مجلس : الأدب العربي

 موضوع النقاش : المقــــــــــامـة الحنـّاشـــــــــــــــيّـة !!!     قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 الدكتور مروان 
13 - سبتمبر - 2008
المقــــــــــامـة الحنـّاشـــــــــــــــيّـة !!!
المقــــــــــامـة الحنـّاشـــــــــــــــيّـة :

حدثني الذي لا أشك في كذبه قط ّ ، قال :
خرجت إلى السوق أمس ِ ، لأزيل الهمّ والغمّ عن نفسي ، ففي مرأى الخيار ، وشراء حثالة الخضار ، راحة للقلب ،
مهما لحقني من عار ٍ ، فأنا ممن يرددون قول الشاعر :
 
 
بعْ نفسك واربح رمانهفالعمر دراهم  رنّانـه

ورحت أطوف الأسواق بلوعةٍ وحرقةٍ وأشواق ، بحثا عن سلعة رماها بائع ، أو لفظها جائع .
فأنا مستعدٌّ لرميي (الباس) أمام الناس ، طالما جيبي بعيدُ المساس .
وفجأة رأيت (سحّارة) بندورا ، فوقفت أمامها مسحورا ، كل حبّة حمراء ، تحاكي وجنة بكر عذراء ، وقد انتظمت الحبات الحمراء ،
كأنها نجوم تحترق في كبد السماء ، فسال لعابي ، وكدت أمزق ثيابي .
وأسرعت إلى البائع بلهفة طفل ضائع ، وقلت :
بكم هذه السحّارة يا ابن الأكارم !؟
قال : بخمسة دراهم !!
فسقطت مغشيا على الأرض ، وتناثر بعضي فوق بعضي ، وقلت :
أبخمسة دراهم سحّارة بندورا !؟
أتراني ممن يلبسون الكـَنـْدورا !؟
حرامٌ عليك يا ظالم ، أليس لديك محارم !؟
وارتفع صوتي بالعويل ، والبكاء ، متحديا كل من على الأرض من نساء .
وقفز البائع المسالم ، وأخرج من جيبه كلّ الدراهم ، وقال :
خذها ، خذهم ، وابتعد عني ، فأنا لم يخب فيك ظني ...
فمذ رأيتك في الأسواق ، أحسست أنك برميل نفاق .
فأخذت السحّارة والدراهم ، وانصرفت سعيدا بالغنائم ، أرقص وأهزْهزُ كرشي ، وأردد :

 
يا ربُ أفضْتَ الخيـراتِفالشكرُ دوامُ الساعات  ِ
أسعفتني بالشكل المزريوملأتَ العين َ بدمعاتـي
لا همّ لديّ سوى  كرشيبالكرش مناي وحياتـي
المـالُ لـديّ معـبـودٌتبّا ً لامرأتـي وبناتـي

-------------------------------------------

هذه المقامة نظمتها في رجل ثريّ غنيّ ، لكنه بخيلٌ أشدّ البخل
وكان كما وصفه الجاحظ ، مربع مدور ، يسعى بأيّ شكل ، لكسب المال ، ويحرص عليه كلّ الحرص
لذلك كان يذهب إلى سوق الميناء في أبوظبي ، حيث يكون مجمّعا للفواكه والخضروات
وكان يقصد هذا السوق بحثا عن نفايات ، وصناديق الخضار والفواكه المتعفـّنة والبالية
فجاءت هذه المقامة فيه .



*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أبدعت، وأضحكت    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ذكرتنا دكتور مروان بفن المقامة، هذا الفن الجميل، والذي لم يعد مطروقا بشكل كبير، وحملتنا الى عالم الجاحظ والبخلاء، ورسمت على شفاهنا بسمة، لا والله هي ضحكة من القلب، ويبدو ان هذا الرجل (الحرفوش) قبل بلغ من الشحّ مبلغا كبيرا، واتخذ من المسلك الوضيع نبراسا ومنهجا لحياته، لدرجة لفتت انتباهك، تحياتي د. مروان. وأسعد الله أوقاتك.
*khawla
15 - سبتمبر - 2008
تحية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
حيا الله الدكتور مروان العطية، ورمضان مبارك سعيد
*سليمان
17 - سبتمبر - 2008
هلا وغلا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
شكرا للأخت الكريمة الفاضلة خولة
مرورك أسعدني جدا جدا
بركة أنت أيتها الأخت الكريمة
جزاك الله خيرا
*الدكتور مروان
18 - سبتمبر - 2008
أرجو أن تكون ـ ومن تحب ـ بكل خير وهناءة وسعادة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مرحبا وهلا وغلا بأخي الحبيب الغالي الأديب
الدكتور سليمان القرشي
أفتقدك كثيرا يا امير ياغالي
والله يسامح اللي باعد بيننا وما عاد يجمعنا في مؤتمراته وندواته
أرجو أن تكون ـ ومن تحب ـ بكل خير وهناءة وسعادة
وللعلم ؛
فقد انتهيت من تصحيح تجارب  طباعة كتابي النهائية :
(تسلية الأدباء وأسوة الفقراء فيمن
تقدمته الفلاكة من الكبراء)
وسوف يصدر قريبا في دمشق
بمشيئة الله
وشكرا لك
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
*الدكتور مروان
18 - سبتمبر - 2008
إلى أستاذي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
تحية محبة وشوق واحترام وتقدير للغالي الدكتور مروان العطية،،، وبارك لك الله فيما أنت مقبل عليه من خدمة للعلم والعلماء، وأرجو أن لا تبخل علينا بالتواصل الدائم...
وعلى أمل تجدد اللقاء... لك محبتي
سليمان القرشي
*سليمان
19 - سبتمبر - 2008
مقامة جميلة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أقول كما قالت أستاذتنا خولة في حق أستاذنا الدكتور العزيز مروان شاكرا له مقامته الجميلة الممتعة . وأرجو منه ، إن كانت تلبية الرجاء ممكنة ، أن يذكر لنا شرحا موجزا عن فحوى كتابه الذي ذكره للدكتور القرشي .
*ياسين الشيخ سليمان
20 - سبتمبر - 2008
على الرحب والسعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هلا وغلا بأخي الحبيب الأديب الأستاذ ياسين الشيخ سليمان
وعلى الرحب والسعة
وسوف ألبي طلبك بعد قليل ـ بمشيئة الله
*الدكتور مروان
21 - سبتمبر - 2008
(تسلية الأدباء وأسوة الفقراء فيمن تقدمته الفلاكة من الكبراء    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وهو الذي يعرف بكتاب (الفلاكة والمفلوكون) " أي الفقر والفقراء ؛ أو اقتصاديات الفقر والفقراء" ؛ للإمام الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي الدلجيّ التوفى سنة 836 هـ ..
وهو مؤرخ أديب ينسب إلي دلجة من قري الصعيد، وكان ساخطاً علي أهل عصره، لما يري من اختلال الأوضاع الاقتصادية، واتهمه اعداؤه بالزندقة، رداً علي اتهاماته لهم بالنفاق وممالأة الحكام، وقد أراد أن يثبت بؤس العلماء منذ القدم فوضع هذا الكتاب متحدثاً عن نوادر المساكين والمعوزين من أهل الفضل، وقد لاحظت أنه ذكر من هؤلاء بعض من رزقوا السعادة في أخريات أيامهم بعد أن كابدوا البؤس، وكأن عليه أن يتحدث عما انقلبوا إليه من رخاء بدل أن تلتفي بناحية البؤس وحدها، ولعله أراد أن يغري زملاءه البائسين بما يؤرد من حظ هؤلاء، فاكتفي بما يفي بمراده فحسب، ونحن ننقل من الصفحات الكثيرة هذه الطرائف :
 ( مقدمـة جيدة )
 وقد بدأ الكتاب بحديث عن معني كلمة (الفلاكة) فقال إن أصلها منقول عن لغة العجم وليست بعربية الأصل، وأظهر فهماً ثابتاً فيما تعرض له من شرح أسباب البؤس، وذكر العلل الدافعة إلي بؤس الأكثرية وثراء الأقلية بما يصلح أن يكون موضع نظر لعلماء الاجتماع لأنه مطر من الآراء ما يجعله فريد عصره في هذا المضمار، إذ إن ناحية التحليل والتعليل قد غلبت علي فكره، وهذا ما كان نادراً في عهد الجمع والتلخيص، هذا إلي ما اصطنعه من ضروب الأقيسة المنطقية، ومحاولة تطبيقها علي ما يري من قضايا عصره المضطرب ...
ويقسم الكتاب إلى مقدمة وثلاثة عشر فصلا ، والفصل العاشر منها ، وهو الأهم فيها ؛ لأنه يترجم للعلماء الفقراء الممتحنين (في تراجم العلماء الذين تقلصت عنهم دنياهم ولم يحظو منها بطائل) !!
والفصل الثاني عشر في أشعار المفلوكين ، ومن في معناهم من مقاصد شتى ...

أما الفصل الخير (وهو الثالث عشر) ؛ فهو في وصايا يستظاء بها في ظلمة الفلاكة ...
وقد حققته على أربع نسخ خطية (برنستون ، وبرلين ، والمدينة ، والأزهرية ) ، وهو بهذا الشكل ينشر لأول مرة كاملا محققا تحقيقا علميا ..
*الدكتور مروان
21 - سبتمبر - 2008
تتمة لما سبق ...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
قد يعتقد بعض الفقراء أن الفقر الواقع عليهم هو قضاء وقدر من اللَّه سبحانه وتعالى لا ينفك عنهم، ويلازمهم طوال حياتهم. هذا الاعتقاد إذا وجد فإنه قد يؤدي بالفقير ألا يحاول علاج الفقر الواقع عليه.
هذه القضية فطن إليها أحد المفكرين المسلمين منذ ستة قرون سبقت هو أحمد بن علي الدلجي (836 هـ) ؛ ناقشها في كتابه:
الفلاكة والمفلوكون (الفقروالفقراء ).
 
وتمثل الآراء التي عرضها الدلجي تصوراً للفهم الصحيح للقضاء والقدر بشأن الفقر، لذلك قد يكون من المفيد أن نعرض لهذه الآراء:
خصــص الدلجـي الفصــل الثــاني مــن كتــابــه لمــوضـوع: خــلق الأعمــال وما يتعلق به. وقد كتب في بيان سبب بحث هذا الموضوع ما يلي: (الغرض من هذا الفصل إقامة الحجة على المفلوكين وقطع معاذيرهم وإلجامهم عن التعلق بالقضاء والقدر، وأنه متى نعيت عليهم فلاكتهـم أو نودي عليهـم بها كان ذلك لأنهم إما فاعلوها استقلالاً أو مشاركة ...) .
 
الفصل الأول في كتاب الدلجي عن تحقيق معنى مفلوك، أي تعريف الفقير. بعد هذا التعريف يدخل مباشرة في الفصل الثاني في مناقشة قضية القضاء والقدر وتعلق الفقراء (الباطل ) بها. يدل هذا على أن الدلجي يعتبر مناقشة هذه القضية الواجب الأول في موضوع دراسة الفقر والفقراء، بعبارة أخرى: إن دراسة الفقر تبدأ بهذا الموضوع، وهو إبطال تعلق الفقراء بالقضاء والقدر، وبالتالي إبطال استسلامهم للحالة التي هم عليها من الفقر.
 
ولإبطال تعلق الفقير بالقضاء والقدر، ولإثبات مسؤوليته عن فقره، عرض الدلجي الأدلة التالية :
 
- الفقير فاعل فقره -أي متسبب فيه - إما استقلالاً أو مشاركة.
- يتفق العلماء على أن القضاء والقدر لا يحتج به.
- حركة العبد للسعي تجامع التعلق بالأسباب ولا تنافيها.
- الاكتساب لإحياء النفس ولغير ذلك واجب.
- الرسول صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: (اعقلها وتوكل ) .
- ليس من شرط التوكل ترك الأسباب، فإن ذلك حرام في الشرع ولا يتقرب إلى اللَّه بمحارمه.
- اللَّه سبحانه وتعالى قال: { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم }. [النساء:71]
- وجود المال في اليدين لا في القلب، ودخول الدنيا على العبد وهو خارج عنها، لا ينافي الزهد.
 
الأدلة التي عرضها الدلجي تبطل تعلق الفقراء بالقضاء والقدر لتبرير استسلامهم للفقر. يمثل هذا العنصر الأول في صحة العقيدة الاقتصادية. هذا العنصر له أهميته، بل له الأهمية الأولى بين الأساليب التي يواجه بها الفقر، أو التي يعالج بها الفقر. وذلك لأنه يبدأ بعلاج الفقر بتصحيح عقيدة الفقير، ولأنه يجعل العلاج من الفقير نفسه، لأنه يحمله المسؤولية، وهي مسؤولية تنبع من العقيدة.
 
هذا الأمر له أهمية في حياتنا المعاصرة، ذلك أن هناك من يفسر تخلف المسلمين بارتباطهم بالقضاء والقدر وقعودهم عن العمل، والدلجي يبطل الفهم الخاطئ في هذه القضية.
 
تصحيح عقيدة الفقير بشأن القضاء والقدر له توظيفاته الاقتصادية المتعددة.
من ذلك أنه يدفع الفقير للعمل ليقضي على فقره، ويدفعه لحب المــال فيســعى لجـــمعه وامتــلاكه، ويدفعه لاعتـبار العنصر المادي في الحـــياة فلا يهمله.
*الدكتور مروان
21 - سبتمبر - 2008
شكر الله لك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
      شكر الله لك حبيبنا د.مروان ، وأجزل لك الثواب ، فقد عرفتنا على كتاب ذي موضوع هام يتعلق بمفهوم القضاء والقدر ، والاتكال والتواكل ، والفقر بمعناه المذموم . وقد كنت أظن أن الكتاب يتضمن أخبارا عن المفلوكين تسير سير النوادر والطرائف وحسب ، فإذا به أهم من هذا بكثير . بارك الله جهودك الخيرة أيها العزيز الغالي . ونحن في ، هذا العصر ، ما زلنا في حاجة ماسة لأن نفهم عقيدتنا على وجهها الصحيح ، والكتاب المذكور يساهم دون أدنى شك في إفهامنا أصلا هاما من أصولها .
*ياسين الشيخ سليمان
23 - سبتمبر - 2008

 
   أضف تعليقك