مجلس : الفلسفة و علم النفس

 موضوع النقاش : ;كن مستمعا طيبا     قيّم
التقييم :
( من قبل 2 أعضاء )
 خالد صابر 
27 - يوليو - 2008
كن مستمعا طيبا
أحبائى فى مجلس الفلسفة وعلم النفس تحية طيبة وبعد:
يعتقد الكثير من الناس أن كثرة التكلم فى الأحاديث مع الناس هى التى تكون شخصيتهم والعكس هو الصحيح فإن الاستماع إلى الآخرين ومحاولة حل مشكلاتهم هى التى تكون شخصيتهم
والزوجة البارعة هى التى تستمع إلى أحاديث زوجها  عن العمل ومشكلاته دون كلل أو ملل بل تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تعالج معه مشكلا  الحياة ولنا فى السيدة خديجة رضوان الله عليها القدوة والمثل فى هذا فهى قد أعانت الرسول صلى الله عليه وسلم بمالها فى الدعوة إلى الإسلام بل جاهدت معه جهاد الابطال فى حصار قريش له ولأصحابه وكانت تستمع له وتبتسم فى وجهه ولذلك ظل الرسول صلى الله عليه يبكيها إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى .
وهذا ما يفعله الزوج البارع فى التعامل مع زوجته بالاستماع الجميل لقصصها بدون ملل أوزهق فالتلاقى الفكرى بين الزوجين هو أساس الحياة الزوجية .
والسياسى البارع هو الذى يستمع إلى مشكلا ت الجماهير ويحاول معالجتها .
وضابط الشرطة والمدرس والطبيب وغيرها من المهن التى تلتصق بالجماهير كلها تحتاج إلى الاستما ع إلى الجماهير .
ويقاس تقدم الأمم بما تقدمه من حلول عمليه لعلاج مشاكل المواطنين وتكوين كوادر سياسية تستمع الى مشكلا ت الجماهير وتضع الحلول .
والاستماع مهارة كأى مهارة تأتى بالمران والممارسة .ويقول المعلم الأول فى العلاقات الانسانية سيدنا محمد صلىالله عليه وسلم :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أوليصمت ....
ويقول عالم العلاقات الإنسانية كارنجى فى كتابه
(...كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس ص99و100...تعريب الزيادى )...
(إذا كنت تريد أن ينفض النا س من حولك ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك فهاك الوصفة
...(لا تعط أحدا فرصة الحديث ...تكلم بغير انقطاع عن نفسك وذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه :انه ليس ذكيا ولا أريبا مثلك...فلماذا تضيع وقتك فى الاستماع الى حديثه السخيف ..اقتحم عليه الحديث واعترضه فى منتصف كلامه )..
هل تعلم أناسا يعملون هذه الوصفة أنا أعرف لسوء الحظ ...كثير من الناس بل الأغلبية يفعلون ذلك ...والمدهش فى الأمر أن لبعضهم أسماء لامعة فى المجتمع .
يقول الدكتور نيكولاس بتلر رئيس جامعة كولومبيا :الرجل الذى يتكلم عن نفسه فقط لا يفكر إلا فى نفسه فقط والذى يفكر فى نفسه فقط رجل جاهل تدعو حاله إلى الرثاء إنه أمى النفس بغض النظر عن مدى تعليمه ...)
فلكى تصبح محدثا بارعا كن أولا مستمعا طيبا وفى ذلك يقول مستر تشارلس نورتام لى :لكى تكون هاما كن مهتما
اسأل محدثك أسئلة تظن أنه سيسر بالإجابة عنها
شجعه على الكلام عن نفسه وأعماله وعن المحيط الذى تخصص فيه وتذكر أن محدثك يهتم بنفسه وبرغباته ومشكلاته اكثر بمائة ضعف من اهتمامه بك وبمشكلاتك وإن ضرسا يؤلمه لهو أهم عنده من مجاعة تحيق بأهل الصين أوكارثة تنزل بأهل أفريقيا...فاجعل ذلك نصب عينيك فى المرة التالية التى تبدأفيها المناقشة .
فاذا أردت أن يحبك الناس فاتبع هذه القاعدة :
كن مستمعا طيبا وشجع محدثك على الكلام عن نفسه .
 
 
 


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
اسمعوا وعوا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أتفق معك أستاذ خالد، فالاستماع الى الآخرين له ميزات كثيرة، فأنت حين تستمع لما يقوله الآخرون، فأنت قطعا ستكون رأيا عنهم، وبالتالي يمكنك الحكم على أساليب تفكيرهم، وكيفية التعامل معهم، كما ان الاستماع الى الآخرين يجنبك أحيانا الوقوع في مشاكل انت في غنى عنها، وذلك بسبب التسرع في الكلام، ومن الأشياء الهامة جدا، والتي اعتبرها من أبجديات تعاملي مع الآخرين، هو ان المستمع الجيد، صديق جيد، فالناس تحب ان تستمع اليهم، وتقترب من نبضهم، فأحيانا يكتفي المرء بأن يجد من يستمع اليه ليخفف من معاناته واحساسه بالضيق.
اما الحديث عن الاستماع لذوي الخبرات، والمثقفين، والمطلعين على تجارب ومعلومات جديدة، ففيه مكاسب لا تعد ولا تحصى، ولا شك انه سيزودك بمعلومات ممتازة.
وأشد من يزعجني، رؤية شخص لا يفقه شيئا في مجال ما، ويصر على ان يدلي بدلوه في الحديث، وتجده للأسف يهرف بما لا يعرف، وأسوء ما في الأمر، أن لا يترك مجالا للعارفين للحديث الرصين، ويحرم بقية المستمعين من الاستزادة من معارفهم.
تقبل مروري أخي خالد، ودمت بخير.
*khawla
29 - يوليو - 2008
الاستماع..مهارة     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الاستماع.... مهارة ..
أشكر الاستاذة القديرة خولة على تحليلها الرائع لمهارة الاستماع الى الاخرين ..
والاستماع الى الاخرين مهارة كأى مهارة تتكون بالتدريب المستمر والجيد للاستماع للاخرين .
وكل انسان يريد أن يستمع اليه الناس لحل مشكلاته مع الناس ..أما البعض الذى يريد أن يتكلم فى أى موضوع بغير علم ..لأن الكلام والحديث عن النفس للاخرين غريزة انسانية ولا يمكن أن نكبت هذه الغريزة ولكن يمكن تقنينها وتعريف الأخرين بأن الكلام الجيد يلزمه استماع جيد .
ولذلك فى احدى استبيانات الرأى للمراهقين وجدوا أن المراهق جاءت الرغبة الأولى :الصحة والرغبة الثانية وهى يحب كيف يتعامل مع الناس أى التعامل مع الناس مهم بالنسبة للمراهق .
وعلم العلاقات الانسانية هو علم له أسس وأصول وقواعد مثل علم الطب وعلم الهندسة .
وللاسف فإن العلاقات الانسانية فى العالم العربى غير مقننة وليست علمية . وأساس علم العلاقات الانسانية .
كل سلوك انسانى بشرى له أسباب علمية ولا يصدر بطريقة عشوائية .
وفى النهاية تقبلى تحياتى العاطرة يا أستاذة خولة
*خالد صابر
30 - يوليو - 2008

 
   أضف تعليقك