مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : أب يرثي ولده ---- مؤثر جداً    قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 نظير 
16 - أكتوبر - 2008
 
رثاء في  قرة العين محمـــــــــود ..عليه رحمة الله
 
وأخيراً .. صار محمــود بين يدي الله.. نعم واأسفاه ..توفي محمــود في العناية المركزة يوم الإثنين ، الثامن من سبتمبر سنة 2008 الموافق للثامن من رمضان سنة 1429.
 
نحن محطمون .. والفراغ الذي تركه محمــود خلفه لا محدود!
 
الألم كبير.. وعندنا الآن الكثير من وقت الفراغ الذي لا ندري كيف نستغله بإستثناء البكاء بصمت والعيش على التأمل في هذه الحياة في ظل ذكرياته الجميلة والمؤلمة.. دائماً كنت أدعو الله أن يشقي محمــود.. كنت دائماً أشعر بشئ من الأنانية.. كنت أريده فقط أن يعيش بغض النظر عن مدى ألمه أو ألمي.. في ليلة موته كان من الصعب تجاهل مدى المعاناة التي لازمته محاولاً مجاراة الإيقاع السريع لآلة التنفس،  عندها أدركت أن ألمي وحزني لم يكن مهماً.. كل ما أردته كان أن يتوقف الألم عن محمــود.. أردته أن يكون مرتاحاٌ.. كانت تلك هي المرة الوحيدة التي دعوت الله أن يحييه ما دامت الحياة خيراً له.. أو ان يتوفاه ما دامت الوفاة خيراً له.. يبدوا أن أبواب السماء كانت مفتوحة في تلك الليلة..توفي محمــود بعد خمس ساعات.
 
غادر محمــود هذا العالم بصمت.. لم يتفوه بكلمة قط..لم ينطق بشئ.. لم يخطُ خطوة واحدة.. ولم..ولم..ولم..      غادر محمــود هذا العالم نقياً
 
حاول الناس في تعازيهم أن يقللوا من وقع موته لأنه كان عاجزاً.. الذي جهلوه أن عجزه كان هو نفس السبب الذي يجعل موته ذا وقع وتأثير كبيرين.. كان محمــود محور عالمي وكياني.. كل حياتي وخططي وأفعالي كانت تدور في فلك حول محمــود.. أما الآن فمركز عالمي قد تلاشى.. تبعثرت أوراقي وأصبحت حياتي في أضطراب كامل.. علي أن أتأقلم وأعيش كبقية الناس.. مازلت أذكر نظرات الشفقة من المارة في الشارع أو السوق.. في داخلي كنت أشعر بالأسف عليهم.. هم لم يدركوا مدى السعادة التي أعطانا إياها محمــود طوال ثمان سنوات.. لم يكن عبئاً علينا في يوم من الأيام.. لطالما نظرنا إليه على أنه هدية لنا من الله.. وملاك من الجنة..
 
في نظرنا كا هو سبب كل البركات في بيتنا.. الآن بعد أن ذهب.. نخشى أن تتوقف هذه البركات.
 
كان الموت دائما من حقائق الحياة المرعبة.. أما الآن فإني أنظر للموت على أنه أمل متجدد لكي أرى محمــود من جديد وأضمه إلى قلبي.. أرى الموت فرصة لنعيش الحياة بدون ألمه وبدون حرقتي.. أرى الموت فرصة لأخبر محمــود عن مدى إشتياقي له ولإبتسامته البريئة. أراه فرصة لأخبره عن مدى أسفي عن كل ثانية قضيتها بعيداٌ عنه.. أراه فرصة لأخبره كم أصبح هذا العالم موحشاً بدون وجوده كنسمة من جنة علوية.  
 
والد محمــود
------------------------------
أحسن الله عزاءكم بفقيدكم الغالي، وأسبل عليكم سجل الصبر والسلوان،
والمعذرة من الأستاذ نظير، لم أنتبه إلى مرثيته هذه حتى الآن،
أكتب هذه الكلمات ونصب عيني فقيدكم الطاهر يلوّح من شرفات الجنان.
وكم آلمني أن تكون هذه أول مشاركة لكم في مجالسنا،
وأن أرحب بكم من خلالها في سراة الوراق.
 إن القلب ليحزن،
وإن العين لتدمع
وإنا على قراءة هذا النبأ لمحزونون.. زهير


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اللقاء لا ريب فيه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(أما الآن فإني أنظر للموت على أنه أمل متجدد لكي أرى محمــود من جديد وأضمه إلى قلبي)
نعم يا سيدي ، فالموت أمل متجدد في لقاء سرمدي لا ريب فيه ولا موت بعده.. ولو كان الأمر يعود لنا لفضلنا أن يبقى أحباؤنا أحياء أمام أعيننا على الرغم من معاناتهم المستمرة ؛ ولكن الله أرحم الراحمين يعلم صالح العبد المنيب فيشاء له ما فيه خيره . رحم الله محموداً وأسكنه في عليين، وأحسن عزاء ذويه وألهمهم الصبر وأعظم لهم الأجر.
 
 
 
*ياسين الشيخ سليمان
17 - أكتوبر - 2008
مقام محمود    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم
 
ثـمـان  سنين للإيمان iiهادي دلـيـلٌ  فـي منازله iiوحادي
تـدل  على الطريق بلا iiلسان وتـرشـد من يسير بلا iiرشاد
ثـمان سنين هن صباك iiأدنى لأعـيـن  والديك من iiالسواد
بـدمـع  تـارة وبـغير دمع يـقـلـك زورقا بحر iiالسهاد
ولـيـس يميزان صداك iiفيها وطـعم الحب من طعم iiالرقاد
حـبوت كما حبوت بلا iiنظير ثـمـان سنين بيضاء iiالأيادي
إذا نصب الصراط حذفن iiمنها عـلـى أبويك من بين iiالعباد
ولـم أسـمع كنعي أبيك iiقولا يـهـز  مشاعر الهمل iiالجماد
مضى  محمود لم ينطق بشيء ولـم يـمـرح لم يلعب iiبواد
وعـاش ثمانيا صبغت iiحياتي بـرقـتـه  وكانت لي بلادي
وكان الموت قبلُ حديثَ رعب فـغـيـر  موته فيه iiاعتقادى
فـمـا  أحلى أموت لكي iiأراه وأشـفـي من روائحه iiفؤادي
*زهير
17 - أكتوبر - 2008
ولـم أسـمع كنعي أبيك ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ولـم أسـمع كنعي أبيك iiقولا
 
يـهـز  مشاعر الهمل iiالجماد
 
والله لقد هز هذا النعي مشاعر الجماد، فهو إلى جانب كونه قطعة أدبية فنية عالية، فإنه يحمل من العاطفة الصادقة، واللوعة البائنة، ما يهز مشاعر الجماد..
 
رحم الله محموداً، وقاد ذويه إلى مسالك الجنان، وألهم الله محبيه الصبر..
 
*عمر خلوف
17 - أكتوبر - 2008
فما أحلى أموت لكي أراه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 قصيدة أستاذنا زهير جعلتني أعيد تعزية الأستاذ نظير من شدة ما أثرت في نفسي ، فأحسن الله عزاءك يا أخي الفاضل نظير بشير .
وكان الموت قبلُ حديثَ رعب فـغـيـر  موته فيه iiاعتقادى
فـمـا  أحلى أموت لكي iiأراه وأشـفـي من روائحه iiفؤادي
ووالله إني لما فقدت والدي رحمهما الله ( وموت الوالدين يقصم الظهر ) صرت كل ليلة أنام سعيدا بأن الموت لا بد وسيأتيني لألحق بهما رغم أني كنت قد تزوجت ثم صرت أبا لثلاثة أولاد . نعم ، صرت أرى الموت سعادة ، وأراه بشرى أستعذبها وأتسلى بها .
*ياسين الشيخ سليمان
18 - أكتوبر - 2008
رحمه الله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
  رحم الله محموداً ، هذه النفس البريئة وألهم والديه الصبر والسلوان  . نعم هذا رثاء يشع إنسانية من أب مفجوع يحاول التعالي على جراحه ، يجعلنا ندرك هشاشة مصيرنا ووجودنا في هذه الدنيا الفانية ، ولا يدعنا نفقد الأمل في عدالة السماء. عاودتني لدى قراءتي لهذه الكلمات المؤثرة ذكرى من الطفولة البعيدة عن وفاة أحد أقاربي الصغار ، وكان قد عانى من مرض لا أمل في شفائه مدة طويلة : كانت جدتي ( وهو ابن إبنتها ) ، كلما رأته ، تدعو له بالخلاص ، وكنت أخاف كثيراً من كلماتها وأضيق بدعائها ، لأنني في سني الصغيرة آنذاك ، ولأن الصغار لا يفهمون معنى الموت ، لم أكن أستطيع أن أصدق بأنه سوف يموت . وأكثر ما رسخ في مخيلتي من هذه الذكرى المؤلمة ، هو بكاء عمتي المرير وصورتها وهي تضعه في حضنها ، تهدهده وتغني له  بينما هو متلاش بين ذراعيها تحت تأثير الألم والدواء المخدر. وقد ظلت تعاود نواحها هذا ، بمناسبة أو بدون مناسبة ، وكأنه لا يزال في حضنها ، حتى انطفأت كالشمعة رويداً رويداً . وأكثر ما كان يثير شجونها أحياناً ، كان سماع أغنية " متى أشوفك يا غايب عن عيني " التي كانت قد راجت في تلك الفترة ، ولم يكن من الممكن تحاشيها ، فكانت تتخذ منها ذريعة للبكاء من جديد ، وتفريغ ما كانت تشعر به في قلبها من العذاب .
ثـمان سنين هن صباك iiأدنى
لأعـيـن  والديك من iiالسواد
بـدمـع  تـارة وبـغير دمع
يـقـلـك زورقا بحر iiالسهاد
ولـيـس يميزان صداك iiفيها
وطـعم الحب من طعم iiالرقاد
*ضياء
18 - أكتوبر - 2008
رحمه الله رحمة واسعة..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول:
اللهم أجُرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا فعل ذلك به..
اللهم ارحمه واجعل مثواه الفردوس مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا..
*أحمد عزو
19 - أكتوبر - 2008
ما قدمتموه شرف لا أستحقة... شكراً لكم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أشكر الجميع على مشاعرهم الرقيقة الصادقة .. وأسأل الله القدير الرحيم أن يلطف بنا جميعاً وأن يلهمنا الصبر عند الفاجعة .. وأقول للأستاذ زهير إن إضافتي إلى سراة الوراق شرف كبير لا أستحقه .. وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنكم .. مع تمنياتي الصادقة لهذه الواحة الراقية أن تدوم نبراساً يعيد الأمل فينا ويعيد الثقة لنا بأنفسنا في عصرنا هذا الذي وللأسف أخشى أن يصنفة المؤرخون في خانة عصور الانحطاط الأدبي.
تلميذكم .. عين المهى - نظير بشير
*نظير
27 - أكتوبر - 2008

 
   أضف تعليقك