مجلس : دوحة الشعر

 موضوع النقاش : قصيدة الطفل الضرير    قيّم
التقييم :
( من قبل 3 أعضاء )
 زهير 
9 - يونيو - 2008
حفظت هذه القصيدة عن فم والدتي حفظها الله، وهي تذكر لنا أن القصيدة كانت مقررة عليها في الصف الثالث الابتدائي وذلك في حدود عام 1933م ولكنها لا تعلم اسم الشاعر صاحب القصيدة، وقد استوقفني في ديوان الزهاوي قصيدة على غرارها قدم لها بقوله: (على غرار قصيدة الأعمى) مما يدل على شهرة القصيدة في عصره، ورأيت في بعض المواقع نسبتها إلى ولي الدين يكن، وهي أشبه ما يكون بشعره، وأذكر هنا الأبيات التي حفظتها عن أمي، وهي:
أمـاه مـاشـكل iiالسما ء وما الضياء وما القمر
بـجـمـالها  iiتتحدثو ن  ولا ارى مـنها iiاثر
هـل  هـذه الدنيا iiظلا مٌ  فـي ظـلام iiمستمر
امـشـي  اخاف iiتعثرا وسط  النهار أو iiالسحر
لا  أهتدي في السير iiإن طال الطريق وان iiقصر
عـكازتي  هي iiناظري هل  في جماد من نظر
يجري الصغار iiويلعبو ن ويـرتـعون ولا ضرر
وانـا  ضـريـر iiقاعد فـي عقر داري iiمستقر
أمـاه  ضـمـيني iiإلي ك فليس غيرك من iiيبر
وكنت قديما منذ ثلاثين سنة قد أضفت ابياتا إلى هذه القصيدة، وأمليتها على طفل ضرير كانت تربطني بأسرته صداقة، وتفاجأت اليوم انها منتشرة في كثير من المواقع !!  وقد وقع الخطأ في رواية بعضها وهي:
بعد البيت (لا أهتدي في السير):
وإذا رأونـي iiعـاثرا ضحكوا وقالوا قد عثر
وقبل البيت الأخير:
مـا قـلتِ لي أيُّ iiالدمو ع هي التي تجلو البصر
أمـاه  أشـعـر iiأنـني أبـكي  فهل دمعي ظهر

 1  2  3 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أطول رواية للقصيدة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم
 
وهذه أطول رواية للقصيدة رأيتها في المواقع التي راجعتها:
يـا أم مـا شـكل السما ء  وما الضياء وما القمر
بـجـمـالـهـا تتحدثو ن  ولا أرى مـنها الاثر
هـل هـذه الـدنيا iiظلا م  فـي ظلام مستمر
يـا أم مـدي لـي iiيدي ك عسى يزايلني الضجر
امـشـي اخـاف iiتعثرا وسـط النهار او iiالسحر
لا اهـتدي في السير iiان طال  الطريق وان iiقصر
فـالـنور عندي iiكالظلا م  والاسـتطالة iiكالقصر
امـشـي احاذر ان يصا دفـنـي اذا اخطو خطر
والارض  عندي iiيستوي مـنـها البسائط iiوالحفر
عـكـازتي هي iiناظري هـل في جماد من iiبصر
يـجري الصغار iiويلعبو ن ويـرتعون ولا iiضرر
يـتـمـتـعون بما iiيرو ن  مـن الجمال المفتخر
وانـا ضـريـر iiقـاعد فـي ركـن بيتي مستقر
ويـلاه هل اقضي iiالحيا ة بـغـير عين او iiنظر
مـاذا جنيت من iiالذنوب بـهـا يـعاكسني iiالقدر
يـا  ام ضاق بي iiالفضا ومن  العمى قلبي iiانكسر
يـا  ام ضـمـيني iiالي ك  فليس غيرك من iiيبر
يـا  ام لاتـبـكي iiعلى ي رعـاك  من خلق iiالبشر
الله  يـلطف بي iiويصر ف  مـا نقاسي من iiكدر
*زهير
9 - يونيو - 2008
ذكرى مؤثرة    ( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :     قيّم
 
أطيب تحية لأستاذنا الفاضل زهير،
وحفظ الله والدتكم الفاضلة ، ورحم  والدكم الفاضل وغفر له . وباركك الله على طرحك الجميل المفيد .
ما زلت أحفظ بعض أبيات القصيدة التي ذكرتها ؛ فقد كانت من المقرر المدرسي في الخمسينات ، لما كنا نتبع للملكة الأردنية الهاشمية ، وقد كنت وقتها في السنة الثالثة او الرابعة الابتدائية . وكنت لما أسمعها ، أو أرددها ، أحزن كثيرا ، وأشفق على ذلك الولد الضرير . وكثيرا ما تساءلت بعد ذلك عمن نظمها . ويمر عام بعدها لأعرف أن ضريرين من أبناء البلدة عندنا قد عادا من مدرسة لتأهيل المكفوفين في مدينة القدس ، بعد أن استوعبا وأتقنا بعض الحرف اليدوية ، والتي كان منها حرفة صناعة فرش المكانس ذات العصي ، وفرش تلميع الأحذية . وقد كنت أرى ذينك الضريرين وهما يصنعان تلك الفرش بدقة ومهارة وسرعة فائقة ، وأعجب من دقتهما وسرعتهما أيما عجب . وفوق ذلك ، كنت أراهما  يتمازحان ويتضاحكان ، ويمازحان الكثير من أهل البلدة ، مما خفف من وطأة حزني على الضرير، وتيقنت أنه يعيش حياته عيشة ربما أكثر سعادة ، واهنأ بالا من كثير من المبصرين . ولما كنت أعلم ان جدي لأبي كان قد عاش ضريرا بعد أن أصيب بالجدري وهو في الثالثة من عمره ، وقد توفي ولم أكمل من العمر سنة ، فقد كنت اشفق عليه كلما أتخيله ؛ ولكن بعد ما رأيت من الضريرين المذكورين ما رأيت ، صار أمر فقد البصر على نفسي هينا نوعا ما . وعلى هذا ، فإن تأثير القصيدة علي خفت وطأته عن ذي قبل بعض الخفة ، وقد تبين لي بعدُ أن معاني القصيدة ، أية قصيدة ، يرتبط تأثيرها ارتباطا وثيقا بحال المتلقي وببيئته التي يعيش فيها ، وبما هي عليه نظرته للحياة . وأقول الآن لنفسي كلما أشاهد الفضائيات وهي تبث كثيرا من مناظر القتل والدمار، وارتكاب الجرائم الوحشية ، حتى صارت تلك المناظر معتادة حتى عند الأطفال ، ولم يعودوا هم ولا نحن نكترث كثيرا بما يصيبنا ويصيب غيرنا من المصائب والنكبات والكوارث ، أقول : أية قصيدة تلك التي سوف تؤثر في نفوسنا لننفعل منها ومما تتضمنه مهما بلغ صاحبها من قدرة على التعبير، وعلى امتلاك شاعرية فياضة؟! وتجيبني نفسي أحيانا بأن تلك القصائد التي عرفناها ذات أثر واضح في نفوسنا ، والتي كنا نتلهف لسماع أبياتها تتكرر دون أن نمل تكرارها ، ما هي إلا قصائد تستحضر الذكريات استحضارا يروح بنا صوب  ما كنا عليه ، ولو للحظات ، قبل ان نعود ثانية إلى الواقع المتغير كل يوم . ولكن الانصاف يقتضي مني أن اشير إلى أن منا من لم يتخل عن " رومانسيته " ، ولو قال عنه العصريون ما قالوا .
وإن لدي حول فقد البصر، وحول من أعرفهم ممن فقدوه ذكريات جميلة ، وقصصا طريفة فيها العبرة المستفادة ، غير ما فيها من الطرافة والتسلية . وأدع ذلك إلى فرصة اخرى حتى لا أطيل على حضرتكم فتملوا .
إن القصيدة موضوع الطرح ، والتي أذكر أن من أسمائها " أنة طفل ضرير " ، والتي أعادتني إلى ما قبل أكثر من خمسين عاما ، لهي قصيدة زاد من تأثيرها ما كنتَ أضفت إليها من أبيات رائعة ، تصور فيها حال الضرير المحزنة أدق تصوير :
ما قلت لي أيَّ الدمو = ع هي التي تجلو البصر
أماه أشعر أنني =أبكي ، فهل دمعي ظهر؟!
الله! الله! يا زهيرنا الغالي ، وكم أتمنى لو أن أبياتك هذه كانت في أصل القصيدة عندما عرفتـُها!
ولا يفوتني القول بأنني عثرت في واحد من المنتديات على من ينسب القصيدة إلى شوقي أمير الشعراء .
وبهذه المناسبة الطيبة ، أتقدم إلى حضرتكم وحضرات رواد الوراق الحبيب ، بقصيدة من القصائد المؤثرة أيضا ، وقد أحببتها لما اطلعت عليها في عدد من أعداد مجلة العربي المعروفة ، وكان ذلك في السبعينات على ما أذكر ، وهي لشاعر فلسطيني من مدينة قلقيلية ، اسمه الأستاذ "ابراهيم الشنطي" ، وقد سبق أن كان مقيما في السعودية يعمل هناك :
 
كـبـر الـصغار iiتفرقوا ومضوْا  على سنن الكبار
والـدار iiبـعـدهمو غدت كـالـلـيل ليس له iiنهار
وبـدت كـمـا لـو iiأنها كـهـف  يـجلله iiالوقار
لا دمـيـة iiمـطـروحةً في السّاح أو قرب الجدار
أو طـوقَ iiشـعـر مهمل أو بـعض  قرط أو iiسوار
كبر الصغار وغادروا iiالدْ دار  الـتـي كانت iiقرار
تـؤويـهـمو طول iiالنها ر وفـي المساء لهم iiدثار
لـهـفي عليهم كيف هم؟ شـوق يـؤرقـني iiونار
تـشـوي  ضلوعي iiكلما ذكروا وليس ليَ iiاصطبار
هـم زيـنـة الدنيا iiوروْ نـقـها  البهيّ iiوالافتخار
بـسـمـاتهم زهر iiالريا ض وهمسهم أحلى iiحوار
وصـراخـهـم iiقـيثارة وشـجارهم  نعم iiالشجار
كـبـر  الصغار ولم iiتعد جـيـبـي لأيديهم iiمزار
ولـكـم  على كتفي بكوْا وغفوْا على صدري مرار
بـعُـدوا  وصار iiبريدهم لـقـيـا وأخـبارا iiتثار
كـبـر  الصغار iiتغربوا فـهـل الحياة لهم iiيسار؟
أم أن دربـهـمو iiعصيْ يٌ  شـائـك جمّ iiالعثار؟
كـل يـسـيـرُ بـدربه أتـراه  كـان لهم iiخيار؟
والـشـوق  يلفح iiخافقي هـمّـا وغـمّـا iiوادّكار
وحـنـيـن لقياهم iiيزيـ دُ عـواطفي... لهبا iiأوار
أوّاه  مـا اقـسـى iiالحيا ة  إذا خـلا منها iiالصّغار
حفظ الله أبناءنا من كل سوء ، وأبقى آباءهم لهم ذخرا وسندا ، إنه سميع مجيب . وليت كل الأبناء يحسون عواطف الآباء على حقيقتها ، وربما لا يحس الأعزب قيمة أبويه إلا لمّا يتزوج ويصير له أولاد وبنات ، وإذا لم يحس بعد كل هذا ، فلا بد أن يكون جلده أقل إحساسا من جلود التماسيح .
*ياسين الشيخ سليمان
10 - يونيو - 2008
وحي القلم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر لأستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان على هذه الرائعة الإنسانية الخالدة والتي ذكرتني بأدب المرحوم مصطفى صادق الرافعي، وكأنني أقرأ في وحي القلم، ليس لمثلي والله أن يجاري هذا الإبداع الأخاذ والريشة الرشيقة والأنامل المحترفة وهي تتنقل في رسم لوحتها وكأنها فراشة على خدود الياسمين:
ومن لم يدر أن الفن حق يظن  أنامل الفنان خمسا
ذكرتني بصديق للوالد رحمه الله كان كفيفا، وكان آية في الذكاء ونبوغ البصيرة، واسمه (جمال فائق بك) وكان يتجشم من اجل زيارتنا ركوب باصين اثنين، ثم الصعود بمفرده إلى بيتنا في سفح جبل قاسيون والذي كان يبعد عن موقف الباص زهاء 800متر، كنت أراه من بعيد وهو يضرب بعصاه يمنة ويسرة في وسط الطريق، وعلى رأسه برنيطة تقيه الشمس، وكأنه في زيه واحد من سواح أوروبا، رشيق جميل ناعم لا تفارق البسمة محياه وكان مكان السواد في عينه رماديا ضاربا إلى البياض، وكنت أتفاجأ في كل مرة أنه عندما اقترب منه يناديني باسمي، فسألته بعدما تكرر منه هذا الموقف العجيب وكنت في العاشرة من العمر، وقلت له: كيف تعرف أني زهير من غير أن تسمع صوتي ؟؟ !! فقال: الآن أجيبك، في البيت.
ولما دخلنا البيت، قال لي: قف حيث تريد في الغرفة وأغمض عينيك، وإذا لم تغمض عينيك فأنا أعرف أنك لم تغمض عينيك، فوقفت في مكان في الغرفة يبعد عنه ثلاثة أمتار، فأخذ ورقة صغيرة وطواها بحيث صارت كحبة الحمص، وقال لي: أغمضت عينيك ؟
فقلت له: نعم، فمد يده يريد أن يرمي بالورقة واكتشف أني لم أغمض عيني، فصار يضحك ويقول لي: أنت لم تغمض عينيك يا زهير، فازداد عجبي منه، وسارعت إلى إغماض عيني وأنا أكاد أطير من الدهشة، فما هي إلا  أن أغمضت عيني حتى أحسست بالورقة تصطدم بأرنبة أنفي. وقال لي: أنا أعرفك من ارتفاع نفسك الذي يصلني من أنفك فإذا حبست نفسك متعمدا خرجت من وجودي ولم أعد أعرف من أنت ولا أين أنت إلا إذا تنفست أو تكلمت.
*زهير
11 - يونيو - 2008
الأستاذ أبو راشد..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
لا أنسى مدرس اللغة العربية (أبو راشد) في ثانوية عبدالرحمن الكواكبي في دمشق، كان ضريراً وكنا في الصف الأول الثانوي، وهو من أعجب المدرسين الذين رأيت، ومن أتقنهم لمادته.
عندما يدخل الفصل، صمت مطبق على المكان حتى يخيل للمار بجوار الفصل أن لا أحد هناك..
مرة كان يشرح درساً فوقف فجأة وكأن تياراً كهربائياً لسعه، رفع رأسه وصمت، والكل بدأ قلبه يرجف فقد عرفنا أن شيئاً قد حدث، تقدم قليلاً إلى جانب المقاعد المقسومة إلى ثلاثة صفوف، قال لنا: فليخرج الصف الأيسر كله خارج الفصل، ففعلنا، ثم قال: فليخرج الصف الأوسط كله خارج الفصل، ففعلنا، ثم قال: فليخرج الصف الأيمن كله خارج الفصل ماعدا آخر مقعدين، ففعلنا أيضاً.
تقدم الأستاذ أبو راشد إلى المقعدين اللذين أشار إليهما بالبقاء وقال: فليخرج المقعد الأخير، وليبق المقعد قبل الأخير ففعل الزملاء، تقدم أكثر ومد يده إلى الدرج وإذا ببقايا طعام يخرجها، فأمسك الفاعل ونال نصيبه من العقاب.
*أحمد عزو
11 - يونيو - 2008
من جمال الذكريات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
 
لو رأيتني يا أستاذي الغالي زهير ، وأنا أطالع ما كتبت عن ( جمال فائق بك )، لتيقنت أنك اكتسبت ثوابا جزيلا بما أسعدتني وأسعدت كل من قرأ ما كتبت . لقد سررت أيما سرور ، وضحكت حتى كدت أنقلب أرضا من شدة الضحك وأنا مستمتع بأسلوبك الأخاذ وأنت تشرح حالك وانت صبي مع ذلك البصير الكفيف ، وتخيلتك وأنت مندهش من مقدرته على معرفة هل عيناك مغمضتان أم مفتوحتان ، وأنك لم تغمضمها أول الأمر غير مصدق أنه سوف يعرف ما تفعل ، فإذا الحيلة تنكشف له بسهولة محيرة . أضحك الله سنك ، وخلاك ترفل ومن تحب في ثياب السعادة والهناء ، وأرجو الله تعالى أن يبقيك لنا ولمن بعدنا منارا للعلم والأدب . أما تقريظك إياي فهو من بعض لطفك وصدق محبتك ، وسوف يظل من مثلي ينهل من عين أدبك وعلمك العذبة الفياضة ، ويتعلم من بعض ما حباك الله من موهبة .
والأستاذ الكريم العزيز أحمد عزو ، أدام الله عزه ، قد أمتعنا ، لا ريب ، بقصة ( أبو راشد ) الذي عوضه الله مما عوضه عن البصر بحاسة شم قوية ، غير الذكاء في التخطيط الذي مكنه من معرفة الفاعل بسهولة ويسر أمام اندهاش طلبة الصف وحيرتهم . وأسلوب السرد لدى الأستاذ عزو رأيته يمتاز بالإيجاز والوضوح ودقة الوصف ، فهنيئا له أسلوبه ، وهنيئا له خلقه وأدبه وعلمه .
وما دمنا نقص ذكرياتنا مع المكفوفين ، فلن أنسى أحدهم ، وهو ، رحمه الله ، كان شيخا مؤذنا من مشاهير مؤذني مساجد مدينة نابلس ـ وهي مدينة جميلة عشت فيها سنين طوالا من عمري ، وأهلها أقرب ما يكونون لأهل دمشق في اللهجة والعادات والتقاليد ــ  وكان ذلك الشيخ على موهبة فائقة من جمال الصوت وحسن الأداء ، وعلى دربة في تلاوة القرءان وفقا لأحكام التلاوة السليمة ، وفوق ذلك يؤدي التلاوة القرءانية والتواشيح الدينية أداء شجيا متبعا المقامات الموسيقية ، يتنقل بينها شاديا طربا مطربا كما تتنقل البلابل الغريدة بين أفانين الأشجار المزدانة بأجمل الأزهار وأطيب الثمار . وعندما كان هذا الشيخ يؤذن لصلاة الفجر ، يبدأ قبل الأذان بما نسميه التسبيح ، ينبعث من حنجرته من مقام موسيقي شجي ، وهو يتغنى : سبحان فالق الإصبااااح ، سبحان مرسل النور بغير جنااااح ، سبحان من أضاء الكون بنوره ولاح..... سبحانه سبحان الله ،  ثم : الله اكبر الله أكبر.....إلى نهاية الأذان . وكان الكثير من أهل المدينة يهبون من نومهم جذلين نشطين فور سماعهم تسبيحه وأذانه ، ويؤدون صلواتهم بخشوع وطمأنينة . لقد أحببت ان أذكر عن الشيخ ما ذكرت اعترافا بفضله ، واشتياقا إلى ذكراه . أما ما كان عليه من بصيرة نافذة فحدث ولا حرج : جمعتني به مرة جلسة دامت حتى منتصف الليل ، ثم لما هم بالرواح إلى منزله ، رأيت أن أرافقه قاصدا مساعدته . وكنا نمشي على رصيف طويل كدنا نقترب من نهايته ، فإذا به ينبهني أن حافة الرصيف على بعد خطوتين ، وكأنه يعرف طول الرصيف وكم قطعنا منه بدقة متناهية . وعندها خجلت من نفسي ، وتذكرت قول بشار :
أعـمى  يقود بصيرا لا أبا iiلكمُ قد ضل من كانت العميان تهديه
.
وكأن الشيخ أحس بما يدور في رأسي ، فرجاني أن لا أتعب نفسي بمواصلة السير معه ، فعدت أدراجي متعجبا من فطنته وذكائه وسعة حيلته . ولكن ذلك  الشيخ كانت فيه خصلة غالبا ما يضيق بها الناس ، وهي أنه كان إذا اختبر محدثه فوجده قليل المعرفة في أمر من الأمور ، فإنه يأخذ بالانتقاص منه ولو من طرف خفي ، ويأخذ بالنعي عليه ضحالة المعرفة وقلة الفهم ، بل ويجاهر أحيانا بأنه ( طلطميس لا يعرف الجمعة من الخميس ) ، كما كان يقول . وكنت أعزو ذلك إلى رغبة في نفسه يبغي من وراءها إفهام محدثه وسامعيه أن مكفوف البصر لا يستهان بعلمه ، وأنه يفوق المبصرين ذكاء وحضور بديهة وسعة اطلاع . وكانت تلك الرغبة التي لديه يظهرها أكثر ما يظهرها حين يكون محدثه من صغار الشبان . وازدادت معرفتي بالشيخ  من جلسات عديدة ، عرف مني ، في إحداها ،  أنني أحب الشعر والموسيقى ، فصار يختبرني ، فيسألني عن بحور الشعر وأسمائها ، وعن البيت الشعري الفلاني من أي بحر شعري هو ، وعن بعض القصائد ومن هم أصحابها ، وكنت أجيبه ؛ فقد كنت ، رغم حداثة سني حينذاك ، قد اطلعت على مقدار لا بأس به من الأشعار القديمة ، وحفظت بعضها غيبا . ولكن الورطة التي تورطت فيها هي عندما انتقل الشيخ من اختباره إياي في الشعر إلى اختباره إياي في الموسيقى ، حين أخذ يسألني عن المقامات الموسيقية وأسمائها وكيف تؤدى . كنت ، يومها ، أعرف أسماء بعض المقامات دون أن أتمكن من نسبة كل اسم إلى المقام الخاص به .  ومن أجل أن أجيب على أسئلة الشيخ بسلام ، رغبت في أن لا أخفي عنه قصوري في معرفة المقامات كما يجب ، خشية أن أقع فريسة لنقده المرير الذي أخشى أن يقوم فيه (بطلمستي ) .  ولكن الشيخ ، لما اكتشف أن معلوماتي عن الموسيقى ليست كما يجب أن تكون في حسابه ،  انبسطت أسارير وجهه ، وبدا عليه الارتياح ، وبدأ يعد العدة للانقضاض علي ، فبدأ يترنم ببيتين من الشعر ويغنيهما :
تحيرت  والرحمن لا شك في iiأمري وحلت بي الأقدار من حيث لا أدري
سـأصـبر  حتى يعلم الصبر iiأنني صبرت  على شيء أحر من iiالجمر
كان غناؤه من نغمة محزنة مشجية ، تنفذ إلى قلوب سامعيها بسهولة ويسر ، فتثير فيها ما تثير من أحزان وأشجان . ولكني قطعت على الشيخ ترنمه ، وعلى السامعين انفعالهم بغنائه ، لما تيقنت أنه سوف يسألني عن اسم المقام الذي يؤدي عليه ، فخاطبته : يا مولانا ، فيما يخص المقامات ، فإنني أعرف بعض أسمائها ، وأنا فيها كالذي يعرف وزن القصيدة  صحيحا أم مختلا من إيقاع أبياتها ، دون أن يكون على معرفة ببحر الشعر الذي تنتمي إليه تلك القصيدة . ورد الشيخ : " واللهِ عال ! بتقول إنك بتعرف في الموسيقى ؟! " ، ثم أخذ الشيخ يردد البيتين السابقين ويتغنى بهما ، ثم توقف فجأة ليسألني : "من أيْ مقامْ هدا يا شيخ ياسين ، ها ؟" ، فقلت له : قلت لك يا سيدي الشيخ ، أنني لا أعرف اسم المقام ، ولكنك لو أخطأت  فشذذت عن طبيعة أدائه ، فربما انتبهتُ إلى خطئك . وهنا تذكرت الرصيف والخطوتين ، وقد تأكد لي أن الشيخ يومها ما قصد إلا الغمز فيّ وتجهيلي ، فتابعت مخاطبا إياه : وهل من الضروري أن أعرف اسم المقام الذي تريد؟ أجاب الشيخ : " طبعا طبعا . عال والله! لازم تعرف المقام ، لأنه المقام أهم إشي بالموسيقى والتواشيح " . وهنا تدخل أخ لي يكبرني سنا ، وكان هو من دعا الشيخ ضيفا وأصدقاء آخرين ، وكان صديقا للشيخ ويعرف طباعه ، فقال : " ياسيدي الشيخ ، أخي يرغب أن يتعلم منك المقامات فما قولك؟ "  وهنا ، بدت على محيا الشيخ سعادة غامرة ، وغشيه ما غشيه من الاعتداد بالنفس ، فقال : " حاضر ، بس بدي ياسين يكون ذكي وفهمان ، وهلأ بنبدا الدرس". واقترح أخي على الشيخ أن يؤدي بيتا من الشعر واحدا ، يؤديه هو نفسه عدة مرات ، كل مرة على مقام مختلف ، حتى يتمكن الحاضرون من تعلم شيء عن المقامات . واستحسن الشيخ الاقتراح ، وأخذ يغني :
 
قرأنا في الضحى ولسوف يعطي فـسـر  قـلـوبنا ذاك iiالعطاء
كان أداء الشيخ من نفس النغمة الحزينة السابقة ، وراح يزيد ويعيد ، ويتفنن في الأداء ، فصار ينتقل من مقام إلى مقام ، ثم يعود إلى المقام الأول ، ثم ينتقل إلى مقام جديد ، وهكذا ، حتى انتهى من عدة نغمات أحسست أنها متباينة بعض التباين ، وقد تم ذلك للشيخ  في أقل من دقيقتين . وفجأة راح الشيخ يلح علي بأن أجيبه فأذكر كل المقامات التي تغنى بها مشترطا ان آتيه باسمائها مرتبة كما أداها . قلت للشيخ : إذا كان هذا هو الدرس الأول ، فكيف هو الدرس الثاني؟!! وهنا ، كان أخي قد أحضر مشروب الشيخ الذي يحبه ، وهو كوب كبير ممتليء من حليب ( النيدو) ، والذي تناوله الشيخ وأخذ يرتشف ما لذ فيه من الحليب قائلا : " إذا حصل الهرس ، بطل الدرس ". وكانت تلك البرهة فرصة سنحت  لي ، تخلصت فيها ، ولو مدة قصيرة ، من عناء الإجابة على سؤال الشيخ ، والذي ربما يعجز عنه الموسيقي المحترف . وما أسرع ما انتهى الشيخ من شرب الحليب ، وأخرج منديله من جيب معطفه يمسح به شفتيه ، وأخذ ، وهو في هذه الحال ، يعيد علي السؤال مصرا على سماع إجابتي التي لا بد وأنه متأكد من خطئي فيها . ولم يكن لدي من الإجابة مفر ، فالشيخ مصر على سماعها بحجة أن ذلك جزء من الدرس لا مناص لي منه ؛ بينما لا يمكنني التهرب من الشيخ وإصراره ،  خجلا منه ،  إن لم ألبّ ما طلب . وما كان مني إلا أن وقعت في فخ الشيخ الذي نصبه ليصطادني ، فقد كانت إجابتي (خربشات ) كما يحب ويشتهي . وما كان من الشيخ الصياد ساعتها إلا أن راح يترنم مسرورا ، ويهمهم ، محبورا ، همهمة تنطلق بخفة من حنجرته صافية نقية ؛ تعلو متدرجة في العلو ، وتنخفض متدرجة في الانخفاض ، ثم تعلو قليلا حتى تكون بين بين ، ثم أخذ يغني ، مبتدأً من تلك الدرجة المتوسطة  :
يـا  بـو العيون iiالسود يـا  الـلي جمالك iiزين
إيـمـتـى الوداد iiيعود ويـتشوف  مناها iiالعين
حـبيت  وقلت يا iiريت إلـحِـبّ  iiيـصـفالي
ويا ريت ما كنتِ هويت ولا كـان عـلـى بالي
لـيـه يا جميل iiصديت شــمّـتّ  iiعـزالـي
يـا بـو يا بو يا بوي..
 ثم انتقل الشيخ في الغناء  من العيون السود وجمالها إلى أبيات شعرية في مديح النبي ـ صلوات الله عليه ـ ولكن من نفس النغمة التي كان يسير عليها ، مترنما بأبيات غالبها من الزيادات التي طرأت على بردة البوصيري  :
يا رب واجعل رجائي غير منعكس لـديك واجعل حسابي غير iiمنخرم
ثم  الرضا عن أبي بكر وعن iiعمر وعن  علي وعن عثمان ذي iiالكرم
والآل  والـصحب ثم التابعين iiفهم أهـل  التقى والنقى والحلم iiوالكرم
وهـذه بـردة الـمختار قد iiختمت فـرج  بـها كربنا يا واسع iiالكرم
أبـيـاتـهـا بلغت ستين مع iiمئة الـحـمـد لـله في بدء وفي iiختم
بعد ذلك ، راح الشيخ يتغنى ببيتين  من الشعر ، ولكن من نفس النغمة التي غنى بها الأبيات السابقة :
تحيرت  والرحمن لا شك في iiأمري وحلت بي الأقدار من حيث لا أدري
سـأصـبر  حتى يعلم الصبر iiأنني صبرت  على شيء أحر من iiالجمر
كان الشيخ يتغنى بالبيتين من نغمة واحدة ، ويستبدل أحيانا " أحر من الجمر "  بـ " أمر من الصبر " .. وطال به الغناء بتلك النغمة مدة حتى طلب منه واحد من الحاضرين أن يعود إلى بيت الشعر موضوع تطبيق المقامات عليه ، فعاد ، وصار يغنيه من نفس المقام المعتاد . ولما أراد أن يتمثل مقاما ثانيا ويطبقه على نفس البيت ، بدا وكأنه أرتج عليه ، فصار يتعثر في الغناء ، فيقول : " قرأنا في الضحى... ويسكت فجأة ، ثم يقول " إهْ ! سَحْلت " ، ثم يتابع الغناء : " قرأنا في الضـّ ... ويسكت مرة أخرى ، ويقول : " وين راحت؟! " ، ثم يحاول مرة أخرى ، فيقع في نفس المأزق : " قرأنا في الضـّ... مالي؟! شو صار معي؟! " ، ومرة : " مَزطتْ مني! ، راحت! " .. ثم قال : " عارفين شو صار معي؟ صار معي متل اللي دخل في هالطـّريق ، وسكّرت عليه هديك الطريق ! " ثم راح يقهقه بصوت عال ، ولكن قهقهته بدت متصنعة ، وكأنه يريد أن يظهر أن ما حصل معه كان طبيعي الحصول . ولما سأله الحاضرون عمن هي تلك  التي ( سحلت وراحت ومزطت ) ، وماذا يعني بها ، قال : " النغمة!.. النغمة راحت مني !.. النغمة اللي بتخلليني أنتقل من مقام إلى مقام ضاعت مني " .
أحسست عندها أن ما حصل للشيخ كان وكأنه انتقام منه على ما اعتاد عليه من نقد الغير ، ولكنني ، وبعد مدة ازداد فيها وعيي ، وصرت اقرب إلى  إصدار الأحكام الصحيحة مني إلى الأحكام الخاطئة ، أدركت أن الشيخ ربما سيطرت عليه نغمة المقام الموسيقي المحزن حزنا ممزوجا بالكثير من الشجن ، وأن معنى البيتين اللذين تغنى بهما ، وما فيهما من حيرة وحث على الصبر ، كان له في نفسه صدى مؤثرا إلى أبعد حدود التأثير . لقد كان المقام الموسيقي الذي سيطر على عاطفة الشيخ ولم يمكنه من الإفلات إلى مقامات أخرى هو مقام ( الصَّـبا ) الذي عرفت نسبة اسمه إلى جسمه فيما بعد ؛ ذلك المقام الذي غنى عليه الناس كثيرا من أحزانهم ، وبثوا عن طريقه صادق أشجانهم . وهو ، أيضا ، نفس المقام الذي أدمن الشيخ عليه في تسبيحه وأذانه فجر كل يوم حتى توفاه الله .
رحم الله الشيخ وغفر له ، ورحمنا معه وغفر لنا .
 
*ياسين الشيخ سليمان
13 - يونيو - 2008
مؤذننا الضرير..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
رحم الله مؤذننا الضرير، فلقد كان قبل انتشار مكبرات الصوت يصعد سطحَ المسجد للأذان.
صعدَ مرةً السطحَ قبل أذان الظهر بدقائق، فجلس في ظلّ المئذنة ينتظر تمام الوقت، فغفا..
وما إن صحا ولمس ساعته حتى عرف أنه تأخّر عن الأذان بدقائق..
هبّ واقفاً، وصدَح بالأذان... لكنه أحسّ بنسمة باردة تلفح وجهه، وبصرير الجنادب يسري إلى أذنيه، فعرفَ أن الوقت أمسى بعد منتصف الليل، وأنه غفا على السطح أكثر من نصف ذلك اليوم...
*عمر خلوف
13 - يونيو - 2008
صدق حبيبي..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أحرفك أستاذ ياسين أكثر من رائعة، لكن رفقاً، فما أنا إلا تلميذك، وليس لي إلا أن أعتز بمعلمي.
(إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة).
يريد: عينيه.
صدق حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*أحمد عزو
13 - يونيو - 2008
قلب الفتى هو قلبه    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذ ياسين الشيخ سليمان :
 
سيكون لنا إن شاء الله مناسبات لاحقة للتعليق على كتاباتك الجميلة والممتعة في هذا الملف ، لكنني أود أن أشير اليوم على عجل إلى أن ما تكتبه من ذاكرتك الفذة هو شيء نادر بقدرته على التقاط التفاصيل وسهولة التعبير عنها وسلاسة اللفظ والأسلوب وقدرتك في الوقت عينه على تحليل الموقف والشخصيات وتوجيه القارىء لاستخلاص الفائدة والعبر ... كل هذا بأسلوب سردي بسيط هو أبعد ما يكون عن البساطة . وكنت أريد أن أقترح عليكم نقل قصيدتك الجميلة التي نشرتها في صفحة الصور إلى المجالس ، وأقصد بها القصيدة التي تتحدث فيها عن الشباب ( الأربعون بها مشيت ) في رد على الأبيات التي كتبها الأستاذ زهير وكان قد نشرها في مسابقة الوراق رقم  6 وذلك لأن صفحة الصور لا يصل إليها جميع رواد الموقع ، ولأن أسلوب العرض فيها لا يسمح بكتابة الشعر .
 
وكل التحية والسلام على الأساتذة : زهير وأحمد وعمر ، وكل الشكر لكم هذا الموضوع الإنساني النادر
*ضياء
13 - يونيو - 2008
كدت أن أفعلها بنفسي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
الأستاذة ضياء خانم
 
والله لقد كدتُ أن أنقلها بنفسي، ولكنني تراجعتُ حفاظاً على خصوصيتها..
أتمنى على الأستاذ ياسين أن يفعل ذلك بنفسه.
 
لك الشكر، وللأستاذ ياسين التحية..
*عمر خلوف
14 - يونيو - 2008
بإرشادكم نقتدي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
كل الشكر والعرفان بالجميل لأستاذتي الجليلة ضياء العلي ، حفظها الله ورعاها هي وكل من تحب ، على إرشادها إياي نقل صورة عن قصيدتي من صفحة الصور إلى دوحة الشعر ، وقد تم ذلك بعون الله قبل قليل . أما الشيخ المؤذن النابلسي عليه رحمة الله ، فقد حفظت الكلام الذي تفوه به يومها غيبا من كثرة ما كنت أعيد سماع الشريط المسجل عليه تلك الجلسة النادرة ، هذا ، وإنني آسف أشد الأسف على ضياع ذلك الشريط قبل ما يقرب من عشرة اعوام ، ولكن من فضل الله علي ، مازال لدي شريط آخر مسجل عليه جلسة اخرى . أطيب التحيات لأستاذتي ضياء العلي .
 
وما دمنا إخوة في الله متحابين ، فلا ضير أن أكمل تعقيبي في نفس هذه المشاركة ، فأوجهه إلى أول أستاذ غال حبيب عرفته عبر المتنديات الأدبية ، الأستاذ عمر خلوف حفظه الله ورعاه ، لأقول :
يا أستاذ عمر : أنت مخول في أن تفعل ما تشاء في القصيدة وفي غير القصيدة من مشاركات ، لأنك ( بتمون على رقبتي ) . رعاك الله ، وكثر من أمثالك في العلم وحسن الخلق . وشكرا على ما أمتعتنا به من مشاركتك عن الشيخ الذي غفا عن الأذان حتى غط في نوم عميق ...
 
أخي الحبيب الأستاذ أحمد عزو ،
هنيئا لك على تدينك العميق وحبك للنبي الحبيب ، سيدنا محمد ، صلى الله عليه والملائكة ، ويصلي المؤمنون عليه ويسلمون بنبوته ورسالته تسليما ..وإن ما ذكرته عن فقد الحبيبتين ، والثواب الذي يلقاه عند ربه من يفقدهما ، لهو مما يطمئننا على مصير مشايخنا مكفوفي البصر عند بارئهم . أما الأستذة والتلمذة ، فكلنا تلاميذ وأساتذة بعضنا بعضا ، صغرنا في العمر ام كبرنا ، ما دمنا نفيد ونستفيد . تحياتي ومودتي لحضرتك .
*ياسين الشيخ سليمان
14 - يونيو - 2008

 
   أضف تعليقك
 1  2  3