مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : فنّ الموّال - دراسة عروضية تأصيلية..    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 عمر خلوف 
23 - سبتمبر - 2008
فنّ الموّال
دراسة عروضية تأصيلية
 
نشرت في مجلة المنتدى، ع162، شعبان 1417هـ، يناير 1997م، ص36.
 
        أثارت مقالة الدكتور إحسان هندي"دعوة لإحياء فن الموال" والمنشورة في مجلة المنتدى، (ع142، مايو1995م،ص24) هواجسَ قديمة تتعلّق بذكرياتي حول هذا الموضوع، أثارها من قبل كتابه المسمّى "لمحة عن الموالات السورية"، (دار طلاس، دمشق، ط1، 1991م)، إبان قراءتي إياه عام 1993م.         ومع أنني لست من المهتمّين كثيراً بدراسة الأدب الشعبي، فلقد كانت هذه الهواجس عديدة، ومقلقة إلى حد بعيد. وكان أكثرها أهميةً لدي؛ يوافق اهتمامي بعلم العروض العربي، وأعني به هاجساً يتعلّق بعروض الموال ووزنه. إذ ليس في كتب العروض أو الأدب دراسة مستفيضة، تُؤصّل لوزن الموال ضروباً وزحافاً. ولا تزيد هذه الكتب على القول: إن الموال يسير على وزن البحر البسيط، دون إشارة إلى ضروبه المستخدمة، أو زحافاته الجائزة، ومقارنة ذلك بضروب البحر البسيط وزحافاته في الشعر الفصيح.
        واستجابةً لهذا الهاجس، كان هذا المقال، نُضيفه إلى ما كُتِب ويُكتب حول فن الموال، لعلّ فيه ما يفيد المهتمّين به، نتطرّق فيه إلى أربع قضايا مهمّة، لها ارتباط وثيقٌ بموضوع هذا المقال:
1. وزن الموال.
2. جوازات الموال (زحافه).
3. الخلل الوزني في الموال، وأشكاله.
4. استخدام البحور الأخرى في صناعة الموال.

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
مقدمة في بنية الموال..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ولكن؛ قبل الخوض في مشكلة الوزن، أعيد إلى الأذهان شيئاً عن بنية الموال.
فالموال ضربٌ من الشعر الشعبي، يستخدم الكلمة العاميّة والملحونة. فإذا استخدم الفصيح أتى به غير مُعرَب. ويتألّف الموال من أشطار مقفّاة، أقلّها ثلاثة، ولا حدّ لأكثرها. إلاّ أن أهمّ أنواعه اثنان:
1-* الخماسي، الذي ساد في مصر. ويتألف من خمسة شطور، تتفق ثلاثتها الأولى مع الخامس في القافية، بينما يبقى شطرها الرابع مختلف القافية هكذا: ( أ أ أ ب أ ). ومثاله([1]):
فايِتْ على الروض منْ شوق القَلِبْ سَلّي (أتسلّى)
أقْـطـفْ  لِجوري الوَرِدْ وامْلا بِهِ iiسَلّي (سلالي)
لَـمّـا  رأيـت [العِدى] معْ فاتِني iسلّي (أصبت بالسل)
فـاضتْ دموعي أسفْ منْ كثْرِ iiأحزاني
حـتّـى رَويـت الثرى منْ مدمعٍ iiسلّي (سائل)
2- * السباعي، وهو الذي ساد في العراق وسورية. ويتألف من سبعة شطور، تتفق ثلاثتها الأولى مع السابع في قافية، بينما تتفق ثلاثتها التالية بقافيةٍ أخرى مختلفة هكذا:(أ أ أ ب ب ب أ) ومثاله([2]):
يا مـخـجِـل البدْر قلبي بحبّكْ iiلاهْ (iمولّه)
وتْصِـدّ  عـنى جَفا، واني بَقُلّكْ iiلاهْ ( لا )
لَحْـلِفْ  بطه النبي، أيضاً بذات iiاللهْ
أسـقـيتني كاسْ من خمْر المحبّهْ iiدِبِلْ (مزدوج)
بعْيون شبه المها، وجْفون كِسْر iiوْدِبِلْ (ذابلة)
وتْميل كَنَّكْ غِصِنْ، ميلات سمْر الدّبِلْ (الرماح)
ويلاه مـن مـيلتكْ، من ميلتكْ ويلاه
        وواضح هنا أن القافية تعتمد على استخدام كلمة ذات معانٍ مختلفة، على طريقة التجنيس. ولكن ليس شرطاً أبداً أن يُستخدم الجناس التام فيها، إلاّ أنّ ما وصلت إليه صنعة الموال تشير إلى أن الجناس التام هو الشكل السائد على سواه، بل إن من كمال الصنعة عندهم أن لا تُستخدم كلمة القافية مرتين بمعنى واحد.


([1]) يميل الموال السوري إلى استخدام اللهجة البدوية السائدة في بلاد الشام، وغالباً ما تُسكّن أواخر كلماته.
([2]) مخطوطة الوالد ص3، ولمحة عن الموالات السورية ص180، وفي الروايتين اختلاف.
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
وزن الموال    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
يتفق دارسو الموال على أن وزنه يسير على البحر البسيط، إلاّ أن أحداً منهم لم يؤصّل له تأصيلاً صحيحاً يبيّن ضروبه وزحافاته، معتمداً في ذلك على الشواهد والأمثلة.
ومن المعلوم أن للبحر البسيط التام ـ في الاستخدام الفصيح ـ ضربين اثنين هما: (فَعِلُنْ ///ه) و (فَعْلُنْ /ه /ه)[1]. ومثال الضرب الأول قول أبي تمّام:
السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتُبِ
في حدّه الحدُّ بين الجدّ واللّعِبِ
(مستفعِلن فاعلن مستفعلن فعِلن)
 
ومثال الضرب الثاني قول ابن زيدون:
إنّي ذكرتُكِ بالزهراءِ مشــتاقـا
والأفْقُ طَلْقٌ ووجْهُ الأرضِ قد راقا
(مستفعِلن فاعلن مستفعلن فعْلن)
 
ويجوز في حشوه زحافان[2]:
1- أن تتحول (مستفعلن /ه/ه//ه) الأولى فقط إلى (متفْعلن //ه//ه) بسقوط سينها. وهو جواز حسن وشائغٌ كالأصل.
2- أن تتحول (فاعلن /ه//ه) إلى (فعِلن ///ه) بسقوط ألفها. وهو جواز حسن وشائع كالأصل أيضاً.
        وقد اجتمع الزحافان المذكوران في قول شوقي:
لقد أنَلْتُكَ أُذْناً غيرَ واعِيةٍ**ورُبَّ مُنْتَصِتٍ والقلبُ في صَمَمِ
//ه //ه ///ه ...........**//ه  //ه  ///ه


[1] لا يستخدم الأصل (فاعلن) في الضرب أبداً.
[2] مبتعدين عما شذّ في زحافاته. والحشو هو ما سوى تفعيلة الضرب الأخيرة.
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
وزن الموال 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وأما في الموال؛ فتختلف الضروب المستخدمةُ فيه كَمّاً وكيفاً. فضروب الموال ثلاثة، هي: (فعْلن وفعْلانْ وفاعلن)، ليس بينها مفاضلة، لأنها جميعها كثيرة الاستخدام، وليس من بينها الضرب (فعِلن) المستخدم بكثرة في القريض[1].
1- ومثال الضرب الأول (فعْلن)؛ ما قلته عام 1992م:
فُرْقـاك ياهْـل الوفا والودّ أشجـاني
حيّرْ دليـلي وزَوّدْ فيـك  أشجـاني
مادْري على البُعْدِ إِشْ إنْسي وإشْ جاني
آني غريبــاً، وقلبي مْعَلّق بْأرضـي
محتار.. أرضي هَلي، أم خالِقي أرضي
آني سماوي .. وماني يا خَلِقْ أرضـي
لَوْثِقْ حبالي بربّ العرش إشْ جــاني
 
2- ومثال الضرب الثاني (فعْلانْ)؛ قولي مقرّظاً كتاب د.هندي المذكور[2]:
إحسان، فضْلكْ على علم الزهيري بانْ   (ظهَر)
ذلّلْتِ صَعْبُهْ وْدَنا مْنِ قْطوفِهِ ما بــانْ   (ما بعُدَ)
هذي سفينةْ شِعِرْ ، فيها إنِتْ ربّــانْ
يشْهَدْ لك الفنّ إنّكْ صرْت لُهْ موّال       (موئل)
حاكمْ بأمْرهْ، حقيقةْ ناصعهْ مُـو آلْ     (لا سراباً)
إقرأْ كتابُهْ بْصَبِرْ يا طالب المــوّالْ
واشْربْ لِهيلُهْ على ماء الورِدْ والبـان    (البنّ)
 
3- ومثال الضرب الثالث (فاعلن)؛ ماقلته في الناعورة، عام1975م:
سَمْرا على الماء.. عنُّهْ ما تريد الصّدِرْ   (الرجوع)
دَيْرا على القلْب لَمّا فارقَنّ الصّدِرْ
قلت الجوى أرّقِكْ أم فيكِ ذات الصّدِرْ
ولاّ الهوى فارقِكْ، ولاّ تجيبي الوِرِدْ
ولاّ العطَشْ ألْهَبِكْ جيتي تريدي الوِرِدْ
قالت: أبثّ الهوى والشوق حِبّي الوَرِدْ
وبْوَطّن النّفس ما تحملْ بَنات الصّدر   (الهموم)
 
        وواضح من الأمثلة الثلاثة السابقة، أنه لا يمتنع أبداً أن يتكرر الضرب ذاته في قافيتي الموال الواحد[3]، ولكن غالباً ما يجمع الموال بين ضربين مختلفين، يوافقان كلمتي القافية المستخدمتين فيه، كأن يجمع الموال الواحد بين (فعْلن وفعْلانْ)[4]، أو بين (فعْلنْ وفاعلن)[5]، أو بين (فاعلن وفعْلانْ)[6]، ومقلوباتها.


[3] في كتابه "لمحة عن الموالات السورية" ص51، يرى د.هندي أنّ (فعِلُ!) الأخيرة يمكن أن تصبح (فاعِلْ، فعْلُ، فعِلنْ، فعْلانْ..)!!. وواضح أن (فاعلْ) هي ذات (فعْلُ) المشبعة الضمّة، كما أن (فعِلُ) هي ذات (فعِلنْ). علماً بأن (فعِلن) لا تُستخدم في ضرب الموال كما قلنا.
[4] كتبته أواخر عام 1993م، ولم أرسله إليه.
[5] انظر على سبيل المثال؛ لمحة عن الموالات السورية ص183، 185، 192، 194، 195 ..
[6] نفسه ص265، 266، 267 ..
[7] سا. ص176، 182، 214 ..
[8] سا. ص218، 225، 230 ..
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
زحافات الموال..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ثانياً: يميل وزن الموال كثيراً إلى الثبات، فلا يستخدم الزحافات أو الجوازات إلا قليلاً، حيث يجوز أن تتحول فيه (مستفعلن) الأولى فقط إلى (متفعلن) على قلة، كما في قوله:
أنا الذي ذِقْتِ لَوْعات الهوى ياخالْ[1]
 
وقول اآخر:               
بِحُرْمةِ الودّ إرْحمْني ولي واصِلْ[2]

 
وقول د.هندي:
بَيادِرْ الشوق مرصودهْ لأجلكْ باسْ[3]
 
وقوله أيضاً:
مشاكِلْ الناس عا طول الزّمَنْ حَلّيتْ[4]
 
        بينما لم يرد الزحاف (فعِلن) بدلاً عن (فاعلن) إلاّ في شواهد الموال القديمة، عندما كان الموال أقرب إلى الإعراب منه إلى اللحن، فكأنّ (فعِلن) هذه هي من خواص القريض المعْرَب، كما في قوله:
يا دارُ أينَ مُلُوك الأرضِ أين الفرْسْ
 
أينَ الذينَ حَمَوْها بالقنا والتّرْسْ[5]
 
وقول الآخر:
حتى غدا بِثِياب السّقْمِ لي كاسي[6]
 


[1] سا. ص69. وكثيراً ما تلفظ (أنا) (آني).
[2] سا. ص69.
[3] مجلة المنتدى ع142، مايو 1995م، ص25.
[4] سا. ص26.
[5] لمحة عن الموالات السورية ص34.
[6] سا. ص41.
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
أشكال الخلل الوزني في الموال:    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
    رأينا أن الموال لا يستخدم من الأوزان إلاّ البحر البسيط، ومع ذلك فإن الخلل الوزني ظاهرة شائعة فيه. ويا طالما سمعتُ (الموّالة) أنفسهم ينتقدون الكسرَ الوزني في موالٍ ما، اعتماداً منهم على الإحساس والذائقة الفنية لديهم.
        وما من شك أن اعتماد الموال على الرواية الشفاهية أساساً، وانتقاله على ألسنة رواةٍ غير الشعراء، كان سبباً حقيقياً في إحداث الخلل الوزني فيه. كما أنّ كتابةَ الموال باللهجة الدارجة، مع الإبقاء على كيفية نطق الكلمات المكتوبة، كانت مشكلةً تواجه (الموّالةَ) شبه الأميين، بل هي لا تزال تواجه الباحثَ المتعلّم. وكانت الكتابةُ -بالتالي- سبباً رئيساً في خروج البيت عن وزنه. أضف إلى ذلك، أن ( الموّالةَ) شبه الأميين، ينظمون الموال سليقةً، معتمدين في ذلك على حسّهم الشاعر لا غير. وكان لا بدّ -والحالة هذه- أن يطفر عن إحساسهم شطرٌ مختلّ، وأن تنبو أسماعهم عن نغمٍ خاطئ فيه. ولاغرْوَ، فكم خذل الإحساسُ شعراءَ الفصيحةِ أنفسهم كما هو معلوم.
        وهكذا كان على دارس الموال أن يكون صاحبَ أذنٍ موسيقيةٍ فائقة الحساسية تجاه أي خللٍ وزني، سواء أكان ناجماً عن خطأ في الرواية، أم في الكتابة، أم صادراً عن الشاعر ذاته.
        وقد يحتاج ذلك من دارس الموال إلى إعادةِ كتابته بطريقةٍ ربما اختلفتْ قليلاً عن كتابةِ (الموالة) أنفسهم، مراعياً فيها طريقةَ نطْق الموال، وضبطه بالشكْل الصحيح، وتنبيه القارئ إلى كيفيةِ إنشاده إذا لزم الأمر.
        ولقد أورد د.إحسان هندي في كتابه المذكور، الكثير جدّاً من الشطور المختلّة الوزن، دون إشارةٍ منه إلى ذلك، والتي لا يمكن توجيهها إلاّ بالزيادة عليها، أو الحذف منها، أو ضبطها بالشكل الصائب. وسنشير إلى بعضها هنا.
1- فأبسط أنواع الخلل الوزني؛ ما نجَمَ أصلاً عن الكتابة لا النظْم، ذلك أن قراءةَ مثل هذه الأبيات قراءةً صحيحةً يُعيدُها إلى جادّة الصواب. ويُحتاجُ في علاج هذا الخلل إلى اصطلاح الطريقة المناسبة لكتابة اللهجة العامية، وكيفية النطق بها.
        فمن ذلك مثلاً، وجوب تسهيل الهمزة أحياناً بقراءتها موصولةً لا مقطوعة. كما في قوله:
قالون: شِبْت وْشِخِتْ [وأيّام] عزّكْ مَضَنْ
 
وقوله:
قلْ لي بِإتْلاف قلب الصبّ [مينْ أغراكْ]
 
وقوله أيضاً:
[والْبسْتْ أنا] ثوب من نار الغرامْ تبْلي
 
وقراءة هذه الأبيات صحيحةَ الوزن تحتاج منّا إلى تسهيل الهمز فيها، بقولنا:
(وَيّام)، (مينَ اغْراكْ)، (والْبِسْتَ نا) ..
 ومن ذلك أيضاً وجوب القراءة الخاطفة لبعض حروف المدّ، كما في قوله:
[راحْ ليه] حبيبي [وليه ياربَي] خلاّني
 
وقوله:
[سيرْ يا نسيم] يمّ أحبابي وناجيهمْ
 
وقراءتهما الصحيحة هي:
[رَحْ لِهْ] حبيبي [ولِهْ يا ربّ] خلاّني
 
[سِرْ يا نَسِم] يمّ أحبابي وناجيهمْ
 
        ومن ذلك؛ الخطأ في استخدام التشكيل الكتابي، كما في قوله:
[أنشِدَكْ] يا طارِشي؛ خذْ لي كتابي وْروحْ
 
وقوله:
مِنْ [صِغِرْ] سنّي جَنيت [السّمّ وسَمّوني]
 
وصحيح ضبط هذه الشطور هو:
[أنْشِدْك] يا طارِشي خذْ لي كتابي وْروحْ
 
مِنْ [صِغْرِ] سنّي جَنيت [السَّمْ وِسَمّوني]
 
  ومثل هذا وذاك كثيرٌ جداً، ويحتاج من القارئ إلى المِران والتعوّد على القراءة السليمة للموال، بتحسّس وزنه، ويحتاج من الكاتب إلى التنبيه عليه كلّما أمكن ذلك، وخاصة أن القارئ لم يعد يسمع الموّال من أفواه شعرائه إلاّ قليلاً.
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
الخلل الوزني-2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
-   وقد ينجم الاختلال الوزني عن سقوط حرفٍ أو كلمة، سهْواً من الناسخ، أو حتى خللاً من قبل الناظم ذاته. وذلك كما في الأمثلة التالية، بعد أن أعدنا ما يُقابل الساقط، وأشرنا إليه بوضعه بين قوسين.
     يقول الحلي ([1]):
والشهْب مِنْ شاهدتْ [لا]طلعتكْ غارتْ
 
     ويقول الآخر ([2]):
إلاّ الغزال الذي [مِنْ] فوقِ خَدَّهْ خالْ
 
     ويقول الوالد ([3]):
لَدْري الغصِنْ [مال] أمْ عطفيك منحولا
 

([1]) سا. ص69.
([2]) سا. ص69.
([3]) مخطوطة الوالد، ص3.
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
الخلل الوزني-3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وقد  وقد ينجم الخلل الوزني عن زيادة حرفٍ أو كلمة، ولا يصح الوزن إلاّ بحذفها، بغضّ النظر عن صحة المعنى أو عدمه. ومن ذلك الزيادات المحصورة بين قوسين في أقوالهم:
ـ قلت الهوى هزّني وادْعا[ني] بِحالةْ عَجَبْ ([1])
 
ـ لَمّا رأيت العَوا[ذِلْ] معْ فاتِني سلّي ([2])
 
ـ وقلْ لهُمْ خِلُّهُمْ في الحبّ [ما] ساليهمْ ([3])
 
ـ بستان حبيبي طَرَحْ [طَمْرُهْ] والطّمْرِ مشْ لينا ([])
 
ـ والزّاد مَرْمَرْ [عَلَيّا] ولَمْ عيني تِشوف النومْ ([5])
 
        وغير ذلك كثير أيضاً ([6]).


([1]) سا. ص3.
([2]) سا. ص34.
([3]) لمحة، ص79. ويختلف المعنى بالحذف طبعاً.
([4]) سا. ص81، وأكثر شطور هذا الموال مختلة.
([5]) سا. ص80.
([6]) سا. ص73، 81، 233 ..
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
الخلل الوزني-4    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بل   بل إن الخلل الوزني قد يصل حدّاً لا يمكن إصلاحه بزيادةٍ أو نقصان، وحاجة مثل هذه الشطور إلى إعادة صياغتها من جديد كبيرة. ومن ذلك الشطور التالية:
ـ يا حسرتي على ارْماح الدّبِل حين شالوني ([1])
 
ـ يا منْ يِجيبْ لي حبيبي وياخُدْ من عيوني عينْ ([2])
 
  وياخُد نصّ راخَرْ ، ويكفاني بقية العينْ
 
  النيلْ حدَفْ جَرْفْ، وَنَا دمعي حَدَفْ جَرفينْ
 
ـ ما سَطَعْ نورهْ ولا غرّبْ سناه أو شرَقْ ([3])
 
وقول د.هندي نفسه ([4]):
ومْرارة الصّبر بْصِدْق مْوَدّتكْ حلّيتْ
 
        ومثل ذلك كثير جدّاً ([5]).


([1]) سا. ص73.
([2]) سا. ص75.
([3]) سا. ص60.
([4]) مجلة المنتدى، ع142، مايو1995م، ص26.
([5]) لمحة، ص60، 78، 80، 81، 82 ..
*عمر خلوف
23 - سبتمبر - 2008
بحث يكفي ويشفي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أستاذنا العزيز الغالي ، عمر خلوف ،
أسعد الله اوقاتك ،
بحثك هذا في المواليا يكفي ويشفي ، فشكرا لك عليه جزيل الشكر . وقد لفت انتباهي النص التالي الذي أقتبسه من مشاركتك:
بينما لم يرد الزحاف (فعِلن) بدلاً عن (فاعلن) إلاّ في شواهد الموال القديمة، عندما كان الموال أقرب إلى الإعراب منه إلى اللحن، فكأنّ (فعِلن) هذه هي من خواص القريض المعْرَب، كما في قوله:
يا دارُ أينَ مُلُوك الأرضِ أين الفرْسْ
           
أينَ الذينَ حَمَوْها بالقنا والتّرْسْ [5]
 
أقول : غير مستبعد إذن أن فن المواليا نشأ بعيد نكبة البرامكة ، وهذا ما ملت إليه في تعليقي على موضوع نشأة الشعر النبطي وتسميته الذي طرحه أستاذنا زهير، وأن الشعر النبطي والمواليا لا علاقة لهما بالأنباط . ولعل خلو الموال المذكور من الجناس التام يسند الزعم الذي يقول بقدمه إضافة إلى ورود الزحاف (فعِلن) بدلا من (فاعلن) مثلما يحدث في بحر البسيط كما أفدتنا . وقد خطر لي أن الجناس التام أولع به المتأخرون عن عصر الرشيد.
بارك الله علمك وموهبتك ، وشكرا على مواويلك الشجية المرهفة الإحساس . وإلى حضرتك هذان الموالان اللذان أجهدت نفسي حتى نظمتهما مغنيا إياهما غناء، فلست من الذين يمارسون هذا النوع من النظم ، وأرجو أن تصحح إن لزم التصحيح :
 
غنى لي(لِ) طيرِ الحمامِ وْقالْ ورّاقْ (أورق) غْـصـنِ  الـمحبه وْنما في جْنينة iiِالورّاقْ
يـامـن  تـجـلـتْ محاسنهمْ على iiلِوْراقْ بـيـكـم  تِهنى القَلِبْ من بعدِ غَصّه iiوْراقْ
صـحـبـةْ  أهالي الأدبْ تسعدْ لنا iiالخاطر كـلْـمـا  خـطـرْ بالبالْ من حُبِّهُمْ iiخاطرْ
أسـتـاذُنـا خـلـوفْ مـن أجله iiبنخاطرْ يـرخـصْ  عـلينا الغلا وْنفديهِ من iiخاطرْ
ومن الملاحظ ان (فعلان ) جاءت في الحشو في الموال الثاني ، فهل هذا جائز؟ 
 
*ياسين الشيخ سليمان
24 - سبتمبر - 2008
الأوزان الأخرى للموال-1    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
       كنت قبل كتابة هذا المقال أتساءل مستغرباً؛ لِمَ لا يستخدم شعراء الموال أوزاناً أخرى سوى البسيط مع كثرتها؟! وهل كتابة الموال على الأوزان الأخرى ينأى به عن حظيرة الموال؟ ثمّ أليس في استخدام أوزان الشعر الأخرى إثراءً لإيقاع الموال الذي طالما غُنّيَ به؟ وأخيراً ألم يُجرّب أحدهم الكتابةَ على وزن سوى البسيط؟
             وعلى الرغم من عدم قيام أحد باستقصاء يؤكد أو ينفي ذلك، فقد كنتُ أعتقد دائماً أن ما يدعى بالموال ليس إلاّ شعراً عاميّاً، تُميّزه طريقة كتابته على أشطار مقفّاة، تميل إلى استخدام الجناس -الناقص أو التام- في قوافيها. ومن ثمّ يجب ألاّ تمتنع الكتابة فيه على أي بحرٍ كان.
             وكلمة (موّال) ليست علَماً على وزنه، وإلاّ لَما قيل: إن الموّال يسير على وزن البحر البسيط، ولكن دلالتها -كما نظن- تعود إلى نَمَطٍ معيّن في كتابة الشعر العامي.
             ولقد وقعْتُ على ما يؤكّد اعتقادي، في موال على وزن البحر السريع (مستفعلن مستفعلن فاعلن) و (مستفعلن مستفعل فعْلان)، نقله د.هندي -دون تعليق- عن كتيّب "أجود دليل في فن المواويل"، لمؤلِّفٍ مجهول، نشرته مطبعة البلاغة في حلب. يقول شاعره فيه ([1]):
طولَكْ طَبَعْ بِحْشايْ طيب الورِدْ
(عطر الورد)
ظمآن وعايـزْ من خديدكْ وِرِدْ
(شرْب)
عَمّرت بنيانــكْ عليهـم وردْ
(؟)
غزلان ترتـعْ بالأراضي ورودْ
(ترتع الزهر)
فنّكْ دَعالي المظلمــات ورودْ
(أوراد)
قلبكْ قِسي لِشْ ما عليَّ ورودْ
(تُقدم)
كم نوب اشَمْشِمْ في خديدكْ ورِدّْ
(أُعيد)
     ولعلّ الاستقصاء الدقيق سوف يُظهر غيره بلا شك.


([1]) سا. ص86.
*عمر خلوف
24 - سبتمبر - 2008

 
   أضف تعليقك
 1  2