مقدمة الكتاب     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. سبحان من أبدع وأودع في الأنغام أسراراً خفية، وأجرى على قلوب من شاء تحقيق مبانيها الأصلية، وغرس أصولها في فكر ذوي الألباب النورانية، فاهتدوا بتوفيقه لاستخراج فروعها اليانعة البهية. فهو القديم الذي حمّل فروعَ تلك الأصول بطيب الثمرات الشهية، وهيَّم عند استماع اصطكاك أغصانها قلوب أهل العرفان الرضية، وشوَّقهم بها إلى حضرته العلية القدسية. أحمده وأشكره، شكراً يليق بصفاته المنزهة، لا إله إلا هو وحده، لا شريك له، بل هو المنفرد بالوحدانية، أما بعد: فلما كان علم الموسيقى من أشرف العلوم الرياضية، وألطف الفنون العقلية، وهو حديث النفس، ومحدّث الأنس، وجلاء القلب ومجلّي الكرْب، ومنشىَ الأفراح ومنفىَ الأتراح، لعظم موقع النغم الصحيحي الطبيعي، وأخذه بمجامع القلوب، وكنت أتطلع إلى معرفة علمه وعمله، ونظرت إلى كتب المتقدمين، وما فيها من الصعوبة والتمكين، أردتُ أن أوضح لهم الطريق، وأسلك بهم نهج البيان والتحقيق، بتأليف كتاب يشتمل على معرفة استخراج أصول النغمات من الهنوك والانتقالات، واستخراج فروع الأصول ، وهي المقامات. ومن تلك المقامات الأوازات والشعب المتفرقات، ليشتمل في هذا العلم على غرر فوائده. فعند ذلك أثبتنا في هذا الكتاب الذي تحيّر فيه عقول أهل الألباب، وسميته بالشجرة ذات الأكمام الحاوية لأصول الأنغام. ليكون اسمه دالاً على معناه، وظاهره مخبراً عن فحواه. ثم إنني رتبت ذلك على عدة من الأبواب، وفصول أيضا، في ضمن كل باب. والأبواب ثمانية ليس عليها حجاب، ثم خاتمة بها تتمة الكتاب، وهذه فهرست تلك الأبواب: الباب الأول: في ماهية الموسيقى، وموضوعه واشتقاق اسمه، وفضله وبرهانه. الباب الثاني: في ماهية النغم المطلق، وحدّه، وبيان الهنوك والانتقلات، وأسمائها وترتيبها فافهم. الباب الثالث: في معرفة الأصول الأربع، واستحالات بعضها من بعض، وما تفرع منها من المقامات والأوازات، وأسمائها، ومعرفة ترتيب تركيب الشجرة، وما يلحق ذلك من الفوائد المعتبرة. الباب الرابع: في الأصول الأربع وفروعها، بالعمل من انتقالات عيون أغصان الشجرة. الباب الخامس: في استخراج الأوازات الست الناتجة من المقامات بالعمل، ومعرفة البحور المشهورة والإيقاع وهو الضرب. الباب السادس: في استخراج الشعب الناتجة من الفروع المسماة مقامات بالعمل، وذلك من انتقاء عيون أغصان الشجرة الباب السابع: في معرفة اشتراك الشعب الآتي ذكرها بالمقامات، وما يحسن من النغمات، واشتراك المقامات أيضا بالأوزات الناتجة من بينها، وما يحسن معها أيضا من الأنغام عند عملها. =ويبدأ هذا الباب في المخطوطة من الصفحة 30 سطر 11= الباب الثامن: أذكر فيه جملة من تراكيب النغمات، وأسماء جملة من امتزاجاتها، وكيف انتشاء النغمات من بعضها بعض على ساي المتقدمين. = يستخم المؤلف كلمة الساي، ويريد بها قانون الموسيقى، انظر كمثال على ذلك ص27 من المخطوطة = الخاتمة: أذكر فيها طبقات ضروب الموسيقاوية، وأبين مراتبها العلية والدنية، وألحق ذلك بما يجب أن يتصف به الموسيقاوية من الآداب، وبذلك، يكون ختم الكتاب). ولم يفِ المؤلف بذلك، حيث لم تسلم خاتمة الكتاب من الاضطراب أيضا، فأورد بعد الكلمات المقتضبة التي ختم بها الكتاب فصلا صغيرا كان الأولى به أن يجد له محلا في فصول الكتاب، انظر الصفحة (40) من المخطوطة. |