أستاذ الجامعة المبني للمجهول ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
أستاذ الجامعة المبني للمجهول!!! هذا العنوان ليس اصطلاحي فقط، بل سبقني إليه كثيرون، رثوْا حالهم، وبكوا أنفسهم مما يجدونه في عالمهم العربي من جحود ونكران وكبت وإقصاء وإرهاب... إن العالم الأول، المتحضر المتحرر، ينظر إلى أستاذ الجامعة على أنه المثقَّف، والمثقِّف الأول، إنه القادر على العطاء والعمارة والبناء، بيده التنوير والتغيير والتطوير والتحضير والتخضير، ومن ثم كان فاعلاً، مبنيًّا للمعلوم، حاضرًا في كل قطاعات الحياة... لكن- وما أمرَّها، وما أكثرَها في التعبير الأدبي المعاصر!!!- عندنا يعيش أستاذ الجامعة مبنيًا للمجهول، يأتي في درجة رابعة أو خامسة أو سادسة ... في السُّلَّم الاجتماعي... يأتي بعد العسكري، والسياسي، والأمني، والقضائي، والصحفي، والإعلامي، ورجل الدين، و..و..,...!!!! وصل الأمر به إلى أن صار نكرة غير مقصودة، ولا مميزة، بل نُظر إليه على أنه عبء، تفكر الدول -الثانية أو الثالثة بل الأخيرة- في التخلص منه، وتقليل مخرجاته، وتشويه منجزاته، ومحاربة الأجيال التي تربت على يديه!!!! تحول إلى سلعة تباع وتشترى، اختُرق اختراقًًا من قبل أصفار عملاء يمارسون تشويه الصورة المُثلى لرجال الجامعة... جعلته دولنا يعيش في سجن كبير، علم مظلم حيث: الراتب/الرتب الجامعية/المكافآت/الوظيفة/ الأسرة/ التقارير الأمنية الرقابية.... سلسة طويلة من الإرهابات لا يمكن أن تفرز إلا الخوف والجبن والكذب والنفاق وممالأة السلطة والصبر الطويل الذي لا ينتهي ولا يسفر عن شيء والصمت الكبير الذي لا ينتج إلا هروبًا وبقاء الفساد والجمود والتخلف!!! صار أستاذ الجامعة نَسْرًا وسط الفراخ، تدجج وتدجن وتفرخ، ونسي أن له جناحين ومخالب!!! قالوا:هجرت العلم قلت ضرورة باب الدواعي والدوافع مغلق خلت البلاد فلا حكيمٌ يُرتجـى منه الحوار ولا صدوق يصدقُ *** شكوتُ إلى حكيمٍ سوءَ حالي فأرشدني إلى ترك الثقافةْ وأخـبـرنـي بـأن العـلـم داء يـورِّثُـنا بلاءً أو سخـافـة! |