رواية بيت للأعشى على عشرة أوجه     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
نقل البغدادي في خزانة الأدب في شرح الشاهد (776)
عن العسكري قوله في كتاب التصحيف: وقد رووا بيتاً من شعر الأعشى على عشرة أوجه،وهو:
إني لعمر الذي حطت مناسمها تخدي وسيق إليه الباقر الغيل
وذكرت الأوجه ليعلم قدر عنايتهم بالعلم، وصرف اهتمامهم إليه.
1- رواه الأصمعي: إني لعمر الذي خطت بالخاء المعجمة.
وقال: خطت، يعني أنها تشق التراب. قال: ومثله قول النابغة:
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتـنـي |
|
تحت العجاج فما خططت غباري |
أي: قصرت عنه أن تدركه. قال: ولا يكون حطت، لأن الحطاط الاعتماد في الزمام.
2- ورواها أبو عمرو: حطت بالحاء، وقال: هو أن يعتمد في أحد شقيه.
3- ورواه: تخدي بالخاء المعجمة،
4- وقال: الباقر العيل بعين غير معجمة بعدها ياء تحتها نقطتان.
5- وفي رواية الزيادي عن الأصمعي: الباقر العثل بعين وثاء فوقها ثلاث نقط، وفسره، فقال: العثل والعثج واحد، وهو الجماعة.
6- وفي رواية عسل: حطت بالحاء غير المعجمة، وقال: معناه أسرعت. قال: والعثل الكبير الثقيل: يقال: انكسرت يده ثم عثلت تثعل، أي: ثقلت عليه.
7- ورواه أبو عبيدة: حطت بالحاء وهو الاعتماد في أحد شقيها، إذا سارت. وروى: العثل، وقال: هي القطيع والجماعات، يقال: ذلك في الناس والإبل. وكذلك العثج، ولم يعرف الغيل.
8- ورواه أبو عمرو الشيباني: الغيل بغين معجمة وتحت الياء نقطتان، وفسره بالكثير، وقال: يقال: ماء غيل، إذا كان كثيراً. والغيل أيضاً السمان. يقال: ساعد غيل، إذا كان ممتلئاً رياً. * قال وروى أبو عبيدة: العثل بالثاء منقوطة بثلاث، فأرسلت إليه: أن قد صحفت، إنما هو الغيل.
9- وروى بعضهم عن الأصمعي أنه قال: الرواية: وجد عليها النافر العجل بالجيم. والنافر بالنون والفاء. أي: خطت مناسمها تخدي ذاهبة، ثم جدت عليها النفار من منى حيث نفروا.
وقال أبو الحباب: قلت له: إنما قال النافر، وهو واحد، ثم قال العجل? فقال: كقولك: يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل. وكثيراً ما يجيء الواحد في معنى الجميع. ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام عن أصحابه خطت بالخاء المعجمة، وقال: يعني أنها تشق التراب. قال: وكذلك قول النابغة:
يعني ما شققته، أي: قصرت عنه، ولم تدركه.
10- وروى بعضهم حطت مناسمها تحدى، بحاء مهملة بدلاً من تخدي. ** فانظر إلى هذا البيت، وكم تعب من الرواة والعلماء واحتملوه، لطلب الفائدة فيه. انتهى كلام العسكري.
_______________
* رجعت إلى مادة (غيل) في (لسان العرب) فرأيت فيه: والغيل والمغتال الساعد الريان الممتلئ، وفيه: ويقال: أَغْيَلَت الغَنم إذا نُتِجت في السنة مرتين؛ وعليه قول الأَعشى:
وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ
** وفي تاج العروس للزبيدي والمحكم لابن سيده و(لسان العرب) لابن منظور: مادة (عثل) تهوي
|