مجلس : الأمثال

 موضوع النقاش : الأمثال المولدة: لأبي بكر الخوارزمي    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 زهير 
16 - مارس - 2009
تحية طيبة أساتذتي الأفاضل: قضيت هذا الصباح في قراءة فصول من كتاب (الأمثال المولدة) لأبي بكر الخوارزمي، وهو أحد الكتب التي تأخر الأستاذ معتصم في نشرها، وكان قد وعدنا ان ينشرها صبيحة يوم عيد الأضحى، وقد اغتمت فرصة سانحة فكتبت تعريفا للكتاب أضفته إلى زاوية قصة الكتاب، وأعيد نشره هنا:
الأمثال المولدة لأبي بكر الخوارزمي:
من ذخائر العرب المكتشفة في أواخر القرن العشرين، ويضم (2119) مادة، من أمثال المولدين ومواطن إرسالها وتمثلاتهم الشعر، وبيان أصول الأبيات السائرة على ألسنتهم، في بغداد وبلاد الشام.
وفي مقدمة الخوارزمي للكتاب قوله:
(وهذا -أرشدَكَ اللهُ- كتابٌ التُقِطَ من أفواهِ الشُّطارِ والعيَّارينَ، وجُمعَ في مجالِس المُغنِّين والمُضحكين، ورَوِيَ مِن البَمِّ والزِّير، وحَصلَ في أثناءِ البَرابِطِ والمزامير، وسُمِعَ أكثرُ ما فيه من السُّؤّالِ والسَّابلةِ، وتُلُقِّفَ مِن كلام الظُّرفاءِ والصُّوفيَّة، فإن طالبتَنا في أسانيدهِ باسم الحسن البصريِّ وبالرِّوايةِ عن بَكْرٍ بن عبد اللهِ المُزْني والمراسيل عن فَرقَدِ السَّبْخي، والسَّماعِ عن محمَّد بن كعب القُرظيّ، وقَتَادةَ بنِ دِعامةَ السَّدوسي، وأخذْتَنَا في أبياتِهِ برواية الأصمعيِّ، واختيار المُفضَّل الضَّبّي، وتصحيح أبي عثمان المازنيِّ، وإجازةِ محمَّد بنِ المُستنيرِ النَّحويّ، وأبي عبد اللهِ بنِ الأعرابيِّ، أَو أَرَدْتَ مِنّا في أمثاله أن يكون من حِكَمِ أكثمَ بنِ صيفيٍّ، أو أمثالِ بَيْهَس الفِزاري، أو نوادرِ عامرِ بن الظَّرِب العَدوانيّ، وعمرو بن حُمَمَة الدَّوسي، كنت قد طالبتَنا بما نعيَى به، وتَحكَّمتَ علينا بما نعجزُ عنه، وكلُّ شيءٍ من مَعدنِهِ يُجلبُ، وكلُّ مَتَاعٍ في قَرارتِهِ يُطلبُ).
قال: (ثمَّ إنَّ هذا كتابٌ صَنََّفناهُ نُداري به الزَّمانَ، وَنُجانِسُ بتأليفِهِ الوقتَ، وَلِكُلِّ زمانٍ تصنيفٌ يَحكيهِ، وفي كلِّ وقتٍ عِلمٌ يَقتضيهِ، وربَّما ضاق الوقتُ عن صِرْف الجِدِّ، وَجَلَّ عن كلِّ الهزْل، فاحتيجَ إلى سلوكِ طريقةٍ بينهما ...)
طبع الكتاب لأول مرة في الجزائر عام 1994م في عدد خاص من أعداد مجلة (اللغة والأدب) بتحقيق الأستاذ محمد حسين الأعرجي الأستاذ بجامعة آدم مسكيفيج في بوزنان – بولندة،  وأعاد نشره عندنا في المجمع الثقافي عام (2003م)
ويعود الفضل إلى المحقق في تصحيح نسبة الكتاب إلى الخوارزمي ثم في تصحيح اسم الكتاب، ليكون (الأمثال المولدة) وكان الظن ان الكتاب من تاليف الثعالبي، إذ لم تصلنا سوى نسخة يتيمة منه ضمن مجموع يضم طائفة من كتب الثعالبي، كتب عليه (كتاب الأمثال، وكتاب منتخب سنن العرب وكتاب التحسين والتقبيح، وكتاب تحفة الوزراء وكتاب المبهج ومواسم العمر وسر الحقيقة كلها للثعالبي رحمه الله)
والمجموع من أوقاف شيخ الإسلام فيض الله أفندي على مدرسته بقسطنطينية، ورقمه في مكتبة فيض الله (2133) ويقع ي (66) ورقة، وقد كتب في واسط في شعبان (1028هـ) عن أصل وقع الفراغ منه يوم 29/ رمضان/ 442 بعد وفاة الخوارزمي ب 59 سنة، ولكن النسخة كما يقول المحقق فيها من التحريفات والتصحيفات شيء غير قليل.
وبقي أن أشير إلى أن أبا بكر الخوارزمي هو (فيما يقال) ابن أخت الإمام الطبري صاحب التاريخ والتفسير، وفي ذلك يقول:
وآمـل  مولدي وبنو جرير فأخوالي ويحكي المرء خاله
فـها أنا رافضي عن تراث وغيري  رافضيٌّ عن كلاله
انظر في مقدمة المحقق ما ذهب إليه من ان البيتين مما نحلته إياه الحنابلة وإنكاره أن يكون الطبري خاله.
وأفاد ان الخوارزمي زار المتنبي في بيته في حلب عام (346هـ) لينضم بعدها إلى ندماء سيف الدولة، وكان عمره (23) سنة، وكان من ثمرة صداقتهما كتاب الخوارزمي الضائع (شرح ديوان المتنبي)
واخترت هذا المثل نموذجا لعمل الخوارزمي في الكتاب: وهو قولهم: (ما رأيت الشعانين) قال:
ويقولون لمن استحسن من الوجوهِ غيرَ حَسنٍ، وأُعجِبَ بغير مُعجِبٍ: (ما رأيتَ الشعانين) أي ما حضرت عيداً تشهده الملاحُ، فتراهم فتعرف تصرَّف ما بينهم.
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الشفيع العريان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال الخوارزمي:
يُنشد في إيثار الرجل قرابته وعياله على صديقه:
ليسَ الشفيعُ الذي يأتيك مُؤتزِراً مثلَ الشَّفيعِ الذي يأتيكَ iiعُريانا

البيتُ للفرزدقِ يقوله في خولةَ بنتِ منظورِ بن زبَّان، وزوجِها عبد الله بن الزُّبير، حين نشزت عليه امرأتُه ونافرته إلى ابنِ الزبير -وهو بمكة- فانقطعت إلى خولة، والفرزدقُ إلى حمزة بن عبدِ الله، وأعان عبدُ الله نوارَ، وقطع الفرزدق، فعندها قال:
أمّـا بـنوه، فقد رُدّت شفاعتُهم وشُفِّعتْ  بنتُ منظورِ بن iiزبّانا
ليس الشفيعُ الذي يأتيك مؤتزراً مثلَ  الشفيع الذي يأتيك iiعُريانا
قلت أنا زهير: وهذان البيتان من أشهر شعر الفرزدق في التاريخ، والعجب أني لم اعثر عليهما في نشرة الموسوعة لديوان الفرزدق ؟ فهل سقطا من نشرة الديوان
وقد طول الأصفهاني في (الأغاني) في ذكر تفاصيل هذه القصة، وأورد شعرا كثيرا للفرزدق في هذا الخبر قال (فبلغ ابن الزبير شعره، ولقيه على باب المسجد وهو خارج منه فضغط حلقه حتى كاد يقتله، ثم خلاه ... إلخ) ومما رواه أبو الفرج من شعر الفرزدق الذي قرع به ابن الزبير هذه القصيدة التي يبدو انها لم تصلنا كاملة:
لَـعَـمـري  لَقَد أَردى نَوارَ iiوَساقَها إِلـى الـغَـورِ أَحـلامٌ قَليلٌ iiعُقولُها
مُـعـارِضَةَ  الرُكبانِ في شَهرِ ناجِرٍ عَـلـى قَـتَـبٍ يَـعلو الفَلاةَ iiدَليلُها
وَمـا  خِـفتُها إِن أَنكَحَتني iiوَأَشهَدَت عَـلـى  نَفسِها لي أَن تَبَجَّسَ iiغولُها
أَبَـعـدَ نَـوارٍ آمَـنَـنَّ iiظَـعـينَةً عَـلـى الغَدرِ ما نادى الحَمامَ هَديلُها
أَلا  لَـيتَ شِعري عَن نَوارٍ إِذا خَلَت بِـحـاجَـتِـها  هَل تُبصِرَنَّ iiسَبيلُها
أَطـاعَـت  بَني أُمُّ النسير iiفَأَصبَحَت عَـلـى شارِفٍ وَرقاءَ صَعبٍ iiذَلولُها
إِذا اِرتَـجَـلَت شَقَّت عَلَيها وَإِن iiتَنُخ يَـكُـن مِـن غَرامِ اللَهِ عَنها iiنُزولُها
وَقَد سَخِطَت مِنّي نَوارُ الَّذي اِرتَضَت بِـهِ  قَـبـلَها الأَزواجُ خابَ iiرَحيلُها
وَمَـنـسـوبَـةُ  الأَجدادِ غَيرُ iiلَئيمَةٍ شَـفَت لي فُؤادي وَاِشتَفى بي iiغَليلُها
فَـلا زالَ يَـسـقـي ما مُفَدّاةُ iiنَحوَهُ أَهـاضـيـبُ مُستَنُّ الصَبا iiوَمَسيلُها
فَـمـا فـارَقَـتنا رَغبَةً عَن iiجِماعِنا وَلَـكِـنَّـمـا غـالَـت مُفَدّاةَ غولُها
تُـذَكِّـرُنـي أَرواحَـها نَفحَةُ iiالصَبا وَريـحُ  الـخُـزامـى طَلُّها iiوَبَليلُها
فَـإِنَّ اِمـرَأً يَـسعى يُخَبِّبُ iiزَوجَتي كَـسـاعٍ إِلـى أُسدِ الشَرى iiيَستَبيلُها
وَمِـن  دونِ أَبـوالِ الأُسـودِ iiبَسالَةٌ وَصَـولَـةُ أَيـدٍ يَمنَعُ الضَيمَ iiطولُها
فَـإِنّـي كَـما قالَت نَوارُ إِنِ iiاِجتَلَت عَـلـى رَجُـلٍ مـا سَدَّ كَفَّي iiخَليلُها
وَإِن  لَـم تَكُن لي في الَّذي قُلتُ iiمِرَّةٌ فَـدُلّـيـتُ  في غَبراءَ يَنهالُ iiجولُها
فَـمـا  أَنـا بِـالنائي فَتُنفى iiقَرابَتي وَلا بـاطِـلٌ حَـقّـي الَّذي لا أُقيلُها
وَلَـكِـنَّـني المَولى الَّذي لَيسَ iiدونَهُ وَلِـيٌّ  وَمَـولـى عُـقدَةٌ مَن يُجيلُها
فَـدونَـكَـهـا يـا اِبنَ الزُبَيرِ iiفَإِنَّها مُـوَلَّـعَـةٌ يـوهـي الحِجارَةَ iiقيلُها
إِذا  قَـعَـدَت عِـنـدَ الإِمـامِ iiكَأَنَّما تَـرى  رِفـقَـةً مِن ساعَةٍ iiتَستَحيلُها
وَمـا خاصَمَ الأَقوامَ مِن ذي خُصومَةٍ كَـوَرهـاءَ  مَـشـنوءٌ إِلَيها iiحَليلُها
فَـإِنَّ  أَبـا بَـكـرٍ إِمـامَـكِ iiعالِمٌ بِـتَـأويـلِ ما وَصّى العِبادَ iiرَسولُها(1)
وَظَـلـمـاءَ  مِن جَرّا نَوارٍ iiسَرَيتُها وَهـاجِـرَةٍ دَوِّيَّـةٍ مـا iiأُقـيـلُـها
جَـعَـلـنـا  عَلَيها دونَها مِن iiثِيابِنا تَـظـالـيلَ حَتّى زالَ عَنها iiأَصيلُها
تَـرى مِـن تَـلَـظّيها الظِباءَ iiكَأَنَّها مُـوَقَّـفَـةٌ تَـغشى القُرونَ iiوُعولُها
نَـصَـبـتُ لَها وَجهي وَحَرفاً iiكَأَنَّها أَتـانُ  فَـلاةٍ خَـفَّ عَـنـها ثَميلُها
إِذا  عَـسَـفَـت أَنـفاسُها في iiتَنوفَةٍ تَـقَـطَّـعَ دونَ المُحصَناتِ iiسَحيلُها
تُرى مِثلَ أَنضاءِ السُيوفِ مِنَ السُرى جَـراشِـعَـةَ الأَجوازِ يَنجو iiرَعيلُها
_____
1- والمقصود بأبي بكر في البيت عبد الله بن الزبير، تكنى بكنية جده ابي بكر الصديق، وكانت له كنيتان (أبو بكر) و(أبو خبيب) وهو المراد في قول الفرزدق في هذه القصة نفسها يخاطب حمزة ابن عبد الله بن الزبير، وكان الفرزدق قد استعاذ به، بينما استعاذت النوار بأمه خولة بنت منظور، زوجة عبد الله بن الزبير
يا حمز هل لك في ذي حاجةٍ، غرضت أنـضـاؤه بـمـكـان غـير ممطور
فـأنـت أولـى قـريش أن تكون iiلها وأنـت  بـيـن أبـي بـكر iiومنظور
ولم اعثر على البيتين أيضا في نشرة الموسوعة لديوان الفرزدق، ولا على البيتين:
بـني عاصمٍ لا تلجئوها iiفإنكم ملاجئ  للسوءات دسم iiالعمائم
بني عاصمٍ لولا كان حياً أبوكم للام بنيه اليوم قيس بن iiعاصم
 وكان عمر الفرزدق لما قتل عبد الله بن الزبير (35) عاما.
*زهير
16 - مارس - 2009

 
   أضف تعليقك