مجلس : الرواية والقصة

 موضوع النقاش : وجهة نظر    قيّم
التقييم :
( من قبل 1 أعضاء )

رأي الوراق :

 صبيحة  
20 - أبريل - 2008
وجهة نظر
 
تأخرت في العودة الى منزلي ، ككل مرة يستغرقني العمل النهاري ، فأظل أتابع الطلاب ، الى ان ينصرف آخرهم ، بصحبة احد أبويه ، أيمم وجهي شطر المنزل ، الذي اطمح ان أجد فيه راحة ، من عناء عمل يستغرق الكثير من جهدي ، حارقا أعصابي ، أتوجه  ماشية على قدمي ، فالمنزل قريب جدا من مكان عملي ، ولا يتطلب مني وسيلة أخرى للنقل ، سوى قدمي اللتين أوصاني الطبيب بحسن استخدامهما
كل شيء مهيأ في المنزل ، وليس علي الا عمل السلطة ، التي لايمكن تجهيزها في وقت سابق ، على موعد تناول الطعام ، غسلت الخضر اللازمة لعمل تلك السلطة ، وأوصيت ولدي اليافع ، البالغ من العمر أربعة عشر ربيعا ، الا يسرع في تناول الطعام لأني احرص على ان يكون طعامه كاملا
 هالني ان أجد في منزلي شخصا آخر ، لم أكن أتوقع ان يكون اليوم حاضرا ، وفي غيابي ، اخبرني ابني انه سمع دقا خافتا على الباب ، وحين استفسر عمن يكون الطارق ، وجد امرأة لايعرفها ، أخبرته أنها صديقة أمه ، وهي تريد ان تكون وقت تناول الغداء ، ولان ولدي قد علمناه منذ الصغر ان يحسن استقبال الضيوف ، فلم يعرف كيف يرد على الضيفة ، فرحب بها ، داعيا إياها الى الدخول والانتظار ، فعودتي أصبحت وشيكة.
سألت  الضيفة ماذا يكون طعام الغداء ؟
لم يكن ولدي يعرف ، دخلت مطبخي ، وفتحت القدور ، و عرفت ما هو موجود فيها ، فأرادت ان تضيف صنفا آخر تحبه ، لم يكن من الأطعمة المتوفرة ، فتناولت لحما من  مجمدة الثلاجة ، وأنواعا من الخضر ، وشرعت في تقطيعها ، وضعتها على النار ،  وشرعت تنتظر أوبتي  ، وهي تشكو الجوع ، و تأخري في العودة
 كان أبي في زيارتي ،  وقد خرج من المنزل تلك الآونة ، وعاد رفقة زوجي ، والاثنان لايعلمان ان شخصا آخر في المنزل  ، قد دعا نفسه على طعام الغداء ، وشرع في عمل أصناف لم تكن ربة المنزل قد هيأتها.
الطريق طويل ، والسيارات تملأ المكان ، وعبور المشاة عسير جدا  ، فالسائقون يحبون ان يصلوا الى منازلهم في أقل وقت ، بعد ان امضوا نهاراتهم في عمل مضني ، آن لهم أن يستريحوا منه
-        أف ، تأخرت أمك ، أين تمضي بعد العمل ؟
-        لااحد لها غيرنا ، والطريق متعب
-         ان تأخرت سوف أتناول طعامي ، أنا جائعة
  وصلت المنزل ، فاجأني الوضع ، السيدة رأيتها مرتين  فقط ، وفي مناسبات متباعدة
 سمعت شكوى ولدي الصامتة ، وهدأت من غضبه ، فنحن أسرة تحسن استقبال ضيوفها ، رغم عدم معرفتها بهم
وضعت القدور على النار ،  ليسخن الطعام ، ريثما أغير ملابسي ، جهزت المائدة ، وضعت عليها الصحون والملاعق ،  نقلت الأطعمة المطبوخة  ، دعوت أفراد عائلتي
جميعنا كان صامتا ، لايعلم ماذا يقول ؟ في وضع لم يكن يعلم انه سيكون مجبرا عليه ، ضيفتنا كانت تتكلم باستمرار ، شاكية من بؤس حالتها ، ونحن نحاول أن نطمئنها ، ان كل شيء سيتبدل ، وانه بالجهد يحقق المرء أحلامه
طرحت علينا الضيفة سؤالا ، لم اعرف كيف أجيبها عنه
-        أنت لديك ثلاثة رجال ، ولا واحد لي ، أعطيني واحدا منهم
 فكرت فليلا ،  فلم أجد الجواب الشافي ، لكني نطقت أخيرا
-        ولدي ما زال صغيرا ، وليس بمقدوري ان أنجب غيره ، وأبي لايمكنني ان امنحه لغير أمي  ، وزوجي خذيه إن كان يرغب
نظر إلي زوجي باستنكار ، وقام دون ان  ينبس بشفة ، نظر أبي بعتاب
  صرخ ولدي  :
-        لا أريد
 
 
 
 
 
 
                                                                        صبيحة شبر
                                                                        


*عرض كافة التعليقات
تعليقاتالكاتبتاريخ النشر
أين أنت يا أستاذة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
وأخيرا ... وبعد غياب طويل ... تعود الأستاذة صبيحة لتتحفنا بروائع أدبها الأصيل، ولكن أخشى أن تكون أخطأت في المواقع فنشرت هذه القصة في الوراق وهي تظن أنها تنشرها في موقع آخر من تلك المواقع التي تحظى بمشاركات يومية من قلمها الفنان. على كل حال لا أجد بدا من القيام بواجبي في الترحيب بعودة الأستاذة صبيحة، منتظرين عودة الأستاذات والأستاذين الذين أطالوا علينا الغيبة ..
*زهير
20 - أبريل - 2008
لائحة الاتهام تطول..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
* في القصة التي حملت عنوان المجموعة تتركنا الكاتبة في قاعة وسط عدد قليل من الحضور وتكون الراوية مشدودة اليدين مكممة الفم تسمع ما يقوله الادعاء في حقها ص 60:
تهمك كثيرة سيدتي، أنت واقفة منذ دهر، تورم منك القدمان، وانتفخ الساقان وانتفض القلب، وأرعد وأزبد يبست شفتاك ثم تكمل القاصة ربطوا فمك فماذا يمكنك أن تفعلي? طالما انتفضت ثرت قاومت، قواك أوشكت على الانطفاء وعيناك المربوطتان ما زالتا وهاجتين?. ..

* ...  يرجى الاطلاع على :
 
يوميات القاصة العراقية صبيحة شبر في المغرب..
 
29 - مايو - 2007
موضوع النقاش : القصة القصيرة    
ص.  4
 
*abdelhafid
20 - أبريل - 2008
وكيف أنسى أخوتي ؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي العزيز الأديب زهير
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
الوراق معي وانا أتجول بين المواقع العربية ، أنشر كلمة هنا واخرى هناك ، الوراق بمواضيعها الجادة الهادفة ، وحرصها الجميل على تقديم المفيد للقاريء العربي
تحية لكم اخوتي الأعزاء
*صبيحة
21 - أبريل - 2008
لك التحية والاكرام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أخي العزيز الأديب عبد الحفيظ
كم أسعدني انك مطلع على قصصي ، متابع لما ينشر عنها ، وهذه القصة( لائحة الاتهام تطول) احب القصص الى نفسي ، فهي تدافع عن الشعب العراقي ، الذي كثيرا ما توجه له الاتهامات انه أهل الشقاق والنفاق ، لقد قسموا بلداننا ، ثم وجهوا لكل شعب من شعوبنا تهمة
*صبيحة
21 - أبريل - 2008
بصراحة... بديعة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم
 
أعجبتني القصة فعلاً، وليس لي أي تعليق على الخيوط البديعة فيها، وأنا أرى أن المبدع هو الشخص الذي يستثير فيك شيئاً.. وهذا ما حصل معي..
 هو محور القصة الذي استثار فيَّ أشياء تجعل يديَّ ترتجفان وأنا ألمس أزرار لوحة المفاتيح.. محور القصة الذي يسكن داخل أدمغتنا ويأبى أن يزول.
منذ أن دخل ذلك (المتطفل) أحد منازلنا وإلى الآن لا نعرف ماذا نفعل، نطالبه على استحياء بالرحيل، أو أن يعطينا شيئاً من منزلنا القديم، لكنه دائماً لا يفعل، فنسكت، فالسكوت هو الوحيد الذي احترفناه..
عشقنا الأماني دون العمل، فدخل متطفل آخر إلى منزل آخر من منازلنا، وتعود الحكاية الأولى لنطالبه بالرحيل على استحياء أيضاً، ويعود للرفض، ونعود للسكوت..
الطامة الكبرى أنه لا يكتفي بالرفض، بل يرفض ويقتل، يرفض ويقتل، حتى سمعت أحدهم يقول: يا أخي هل بقي فلسطينيون؟!!.. هل بقي عراقيون؟!!.. هل بقي وهل بقي..
ما زالت حكاية التطفل مستمرة.. وما زلنا خجولين.. كيف لا ونحن نفتخر دائماً بحسن الضيافة؟!!..
*أحمد عزو
28 - مايو - 2008

 
   أضف تعليقك