أجول الحياة و أقلب صفحاتها و أعجب من تناقض أحوالها فألاحظ المال و هو ينضب عند الفقراء ليتجمع عند أصحاب الثراء فيزداد الفقير حاجة و ينقص الثري قناعة فاليأس أغرق المسكين في ظلامه و الجشع قاد الغني على جواده و البخل أصبح صفة الأغنياء و السؤال أصبح مهنة الفقراء و تجد اليوم من يملك قوت الدهر و لازال يواصل الظلم و القهر و جاره المحتاج يعيش ذليلا و لا يحتاج الا قطعة خبز كل ليلة فالبخل أزاد الثري ثراء و أوقع الفقير في ألم و بلاء فأصبح العالم كمريض في جوفه تتصارع أعضائه لتلقي حتفه فهيا نتخلق بالسماحة و العطاء ليعم الخير على كل الأحياء
|