مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : أمي أنا أسرق رغماً عني    قيّم
التقييم :
( من قبل 4 أعضاء )
 سلمى 
13 - أغسطس - 2008
هذه قصة لقريبة إحدى الأخوات في الكلية كلفني الدكتور الفاضل صبري أبو حسين بنشرها كعادته في رعاية المواهب:
                 أمي ، أنا أسرق رغما عني   
خلسة و بعيدا عن الأنظار تسللت بخفة ، لص ماهر ، فتحت الباب بسرعة ، فولجت إلى الغرفة بهدوء ، أطالت النظر في أرجاء الغرفة ، بحثاً عن صيد جديد ،" لا شيء يستحق السرقة " ، خطرت هذه الفكرة ببالها ، كادت أن تثبط من عزيمتها في السرقة من الغرفة ، لكن شيء استوقفها ، إنها علبة جميلة  ذات نقش جميل محفور على جانبيها ، جذبتها ، أمسكت بها ، ففتحتها ، فإذا هي علبة مجوهرات  ، امتلأت حتى أخرها بكل أنوع المجوهرات ، ذات اللون الواحد ، والألوان الممزوجة.
 
لكن رغم بريق الذهب  ، وجمال الصنع للمجوهرات ، لم تعرها أي اهتمام و إنما تركز انتباهها على علبة المجوهرات ، سحبتها من على المنضدة ، ثم أفرغت محتوياتها ، بسرعة على السرير ، فتساقطت بعض قطع المجوهرات ، على الأرض ، و تحت السرير ، لم تهتم بتساقطها ، و إنما أسرعت بإخفاء العلبة تحت ملابسها وبكل مهارة مشت بهدوء حتى خرجت من الغرفة دون ترك أثر لهوية السارق أو السارقة بالمعنى الصحيح فدخلت بهدوء وها هي تخرج بهدوء .
يا إلهي ما هذه الفوضى " انتبهت إلى السرير"  مجوهراتي " وأسرعت تلتقطها " لكن أين علبة المجوهرات ؟؟؟؟؟
"بحثت عنها لكن لا أثر للعلبة ، تساءلت في نفسها " من دخل غرفتي  وحاول سرقة مجوهراتي ؟؟؟!!! لكن لا مجيب لتساؤلاتها
: "ماريام  ، ماريام  "
 نادت على الخادمة بأعلى صوتها ، فبدأت  المسكينة سباق مع الزمن لبلوغ غرفة السيدة في القسم العلوي ، في أقصر فترة ممكنة ، لكنها تعثرت عدة مرات وكادت أن تسقط من السلم الملتف المؤدي إلى أعلى ، لولا أن تداركت الوضع بإمساك حافته في اللحظة الأخيرة ، توقفت على أثره لالتقاط أنفاسها ، وعادت لتكتمل الجري حتى بلغت الغرفة ، فولجت فيها وهي تلهث بشدة ، ما أن رأتها السيدة حتى بادرتها قائلة : ماريام "،من دخل غرفتي أثناء غيابي ؟؟
"هزت"ماريام " رأسها دلالة على  عدم معرفتها بالأمر ، السيدة  حسنا اجمعي جميع من في المنزل ، وحالا  ، نطقت أخر كلمة بقوة كبيرة .
 
في صالة الطعام في المنزل وقف الجميع محني الرأس ، و الصمت يلفهم كأن على رؤوسهم  الطير.
الأم : أحدً ما دخل غرفتي و عبث بأغراضي ، وبالتحديد مجوهراتي ، وحاول سرقتها أيضا  ،هذا الصباح بعد خروجي من النزل ، و الآن  فليخبرني  الذي فعل هذا ؟؟ّ
  تبادل الجميع نظرات الدهشة فيما بينهم  ،وساد صمت طويل قبل  أن  تقطعه فاطمة ،الابنة المتوسطة بين أخواتها  ، قائلة بارتباك واضح : أماه أنا لم أدخل غرفتك فقد كنت ، .....كنت نائمة " ، و تبادلت نظرات سريعة مع "سعاد" ، الأخت الكبرى التي نظرت إليها شزرا و كأنها  تستنكر ما قالته ، وكأن حديث فاطمة شجع الجميع على الحديث دفاعاً عن نفسه فتحدث السائق قائلاً :  سيدتي كنت أقوم بإيصال ابنك أحمد إلى النادي ، في الصباح  وقد عدت قبل قليل
، ثم تشنج مع نظرات الأم الحادة ،
 أما الطاهية فقد بدت أكثر تماسكا حين قالت : سيدتي كنت مشغولة بإعداد طعام  الإفطار في الصباح ، ثم سكتت لإبراز تماسكها الذي بدا هشا
 وبسكوتها لم يبق أحد سوى" سعاد الأخت الكبرى" ،" وهند الابنة الصغرى و المعقدة" – كما يحلوا للكل مناداتها – و "ماريام" ، الخادمة المخضرمة و المفضلة لدى العائلة .
فبدأ الوساوس يلعب برأس ألام " أن السارق أحد هؤلاء الثلاثة ، لكن ... سعاد وهند لا يمكن أن تكونا قد  حاولتا السرقة لأنهما ابنتاي ومن المستحيل أن تسرقا مجوهراتي أو تعبثا بأغراضي ، فلديهما من المجوهرات ما يكفي لصرف نظرهما عن أغراضي ...  لكن ماريام لا أضمن أن تكون بريئة , فربما سولت لها نفسها أن تأخذ شيئاً منها , إذن فربما كانت هي السارقة ؟؟ وجهت ألام نظراتها نحو الخادمة , التي أدركت أنها محط اتهام من ألام فانهارت أرضا وهي تحاول الدفاع عن نفسها دون جدوى ، ومما زاد التهمة وضوحا عدم تقديمها دليلا ًعلى مكان وجودها أثناء حدوث السرقة ،." حسنا ، عرفت من هو السارق الآن ، و الأفضل أن يعترف  هو ذلك " أرتفع صوتها وهي تؤكد التهمة على الخادمة الجاثية أرضا .
مر أسبوعان على وقوع الحادثة كانت ماريام المسكينة هي الضحية التي سرعان ما انتهيت خدماتها لتعود إلى لبلادها وهي مكسورة الخاطر .
و في أحد الأيام :
" مرحباً بك يا سارة  ، أنا سعيدة برؤيتك ، أخبريني ماذا فعلت في الرحلة ؟؟ ،ـ رحبت بها سعادـ
 سارة تضحك  ماذا تريدين أن تعرفي يا عزيزتي ، فقد قمت بالعديد من المغامرات الرائعة و المضحكة , ثم اشتركتا في ضحك متواصل وهما تسيران باتجاه غرفة سعاد .
بعد لحظات استأذنت سارة في الذهاب لإصلاح زينتها متعللة بأن الحر أفسد ما قامت بتعديله ، فأخذتها سعاد إلى صالة الضيوف تاركة حقيبة يدها في الغرفة ، فقامت الخادمة الجديدة بإدخال العصير للضيفة في الغرفة ثم خرجت من الغرفة مغلقة  الباب .
لكن ... هناك من كان يراقب ما يحدث ، " هيا ماذا تنتظري ، أذهبي لا أحد يراك " ـ حدثت نفسها ـ فانطلقت تمشي بخفة حتى وصلت الغرفة , فد لفت إليها وجالت ببصرها في أنحاء الغرفة وكأنها تبحث عن شيء ، فجأة وقعت عيناها على ما تريد بالضبط حقيبة الضيفة ،" حقيبة جميلة ، أكيد لسارة ،" مدت يدها لتفتحها ، لكن توقفت فجأة :" لا انتظري ، هذا لا يجوز ، إنه أمر سيئ "، لكن صوت آخر تحدث قائلا :" ما الأمر ؟؟ هيا افتحي الحقيبة "، صوتان متناقضان في عقلها يتحكمان في تصرفاتها ، الأول يأمرها بفتح الحقيبة والآخر ينهاها عن ذلك ، وقد بدا الصراع بينهما قويان ،فعاد الصوت الأول :"افتحيها بسرعة قبل مجئ أحد "، فانتصر الصوت الأول هذه المرء وفتحت الحقيبة ،" ما أجمل هذا السوار "، ثم أمسكت به ،""خذيه إنه يناسبك لا يوجد عندك مثله ،"عاد الصوت الأول يرن في رأسها
"إنه ليس بذي قيمة لدى سارة فهي غنية ولن تلاحظ إختفائه ،" لكن الصوت الثاني عاد قويا " هل ستسرقين كما فعلت سابقا ،هذا حرام و عيب توقفي " فانقبضت يدها بالسوار ، لكن الصراع عاد قوياً هذه المرة " خذيها هيا قبل أن يراك أحد " ،
" لا توقفي ، لا تفعلي هذا " وهنا تعقدت الأمور أكثر " خذيه " أصبح الصراع شرسا جداً ، فأمسكت برأسها " يا إلهي رأسي سينفجر " ، " هيا لا تقفي هكذا لن يعلم أحد بأنك  أخذتيه " ضربت برأسها بقوة على السرير لإيقاف الصراع الدائر في نفسها ،لكن بلا جدوى ، فالصوتان قويان لا تستطيع إيقافهما.
ومن بعيد تعالت ضحكات سارة , فأدركت بأنها آتية ، " هيا خذيها إنها قادمة أسرعي "، انتصر الصراع على صوت العقل فأخذت السوار و ركضت خارجة من الغرفة دون أن يراها  أحد أو يعلم باختفاء السوار .
بعد يومان دق هاتف المنزل : " مرحباً سارة كيف حالك ؟.....ماذا سرق ؟؟ سوارك ؟؟ متى ؟؟ وأين ؟؟
في المطبخ :
سعاد تواجهه الخادمة :" أخبريني أين وضعت السوار يا سارقة ؟؟ ، الخادمة الجديدة تستميت في الدفاع عن نفسها وهي تبكي , لكن بلا طائل لأن التهمة ثبتت عليها بمجرد دخولها الغرفة  و صل الخبر إلى الأم التي أمطرت الخادمة بشتائم تتهمها بطمع نفسها ، وقلة تفكيرها ، فحزمت الأمر و قررت إنهاء خدماتها ، توفيراً للمشاكل ، فمشاكلها تكفيها ، و لا حاجة  لمشاكل في المنزل أيضاً .
 بعد رحيل الخادمة الجديدة بأسبوع ، عادت السرقات إلى المنزل مرة أخرى ، و الأم تكاد تجن ، بعد رحيل الخادمتين المتهمتين من السارق ؟؟ سؤال كان يرن على ذهن الأم وهي تستمع إلى شكاوى أفراد العائلة في المنزل ، وهي ترى سمعتها تكاد تسقط من أعلى درجات المجتمع . 
 
 
وأخيراً جاء اليوم الذي كشف فيه السارق عن نفسه ، كان ذلك في منتصف الأسبوع عندما كانت العائلة مدعوة إلى إحدى حفلات زفاف أحد الأقارب في أكبر القاعات في المدينة ، فلبت ألام الدعوة شاكرة باعتبارها من الضروريات الواجب فعلها عند عليه القوم ، فاصطحبت بناتها ، الثلاث سعاد وهند وفاطمة إلى الحفلة .

 1 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
تتمة القصة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
فاصطحبت بناتها ، الثلاث سعاد وهند وفاطمة إلى الحفلة .
في تلك الليلة ، انشغل أفراد العائلة بالحفلة وتفرقت ألام وبناتها في أرجاء القاعة مع الحاضرات ، امتد الحفل لساعات طويلة ، وانجذب اهتمام الحاضرات بالعروس لحظة وصولها ، التي كانت في غاية البهاء والأناقة ، فبدأت الهمهمات تسري بين الحاضرات تعليقا على مجريات الحفل ، فجأة دوت صرخة كبيرة في أرجاء القاعة كانت كافية لجذب انتباه الحاضرات عن العروس ،" سرق هاتفي " ثم ما لبثت المرأة بأن انقضت على أحد الفتيات وجذبتها من يدها صارخة فيها :"يا سارقة " ، أسرعت الحاضرات ناحية المرأة لمعرفة الخبر ، فقد وجدنها فرصة سانحة للحديث "ماذا حصل ؟؟؟" "سرق هاتفي وعلبة المكياج الخاصة بي " ، وأنا أعرف من سرقها ، فأشارت بيدها إلى فتاة نحيلة ، اكتسى وجهها بحزن كبير ، وهي تنظر بعينين شاحبتين،" يا الله إنها  هند  " صرخت سعاد من هول المفاجأة ، أما ألام فكانت المفاجأة  اكبر من أن تتحملها فسقطت مغشيا عليها .
في المنزل ، فتحت عينيها بصعوبة وحدقت لفترة في السقف لتكتشف بأنها في غرفتها وعلى سريرها ، أزاحت غطاء الفراش عنها واستعدت للنهوض لولا أن أوقفها الصداع القوي الذي ترافق مع تذكر ما حدث ، في الحفلة ، انتبهت حينئذ إلى السارقة هي ابنتها هند ، تكاد تجن : لماذا سرقت ؟؟ ، أسرعت إلى غرفتها ، وقع بصرها على جسد ملقى على السرير ، بدا  الرأس مختفيا تحت أكوام من الوسائد ، " انهضي يا فاشلة " ، كانت الصرخة كافية لإحداث خوف في قلب المخاطب ، بدا الجسد في التحرك و إزاحة الوسائد حتى اعتدل على حافة السرير فبدت عينان شاردتان ، و لا مبالاة من الفتاة .
 لماذا فعلت ذلك يا حمقاء ؟؟ أتسرقين ؟؟ ماذا ينقصك حتى تسرقين  ؟؟ و أين : في حفلة شهدها جميع الناس ؟؟
" لكن الصمت كان هو الرد عندئذ فقدت السيطرة على نفسها أمسكت بشعرها ولوحت  برأسها في الهواء و هي تصرخ : " أجبيني
" لكن رغم ذلك بدا على الفتاة الشرود و اللامبالاة  بالألم ، وخلف الباب وقفت  الفتاتان اللتان اجتمعتا على صراخ ألام ينتحبن من شراسة الأم المفاجئة .
مر شهر كامل على الحادثة التي حدثت تغيراً كبيراً في المنزل ، وبالأخص عند الأخت الصغرى هند , بدأت تتلعثم في حديثها ، وترتكب الأخطاء اللغوية ، تدريجيا ، فقدت القدرة على الحديث ، و أصبحت فاقدة للنطق ، تنظر بشرود ، وترفض تناول الطعام و تحدق طويلا في الفراغ  ، مما أخاف الأم من مرض قد ألم بها ، اضطرت  إلى أخذها إلى المستشفى ، لكن نتائج التحاليل المأخوذة لا تشير إلى وجود مرض عضوي يمنعها من الحديث ، عندئذ قال الطبيب  مخاطبا للأم : هند لا تعاني من أية أمراض عضوية لكن من الأفضل ، و لمزيد من الثقة أن تحول إلى الطبيب النفسي فربما كان علاجها لديه .
الأم مندهشة : ماذا تقول يا دكتور ؟؟ استغفر الله  ، ما دخل  طبيب المجانين  بضعف هند ، إنها لا تأكل وترفض الطعام ، و أنت تقول لي ربما هي مجنونة ، ماذا تريد أن يقول الناس عنا ، لديهم طفلة مجنونة يا الله سأفقد مكانتي وستضيع سمعتي بين الناس ، أنا آسفة يا دكتور لا أستطيع فعل ذلك  " ثم سحبت الفتاة من يدها وتوجهت نحو المنزل .
في المنزل نقلت هند إلى غرفة أخرى لتأخذ عقابها فمنعتها من الخروج ورؤية الآخرين كما منعت إخوتها من رؤيتها والذهاب إليها ، ووضعت الخادمة " ناديا" لخدمتها وإعطائها الطعام والدواء دون التحدث معها  حتى تنال العقاب الصحيح لتعترف بذنبها.
                                       ***
 
                                                 
 
 
 
 
*سلمى
14 - أغسطس - 2008
تابع تتمة القصة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وفي جلسة جمعت بين الأم وأختها في المنزل ، دار هذا الحديث :   الأخت : يقال بأن " هدى " ستقيم حفلة بمناسبة عودة ابنها من دراسته في الخارج هل دعتك إلى الحفلة ؟؟؟
الأم : نعم لكن لن أذهب .
الأخت مستفهمة : لماذا ؟؟؟
الأم : ماذا عن فضيحتي ؟؟هل تريدين أن ينشر القيل والقال عني.
الأخت : ماذا أصاب هند فجأة .
صمت طويل !!! لكن ماذا ستفعلين معها ؟؟
الأم : لقد حبستها ومنعتها من الخروج من الغرفة حتى لا ينتشر الخبر بأن لدينا سارقة ، ولا أحد يدخل عليها سوى الخادمة لإطعامها وإعطاءها الدواء .
الأخت : لكن ماذا قال الطبيب عنها . ؟؟؟
الأم وهي تلتفت إليها وتعتدل في جلستها  : لقد نصحني بالذهاب إلى طبيب نفسي لعلاجها هل تصدقين هذا ؟ أصبحت مجنونة !!!
صمت مرة أخرى 
" لا أعرف حقا ماذا حصل لها ، كانت طبيعية وعندما نصحني الطبيب بالتحدث معها أتعرفين ماذا قالت ؟؟ آه ، قالت : أمي إني أسرق رغما عني ، هناك ما يدفعني للسرقة لا أعرف ما هو !! فاستغربت من قولها هذا لكنني لم أصدقها فربما كانت تكذب علي ....
الأخت : انتظري قليلاً ... إذا قالت بأنها تقوم بذلك رغماً عنها فربما كان عملاً من السحر قد وضع لها .
الأم : سحر !!! معقول !!
الأخت : ولم لا ؟ لا  تنسي أن هناك العديد من الناس ممن يحاولون إيذاءك حقداً عليك وغيرة .
الأم تفكر ..
لكن الأخت قطعت حبل أفكارها بقولها : دعي التفكير فهو واضح ولا يحتاج إلى دليل ، هم يحاولون الإساءة إلى سمعتك ، لكن لا تقلقي العلاج جاهز وباستخدامه تشفى بسرعة ..
الأم : كيف ؟؟
الأخت : أتذكرين عندما أخبرتنا ليلى عن ذلك الشيخ الجليل الذي ساعدها في استرجاع زوجها عندما حاول الزواج عليها مرة أخرى ، لقد أعطاها حجاباً تضعه تحت سرير زوجها ولم يكد يمر أسبوعاً حتى عاد إلى منزله ، ما رأيك أن نذهب إليه فهو سيساعدنا حتماً .
هزت الأم رأسها وهي تظن بأنها قد وجدت الحل .
بعد زيارة سرية إلى أحد المنازل القديمة قامت بها الأم وأختها ، خلسة خرجت كل منهما بعد أن دفعت للمطوع المزعوم ، مبالغ طائلة وبيدها الدواء الشافي في زجاجة صغيرة .
الأخت : هل سمعتِ ما قال المطوع ؟ ! ضعيه في طعامها ولكن بكميات قليلة وداومي على ذلك في الصباح والمساء حتى تشفى .
ثم انسلتا بسرعة من المكان خوفاً من أن يراهما أحد .
 
 
                                       ***
في مكان آخر من المنزل ...
بدأ المنزل وكأنه مهجور فالكل في حصنه ، يرفض الخروج منه أما من خرج من المنزل فيفضل البقاء خارجاً .
 تأكدت سعاد من بقاء أمها في الخارج ، فتسللت إلى غرفة هند فتحت الباب وولجت إلى الداخل ، آلمها ما حل بأختها وتردي وضعها ، فمنذ أشهر كانت تتمتع بصحة جيدة وها هي ذا الآن تقف على سرير الموت فاقدة النطق ، والضعف بدأ يسري في جسدها ، أمسكت نفسها عن البكاء شفقة بالفتاة الصغيرة ، ثم أشاحت بوجهها وخرجت من الغرفة وقلبها يتمزق حزناَ لحال أختها الصغيرة من ناحية وحال عائلتها  المتشتتة والغير المبالية من  ناحية أخرى  .
                                             ***
 
*سلمى
14 - أغسطس - 2008
نهاية القصة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مر شهر  والفتاة المسكينة تسير حياتها على هذا المنوال ، ممنوع الخروج من الغرفة ، ممنوع  محادثة أحد ، الخادمة تدخل لتطعمها وتعطيها الدواء ، والحزن يتكالب على قلبها وتزداد سطوته ومشاعر الذنب تتعاظم يوماً بعد يوم ، وانتهى بها الأمر بنظرة سوداوية إلى حياتها وتدمير ببطء لذاتها المتعبة ، فضعفت وبدأ الهزل أكثر وضوحا عليها  وأصبحت عظام ووجهها أقرب ما يكون لميت وليس لإنسان حي ..
النافذة التي كانت أملها الوحيد في الإطلال على العالم ، لم تعد كذلك لا تدخل سوى سهم أسود يخترق قلبها ويمزقه وهنا برزت  الفكرة وظهر النور المرتقب "لا فائدة من حياتي ,لماذا أعيش؟ العالم من دوني أفضل .. أريد أن أموت " صرخات في نفسها تحادثها وتبكي وهي تمسك برأسها ثم ....
" برز بصيص من نور اتجه نحوها فرسم خطا النور على الأرض  وأحاطها بما يكفي لترى مصدر الضوء ، إنه قادم من المنضدة ، أمعنت النظر فيها أكثر "!!! علبة دواء !!!  كانت علبة دواءها لطالما رأتها كثيراً لا تلقي لها بالاً لكن النظرة الآن اختلفت فهي الأمل والمنقذ لها   .." هذا أملي الوحيد هذا هو الحل
 وجدت نفسها وهي تصارع الظلام لكيلا تسقط في الهوة الكبيرة التي تشكلت قرب النافذة من السهام السوداء ، هربت منها لكيلا تسقط فيها وجدت نفسها أمام المنضدة أمسكت بالعلبة وكأنة طوق النجاة فتحتها وأفرغت محتوياتها في فمها لعلها ترتاح من حياتها وتنتهي من عذابها  .
ثم ....
بدأت الهوة تتسع حتى كادت أن تغطي الغرفة والهواء قد نفذ وهي تلوح بيديها وكأنها تحاول استنشاق آخر نسمة هواء ، لم تستطع التنفس عندئذ أغمضت عينيها واستسلمت للمصير القادم .
في مكان آخر من المنزل :
الأم وهي تشير إلى الصينية تنادي الخادمة :
 ناديا خذي الطعام إلى هند ..
ناديا تأخذ الصينية وهي تنظر لزجاجة الدواء الغريبة الشكل في يد الأم ..
ما لبثت  أن انتبهت  الأم إلى نظرات الخادمة الموجهة إلى الزجاجة   ، إلى أن دستها بسرعة في حقيبة يدها .. بينما هي تستعد للخروج .
حملت الصينية وذهبت للأعلى لاحقتها الأم بنظراتها قبل أن تختفي الخادمة .
أمسكت الأم بالحقيبة جيداً ، خرجت من المنزل كانت تشعر بالضيق حتى إنها لم تنتبه لصرخات الخادمة " سـيدتي سيدتـي " وصراخ قوي يتدرج من القوي إلى الأقوى يترافق مع وقع أقدام الخادمة وهي تعدو بكل طاقاتها على الدرج ، فخرج الجميع من صراخها المستمر !!
 سقطت أمام الباب الخارجي  فتجمع نحوها كل من سعاد وفاطمة فهتفتا معا : ما الأمر ؟ هيا تكلمي ؟
قالت وهي تلهث فلم يتبين معنى واضح للكلمات :
 هـند هنـد ميتة ، أكلت ما في علبة الدواء  إنها مــيتــة .. 
.. أسرعت الفتاتان إلى الطابق العلوي فور سماع اسم هند و أيديهم على قلوبهم ورغبة شديدة في أن تكون الخادمة كاذبة لكن ...
ما أن دخلتا الغرفة حتى صدمتا بجسد هند الملقى على الأرض وبجانبه علبة الدواء والطعام الملقى من  قبل الخادمة ...
أسرعتا سعاد وفاطمة في إيقاظها بينما كانت الخادمة تنادي السائق لأخذها للمستشفى لمحاولة إنقاذها قبل فوات الأوان ...
                                           ***
في المستشفى :              
 وقف السائق بعيداً ينظر بلا مبالاة . وبدأت محاولات الأطباء حثيثة وواضحة لإنقاذ حياة الفتاة من الموت   ، وبكاء متواصل من الأختين اللتين وقفتا بجانب الجدار المقابل لغرفة العناية المركزة ومع بكاءهما تسارعت وقع أقدام الأم وهي تعدو على أرضية المستشفى .... ماذا حصل يا بنات  ؟؟ توقفت الأم أما الفتاتان ، اندفعت فاطمة تبكي وهي تحاول أن تشرح الواقعة لأمها لكن صوتها اختنق ولم تستطع إكمال الحديث ، فتحدثت سعاد ودموعها تُغرق وجهها .... أخبرت أمها بما حصل ...
تنهدت الأم وقالت : مصيبة  وكأن ما فعلته لا يكفي يا إلهي ماذا أفعل ؟؟ وبدأت تتحرك ذهاباً وإياباً في الممر تنتظر الطبيب ..
خرجت الممرضة من وحدة العناية المركزة واتجهت نحو الأم فقالت لها : سيدتي الطبيب يود أن يتحدث معك .. تبعت الأم الممرضة في آخر الممر بينما لاحقت نظرات سعاد وفاطمة الممرضة لعلهما تستنشقان منها خبر عن حالة هند ...
في آخر الممر بدأ الطبيب صارماً وهو يحادث الأم : سيدتي ابنتك كادت أن تموت فقد تناولت ما يكفي لقتل إنسان بالغ والآن هي في غيبوبة الله العالم متى تستيقظ منها ؟؟ وقد أجرينا لها غسيل معدة لإزالة هذه الكمية الكبيرة من العقاقير ، اعتقد بأن الأمر الآن يخص الشرطة فهذه الحالة على الأغلب محاولة انتحار ..
الأم : ماذا الشرطة ؟؟ أرجوووك يا دكتور انتظر   قليلاً واشرح لي الأمر ، لا داعي للشرطة الآن..........
تدخلت الشرطة في الموضوع وأصبحت سمعة العائلة في مهب الريح وكادت القضية أن تحول إلى القضاء لكن اتصالات الأب المكثفة بطبقات أعلى  حالت دون ذلك ، فلملمت القضية على عجل وأغلق ملف التحقيق لكن ملف الجهل لم يغلق لدى عائلتها ( عائلة أبو أحمد ) .
في الغرفة (7) رقدت هند على السرير والأسلاك تحاط بها من كل جانب بينما وضعت كمامة الهواء على أنفها .
دخلت الأختان والأم للغرفة فما أن رأت الأم حال الفتاة حتى أشاحت بوجهها وهي تغالب دمعة أن تسقط ، بينما أجهشت سعاد بالبكاء لمجرد رؤية الوضع المتردي لحالة هند ، وكذلك الأخرى دست وجهها في كفها وأجهشت بالبكاء ...
" لا تقلقي يا عزيزتي سوف تشفى بسرعة ، لكن ادعوا لها الشفاء العاجل " كلمات أعادت بها الممرضة الأمل إلى قلب سعاد التي مسحت دموعها وتأملت الفتاة الممدة على السرير وهي تسمع دقات جهاز تخطيط القلب وهو يدق بطيئاً رتيباً ...
مضى الشهر الأول ودخل شهر آخر وما زالت الفتاة على حالها طلب الطبيب مقابلة والدي هند فقدما على مضض ، متعللين بضيق الوقت .
الطبيب : أود أن أتحدث معكما بخصوص علاج هند فكما ترون هي في حالة غيبوبة وسأكون صريحاً معكما إلى أقصى حد فطبياً كلما طالت فترة الغيبوبة زاد من تأثيرها على المخ مما ينتج تدمير لبعض أجهزته الحيوية ، مما ينتج عنه آثاراً سلبية على الفتاة  مستقبلاَََ يعرضها لإعاقة أو خلل في وظائف المخ ، فنأمل أن تستيقظ منها سريعاً كما أن هناك علاجاً نفسياً يترافق مع العلاج المعطى لها حاليا ، لذا فالأفضل تحويلها للطبيب نفسي لاستكمال العلاج هناك بالإضافة للعلاج العضوي فأريد منكما أن تقررا بخصوص هذا الأمر وأنا سأكتب تقريراً بذلك لطلب التحويل .
 نهضت الأم واقفة والغضب بدا على ملامحها وانفجرت في الطبيب ,غاضبة :اعذرني أيها الطبيب لن تذهب هند إلى طبيب المجانين ,هي ليست مجنونة هي مراهقة فقط,ستكون بخير بالأدوية وخروجها من المستشفى ,بينما ظل الأب صامتا.
"الطبيب":فكرا جيداً بالأمر أنتما بهذه الطريقة تقضيان على فرصة تماثلها للعلاج بسرعة...و"
الأب:أيها الطبيب أرجوك فكر أنت بما سيحصل لسمعتنا كعائلة ,فأنا رجل أعمال مشهور لي سمعتي بين الناس ,ومكانتي ستهتز بينهم ,إذا عرفوا أن ابنتي تعالج لدى الطبيب النفسي ,أرجوك أيها الطبيب لا تكتب التقرير.
 
ذهل الطبيب لما يسمعه من حديث جاهل ,في عصر متقدم تغيرت نظرته للطب النفسي ,وأصبح أحد روافد العلاج للطب بشكل عام.
وبينما بقي الطبيب مذهولا ً,غادر الأبوان الغرفة وهما يحاولان منع تحويل الفتاة إلى قسم الطب النفسي .
بينما رفع الطبيب القلم ليكتب تقريراً عن الحالة تمهيداً لإرساله إلى الطبيب النفسي ,أدرك بانه أمام عائلة مثقفة اجتماعياً لكنها جاهلة علميا وعلاجيا ,ترفض تحويل ابنتها للطبيب النفسي ,لمجرد المحافظة على سمعة العائلة.
                                      ***
في قسم الطب النفسي ,ولجت إلى قاعة الانتظار ريثما يأتي الطبيب ,وحالما دخلت الغرفة تبعهما الطبيب فبادرها قائلا:
الطبيب :مرحبا
:أهلا 
الطبيب:ما المشكلة ,أيها الطبيب أرجو مساعدتك كيف تشخص حالة الفتاة هند الراقدة في وحدة العناية المركزة بين الحياة والموت .
تبسم الطبيب وقال :"هند"تعاني من مرض منتشر بين أفراد المجتمع ,يعرف بداء السرقة أو Kleptomania ,وهو مرض يدفع الفرد للسرقة رغما عنه, ليس لقيمة الأشياء أو لاستخدامها وإنما نتيجة أفكار تلح على الفرد كثيراًُ,ويكون الفرد بين مصدرين من الضغط ,الأفكار المثيرة للسرقة,والشعور بالذنب الناتج عن التنشئة ,والقيم المرتبطة بالسرقة باعتبارها حراما وسلوكاً اجتماعياً غير مرغوب فيه.
"لكن هل هذا ينطبق على هند؟
نعم هند مصابة بهذا الداء ,وربما كانت من خلال سلوكها هذا تحاول جذب انتباه شخص ما ,وبالأخص والدتها فعندما يفقد الفرد الاهتمام من شخص ما ويسقط من دائرة الضوء يحاول جذب  انتباه الأخر,بعدة طرق منها السرقة التي تعاني منها هند, للتنبيه إلى حاجته إلى الاهتمام
وعندما شُخص مرضها كانت بحاجة للمساعدة سواء في المستشفى وأيضاً من العائلة ,وأنا ركزت هنا على مساعدة العائلة ,فهي تلعب دوراً كبيراً لا شك فيه في الشفاء ,لكن تجاهل مرضها والسخرية منها وأيضا مشاعر الذنب التي كانت تواجهها كانت أكبر من أن تحتملها وحدها ,وعندما بدأت تلقي العلاج النفسي أبدت بعض التجاوب , لكن إيقاف العلاج ووضعها في المنزل ,ومنعها من الخروج ,واعتبارها كمجنونة أدى إلى تفاقم الحالة ,لديها ,واقترن مع هذا الداء مرض آخر هو الاكتئاب
:ماهو الاكتئاب؟
الطبيب:هو الحزن الشديد والتعاسة ,وعدم وجود فائدة ترجى من بقاء الفرد حيا , فيمتنع عن تناول الطعام وتقل شهيته ,وقد يحاول قتل نفسه ,والانتحار كما هو الحال عند هند
:لكن أيها الطبيب هند ليست بحاجة للسرقة فوالداها أغنياء, وفروا كل شيء تريده .
الطبيب: داء السرقة ليس معناه أن الفرد يحتاج إلى شيء فلذلك هو يسرق ,فكما قلت لك يسرق أشياء ليست ذي قيمة ,وملاحظه أخرى هذا الداء لا ينتشر بين الفقراء فقط وإنما لدى الميسورين أيضا.
وما الحل الآن ؟؟
لنأمل خيراً,هي بحاجة إلى العلاج أكثر من ذي قبل ,وهنا تحتاج على علاج نفسي ,له دور علاجي ,وتأهيل يكسبها مهارات مواجهة المرض مرة أخرى ,ويعيدها إلى حياتها السابقة ,وهناك أيضا دور وقائي ,أي يقيها من عودة المرض ,ونموي أي ينتمي لديها مهارات أخرى هي بحاجة إليها ,هل هذا واضح؟
:نعم.
ونقطة أخرى ,من الأفضل ان يكون هناك تآزر في تعامل الأسرة معها ,وان تقف الأسرة بجانبها أثناء العلاج ,كما ان الأسرة ,بحاجة إلى التأهيل النفسي لأفرادها وإلى إرشاد عائلي يقدم للعائلة ككل.
:شكراً لك أيها الطبيب .
في طريق عودتها إلى وحدة العناية المركزة ,حيث ترقد هند في غيبوبة,ظلت تراجع كلام الطبيب ,عدة مرات ,وتمنت لو أنها قد ساعدت أختها في العلاج لأول مرة قبل تردي الوضع كثيرا,لكن عائلتها حالت دون ذلك حفاظاً للسمعة ,وخوفاً من كلام الناس ,وتذكرت لفظة مهمة قالها الطبيب وهي:أن الأغلب من المرضى إذا طلب منهم مراجعة الطبيب النفسي ,للعلاج تعجب واعتلت الدهشة على وجهه ,ورفض الذهاب لعدة أسباب ,هي السمعة والمركز الاجتماعي للفرد ,كما ان الطبيب النفسي  ارتبط لدى الأفراد بالجنون ,وإذا تجرأ أي فرد بالذهاب اتهم بالجنون ,كما ان العلاج عند الدجالين تغني عن زيارة الطبيب ,ونحن بحاجة على توعية أفراد المجتمع بأهمية الطبيب النفسي ,والعلاج النفسي .
ولكنها في قرارة نفسها قررت المخاطرة ومساعدة أختها للعلاج عند الطبيب النفسي "وليقل الناس ما أرادوا أن يقولوا"
                                                 
*سلمى
14 - أغسطس - 2008
شكر.. وطلب..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الحمد لله على السلامة أستاذة سلمى.. وشكراً للدكتور صبري ولك على تقديم بعض النماذج الأدبية سواء في المسرح أو في القصة القصيرة..
هناك نقطة مهمة وهي ضرورة أن نعرف شيئاً عن كاتب القصة، مثل عمره ومستوى دراسته كي يكون التقييم أكثر دقة.. فأحياناً نقرأ قصة لمن عمره خمس عشرة سنة مثلاً، وتُقيم القصة على أنها من محترف فيقع صاحب القصة في مرمى السهام مما يؤدي به إلى الإحباط، دون وجود أي اعتبار للسن أو الدراسة، هذا أولاً.. وثانياً أهمية معرفة المستوى الدراسي والتخصص، بسبب أنني أنا شخصياً أجد أنه من غير السليم أن أجد مثلاً طلاب اللغة العربية أو الأدب العربي يخطئون في الإملاء.. لذلك يا أستاذة سلمى أرجو منك في المرات القادمة أن ترفقي لنا نبذة عن كاتب القصة.. وشكراً مرة أخرى..
*أحمد عزو
15 - أغسطس - 2008
مجرد رأي    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
لا شك أن القصة جيدة بل ممتازة استوفت مقومات القصة من شخصيات وزمان ومكان وحبكة والأحداث منطقية ولكن أرى أن الطابع العلمي قد طغى على القصة كما أن فضلات الكلام شاعت في النص إلى حد ممل والقاص الجيد هو الذي يستطيع إيصال ما لديه من خلال شخصياته ومجريات قصته دون أن يلجأ إلى حوار علمي مكثف وقد شعرت بأن القاصة تحاول توظيف بعض خبراتها العلمية في القصة والأفضل هو أن تعيش شخصيات القصة في ذاتها وبهم تقول ما يدور في نفسها وأعتقد بأنها محاولة أولى لها وهذا يدل على وجود موهبة حقيقية فولله عندما أقرأ بعض قصصي التي كتبتها في بداياتي أضحك وأخجل منها وفق الله أختي القاصة ورزقها مستقبلاً زاهراً مليئاً بالتفوق والإبداع.
 
 
*سلمى
16 - أغسطس - 2008
أهلاًأستاذ أحمد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أهلاً أستاذ أحمد ..,
بالنسبة لما طلبته من عمر القاصة ومعلومات فأنا أيضاً أحتاجها ولذلك ترددت كثيراً في التعليق على القصة خوفاً من أن لا أنصف كاتبتها وأتمنى من الدكتور صبري أن يفيدنا إن كانت عنده معلومات عن القاصة  ...
أما بالنسبة لأخطاء طلاب اللغة العربية الإملائية لا تعليق فأنت تعلم لماذا ولكن إذا كان عندك حل لهذه المشكلة فسارع به ...
كما أنك أستاذ أحمد لم تعطنا  رأيك العام على القصة بغض  النظر عن العمر والمستوى الدراسي فالإنسان عندما يقرأ نصا معينا يروق له النص أو ينفر منه قبل أن ينظر إلى سيرة الكاتب ....
*سلمى
16 - أغسطس - 2008
إلى سلمى..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
طلباتك أوامر يا أستاذة سلمى، مع أنك قد أصبت برأيك حول القصة، وربما لا أملك الزيادة.. وأنا أيضاً رأيت أن القصة طويلة حتى ظننت أنني أقرأ رواية قصيرة، وهي كذلك، والفرق بين القصة والرواية باختصار أن القصة القصيرة هي (موقف) مختزل قدر الإمكان، يكثر فيه حوار النفس، أما الرواية فطريقة الحوار والسرد هو هذا الذي قرأناه.. وهناك بعض الأمور التي قرأتها من خلال تصرف الأم، فمثلاً التسرع والظلم في اتهام الخدم بالسرقة، وهذا موجود -للأسف- بشكل كبير، ومعنى أن إنساناً ما حكمت عليه ظروفه بالعمل خادماً أو سائقاً.. هذا لا يعطينا الحق في التعدي عليه أو اتهامه.. فربما كان هذا الشخص أفضل منا ديناً وخلقاً و(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).. وهي نظرة مليئة بالسلبية في مجتمعاتنا ولا سيما المجتمعات التي يكثر فيها الخدم والحشم.. وأنا لا أعيب على القصة هذا فقد تبين فيما بعد من أحداث أن الخادمتين بريئتان.. ولكنها لمجرد فضح الواقع المؤلم..
أما الأخطاء آنسة سلمى.. فعندي حلول ربما تفي بالغرض.. نبدأ بـ(كورس) في تعلم قواعد الإملاء حتى لو اضطررنا إلى الاستعانة بكتب المرحلة الابتدائية أو الإعدادية.. أو الاستعانة بمن يملك الخبرة في هذا المجال.. مع الإصرار على معرفة الخطأ وسببه كي لا يتكرر.. والحلول كثيرة جداً فقط بحاجة إلى العمل دون تأجيل.. وأخيراً أهنئك على الهمَّة العالية و(الحبر الجديد) التي عدت بهما وهذا شيء رائع فعلاً..
*أحمد عزو
16 - أغسطس - 2008
على الرحب والسَّعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
على الرحب والسَّعة
أخي أحمد، أختي سلمى:
أثمِّن فيكما هذا الحوار النقدي القصصي الممتع، وأقدر لكما حبكما لفنون السرد وغيرتكما عليها...
وهذا العمل الأدبي -الذي تفضلت سلمى بنشره ناسبةً إياه إلى قاصة عمانية مجهولة- لا أعرف عن صاحبته إلا أنها موظفة عمانية في ميدان الصحة، متخصصة في علم النفس...
 وقد أعجبني في القصة- وليس الأقصوصة- عنوانها الدال وموضوعها الغريب، وعِلْمِيَّتها في عرض إشكاليته، وفي ختم نهايته...
مع خالص شكري
*صبري أبوحسين
21 - أغسطس - 2008
أرحب بدكتوري الفاضل     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أرحب بدكتوري الفاضل صبري أبو حسين وأشكر له تلبيته لطلبنا وإجابته على تساؤلاتنا ...؛؛؛
وهي معلومات أسعدتني في الحقيقة لأنها لامسة شيء مما لمسته في روح القاصة فهي بالفعل تعمل في ميدان الصحة وتحديداً علم النفس لذا طغت المصطلحات العلمية والنفسية على القصة وهذا حسب ظني وحصيلتي المتواضعة ليس عيباً فكل كاتب يحاول أن يعكس ما هو ملتصق بنفسه من صور الحياة التي يعيشها يوميا في العمل أو البيت أو حتى خياله الذي يحيط به دائماً ...؛؛؛
 أرجح كذلك رأي الدكتور صبري في جمال العنوان فبرغم من العناوين التي تركها على القصة عندما سلمني إياها إلا إني آثرت هذا العنوان لغرابته وشده انتباه كل من يقرأه...؛؛؛
 
*سلمى
22 - أغسطس - 2008
عذراً يا سفانه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عذراً كنت في المقدمة واليوم فقط انتبهت لذلك أرحب بك بحرارة ...ما رأيك الآن في النهاية وبذات نهاية صراع الخير مع الشر؛؛؛
 
*سلمى
22 - أغسطس - 2008

 
   أضف تعليقك
 1