرض الشموخ الإمام الفذ السيوطي رضي الله عنه {" لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله تعالى ,إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ"}اهـ .
 
 
ويقول بن هلال المصري في كتابه "الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه" {" وكان الناسخ والمنسوخ علمه علم الحلال والحرام, فيه من الغموض ما يدّق على كثير من ذوي الأفهام, ولا يقوم بحقيقته غير الراسخين في العلم من العلماء الأعلام,وكان ما صنف في معرفة الناسخ والمنسوخ من الكتب لا يحاط بمعشاره كثرة "}إ هـ.
 
 
قال حبر الأمة سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل"{ ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"} أنها معرفة ناسخ القرآن ومنسوخه متشابهه, وحلاله وحرامه"} إ هـ.
 
 
وقال الإمام الفحل القرطبي رضي الله عنه وأرضاه :"{ معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة ولا يستغني عن معرفته العلماء, ولا ينكره إلاّ الجلة الأغبياء, لما يترتب عليه من التوازن في الأحكام , ومعرفة الحلال من الحرام"}إ هـ.
 
وروي عن الإمام الأعظم سيدنا المكرم علي ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه{ وقدس سره } {" أنه دخل المسجد الجامع بالكوفة فوجد فيه رجلاً يدعى عبد الرحمن بن دأب, وكان صاحباً لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه, وقد تحلق الناس حوله يسألونه , وهو يخلط الأمر بالنهي, والإباحة بالحظر, فقال له الإمام : أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟. فقال لا, فقال له الإمام هلكت وأهلكت , أبو من أنت ؟ قال الرجل : أنا أبو يحيى, فقال له الإمام كرم الله وجهه: أنت أبو إعرفوني"} بتصرف عمر أشهب.
 
وقال عالمنا الكبير الإمام أبو محمد علي بن حزم رضي الله عنه {" لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة , هذا منسوخ وهذا ناسخ إلاّ بيقين لأن الله عز وجل يقول"وما أرسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله"آية64-من سورة النساء.ويقول تعالى " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"آية3-من سورة الأعراف.  فكل ما انزل الله تعالى من القرآن , أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ففرض إتباعه فمن قال في شيء من ذلك أنه منسوخ فقد اوجب ألاّ يطاع ذلك الأمر , وأسقط لزوم إتباعه , وهذه معصية لله تعالى , مجردةً وخلاف مكشوف, إلاّ أن يقوم برهان على صحة قوله,وإلاّ فهو مفتر مبطل , ومن استجاز خلاف ما قلنا فقوله يؤّول إلى إبطال الشريعة كلها, ولا فرق بين دعواه النسخ في آية ما, أو حديث ما, وبين دعوى غيره النسخ في آية أخرى , أو حديث أخر فعلى هذا لا يصح شيء من القرآن والسنة وهذا خروج عن الإسلام, وكل ما ثبت بيقين, فلا يثبت بالظنون, ولا يجوز لنا أن نسقط أمراً أمرنا به الله تعالى ورسوله إلاّ بيقين لا شك فيه "}من كتاب الأحكام لإبن حزم .اهـ. بتصرف
 
 
ويقول إمام آخر واسع الأفق طويل الباع في كتاب الله تعالى ,الإمام الشاطبي رضي الله عنه وأرضاه {" أجمع المحققون على أن خبر الواحد لا ينسخ القرآن الكريم, ولا المتواتر, لأنه رَفْعٌ للمقطوع به بالمظنون"} من كتاب الموافقات. إ هـ.
 
 
وقال الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى {" قد تقرر أن شريعة الإسلام نسخت جميع الشرائع السابقة, لأنّ الأحكام العملية التي تقبل النسخ إنما تشرع لمصلحة البشر, والمصلحة تختلف باختلاف الزمان,"قلت عمر أشهب: والمكان"فالحكيم العليم يشرع لكل زمان ما يناسبه, وكما تنسخ بأخرى يجوز أن تنسخ بعض أحكام شريعته بأحكام أخرى في تلك الشريعة , فالمسلمون كانوا يتوجهون إلى بيت المقدس في صلاتهم فنسخ ذلك بالتوجه إلى الكعبة, "قلت المشرفة" وهذا لا خلاف فيه بين المسلمين."} إهـ
قلت عمر أشهب: يقصد كما تنسخ شريعة بأخرى كذلك تنسخ بعض الأحكام في الشريعة نفسها.
 
 
 
وقال العلامة الآلوسي رضي الله عنه في قول الله تعالى{" والله اعلم بما ينزِّل "}والله اعلم بما ينزل من المصالح فكل من الناسخ والمنسوخ حسبما تقتضيه  الحكمة والمصلحة , فإنّ كل وقت له مقتضى غير مقتضى الآخر , فكم من مصلحة تنقلب مفسدة في وقت آخر لانقلاب الأمور الداعية لذلك"}اهـ.
 
 
قلت هذه حكمة أخرى عظيمة تدل على سعة الشريعة السمحاء وعلى عظمة المشرع الحكيم.
 
ولنستمع إلى جهبذ آخر من جهابذة العلم الإمام الشافعي رضي الله عنه من كتابه "الرسالة" ما نصه{" إنّ الله جلّ ثناؤه خلق الخلق لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم لا معقب لحكمه, وهو سريع الحساب وانزل الكتاب عليهم تبياناً لكل شيء وهدىً ورحمة, وفرض فيه فرائض أثبتها, وأخرى نسخها رحمة بخلقه بالتخفيف عنهم, وبالتوسع عليهم, زيادة فيما ابتدآهم به من نعمة , وأثابهم على الإنتهاء إلى ما أثبت عليهم جنته, والنجاة من عذابه فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ, فله الحمد على نعمه"} اهـ
 
قلت سبحانك يا ربنا ما ألطفك بنا ونقول مع الإمام الشافعي فلك الحمد ولك المنة .
 
وقال الشيخ الجليل رحمة الله الهندي رحمه الله تعالى وأحسن له المثوبة{" وكما أن في تبديل المواسم مثل الربيع والصيف والخريف والشتاء, وكذا تبديل الليل والنهار, وتبديل حالات الناس, الفقر الغنى, الصحة المرض,وغيرها أحكاما ومصالح لله تعالى سواء ظهرت لنا أو لم تظهر, فكذلك في نسخ الأحكام حكم ومصالح له تعالى , نظراً لحال المكلفين –في الزمان والمكان-ألا ترى أن الطبيب الحاذق يبدل الأدوية والأغذية بملاحظة حالات المريض, وغيرها حسب المصلحة التي يراها , ولاَ يحمل أحد فعله هذا على العبث والسفاهة والجهل, فكيف يظن عاقل هذه الأمور بالحكيم المطلق, العالم بالأشياء العلم القديم الأزلي الأبدي"}من كتاب إظهار الحق الجزء الأول ص197رحمة الله الهندي.بتصرف
 
هذا ما استطعت أن اكتب بعد عناء طويل وسأكمله إن شاء الله في وقت آخر .
                                                                                                                                  يتبع
 
 
 
أعظم كتاب, وأجل خطاب, واقرب إلى أولي الألباب, كلام الله تعالى المقدس القرآن الكريم .
 
هذه الكلمات جائت بتوفيق من الله تعالى الكريم الوهاب.
 
 
 أخوكم عمر أشهب يسألكم الدعاء له ولوالديه, الأم ربيعة والأب الحسين .
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الناسخ والمنسوخ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
الناسخ والمنسوخ


تعريف النسخ :
1- النسخ لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي: أزالته.
ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ } [النحل: 101].
2- واصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.

حكمة وقوع النسخ:

1- يحتل النسخ مكانة هامة في تاريخ الأديان، حيث أن النسخ هو السبيل لنقل الإنسان إلى الحالة الأكمل عبر ما يعرف بالتدرج في التشريع،
2- ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.

3- مراعات مصالح العباد.

4- ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.

وقد ألف فيه جمع منهم :

النحاس وابن حزم والمقري والكرمي وقتادة وابن البارزي وابن الجوزي، وتكلم عليه من ألفوا في علوم القرآن كالسيوطي والزركشي والزرقاني ومن المتأخرين مناع خليل القطان وصبحي الصالح وقد تفاوت عدد ما ذكروه من المنسوخ في القرآن، فبعضهم عد بضع عشر آية، وبعضهم عد عشرين، وبعضهم رد على ذلك.

وهناك آيات انتقد السيوطي القول بالنّسخ فيها منها :

1 ـ قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له علاقة بهما بوجه من الوجوه وذلك مثل قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون وأنفقوا مما رزقناكم ) ونحو ذلك قالوا‏:‏ إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك .

أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
وكذا قوله تعالى : ( أليس الله بأحكم الحاكمين) قيل إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى احكم الحاكمين أبدًا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة‏.‏

وقوله في البقرة : ( وقولوا للناس حسنًا ) عده بعضه من المنسوخ بآية السيف وقد غلطه ابن الحصار بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر فلا نسخ فيه.
وقسم هو قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ‏‏، وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد.

2 ـ وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أوفي شرائع من قبلنا أوفي أول الإسلام ولم ينزل في القرآن كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب وهو الذي رجحه مكي وغيره.
النوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله إذا علمت ذلك فقد خرج من الآيات التي أوردها المكثرون الجم الغفير مع آيات الصفح والعفو إن قلنا إن آية السيف لم تنسخها وبقي مما يصلح لذلك عدد يسير وقد أفردته بأدلته في تأليف لطيف.

الآيات التي يقرّ السيوطي بوقوع النسخ فيها :

1 ـ فمن البقرة قوله تعالى ‏(‏كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت)‏ الآية منسوخة قيل بآية المواريث وقيل بحديث ألا لا وصية لوارث وقيل بالإجماع حكاه ابن العربي‏.‏

2 ـ قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية قيل منسوخة بقوله ‏(‏فمن شهد منكم الشهر فليصمه)‏ وقيل محكمة ولا مقدرة‏.‏

3 ـ قوله ‏(‏أحل لكم ليلة الصيام الرفث)‏ ناسخة لقوله ‏(‏كما كتب على الذين من قبلكم)‏ لأن مقتضاها الموافقة فيما كان عليهم من تحريم الأكل والوطء بعد النوم ذكره ابن العربي‏.

4 ـ ‏و حكى قولًا آخر أنه نسخ لما كان بالسنة قوله تعالى ‏(‏يسألونك عن الشهر الحرام)‏ الآية منسوخة بقوله ‏(‏وقاتلوا المشركين كافة)‏ الآية أخرجه ابن جرير عن عطاء بن ميسرة‏.‏

5 ـ قوله تعالى والذين يتوفون منكم إلى قوله ‏(‏متاعًا إلى الحول)‏ منسوخة بآية أربعة أشهر وعشرًا والوصية منسوخة بالميراث والسكنى ثابتة عند قوم منسوخة عند آخرين بحديث ولا سكنى .

6 ـ قوله تعالى ‏(‏وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)‏ منسوخة بقوله بعده لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها‏.‏

7 ـ ومن آل عمران قوله تعالى اتقوا الله حق تقاته قيل إنه منسوخ بقوله ‏(‏فاتقوا الله ما استطعتم)‏ وقيل لا بل هو محكم وليس فيها آية يصح فيها دعوى النسخ غير هذه الآية‏.‏

8 ـ ومن النساء قوله تعالى ‏(‏والذين عقدت إيمانكم فآتوهم نصيبهم)‏ منسوخة بقوله ‏(‏وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)‏.

9 ـ قوله تعالى ‏(‏وإذا حضر القسمة)‏ الآية قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس بالعمل بها‏.‏

10 ـ قوله تعالى ‏(‏واللاتي يأتين الفاحشة)‏ الآية منسوخة بآية النور من المائدة‏.‏

11 ـ قوله تعالى ‏(‏ولا الشهر الحرام)‏ منسوخة بإباحة القتال فيه‏.‏

12 ـ قوله تعالى ‏(‏فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم)‏ منسوخة بقوله ‏(‏وأن احكم بينهم بما أنزل الله)‏.

13 ـ قوله تعالى ‏(‏أو آخران من غيركم)‏ منسوخ بقوله ‏(‏وأشهدوا ذوي عدل منكم)‏.

14 ـ ومن الأنفال قوله تعالى ‏(‏ إن يكن منكم عشرون صابرون)‏ الآية منسوخة بالآية بعدها‏.‏

15 ـ ومن براءة قوله تعالى ‏(‏انفروا خفافًا وثقالًا)‏ منسوخة بآية العذر وهو قوله ‏(ليس على الأعمى حرج‏)‏ الآية‏.‏وقوله ‏(‏ليس على الضعفاء‏)‏ الآيتين وبقوله ‏(‏وما كان المؤمنون لينفروا كافة)‏‏.‏

16 ـ ومن النور قوله تعالى ‏(‏الزاني لا ينكح إلا زانية‏)‏ الآية منسوخة بقوله ‏(‏وانكحوا الأيامى منكم‏)‏

17 ـ قوله تعالى ‏(ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم)‏ الآية قيل منسوخة وقيل لا ولكن تهاون الناس في العمل بها‏.‏

18 ـ ومن الأحزاب قوله تعالى (لا يحل لك النساء)‏ الآية منسوخة بقوله ‏(إنا أحللنا لك أزواجك)‏ الآية‏.‏

19 ـ ومن المجادلة قوله تعالى ‏(إذا ناجيتم الرسول فقدموا‏)‏ الآية منسوخة بالآية بعدها‏.‏

20 ـ ومن الممتحنة قوله تعالى ‏( ‏فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا‏)‏ قل منسوخ بآية السيف وقيل بآية الغنيمة وقيل محكم‏.‏

21 ـ ومن المزمل قوله ‏( قم الليل إلا قليلا‏)‏ منسوخ بآخر السورة ثم نسخ الآخر بالصلوات الخمس‏.‏

فهذه إحدى وعشرون آية منسوخة على خلاف في بعضها لا يصح دعوى النسخ في غيرها والأصح في آية الاستئذان والقسمة الأحكام فصارت تسعة عشر‏.‏

22 ـ ويضم إليها قوله تعالى ‏[‏فأينما تولوا فثم وجه الله‏]‏ على رأي ابن عباس أنها منسوخة أيضاً .
*محمد
21 - مارس - 2009
من أنكر النسخ     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أنكر النسخ أبو مسلم الأصفهاني قديماً ، ومن أشهر المعاصرين الذين ينكرون النسخ : الشيخ محمد عبده، ومال إليه الشيخ رشيد رضا والشيخ محمد الغزالي المصري، والشيخ محمد الخضري، والشيخ عبد المتعال الجبري،وغيرهم.

والمعركة بين الفريقين ( المجيزين والمانعين للنسخ ) لم تزل حية، ولكل فريق أسلحته في الهجوم والدفاع.
*محمد
21 - مارس - 2009
توضيح    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم
 
1- { قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً }
قولُهُ تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} - الآية - (هو) منسوخٌ بقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ فاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ، عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَرْضَى} [المزمل: 20] وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه (يقومون) اللَّيْلَ حتى تَفَطَّرَتْ أَقْدامُهُم.
قال ابنُ زيد: أَوَّلُ ما فَرَضَ اللهُ على رسولِه وعلى المؤمنين صلاةُ اللَّيْل، ثم نسخَ ذلك عنهُم بقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} - الآية - فصار) قيامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعاً.
وقد قيل عن ابن عباس وغيره: إنَّ قيامَ اللَّيْلِ بَقِيَ فَرْضاً على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وحدَه.(وقيل: كانَ من أَوَّلِه فرضاً على النبي وحدَه).وقيل: (كان) نَدْباً وحَضَّاً للنبيِّ ولأُِمَّتِه.
وأَكْثَرُ الناس على أنه كانَ فرضاً على الجميع، ولا يُحْمَلُ (الأَمرُ) على النَّدْبِ والْحَضِّ إِلاَّ بدليل (وقرينةٍ) تَدُلُّ على ذلك، وإِلاَّ فَهُو على الحتم. وعلى ذلك أَكثرُ الناس.
 

2- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَاجَيْتُم الرَّسُولَ، فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}.
أكثرُ الناس على أن هذا منسوخٌ بقوله: {أأشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا} [المجادلة: 13] - الآية -، وهذا مما نُسِخَ قبلَ العمل به.
وقيل: إن علياً - رضي الله عنه - عَمِلَ به، ورَوى ليثٌ عن مجاهد قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: "إنَّ في كتاب الله لآيةً ما عمل بها أحدٌ (قبلي ولا يعملُ بها أحدٌ) بعدي، كان لي دينارٌ فصرفته فكنت إذا (ناجيتُ) رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تَصَدَّقْتُ بدرهم، حنى نفِدَ، ثم نُسِخَت"، [وفي] هذا الحديث: أن الصَّدَقةَ إنما كانت تكون بعدَ المناجاة.
قال ابن حبيب: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يؤذَى بكثرةِ النَّجوى، وكان الشيطانُ يُوَسْوِسُ في أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقول: نوجي النبيُّ (بأمر) كذا مما يغُمُّ المسلمين ذلك، وهو قولُه تعالى: {إنَّما النَّجْوَى مِن الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة: 10]، فأَمَرَ اللهُ أن لا يناجي أَحدٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حتى يُقَدِّمَ صدقةً، فَتَوَقَّفَ الناسُ عن النجوى، ثم شَقَّ ذلك عَليهم، فَنَسَخَه الله بقوله: {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] - الآية - هذا معنى كلامه.
*د يحيى
30 - مارس - 2009
تعقيب موجز    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم
 
اختار السيوطي في الإتقان أن الآيات المنسوخة كلها عددها عشرون آية  من بينها الآيتان من سورتي المجادلة والمزمل كما ذكر السيد ياسر . ولكن الشيخ محمد الخضري في كتابه " أصول الفقه " قال عن العشرين آية أنها تحتمل التأويل ، وان أبا مسلم الأصفهاني لا يستحق أن يشنع عليه إلى الحد الذي وصل إليه المشنعون .
أما القول بنسخ النظم القرءاني وبقاء حكمه، فقد أجازه الجمهور ؛ محتجين بأخبار آحاد لا يمكن أن تقوم برهانا على حصوله كما قال الشيخ الخضري ومن قبله الإمام الشاطبي وغيرهما. وأما المانعون ، فمن القدماء ، المعتزلة ، ومن المحدثين ، الشيخ محمد أبي زهرة والدكتور عمارة وغيرهم . وقصة الشيخ أبي زهرة مع رجم الزاني المحصن قصة معروفة منذ أوائل السبعينيات . وفي " نوادر النصوص " في الوراق ، والتي يعدها الأستاذ زهير ظاظا ، ورد ذكر مضمون ما حصل في إحدى المؤتمرات الإسلامية مما يتعلق بالحكم على الزاني المحصن بالرجم حتى الموت ، وقد عقد المؤتمر في ليبيا ، وكان أبو زهرة حاضرا فيه ، قبيل وفاته ببضعة أشهر .
والسبب في وقوع النسخ بين منكر ومصدق ، هو الخلاف في معنى النسخ ، كما هي حال معظم المواضيع المختلف فيها .
*ياسين الشيخ سليمان
31 - مارس - 2009
محمد فادي ينعت من يقول بالناسخ والمنسوخ بالشطط ، والخلط الرهيب في فهم مدلولات الله....    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم
 
 تقول يا محمد فادي :" إن بدعة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم تكمن في أنها من أكبر البدع السلفية التي تتطاول على الذات الإلهية والتي أدت بنا إلى هذا الخلط الرهيب في فهم مدلولات الله تبارك وتعالى ".
 
*الناسخ والمنسوخ من علوم القرآن الكريم يا محمد فادي ، إلا إذا كنتَ مِمّن يُخالفون الإجماع ، ويتّبعُون غيرَ سبيلِ المؤمنين ، وحاشاك.
 
 تقول ياأخ محمد فادي :" فعندما نقول بأن الله ينسخ بعض من أقوله ليأتي بعدها بمثله أو بما هو خير منه نكون بهذا معترفين ضمنا بقلة علم الله وعدم معرفة بالغيب وبأن كلامه تبارك وتعالى فيه مفاضلة بعضه عن بعض والعياذ بنور وجهه من هذا القول الشطط وكل كلامه تبارك وتعالى فاضل .
كما وأن قولنا هذا يكون دليل على بشرية القرآن الكريم أيضا ...
فتبديل الكلام أو التراجع عنه لنأتي بعدها بما هو خير منه صفة بشرية ...
أما كلام الله سبحانه وتعالى فلا تبديل له.
 
*نقول : إنّ ......ينسخ بعضاً .......وإنّ .......كما أنّ ......يكون دليلاً.
 
(((ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير البقرة)))
.106
 لا ياأخ محمد فادي ! هل تُكتب الآية هكذا من دون تروٍّ ، وأين الهمزات ؟ ! هذا كلام الله يارجل!
 
تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ):
" { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ } ما نمحُ من آية قد عمل بها فلا تعمل بها { أَوْ نُنسِهَا } نتركها غير منسوخة للعمل بها { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ }؛ أي نرسل جبريل بأنفع من المنسوخ وأهون في العمل بها { أَوْ مِثْلِهَا } في الثواب والنفع والعمل { أَلَمْ تَعْلَمْ } يا محمد { أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قد ير } من الناسخ والمنسوخ".
 
تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) :
" قوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها } الآية، النسخ في كلام العرب على وجهين: أحدهما النقل كنقل كتاب من آخر، والثاني الإزالة، فأما الأول فلا مدخل له في هذه الآية، وورد في كتاب الله تعالى في قوله تعالى:{ إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون }[الجاثية:29]، وأما الثاني الذي هو الإزالة فهو الذي في رالظل، والآخر لا يثبت كقولهم " نسخت الريح الأثر " ، وورد النسخ في الشرع حسب هذين الضربين، والناسخ حقيقة هو الله تعالى، ويسمى الخطاب الشرعي ناسخاً إذ به يقع النسخ، وحد الناسخ عند حذاق أهل السنة: الخطاب الدال على ارتفاع الحكم الثابت، بالخطاب المتقدم على وجهٍ لولاه لكان ثابتاً مع تراخيه عنه.
والنسخ جائز على الله تعالى عقلاً ؛لأنه ليس يلزم عنه محال ولا تغيير صفة من صفاته تعالى، وليست الأوامر متعلقة بالإرادة فيلزم من النسخ أن الإرادة تغيرت، ولا النسخ لطروّ علم، بل الله تعالى يعلم إلى أي وقت ينتهي أمره بالحكم الأول ويعلم نسخه بالثاني. والبداء لا يجوز على الله تعالى لأنه لا يكونه إلا لطروّ علم أو لتغير إرادة، وذلك محال في جهة الله تعالى، وجعلت اليهود النسخ والبداء واحداً، ولذلك لم يجوزوه فضلُّوا.
والمنسوخ عند أئمتنا: الحكم الثابت نفسه: لا ما ذهبت إليه المعتزلة، من أنه مثل الحكم الثابت فيما يستقبل، والذي قادهم إلى ذلك مذهبهم في أن الأوامر مرادة، وأن الحسن صفة نفسية للحسن، ومراد الله تعالى حسن، وقد قامت الأدلة على أن الأوامر لا ترتبط بالإرادة، وعلى أن الحسن القبح في الأحكام إنما هو من جهة الشرع لا بصفة نفسية" .
ماذا تقول ياأخ محمد فادي في المصادر التي تكلمت على الناسخ والمنسوخ ؟
      من معاني كلمة ( آية ) في القرآن الكريم
1-
المعجزة،كقوله تعالى : " سل بني إسرئيل كم آتيناهم من آية بينة" ( البقرة/211).
2-
العلامة،كقوله تعالى : " إن آية ملكـه أن يأتيكم التابوت ..."( البقرة/248).
3- العِبرة
،كقوله تعالى : " إن في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون "(النحل/11)
4- الأمر
العجيب،كقوله تعالى :" وجعلنا ابن مريم وأمـه آية "( المؤمنون/50).
5-
الدليل،كقوله تعالى : " ومن آياته خلق السموات والأرض"(الروم/22).
 
 
 
 
 
 
 
*د يحيى
4 - أبريل - 2009
رأي الجمهور    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم
 
                      الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، وفي الحديث الشريف أيضاً
 
جاءت العقائد السماوية كافةً بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم: { أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره"  (المؤمنون:32) إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى، قال تعالى: { لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه } (الحج:67) .
وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله: { اليوم أكملت لكم دينكم } (المائدة:3) .
 وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث علوم القرآن الكريم، وأفرده بعضهم بالكتابة .
 والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي.
وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد . 
ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال .
ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم، إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ .
وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها ) رواه مسلم .
ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ ( بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه ) رواه البخاري .
ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر .

ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ . 

والنسخ على أنواع، فمنها نسخ القرآن بالقرآن، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى: { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس } (البقرة:219) فقد نسختها آية: { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } (المائدة:90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق .

ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن، كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس، الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى: { فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام } (البقرة:144). ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان في قوله تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } (البقرة:185)
ومن أنواع النسخ أيضاً،
نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: ( رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها ) رواه مسلم وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً .

ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء: 
الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت: ( كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات ) رواه مسلم وغيره . 

الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة، ومثاله قوله تعالى: { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن   منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى: { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } (الأنفال:65) .

الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: ( ثم نسخن بخمس معلومات ) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة

ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة، منها مراعاة مصالح العباد، ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية أمرها، تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها، فاقتضى ذلك الحال تغيُّر بعض الأحكام؛ مراعاة لتلك المصالح، وهذا واضح في بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن حِكم النسخ أيضًا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال وعدمه، ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها، لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر. وفقنا الله للعمل بأحكام شرعه، والفقه في أحكام دينه، ويسَّر الله لنا اتباع هدي نبيه، صلوات ربي وسلامه عليه .
 
المصدر : الشبكة الإسلامية.
*د يحيى
4 - أبريل - 2009
اللهم اهدنا في مَن هديت    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم
 
الأخ محمد فادي ، السلام عليكم ....هذه عبارتك :
" فإن كنت قادر على حواري من خلال القرآن الكريم وحده وبما يوحيه لك عقلك من إجتهاد في تفسيره فأكون أسعد الناس في هذا , أو إنني أحمل قلمي وأرحل عن موضعكم هذا لأنني قرآني ....
 
وتقبلوا مني فائق المودة الإحترام ".
 
* هل يوحي إليك عقلك أن يكون خبر ( كان) ليس منصوباً ، وأنّ الفعل( أوحى) يتعدى باللام ، وجواب ( إنْ) الشرطية : ( فأكون) ، وأنّ همزتيْ ( اجتهاد ، والاحترام) همزتا قطْع ؟
* هل في القرآن صلوات خمس ؟ وهل في القرآن سجود على ( الجبهة ) ، أم إنك  تخر للذقن ساجداً لله  ؛ لقوله سبحانه : " ويخرّون للأذقان سُجّداً" ، وهل في القرآن أنواع الزكوات وطرائق دفعها؟ وهل في القرآن تغسيل الميت ودفنه........؟؟؟
 
* عبارتك الآنفة أثلجت صدري ؛ لأنك أوضحتَ بقلمك كاشفاً عن هويتك ، وعن أسلوبك ، ومؤدَّباً في تخييري الذي هو الآخَر ، مع شكري لك ، ودعائي لك بالهداية.
*د يحيى
5 - أبريل - 2009
مواجهة الشبهات    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم
 
في مواجهة شبهات المشككين /حقائق حول القرآن الكريم
 الكلام الأعجمي
جاء في سورة الشعراء:(نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربى مبين) (1). وجاء فى سورة الزمر:(قرآنا عربياً غير ذي عوج ) (2). وجاء فى سورة الدخان: (فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون) (3). وجاء فى سورة النحل: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) (4).
ونحن نسأل: " كيف يكون القرآن عربيًّا مبينًا ، وبه كلمات أعجمية كثيرة ، من فارسية ، وآشورية ، وسريانية ، وعبرية ، ويونانية ، ومصرية ، وحبشية ، وغيرها ؟ ".
هذا نص الشبهة الواردة فى هذا الصدد ، وتأكيداً لهذه الشبهة ذكروا الكلمات الأعجمية حسب زعمهم التي وردت في القرآن الكريم وهي:
آدم أباريق إبراهيم أرائك استبرق إنجيل تابوت توراة جهنم حبر حور زكاة زنجبيل سبت سجيل سرادق سكينة سورة صراط طاغوت عدن فرعون فردوس ماعون مشكاة مقاليد ماروت هاروت الله.
الرد علىالشبهة:
هذه هى شبهتهم الواهية ، التى بنوا عليها دعوى ضخمة ، ولكنها جوفاء ، وهى نفى أن يكون القرآن عربيًّا مثلهم كمثل الذى يهم أن يعبر أحد المحيطات على قارب من بوص ، لا يلبث أن تتقاذفه الأمواج ، فإذا هو غارق لا محالة.
ولن نطيل الوقوف أمام هذه الشبهة ، لأنها منهارة من أساسها بآفة الوهن الذى بنيت عليه. ونكتفى فى الرد عليها بالآتى:
- إن وجود مفردات غير عربية الأصل فى القرآن أمر أقر به علماء المسلمين قديماً وحديثاً. ومن أنكره منهم مثل الإمام الشافعى كان لإنكاره وجه مقبول سنذكره فيما يأتى إن شاء الله.
- ونحن من اليسير علينا أن نذكر كلمات أخرى وردت فى القرآن غير عربية الأصل ، مثل: مِنْسَأَة بمعنى عصى فى سورة " سبأ " ومثل " اليم " بمعنى النهر فى سورة " القصص " وغيرها.
- إن كل ما فى القرآن من كلمات غير عربية الأصل إنما هى كلمات مفردات ، أسماء أعلام مثل: " إبراهيم ، يعقوب ، إسحاق ، فرعون " ، وهذه أعلام أشخاص ، أو صفات ، مثل:" طاغوت ، حبر" ، إذا سلمنا أن كلمة " طاغوت " أعجمية.
- إن القرآن يخلو تمامًا من تراكيب غير عربية ، فليس فيه جملة واحدة إسمية ، أو فعلية من غير اللغة العربية.
- إن وجود مفردات أجنبية فى أى لغة سواء كانت اللغة العربية أو غير العربية لا يخرج تلك اللغة عن أصالتها ، ومن المعروف أن الأسماء لا تترجم إلى اللغة التى تستعملها حتى الآن. فالمتحدث بالإنجليزية إذا احتاج إلى ذكر اسم من لغة غير لغته ، يذكره برسمه ونطقه فى لغته الأصلية ومن هذا ما نسمعه الآن فى نشرات الأخبار باللغات الأجنبية فى مصر ، فإنها تنطق الأسماء العربية نُطقاً عربيّا . ولا يقال: إن نشرة الأخبار ليست باللغة الفرنسية أو الإنجليزية مثلاً ، لمجرد أن بعض المفردات فيها نطقت بلغة أخرى.
والمؤلفات العلمية والأدبية الحديثة ، التى تكتب باللغة العربية ويكثر فيها مؤلفوها من ذكر الأسماء الأجنبية والمصادر التى نقلوا عنها ، ويرسمونها بالأحرف الأجنبية والنطق الأجنبى لا يقال: إنها مكتوبة بغير اللغة العربية ، لمجرد أن بعض الكلمات الأجنبية وردت فيها ، والعكس صحيح.
ومثيرو هذه الشبهة يعرفون ذلك كما يعرفون أنفسهم فكان حرياًّ بهم ألا يتمادوا فى هذه اللغو الساقط إما احتراماً لأنفسهم ، وإما خجلاً من ذكر ما يثير الضحك منهم.
- إنهم مسرفون فى نسبة بعض هذه المفردات التى ذكروها وعزوها إلى غير العربية:
فالزكاة والسكينة ، وآدم والحور ، والسبت والسورة ، ومقاليد ، وعدن والله ، كل هذه مفردات عربية أصيلة لها جذور لُغوية عريقة فى اللغة العربية. وقد ورد فى المعاجم العربية ، وكتب فقه اللغة وغيرها تأصيل هذه الكلمات عربيّا فمثلاً:
الزكاة من زكا يزكو فهو زاكٍ. وأصل هذه المادة هى الطهر والنماء.
 وكذلك السكينة ، بمعنى الثبات والقرار ، ضد الاضطراب لها جذر لغوى عميق فى اللغة العربية. يقال: سكن بمعنى أقام ، ويتفرع عنه: يسكن ، ساكن ، مسكن ، أسكن.
- إن هذه المفردات غير العربية التى وردت فى القرآن الكريم ، وإن لم تكن عربية فى أصل الوضع اللغوى فهى عربية باستعمال العرب لها قبل عصر نزول القرآن وفيه.. وكانت سائغة ومستعملة بكثرة فى اللسان العربى قبيل نزول القرآن وبهذا الاستعمال فارقت أصلها غير العربي، وعُدَّتْ عربية نطقاً واستعمالاً وخطاًّ.
إذن فورودها فى القرآن مع قلتها وندرتها إذا ما قيست بعدد كلمات القرآن لا يخرج القرآن عن كونه " بلسان عربى مبين"
ومن أكذب الادعاءات أن يقال: إن لفظ الجلالة " الله " عبري أو سرياني وإن القرآن أخذه عن هاتين اللغتين. إذ ليس لهذا اللفظ الجليل " الله " وجود في غير العربية:
فالعبرية مثلاً تطلق على " الله " عدة إطلاقات ، مثل ايل ، الوهيم ، وأدوناى ، ويهوا أو يهوفا. فأين هذه الألفاظ من كلمة " الله " في اللغة العربية وفي اللغةاليونانية التي ترجمت منها الأناجيل إلى اللغة العربية حيث نجد الله فيها " الوي " وقد وردت فى بعض الأناجيل يذكرها عيسى ،عليه السلام، مستغيثاً بربه هكذا " الوي الوي " وترجمتها إلهي إلهي.
إن نفي عروبة القرآن بناء على هذه الشبهة الواهية أشبه ما يكون بمشهد خرافي في أدب اللامعقول.
المراجع
(1) الشعراء: 193-195.
(2) الزمر: 28.
(3) الدخان: 58.
(4) النحل: 103.
 
المصدر : الأزهر
*د يحيى
6 - أبريل - 2009
اللهم اهدِ قلوبهم !!!!    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم
 
هل يعقل أن يظهر من يزعم أنه مسلم وينكر سنة النبي محمد ،صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله ،سبحانه، للناس كافةً، وأمر الناس بأتباع أوامره !
لقد حدث ما أخبر به هذا النبيُّ الصادق بعد وفاته ،إشارةً على صدقه، وتثبيتاً للمؤمنين، وفضحاً لهؤلاء، بل إن عبارتهم التي يروّجون لها إلى معتقدهم هي نفسها التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
فعن المقدام بن معد يكرب الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدّث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ،ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله ).
 (رواه ابن ماجه، والألباني في صحيح تخريج المشكاة).
*د يحيى
12 - أبريل - 2009

 
   أضف تعليقك