الرباط: كما تعودت الرباط أن تحتضن دائما الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أحبها وألف قصيدة عنها شرح فيها جدلية الحب هذه فقد احتضنت مساء الثلاثاء روحه من خلال أروع قصائده وهو الذي رحل عن عشاقه في العالم قبل نحو شهرين.
وبنفس الحماس والحب الذي استقبله بهما جمهوره الرباطي دائما حج المئات من محبيه الى مدرج "الشريف الادريسي" بكلية الاداب والعلوم الانسانية واستمتعوا لاجمل أشعاره التي ألقاها شعراء عالميون من المانيا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واسبانيا وتونس والمغرب وصفقوا طويلا.
وقرأ الشاعر الاسباني فديريكو أربوس من اسبانيا قصيدة درويش " سرحان يشرب القهوة في الكافيتريا" مترجمة الى الاسبانية كما قرأت الشاعرة المغربي رجاء الطالبي قصائد له مثل "كان ماسوف يكون" و"بقية حياة" و"درس كاماسوترا".
وقرأ الشاعر الفرنسي ليونيل ريي الحائز على جائزة الكونكور في الشعر مقاطع من قصيدة "الارض". كما قرأ الشاعر الامريكي ألفريد كورن والمغربي محمود عبدالغني والالماني كلاوس رايشرت والتونسي منصف الوهايبي مقاطع عربية ومترجمة من أشهر قصائده.
وختم الشاعر المغربي محمود بنيس بقراءات شعرية من ديوانه "أثر الفراشة" كما قرأ قصيدة "ليل العراق طويل" التي أهداها درويش الى الشاعرالعراقي سعدي يوسف.
وختمت أمسية "التكريم العالمي لمحمود درويش" بقراءات شعرية مسجلة بصوت درويش.
وكان مهرجان للادب في برلين قد وجه نداء وقعه أدباء وفنانون عالميون لتنظيم قراءات شعرية من شعر محمود درويش في مختلف جهات العالم "تكريما لحياته وأعماله ومواقفه المدافعة عن السلم والحرية."
وقال الشاعر التونسي منصف الوهايبي الذي شارك في هذا التكريم لرويترز "أردنا أن نقرأ شعره بأصواتنا لنحس به أكثر.. بالنسبة لنا هو حي كأننا صوته بطريقة أو بأخرى."
وأضاف "محمود درويش هو تاريخ العرب الاستثنائي منذ نكبة فلسطين في العام 1948."
وقال الشاعر المغربي بنيس لرويترز "أتى هذا النداء ليعطي لدرويش هذا البعد الكوني في يوم واحد ومن خلال لغات عديدة وأصوات شعراء وكتاب وفنانين."
وأضاف ان النداء العالمي أتى ليقول لدرويش "أنت أحد كبارنا وأنت صوت من الاصوات التي تحفر مجرى المستقبل البشري."
وقال الشاعر الفرنسي ليونيل راي لرويترز "الاروع في قصائده هو هذه الطاقة المتفجرة في الكتابة انها كتابة قوية لكن في نفس الوقت مشحونة بالاحساس والشعور العميق."
وأضاف "انه شاعر كبير..للاسف لا أستطيع قراءة شعره الا مترجما."
ومن المنتظر أن يتسلم أحمد درويش شقيق الشاعر الراحل في 24 اكتوبر تشرين الاول الحالي في الرباط جائزة "الاركانة العالمية".
وفاز بها الشاعر درويش لكنه توفي قبل أن يتسلمها.
وتعتبر هذه الجائزة الثانية التي يسلمها "بيت الشعر" في المغرب بعد أن منحت في نسختها الاولى للشاعر الصيني بي ـ داو . وأفاد بيان لبيت الشعر" أن درويش "كان سعيدا بحصوله على هذه الجائزة التي تحمل اسم شجرة مغربية ينفرد بها المغرب البلد الذي أحبه محمود درويش وصادقه."