قصيدة دمعة دامية للدكتور حسان الشناوي في رثاء الدكتور فتحي: ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
قصيدة دمعة دامية للدكتور حسان الشناوي في رثاء الدكتور فتحي: يا ناسجَ السحر في ضـافٍ مـن الحلـل ومدركَ السر في الفصحـى بـلا كلـل ومبـدع النـقـد تلقائـيَّـة أســرت أولـي البصائـر والألبـاب والأسَــلِ وصاحـب الكلْمـة الخضـراء زاهيـةً برائـق مـن سنـا القـرآن منهـمِـل يا سيدي الفـذ ، يـا أستـاذ مدرسـة وضيئـة النهـج ، ربانـيـة المـثُـلِ تفنى الأساطير مهمـا اغتـرّ زاعمهـا بـأن فيهـا جديـدا دائــم السُـبُـل وينتهـي بالخرافـات الزمـان إلــى أن الخلود قرين الصـدق فـي العمـل ولسـت أسطـورة حتـى نهيـم بهـا ونحوهـا نمـزج الأشـواق بالقـبـلِ ولا خرافـة قــومٍ ربـمـا بـهـروا بها الظنون فلـم تبحـث عـن البـدلِ وإنمـا أنـت مثـل الشمـس ضاحيـةً شعاعها فـي صميـم الفكـر والمقـلِ وضوءهـا خفقـة الوجـدان متـقـدا معطـرا برحـيـقٍ كالسـنـا هـطِـلِ ودربهـا الخيـر للإنسـان مـزدهـرا بريّـق الحـق فـي حـل ومرتـحـلِ وأفقـهـا صـيـبٌ ريــانُ وابـلـه إذا تدفـق مــن إتـقـان مرتـجِـلِ يـا سيـدي وأنيـن الحـزن يغرقنـي فـي لوعـة نارهـا مغتالـة أمـلـي وحيرتـي مـن ذهـول البيـن مدميـة قلبـي وعقلـي ووجدانـي بـلا ملـلِ أكـاد مـن خبـر بالمـوت زلزلـنـي أعانـق الكـذب الممـزوج بالخـلـلِ وتنتحـي بـي أحاسيـسـي ممـزقـة صوب الظنون ، إذا حيكت مـن الخبـلِ فـلا يـرد رشـادي غـيـر معتـقَـدٍ أن الممـات خطـى محتومـة الأجــلِ ولا يصبّـر نفسـي غـيـر معتـصـمِ بالله ، يرقـب خطـب الحـادث الجلـلِ فلا تـزال الحـروف البيـض تنثرهـا معطرات المـدى تسـري علـى مهـلِ ولا يـزال مضـاء الفـكـر منطلـقـا كالسيـل مـن قلـم بالحـق محتـفـلِ وكيف ننسى " بِبَـيَّ" الضـوء منتشـرا يزجي إلى النفس عطر الفـأل والأمـلِ وفي " شبينَ " التآخـي صـار موطننـا نـأوي إليـه علـى ودٍّ لديـك جـلـي صنعـت فيـه انطلاقـا للقيـادة لــم يمطر سوى الحرص يحوي طيب المثُـلِ الحـزم والعـزم والإقـدام فـي ثقـة والحـق والصـدق والإصـلاح للخلـلِ وثـورة كالنـدى بيـضـاء صافـيـة سلاحـهـا الفكـر مضـاءً بـلا خطـل ودربهـا: تالـد الأجــداد، منبـعـث طريـفـه بــرؤى عـلامـةٍ جـبـلِ بحاثة قلما جاد الزمان به وفـلتـة لم يـصغها منطق الحيلِ وناقد ندرت رؤياه ، واتسمت بصـحة الطـبع يزجـي مقنع العللِ وشاعر خبر الأشعار فانفرطت منـه كنـوز بـدر الفهم والثَّقَلِ هل كان " فتحي أبو عيسى " سوى أفـق معشوشب الدرب ، مخضر الرؤى خضِلِ؟ مضى يفجر فـي النقـد الحيـا غدقـا تألقـت منـه فصحانـا ولــم تــزلِ وقــام ينـثـر بـالإبـداع منهـجـه برائـع مـن بديـع الفهـم مكتـحـلِ وراح يصبـو إلـى التجديـد متشحـا مـن الجـدود بـإرث فيـه مكتـمـلِ فاستنهض الهمـم العليـا وطـار بهـا لـه جناحـان مـن فـكـر ومـن ثقـلِ ولـم تفـلَّ همـوم العيـش عزمـتـه والخطو يطحننـا فـي دهرنـا الخبـلِ وما ارتضى غير صـوت الجـد يطلقـه من نبض قلـب بنـور الزهـد مشتعـلِ ولـم يكـن نهجـه ممـن يحبـذ مـا يقوقـع النفـس فـي أسـوار مختَبَـلِ كأنـمـا هــو معـنـي إذا نطـقـت حروف بيـت لديـه حاضـر عجـلِ : " وإنمـا رجـل الدنـيـا وواحـدهـا من لا يعول في الدنيـا علـى رجـل " وآخـر موشـكٍ فـي كـل مقـصـده وكـم شـداه بـلا كبـر ولا وهــل: " إن السـلاح جميـع النـاس يحملـه وليـس يعمـل إلا فـي يـدي بـطـلِ" مـا ذا أعـدد مـن أوصـاف سيـدنـا والشعر أعيـاه قيـد العجـز والوجـلِ أحتـاج عمـرا كعمـري كـي أوفيـه جزءا من الفضل أو حرفا مـن الجمـلِ يا سيـدي ، سيظـل الصبـر مرتفقـي والحزن أوفـى صديـق غيـر مـنبتِـلِ فـإن سكبـت دموعـي فيـك قافـيـة فالقـلـب دام مـع الأحـزان مــن أزلِ وإن دهاني الأسى فيما أعاينه مـن لـوعة تقتفي آثارَ مرتَحِلِ فما دموعي سوى أنغام معترف بالفضـل منك ، وبالإحسان مشتمَلِ أقـم بقبـر لــه الأبــدان عـائـدة يومـا وإن تقصـر الأعمـار أو تطـلِ العلـم منـك ضيـاء حولـنـا ألــق مضاعـف أجـره مـن صالـح العمـلِ وانعـم برحمـة رب غـافـر حـكـمً ونـل بعفـو لديـه أكــرم الـنـزلِ إنـي لحكمـك يــا ربــاه ممتـثـل فجـد بعفـوك واغفـر ذنـب ممتثـلِ واغفر لأستاذنا " فتحـي " ومـن معـه وكـل مـن جعـل التوحيـد كالظـلـلِ |