لا علم بلا تعليم صحيح ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أهمية العلم معروفة. ولكن للأسف في عالمنا العربي يتعاملون مع هذه الظاهرة بشكل سطحي وأحياناً للإعلام والدعاية. علماً أن الاهتمام الحقيقي بالعلم ضعيف إذا ما قارناه بواقع الحال في الدول الأخرى وأقربها إسرائيل التي تصرف على البحث العلمي أكثر من كل الدول العربية مجتمعة!!!!!!! لكن عندما نتكلم عن التعليم فوضعه في تدهور وهذه مشكلة قد تكون موجودة في معظم دول العالم. علماً أن التعليم هو أساس تقدم المجتمعات وتفوقها. ويقال عندما انتصرت فرنسا على ألمانيا (على ما اعتقد) قالوا أن المعلم الفرنسي هو الذي انتصر.وكذلك عندما أرسل السوفييت أول رائد فضاء وهو يوري غاغارين في أواسط القرن الماضي وسبقوا الأمريكان جلس الأمريكان يفكرون عن سبب تفوق الاتحاد السوفييتي في مجال غزو الفضاء. فكان جواب العلماء الأمريكيين بأن الاتحاد السوفييتي يتفوق على أمريكا بنظامه التعليمي بدءاً من رياض الأطفال وحتى المراحل الجامعية. لذلك اتخذت أمريكا قرارها بتعديل نظام التعليم الأمريكي والاستفادة من السوفييت. العبرة من هذه السطور هي أن التعليم حجر الأساس في اي تقدم علمي واجتماعي واقتصادي و.... وباعتباري تربوي واستاذ جامعي وحتى درست في المراحل الثانوية قبل ذلك ألاحظ ما يلي: 1- التعليم في سورية مثلاً كان في الخمسينات أفضل منه حالياً فمن ينهي الصف الخامس (يحصل على السرتفيكا) كان يصبح مدرساً قديراً حيث يلم باللغة العربية والحساب افضل من طلاب الجامعة حالياً 2- انتشار الدروس الخاصة على حساب التدريس في المدارس من الظواهر السلبية جداً. فلا مانع من الاستعانة بمدرس مصلاً في الموسيقى أو الرسم أو التخصصات التي قد لا تتوفر الإمكانية في المدرسة لتعلمها جيداً. ولكن يلاحظ تقصير المدرسين وتقاعسهم عن أداء واجبهم في الصف لأنهم يجبرون الطلاب على الدروس المدفوعة الثمن. 3- ما ورد أعلاه عن تحول التعليم إلى تجارة عائد إلى ضعف مرتبات المدرسين في بعض الدول العربية وإلى تقاعس الطلاب في الدراسة في الصف مع زملائه في دول أخرى مثل الخليج حيث تتوفر الامكانيات المادية لاستبدال التعليم النظامي بدروس خاصة. 4- انتشار الانترنت والألعاب والكمبيوترات التي تلهي الطلاب وذلك عند استخدامها بشكل خاطىء. 5- أصبحت الشهادات الجامعية وللأسف لا تكفل حياة كريمة ولائقة لحاملها لذلك بدأ الأطفال يتساءلون أحياناً عن جدوى الدراسة والذهاب للمدرسة إذا كان آباؤهم وهم يحملون أعلى الشهادات لا يعملون في مجالهم المناسب ولا يتقاضون مرتبات تليق بتلك الجهود الطويلة التي بذلوها في التعلم على مدى عشرات السنين!!!! عداك عن تغير التعامل مع المعلمين من قبل الطلاب. فطلاب اليوم لا يحترمون معلميهم مثل أقرانهم قبل عدة عقود!! ما هو السر يا ترى اعتقد أن ذلك مرتبط بما قلته أعلاه. وقد نسوا اليوم قول الشاعر: قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا أو المثل : من علمني حرفاً صرت له عبداً إذا لم يحترم المعلم فلن يكون هناك تعليم ناجح وإن لم يكن الطالب قد تلقى تربية صحيحة في بيته من قبل أبويه وعائلته فلن تستطيع المدرسة من تربيته. فلا بد من تكاتف جهود المدرسة والأسرة والمجتمع في رفع سمعة المدرسة وإعطاء أهمية للتعليم ونيل الشهادة العلمية. د. محمود الحمزة |