يا أرضُ جُودِي*
بِدَرْبِ الْمَنَايَا تَنَامَى وُجُودِي وَفِي رَاحَتَيْهَا رَسَـمْتُ خُلُودِي وَمِنْ وَحْيِهَا قَدْ كَتَبْتُ نَشِيدًا يُرَدِّدُهُ الْكَوْنُ يَحْكِي صُمُودِي أُصَارِعُ مُذْ كُنْتُ دَهْرًا عَنِيدًا بِكِبْرٍ وَصَمْتٍ كَصَمْتِ العُهُودِ أُعُانِقُ حَـرْفًا وَسَيْفًا وَحُلْمًا أَشُـقُّ مَدَايَا أُجَلِّي حُـدُودِي أَجُوبُ زَمَاني أَجُوبُ مَكَاني وَفِي كُلِّ شِبْرٍ تَعَالَتْ رُدُودِي خُيُوليِ تَطَالُ السَّحَابَ خُطَاهَا تَدُكُّ حُصُونَ الزَّمَانِ الْقَـعُودِ تُدَوِّي الْفَضَاءَ صَهِيلاً وَرَكْضًا وَتَسْبَحُ فيِ مَلَـكُوتٍ شَـرُودِ وَتَمْضِي سِـرَاعًا إِلىَ مُبْتَغَاهَا كَوَمْـضٍ تَـلأْلأَ لَيْلَ رُعُـودِ يَشُقُّ سَـنَاهُ بهَِـيمَ اللَّيَاليِ وَيَرْسُمُ فَـجْرًا بِصَحْنِ الْوُجُودِ يُضِيءُ الدُّنَا مِنْ وَرَاءِ الْغَمَامِ كَغَيْثٍ أَهَلَّ فَيَا أَرْضُ جُـودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي فَيَا أَرْضُ جُودِي وَتَمْضِي السِّنِينُ بِعُمْرِي تِبَاعًا وَيُـورِقُ دَرْبِيَ بَـعْدَ جُـحُودِ الشريف عمر *إلى أرضنا العربية التي حوِّلت إلى أرض يباب، أُلجِمتْ خيولها عن معانقة السحاب، وعوَّض فيها دقَّ الطبول عزفُ الرَّبَاب، وجُعِلتْ رحلتُها رحلةَ سفر بلا إياب، فهل يورقُ الدَّربُ بعد طول غياب.
|