مجلس : علوم القرآن

 موضوع النقاش : هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!     قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )
 صبري أبوحسين 
21 - أبريل - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!  
قرأت مقالاً بعنوان (القرآن[الكريم]في الشعر الجاهلي) لكاتبة تسمى "فيبي  عبدالمسيح صليب"، جاء فيه:".. وإن كان للشعر تلك المنزلة عند عرب الجاهلية فلم يكن موقعهم في القرآن[الكريم] أقل. وكان أثره في الناس ربما أقصى من وقع  السيف وكم من شعراء لا نسب لهم بل هم في عداد العبيد خلد ذكرهم بينما أسيادهم طواهم النسيان منذ أمد بعيد ويحضرني منهم عنترة العبسي ... لست أنا الخنساء ولا أدعي ... ولا متمكنة من علم القوافي والعروض، ولكنه الفزع والهول الذي انتابني وأنا أقرأ أشعار الجاهلية ووجد التطابق التام بين القرآن[الكريم] وتراكيبه وأفكاره وبين أشعار عرب الجاهلية قبله كم أنا حزينة لذلك الجهل والخداع والجبن الذي ينخر في عقول وقلوب وألسنة وأقلام الكتاب والمثقفين ورجالات الإعلام وأجهزته العربية والإسلامية، فتطل علينا وجوه أعاذنا الله منها، تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن [الكريم]فجل ما ينسبونه للقرآن والنبي من إعجاز فاضت به قريحة شعراء الجاهلية وأوحى لهم بها شيطان الشعر ... نعم حزينة من كل تلك الأحاديث والكتب والمقالات والحلقات التي يكتبها ويتفوه بها كل الشيوخ والكتاب والصحفيين والمطبلين ورجال الإعلام الذين يسيرون في درب الحقيقة برجْل واحدة وينظرون إليها بعين واحدة، فلا يقولون إلا نصف الحقيقة، إن كان هناك حقيقة يتحدثون عنها، ويتجاهلون النصف الآخر بل يُكفِّرون ويلعنون ويصادرون ويمنعون ويرهبون وحتى يقتلون من يفتح فاه ويتحدث عن النصف الثاني من الحقيقة  .... وأنا هنا أريد أن استعرض بعضًا مما أوحى به شيطان الشعر في الجاهلية وفاضت به قريحة شعرائها وبين ما قاله محمد[صلى الله عليه وسلم] بوحي من جبريل والعليم الخبير .... الإنسان ابن بيئته، ولطالما تغنى العرب بالأشعار ونصبوا لها الأسواق والمواسم التي كان محمد[صلى الله عليه وسلم] يحضرها مع غيره من العرب سكان البادية ....... لا يحتاج المرء أن يكون شاعرًا أو دارسًا للعروض أو خبيرًا في ضروب الشعر وأوزانه وقوافيه حتى يتسنى له أن يرى التشابه والتطابق بين القرآن والشعر الجاهلي لا في الأفكار والمعاني فقط بل وفي الألفاظ والتراكيب أيضًا. لقد اهتم القرآن بالشعر والشعراء حتى أن هناك في القرآن سورة باسمهم هي سورة الشعراء. نعم هناك حقيقة ناصعة لا يضل عنها إلا المصابون بالعمى، وهى أن الشعر الجاهلي مرجع لمن استشكل عليه أمرًا من غرائب القرآن[الكريم]. فقط يحتاج المرء إلى قليل من الحيادية والتخلي عن المذهبية و التعصب الذي لا يصيب البصر بالعمى بل والبصيرة أيضًا. أما موقف النبي[صلى الله عليه وسلم] من الشعر وإن كان متناقضًا إلا أنه لا يخرج عن السياق العام من الخطاب المحمدي الذي كثيرًا ما كان متناقضًا وكذلك الخطاب القرآني وإن كان التبرير جاهز وهو الناسخ والمنسوخ!!!!!
فهل من قارئ هذا المقال؟ وهل من رادٍّ عليه بطريقة عقلية بحثية؟!

 1  2 

*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
توثيق بحث الكاتبة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
عزيزي قارئ الوراق تجد البحث على الرابط الآتي:
وصفحته الأولى هكذا:
 
*صبري أبوحسين
21 - أبريل - 2008
المقالة الصلعمية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية وبعد ..
كنت كتبت ردا مطولا على مقالة الهجوم على القرآن ، بعد أن دخلت الرابط ، ووجدت الموقع صليبيا يدعى (إسلاميات) على مبدأ (قراديات) فسميتها (المقالة الصلعمية) لأن أصغر سيئات المقالة الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين بلفظ (صلعم) على طريقة (الاختزال) بقصد الهزء ..
وقلت في ردي : إنني أستغفر الله تعالى من إضاعة الوقت ثلاث مرات : مرة بقراءة المقالة ، ومرة بكتابة الرد ، ومرة برفض نشره .. فقررت نشره ، ولكنني عندما وضعته في سلة الإرسال ، وضغطت مفتاح الإرسال فوجئت بمربع حوار بالانكليزية ، لم أفهمه لأن لغتي الفرنسية ، ولكنني ضغطت المفتاح ، فتم نشر العنوان فقط .. وفطنت لاحقا إلى أن الإرسال قد فشل لأنه يجب ألا يزيد عن حد معين من الكلمات ، فقلت في نفسي : قدر الله وما شاء فعل ، فإن عدم إطلاع الأبرار على هراء الصلعمية البتة خير من الاطلاع عليه ، ولو مع الرد العلمي ..
وقمت بتقسيم ردي إلى مجموعات صغيرة يسهل إرسالها ، وخلال هذه المدة وجدت الموضوع نفسه مبثوثا في كثير من المواقع التبشيرية المماثلة ، وكأن القوم لم يجدوا استجابة لدسهم الرخيص وسوء أدبهم في مواقعهم المشبوهة ، فأرادوا تلويث هذا الموقع النظيف ، موقع الوراق ، بمثل هذه الأحقاد التي تغلي في الصدور .. فقررت إلغاء الرد نهائيا ..
وتبين لي أن الصور المسيئة للرسول ليست إلا خطوة في طريق طويل من الحملات الحاقدة، ولا تشكل سوى نقطة في بحر هذا الحقد الأسود .. فقررت عدم إضاعة وقت الفضلاء في الاطلاع على ذلك الهراء ..
والمثير للانتباه أن ديننا الحنيف لا يسمح لنا بالرد عليهم بأساليبهم ، فديننا لا يسمح لنا بالإساءة إلى سيدنا عيسى عليه السلام ، والذين أساؤوا إليه قوم غير المسلمين، ولكن الخوف والجبن والهلع والخور يمنع هذه المواقع من الرد على من يسيئون إلى السيد المسيح وأمه العذراء البتول ، فيوجهون سهامهم المسمومة إلى النقطة الأضعف  ،إلى المسلمين ، والذي لا يقدر على الجمل يعض البردعة ..
وأشكر الأخ الذي سبقني بالإشارة إلى أن المقالة لا تستحق الرد ، لأنها لا تبتغي وجه الله والحقيقة .. لذا وجب التنويه .. وشكراً ..
*داوود
4 - مايو - 2008
إلى متى نحاور أنفسنا فقط؟!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ما خاطبت أحدًا في هذه القضية إلا قال: لافائدة من الرد!!!
إذا لم نرد على ذلك فعلامَ نرد!!!
كفانا حوراً مع أنفسنا!!!
لابد أن نتحاور مع الآخر.
لابد أن نتحمل ما يقوله، وأن نتعلم كيف نقنع أنفسنا وإياه بالحق؟!!
الرافضون للحوار مع هؤلاء عليهم -في نظري- أن يتأسوا بالشيخ محمد الخضر حسين والآخرين من العلماء الأفذاذ في مواجهتهم مزاعم الدكتور طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي.
أخي داوود:
أرجو أن تتحفنا بردودك؛ ففيها خير للجميع: ناشئة وباحثين ومثقفين، بل لعل الهداية تكون على يدك.  
*صبري أبوحسين
4 - مايو - 2008
القرآن والشعر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
دخلت (غوغل) وكتبت (القرآن والشعر) فقدم لي مجموعة كبيرة من الخيارات ، وكان أحدها بعنوان شبيه بـهذا : (نقض فرية اقتباس القرآن من الشعر) في موقع اسمه (منتدى حراس العقيدة) أراه للمرة الأولى ، وفي الموقع رد مطول لمن أراد الرجوع إليه ، وأعتذر عن وضع الرابط فلا معرفة لي بذلك ..
ومختصر الرد الذي يتضمن إحدى وعشرين نقطة ، أن كل ما ذكر من أشعار نسبت إلى الجاهلية هي منحولة ومكذوبة ولا تصح نسبة أي منها ، وكثير منها تم نحله حديثا ، وقام به المستشرقون في القرن التاسع عشر ..
أخي صبري .. لقد تعودنا على مثل هذه الأكاذيب والمفتريات .. والمشكلة أن المقال معضود بمقالات أخرى في مواقع شتى ، فأنى يمكن تجميع أشتات المطاعن للرد عليها ؟. لقد كتبت عشر صفحات في الرد على المقال الذي ذكرتم رابطه ، ولكنني وجدت مقالات كثيرةوفي كل مقال شطر من هذه الأضاليل ..
ومن مختصر رد منتدى حراس العقيدة ، أن هذا الشعر المنسوب إلى امرئ القيس وغيره لو كان صحيحا فإن أجدر الناس بالتمسك به هم الجاهليون الذين لم يفتروا يذكرون أن القرآن شعر وأن الرسول شاعر ، ولكن الجاهليين لم يقدموا على ادعاءاتهم دليلا واحدا ، حتى جاء مرغليوث وغيره فاكتشفوا من الشعر الجاهلي ما لم يعرفه أهل الجاهلية .. والعجب العجاب ، أن هذا المستشرق ومن لف لفه ينكرون الشعر الجاهلي جملة ، أما في مقام الطعن على القرآن الكريم فالشعر الجاهلي عندهم صحيح ..
إن ديوان امرئ القيس المطبوع بشتى الروايات يتضمن قسمين : ما صحت نسبته إلى امرئ القيس ، وما تحل على امرئ القيس ، والأبيات المذكورة في المقال ليست في الديوان ، لا في القسم الأول ولا الثاني .. مع أن من شعر امرئ القيس كما يزعمون الأغنية المعروفة (تعلق قلبي طفلة عربية   تنعم بالديباج والحلي والحلل)
تاعذر لوقوع أخطاء كتابية بسبب السرعة ..
 
*داوود
6 - مايو - 2008
القرآن الكريم وشعر امرىء القيس    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 

أخي داوود أساعدك في هذا الصدد بنسخ ما أشرت إليه هنا، ونصه:
القرآن الكريم وشعر امرىء القيس
الاثنين :31/01/2005
(الشبكة الإسلامية) مركز البحوث بالشبكة

الشبكة الإسلامية >> القرآن الكريم >> شبهات حول القرآن >> شبهات أخرى

http://www.islamweb.net/ShowPic.php?id=79229

متابعة لدفع الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، نقف اليوم مع شبهة تمسك بها بعض الجهلة من النصارى وغيرهم، وحاصلها الادعاء بأن القرآن الكريم قد اقتبس من شعر امرىء القيس عدة فقرات منه، وضمنها في آياته وسوره، ولم يحصل هذا الأمر في آية أو آيتين، بل هي عدة آيات كما يزعمون .
وإذا كان الأمر كذلك، لم يكن لما يدندن حوله المسلمون من بلاغة القرآن وإعجازه مكان أو حقيقة، بل القرآن في ذلك معتمد على بلاغة من سبقه من فحول الشعراء وأساطين اللغة .
وقد استدل هؤلاء بما أورده المناوي في كتابه ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ) [ 2 / 187 ] ، حيث قال ما نصه: " وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل، فقال:
يتمنى المرء في الصيف الشتاء حتى إذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد = قتل الإنسان ما أكفره
وقال:
اقتربت الساعة وانشق القمر = من غزال صاد قلبي ونفر
وقال:
إذا زلزلت الأرض زلزالها = وأخرجت الأرض أثقالها
تقوم الأنام على رسلها = ليوم الحساب ترى حالها
يحاسبها ملك عادل = فإما عليها وإما لها " ا.هـ
وقد أورد بعضهم شيئا من الأبيات السابقة بألفاظ مختلفة، فقال بعضهم إن امرأ القيس قال:
دنت الساعة وانشق القمر = غزال صاد قلبي ونفر
مر يوم العيد بي في زينة = فرماني فتعاطى فعقر
بسهام من لحاظ فاتك = فر عني كهشيم المحتظر
وزاد بعضهم فقال:
وإذا ما غاب عني ساع = كانت الساعة أدهى وأمر
وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: { قتل الإنسان ما أكفره } وقوله تعالى: { اقتربت الساعة وانشق القمر } وقوله تعالى: { إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها } وقوله تعالى: { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } وقوله تعالى: { فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر } وقوله تعالى: { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } .
وهذه الشبهة منقوضة بأكثر من عشرين وجهًا، وبيان ذلك فيما يلي:



الوجه الأول: أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءًا منها .


الوجه الثاني: أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان امرىء القيس ، على اختلاف طبعاته، ونسخه ورواياته، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه .


الوجه الثالث: أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة الأعلم الشنتمري ، ونسخة الطوسي ، ونسخة السكري ، ونسخة البطليوسي ، ونسخة ابن النحاس وغيرها، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ، لا من قريب ولا من بعيد، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده .

الوجه الرابع: أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه، وما نسب إليه من ذلك، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله، ولا على أنها مما نحل عليه – أي نسب إليه وليس هو من قوله – ومنها دراسة للأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس ، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح، وما نحل عليه ومن نحله، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة .

الوجه الخامس: أن امرأ القيس وغيره من الشعراء قد نحلت عليهم العديد من القصائد فضلا عن الأبيات، بل نحل على بعضهم قصص كاملة لا زمام لها ولا خطام، وقضية نحل الشعر ونسبته لقدماء الشعراء أمر معروف لا يستطيع أحد إنكاره، وقد عرف عن حماد الراوية و خلف الأحمر أنهم كانوا يكتبون الشعر ثم ينسبوه إلى من سبقهم من كبار الشعراء، وقد ذكر ابن عبد ربه – وهو من المتقدمين توفي سنة 328 هـ - في كتابه ( العقد الفريد ) في باب عقده لرواة الشعر، قال: " وكان خَلف الأحمر أَروى الناس للشِّعر وأعلَمهم بجيّده....وكان خلف مع روايته وحِفظه يقول الشعر فيُحسن، وينَحله الشعراء، ويقال إن الشعر المَنسوب إلى ابن أخت تأبّط شَرّاً وهو:
إنَّ بالشِّعب الذي دون سَلْع = لقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ
لـ خلَف الأحمر ، وإنه نَحله إياه، وكذلك كان يفعل حمّاد الرواية، يَخلط الشعر القديم بأبيات له، قال حماد : ما مِن شاعر إلا قد زِدْتُ في شعره أبياتاً فجازت عليه إلا الأعشى، أعشى بكر، فإني لم أزد في شعره قطُّ غيرَ بيت فأفسدتُ عليه الشعر، قيل له: وما البيتُ الذي أدخلته في شعر الأعشى ؟ فقال:
وأنكرتْني وما كان الذي نَكِرتْ = من الحوادث إلا الشَّيبَ والصلعَا " ا.هـ
[ العقد الفريد 821 ]
وقال الصفدي - المتوفى سنة 764 هـ - في كتابه ( الوافي بالوفيات ) في ترجمة خلف الأحمر : " خلف الأحمر الشاعر صاحب البراعة في الآداب، يكنى أبا محرز ، مولى بلال بن أبي بردة ، حمل عنه ديوانه أبو نواس ، وتوفي في حدود الثمانين ومائة. وكان راوية ثقة علاّمة، يسلك الأصمعي طريقه ويحذو حذوه حتى قيل: هو معلِّم الأصمعي ، وهو و الأصمعي فتَّقا المعاني، وأوضحا المذاهب، وبيَّنا المعالم، ولم يكن فيه ما يعاب به إلا أنه كان يعمل القصيدة يسلك فيها ألفاظ العرب القدماء، وينحلها أعيان الشعراء، كـ أبي داود ، و الإيادي ، و تأبَّط شراً ، و الشنفري وغيرهم، فلا يفرَّق بين ألفاظه وألفاظهم، ويرويها جلَّة العلماء لذلك الشاعر الذي نحله إيّاها، فمّما نحله تأبَّط شرّاً وهي في الحماسة من الرمل:
إنّ بالشِّعب الذي دون سلعٍ = لقتيلاً دمه لا يطلُّ
ومما نحله الشّنفري القصيدة المعروفة بلامية العرب وهي من الطويل:
أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم = فإني إلى قومٍ سواكم لأميل
..... قال خلف الأحمر : أنا وضعت على النابغة القصيدة التي منها: من البسيط
خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ = تحت العجاج وأخرى تعلك اللُّجما
وقال أبو الطيب اللّغوي : كان خلف الأحمر يصنع الشعر وينسبه إلى العرب ، فلا يعرف. ثم نسك، وكان يختم القرآن كلّ يوم وليلة . ". اهـ
ومثل ذلك ذكره ياقوت الحموي - المتوفى سنة 626 هـ - في كتابه ( معجم الأدباء ) ( 4 / 179 ) في ترجمة خلف الأحمر .
ونقل أبو الحسن الجرجاني – المتوفى سنة 392 هـ - في كتابه ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ) ص24 - وهو يناقش من يعترض عليه بأن شعر المتقدمين كان فيه من متانة الكلام، وجزالة المنطق وفخامة الشعر، ما يصعب معه أن ينسج على منواله، ولو حاول أحد أن يقول قصيدة أو يقرضَ بيتاً يُقارب شعر امرئ القيس و زهير ، في فخامته، وقوة أسْره، وصلابة معجَمه لوجده أبعد من العيّوق مُتناولاً، وأصعبَ من الكبريت الأحمر مطلباً ؟ .
فرد على المعترض قائلا: " أحلتك على ما قالت العلماء في حمّاد و خلَف و ابن دأْب وأضرابِهم، ممن نحلَ القدماءَ شعره فاندمج في أثناء شعرهم، وغلب في أضعافه، وصعُب على أهل العناية إفرادُه، وتعسّر، مع شدة الصعوبة حتى تكلّف فلْي الدواوين، واستقراءُ القصائد فنُفِي منها ما لعلّه أمتن وأفخم، وأجمع لوجوه الجوْدة وأسباب الاختيار مما أثبت وقُبِل " .
[ راجع الأعلام 2 / 358. معجم البلدان 11 / 64. أنباء الرواة 1 / 348. الفهرست ص / 50. طبقات الشعراء ص /147 ]
وإنما أوردنا كل هذه النقولات لنثبت أن وقوع النحل في شعر العرب أمر وارد وحاصل، وقد أوردنا لك كلام المتقدمين، الذين عرفوا كلام العرب وأشعارهم، وسبقوا المحدثين والمستشرقين، أما المعاصرون، فقد قال الأستاذ محمد أبو الفضل في مقدمة دراسته عن امرىء القيس وشعره: " استفاضت أخباره على ألسنة الرواة، وزخرت بها كتب الأدب والتراجم والتاريخ، ونسجت حول سيرته القصص، وصيغت الأساطير، واختلط فيها الصحيح بالزائف، وامتزج الحق بالباطل، وتناول المؤرخون والأدباء بالبحث والنقد والتحليل، وخاصة في العصر الحديث ... وفي جميع أطوار حياته منذ حداثته وطراءة سنه، إلى آخر أيامه، قال الشعر وصاغ القريض ... وأصبح عند الناس قدر وافر من قصيده، فنحلوه كل شعر جهل قائله، أو خمل صاحبه، من جيد يعسر تمييزه عن شعره، ورديء سفساف مهلهل النسج، سقيم المعنى، وللعلماء من القدماء حول هذا الشعر وتحقيق نسبته إليه أقوال معروفة مشهورة " اهـ [ امرؤ القيس ص 6 ]
فلو نسبت الأبيات التي هي موضع الشبهة إلى امرىء القيس دون سند أو برهان، فلا شك حينئذ في أنها منحولة ومكذوبة عليه، ومع ذلك فإنه حتى في المنحول الذي يذكره من جمع شعر امرئ القيس وما نحل عليه لا تذكر هذه الأبيات .

 
*صبري أبوحسين
6 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
(هجوم على القرآن الكريم)
مقدمــة :
نقل الأستاذ صبري أبو حسين إلى موقع الوراق جزءا من مقال بعنوان (هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!) وختمه بالقول : (فهل من قارئ هذا المقال؟ وهل من رادٍّ عليه بطريقة عقلية بحثية؟!) ولما دخلت الرابط ، وجدت موقعا صليبيا يدعى (إسلاميات) على مبدأ (قـرّاديات) . ووجدت الهجوم منصباً على الله والنبي والقرآن والإسلام وجبريل ، وليس على موقف القرآن الكريم من الشعر .. ووجدت أغلب التهم والشواهد لا علاقة لها بموقف القرآن الكريم من الشعر، وإنما سيقت للتغطية على مطاعن تريد الصلعمية تمريرها ؛ للتنفيس عن إحن وأحقاد لم تكن دفينة قط . وأنا على ثقة من أن طبيعة الرد الصادق لا تهم الناشر المتلطي تحت اسم (ناهد فيبي) ، فالمهم عنده هو أن يجد من يرد عليه ولو بصفعة ؛ لأن ذلك يمثل بالنسبة له انتشار المقال في موقع آخر، وهو أحد الأهداف المقصودة . ووسمتُ المقالة بـ (الصلعمية) لاستخدامها لفظ (صلعم) بدلا من (صلى الله عليه وسلم) هزواً ..
وقد جاءت معظم التهم والمطاعن بلا شواهد ، ثم جمعت الشواهد في نهاية المقال ، على شكل أبيات منسوبة لامرئ القيس وشعراء جاهليين مغمورين ، وفيها ألفاظ مماثلة لألفاظ قرآنية ، لتزعم أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سرق القرآن الكريم من أولئك النكرات ، وكأن الألفاظ وقف على فرد أو زمن . وقد وجدتُ ردودا (عقلية بحثية) نقل الأستاذ صبري من أحدها - مشكورا - خمسة أوجه من أصل واحد وعشرين ، ثم أكمل الحديث عن خلف الأحمر . وقد نفت الردود صحة نسبة تلك الشواهد إلى العصر الجاهلي وشعرائه ؛ لأنها لم ترد في أيٍّ من مصادر الشعر العربي الموثوق أو المنحول ، لذا بطل الاستدلال بها جميعا . ولو كانت جاهلية حقا لتلقفها الجاهليون وواجهوا بها النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ . ثم اتضح أن تلك الشواهد هي من منحول مستشرقة القرن التاسع عشر ، الذين شككوا في الشعر الجاهلي حين كانوا يرون أنه شاهد على إعجاز القرآن الكريم ، فلما أوحى إليهم شياطينهم بأن هذا الشعر مصدر القرآن الكريم ، نكسوا على رؤوسهم ، وزعموا بأن القرآن الكريم الذي لا يؤمنون بقدسيته ، سرق من الشعر الجاهلي الذي لا يؤمنون بوجوده ، من دون أن يتراجعوا عن سابق أكاذيبهم وافتراءاتهم ..
وأذكـّر في هذه المقدمة بما يلي : أعداؤنا بغوا علينا بما لا نستطيع الرد عليهم بمثله :
·        سبّوا إلهنا ونحن لا نسبّ ؛ لأن الله إله العالمين ، فهو إلهنا وإلههم ..
·        شتموا نبينا ، ونحن لا نشتم ؛ لأنهم أنبياء الله ، فهم أنبياؤنا أيضا..
·        سخروا من ديننا ، ونحن لا نسخر ؛ لأن الدين كله لله ..
·        يحتجون بحرية الرأي ، وكأن الشتيمة رأي والسخرية حضارة ..
·        نحن نؤمن بالمسيح ولا نتبعه ، وهم يؤمنون بموسى ولا يتبعونه ..
·        من الكفر أن تحب من صلب المسيح ، وتكره من يحترم المسيح ..
·        اقتضت حكمة الله التدرج ، ولو شاء لأرسل نبيا واحدا وشريعة واحدة..
·        لم يقدموا دليلا علميا قط ، ولن يقدموا شاهدا صحيحا عَوْضُ ..
وعلى الرغم من قناعتي ، التي ستتضح مع تقدم الرد خطوة خطوة ، بأن هدف المقال هو الدس والطعن ، وليس البحث العلمي العقلي . واعترافا مني بجهود الأستاذ صبري ، الذي تجشم نسخ قسط كبير من الردود ، قررت إعادة تدوين ما تيسر لي من ردودي على الصلعمية .
وقد تركت عبارة الأصل [بين قوسين] والخطأ اللغوي فيه تحته خط . وحذفت ما يسمح به الاختصار ، مما لا يؤثر في جوهر الموضوع ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ديوان العرب :
بدأت الصلعمية بالقول : [الشعر ديوان العرب فبه حفظت أنسابهم وعرفت ، وتاريخ حروبهم وأيامهم بحلوها ومرها وعاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم ومعتقداتهم] وهي كلمة مكرورة ، ولكنها هنا تبطن باطلا .. ولو كانت صوابا لقام الشعر مقام التاريخ والعقائد وعلم الاجتماع [وكانت العرب تقيم الشعر مقام الحكمة و العلم] وهذا غير صحيح ؛ لأن الشعر مشتق من الشعور بمعنى الإحساس ، أما الشعور بمعنى " العلم والإدراك والفطنة " وأن الشاعر سمي شاعرا " لعلمه وفطنته " فهذا في أصل الوضع ، ثم صار يطلق على كل من يقرض بيتا من الشعر ، ولو كان أغبى خلق الله . أما قولهم " ليت شعري بمعنى ليتني أعلم " روى أساتذتنا أنها بمعنى "ليتني أشعر" أو أحس ، وهو مما يستوي فيه الشاعر والناثر والعاقل والأعجم .  
منزلة الشعر:
[وكان الشعر عندهم أكثر تقديرا وقيمة وأعلى كعبا وأبقى أثرا] وهذا وهمٌ شائع ، أخذه الخلف عن السلف دون تمحيص . واللوم على دعاة التجديد والحداثة ، الذين أسرفوا في رفض كل قديم ، ولكنهم تمسكوا بما راق لهم من القديم كهذه المقولة ، وظلوا يتناقلونها صاغرا عن صاغر ، وكأنها من المسلمات!. والصواب أن النثر كان ولم يزل أعلى مكانة من الشعر ، وما يزال الكبراء والأمراء ، يأنفون الشعر والفن عامة ، ولا يرتضونه مهنة لهم ولا لأبنائهم ، ويرون الخطابة فوقه ، وإن كان بعض الخلفاء يوصون المربين بأن يروّوا أبناءهم الشعر وأيام العرب ، من أجل التاريخ . ويكفي النثرَ علوَّ منزلة أن القرآن الكريم نثر .. أما الحاقدون : فإن قيل لهم إن القرآن الكريم نثر فالشعر عندهم أعلى ، وإن زعموا أن القرآن الكريم شعر فالشعر عندهم من الشيطان . وأمّا أنّ الشعر [أبقى أثرا] بمعنى أسهل حفظا وأقل ضياعا من النثر ، فنعم .
من أقوال العلماء :
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : (ولولا الشعر بالعلماء يزري        لكنت اليوم أشعر من لبيد) فالشعر عند الشافعي يزري بالعلماء ولا يليق بهم ، فكيف يليق بالأنبياء؟..
وقال الإمام المرزوقي شارح الحماسة : "تأخر الشعراء عن البلغاء  لتأخر المنظوم عند العرب لأن ملوكهم قبل الإسلام وبعده يتبجحون بالخطابة ويعدونها أكمل أسباب الرياسة ويعدون الشعر دناءة ... ومما يدل على شرف النثر أن الإعجاز وقع في النثر دون النظم .."..
وجاء في صبح الأعشى للقلقشندي : الفصل الثالث . في ترجيح النثر على الشعر : "اعلم أن الشعر وإن كان له فضيلة تخصه ومزية لا يشاركه فيها غيره ... فإن النثر أرفع منه درجة وأعلى رتبة وأشرف مقاماً وأحسن نظاماً.... وناهيك بالنثر فضيلة أن الله تعالى أنزل به كتابه العزيز." ..
وقال في مواد البيان : "وقد أحست العرب بانحطاط رتبة الشعر عن الكلام المنثور ، كما حكي أن امرأ القيس بن حجر همّ أبوه بقتله حين سمعه يترنم في مجلس شرابه بقوله : (اسقيا حِجراً على علاته ... من كميت لونها لون العلق)
وقال في الصناعتين : "والذي قصر بالشعر كثرته وتعاطي كل أحد له حتى العامة والسفلة فلحقه بالنقص ما لحق الشطرنج حين تعاطاه كل أحد." ..
فالنثر أعلى منزلة من الشعر .. ولكن ما الذي قلب الحقيقة؟ وجعل القوم يظنون أن الشعر أعلى منزلة من النثر؟. إنه (كثرة الشعر والشعراء) كما قال صاحب الصناعتين ، فظن العامة الشعر أعلى منزلة من النثر ، فتكالبوا عليه ليرفعهم ، فانحدروا به أو انحدر بهم . وكذلك وقع للملحنين والمغنين ، الذين راحوا يراعون ذوق الجمهور ، وصار شعارهم (هكذا يريد الجمهور) فهبط الجمهور بهم وبفنونهم بدل أن يرتقوا به أو يرتقي بهم .. ولقد جعل الله الناس بعضهم فوق بعض درجات ، صاعدا بهم إلى الأوج ، فأبى أكثرهم إلا أن يكون بعضهم تحت بعض دركات ، هابطين بأنفسهم إلى الحضيض ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 3    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
مكانة الشاعر :
[أما القبيلة التي كان يظهر فيها شاعرا قديرا فيصبح مفخرتهم وتأتيها القبائل للتهنئة ...] وهذا من الوهم الشائع والأباطيل التي رددتها كتب الأدب ، والدليل قول الصلعمية نفسها : [فالشاعر للقبيلة درع واقي ... وتعمل له القبائل المجاورة ألف حساب خوفا من هجائه الذي لا تمحوه السنين ... وعندما نزل الحطيئة المدينة جمعت له قريش العطايا خوفا من شره.] ومن فمك أدينك ، فمكانة الشاعر هي مكانة خوف لا مكانة احترام ، وحتى قبيلة الشاعر كانت لا تأمنه على نفسها ، فلا عهد لشاعر . فربما هجا الشاعر قبيلته وأبناء قبيلته كما فعل دعبل الخزاعي حين هجا المطلب بقوله :
(شعارك في الحرب يوم الوغى = إذا انهزموا عجلوا عجلوا .. فأنت لأولهم آخر = وأنت لآخرهم أول)  وربما هجا أبناء شيعته كما فعل دعبل حين هجا الكميت ، وربما هجا نفسه كما فعل الحطيئة بقوله:
(أرى لي وجها قبح الله خلقه = فقبح من وجه وقبح حامله)
وإذا تناسبت الرجال ، فما رأينا قبيلة عدّت شاعرها من بين مفاخرها ومآثرها .. وعلى الرغم من أن الشاعر هو الذي كان يسجل تلك المفاخر ، فما وجدنا شاعرا عدّ نفسه أو أحدا من شعراء قبيلته في مآثرها . ومع أنهم افتخروا بالكرم والشجاعة  والمروءة ، وافتخروا بالظلم والشر وقطع الرحم ، وربما أبدوا أسفا لتقصيرهم في الظلم والشر ، ولكنهم لم يجعلوا شاعرهم من بين مآثرهم ومفاخرهم قط . وتتابع : [وربما أبيات من الشعر وقعها أقوى من السيوف والنبل.] وهذا ليس بدعا ، فهو قول معروف مشهور ؛ لأن العربي يخشى الكلمة على عرضه أكثر من خشيته السيف على نفسه ، وقد قال شاعر العرب قدماً : ((جراحات السنان لها التئام = ولا يلتام ما جرح اللسان)) ولعل من استبدل خوف السنان بخوف اللسان قد استبدل بعربيّته العجمة أيضاً ، وصار من أمة (والله إن فعلتها ثانية تخاصمت أنا وأنت)
أسواق الشعر :
[وكان الشعراء يحضرون الأسواق والمواسم يلقون فيها من أشعارهم وتجتمع القبائل والعشائر من كل حدب وصوب فتسمع للشعر والشعراء] هذا صحيح ، ولكنه توطئة خبيثة لمطعن أخبث [... وإن كان للشعر تلك المنزلة عند عرب الجاهلية فلم يكن موقعهم في القرآن أقل.] .. وهذا غير صحيح البتة .. فقد أسلفت بأنه لم تكن للشعر عند عرب الجاهلية تلك المنزلة العالية ، أما في القرآن الكريم فمنزلتهم أدنى من ذلك بكثير ، وهذا من جهل الصلعمية ، وسيأتي تفصيل هذا في فقرة لاحقة .. وإذا كانت القبيلة تحابيهم خوفا من شرهم ، فالقرآن الكريم ليس قبيلة فيحابي ..
الشعر يضع ولا يرفع :
[وكم من شعراء لا نسب لهم بل هم في عداد العبيد خلد ذكرهم بينما أسيادهم طواهم النسيان منذ أمد بعيد ويحضرني منهم عنترة العبسي]...وهذا غير صحيح أيضا .. فالشعر يضع ولا يرفع . وقد روي أن النابغة الذبياني كان من الأشراف الذين غضّ الشعر منهم ، ويروى أن النابغة الجعدي كان سيداً في قومه لا يقطعون أمراً دونه وأن قول الشعر نقصه وحط رتبته." وكان حريا بالمقالة التي استخدمت (كم) الخبرية ، أن تذكر شاعرا آخر على الأقل رفعه شعره غير عنترة ، كعروة بن الورد مثلا ، ليستقيم لها استعمال (كم) التكثيرية . مع أن عنترة وعروة لم يكونا عبدين بلا نسب قط ، فكل منهما هو ابن سيد قومه ، ولم يرفعهما شعرهما ، وإنما رفعهما نسبهما أولا ، ثم الفروسية والخلق العربي الكريم . فهل وجدنا شعراً رفع لصا أو صعلوكا فصار أميرا أو عالما أو حتى شاعراً محترما؟!. فما وزن الشنفرى وتأبط شرا والسليك بن السلكة غير قصيدة ، عرف كل منهم بها من بين الصعاليك لا الأشراف ، ولعلها من نحل خلف الأحمر؟. وقد شهر هؤلاء بصعلكتهم ، أكثر مما عرف خلف بكذبه ونحله وانتحاله . ولقد كان بعض الشعراء كبشار بن برد مثلا أدنى من قطاع الطرق منزلة وأضل سبيلا ، وما فقه (بُرد) عنا ببعيد ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم4    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
ثقافة الناقد :  
تتابع المقالة [لست أنا الخنساء ولا أدعي ... ولا متمكنة من علم القوافي والعروض] شرفت الخنساء أن تزعم (ناهد فيبي) أن تكون هي إياها ، ولكن .. أيحق لمن لا يتقن العروض والقافية أن يتصدى لنقد الشعر بله القرآن الكريم ؟!. أما المقالة فتصرّ على هذا : [لا يحتاج المرء أن يكون شاعرا أو دارسا للعروض أو خبيرا في ضروب الشعر وأوزانه وقوافيه حتى يتسنى له أن يرى التشابه والتطابق بين القرآن والشعر الجاهلي لا في الأفكار والمعاني فقط بل وفي الألفاظ والتراكيب أيضا] "هذا كلام له خبيء ، معناه ليست لنا عقول" وهل يحتاج المرء أن يتقن القراءة والكتابة حتى يتسنى له أن يكون أستاذاً؟!. فماذا يحتاج المرء إذاً حتى يتسنى له أن يرى ما ترى الصلعمية ؟. لعله يحتاج إلى قليل من الضغن والحقد!. وكثير من الجهل والادعاء !!. وهنا يبدأ الهجوم على القرآن الكريم ..
أين التشابه  : 
أما قولها السابق عن [التشابه والتطابق] فتكرره ثانية بإصرار: [ووجد التطابق التام بين القرآن وتراكيبه وأفكاره وبين أشعار عرب الجاهلية قبله] لقد صار التشابه والتطابق تاما ، من دون تقديم أي دليل صحيح . فالشواهد المقدمة منحولة ، وأكرر أنها من صنع أولئك الذين أنكروا وجود الشعر الجاهلي ، حين كانوا يظنونه مرجعا لعربية القرآن الكريم ، وحين استوت في عقولهم فرية التشابه والتطابق ، اصطنعوا تلك الأبيات ، وزعموا أنها جاهلية ، ثم زعموا أن القرآن الكريم الذي لا يؤمنون بقدسيته ، قد استوحى أفكاره ومبادئه وإعجازه من ذلك الشعر الذي لا يؤمنون بوجوده .. وما أدري : أكان غباءً زعمهم أم تغابيا؟..
تشابه الألفاظ والتراكيب : 
وأما التطابق بين ألفاظ وتراكيب وأساليب القرآن الكريم وأشعار عرب الجاهلية فلا ينكره عاقل ؛ لأن القرآن الكريم نزل على العرب بلغة العرب ، وليس بالسريانية .. فلم يأت القرآن الكريم بحرف لا تعرفه العرب ولا بكلمة لا تألفها العربية ، والقرآن الكريم ينص على ذلك صراحة في قوله تعالى : (إِنا أَنزلناه قرآنا عَرَبِيا لعلكم تعقلون) وقد وردت عبارة (قرآنا عربيا) في القرآن الكريم سبع مرات ، ولم نجد عربيا قط ممن نزل فيهم القرآن الكريم زعم بأنه لا يعقله . وكل من يزعم بأن القرآن الكريم يخالف أساليب العربية ، وأنه أتى بأساليب لم تعرفها العربية ولم تألفها العرب فهو واهم أو جاهل أو مغرض . وكل ما في الأمر أن القرآن الكريم جدد في تلك الأساليب وارتقى بها . هذا ما اتفق عليه كل الذين وصفتهم المقالة الكسيحة العمياء بأنهم يمشون على رجل واحدة وينظرون بعين واحدة .. أما التطابق في الأفكار والمعاني ، فالصلعمية لم تقدم إلا الأدلة المنحولة التي أشرت إليها آنفا ، وقد سبقني إلى الرد ما نقله الأستاذ صبري قبل أيام ، من ردود ذوات وجوه متعددة ، أكثرها صفاقة عدم الخجل من النحل والتزوير والكذب في الشواهد.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم : 
والدليل على أن هدف المقالة هو الطعن لا الاتهام قولها : [فتطل علينا وجوه أعاذنا الله منها تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن ... فجل ما ينسبونه للقرآن والنبي من إعجاز فاضت به قريحة شعراء الجاهلية وأوحى لهم بها شيطان الشعر] لقد تركت الصلعمية أمر التدليل على الموضوع السابق وهو التطابق والتشابه بين القرآن الكريم والشعر الجاهلي ، ودخلت في موضوع آخر هو (الإعجاز العلمي في القرآن) بعبارة تطفح بالغِلّ والحقد والحسد . وإذا سلمنا بتطابق بعض ألفاظ القرآن الكريم والشعر الجاهل ، فقد أثبت العلماء الإعجاز العلمي في المعاني التي عبرت عنها ألفاظ القرآن الكريم ، فأين الإعجاز العلمي في الشعر الجاهلي ؟ أين الإعجاز الذي فاضت به قرائح شعرائكم أو أوحى به شياطينكم ، ونسب إلى القرآن الكريم؟! ثم ما هذا الغضب من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟. أليس الأجدى أن تكذبوا معجزة علمية قرآنية واحدة ؟. بدلا من اختلاق الشواهد المزورة ، وتكرار المزاعم والأكاذيب ، فتكرار المزاعم لا يجعلها حقائق ..
*داوود
22 - مايو - 2008
هجوم على القرآن الكريم 5    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
سخرية :
وتتابع المقالة الزعم : [وأنا هنا أريد أن استعرض بعضا مما أوحى به شيطان الشعر في الجاهلية وفاضت به قريحة شعرائها وبين ما قاله محمد بوحي من جبريل والعليم الخبير] ولا ضرورة للرد على الاستعراض ، لأنه استعراض لأكاذيب وأباطيل مختلقة ، كما هو واضح في ما نقله السيد صبري من الشواهد المنحولة والردود عليها .. وأكتفي هنا ببيان سخرية الصلعمية من جبريل عليه السلام ومن العليم الخبير سبحانه وتعالى .. وقد رد العليم الخبير على أجدادهم من قبل (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قَلبِك بإذن اللهِ مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين 97 من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فَإن الله عدو للكافرين 98 سورة البقرة)..
أثر البيئة :
وتقفز المقالة بدل الاستعراض إلى مغمز جديد : [..الإنسان أبن بيئته ولطالما تغنى العرب بالأشعار ونصبوا لها الأسواق والمواسم] أما الأسواق والمواسم فلا نكران لها ، وأما كون المرء ابن بيئته ، فهو لا يعني أن يكون صورة طبق الأصل لهذه البيئة ؛ فغالبا ما كان الأنبياء والمصلحون والمجددون في مواجهة عنيفة مع بيئاتهم ، وإلا فهل كان يسوع الإنسان ابن بيئته؟ وهنا يأتي المطعن الأخبث: [التي كان محمد يحضرها مع غيره من العرب سكان البادية ...].. وكأن الصلعمية قد حضرت تلكم الأسواق والمواسم مع النبي  صلى الله عليه وسلم وغيره من سكان البادية!. ومما يكذب زعمها أن كتب التاريخ والأدب لم ترو أن محمدا حضر سوقا للشعر أو وقف على قبة أدم قط . كما أنّ وجود شخص في باريس لا يعني أنه زار برج إيفل ، ووجود شخص في القاهرة فربما زار أبا زعبل ولم يزر أبا سمبل ، وأنا لو حملت في يميني رغيفا وفي يساري حبة بندورة (طماطم) واتجهت غربا لوصلت إلى نهر اليرموك قبل أن أنهي طعامي ، أو ألقى من سفري هذا نصبا ، ومع ذلك فلم أر هذا النهر العظيم إلى اليوم ، إلا أدنى روافده .. فمتى حضر محمد أسواق الشعر الجاهلي؟. ومع أي من كبراء العرب أو أراذلها حضر؟.
القرآن والشعراء : 
وتتجاوز المقالة واجبها ، في تقديم الدليل على حضور النبي صلى الله عليه وسلم ، لتلك الأسواق ، ولو بشاهد مزور منحول كغيره ، وتنتقل إلى فكرة أخرى فتقول : [لقد أهتم القرآن بالشعر والشعراء حتى أن هناك في القرآن سورة باسمهم هي سورة الشعراء.].. وهذا عين الجهل كما أسلفت ، فيبدو أن الصلعمية سمعت بأن في القرآن الكريم سورة اسمها (سورة الشعراء) فظنته دليلا على اهتمام القرآن الكريم بهم ، ولم تدر الجهولة بأن وجود سورة باسم الشعراء إذا لم يؤخرهم فإنه لا يقدّمهم قيد أنملة . فثمة سورة اسمها سورة البقرة ، وقد ذكِرتْ بقرة بني إسرائيل في أوائل سورتها بأفضل مما ذكِر الشعراء في آخر سورتهم . وثمّة سورة (المائدة) وليس فيها إلا (العشاء الأخير) الذي طلبه رسل السيد المسيح عليه السلام ، ثم " كفر به أحدهم  قبل أن يصيح الديك  ، وباعه أحدهم بدراهم يسيرة وأكل ثمنه.".. ويوجد في القرآن الكريم سورة (المنافقين) وسورة (المؤمنين)  وسورة (مريم) وسورة (المسد) فهل يستوون؟. وقد جاء في آخر سورة الشعراء قول الله  تعالى : (والشعراء يتبعهم الغاوون+ألم تر أنهم في كل واد يهيمون+وأنهم يقولون ما لا يفعلون+إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون+) وهذا هو كل ما ذكره القرآن الكريم عن الشعراء ، فأية مكانة هذه ؟!. من هنا يتضح جهل الصلعمية ، ليس في الشعر والعروض فحسب ، ولكن في أمور أخرى كثيرة ، تراها ليست ضرورية ، ويبدو أنها لا تملك خبرة في شيء ، وليس ضروريا ؛ لأنها تطرح أحقادا لا أفكارا ، والأحقاد لا تحتاج إلى الخبرة والفهم ولكن إلى قلة في ذلك .. وقد تبين أن القرآن الكريم لم يهتم بالشعراء ، وأن منزلتهم فيه أدنى بكثير من منزلتهم عند عرب الجاهلية ، تلك المنزلة التي كانت متدنية أيضاً ، على العكس مما هو دارج وشائع .
*داوود
22 - مايو - 2008

 
   أضف تعليقك
 1  2