مجلس : التربية و التعليم

 موضوع النقاش : المدير    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 د يحيى 
15 - مايو - 2008
 
                                     المهندس والمدير
 
يحكى أن رجلاً كان يركب بالوناً هوائياً، فلاحظ أنه قد ضل الطريق، فهبط قليلاً حتى اقترب من الأرض. وحينذاك رأى سيدة في الأسفل فنادى عليها بصوت عالٍ : " أريد أن أسألك سؤالاً :
لقد قطعت وعداً لأحد زملائي بأني سأقابله، وتأخرت عن موعدي ساعة كاملة ، وأنا لا أعلم أين أنا ؟
 يبدو أنني تهت. فهل يمكنك أن تخبريني أين أنا الآن؟
 
" رفعت السيدة رأسها ، وأجابت : " حسناً . أنت الآن فعلياً داخل بالون يعلو عن سطح الأرض 10أمتار. وجغرافياً أنت بين 40 و 41 درجة شمال عرض ، و 59 و 60 درجة غرب طول".
فصاح بها الرجل : " ما هذا الذي تقولينه، فأنا لم أفهم شيئاً ! ".
فأجابت : " انظر إلى المؤشرات الموجودة في البالون وستفهم " ..
 
فنظر الرجل ، ثم قال لها :
" حسنا هذه الأرقام موجودة بالفعل. هل أنت مهندسة؟ " .
فأجابت : " نعم . كيف عرفت "؟.
فرد قائلاً : " لأن المعلومات التي أخبرتيني بها صحيحة، ولكنها غير مفيدة . فأنا لا أختبر قدراتك الهندسية. إنما أريد أن أعرف : أين أنا ؟. أرجوك !
ألا تستطيعين الإجابة عن هذا السؤال البسيط دون استعراض أو تظاهر بالذكاء ؟ ".
 
نظرت إليه السيدة ، وقالت : هل أنت مدير" ؟.
فأجابها الرجل : " بالفعل . كيف عرفت "؟.
قالت : " لأنك لا تعلم أين أنت ؟ ولا إلى أين أنت ذاهب"؟.
ولأنك لم تصل مكانك إلا بفعل قليل من الهواء الساخن، ولأنك قطعت وعداً على نفسك ، ولا تعلم : كيف ستفي به؟ ولأنك تتوقع ممن هم تحتك أن يطيعوك ويحلّوا لك مشكلاتك !!!! ) .


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
انطباعي!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أقصوصة واقعية نقدية، تسلط الضوء على الفساد الإداري في الدول المتخلفة، وتوحي بالبون الشاسع بين طبقات المجتمع، فالمهندس مهندس فقط، والإداري إداري فقط!!! وقد عرضها الدكتور يحيي بلغة العالم، فجاءت عميقة المعنى مباشرة التعبير، علمية الاتجاه، لكن لو صيغت بدون عبارة(يحكى أن ) وأسلوب(لأن) لكان أولى، وأكثر قربًا من عنصر التكثيف المطلوب في فن القص القصير.
مع خالص تقديري
د/صبري أبوحسين
*صبري أبوحسين
15 - مايو - 2008
خاطرة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هناك فرق بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا(الاقصوصة ) وبين الخاطرة او النادرة وقصة د يحيى اقرب الى الخاطرة لا القصة القصيرة جدا والتى تتشابه مع هذه الخاطرة لابد ان يتوفر فيها التكثيف والشاعرية والفارقة التصويرية ولكن الخاطرة تحمل معنى التكثيف وقد جاء فى كتاب (الستطرف من كل فن مستظرف ) الكثير من هذه الخواطر والنوادر ومنها مثلا
حُكي أن أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله، فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث.
فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطائع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها.
وقال الآخر: أنا أتمنّى قطائعَ ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً.
قال: ويحكَ! أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ؟!.
فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما، فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ زقَّانِ منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالزّقّين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال:
صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين
ومنها:
حُكِي أن الحجاج خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية. قال: كيف ترون عمالكم؟ قال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله! قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا. قال: أنا الحجاج! قال: جُعلت فداك! أو تعرف من أنا؟ قال: لا. قال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين. قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة
وهذه هى النادرة مع خالص تحياتى وتقديرى للدكنور يحيى والاستاذ صبرى
*عبد الحافظ بخيت
16 - مايو - 2008
سؤال!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
هل في الخاطرة حوار؟
هل في الخاطرة شخوص؟
هل في الخاطرة وصف للمكان؟
هل في الخاطرة عبارة(يحكى أن)؟
الحل الوسط أن نجعلها حكاية!
يا أستاذي عبدالحافظ
*صبري أبوحسين
19 - مايو - 2008
المهندس والمدير    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
’’’’’هكذا أنت دائماً يا د يحيى نهر لا ينضب ومعلم لا يقهر أقصوصتك مغلفة بدروس رائعة لمن أراد أن يتعلم لا سيما في عصر التعنت والسعي للصعود على أكتاف الأخرين’’’’
*سلمى
23 - مايو - 2008

 
   أضف تعليقك