مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : التجديد الوزني عند الشاعر عمر البهاء الأميري    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عمر خلوف 
29 - أكتوبر - 2008
التجديد الوزني عند الشاعر
عمر البهاء الأميري
          على الرغم من أنني لم أسْتَوفِ مطالعة الأعمال الكاملة للشاعر عمر بهاء الأميري رحمه الله تعالى، ولكنني عطفاً على ما أمكنني الاطلاع عليه، وليس بالقليل، وجدت لديه ميلاً واضحاً إلى التجديد الوزني؛ والكتابةِ على ما يُخالف العروض الخليلي.


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مشطورات البحور     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يتجلّى ذلك على سبيل المثال في استخدامه مشطورات البحور التي لا يُشطّرها الخليل.
كقوله من مشطور البسيط (مع الله ص120):
أدعوكَ  يا ربّ  من  روحي  ووجداني
أدعوكَ  من  قلبِ  آلامي  وأشجاني
أدعوكَ  منْ  غورِ  إسلامي  وإيماني
أدعوكَ  أدعوكَ  يا ذا  المَنِّ  والشانِ
مستعجِلاً  كشْفَ  ضرٍّ  مسَّ  إخواني
وكقوله من مشطور الخفيف (مع الله ص97):
أيُّ  سـرٍّ يُـوْدِيْ بدنيا حدودي
كـلّما  هِمْتُ في تَجَلّي iiسجودي
كيفَ تَذْرُوْ "سبحانَ ربي" قيودي
كـيفَ  تجتازُ بِيْ وراءَ iiالسدودِ
كـيفَ تسموْ بفطْرَتِيْ iiووجودي
عـن مَـفـاهيمِ كَوْنِيَ iiالمعهودِ
 
وله مثلها في ديوان: (أذان القرآن، ص146):
يـا إلهيْ .. علاّمَ جَهرِيْ iiوسرّي
يا شهيداً وِزْريْ .. وقرآنَ iiفجْري
يـا  سميعاً في خَفْقِ قلبِيَ iiذِكْري
وبـقلْبِ الهمومِ حَمْديْ iiوشُكْري
أنـتَ قـدَّرْتَ في غُيوبِكَ iiقَدْري
وقَسَمْتَ الجَنَى .. وقسّمْتَ عُمْري
يـا إلهـي، فـكنْ مُسَدِّدَ أمْري
واكفِني  الهمَّ، وامْحُ عُسْريْ بِيُسْرِ
*عمر خلوف
29 - أكتوبر - 2008
وزن الرمل مثمناً ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهو من قلائل الشعراء الذين استخدموا وزن الرمل مثمناً (مع الله، ص 78):
 
يا مَعانِيْ اللهِ في نفسيْ وروحيْ وضميري حـلّقي  بِيْ وارتقي فوقَ سماواتِ iiالأثيرِ
أشـرقي  وهّاجةً في غَورِ قلبِيْ ووجودي والْـبَثي  وَضّاءةً في ليلِ عمريْ iiوأنيري
وتـجـلِّي لِجبالِ الهَمِّ تجثوْ فوقَ iiصدري فـلـقد  أرهَقَ صدريْ حَمْلُ هَمٍّ مستطيرِ
فـإذا مـا جُـعِـلَـتْ دَكّاً أَعِينينيْ iiبعزمٍ أنـا لا أرغبُ أنْ أُصعَقَ في ساحِ iiالقديرِ
غـايـةُ  الـقصْدِ ومَنْ أقصِدُهُ ربٌّ iiكبيرٌ جَـذْبـةٌ تُـنْعِمُني بالقُرْبِ من ربٍّ iiكبيرِ
*عمر خلوف
29 - أكتوبر - 2008
مستفعلن مستفعلن فعْلن..مستفعلن مستفعلن فعْلن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهو من نوادر الشعراء الذين كتبوا على الوزن الرجزي: (مستفعلن مستفعلن فعْلن)، الذي لا يَرِدُ عادةً إلاّ عجُزاً للبحر السريع، وقد جاء به الأميري صدراً وعجزاً (قلبٌ ورب، ص99):
 
ذنبُـكَ يـا إنسانُ قدْ iiيُغْفَرْ لا  تُـتْبعِ الخُسْرانَ بالأخسَرْ
ولا تـقلْ: جَبْرٌ ، فما iiذنبيْ؟ ومَحِّصِ الأمْرَ .. فمَنْ أجبَرْ؟
هيـهاتَ أنْ يُلزِمَ iiبالسُّوأَى نـاهٍ  عنِ الفحشاءِ iiوالمنكرْ!
بالـعـدْلِ  بالإحسانِ iiأمّارٌ بـالـبـرِّ  بالأمثَلِ iiبالأطهرْ
فـثُبْ، وتُبْ، ولُذْ iiبرحمانٍ مـنْ  كـلّ ذنْبٍ عَفوُهُ iiأكبرْ

ومثلها في ديوان (مع الله، ص88) مقفّاة الصدور، مقفّاةَ الأعجاز:
 
الـلـيـلُ  في ظُلْمتِهِ iiداجَى والـفـجْرُ في إشراقِهِ iiأفصَحْ
فـكـانَ لـلألبابِ iiمِعْراجا أسرَى بها نحوَ السّنا الأوضَحْ
أشـرَقَ  في الأبصارِ iiمِنْهاجا فـالـنفسُ منْ إيمانِها iiتنضَحْ
والـقـلبُ في خَفْقَتِهِ iiناجَى والـصّـدْرُ  في أنفاسِهِ iiسبّحْ
*عمر خلوف
29 - أكتوبر - 2008
قصيدة فريدة في بابها..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ومن أغرب (وأبدع) ما وجدته للأميري رحمه الله قصيدة فريدة في بابها، فريدة في معانيها، لم يُتَحْ لي سواها في قديم أو جديد، على كثرة اطّلاعي على مثل هذه المستجدات الوزنية، ذلك أنها تجري على وزن أراهُ مُشَقَّقاً من الضرب الثاني لبحر المنسرح، بزيادة سبب تام إلى عروضه وضربه هكذا:
 
مستفعلن مفعولاتُ مفعولاتن=مستفعلن مفعولاتُ مفعولاتن
 
وذلك بتطبيق هذه الزيادة على (الصدر) و(العجز) معاً.
يقول فيها (مع الله ص83):
 
حَـواسُ جسـميْ إلى التُّرابِ iiتُنْمَى وأفْـقُ رُوحِـيْ مِـنَ الـسَّماءِ أسْمَى
مَلَـلْتُ  كَـوْنـاً حُدودُهُ لِيْ حَبْسٌ كـأنّـنـي  عـنْ وراءِ كَوْنِيْ iiأعْمَى
فـي  النومِ روحي إلى السماءِ iiتسري وحينَ أصحو في الأرضِ أُلْفِيْ الجسْما
يكـادُ  حَـدْسـيْ يَحُلُّ هذا iiالمُعْمَى لـكـنّ  عـقـلـيْ يضيقُ عنهُ iiفَهْما
يـا ربِّ هَـبْ لـيْ هـدايةً iiتُنجيني أحـطْـتَ ربـي بـكـلِّ شيءٍ علْما

 
   لكنه لم يستطع السيطرةَ التامة على هذا الوزن، فاختلطت لديه عدة إيقاعات متقاربة، ندّ عنها سمعه، والتي يصعب على الأذن أن تشعر بالفروق الدقيقة بينها، إلاّ لمتمرس.
فبغض النظر عن الزحافات الجائزة لِـ(مستفعلن) و(مفعولاتُ)، الحشويتين، فقد جاءت ثلاثة شطور؛ (هي: الأول والثاني والخامس) على العَروض والضرب: (مَفْعُلاتن= فاعلاتن) أي بحذف الواو من (مفعولاتن)، فتداخل الوزن مع مقصر البسيط: (مستفعلن فاعلن متَفْعِلاتنْ)، ومنه قول ابن الفرَس الغرناطي: 
يـا مَـنْ أُغـالِبُهُ والشوقُ iiأغلَبْ
وأرتـجـي وصْلَهُ، والنجْمُ أقرَبْ
سدَدْتَ بابَ الرَّضا عن كلِّ مَطْلَبْ
 
وكانت كلمة (المُعْمَى) في صدر البيت الرابع قد ضُبِطَتْ بفتح العين وتشديد الميم (الْمُعَمّى)، مما جعلَ (عروضَه) على (مستفعلاتن)! ولذلك آثرتُ ضبطَها بسكون العين، وفتح الميم دون تشديد، لتنسجمَ مع وزننا المقترَح (مفعولاتن).
كما ضُبِطتْ الياء من قوله: (حدودُهُ لي حَبْسٌ) وقوله: (عن وراء كوني أعمى) في البيت الثاني بالفتح، فانتقل وزن العروض والضرب إلى (مفْتَعَلاتن)، وقد ضبطتُهما بالإسكان، لينسجم وزن البيت مع وزن القصيدة المقترح.
وكنت في بحثي المخطوط عن (بحر المنسرح)، قد كشفتُ عن عدد من القصائد على الضرب (مفعولانْ) أرجو أن ترى النور قريباً.
 
عمر خلوف-الرياض
________________________
*مجلة الأدب الإسلامي ع60، شوال-ذوالحجة 1429هـ، أكتوبر-ديسمبر 2008م
 
*عمر خلوف
29 - أكتوبر - 2008
حبذا لو أكملت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وكيف إذن لو استوفى الدكتور عمر مطالعة تلك الأعمال الكاملة للشاعر؟ عندها لا بد وأن نحظى بخير كثير  من العلم لا نجد الكثير من النقاد يلتفتون إليه ، وهو التجديد في الضروب مما لم يذكره الخليل. أقول هذا لأنني اطلعت في بحثي في الشبكة حول ما كتب عن الشاعر فوجدت أحد هؤلاء النقاد لا يعرض من أوزانه ألا عدد ما كتب من أبيات على هذا الضرب أو ذاك ( آمل ألا يكون هذا الباحث من لجنة العروض في الموسوعة الشعرية). أعترف بأني لم أقرأ من قبل لهذا الشاعر الإسلامي الوطني الجميل ، غير أني بعد أن لفت انتباهي الدكتور خلوف إلى جهوده في التجديد الوزني صار أقرب إلى اهتماماتي . رحم الله الشاعر عمر بهاء الأميري، وحبذا لو كان أتم الباحث ما بدأه.
*سليمان
31 - أكتوبر - 2008
متعة نادرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
متعة نادرة
 
هذا الجهد النقدي من الجهود المثيرة التي أحدثت في َّ متعة نادرة، حيث عشت مع أميرين: أمير الشعر الإسلامي المعاصر، وأمير العروض، كلاهما يضيف لبنة جديدة في صرح الشعر العربي المعاصر: الأميري بإبداعه والعمري بتنظيره العروضي، رضي الله عنهما وأرضاهما، فإلى مزيد من الإمتاع أخانا عمر.
*صبري أبوحسين
10 - نوفمبر - 2008
كرمى لعينيك...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي الجليل سليمان..
معلوم أن ما تذكره كتب العروض الخليلي من ضروب الأوزان لا يزيد في أحسن أحواله عن السبعينات من الضروب!
ولحسن الحظ، لم يكترث الشعراء (قدماء ومحدثين ومعاصرين) بما رسمه لهم علماء العروض، ودأبوا على ابتكار الضروب الجديدة، النابعة أو المشققة من أوزان الشعر العربي ذاتها، حتى فاقت ضروب بحرٍ واحد كالرجز، ضروب الأوزان الخليلية مجتمعة. وهو ما أعمل على تتبعه واستقصائه بعون الله..
 
أشكر لك كرمك في تجشم الاطلاع والتعليق على هذه النافذة..
وتقبل احترامي
 
*عمر خلوف
11 - نوفمبر - 2008
متعك الله     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذي د.صبري
 
متعك الله بنعمتي الفهم والنظر،
 
وأحسن الله إليك
 
*عمر خلوف
13 - نوفمبر - 2008
مستفعلن مستفعلن مفعولن    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
واستخدم الأميري القالب الرجزي:
مستفعلن مستفعلن مفعولن مستفعلن مستفعلن مفعولن
وهو قالب جميل، غير خليلي، مثل له أبو الحسن العروضي بقول الشاعر:
دَنَـوتُ مـنـهُ فنأى iiوصّدّا ولِـنْـتُ في القولِ له فاشتدّا
وكـانَ  هـذا في البَدِيِّ iiمنهُ مـزْحاً،  فلمّا امتدّ صارَ iiجِدّا
لبِئسَ ما جازَى بوَصلٍ هجْراً مُـجـازياً  بالقرْبِ منهُ iiبُعْدا
ونظراً لخروجه على الأوزان الخليلية التي حددها الخليل فقد اعتبره العروضي (تلبيساً) من الشاعر على الناس (!)، لأنه كما يظن كان يجب أن تكون جميع شطوره مقفّاة، لتكون من مشطور السريع.
وذكره الشنتريني في شواذ الرجز، واستشهد له بقول الشاعر:
مَهامِهٌ  أعلامُها iiهمودُ وماؤها في وِرْدِهِ بعيدُ
ولم أجد له من الشواهد الصحيحة سوى بيت فريد، أورده الجاحظ مثالاً على التنافر:
وقـبـرُ حربٍ بمكانٍ iiقفرٍ وليس قربَ قبر حرْبٍ قبرُ
وقد زاد استخدامه لدى المعاصرين كنزار قباني، وأبي سلمى، والأميري، وغيرهم.
يقول عمر البهاء الأميري (ملتزماً قافية في الصدور وأخرى في الأعجاز) (مع الله 90):
يـا  بدْرُ هلْ شهدْتَ أهلَ بدْرِ تـحـفّـهـمْ مَلائكُ iiالرحمنِ
فـي موكبٍ منَ السّنا iiوالطّهْرِ قـلـوبُـهـمْ تُشرِقُ iiبالإيمانِ
كـلّـلَ  هـامـاتهمُ iiبالنصْرِ فَـنـاؤُهـمْ  بـالأحَدِ iiالدّيّانِ
يـستَبِقونَ  الموتَ دونَ iiصبْرِ لِـيَـنـشقوا منْ أرَجِ iiالجِنانِ
والعصْرِ، همْ هُدًى لكُلّ عصْرِ ومَـثَـلٌ حـيٌّ مـنَ iiالقرآنِ
وله مثلها (ص 95-96).
*عمر خلوف
16 - نوفمبر - 2008

 
   أضف تعليقك