من معجزات الرحمة المهداة سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
انشقاق القمر
قال البخاري :
قال : "حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبانعن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : سأل أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر" وقال مسلم : " حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قالا حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين و حدثنيه محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بمعنى حديث شيبان" قال تعالى:" اقتربت الساعة وانشق القمر ". وفي البخاري قال : حدثنا عثمان بن صالح حدثنا بكر بن مضر قال حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قوله : " إن القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ". هكذا أورده مختصراً، وعند أبي نعيم من وجه آخر " انشق القمر فلقتين، قال ابن مسعود: لقد رأيت جبل حراء من بين فلقتي القمر. وأما الآية فالمراد بها قوله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر "، لكن ذهب بعض أهل العلم من القدماء قالوا إن المراد بقوله : ( وانشق القمر )؛ أي سينشق كما قال تعالى : ( أتى أمر الله )؛ أي سيأتي . والنكتة في ذلك إرادة المبالغة في تحقق وقوع ذلك ، فنزل منزلة الواقع.
والذي ذهب إليه الجمهور أصح كما جزم به ابن مسعود وحذيفة وغيرهما ويؤيده قوله تعالى : بعد ذلك : " وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحرمستمر فإن ذلك ظاهر في أن المراد بقوله : " وانشق القمر " وقوع انشقاقه ؛ لأن الكفار لا يقولون ذلك يوم القيامة، وإذا تبين أن قولهم ذلك إنما هو في الدنيا تبين وقوع الانشقاق وأنه المراد بالآية التي زعموا أنها سحر ، ووقع ذلك صريحاً في حديث ابن مسعود كما بيّناه مِن قبل [فتح الباري شرح صحيح البخاري].
تسبيح الحصا
روى الطبراني في المعجم الأوسط وأبونعيم في دلائل النبوة عن أبي ذر رضي الله عنه قال :إني لشاهدعند النبي صلي الله عليه وسلم في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده وفينا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي فسمع تسبيحهن مَن في الحلقة ثم دفعهن النبي صلي الله عليه وسلم إلى أبي بكر فسبحن مع أبي بكر سمع تسبيحهن من في الحلقة ثم دفعهن إلي النبي صلي الله عليه وسلم فسبحن في يده ثم دفعهن النبي صلي الله عليه وسلم إلى عمر فسبحن في يده وسمع تسبيحهن مَن في الحلقة ثم دفعهن النبي صلي الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فسبحن في يده ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وأما تسبيح الطير مع داوود عليه السلام فتسبيح الجبال الصم أعجب من ذلك وقد تقدم أن الحصا سبّح في يد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، و قال ابن حامد هذا حديث معروف مشهور وكانت [الأحجار والأشجار والمدر تسلّم عليه صلى الله عليه وسلم. المعجم الأوسط ( رقم: 1244) ودلائل النبوة( 2/555) للبيهقي . وانظر دلائل النبوة لأبي القاسم التيمي (1/401 ) وما بعدها بتحقيق مساعد الراشد " فصل في تسبيح الحصى في يده صلى الله عليه وسلم "].
|