من منا لا يرضى بالمكتوب ؟؟!!. يحكى أنه كان في قديم الزمان رجل فقير معدم كثير الزهد عابد، وفي ثنايا عبادته يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يوسّع عليه رزقه.. يلح في التضرع إلى الله أن يغنيَه .. طال به الزمن وهو على هذه الحالة .. يكثر من العبادة ويزيد في التضرع والدعاء .. والله سبحانه وتعالى لم يستجب لدعائه ... في يوم من الأيام رأى نبيا كان يعيش في ذلك الزمان، سلّم عليه وحيّاه ، وقال له: أنا إنسان أعبد الله كثيرا ، وأُلح في الطلب وأكثر في الدعاء أن يوسّعَ الله سبحانه وتعالى عليّ رزقي ، ولي ردح من الزمن وأنا على هذه الحالة ، ولكن الله تعالى لم يستجب لطلبي ، ولم يلتفت لدعائي ..وها أنت ترى حالتي أعيش في شظف من العيش، وأحيا حياة البؤس والشقاء.... قال النبي له :امهلني ثلاثة أيام ، فأناجي ربي ... صار الرجل العابد ينتظر ويترقب وهو على أشد من الجمر .. ناجى النبي ربه وقال: أن فلانا كثير الزهد عابدا يطلب سعه الرزق..فأجابه المولى عزّ وجلّ : أخبره أن له ثلاث دعوات مستجابات .. دعوة له ، وأخرى لزوجته ،وثالثة لابنته.. لاقى العابد النبى وهو على شوق شديد.. وقال له: يا نبي الله أخبرني.. أخبره النبي أن له ثلاث دعوات مستجابات واحدة له ، والثانية لزوجته ، والثالثة لابنته .وهذه هي كل أسرته .. رجع الرجل إلى البيت مسرعا يطير فرحا ،يريد أن يبشّر أسرته بالخبر .. دخل البيت وأخبر الجميع بما ناله من قبول الدعاء ..ففرح الجميع وسعدوا .. فقال لزوجته : ناوليني القلم والرّقاع حتى أسجل احتياجاتنا داخل منزلنا ..فسجّل كل ّما يحتاجون إليه .. فقال لها : أريد أن خرج وأتفقد ما نحتاجه خارج منزلنا ،لتكون كلّها دعوة واحدة .. فخرج.......... نظرت زوجة الرجل إلى نفسها .. (وكلّنا نعلم أن المرأة تحب الجمال ).. فطلبت من الله سبحانه وتعالى أن يجعلها أجمل امرأة في الدنيا .. وإلاّ بابنتها تقول : ماهذا الجمال يا أمي ؟!.. جمال يسحر العقل !!ويذوّب القلب .. (ذهبت أول دعوة) قالت الأمّ لابنتها : أريد أن أذهب إلى الغدير حتى أرى نفسي على صفحة المياه .. ذهبت الأمّ وأخـذت تنظر إلى جمالها على صفـحة مياه الغــدير وهي تقول : سبحان الله جمالي يسحر العيون ويأسر القلوب .. مرّ الوزير من جانبها وهي مفتونة بجمالها .. فنظر إليها وقال : سبحان الخالق ، هذه المرأة في مملكتنا ولا نراها .. فسألها عن اسمها ،، فقالت له : أنا فلانة زوجة فلان ..فعرفها وعرف زوجها ........ وتوجه نحو الملك مسرعا ، وأخبره عن أجمل امرأة رأتها عينيه ولربما تكون أجمل فتاة في الدنيا ..فطرب الملك لسماع هذا الخبر..فأمر الجند أن يحضروها في الحال .. تقدم الجند ورسموا طوقا من أجسادهم حول المنزل ، ثم اقتحموه وأخذوها عنوة ليقدموها إلى مليكهم .. انخلع قلب الفتاة الصغيرة (ابنتها) على أمها،، ومن منظر دخول الجند البيت واختطاف والدتها .. قدّم الجند المرأة للملك فسحرت لبابه وخلعت قلبه من فتنتها وجمالها، حتى استولت على كيانه ......أمر الخدم أن يغسّلوها ويلبّسوها ويطيّبوها ويضعوا التاج على رأسها... رجع زوجها إلى البيت وقطعة الرقاع في يده مليئة بالطلبات .. فنظر إلى ابنته وهي تبكي البكاء المرّ.. بكاؤها يفطر القلوب ويقطّع الأوصال ..فسألها عن الحال .. فأخبرته بكل ما حصل لأمّها .. وأنها الآن عند الملك .. فدبّت به غيرة الرجال .. لأنه يعلم علم اليقين ما سوف يحلّ بها .. فعلى الفور نسي الرقاع وكل ما كتبه عليها ، ودعا ربه أن يمسخها قردة ..(هذه الدعوة الثانية) تزينت المرأة ولبست وتتطيبت ووضعت التاج على رأسها ولكنها على الفور تحولت إلى قردة .. قدّمها الخدم والجواري يحففن بها من كل جانب إلى الملك .. فتقدمت المرأة نحو ه ووخت في وجهه ( وخ... وخ... وخ ) ....... فقال الملك : ما الذي أحضرتموه لي ؟؟ هذه قردة!!!!!... ردوها .. أرجعوها وارموها في بيتها .. أخذها الجند وألقوا بها في ساحة بيتها ، فاستقبلها زوجها .. فتقدمت إليه ووخت في وجهه (وخ ... وخ ... وخ )..إنها قردة !. فنظر الرجل إلى ابنته وعلى عينيه سمات الحزن وقلبه يعتصر من الألم... وقال لها : لم يبق لنا إلاّ دعوتك يابنتي .. فاطلبي من الله سبحانه وتعالى أن يرجعها لنا كما كانت .. فتضرعت البنت إلى الله سبحانه أن يعيدها مثل ما كانت ..... ( كانت هذه الدعوة الثالثة ) وظلّ الرجل على حالته الأولى...... أبو هشام |