مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : سيدنا محمد: الرحمة المهداة....صلى الله عليه وآله وسلم(2)    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 د يحيى 
21 - أكتوبر - 2008
إتيان الشجر إليه وحنين الجذع إليه

قال البخاري في صحيحه /المناقب /علامات النبوة في الإسلام:
"‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن كثير أبو غسان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو حفص واسمه عمر بن العلاء ‏ ‏أخو ‏ ‏أبي عمرو بن العلاء ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏نافعاً ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ،
‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبرَ تحول إليه ‏ ‏فحنّ الجِذع فأتاه فمسح يده عليه ‏،وقال ‏ ‏عبد الحميد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عثمان بن عمر ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معاذ بن العلاء ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏بهذا ‏ ‏ورواه ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏عن ابن أبي رواد ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم وقال:
"‏حدثنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد بن أيمن ‏ ‏قال: سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ابن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ،
‏أنّ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة ‏ ‏أو نخلة ‏ ‏فقالت امرأة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أو ‏ ‏رجل: ‏ ‏يا رسولَ الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ‏ ‏فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فضمه إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ".
وقال رحمه الله:
"‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أخي ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن بلال ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏يقول :‏
‏كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل فكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه ‏ ‏فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت ‏ ‏العِشار ‏حتى جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فوضع يده عليها فسكنت ‏ ".
وجاء في سنن الدارمي/ المقدمة / ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بحنين المنبر:
أخبرنا ‏ ‏محمد بن حميد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏تميم بن عبد المؤمن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏صالح بن حيان ‏ ‏حدثني ‏ ‏ابن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال: كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائماً للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان وَرَدَ ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرآه قائماً إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أن ‏محمداً ‏ ‏يحمَدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلساً يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: ائتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه ‏ ‏المراقيَ ‏ ‏الثلاثَ ‏ ‏أو الأربع ‏ ‏هي الآن في مِنبر ‏المدينة ‏،‏فوجد النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ذلك راحة فلما فارق النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له، ‏ ‏جزع الجذع فحنّ كما تحن الناقة حين فارقه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ فزعم ‏ ‏ابن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين سمع حنين الجذع رجَع إليه فوضع يده عليه وقال: اِخترْ أن أغرسَك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت ،وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت، فزعم أنه سمع من النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو يقول له: نعم قد فعلت مرتين فسئل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: اختا ر أن أغرسه في الجنة.
 

 
 
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
الصلاة والسلام على سيدنا محمد بصوت الشيخ عبد الباسط    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
http://www.youtube.com/watch?v=1iEepnr-VMg&feature=related
*د يحيى
24 - سبتمبر - 2010
التوسل به صلى الله عليه وسلم (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي من أعظم القربات وأفضل الطاعات وأكثرها قبولًا عند رب البريات،وهي من أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وبعض الوفاء لحقه علينا صلى الله عليه وآله وسلم.
- ويستحب للزائر أن ينوي زيارة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والسلام عليه والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة في مسجده الشريف؛ لعظم ثواب ذلك كله عند الله تعالى.
- ويستحب أن يُكثر في طريقه إلى طيبة (المدينة المنورة) من الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ولا سيما إذا بدت له معالم المدينة وأشجارها وأبنيتها، وأن يسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتقبلها منه.
- ويستحب للمسلم قبل أن يدخل مسجده الشريف للسلام عليه ومناجاته صلى الله عليه وآله وسلم أن يغتسل ويتنظف ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب.
- على المرء وهو في المدينة المنورة أن يستشعر في قلبه أنه في أشرف بقاع الأرض بعد مكة المكرمة؛ حيث جعلها الله مهاجر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم ومثواه، وأن البقعة التي تضم جسده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم هي أفضل بقعة في الكون؛ فهي أفضل من الكعبة بل ومن الجنة والعرش والكرسي بإجماع المسلمين؛ لأنها تضم أعظم مخلوق وهو المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
- يسن للزائر عقب دخوله المدينة أو عنده وقبل دخوله مسجده على ساكنه الصلاة والسلام أن يتصدق بشيء وإن قل؛ مستحضرًا قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المجادلة:12]؛ حيث إن حرمته صلى الله عليه وآله وسلم في حياته كحرمته بعد مماته.
- يُستحب أن يقول عند دخول المسجد النبوي الشريف كما عند دخول المسجد الحرام: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك»([1]).
- ويصلي في الروضة سنة تحية المسجد، ويشكر الله تعالى على هذه النعمة ويسأله القبول، ثم يأتي القبر الشريف حيث سيدنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقف مستقبلًا القبر والقبلةُ خلفه، ناظرًا إلى أسفل المواجهة الشريفة، غاض الطرف، ممتلئ القلب إجلالًا وتعظيمًا وتوقيرًا لمنزلة من هو في حضرته صلى الله عليه وآله وسلم مستحضرًا أنه صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره يسمعه ويرد عليه السلام، ثم يسلم بصوت معتدل قائلًا: «السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبيَّ الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا نذير، السلام عليك يا بشير، السلام عليك يا طاهرُ، السلام عليك يا نبيَّ الرحمة، السلام عليك يا نبيَّ الأمة، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسول رب العالمين، السلام عليك يا خير الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغرِّ المحجلين، السلام عليك وعلى آل بيتك وأزوجك وذريتك وأصحابك أجمعين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين، جزاك الله يا رسول الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته، وصلى الله عليك وسلم كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل أفضل وأطيب وأكمل ما صلّى على أحد من الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، اللهم آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، وآته نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون، اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأزواجه وذريته كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد».
وهذه الصيغة مستحبة، وله الاقتصار على بعضها مما يحفظه، وحبَّذا لو حفظ ما يقدر على حفظه دون أن يقرأ من الورق كما يفعل بعض الناس.
ويبلغ سلام من أوصاه بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان...
وبعد السلام يتأخر إلى اليمين قدر نصف متر فيسلم على سيدنا أبي بكر الصديق ويثني عليه بما هو أهله رضي الله عنه، ثم يتأخر إلى اليمين قدر ذراع فيسلِّم على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويثني عليه بما هو أهله.
ويُسنُّ إذا فرغ من السلام على الشيخين رضي الله عنهما وأرضاهما أن يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتوسل به في حق نفسه، ويستشفع به صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى له ولأحبابه وللمسلمين، والاستشفاع: هو طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مشروع عند زيارته في قبره الشريف بإجماع الفقهاء من أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة، حيث ذكروا جميعًا في أبواب المناسك عند الكلام على زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: أن أحسن ما يقول في زيارته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم: ما جاء عن العتبي([2])   قال: كنت جالسًا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله تعالى يقول: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) [النساء:64]، وقد جئتك مستغفرًا من ذنبي، مستشفعًا بك يا رسول الله إلى ربي، ثم بكى وأنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه        *          فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبرٍ أنت ساكنُه          *          فيه العفافُ وفيه الجود والكرمُ
قال: ثم استغفر وانصرف، فحملتني عيناي، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال: يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له.
ويؤخذ من ذلك أنه يتأكد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، ويسأل الله سبحانه ان يجعلها توبة نصوحًا، ويستشفع به صلى الله عليه وآله وسلم على ربه عز وجل في قبولها، ويكثر الزائر من الاستغفار والتضرع بعد تلاوة هذه الآية الكريمة، ويقول: نحن وفدك يا رسول الله وزوارك، جئناك لقضاء حقك والتبرك بزيارتك، والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوبنا؛ فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نقصده؛ فاستغفر لنا واشفع لنا عبد ربك، واسأله أن يمن علينا بقضاء سائر حوائجنا، ويحشرنا في زمرة عباده الصالحين.
وعلى الزائر أن يستحضر أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره، يسمع سلامه وكلامه ويرد عليه؛ فإن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، كما جاء الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم([3])، قال الحافظ ابن حجر([4]): [حياته صلى الله عليه وآله وسلم في القبر لا يعقبها موت، بل يستمر حيًّا، والأنبياء أحياء في قبورهم] اهـ، وأن الله تعالى يطلع حبيبه المصطفى على أحوال زواره وأحوال المؤمنين، ويجعل ذلك سببًا في صلاح أحوالهم باستغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعائه الشريف لهم، كما جاء في حديث عرض الأعمال حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ومماتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم؛ فما رأيت من خير حمدت الله، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم»([5]).
قال الحافظ ابن الصلاح([6]): [كرامات الأولياء من أمته صلى الله عليه وآله وسلم، وإجابات المتوسلين به في حوائجهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم: براهين له صلى الله عليه وآله وسلم قواطع، ومعجزات له سواطع، ولا يعدها عد ولا يحصرها حد] اهـ.
وليستحضر الزائر المقام المحمود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وشفاعته للخلق يوم القيامة، وأن الناس يستشفعون ويستغيثون به صلى الله عليه وآله وسلم».
قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»([7]): [وفيه أن الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله في حوائجهم بأنبيائهم] اهـ.
وقال الحافظ السخاوي في «القول البديع»([8]): [ومن تشفع بجاهه صلى الله عليه وآله وسلم وتوسل بالصلاة عليه: بلغ مراده، وأنجح قصده، وقد أفردوا ذلك بالتصنيف.. وهذا من المعجزات الباقية على ممر الدهور والأعوام، وتعاقب العصور والأيام] اهـ([9]).
فإذا انتهى تأخر فوقف مستقبلًا القبلة، حيث أمكنه من الروضة، والأفضل -إن تيسر- بين القبر والسارية، فيحمد الله تعالى ويمجده، ويصلي على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويدعو لنفسه ولوالديه ولإخوانه ولسائر المسلمين.
وليحصر على الصلاة في الروضة؛ فقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»([10]).

*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
التوسل به صلى الله عليه وسلم (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وينبغي أن يحرص على أن يصلي الصلوات كلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ينوي الاعتكاف فيه؛ فإن نية الاعتكاف تصلح في اللبث في المسجد ولو يسيرًا.
ويسن الخروج إلى البقيع كل يوم، لزيارة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والعلماء والصالحين؛ ولا سيما يوم الجمعة، وذلك بعد أن يسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول عندما يصل إلى البقيع: «السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، اللهم اغفر لنا ولهم»([11]).
ويستحب زيارة قبور شهداء أحد، ويبدأ بحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الشهداء، ويستحب استحبابًا مؤكدًا أن يأتي مسجد قباء، والأولى أن يأتيه يوم السبت؛ لما صح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلاة في مسجد قباء كعمرة»([12]).
وينبغي أن يكون وهو في مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستحضرًا شرف هذه المدينة، وأن يتحلى فيها بالأدب والخلق المطلوبين في ذلك المقام، ويسن أن يكثر من التصدق على فقرائها، وينبغي عدم رفع الصوت وترك المشاحنات في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلقد أدب الله تعالى المسلمين في كتابه العزيز بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [الحجرات:2، 3].
وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول: «لا ينبغي رفع صوتٍ على نبي حيًّا ولا ميتًا»([13])، وكانت عائشة رضي الله عنها إذا سمعت صوت وتد أو مسمار يُدَقّ في البيوت المجاورة ترسل إلى أهلها: «لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا أراد أن يصنع مصراعي باب بيته خرج إلى المناصع –أي الرومية- حتى لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما يحدث من صوت أو ضجيج([14]).
إذا يجب على الزائر والجالس في الروضة الشريفة التأدب بآداب القرآن والتخلق بما ندب إليه حتى يسلم من إحباط العمل، فإن رفع الصوت والمشاحنات في هذا المكان منافية لكمال التأدب في الحضرة النبوية الشريفة، أعادنا الله تعالى من ذلك.

([1])   أخرجه أبو داوود (466) عن عبد الله بن عمرو، قال السيوطي في الجامع الصغير (ج 2/187): حديث حسن.
([2])   ذكر الفقهاء من مختلف المذاهب الفقهية هذه القصة مستشهدين بها على الاستشفاع بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أي طلب الشفاعة منه في المغفرة من الله تعالى في قبره الشريف:
       - فممن ذكرها من الحنفية: الإمام النسفي، والكمال بن الهمام في «فتح القدير»، والشرنبلالي في «نور الإيضاح».
       - وممن ذكرها من المالكية: الإمام القرطبي في «تفسيره»، والقاضي عياض في «الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم»، والعلامة الشهاب القرافي في «الذخيرة»، والإمام الثعالبي في «تفسيره»، والإمام العلامة الزرقاني، والشيخ العدوي الحمزاوي في «كنز المطالب».
       - وممن ذكرها من الشافعية: الحافظ البيهقي في «شعب الإيمان» ونقله عن القاضيين الشافعيين الماوردي وأبي الطيب، وشيخ الشافعية في زمنه أبو منصور الصباغ في كتابه «الشامل»، والإمام النووي في «الإيضاح في المناسك» و«المجموع»، والإمام التقي السبكي في «شفاء السقام»، وابن كثير في «تفسيره» و«البداية والنهاية»، والتقي الحصني في «دفع شبه من شبه وتمرد»، وابن الملقن في «غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم»، والسيوطي في «الدر المنثور»، والقسطلاني في «المواهب اللدنية»، وابن حجر الهيتمي في «الجوهر المنتظم»، والإمام الموفق بن قدامة المقدسي في «المغنى»، وأبو الفرج بن قدامة في «الشرح الكبير»، وأبو عبد الله السمري في «المستوعب»، وابن مفلح في «المبدع»، والعلامة البهوتي في «كشاف القناع».
       - ومن ذكرها من المؤرخين: ابن الأثير في «الكامل»، وابن خلكان في «وفيات الأعيان»، وغيرهم كثير وكثير.
       - بل أجمع العلماء على ذلك، وجرى عليه هذا فعل المسلمين سلفًا وخلفًا في كل عصر من غير نكير:
       - قال شيخ الشافعية في زمنه الإمام المجتهد بقية السلف تقي الدين السبكي في كتابه «شفاء السقام» (ص: 357، تحقيق: حسين شكرى): [اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين، وسير السلف الصالحين، والعلماء والعوام من المسلمين، ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من الأزمان] اهـ.
       - وقال الإمام العلامة المحقق نجم الدين الطوفي الحنبلي في «الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية» (3/ 91،ط. المكتبة المكية بمكة المكرمة) – فيما نقله عن العلامة الأصولي شمس الدين الجزري الشافعي [ت 711هـ] شارح «منهاج البيضاوي» مقرًا ومقررًا له وزائدًا عليه: [وقد صنف أبو عبد الله بن النعمان كتابًا سماه «مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام»، واشتهر هذا الكتاب، وأجمع أهل عصره، على تلقيه منه بالقبول وإجماع أهل كل عصرٍ حجة] اهـ.
([3])   وقد صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصنف في ذلك جماعة من العلماء، كالحافظ البيهقي في كتابه «حياة الأنبياء في قبورهم»، والحافظ السيوطي في رسالته «إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء»، وهي مطبوعة ضمن كتابه «الحاوي للفتاوى» وقال في أولها (2/139 ط. دار الكتب العلمية): حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علمصا قطعيًا؛ لما قام عندنا من الأدلة في ذلك، وتواترت بها الأخبار الدالة على ذلك، وقد ألف الإمام البيهقي رحمه الله تعالى جزءًا في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم اهـ.
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
التوسل به صلى الله عليه وسلم (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       ونقل الحافظ السخاوي الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره، فقال في «القول البديع، في الصلاة على الحبيب الشفيع، صلى الله عليه وآله وسلم» (ص: 335 ط. مؤسسة الريان): [ونحن نؤمن ونصدق بأنه صلى الله عليه وآله وسلم حي يرزق في قبره، وأن جسده الشريف لا تأكله الأرض، والإجماع على هذا] اهـ.
       - وكونه صلى الله عليه وآله وسلم يصلي لا يتنافى مع رده للسلام؛ لأن أحكام الروح تختلف عن أحكام البدن؛ فإنه لا يخلو زمان من سلام على المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في كتاب «الروح» (ص: 102، ط. دار الكتب العلمية): [ولا يضيق عقلك عن كون الروح في الملأ الأعلى تسرح في الجنة حيث شاءت وتسمع سلام المسلم علينا عند قبرها وتدنو حتى ترد عليه السلام، وللروح شأن آخر غير شأن البدن؛ وهذا جبريل صلوات الله وسلامه عليه رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله ستمائة جناح منها جناحان قد سد بهما ما بين المشرق والمغرب، وكان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وضع ركبتيه بين ركبتيه ويديه على فخذيه، وما أظنك يتسع بظنك أنه كان حينئذ في الملأ الأعلى فوق السموات حيث هو مستقرهوقد دنا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الدنو؛ فإن التصديق بهذا له قلوب خلقت له وأهلت لمعرفته] اهـ.
([4])   فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني (7/29، ط. دار المعرفة).
([5])   أخرجه البزار في «مسنده» والحارث بن أبي أسامة في «مسنده»، والديلمي في «مسند الفردوس»، وصححه جمع غفير من الحفاظ؛ كالإمام النووي، وابن التين والقرطبي والقاضي عياض والحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي في «الخصائص الكبرى» والمناوي في «فيض القدير» والملا علي القاري والخفاجي في «شرح الشفا» والزرقاني في «شرح المواهب»، وقال الحافظ العراقي في طرح التثريب: «إسناده جيد»، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «ورجاله رجال الصحيح».
([6])   أدب المفتي والمستفتي، للحافظ ابن الصلاح (ص:210).
([7])   فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني (11/ 44).
([8])   القول البديع، في الصلاة على الحبيب الشفيع، صلى الله عليه وآله وسلم (ص: 442).
([9])   والاستشفاع والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره الشريف هو الذي مضى عليه دأب العلماء وعمل الأئمة سلفًا وخلفًا، ومن أمثلة ذلك:
       - ما رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7/428)، والبيقهي في «دلائل النبوة» (7/47)، والخليلي في «الإرشاد» (1/ 313-314)، من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار –وكان خازن عمر- قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر رضي الله عنه، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال: ائت عمر فأقرئه مني السلام واخبره أنكم مسقون، وقل له عليك الكيس، قال: فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر رضي الله عنه وقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه، وهذا حديث صحيح؛ صححه الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (7/ 101)، وقال في «جامع المسانيد والسنن» (1/223): إسناده جيد قوي، وصححه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 495).
       - وروى البخاري في «الأدب المفرد»، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» كلاهما في «باب: ما يقول إذا خدرت رجله» أن ابن عمر رضي الله عنهما خدرت رجله، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: «يا محمد»! فقام فمشى.
       - وذكر الطبري في «تاريخه» في الكلام على أحداث معركة اليمامة: أن خالد بن الوليد رضي الله عنه وقف بين الصفين ودعا للبراز وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ: يا محمداه، وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله.
       ­- وروى ابن أبي الدنيا في كتاب «مجابي الدعاء» عن كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة قال: جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد ابن أبجر فجس بطنه فقال: بك داء لا يبرأ، قال: ما هو؟ قال: الدبيلة (وهي خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبًا)، قال: فتحول الرجل فقال: الله الله الله ربي لا أشرك به شيئًا، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي. قال: فجس بطنه فقال: قد برئت؛ ما بك علة.
       - وروى الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتاب «الوفا بتعريف فضائل المصطفى» في باب «الاستسقاء بقبره صلى الله عليه وآله، وأوردها الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (16/ 401،ط. مؤسسة الرسالة)، وكذلك الحافظ السخاوي في «القول البديع» (ص: 325) على جهة الجزم بها عن الإمام أبي بكر بن المقرئ قال: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكنا على حالة، فأثر فينا الجوع، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت: يا رسول الله! الجوع، الجوع، وانصرفت فقال لي أبو الشيخ: اجلس؛ فإما أن يكون الرزق أو الموت، قال أبو بكر: فنمت أنا وأبو الشيخ، والطبراني جالس ينظر في شيء. فحضر بالباب علوي فدق الباب، فإذا معه غلامان مع كل واحد منهما زنبيل كبير فيه شيء كثير. فجلسنا وأكلنا، وظننا أن الباقي يأخذه الغلام، فولى وترك عندنا الباقي، فلما فرغنا من الطعام قال العلوي: يا قوم، أشكوتم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فأمرني بحمل شيء إليكم.
       - ومن المستغيثين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: الإمام الحجة أبو الفرج بن أبي حاتم الأنصاري القزويني [ت501هـ] فيما ذكره عنه الحافظ الذهبي في «تاريخ الإسلام» (35/52، ط. دار الكتب العربي) في وفيات سنة إحدى وخمسمائة قال: وضاع ابن له قبل وصوله المدينة، قال بعضهم: فرأيناه في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتمرغ في التراب ويتشفع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في لقيِّ ولده والخلق حوله فبينا هو في تلك الحال؛ إذ دخل ابنه من باب المسجد فاعتنقا زمانا. رواها السمعاني عن أبي بكر بن أبي العباس المروزي أنه حج تلك السنة ورآه يتمرغ في التراب والخلق مجتمعون عليه وهو يقول: يا رسول الله جئتكم من بلد بعيد زائرًا وقد ضاع ابني! لا أرجع حتى ترد علي ولدي، وردد هذا القول؛ إذ دخل ابنه فصرخ الحاضرون.
       - ومن أشعار أهل العلم في ذلك في خلال مدائحهم النبوية:
       - الإمام الشاعر مادح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمال الدين يحيي الصرصري الحنبلي، المتوفى شهيدًا على أيدي التتار سنة 656هـ، الذي اتفق العلماء على قبول شعره، وفيه يقول ابن القيم رحمه الله في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص: 147، ط. مكتبة ابن تيمية): [حسان السنة في وقته، المتفق على قبوله، الذي سار شعره مسرة الشمس في الآفاق، واتفق على قبوله الخاص والعام أي اتفاق، ولم يزل ينشد في المجامع العظام، ولا ينكر عليه أحد من أ÷ل الإسلام: يحيي بن يوسف بن يحيي بن منصور الصرصري الأنصاري الإمام في اللغة والفقة والسنة والزهد والتصوف] اهـ،
*د يحيى
11 - نوفمبر - 2010
التوسل به صلى الله عليه وسلم (4)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وقوقد امتلأت مدائحه النبوية في ديوانه بالاستغاثة والتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتلقى العلماء شعره بالقبول، ولم يطعن في مدائحه النبوية أحد من العلماء من أهل عصره فمن بعدهم، وديوانه مخطوط بالمكتبة الأزهرية برقم (325487)، ومما قاله فيه (ق:4أ) مخاطبًا النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:
أنت جاري وعدتي ونصيري              *     وعمادي في شدتي ورخائي
فأعني على زمان فظيع الخطـــــ         *      ـــــــب في أهله شديد الوجاء
اسال الله حين تعرض أعـــــــــ          *      مالي عليك الغفران لي يا رجائي
وقال أيضًا (ق:9أ):
يا سيد البشر الذي هو عوننا           *     في حالتي جدب الزمان وخصبه
زرنا صحابتك الكرام تعرضًا            *        لننال من فضل خصصتهمو به
فأفض علينا نعمة من ذاقها            *        أضحى معافى آمنًا في سربه
وأتم عقباها بخاتمة الرضى            *        والأمن في يوم يصول برغبه
 
وقاوقال أيضًا (ق: 15أ- 16ب)
أما هو بعد الموت بالنفع كافل   *     لأمته في عرض كسب ومكتسب
ألا يا رسول الله نحن على شفا    *    من الخوف والتهديد بالهرج والسغب
وليس لنا إلا على حسن وعدك الــــــ*   ـــــكريم اعتماد فهو أصدق مرتقب
أغثنا أغثنا مسنا الضر مسنا   *         فانت لنا غوث على نازل النوب
ويووقال أيضًا (ق:32ب)
قل يا شفيع الوري إذ لا شفيع لهم    *      سواك في موقف للخلق ضرار
عطفًا على عصبةٍ قلت فليس لها   *      إلاك مستنقذ من كيد كفار
- والإمام المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد؛ حيث يقول في قصيدته التي مدح بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في «رفع الإصر عن قضاة مصر»، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ص:400، ط. مكتبة الخانجي):
يا رسول المليك دعوة من   *      زاد به شوقه وصح وداده
لك أشكو حالًا من الدين والدنــــــــ * ـــــــيا شديد غلوه واقتصاده
-والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، وقد أفاض في أشعاره ومدائحه النبوية بالاستغاثة والاستنجاد والتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن ذلك قوله كما في ديوانه (ص:26-27، ط. حيدر آباد الدكن بالهند):
نبي الله يا خير البرايا * بجاهك أتقي فصل القضاء
وأرجو يا كريم العفو عما * جنته بداي يا رب الحباء
فقل يا أحمد بن علي اذهب *   إلى دار النعيم بلا شقاء
وممن ذلك قوله مادحًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيختم سنن أبي داوود (ص:20):
يا سيد الرسل الذي فاق الورى * بأسا سما كل الوجود وجودا
هذي ضراعة مذنبٍ متمسك   *    بولائكم من يوم كان وليدا
يرجو بك المحيا السعيد وبعثه *   بعد الممات إلى النعيم شهودا
 صلى عليك وسلم الله الذي *      أحيا بك الإيمان والتوحيدا
وقال مخاطبًا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ومادحًا له (ص:29):
وكم مذنب وافاه يطلب نجدة    * تنجيه في الأخرى فأنجى وأنجدا
([10]) أخرجه البخاري (1138)، ومسلم (3436) كلاهما عن أبي هريرة.
([11]) أخرجه مسلم (974) عن عائشة وزاد فيه: «وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون».
([12]) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (رقم570)، وابن ماجه (1411)، كلاهما عن أسيد بن ظهير الأنصاري، قال العراقي: رجاله كلهم ثقات.
([13]) رواه الآجرى في كتاب الشريعة ح رقم (1792).
([14]) المواهب اللدنية للقسطلاني مع شرح العلامة الزرقاني، ط. دار الكتب العلمية (12/ 193).
*د يحيى
12 - نوفمبر - 2010
ونُصّ الحديث إلى أهله * فإنّ الوثيقة في نصّهِ    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
* ما سبق كان من دار الإفتاء المصرية ، للعلامة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة ، جزاه الله خير الجزاء.
*د يحيى
12 - نوفمبر - 2010

 
   أضف تعليقك