لما ضاقت بنا الأحوال و صعب علينا جلب المال و كان الأتي أقل من الراحل و أكثر قليلا من القاحل و
كانت أهم أمالينا أن نحيا فقط فى سكينة فالحاجة قصمت ظهرنا و انتصر علينا فقرنا فقررنا هجر
البلدان و البحث وراء الأمان فبلاد الله واسعة و الاراضي مترامية شاسعة و لما وصلنا الى ارض
الأغراب و تركنا أغلى الأحباب بدأ المال يملأ جيوبنا و أحسسنا أكثر بوجودنا و لما اكتفينا و صلح
أمرنا و رجعنا لوطننا و مسقط رأسنا وجدنا الأحباب أغرب من الأغراب و المشاعر طارت مع
السحاب و جفاء الأحساس شاع بين الناس فتجرعنا اليأس و مرارة الكاس و أسفنا على ما وصلنا اليه
من مآس و علمنا أن الوطن لا يباع حتى بالماس
|